الشَّيْبُ معروف قَلِيلُه وَكَثيرُهُ ورُبَّمَا سُمِّي الشَّعَر نَفْسُه شَيْباً أَ وبَيَاضُه أَي الشَّعَر وهَذَا هُوَ الَّذي صَدَّرَ بِهِ ابْنُ منْظُور والجَوْهَرِيُّ وغَيْرُهمَا كالمَشِيب رَاجعٌ إِلى القَوْل الأَخِيرِ ومنه قَوْلُه :
مَسْأَلَةُ الدَّوْرِ جَرَت ... بَيْنِي وبَيْن مَنْ أُحِبّْ
لَوْلاَ مَشِيبِي مَا جَفا ... لَوْلاَ جَفَاهُ لَمْ أَشِبْ وقيل : الشَّيْبُ : بَيَاضُ الشَّعَر . ويقال : عَلاَه الشَّيْبُ . والمَشِيبُ : دُخُولُ الرَّجُلِ في حَدِّ الشِّيْبِ من الرِّجَالِ . قال ابنُ السِّكِّيتِ في قَوْلِ عَدِيٍّ :
تَصْبُو وَأَنَّى لَكَ التَّصَابِي ... والرَّأْسُ قد شَابَهُ المَشِيبُ يَعْنِي بَيَّضَهُ المَشِيبُ ولَيْسَ مَعْنَاه خَالَطَه . قال ابْنُ بَرِّيّ : هَذَا البَيْتُ زَعَمَ الجوهَرِيُّ أَنه لعَدِيٍّ وَهُوَ لِعَبِيدِ بْنِ الأَبْرص . وقول الشاعر
قدْ رَابَهُ ولِمِثْلِ ذَلِكَ رَابَهُ ... وَقَعَ المَشِيبُ عَلَى السَّوادِ فَشَابَه
أَي بَيِّضَ مُسْوَدَّه . ويقال : شَابَ يَشِيبُ شَيْباً وَمشِيباً وشَيْبَةً . وهو أَشْيَبُ على غير قِيَاس ؛ لأَنَّ هَذَا النَّعْتَ إِنَّمَا يَكُونُ من فَعِل كفَرِح وشَرْطُه الدَّلاَلَةُ عَلَى العُيُوبِ أَوِ الأَلْوَان كَمَا قَالَه شَيْخُنَا . والأَشْيَبُ : المُبْيَضُّ الرَّأْسِ . وقال شَيْخُنَا . رَأَيْتُ بخَطِّ شَيْخِ شُيُوخِنَا الشِّهَابِ الخَفَاجِيّ رَحِمَه اللهُ تَعَالَى : الأَشْيَبُ لاَ عَلَى القِيَاس بَلْ عَلَى وَزْنِ الوَصْفِ مِنَ المَعَايِب الخِلْقِية كأَعْمَى وأَعْرَج فعَدُّوه من العُيُوب كما قَال أَبُو الحَسَن بْنُ أَبِي عَلِيٍّ الزَّوْزَنِيُّ :
كَفَى الشيبُ عَيْباً أَنَّ صَاحِبَه إِذَا ... أَردتَ بِهِ وَصْفاً لَه قُلْتَ أَشْيَبُ
وكَانَ قِيَاسُ الأَصْلِ لو قُلْتَ شَائِباً ... ولكِنَّه في جُمْلَة العَيْبِ يُحْسَبُ فشَائِبٌ خَطَأٌ لم يُسْتَعْمل انْتَهَى ولا فَعْلاَءَ لَهُ أَي أَهْمَلُوه ولَمْ يَرِدْ في كَلاَم مَنْ بَعْدَهُم ؛ لأَنَّ العَرَبَ لم تَضَع لَهُ وَصْفاً تَابِعاً لأَفْعَلَ وهو فَعْلاَءُ وإِنْ كَانَ غَيْرَ مَقِيسٍ ولا على غَيره كما أَن لهم فَعْلاءَ لا أَفْعَلَ لَهُ : وفي لسان العرب : ويُقَالُ : رَجُلٌ أَشْيَبُ ولا يقال : امرأَة شَيْبَاء لا يُنْعَتُ بِهِ المرأَة اكْتَفَوْا بالشَّمْطَاءِ عن الشَّيْبَاءِ وقد يُقَالُ شَابَ رَأْسُها . شَيَّبَه الحُزْنُ . وشَيَّبَ الحُزْنُ رَأْسَه . و