السَّرَفُ مُحَرَّكَةً : ضِدُّ الْقَصْدِ كما في الصَّحاحِ والعُبَابِ وفي اللِّسَانِ : مُجَاوَزَةُ القَصْدِ وقال غيرُه : هو تَجَاوُزُ ما حُدَّ لك
السَّرَفُ أَيضاً : الإِغْفَالُ والْخَطَأُ وقد سَرِفَهُ كَفَرِحَ : أَغْفَلَهُ وجَهِلَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ قال وحَكَى الأَصْمَعِيُّ عن بَعْضِ الأَعْرَابِ ووَاعَدَهُ أَصْحابٌ له مِن المَسْجِدِ مَكَاناً فأَخْلَفَهُمْ فقِيل له في ذلك فقال : مَرَرْتُ بكُمْ فسَرِفْتُكُم أَي : أَغْفَلْتُكُمْ ومنه قَوْلُ جَرِيرٍ يَمْدَحُ بني أُمَيَّةَ :
أَعْطَوْا هُنَيْدَةَ يَحْدُوهَا ثَمَانِيَةٌ ... مَا فِي عَطَائِهِمُ مَنٌّ ولاَ سَرَفُ أَي : إِغْفَالٌ ويُقَال : ولا خَطَأٌ أَي لا يُخْطِئُونَ مَوْضِعَ العَطَاءِ بأَن يُعْطُوه مَن لا يَسْتَحِقُّ ويَحْرِمُوا المُسْتَحِقَّ
السَّرَفُ مِن الْخَمْرِ : ضَرَاوَتُهَا ومنه حديثُ عَائِشَةَ رَضِيَ اللهُ عَنْهَا ( إنَّ لِلَّحْمِ سَرَفاً كَسَرَفِ الخَمْرِ ) أَي : مَن اعْتَادَهُ ضَرِىَ بأَكْلِهِ فأسْرَفَ فيه فِعْلَ المُعَاقِرِ في ضَرَاوَتِهِ بالخَمْرِ وقِلَّةِ صَبْرِه عنها أو المُرَادُ بالسَّرَفِ : الغَفْلَةُ أو الفَسَادُ الحاصِلُ مِن جِهَةِ غِلْظَةِ القَلْبِ وقَسْوَتِهِ والجَرَاءَةِ علَى المَعْصِيَةِ والانْبِعَاثِ للشَّهْوَةِ قال شَمِرٌ : ولم أسْمَعْ أنَّ أَحَداً ذَهَبَ بالسَّرَفِ إِلَى الضَّرَاوَةِ قال : وكيف يكونُ ذلك تَفْسِيراً له وهو ضِدُّهُ والضَّرَاوَةُ للشَّيءِ : كَثْرَةُ الاعْتِيَادِ له والسَّرَفُ بالشَّيءِ : الجَهْلُ به إِلاَّ أَن تَصِيرَ الضَّراوَةُ نَفْسُهَا سَرَفاً أَي : اعْتِيادُه وكَثْرَةُ أَكْلِهِ سَرَفٌ وقيل : السَّرفُ في الحديثِ : مِن الإِسْرافِ فِي النَّفَقَةِ لِغَيْرِ حَاجَةٍ أَو في غيرِ طَاعَةِ اللهِ : السَّرَفُ جَدُّ محمدِ بنِ حاتِمِ بنِ السَّرَفِ المُحَدِّثِ الأَزْدِيِّ عن مُوسَى بن نُصَيْرٍ الرَّازِيِّ وعنه عُمَرُ بنُ أَحمدَ القَصَبَانِيُّ . وفي الْحَدِيثِ : ( لا يَنْتَهِبُ الرَّجُلُ نُهْبَةً ذَاتَ سَرَفٍ وهُو مُؤْمِنٌ أَي : ذَاتَ شَرَفٍ وقَدْرٍ كَبِيرٍ يُنْكِرُ ذلك الناسُ وَيَتَشَرَّفُونَ إِليه ويَسْتَعْظِمُونَه ويُرْوَى بِالشِّينِ المُعْجَمَةِ أَيْضاً كما سَيَأْتي
( و ) سَرِفٌ كَكَتِفٍ : ع على عَشْرةِ أَمْيَالٍ مِن مَكَّةَ وقيل : أَقَلّ أَو أَكْثَر قُرْبَ التَّنْعِيمِ تَزَوَّجَ به النبيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّمَ مَيْمُونَةَ بنتَ الحارِثِ الهِلاَلِيَّةَ رَضِيَ اللهُ عنها سَنَةَ تِسْعٍ مِن الهجرَةِ في عُمْرَةِ القَضَاءِ وَبَنَى بها بسَرِفٍ وكانتْ وَفَاتُهَا أَيضاً بسَرِفٍ ودُفِنَتْ هنالك قال خِدَاشُ بنُ زُهَيْرٍ :
