أفَّ يَؤُفَّ بالضَّمِّ قال ابن دُرَيْدٍ : وقالوا : يَئفُّ أَيضاً أَي بالكَسْرِ ولم يذْكُرْهُ ابنُ مَالِكٍ في الَّلامِيَّةِ وكذا في شُرُوحِ التَّسْهيلِ ولا اسْتَدْرَكَهُ أَبو حَيَّانَ وهو القِيَاسُ وقَوْلُ شَيْخِنَا : فيَحْتَاجُ إِلَى ثَبْتٍ . قلتُ : وقد نَقَلَهُ ابنُ دُرَيْدٍ في الجَمْهَرَةِ كما عَرَفْتَ ونَاهِيكَ بِه ثِقَةً ثَبْثاً وعنه نَقَلَ الصَّاغَانِيُّ في العُبَابِ وصاحِبُ اللِّسَانِ : تَأَفَّفَ مِنْ كَرْبٍ أَوْ ضَجَرٍ . وَأُفِّ : كَلِمَةُ تَكَرُّهٍ وقولُه تَعالَى : ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ ) قال القُتَيْبِيُّ : أَي لا تَسْتَثْقِلْ مِن أَمْرِهِمَا شَيْئاً وتَضِقْ صَدْراً به ولا تُغْلِظْ لهما قال : والناسُ يقولون لِمَا يَسْتَثْقِلُونَ ويَكْرَهُونَ : أُفٍّ له وأَصْلُ هذا نَفْخُكَ للشَّيْءِ يسْقُطُ عليكَ مِن تُرَابٍ أَو رَمَادٍ وللْمَكَانِ تُرِيدُ إِمَاطَةَ أَذىً عنه فقيلَتْ لكُلِّ مُستَثْقَلٍ وقال الزَّجّاجُ : لا تَقُلْ لَهُمَا ما فِيه أَدْنَى تَبَرُّمٍ إِذا كَبِرَا أَو أَسَنَّا بل تَوَلَّ خِدْمَتَهُمَا
وفِي الحَدِيث : ( فَأَلْقَى طَرَفَ ثَوْبِهِ عَلَى أَنْفِهِ وَقَالَ : أَفٍّ أفٍّ ) قال ابنُ الأَثِيرِ : مَعْنَاه الاسْتِقْذَارُ لِمَا شَمَّ وقيل : مَعْنَاه الاحْتِقَارُ والاسْتِقْلالُ وهو صَوْتٌ إِذا صَوَّتَ به الإِنْسَانُ عُلِمَ أَنَّهُ مُتَضَجِّرٌ مُتَكَرِّهٌ . قد أَفَّفَ تَأْفِيفاً كما في الصِّحاحِ وتَأَفَّفَ به : قَالَهَا له وليس بفِعْلٍ مَوْضُوعٍ عَلَى أَفَّ عند سِيبَويْه ولكنه مِن بابِ سَبَّحَ وهَلَّلَ إذا قال سُبْحَانَ الله ولا إِلهَ إِلاَّ الله ومنه حديثُ عائشةَ لأَخِيهَا عبدِ الرحمنِ رَضِيَ الله عنهما : ( فَخَشِيتُ أَنْ تَتَأَفَّفَ بِهِمْ نِسَاؤُك تَعْنِى أَوْلاَدَ أَخِيهَا محمد بنِ أَبِي بَكْرٍ حينَ قُتِلَ بمِصْرَ
ولُغَاتُهَا أَرْبْعُونَ ذَكَرَ الجَوْهَرِيُّ منها سِتَّةً عن الأَخْفَشِ وزاد ابنُ مَالِكٍ عليها أَرْبَعَةً فصارالمجموعُ عشرةً وقد نَظَمَهَا في بيتٍ واحد كما سيأْتي بَيَانُه : أن بِالضَّمِّ وتُثَلَّثُ الْفَاءُ وهي ثلاثة وتنوين الفاء أَيضاً فيقال : أُفُّ وأُفٌّ وأَفِّ وأُفٍّ وأُفَّ وأُفّاً كلُّ ذلِكَ مع ضَمِّ الهَمْزَةِ فصارتْ سِتَّةً وهي التي نَقَلَهَا الجَوْهَرِيُّ عن الأَخْفَشِ