شَيَّبَ الحُزْنُ بِرَأْسِهِ وَهُوَ مِنْ غَرَائِبِ اللُّغَة لجَمْعِه بَيْن أَدَاتَي التَّعْدِيَة . قال شيخنا : ومِثْلُه في المُحْكَم ولِسَانِ العَرَبِ والمِصْبَاحِ . كأَشَابَ رَأْسَه وأَشَاب بِرَأْسِهِ . وقَوْمٌ شِيبٌ بالكَسْر كَبِيضِ وأَبْيَض وشُيَّب كَسُكَّر وشُيُب . قال ابْنُ مَنْظُور : ويجوز شُيُبٌ في الشِّهْر عَلضى التَّمَام هَذَا قَوْلُ أَهْلِ اللُّغَةِ . قالَ ابْنُ سِيدَه : وعِنْدِي أَنَّ شُيُباً إِنَّمَا هُو جَمْع شَائِبٍ كَمَا قَالُوا بَازِلٌ وبُزُلٌ أَو قَالُوا : دَجَاجَةٌ بَيُوضُ ودَجَاجٌ بُيُضٌ . وقَوْل الرَّائِدِ : وجدتُ عُشِباً وتَعَاشِيبْ وكَمْأَةً شِيبْ . إِنما يعني به البِيضَ الكِبَار . ولَيْلَةُ الشَّيْبَاءِ مَرَّ ذِكْرُهَا في ش و ب . واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيّ عَلَى ذِكْرها هُنَا في ش ي ب وَهِيَ أَي لَيْلَةٌ شَيْبَاءُ أَيْضاً آخِرُ لَيْلَةٍ من الشَّهْرِ . يقال : يَوْمٌ أَشْيَبُ وشَيْبَانُ بالفتح : فيه بَرْدٌ وغَيْمٌ وصُرَّادٌ ويَأْتِي ذِكْرُ صُرَّاد في مَحَلِّه . من المَجَازِ : ذَهَبَ شَيْبَانُ بالفَتْح وقد يُكْسَر ومِلْحَانُ بالكَسْر وقد يُفْتَح لشَهْرَي الشِّتَاءِ . وهما شَهْرَا قُمَاح ككِتَابٍ وغُرَاب وهما أَشَدُّ الشُّهُورِ بَرْداً وهُمَا اللَّذَانِ يَقُولُ مَنْ لاَ يَعْرفُهما : كَانُونٌ وكَانُونُ . قال الكُمَيْت :
إِذا أَمْستِ الآفَاقُ غُبْراً جُنُوبُها ... بشِيبَانَ أَو مِلْحَانَ واليَوْمُ أَشْيَبُأَي من الثَّلْج . ورَوَى ابنُ سَلَمَةَ بكَسْرِ الشَّينِ والمِيمِ وإِنَّما سُمِّيَا بِذَلِك لابْيِضَاضِ الأَرْضِ بِمَا عَلَيْها من الثَّلْجِ والصَّقِيعِ وَهُمَا عِنْدَ طُلُوعِ العَقْرَب والنَّسْرِ . وفي الأَساس : ومن المجاز : شَابَت رُءُوسُ الآكَامِ ورأَيْتُ الجِبَالَ شِيباً يُرِيدُ بَياضَ الثَّلْجِ والصَّقِيعِ انْتَهى . وفي لِسَانِ العَرَب قَوْلُه تَعَالى : واشْتَعَلَ الرأْسُ شَيْباً نَصْبٌ عَلَى التَّمْيِيزِ وقِيلَ عَلَى المَصْدَر ؛ لأَنَّه حِينَ قَالَ : اشْتَعَل كأَنَّه قَال : شَابَ فقال : شَيْباً . وشَيْبانُ حَيٌّ مِنْ بَكْر وَهُم الشَّيابِنَةُ وَهُمَا شَيْبَانَانِ أَحَدُهُما شَيْبَانُ بْنُ ثَعْلَبَةَ بْنِ عُكَابَةَ بْنِ صَعْبِ بْنِ عَلِيِّ بْنِ بَكْرِ بْنِ وَائِل . والآخَرُ شَيْبَانُ بْنُ ذُهْلِ بْنِ ثَعْلَبَة ابْنِ عُكَابَةَ وهما قَبِيلَتَان عَظِيمَتَان تِشْتَمِلان على