" فإِنْ سَمِعْتُمْ بجَيْشٍ سَالِكٍ سَرِفاًأَو بَطْنَ مَرٍّ فأَخْفُوا الجَرْسَ واكْتَتِمُوا وقال عُبَيْدُ اللهِ بنُ قَيْسِ الرُّقَيَّاتِ :
" سَرِفٌ مَنْزِلٌ لِسَلْمَةَ فالظَّهْرَانُ منها مَنَازِلٌ فالْقَصِيمُ وقال قَيْسُ بنُ ذَرِيْحٍ :
" عَفَا سَرِفٌ مِنْ أَهْلِهِ فَسُرَاوِعُ وقد تَرَكَ بعضُهم صَرْفَهُ جَعَلَه اسْماً للبُقْعَةِ
مِن المَجَازِ : رَجُلٌ سَرِفُ الْفُؤَادِ : أَي مُخْطِئُهُ غَافِلُهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وكذا : سَرِفُ العَقْلِ أَي : فَاسِدُه قال الزَّمَخْشَرِيُّ : وأَصْلُهِ مِن سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الخَشَبَةَ فسَرِفَتْ كما تقول : حَطَمَتْه السِّنُّ فَحَطِمَ وصَعَقَتْهُ السَّمَاءُ فصَعِقَ وقال طَرَفَةُ :
إِنَّ امْرَأً سَرِفَ يَرَى ... عَسَلاً بِمَاءِ سَحَابَةٍ شَتْمِى والسُّرْفَةُ بالضَّمِّ : دُوَيْبَّةٌ تَتَّخِذُ لِنَفْسِهَا بَيْتاً مُرَبَّعاً مِن دِقَاقَ الْعِيدَانِ تَضُمُّ بَعْضَهَا إِلَى بَعْضٍ بلُعابِهَا علَى مِثَالِ النَّاوُوسِ فَتَدْخُلُهُ وتَمُوتُ كما في الصَّحاحِ وقيل : هي دُودَةُ القَزِّ وهي غَبْرَاءُ وقيل : هي دُوَيْبَّةٌ صَغِيرَةٌ مِثْلُ نِصْفِ العَدَسَةِ تَثْقُبُ الشَّجَرةَ ثم تَبْنِى فيها بَيْتاً مِن عِيدَانٍ تَجْمَعُها بمِثْلِ غَزْلِ العَنْكَبُوتِ وقيل : تَأْتِي الخَشَبَةَ فتَحْفِرُها ثم تأْتي بقِطْعَةِ خَشَبَةٍ فتَضَعُهَا فيها ثم أُخْرَى ثُمَّ أُخْرَى ثُمَّ تَنْسِجُ مِثْلَ نَسْجِ العَنْكَبُوتِ قال أبو حنيفَةَ : قِيل : السُّرْفَةُ : دُوَيْبَّة مِثْلُ الدُّودَةِ إِلى السَّوَادِ ما هيَ تكونُ في الحَمْضِ تَبْنِى بَيْتاً من عِيدَانٍ مُرَبَّعاً تَشُدُّ أَطْرَافَ العِيدَانِ بشيءٍ مِثْل غَزْلِ العَنْكَبُوتِ وقيل : هي الدُّودَةُ التي تَنْسِجُ علَى بعضِ الشَّجَرِ وتَأْكلُ وَرَقَهُ وتُهْلِكُ ما بَقِىَ منه بذلِكَ النَّسْجِ وقيلَ : هِيَ دُودَةٌ مِثْلُ الأُصْبُعِ شَعْرَاءُ رَقْطَاءُ تَأْكلُ وَرَقَ الشَّجَرِ حتى تُعَرِّيَهَا وقيل : هي دُودَةٌ تَنْسِجُ علَى نَفْسِهَا قَدْرَ الأُصْبُعِ طُولاً كالقِرْطاسِ ثم تدخُله فلا يُوصَلُ إِليها ومنه الْمَثَلُ : ( أَصْنَعُ مِنْ سُرْفَةٍ ) و ( أَخَفُّ مِنْ سُرْفَةٍ ) . قد سَرَفَتِ السُّرْفَةُ الشَّجَرَةَ مِن حَدِّ نَصَرَ تَسْرُفُها سَرْفاً : إِذا أَكَلَتْ وَرَقَهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابنِ السِّكِّيتِ
وأَرْضٌ سَرِفَةٌ كَفَرِحَةٍ : كَثِيرَتُهَا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ووَادٍ سَرِفٌ كذلك . من المَجَازِ : سَرَفَتِ الأُمُّ وَلَدَهَا : إِذا أَفْسَدَتْهُ بِسَرَفِ اللَّبَنِ أَي : بكَثْرَتِهِ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيُّ . والسُّرُفُ بِضَمَّتَيْنِ : شَيْءٌ أَبْيَضُ كَأَنَّهُ نَسْجُ دُودِ الْقَزِّ نَقَلَهُ ابنُ عَبَّادٍ . قال : السَّرُوفُ كَصَبُورٍ : الشَّدِيدُ الْعَظِيمُ يُقَال : يَوْمٌ سَرُوفٌ أي : عظيمٌ . السَّرِيفُ كَأَمِيرٍ : السَّطْرُ مِن الْكَرْمِ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . والأُسْرُفُّ بالضَّمِّ : الآنُكُ فارسَّيةٌ مُعَرَّبُ أَسْرُبّ كما في العُبَابِ . يُقَال : ذَهَبَ مَاءُ الحَوْضِ سَرَفاً مُحَرَّكَةً : إِذا فَاضَ مِنْ نَوَاحِيهِ وهو مَجَازٌ
وقال شَمِرٌ : سَرَفُ الماءِ : مَا ذَهَبَ منه في غَيْرِ سَقْيٍ ولا نَفْعٍ يُقَال : أَرْوَتِ البِئْرُ النَّخِيلَ وذَهَبَ بَقِيَّةُ الماءِ سَرَفاً قال الهُذَلِيُّ :
" فكَأَنَّ أَوْسَاطَ الْجَدِيَّةِ وَسْطَهَاسَرَفُ الدِّلاَءِ مِنَ الْقَلِيبِ الْخِضْرِمِ وإِسْرَافِيلُ : لُغَةٌ في إسْرَفِينَ أَعْجَمِيٌّ كأَنَّهُ مُضَافٌ إلَى إِيلَ الأَخِيرةُ نَقَلَهَا الأَخْفَشُ قال : كما قالُوا : جِبْرينَ وإِسْمَاعِينَ وإِسْرَائِينَوالإِسْرَافُ في النَّفَقَةِ : التَّبْذِيرُ ومُجَاوَزَةُ القَصْدِ وقيل : أَكْلُ ما لا يَحِلُّ أَكْلُهُ وبه فُسِّرَ قولُه تعالَى : ( وَلاَ تُسْرِفُوا ) وقيل : الإِسْرَافُ : وَضْعُ الشَّيْءِ في غيرِ مَوْضِعِهِ أَو هو مَا أُنْفِقَ في غَيْرِ طَاعَة اللهِ عَزَّ وجَلَّ وهو قَوْلُ سُفْيَانَ زاد غيرُه : قليلاً كانَ أَو كثيراً كالسَّرَفِ مُحَرَّكةً وقال إِياسُ بنُ مُعاوِيَةَ : الإِسْرَافُ : ما قُصِّرَ به عَن حَقِّ اللهِ
واخْتُلِفَ في قولِه تعالَى : ( فَلاَ يُسْرِفْ فِي الْقَتْلِ ) فقال الزَّّجَّاجُ : قيل : هو أَن يَقْتُلَ غيرَ قَاتِلِ صَاحبِه وقيل : أَن يَقْتُلَ هو القاتلَ دونَ السُّلْطَانِ وقيل : هو أَنْ لا يَرْضَى بقَتْلِ واحدٍ حتى يَقْتُلَ جَمَاعَةً لِشَرَفِ المَقْتُولِ وخَسَاسَةِ القاتلِ أَو أَنْ يَقْتُلَ أَشْرَفَ مِن الْقَاتِلِ قال المُفَسِّرُونَ : لا يَقْتُلُ غيرَ قَاتِله وإِذا قَتَلَ غَيْرَ قاتِله فقد أَسْرَفَ . ومُسْرِفٌ كمُحْسِنٍ : لَقَبُ مُسْلِمِ بنِ عُقْبَةَ الْمُرِّىِّ صَاحِبِ وَقْعَةِ الْحَرَّةِ بظَاهِرِ المدينَةِ علَى سَاكِنها أَفْضَلُ الصلاةِ والسَّلامِ وعلَى مُسْرِفٍ ما يَسْتَحِقُّ لأَنَّهُ قد أَسْرَفَ فيها علَى ما ذَكَره أَرْبَابُ السِّيَرِ بما في سَمَاعِه ونَقْلِه شَنَاعَةٌ وفيه يقولُ عليُّ بنُ عبدِ اللهِ ابنِ عَبَّاٍس :