قال الفَرَّاءُ : قُرِئَ : أُفِّ بالكَسْرِ بغَيْرِ تَنْوِينٍ وأُفٍّ بالتَّنْوِين فمن خَفَضَ ونُوَّنَ ذهَب إِلَى أَنه صَوْتٌ لا يُعْرَفُ مَعْنَاهُ إِلاَّ بالنُّطْقِ بِه فخَفَضُوه كما تُخْفَضُ الأَصْوَاتُ ونَوَّنُوهُ كما قَالَتِ العَرَبُ : سمعتُ طَاقٍ طَاقٍ لِصَوْتِ الضَّرْبِ وسمعتُ تِغٍ تِغٍ لِصَوْتِ الضَّحِكِ والذين لم يُنَوِّنُوا وخَفْضُوا قالُوا : أُفِّ عَلَى ثلاثةِ أَحْرُفٍ وأَكْثَرُ الأَصْواتِ عَلَى حَرْفَيْنِ مثلَ صَهٍ وتِغٍ ومَهٍ فذلِكَ الذي يُخْفَضُ ويُنَوَّنُ ؛ لأَنَّهُ مُتَحَرِّكُ الأَوّلِ ولَسْنَا مُضْطَرِّين إِلَى حركةِ الثاني من الأَدَوَاتِ وأَشْبَاهِها فخُفِضَ بالنُّونِ كذا في التَّهْذِيب . وقال ابنُ الأَنْبَارِيِّ مَن قال : أُفّاً لَكَ نَصَبُه عَلَى مَذْهَبِ الدُّعاءِ كَما يُقالُ ويلاً للكَافِرِينَ ومن قال : أُفٍّ لك رفعه باللام كما يقال ويل للكافرين ومن قال أف لك خَفَضَهُ عَلَى التَّشْبِيه بالأَصْواتِ
وتُخَفَّفُ فِيهِمَا أَي فِي المُنَوَّن وغيرِه فيُقَال : أُفٌّ أُفُّ وأُفٍّ وأُفِّ وأُفّاً وأُفَّ فهذِه سِتَّةٌ وقرأَ ابنُ عَبّاسٍ : ( فَلاَ تَقُلْ لَهُمَا أُفَ ) خَفِيفَةً مَفْتُوحَةً عَلَى تَخْفِيف الثَّقِليَةِ مثل رُبَ وقِيَاسُه التَّسْكِينُ بعدَ التَّخْفِيفِ فيُقَال : أُفْ كطُفْ لأَنَّهُ لا يَجْتَمِعُ سَاكِنَان لكِنَّهُ تُرِكَ عَلَى حَرَكَتِه ليَدُلَّ عَلَى أَنها ثقيلةٌ خُفِّفَتْ وأُفّ مُشَدَّدَةُ الْفاءِ بالجَمْعِ بين السَّاكنيْنِ وهو جائزٌ عندَ بعضِ القُرَّاءِ كما مَر بَحْثُه فِي قَولِه تعالى : ( فَمَا اسْطَاعُوا ) في ( طوع ) فراجِعْهُ وأُفَّى بِغَيْرِ إِمَالَةٍ وأُفّي بالإِمَالةِ الْمَحْضَةِ وقد قُرِئَ بهِ أُفِّي بالإِمَالَةِ بَيْنَ بَيْنَ وقد قُرِئَ بهِ أَيضاً والأَلِفُ في الثَّلاثَةِ لِلتَّأْنِيثِ وأُفِّي بكَسْرِ الْفَاءِ أَي بالإِضَافَةِ وأَفُّوهْ بضَم الهَمْزَةِ والفاءِ المُشَدَّدةِ المَضْمومةِ وتَسْكِينِ الواوِ والهاءِ وفيه أَيضاً الجَْعُ بين السَّاكِنَيْنَ وأُفُّهْ بِالضَّمِّ مُثَلَّثَةَ الْفَاءِ مُشَددَّةً فهذهِ ثلاثةُ أَوْجُهٍ أُفَّهْ وأُفُّهْ وأُفِّهْ الأُولَى نَقَلَها الجَوْهَرِيُّ وتُكْسَرْ الْهَمْزَةٌ مع تَثْلِيتِ الفاءٍ المُشَدَّدةِ فهي أَيضاً أَوْجُهٌ ثلاثةٌ الأُولَى نَقَلَها ابنُ برِّيّ عن ابنِ القَطّاعِ وإِفْ كمِنْ وإِفّ مُشَدَّدَةً أَي : مع كَسْرَةِ الهَمْزَةِ وفيه أَيضاً الجَمْعُ بينَ السَّاكِنَيْنِ وإِفٍ بكَسْرَتَيْنِ مُخَفَّفَةً وإِفٍ مُنَوَّنَةً مُخَفَّفَةً مع كَسْرِ الهمزةِ إِفّ مُشدَّدَةً مع كَسْرِ الهمزةِ وتُثَلَّثُ هذِه أَي مَعَ التَّنوِينِ فهي أَوْجُهٌ ثلاثةٌ وقرأَ عمرُو بنُ عُبَيْدٍ : ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا إِفَ ) بِكَسْرِ الهَمْزَةِ وفَتْحِ الفاءِ وإِفُّ بضَمِّ الْفَاءِ مُشَدَّدَةً أَيْ مع كَسْرِ الهَمْزَةِ وإِفِّا كإِنَّا وإِفِّى بالإِمَالَةِ وإِفى بالكَسْرِ أَي بالإِضافَةِ إِلَى نَفْسِه قاله ابنُ الأَنْبَارِيِّ وتُفْتَحُ الْهَمْزَةُ أَي في الوَجْهِ الأَخِيرِ وَيَحْتَمِلُ أَن يكونَ المُرَادُ به فَتْحَ الهَمْزَةِ في كلٍّ مِن إِفُّ وإِفَّا وإِفّى وإِفِّى فتكون الأَوْجُهُ أَرْبَعَةً وأفْ كعَنْ وأَفِِّ مُشَدَّدَةَ الْفَاءِ مَكْسُورَةٍ وآفُ مَمْدُودَةً وأَفٍ مَقْصُورأً وآفٍ مَمْدُوداً - مُنَوَّنتَيْنِ فهذِه أَربعةٌ وأَربعون وَجْهاً حَسْبَما بَيَّنَّاهُ وأَعْلَمْنَا عليه وعلَى الاحْتِمَالِ الذي ذَكَرْنَاه يكونُ سَبْعاً وأَربعين وَجْهاً فقَوْل المُصَنِّفِ أَوَّلاً : ولُغَاتُها أَربعون . مَحَلُّ نَظَرٍ يُتَأَمَّلُ له
وقَد فَاتَهُ أَيضاً مِن لُغَاتِهَا أَفَةً مُحَرَّكةً وأَفُوهْ بفتحٍ فَضَمٍّ فسُكُونِ الواوِ والهاءِ وأَفَّةً بفَتْحٍ فتَشْدِيدٍ الأَخِيرُ نَقَلَهُ ابنُ بَرِّيّ عن ابنِ القَطّاعِ فإِذا جَمَعْنَاهَا مع ما قَبْلَهَا مِن الأَوْجُهِ يتَحَصَّلُ لنا خَمْسون وجهاً
وأَما بيتُ ابنِ مَالِكٍ - المُتَضمِّنُ العشرة منها - الذي وَعَدْنا به سابقاً فهو هذا :
فَأُفَّ ثَلِّثْ ونَوِّنْ إِنْ أَرَدْتَ وقُلْ ... أُفَّا وأُفِّى وأُفَّةً تُصِبِ وقد ذَيَّلْتُ عليهِ بِبَيْتَيْنِ جَمَعْت فيهما ما بَقِيَ مِن لُغَاتِهِ لا علَى وَجْهِ الاسْتِيعابِ فقلتُ :
وأَفِّ آفٍ أََفْ أَفَّا وأَفُّ وأُفْ ... وإِفْ وأُفَّى أَمِلْ واضْمُمْ مع النَّسَبِ
