فله يفله فلا وفلله تفليلا : ثلمه فتفلل وانفل وافتل الأخيران مطاوعا فله وتفلل مطاوع فلله ولذا قال شيخنا : فيه نخليط بالنسبة لقواعد الصرفيين ويحمل كلامه على اللف والنشر المشوش انتهى وقال بعض الأغفال :
" لو تنطح الكنادر العضلا
" قضت شؤون رأسه فافتلا
وفي حديث أم زر : شجك أو فلك أو جمع كلا لك أرادت بالفل الكسر والضرب تقول : إنها معه بين شج رأس أو كسر عضو أو جمع بينهما وقيل : أرادت بالفل الخصومة . فل القوم يفلهم فلا : هزمهم فانفلوا وتفللوا أي انهزموا . وقوم فل : منهزمون يستوي فيه الواحد والجمع قال ابن بري : ومنه قول الجعدي :
" وأراه لم يغادر غير فل أي المفلول وفي قصيد كعب :
" أن يترك القرن إلا وهو مفلول أي مهزوم : ج : فلول بالضم وأفلال هكذا في لنسخ والصواب فلال كرمان ففي المحكم قال أبو الحسن : لا يخلو من أن يكون اسم جمع أو مصدرا فإن كان اسم جمع فقياس واحده أن يكون فالا كشارب وشرب ويكون فال فاعلا بمعنى مفعول لأنه هو الذي فل بل هو جمع فال لأن جمع الجمع نادر وأما فلال فجمع فال لا محالة لأن فعلا ليس مما يكسر على فعال فتأمل . وسيف فليل ومفلول وأفل ومنفل : أي منثلم قال عنترة :
وسيفي كالعقيقة وهو كمعي ... سلاحي لا أفل ولا فطارا وسيف أفل بين الفلل : ذو فلول . وفلوله : ثلمه وهي كسور في حده واحدها فل وقد قيل : الفلول مصدر والأول أصح قال النابغة الذبياني :
" بهن فلولب من قراع الكتائب وفي حديث سيف الزبير : فيه فلة فلها يوم بدر الفلة : الثلمة في السيف . والفليل : ناب البعير المنكسر وفي الصحاح إذا انثلم . الفليل : الجماعة كالفل والجمع فلول قال أعشى باهلة :
فجاشت النفس لما جاء فلهم ... وراكب جاء من تثليث معتمر أي جماعتهم المنهزمون . الفليل : الشعر المجتمع كالفليلة قال ابن سيده : فإما أن يكون من باب سلة وسل وإما أن يكون من الجمع الذي لا يفارق واحده إلا بالهاء قال الكميت :
ومطرد الدماء وحيث يلقى ... من الشعر المضفر كالفليل والجمع فلائل وأنشد ابن بري لابن مقبل :
" تحدر رشحا ليته وفلائله وفي حديث معاوية : أنه صعد على المنبر وفي يده فليلة وطريدة الفليلة : الكبة من الشعر وقال الزمخشري : وكأن المراد الكبة من الدمقس . الفليل : الليف هذلية . والفل : ما ندر عن الشيء كسحالة الذهب وبرادة الحديد وشرر النار وفي بعض النسخ وشرار الناس وهو غلط والجمع فلول . والفل : الأرض الجدبة ويكسر أو هي التي تمطر ولا تنبت عن أبي عبيدة أو ما أخطأها المطر أعواما أو ما لم تمطر بين أرضين ممطورتين وهي الخطيطة وقد رده أبو عبيدة وصوب أنها التي تمطر ولا تنبت وقيل : هي التي لم يصبها مطر أو هي الأرض القفرة لاشيء بها وفلاة منها والجمع كالواحد وقد تكسر على أفلال قال الراجز :