وهُم مَنَعُوا ذِمَارِي يَوْمَ جَاءَتْ ... كَتَائِبُ مُسْرِفٍ وبَنُو اللَّكِيعَهْ وقد تقدَّم في ( ل ك ع )
وسِيرَافُ كَشِيرَازَ : د بِفَارِسَ على ساحِلِ البحرِ مِمَّا يَلِيِ كَرْمانَ أَعْظَمُ فُرْضَةٍ لهم كَانَ بِنَاؤُهُمْ بِالسَّاجِ في تَأَنُّقٍ زَائِدٍ وقد نُسِبَ إِليه جُمْلَةٌ مِن أَهلِ العِلْمِ كأَبِي سعيدٍ السِّيَرافِيِّ النَّحْوِيِّ اللُّغَويِّ وهو الحَسَنُ بن عبدِ اللهِ بنِ المَرْزُبَانِ ولد سنة 290 ، وتُوُفِّيَ سنة 368 ، وله شَرْحٌ عظيمٌ على كتابِ سِيبَوَيْه يأْتِي النَّقْلُ عنه في هذا الكتابِ كثيراً وولدُه أَبو محمدٍ يُوسُفُ بنُ أبي سعيدٍ فاضِلٌ كأبِيه شَرَحَ أَبْيَاتَ إِصْلاحِ المَنْطِقِ وكَمَّلَ كتابَ أَبِيهِ ( الإقْنَاعَ ) تُوُفِي سنة 385 ، عن خَمْسٍ وخمسينَ سَنَةً . ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : أَكَلَهُ سَرَفاً وإِسْرَافاً : أي في عَجَلَةٍ . وأسْرَفَ في الكلامِ : أفْرَطَ . وسَرِفْتُ يَمِينَهُ : أي لم أَعْرِفْها قال سَاعِدَةُ الهُذَلِيُّ :
حَلِفَ امْرِئٍ بَرٍّ سَرِفْتِ يَمِينَهُ ... ولِكُلِّ مَا قَال النُّفُوسُ مُجَرَّبُ يقول : كلُّ ما أَخْفَيْتَ وأَظْهَرْتَ فإِنَّه سيَظْهَر في التَّجْرِبَةِ . والسَّرَفُ مُحَرَّكَةً : اللَّهَجُ بالشَّيْءِ . والإِسْرَافُ أَيضاً : الإِكْثَارُ من الذُّنوبِ والخَطَايَا واحْتِقابِ الأَوْزارِ والآثَامِ . والسَّرِفُ ككَتِفٍ : الجاهِلُ كالمُسْرِفِ عن ابنِ الأَعْرَابِيِّ ورَجُلٌ سَرِفُ العَقْلِ : أي قَلِيلُهُ وقيل : فاَسِدُه
والمُسْرِفُ : الكافِرُ وبه فُسّرَ قَوْلُه تعالَى : ( مَنْ هُوَ مُسْرِفٌ مُرْتَابٌ )
وسُرِفَ الطَّعَامُ كفَرِحَ : ائْتَكَلَ حتى كأَنَّ السُّرْفَةَ أَصَابَتْه وهو مَجَازٌ . وسُرِفَتِ الشَّجَرَةُ بالضَّمِّ سَرْفاً : إِذا وَقَعَتْ فيها السُّرْفَةُ فهي مَسْرُوفَةُ عن ابنِ السِّكِّيتِ
وشَاةٌ مَسْرُوفَةٌ : مَقْطُوَعُةُ الأُذُنِ أَصْلاً كما في اللِّسَانِ وفي الأَساسِ : شَاةٌ مَسْرُوفَةٌ اسْتَؤْصِلَتْ أُذُنُهَا وسُرِفَتْ أُذُنُهَا وهو مَجَازٌ
وهُوَ مُسْرَفٌ : أَكَلَتْهُ السُّرْفَةُ وجَمْعُ السُّرْفَةِ : سُرَفٌ ومن سَجَعَاتِ الأَسَاسِ : يَفْعَلُ السَّرَفُ بالنَّشَبِ ما يَفْعَلُ السُّرَفُ بالخَشَب