إِفُّ وأُفّهْ وثَلِّثْ فَاءَهُ وإِفٍ ... إِفَّا يَلِيهِ أَفٍ مَعْ إِفَّ فَاحْتَسِبِفالبيتُ الأَوَّلُ يتَضَمَّنُ ثلاثةَ عشَر وَجْهاً وذلِكَ فإِنَّ المُرَادَ بِأُفّى إِمالَةٌ بَيْنَ بَيْنَ وقَوْلِي : أَمِلْ أَي إمالةً خالصةً وقَوْلِي : واضْمُمْ إِشارةٌ إِلَى الضَّمِّ في المُمَالَيْنِ بَيْنَ بَيْنَ والْخَالِصَةِ وقَوْلِي : مع النَّسَبِ إِشارَةٌ إِلَى الإِضافَةِ أَي في المَضْمُومِ والمَكْسورِ وفي البيت الثاني ثَمَانِيَةٌ فهذه أَحَدٌ وعشرون وَجْهاَ فإِذا ضُمَّ مع بيتِ ابنِ مالِكٍ يَتَحَصَّلُ أَحَدٌ وثلاثُون وَجْهاً ومع التَّأَمُّلِ الصادِقِ يظهرُغيرُه مَا ذَكَرْنَا واللهُ المُوَفِّقُ لا إِلهَ غيرُه
قال ابنُ جِنِّي : أَمَّا أُفّ ونَحْوُهُ مِن أَسْمَاءِ الفعلِ كهَيْهات في الجَرِّ فمَحْمُولٌ على أَفْعَالِ الأَمرِ وكان المَوْضِعُ في ذلك إِنَّمَا هو لِصَهْ ومَهْ ورُوَيْدَ ونحوِ ذلِكَ ثم حُمِل عليهِ بابُ أُفّ ونَحْوِهَا مِن حيثُ كان اسْماً سُمِّيَ بهِ الفعلُ وكان كُلُّ واحدٍ من لفظِ الأَمْرِ والخَبَرِ قد يَقَعُ مَوْقِعَ صاحِبِه صار كلُّ واحِد منهما هو صاحبَه فكَأَنْ لا خِلافَ هناك في لَفْظٍ ولا مَعْنًى
والأُفُّ بِالضَّمِّ : قُلاَمَةُ الظُفْرِ أَو وَسَخُهُ الذي حَوْله والتُّفُّ : الذي فيهِ أَو وَسَخُ الأُذُنِ وقيل هو مَا رَفَعْتَهُ مِنَ الأَرْضِ مِنْ عُودٍ أَو قَصَبَةٍ وبِكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ قولُهُم : أُفًّا لَه وُتفًّا أَو الأَفُّ : وَسَخُ الأُذُنِ والتُّفُّ : وَسَخُ الظُّفُر قاله الأَصْمَعِيُّ قال : يقَال ذلك عندَ اسْتِقْذَارِ الشَّيْءِ ثم اسْتُعْمِلَ عندَ كلِّ شيءٍ يُتَأَذَّى به ويُضْجَرُ منه
أَو الأُفُّ : مَعْنَاه القِلَّةُ والتُفُّ إِتْبَاعٌ له ومَنْسُوقٌ عليه ومعناه كمَعْنَاه وسيأْتي في بابِه
والأُفَّةُ كقُفَّةٍ : الْجَبَانُ وبه فُسِّرَ حديثُ أَبِي الدَّرْدَاءِ رَضِيَ اللهُ عَنْه قال لَهُ رسول اللهِ صلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم - حِينَ رأَى النَّاسَ مُنْهَزِمِينَ يَوْمَ أُحُدٍ - : ( نِعْمَ الْفَارِسُ عُوَيْمِرٌ غيْرَ أُفَّة ) فكأَنَّ أَصْلَه : غيرَ ذِي أُقَةٍ أَي غيرَ مُتَأَفِّفٍ عن