" مرت الصحارى ذو سهوب أفلال وأفللنا : وطئناها وقال الفراء : أفل الرجل صار بأرض فلم يصبه مطر وأنشد :
أفل وأقوى فهو طاو كأنما ... يجاوب أعلى صوته صوت معول الفل بالكسر : الأرض لا نبات بها ولم تمطر قال عبد الله بن رواحة رضي الله تعالى عنه :
شهدت فلم أكذب بأن محمدا ... رسول الذي فوق السموات من عل
وأن أبا يحيى ويحيى كليهما ... له عمل في دينه متقبل
وأن التي بالجزع من بطن نخلة ... ومن دانها فل من الخير معزلأي خال من الخير ويروى : ومن دونها أي الصنم المنصوب حول العزى
قال الصاغاني : وتروى القطعة التي منها هذه الأبيات لحسان رضي الله تعالى عنه وهي موجودة في أشعارهما . وقال أبو صالح مسعود بن قيد واسم قيد يصف إبلا :
" حرقها حمض بلاد فل
" وغتم نجم غير مستقل
" فما تكاد نيبها تولي الغتم : شدة الحر الذي يأخذ بالنفس . الفل : ما رق من الشعر . واستفل الشيء : أخذ منه أدنى جزء كعشره . وقيل : الاستفلال أن يصيب من الموضع العسر شيئا قليلا من موضع طلب حق أو صلة فلا يستفل إلا شيئا يسيرا . وأفل الرجل ذهب ماله من الأرض الفل . وفل عنه عقله يفل : ذهب ثم عاد . قال أبو عمرو : الفلى كربى : الكتيبة المنهزمة وكذلك الفرى . والفلفل كهدهد وزبرج ونسب الصاغاني الكسر للعامة ومنعه صاحب المصباح أيضا وصوبوا كلامه : حب هندي معروف وهو معرب بلبل بالكسر لا ينبت بأرض العرب وقد كثر مجيئه في كلامهم . قال أبو حنيفة : أخبرني من رأى شجره فقال : مثل شجر الرمان سواء زاد داود الحكيم : وأرفع وبين الورقتين منه شمراخان منظومان والشمراخ في طول الإصبع وهو أخضر فيجتنى ثم يشر في الظل فيسود وينكمش وله شوك كشوك الرمان وإذا كان رطبا ربب بالماء والملح حتى يدرك ثم يؤكلكما تؤكل البقول المرببة على الموائد فيكون هاضوما واحدته فلفلة . وقال داود الحكيم في التذكرة : ورقه رقيق أحمر مما يلي الشجرة أخضر من الجهة الأخرى وعوده سبط وهو أبيض وأسود والأبيض أصلح في الاستعمال وكلاهما إما بستاني أو بري وثمرته عناقيد كالعنب حار يابس نافع لقلع البلغم اللزج مضغا بالزفت ويجلو الصوت ولتسخين العصب والعضلات تسخينا لا يوازيه غيره وللمغص والنفخ واستعماله في اللعوق للسعال البارد وأوجاع الصدر وضيق النفس وينفع في الأكحال فيجلو الظلمة والبياض ويذكي ويقوي الحفظ ولا شيء مثله في تحمير الألوان . من المشهور أن قليله يعقل البطن وكثيره يطلق ويجفف الرطوبات ويدر البول ويبدد المني بعد الجماع ويفسد الزرع بقوة وقد جاء في قول امرئ القيس :