بُطُونٍ وأَفْخَاذٍ كما صَرَّحْنا بِه في كتابِ أَنْسَاب الْعَرَب . وإِلى الثَّانِيَة نُسِبَ إِمَام المَذْهَبِ أَحْمَدُ بْنُ حَنْبَلٍ رَضِيَ اللهُ عَنْه . والإِمَامُ مُحَمَّدُ بْنُ الحَسَنِ صَاحِبُ الإِمَام أَبي حَنِيفَةَ رَضِي اللهُ عَنْهُمَا . وَعبْد اللهِ بْنُ الشَّيَّابِ كَشَدَّاد صَحَابِيٌّ حِمْصِيٌّ . رَوَى خَالِدُ بْنُ مَعْدَانَ عن ابن بِلالٍ عَنْهُ حَدِيثاً . ويقال فيه أَيْضاً ابْنُ أَبِي الشُيَّابِ ككَتَّان ورُمَّانٍ كما نَقَله الصَّاغَانِيُّ . والشِّيبُ بالكَسْرِ : سَيْرٌ في رأْسِ السَّوْط مَعْرُوفٌ عَرَبِيٌّ صَحِيح وهما شِيبَانِ . الشِّيبُ : جَبَلٌ ذكره الكُمَيْتُ فقال :
وَمَا فُدُْرٌ عَوَاقِلُ أَحْرَزَتْهَا ... عَمَايةُ أَو تَضَمَّنهُن شِيبُ والشِّيبُ وشَابَةُ : جَبَلاَن مَعْرُوفَان . قال أَبو ذُؤَيْب :
كأَنَّ ثِقَال المُزْنِ بين تُضَارِعٍ ... وشَابَةَ بَركٌ مِنْ جُذَامَ لَبِيجُ كذا في لِسَان العَرَب والمحكم وتُضَارِع : جَبَلٌ بنَجْد كشَابَة . والبَرْكُ بالفَتْح : الإِبلُ الكَثِيرَة . ولَبِيج بالموحَّدَة والجِيمِ هي إِبِل الحَيّ كُلِّهم إِذا أَقاَمَت حَوْلَ البُيُوتِ بَارِكَةً كَالمغْرُوزِ بالأَرْضِ . وفي الصَّحَاحِ : شَابَةُ في شِعْرِ أَبي ذُؤَيْب : اسْمُ جَبَل بِنَجْد . وفي التَّهْذِيب : اسْمُ جَبَل بنَاحِيَةِ الحِجَازِ . وشَابَةُ أَيْضاً : قَرْيَةٌ بالفَيُّوم وقد تَقَدَّم . والشَّابِي أُخْرَى بالبُحَيْرَة . الشِّيبُ أَيضاً : حِكَايَة أَصْوَاتِ مَشاَفِر الإِبِل عِنْد الشُّرْب . قال ذو الرُّمَّة وَوَصَف إِبِلاً تَشْرَب في حَوْضٍ مُتَلَثّم وأَصْوَاتُ مَشَافِرها شِيْب شيبْ
تَدَاعَيْن باسْم الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ ... جَوَانِبُه من بَصْرَةٍ وسِلاَمِ وفي لِسَان العَرَب : الشِّيبُ : الجِبَالُ يَسْقُطُ عَلَيْها الثَّلْجُ فَتَشِيبُ بِهِ . وقَوْلُ عَدِيِّ بْنِ زَيْد :
أَرِقْتُ لمُكْفَهِرٍّ باتَ فِيه ... بَوَارِقُ يَرْتَقِين رُءُوسَ شِيبِ قال بعضهم : الشِّيبُ هُنَا سَحَائِبُ بِيضٌ وَاحِدُهَا أَشْيَبُ . وقِيلَ : هِيَ جِبَالٌ مُبْيَضَّةٌ من الثَّلْجِ أَو من الغُبَار . شِيبَة بِهَاء مَعَ الكَسْرِ : جَبَلٌ بالأَنْدَلُس . وشِيبينُ بالكَسْرِ في الأَوَّلِ والثَّالث : ة قُرْبَ القاهِرَة . وفي المَرَاصِد : هِيَ مِنْ قُرَى الحَوْفِ بَيْن بِلْبِيسَ والقَاهِرَة . قلت : وتُعَدُّ من الضَّوَاحِي وهي المَعْرُوفَة بِشيبِين القَصْر . وفَاتَه ذِكْرُ شِيبِين الكَوْمِ وهي شِيبِينُ الشَّرَى : قَرْيَةٌ مِنَ المُنُوفِيَّة . وشَيْبَةُ بْنُ عُثْمَان بْنِ طَلْحَةَ بْنِ عَبْد الدَّارِ بْنِ قُصَيٍّ الحَجَبِيُّ محرّكةً نسْبَةٌ إِلَى حِجَابَةِ البَيْتِ مِفْتَاحُ الكَعْبَة مُسَلّم إِلَى أَوْلاَدِه بإِذْنِ النَّبِيّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ . وَجَبَلُ شَيْبَةَ : مُطِلٌّ على المَرْوَةِ . وشَيْبَةُ الحَمْدِ : لَقَبُ عَبْد المُطَّلِبِ أَحَدِ أَجْدَادِه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم . واخْتُلِفَ في سَبَب تَلْقِيبِه ومَحَلُّه في كُتُب السِّيَر . قال :
بِشَيْبَةِ الحَمْدِ أَسْقَى اللهُ بَلدَتَنَا ... وقد عَدِمْنَا الحَيَا واجلَوَّذَ المَطَروشَيْبة قش وشَيبة سَقَّارة : قريتان من شرقية بُلْبَيْس . والأُولى هي شيبة الحولة . وشَيْبٌ شَائِبٌ أَرَادُوا به المُبَالَغَة على حَدِّ قَوْلِهم : شِعْرٌ شَاعِرٌ ولا فِعْلَ لَه . وأَشَابَ الرَّجلُ : شَابَ وَلَدُه . وتُطْلَق الشَّيْبَةُ عَلَى اللِّحْيَة الشَّائِبَة . قال شيخنا : وهذه عرفية مولدة لا تعرفها العرب . وقَوْلُ سَاعِدَة :
شَابَ الغُرَابُ ولا فُؤَادُك تَارِكٌ ... ذِكْرَ الغَضُوبِ ولا عتَابُك يُعْتَبُ وأَبُو شَيْبَةَ الخُدْرِيَ إِلى خُدْرةَ : بَطْنٍ من الأَنْصَارِ صَحَابِيُّ . وأَبُو بَكْر بْنُ أَبِي شَيْبَة مُحَدِّث . وأَبُو بَكْر ابْنُ الشَّائِب الدِّمَشْقِيُّ محدِّث مُتَأَخِّر روى عن أَبِي المُظَفَّر سِبْطِ ابْنِ الجَوْزِيّ رَوَيْنَا عَن أَصْحَابِه . وجَبَلُ شَيْبَةَ بمَكَّة حَرَسَها اللهُ تَعَالَى مُتَّصِلٌ بجَبَل دَيْلَمِيّ . والشَّيْبَانيَّةُ : قَرْيَةٌ قُرْبَ قِرْقيسَياء وتُجِمَعُ الشَّيْبَةُ شِيَباً بالكسر عن الفَرَّاء . وشَيْبَةُ بْنُ نِصَاح : مُقْرِئٌ مَشْهُورٌ ويذكر في ن ص ح
فصل الصاد المهملة
أَشَبَه يَأْشِبُهُ أَشْباً : خَلَطَه كذا في المُحْكَمِ وأَشَبَ فلاناً أَشْباً : عَابَه ولاَمَه يَأْشِبُهُ بالكَسْرِ وَيأْشُبُهُ بالضَّمّ وهذه عن الأَخْفَشِ وقيل : قَذَفَهُ وَخَلَطَ عليه الكَذِبَ وأَشَبْتُه آشِبُه : لُمْتُه قال أَبو ذُؤيب الهذليّ :