القتالِ وقيل : الأُفَّةُ : الْمُعْدِمُ الْمُقِلُّ ويقال : هو الرَّجُلُ القَذِرُ والأَصْلُ في ذلك كلِّه الأَفَفُ مُحَرَّكَةً وهو الضَّجَرُ والشَّيْءُ الْقَلِيلُ فمِن الأَوَّلِ أُخِذَ معنَى الجَبَانِ ومن الثاني مَعْنَى المُقِلِّ المُعْدِمِ وأُخِذَ الرجُلُ القَذِرُ مِن الأَفِّ بمعنى وَسَخِ الظُّفُرِ وقالَ ابنُ الأعْرَابِيِّ في تفسيرِ حديثِ أَبِي الدَّرْدَاءِ : يُرِيدُ أَنَّه غيرُ ضَجِرٍ ولا وَكِلٍ في الحربِ
وقد سُمِّىَ اليَأْفُوفُ بمعْنَى الجَبَان لذلِك واليَأْفُوفُ الْمُرُّ مِنَ الطَّعَامِ و قال أَبو عمرو : الْيَأْفُوفُ : الخَفِيفُ السَّرِيعُ والْيَأْفُوفُ : الْحَدِيدُ الْقَلْبِ مِن الرِّجَالِ وقال غيره : هو والْيَهْفُوفُ سَوَاءٌ كَالأَفُوفِ كَصَبُورٍ والجَمْعُ يَآفِيف قال :
" هُوجاً يآفِيفَ صِغَاراً زُعْرَا والْيَأْفُوفُ : فَرْخُ الدُّرّاجِ نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ وقال الأَصْمَعِيُّ : الْيَأْفُوفُ : الْعَيِىُّ الْخَوَّارُ وأَنْشَدَ لِلرَّاعِي :
مُغَمَّرُ الْعَيْشِ يَأْفُوفٌ شَمَائِلُهُ ... نائِى الْمَوَدَّةِ لاَ يُعْطِى ولاَ يُسَلُ ويُرْوَي : ( ولا يَصِل ) . والمُغَمَّرُ : المُغَفَّلُ
والإِفُّ والإِفَّانُ بكَسْرِهما نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ ويُفْتَح الثَّانِي نَقَلَه الصَّاغَانيُّ في التَّكْمِلَةِ وصاحِبُ اللِّسَانِ والأَفَفُ مُحَرَّكَةً نَقَلَه الصَّاغَانيُّ أَيْضاً وصاحِبُ اللِّسَانِ وهما عن ابنِ الأعْرَابِيِّ . والتَّئفَّةُ كتَحِلَّةٍ قال الجَوْهَرِيُّ : وهو تَفْعِلَةٌ : الْحِينُ والأَوانُ يُقَال : كان ذلِكَ عَلَى إِفِّ ذاك وإِفَّانِهِ وأَفَفَهِ وتَئفَّتِهِ أَي : حِينِهِ وأَوانِهِ قال يَزِيدُ بنُ الطَّثْرِيَّةِ :
" علَى إِفِّ هِجْرَانٍ وَسَاعَةِ خَلْوَةٍمِنَ النَّاسِ نَخْشَى أَعْيُناً أَنْ تَطَلَّعَاوحَكَى ابنُ بَرِّيّ قال في أَبْنِيةِ الكِتَاب : تَئفَّةٌ فَعِلَّةٌ قال : والظَّاهِرُ مع الجَوْهَرِيُّ بدليلِ قَوْلِهِم : عَلَى إِفِّ ذلِك وإِفَّانِهِ قال أَبو عليّ : الصَّحِيحُ عندي أَنَّهَا تَقْعِلَةٌ والصَّحِيح قيه عن سِيبَوَيْهِ ذلِكَ عَلَى ما حَكَاهُ أَبو بكر أنه في بَعْضِ نُسَخِِ الكِتَابِ في بابِ زِيَادَةِ التَّاءِ قال أَبو عليّ : والدّلِيلُ عَلَى زِيادتهَا ما رَوَيْناهُ عن أَحمد عن ابنِ الأعْرَابِيِّ قال : يُقَال : أَتانِي في إِفَّانِ ذلِك وأُفَّانِ ذلِكَ وأَفَفِ ذلك وتَئِفَّهِ ذلك وأَتَانَا عَلَى أفِّ ذلك وإِفَّتِهِ وأَفَفِهِ وإِفَّانِهِ وتَئِفَّتِهِ وعِدَّانِهِ أَي : عَلَى إِبّانِهِ ووَقْتِهِ يَجْعَلُ تَئِفَّةً فَعِلَّةً والْفَارِسِيُّ يَرُدُّ عليه ذلك بالاشْتِقَاقِ ويَحْتَجُّ بما تَقَدَّمَ
والأُوفُوفَةُ بِالضَّمِّ هكذا هو في نُسَخِ العُبَابِ والتَّكْمِلَةِ بِزيادِة الوَاوِ قَبلَ الفاءِ وفي اللِّسَانِ وغيرِه من الأُصُولِ بحَذْفِهَا وقد جاءَ أَيضاً في بعضِ نُسَخِ الكتاب هكذا وهو المُكْثِرُ من قَوْلِ أُفِّ وفي العُبابِ : الذي لا يَزَالُ يقولُ لغيرِهِ : أَفِّ لك وفي الْجَمْهَرَةِ : يُقَال : كان فلانٌ أُفُوفَةُ وهو الذي يَزَالُ يقولُ لبعضِ أَمْرِهِ : أَفِّ لك فذلك الأُفُوفَةُ
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : أَفَّفَ به تَأْفِيفاً كَأَفَّفَهُ وأُفّاً له وأُفَّةً لَه أَي : قَذَراً والتَّنْوِينُ للتَّنْكِيرِ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ والأُفّ : النَّتْنُ قاله الزَّجَّاجُ والأَفَفُ مُحَرَّكَةً : وَسَخُ الأُذُن وتَأَفَّفَ به كَأَفَّفَهُ ورجلٌ أَفَّافٌ كشَدَّادٍ : كثيرُ التَّأَفُّفِ ويُقَال : كان عَلَى إِفَّةِ ذلك أَي أَوانِهِ والأُفَّةُ كقُفَّةٍ : الثَّقِيلُ قالَ ابنُ الأثِيرِ : قال الخَطَّابِيُّ : أَرَى الأَصْلَ فيه الأَفَفَ وهو الضَّجَرُ
والْيَأْفُوفُ : الأَحْمَقُ الخَفِيفُ الرُّأْيِ . واليَأْفُوفُ : الرَّاعِي صِفَةٌ كَالْيَخْضُورِ والْيَحْمُومِ كأَنَّهُ مُتَهَيِّئٌ لرِعَايتِه عارِفٌ بأَوْقَاتِها مِنْ قَوْلهِم : جاء عَلَى إِفان ذلك
والْيَأْفُوفُ : الضَّعِيفُ
والْيَأْفُوفَةُ : الْفَراشةُ وبه فُسِّرَ حديثُ عَمْرِو بن مَعْدِ يكَربَ أَنه قال في بعضِ كلامه فُلانٌ أَخَفٌّ مِن يَأْفُوفٍة وكذا وُجِدَ بخَطِّ الشيخِ رَضِيِّ الدِّين الشَّاطِبِيِّ وقال الشاعرُ :
" أَرى كُلَّ يَأْفُوفٍ وكُلَّ حَزَنْبِلٍ وشِهْذَارَةٍ تِرْعَابَةٍ قد تَضَلَّعَا ويُقَال : إِنه ليُؤَفِّفُ عليه أَي يَغْتَاظُ