ترى بعر الصيران في عرصاتها ... وقيعانها كأنه حب فلفل وقال المرقش الأكبر وقيل : الأصغر :
فكأن حبة فلفل في جفنه ... ما بين مضجعها إلى إمسائهاوأما الدار فلفل وهو شجر الفلفل أول ما يثمر قال شيخنا : صرح جماعة بأن شجر دار فلفل غير شجر الفلفل فيزيد في الباءة ويحدر الطعام أي يهضمه ويزيل المغص والنفخ وينفع من نهش الهوام طلاء بالدهن . قلت : ويعرف الدار فلفل بمصر بعرق الذهب وبالفارسية بلبل دراز . الفلفل كهدهد : الخادم الكيس زاد منلا علي في ناموسه : وكزبرج أيضا مثل ذلك بل هو الأكثر في استعماله . قال شيخنا : كذا قال وفيه تأمل . الفلفل : الليف . فلفل : اسم رجل . وتفلفل الرجل : قارب بين الخطا وتبختر وبه فسر الحديث عن أبي عبد الرحمن السلمي قال : خرج علينا علي رضي الله تعالى عنه وهو يتفلفل . وكان كيس الفعل وروى : يتقلقل وروى عبد خير : أنه خرج وهو يتفلفل فسألته عن الوتر فقال : نعم ساعة الوتر هذه هكذا فسره النضر . قال ابن الأعرابي : تفلفل شاص فاه بالسواك وبه فسر الحديث وفسره النضر أيضا هكذا . ونقل ابن الأثير عن الخطابي يقال : جاء فلان متفلفلا إذا جاء والمسواك في فيه يشوصه . وقال القتيبي : لا أعرف يتفلفل بمعنى يستاك قال : ولعله يتتفل ؛ لأن من استاك تفل كفلفل فيهما عن النضر . تفلفل : قادمتا الضرع ؛ إذا اسودت حلمتاهما ووجد في بعض نسخ الصحاح : حلمتاها ؛ قال ابن مقبل يصف ناقة :
فمرت على أظراب هر عشية ... لها توأبانيان لم يتفلفلا التوأبانيان : قادمتا الضرع . قال ابن شميل : الفلية بالكسر كالعلية : الأرض التي لم يصبها مطر عامها حتى يصيبها المطر من العام القابل ج : الفلالي . وثوب مفلفل بالفتح أي على صيغة المفعول : موشى دارات وشيه كصعارير الفلفل أي تحكي استدارته وصغره . وشراب مفلفل : يلذع لذعة قال :
كأن مكاكي الجواء غدية ... صبحن سلافا من رحيق مفلفل ذكر على إرادة الشراب . وقيل : خمر مفلفل ألقي فيه الفلفل فهو يحذي اللسان ؛ وطعام مفلفل كذلك . وشعر مفلفل : شديد الجعودة . كشعر الأسود . وأديم مفلفل : نهكه الدباغ فظهر فيه مثل الفلفل . والأفل : سيف عدي بن حاتم الطائي رضي الله تعالى عنه وفيه يقول :