ويَأْشِبُني فيها الذين يَلُونَهَا ... ولَوْ عَلِمُوا لمْ يَأْشِبُونِي بطَائِلِ وفي الصحاح : بباطِلِ والأَوَّلُ أَصَحّ وقيل : أَشَبْتُه : عِبْتُه وَوَقَعْتُ فيه وأَشَبَه بِشَرٍّ إذا رَمَاهُ بعَلاَمَةِ مِنَ الشَّرّ يُعْرَفُ بها وهذه عن اللِّحْيَانِيّ وقيل : رَمَاه وخَلَطَه وقولهم بالفارسية : زُورُ وآشُوبْ تَرْجَمَهُ سِيبويهِ فقال : زُورٌ وَأُشُوبٌ قَالَهُ ابنُ المُكَرَّمِ . قُلْتُ أَمَّا زُورُ بالضَّمَّةِ المُمَالَةِ بمَعْنَى القُوَّة وآشُوبُ بالمدِّ بمَعْنَى رَفْع الصَّوْتِ والخصَامِ والاخْتلاَطِ
وأَشبَ الشَّجرُ كفَرِحَ أَشَباً فهُو أَشِبٌ : الْتَفَّ كَتَأَشَّبَ وقال أَبُو حنِيفَةَ الأَشَبُ : شدَّةُ الْتفَافِ الشَّجَرِ وكثْرَتُه حتَّى لاَ يُجَازَ فيه يقال فيه : مَوْضِعٌ أَشِبٌ أَيْ كَثيرُ الشَّجَرِ : وغَيْضَةٌ أَشِبَةٌ وعِيصٌ أَشِبٌ أَي مُلْتَفٌّ وأَشبَتِ الغَيْضَةُ : بالكَسْرِ أَي الْتَفَّتْ وعَدَدٌ أَشبٌ ومن المجازِ قَوْلُهُمْ : " عِيصُكَ مِنْكَ وإنْ كَانَ أَشِباً " أَي وإنْ كَانَ ذا شَوْك مُشْتَبِك غَيْرِ سَهْلٍ كذا في الأَساس وقولهم بِعِرْق ذي أَشَبٍ أَي ذي الْتِبَاس
وأَشَّبْتُه أَي الشَّرَّ بينهم تَأْشِيباً قاله الليثُ وأَشِبَ الكَلاَمُ بينهم أَشَباً : الْتَفَّ كما تقدم في الشَّجَر وأَشَبَهُ هُوَ
والأُشَابَةُ مِنَ النَّاسِ بالضَّمِّ : الأَخْلاَطُ وهو مَجَاز والأُشَابَةُ من وفي نُسْخَة : في الكَسْبِ : مَا خَالَطَهُ الحَرَامُ الذي لا خَيْرَ فيه والسُّحْتُ وهو مَجَازٌ ويقال : هؤُلاَءِ أُشَابَةٌ أَي لَيْسُوا مِن مَكَانٍ وَاحِدٍ ج الأَشَائِبُ قال النابغة الذبيانيّ :
وَثِقْتُ له بالنَّصْرِ إذْ قِيلَ قَدْ غَزَتْ ... قَبَائِلُ مِنْ غَسَّانَ غَيْرُ أَشَائِبِ
بَنُو عَمِّهِ دُنْيَا وعَمْرُو بنُ عَامِرٍ ... أُولئكَ قَوْمٌ بَأْسُهُمْ غَيْرُ كَاذِب ويُقَالُ : بِهَا أَوبَاشٌ مِنَ النَّاسِ وأَوْشَابٌ وهم الضُّرُوبُ المُتَفَرِّقُونَ وقال ابنُ المُكَرَّمِ : الأُشَابَةُ : أَخْلاَطُ النَّاسِ تَجْتَمِعُ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ
وقَرَأْتُ في كتاب مُعْجَم البُلْدَان : أُشَابَةُ مَوْضِع بنجْد قَرِيبٌ منَ الرَّمْلِ
( والأَشَبَانِيُّ مُحَرَّكَةً : الأحْمَرُ جِدًّا ) وقيل : هو بالبَاءِ المُوَحَّدَةِ بَدل النُّونِ وقد أَغْفَلَه كثيرٌ من الأَئمة واستبعدوه كما قاله شيخُنا قُلْتُ وهذا قد نقله الصاغانيُّ
وقرأْتُ في كتاب الأَنْسَابِ للبَلاَذُرِيّ عِنْدَ ذكْرِ ابنِ مَيَّادَةَ الشَّاعِرِ ما نَصُّه : وقال سَمَاعَةُ بنُ أَشْوَلَ النَّعَاميُّ مِنْ بَني أَسَدِ
لَعَلَّ ابْنَ أَشْبَانِيَّةِ عَارَضَتْ بِهِ ... رِعَاءَ الشَّوِيِّ مِنْ مُرِيحٍ وعَازِبِ والأَشْبَانُ مِنَ الصَّقَالِبَةِ ويروى : ابنَ فَرَّانيَّة انتهى