إني لأبذل طارفي وتلادي ... إلا الأفل وشكتي والجرولا وفلفلان بالكسر : ة بأصبهان منها : أبو يعقوب إسحاق بن إسماعيل بن السكن عن إسحاق بن سلمان الرازي صاحب جرير وعنه أبو محمد بن فارس . ومما يستدرك عليه : الفل : الخصومة والنزاع والشقاق وبه فسر أيضا حديث أم زرع كما تقدم والمعنى كسرك بخصومته . والتفليل : تفلل في حد السكين وفي غروب الأسنان وفي السيف وفي حديث عائشة تصف أباها رضي الله تعالى عنهما : ولا فلوا له صفاة . أي كسروا له حجرا كنت به عن قوته في الدين . واستفل غربه : أي كسره . وتفللت مضاربه : تكسرت . والفل : ثوب من مشاقة الكتان . وانفل سنه : انثلم قال :
" عجيز عارضها منفل
" طعامها اللهنة أو أقل وقوم فلال بالكسر : منهزمون نقله الجوهري . وأفلت الأرض : صارت فلا عن أبي حنيفة وأنشد :
وكم عسفت من منهل متخاطئ ... أفل وأقوى فالجمام طوامي والفليل : العرف وبه فسر السهيلي في الروض قول ساعدة بن جؤية :
وغودر ثاويا وتأوبته ... مذرعة أميم لها فليلنقله شيخنا وأما السكري فإنه فسره بالشعر المكبوب . وتفلفل شعر الأسود : اشتدت جعودته كما في المحكم . وربما سمي ثمر البروق فلفلا تشبيها بهذا الفلفل قال :
" وانتفض البروق سودا فلفله وأهل اليمن يسمون ثمر الغاف فلفلا . وفلفل وتفلفل : مشى متبخترا . وفلان كرمان : ناحية ببلاد السودان . وفيلال بالكسر : اسم سجلماسة لمدينة في الغرب . وفلفل الماء : نبت يجاور الماء سبط ناعم الورق له حب في عناقيد . وفلافل السودان : حب مستدير أملس في غلف ذي أبيات مثل الصنوبر . وفلفل القرود : حب الليم . وفلفل الصقالبة : فنجكشت . والفل بالضم : عبارة عن ياسمين مضاعف إما بالتركيب أو بشق أصله ويوضع فيه الياسمين وهو زهر نقي البياض والتدلك بورقه يطيب البدن . وفلفلة بن عبد الله الجعفي : تابعي يروي عن ابن مسعود وعنه القاسم بن حسان ثقة . وفي المثل : من قل ذل ومن أمر فل . وغدا فلا من الطعام بالكسر : أي خاليا . والفليلة : شعر زبرة الأسد قال مالك بن نويرة :
يا لهف من عرفاء ذات فليلة ... جاءت إلي على ثلاث تخمع والفليفلة : بالضم : نهر صغير ينشق من النيل
الفَلَكُ مُحَرَكَةً : مَدارُ النّجُومِ ويَقُولُ المُنَجِّمُونَ : إِنّه سَبعَةُ أَطْواقٍ دُونَ السّماءِ قد رُكِّبَتْ فِيها النّجُومُ السَّبعَةُ في كُلِّ طَوْقٍ منها نَجْمٌ وبَعْضها أَرْفَعُ من بَعض يَدُورُ فِيها بإِذْن اللّه تَعالَى وقال الزَّجّاج في قَوْلِه تَعالَى : " كُلٌّ في فَلَكٍ يَسبَحُونَ " لكُلِّ واحد منها فَلَكٌ أَفْلاكٌ وفُلُكٌ بضَمَّتَين ويَجُوزُ أَن يُجْمَعَ على فُلْك بالضّمِّ كأَسَد وأسْد وخَشَب وخُشْب . والفَلَكُ من كُلِّ شَيءٍ : مُستَدارُه ومُعْظَمُه . والفَلَكُ : مَوْجُ البَحْر المُضْطَرِب المُستَدِيرُ المُتَرَدِّدُ وفي حَدِيثِ عَبدِ اللَّهِ ابنِ مَسعُودٍ رضي اللّه تَعالَى عنه : أَنَّ رَجُلاً أَتَى رَجُلاً وهو جالِسٌ عِنْدَه فقَالَ : إِنّي تَرَكْتُ فَرَسَكَ كأَنَّه يَدُورُ في فَلَك قال أَبو عبَيد : فيه قَوْلان : فأَمّا الذي تَعْرفُه العامَّةُ فإِنّه شَبَّهَه بفَلَكِ السَّماءِ الّذِي يَدُورُ عليه النُّجُومُ وهو الذي يُقالُ له القُطْبُ شُبِّه بقُطْبِ الرَّحَى قالَ : وقالَ بعضُ العَرَبِ : الفَلَكُ هو المَوجُ إِذا ماجَ في البَحْرِ فاضْطَرَبَ وجاءَ وذهَب فشَبَّه الفَرَسَ في اضْطِرابِه بذلِكَ وإِنّما كانَتْ عَينًا أَصابَتْه قالَ : وهو الصَّحِيحُ
والفَلَكُ : الماءُ الّذِي حَرَّكَتْه الرِّيحُ فتَمَوَّجَ وجاءَ وذَهَب نقَلَه الزَّمَخْشَريُّ وبه فُسِّر قولُهمِ : تَرَكْتُه كأَنَّه يَدُورُ في فَلَك ويَدُورُ كأنَّه فَلَكٌ : إِذا تَرَكْتَه لا يَقَرُّ بهِ قَرارٌ شَبَّهَه بهذا الماءِ . والفَلَكُ : اِلتَّلُّ من الرَّمْلِ حولَه فَضاءٌ عن ابنِ الأعرابي وقِيلَ : الفَلَكُ من الرَّمْلِ أَجْوِيَةٌ غِلاظٌ مُستَدِيرةٌ كالكَذّانِ تَحْفِرُها الظِّباءُ . والفَلَكُ : قِطَعٌ من الأَرْض تَستَدِيرُ وتَرتَفِعُ عمّا حَوْلَها في غِلَط أو سُهُولَةٍ الواحِدَةُ فَلْكَةٌ ساكِنَةَ اللاّمِ فِلاكٌ كرِجال كقَصْعَةٍ وقِصاعٍ قال ابنُ بَرّيّ : وفي الغَرِيبِ المُصَنَّف : فَلَكَةٌ وفَلَكٌ بالتَّحْرِيكِ وفي كتابِ سِيبَوَيه فَلْكَةٌ وفَلَكٌ مثل حَلْقَة وحَلَقٍ . والأَفْلَكُ : من يَدُورُ حَوْلَها أي : الفَلْكَةِ ونصُّ ابنِ الأَعْرابي : من يَدُورُ حَوْلَ الفَلَكِ وهو التَّلّ من الرَّمْل حَوْلَه فَضاءٌ . وفَلَكَ ثَدْيُها وأَفْلَكَ وفَلَّكَ تَفْلِيكًا وتَفَلَّكَ الأولَى عن ابنِ عَبّادٍ والثانِيَةُ عن ثَعْلَبٍ وما بَعْدَها من كِتابِ سِيبَوَيْهِ : اسْتَدارَ كالفَلْكَةِ وهو دُونَ النُّهُودِ قال :
" جارِيَةٌ شَبَّتْ شَبابًا هَبرَكَا
" لم يَعْدُ ثَدْيَا نَحْرِها أَنْ فَلَّكَا
" مُستَنْكِرانِ المَسَّ قَدْ تَدَمْلَكَا وقال أَبو عَمرو : الثُّدِيُّ الفَوالِكُ دُونَ النَّواهِدِ . وفَلَكَت الجَارِيَةُ وفَلَّكَت تَفْلِيكًا فهي فالِكٌ ومُفَلِّكٌ إِذا تَفَلَّكَ ثَدْيُها . وفَلْكَةُ المِغْزَلِ بالفَتْحِ مَعْرُوفَةٌ وتُكْسر وهذه عن الصّاغاني والجَمعُ فِلَكٌ وفَلَكٌ سُمِّيَت لاسْتِدارَتِها . والفَلْكَةُ : مَوْصِلُ ما بَيْنَ الفَقْرَتَين من البَعِيرِ . والفَلْكَةُ : الهَنَةُ الناتِئَةُ على رَأْسِ أَصْلِ اللِّسانِ . والفَلْكَةُ : جانِب الزَّوْرِ وما اسْتَدارَ مِنْه والجَمْعُ من كُلِّ ذلِكَ فِلَكٌ إِلاّ الفَلْكَةُ من الأرضِ . والفَلْكَةُ : أَكَمَةٌ من حَجَرٍ واحِد مَستَدِيرَةٌ وقال ابنُ شُمَيلٍ : الفَلْكَةُ : أَصاغِرُ الآكامِ وإِنَّما فَلَّكَها اجْتِماعُ رَأْسِها كأَنَّه فَلْكَةُ مِغْزَلٍ لا تُنْبِتُ شَيئًا والفَلْكَةُ طَوِيلَةٌ قدرَ رُمْحَيْنِ أَو رُمْح ونِصْف وأَنْشَد :
يَظَلاّنِ النَّهارَ برَأْسِ قُف ... كُمَيتِ اللَّوْنِ ذِي فَلَكٍ رَفِيعِ والفَلْكَةُ : شَيءٌ يُفْلَكُ من الهُلْبِ فيُخْرَقُ لِسانُ الفَصِيلِ فيُعْضَدُ به . وفي التَّهْذِيب : قال أَبو عَمْرو : التَّفْلِيكُ أَنْ يَجْعَلَ الرّاعِي مِن الهُلْبِ مثْلَ فَلْكَةِ المِغْزَلِ ثمَّ يَثْقُبَ لِسانَ الفَصِيلِ فيَجْعَلَه فيه ليَمْتَنِعَ من الرَّضاعِ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :
رُبَيِّبٌ لم تُفَلِّكْهُ الرِّعاءُ ولَم ... يُقْصر بحَوْمَلَ أَدْنَى شُربه وَرَعُوقال اللَّيثُ : فَلَّكْتُ الجَدْيَ وهو قَضِيبٌ يُدارُ على لِسانِه لِئلاّ يَرضَع قالَ الأَزْهَرِيّ : والصّوابُ في التَّفْلِيكِ ما قالَ أَبو عَمْرو . وكُلّ مستَدِيرٍ فَلْكَةٌ . والفُلْكُ بالضّمِّ : السَّفِينَةُ قال شَيخُنا : على الضّمِّ اقْتَصَر الجَماهِيرُ كالمُصَنِّفِ وقِيلَ : إِنّه يُقال : فُلُكٌ بضَمَّتَيْنِ أَيضًا وأَشارَ الرضي في شَرحِ الشافِيَةِ إِلى جوازِ أَنْ يَكونَ بضمَّتَيْنِ هو الأَصْلُ وأَن ضَمَّ الأَولِ وتَسكِينَ الثاني لَعَلَّه تَخْفِيفٌ منه كعُنق وأَطالَ في تَوْجِيهِه يُؤَنَّثُ ويُذَكَّرُ وهو للواحِدِ والجَمِيع قالَ تَعالَى : " في الفُلْكِ المَشْحُونِ " فذَكَّر الفُلْكَ وجاءَ بهِ مُوَحَّدا ويجوزُ أَنْ يُؤَنث واحِدُه كقوله تعالَى : " جاءَتْها ريحٌ عاصِفٌ " فأَنث وقال : " وتَرَى الفُلْكَ فِيهِ مَواخِرَ " فجَمَع وقالَ تَعالَى : " والفُلْكِ التي تَجْرِي في البَحْرِ " فأنَّثَ . ويحتمل جَمْعًا واحِداً وقال تَعالى : " حَتّى إِذا كُنْتُم في الفُلْكِ وجَرَيْنَ بِهم " فجَمَعَ وأَنث فكأَنّه يُذْهَبُ بها إِذا كانَتْ واحِدَةً إِلى المَركَبِ فيُذَكَّر وِإلى السَّفِينَةِ فيُؤَنَّث كما في الصِّحاحِ فإِن شِئْتَ جَعَلْتَه من بابِ جُنُب وإِنْ شِئْتَ منِ بابِ دِلاص وهِجانٍ وهذا الوَجْهُ الأخِيرُ هو