والتَّأْشِيبُ : التَّحْرِيشُ بينَ القَوْم مِن أَشَّبْتُ الشَّرَّ بينهم وأَشَبَهُ هُوَ وقيل : أَشَّبْتُ القَوْمَ تَأْشيباً إذا خَلطْتَ بَعْضَهُمْ بَعْضاً وتَأْشَّبُوا : اخْتَلَطُوا أَوِ اجْتَمَعُوا كائْتَشَبُوا فِيهمَا وتَأَشَّبُوا إِليه : انْضَمُّوا والتَأَشُّبُ هو التَّجمُّعُ منْ هُنَا ومن هنا . يقال : جَاءَ فلانٌ فيمَنْ تَأَشَّبَ إِليه أَي انْضَمَّ إِليه والْتَفَّ عليه . وفي الحديث : " أَنَّه قَرَأَ " يا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلزَلةَ السَّاعَةِ شَيءٌ عَظِيمٌ " فَتَأَشَّبَ أَصْحَابُه إِليهِ " أَي اجْتَمَعُوا إِليه وأَطَافُوا بِهِ . وفي حديث العَبَّاس يَوْمَ حُنَيْنٍ " حَتَّى تَأَشَّبُوا حَوْلَ رَسُولِ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم " أَي أَطَافُوا بِه
وهُوَ أَي الرَّجُلُ مَأْشُوبُ الحَسَبِ : غَيْرُ مَحْضٍ قاله ابن سِيدَه وأَنْشَدَ البَلاَذُرِيّ للحَارثِ بنِ ظَالِم المُرِّيِّ :" أَنَا أَبُو لَيْلَى وسَيْفِي المَعْلُوبْ
" ونَسَبِي فِي الحّيِّ غَيْرُ مَأْشُوبْ ومُؤْتَشَبٌ أَي مَخْلوطٌ وفي نُسْخَةٍ مُؤْشَب كَمُكْرَم : غَيْرُ صَرِيحٍ فِي نَسَبِهِ وفي حديثِ الأَعْشَى الحِرْمَازِيّ يُخَاطِبُ سيِّدنَا رَسُولَ اللهِ صلَّى الله عليه وسلَّم في شَأْن امْرَأَتِهِ :
" وقَذَفَتْنِي بيْنَ عِيص مُؤْتَشَبْ
" وَهُنَّ شَرُّ غَالِبٍ لِمَنْ غَلَبْ المُؤْتَشَبُ : المُلْتَفُّ والعِيصُ : أَصْلُ الشَّجَر
وأُشْبَةُ بالضَّمِّ : اسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ الذِّئْبِ . وفي حديثِ عَبْدِ اللهِ بْنِ أُمِّ مَكْتُومٍ رضِي اللهُ عنه " إنّي رَجُلٌ ضَرِيرٌ بَيْنِي وَبَيْنَكَ أَشَبٌ فَرَخِّصْ لِي في كَذَا وَكَذَا " الأَشَبُ مُحَرَّكَةً : كَثْرَةُ الشَّجَرِ يقالُ بَلْدَةٌ أَشِبَةٌ إذا كانت ذَاتَ شَجرٍ ويُرِيدُ هُنَا النَّخِيلَ المُلْتَفَّةَ
ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : آشَبُ كأَحْمَدَ : صُقْعٌ مِنْ نَاحِيَةِ طَالَقَانَ كَانَ الفَضْلُ بنُ يَحْيَى نَزَلَهُ شَدِيدُ البَرْدِ عَظِيمُ الثُّلُوج عَنْ نَصْرٍ
وآشِبُ بكَسْرِ الشِّينِ المُعْجَمَةِ كانَتْ مِنْ أَجَلّ قِلاَع الهَكّارِيّة ببلَد المَوْصِل أَخْرَبَها زَنْكِي بن آقْسُنْقُر وبَنَى عِوضها العِماديّة بالقرب منها فنُسبت إِليه كذا في المعجم