مَذْهَبُ سيبَوَيْه أَعْني أَن تَكُونَ ضَمَّةُ الفاءِ من الواحِدِ بمَنْزِلَةِ ضَمَّةِ باءِ بُرد وخاءِ خُرج وضَمَّةُ الفاءِ في الجَمْعِ بمَنْزِلَة ضَمَّةِ حاءِ حُمْرٍ وصادِ صُفْر جَمْعِ أَحْمَرَ وأَصْفَرَ وِإلى هذا أَشارَ المُصَنِّفُ بقولِه : أَو الفُلْكُ التي هي جَمْعٌ تَكْسِيرٌ للفُلْكِ التي هي واحدٌ وهذا نَصّ الصِّحاحِ والعُبابِ قال ابنُ بَرّي هُنا : صوابُه للفُلْكِ الذي هو واحِدٌ قال سِيبَوَيْهِ : ولَيسَت كجُنُب التي هي ونص الصِّحاحِ والعُباب : الذي هُو واحِدٌ وجَمْعٌ وأَشْباهُه من الأَسْماءِ كالطِّفْل وغيره : قال شَيخُنا : وقد سُمِع من العَرَبِ فُلْكانِ مُثَنَّى فُلْك ولم يُسمَع جُنُبانِ مثنى جنب قالوا : وما لم يُثَنَّ ليسَ بجَمْعٍ بل مُشْتَرَكٌ وما ثُنِّي جَمْعٌ مقَدَّرُ التَّغْيِيرِ لا اسْمَ جَمْعٍ وِإن رَجَّحَه ابنُ مالِك في التَّسهيلِ ثم قالَ سِيبَوَيْه مُعَلِّلاً : لأَنّ فُعْلاً بالضَّمِّ وفَعَلاً بالتّحْريكِ يَشْتَرِكانِ في الإِطْلاقِ على الشّيءِ الواحِدِ كالعُرب والعَرَب والعُجْمِ والعَجَمِ والرهْبِ والرَّهَبِ قال شَيخُنا : كاشْتِراكِهِما في جَمْعِهما على أَفْعال وفي وُرُودِهِما مَصْدَرَيْنِ لكَثِير من الأَفْعالِ كبُخْلٍ وبَخَلٍ وسُقْمٍ وسَقَم ورُشْدٍ ورَشَد ولمّا جازَ أَنْ يُجْمَعَ فَعَلٌ بالتَّحْرِيكِ على فُعْلٍ بالضّمِّ كأَسَدٍ وأُسْدٍ جازَ أَنْ يُجْمَعَ فُعْلٌ على فُعْلٍ بالضَّمِّ فِيهما أَيضًا . قال ابنُ بَرِّيّ : إِذا جَعَلْتَ الفُلْكَ واحِدًا فهو مُذَكَّرٌ لا غيرُ وِإنْ جَعَلْتَه جَمْعًا فهو مُؤنَّثٌ لا غَيرُ وقد قِيلَ : إِنَّ الفُلْكَ يُؤَنَّثُ وِإن كانَ واحِدًا قال اللَّهُ تَعالَى : " قُلْنَا احْمِلْ فِيها مِنْ كُل زَوْجَين اثْنَين " . وقال ابنُ جِني في الشَّواذِّ : الفُلْكُ عِنْدنا اسمٌ مكَسَّرٌ وليسَ عِنْدَنا كما ذَهَبَ إِليه الفَرّاءُ فيهِ من أَنّه اسمٌ مُفْرَدٌ يقع على الواحِدِ والجَمِيعِ كالطّاغوتِ ونَحْوِه وِإذا كانَ جَمْعًا مُكَسَّرًا أَشبهَ الفِعْلَ من حيثُ كان التَّكْسِيرُ ضَربًا من التَّصَرُّفِ وأَصلُ التَّصَرّفِ للفعل أَلا ترى أَن ضرَبًا من الجمَعِ أَشبهَ الفعلَ فمُنِعَ من الصّرفِ وهو باب مَفاعِلَ ومَفاعِيل إِلى آخر ما قال قال شَيخُنا : واخْتَلَفوا فيه فقال بعضٌ إِنّه جمعٌ وقيل : اسمُ جَمْعٍ وبه جَزَم الأَخْفَشُ وقِيلَ : مشتَرَكٌ بينَ الواحِدِ والجَمعِ وهذا أَوْلَى من اعْتِبار سُكُونِ الواحِدِ غير سُكُون الجَمْعِ ؛ لأَنَّ السكونَ أَمْرٌ عَدَمِي كما قالَه عبدُ الحَكِيمِ في حَواشِي البَيضَاوِيِّ . وفَلَّكَ الرّجُلُ تَفْلِيكًا : لَجَّ في الأَمْر . وفَلَّكَت الكَلْبَةُ : أَجْعَلَتْ وحاضَتْ نقله الصاغاني . والفَلِكُ ككَتِفٍ : المُتَفَكِّكُ العِظامِ وقال ابنُ عَبّاد : هو الضَّعِيفُ المُتَخَلِّعُ العِظامِ المُستَرخِيوقِيلَ : هو الجافي المَفاصِلِ . وقِيل : مَنْ بهِ وَجَعٌ في فَلْكَة رُكْبته وهذه عن ابنِ عَبّادٍ . وقِيلَ : هو من لهُ أَلْيَةٌ كفَلْكَة أي على هَيئَتِها كالزَّنْج قال أَبو عَمرو : وأَلَيَاتُ الزِّنْجِ مُدَوَّرَة قال رُؤْبَةُ :
" لا تَعْدِلِيني بالرذالاتِ الحَمَكْ
" ولا شَظٍ فَدْمٍ ولا عَبدٍ فَلِكْ أي عَظيمِ الأَلْيتين
وفَلَكُ كجَبَل : بسَرَخْسَ وضبَطَها الحافِظُ بسكونِ اللاّم ومِنْها محمَّدُ بنُ أَبي الرَّجاءِ الفَلكِيُّ رَوَى عن أَبي مُسلِمٍ الكَجِّي ومُطَيَّنٍ وغيرِهما . وقال ابنُ الأَعْرابيِّ : الفَيلَكُونُ : الشُّوبَقُ قال الأَزْهَرِيُّ : وهو مُعَرَّب عندي . وقال ابنُ دُرَيْد : الإِفْلِيكانِ بالكَسرِ : لَحْمَتان تَكْتَنِفانِ اللَّهاةَ وهُما الغُنْدُبَتانِ ومما يُستَدْرَكُ عليه : الفَلَكُ : دَوَرَانُ السَّماءِ خاصَّةً كما جاءَ في الحَدِيثِ . وفَلَكُ السَّماءِ : القُطْبُ . وأَفْلَكَ الرجلُ في الأَمْرِ : لَجَّ فيهِ . والفَيلَكُون : البَردِيُّ نقله الجَوْهَرِيُّ
والفُلْكِي بزيادَة ياءٍ : لغةٌ في الفُلْكِ وبه قَرأَ أَبو الدَّرْداءِ رضي اللّه تعالَى عنه : حَتّى إِذا كُنْتُم في الفُلْكِي نَقَله ابنُ جِنِّي في الشّواذِّ ومَثَّلَه بأَحْمَرَ وأَحْمَرِي ودَوّار ودَوّاريّ وأَطالَ في التَّوْجِيهِ . ويُجْمَعُ الفُلْكُ أَيْضًا على فُلُوكٍ عن ابنِ عَبّاد . والفُلُكُ كعُنُق : لغةٌ في الفُلْكِ وبه قَرَأَ مُوسَى بنُ الزّبَيرِ نَقَله ابنُ جِنِّي أَيْضًا وقالَ : حَكَى أَبو الحَسَنِ عن عِيسَى بنِ عُمَرَ أَنّه قالَ : ما سُمِعَ فُعْلٌ إِلاّ وقد سَمِعْنا فيه فُعل فقد يَكُونُ هذا منه أَيضًا . والفُلَيكَةُ كجُهَينَةَ : السَّفِينَةُ الصغيرةُ والعامَّةُ تَقُول فُلُوكَة . والفَلَكِي : من يَشْتَغِلُ بعِلْمِ النّجُوم وقد نُسِبَ هكذا جَماعَةٌ . وعَلِيّ بنُ مُحمَّدِ بنِ حَمْزَةَ الفِلَكي بالكسرِ : حَدَّثَ بالحِلْيَةِ عن الحَدّادِ بسَمَرقَنْدَ سَمِعَها منه عبدُ الرَحِيمِ بنُ السَّمْعانِي هكذا قَيَّدَه الضِّياءُ قال الحافِظُ : وهو في أنْسابِ السمعاني ولامُه مفتوحة