وقال الأَزهريّ : قولهم للُغَارَةِ فيحِى فَيَاحِ الغَارَةُ هِي الخَيْل المُغيرَةُ تُصبِّح حَيّاً نازلين فإِذا أَغارَت على ناحيةٍ من الحيِّ تحرَّزَ عُظْمُ الحيّ ولجئُوا إِلى وَزَرٍ يَلوذُونَ وإِذا اتَّسَعُوا وانتَشرُوا أَحرزُوا الحَيَّ أَجْمَعَ . ومعنَى فِيحِي : انَتشرِي أَيَّتها الخَيْلُ المغيرةُ . وسَمَّاها فَيَاحِ لأَنّها جماعَةٌ مؤنّثة خَرجَت مَخْرَجَ قَطَامِ وحَذامِ وكَسَابِ . والفَيْحَاءُ : الوَاسِعَةُ من الدُّورِ والرِّيَاض . و الفَيْحَاءُ : حَسَاءٌ مُتَوْبَلٌ أَي حَسَاءٌ مع تَوَابِلَ . ومما يستدرك عليه في هذه المادّة : فَوْحُ الحَرِّ : شِدّةُ سُطُوعِه . وفَوْحُ الحَيْضِ : مُعْظَمه وأَوّلُه . ومن سَجَعَات الأَساس : نَزلْنا في بُسْتانٍ تَناوَحت أَطيارُه وتَفاوحَتْ أَنوارُه . ومن المجاز : طَعْنةٌ فَيّاحةٌ . ورجلٌ فَيّاحٌ : فَيَّاضٌ نَفَّاحٌ كَثيرُ العَطَايا . وذَكرَه صاحب النهاية في الياءِ فيح
الفَيْح والفُيُوحُ والفُيُوحُ كقُعُود : خِصْبُ الرَّبِيعِ في سَعَةِ البِلادِ . والجمْع فُيُوحٌ . قال : تَرْعَى السَّحَابَ العَهْدَ والفُيُوحَا قال الأَزهريّ : رواه ابنُ الأَعرابيّ والفُتُوحا بالتّاءِ . والفَتْح والفُتُوح من الأَمطارِ . قال : وهذا هو الصحيح وقد ذُكِرَ في مكانه . ومن المجاز : ناقةٌ فَيّاحَةٌ إِذا كَانَت ضَخمةَ الضَّرْعِ غَزِيرةَ اللّبَنِ . قال :
قد تَمْنَحُ الفَيّاحَةَ الرَّفُودَا ... تَحسِبُهَا حالَبةً صَعُودا وفَيْحَانُ : كثيرُ الوُحوشِ في ديار بنِي سَعْد بين الحِجاز والشأْم فَعْلانُ من الأَفْيَح : قال الرّاعِي :
أو رَعْلَةٌ من قَطَا فَيْحَانَ حَلأَها ... عَن ماءِ يَثْربَةَ الشُّبَّاكُ والرَّصَدُ وفَيْحَةُ : موضع في ديارِ مُزَينَةَ وفَيْحُونةُ : اسمُ امرأَةٍ لها ذِكْرٌ . وأَفِحْ عنك من الظَّهِيرَةِ : أَبْرِدْ أَي أَقِمْ حتَّى يَسكُنَ عنك النَّهارُ ويَبرد . وقال ابنُ الأَعرابيّ : يقال : أَرِقْ عنك من الظَّهِرة وأَهْرِقْ وأَهْرِىء وأَبِخْ وبخْبخ وأَفِخ إِذا أَمرْتَه بالإِبراد قال ابن سيده : وهي واويّة ويائيّة . ومما يستدرك عليه : فاحَ الحَرُّ يَفِيح فَيْحاً : سَطَعَ وهَاجَ . وفي الحديث شِدّةُ لبقَيْظ مِنْ فَيحِ جَهَنَّمَ وهو مَجازٌ واويّة ويائيّة وفي الأَساس أَنّه مأْخُوذ من فاحَت الشَّجَّةُ وعن أَبي زيد : يقال لو مَلَكتُ الدُّنيا لفَيَّحْتها في يومٍ أَي أَنفقْتها وفَرَّقْتها في يومٍ واحد
فصل القاف مع الحاءِ المهملة
فَاحَ المِسْكُ يَفوح ويَفِيح فَوْحاً وفُؤُوحاً محرّكةً وفَيْحاً وفَيَحاناً : انْتَشَرَتْ رَائحتُه والمادّة واويّة ويائيّة والفَوْحُ وِجْدَانك الرِّيحَ الطَّيبة . ولا يقال في الرّائحة الكَريهةِ على الصواب كما في المصباحِ والأساس والنوادر . أَو عامٌّ في الرَّائحتين وهو مَرجوحٌ . وفاح الطِّيبُ يَفوح فَوْحاً إِذا تَضوّع وقال الفرّاءُ : فاحَتْ رِيحُه وفَاخَت بمعنًى . وقال أَبو زيد : الفَوْح من الرّيح والفَوخ إِذا كان لها صَوتٌ . وفاحَت القِدْرُ : غَلَتْ تَفِيحُ وتَفُوح وقد أَخرَجه مُخْرَج التَّشْبِيه أي كأَنّه نارُ جَهنَّمَ في حَرّها . وأَفحْتُها أَنا . وذكره ابن منظور في الياءِ . وفاحَت الشَّجَّةُ تَفِيح فَيْحاً : نَفَحَتْ أَي قَذفَتْ بالدَّمِ . وفي الأَساس : فارَت بالدَّم الكثير . وفاح الدَّمُ فَيْحاً وفَيَحَاناً وهو فاحٍ : انْصَبَّ . وأَفاحَهُ : هَرَاقَه وسَفَكَه . ودَمٌ مُفَاحٌ : سائلٌ قال أَبو حَرْبٍ الأَعْلَمُ وهو جاهلّي :
نحنُ قَتَلْنَا الملِكَ الجَحْجَاحَا ... ولمْ نَدَعْ لِسارِحٍ مُرَاحَا إِلاّ دِبَاراً أَو دَماً مُفاحاً والفَيْح والفيَحُ : السَّعة والانتشار . والأَفْيَح والفَيَّاح : كلُّ موضعٍ واسعٍ يقال : بحرٌ أَفْيَحُ بَيِّنُ الفَيَحِ . وفي المصباح : وادٍ أَفْيحُ على غير قياس . وبَحرٌ فيّاحٌ بَيِّنُ الفَيَحِ : واسعٌ والفِعْل منه فاحَ يَفَاحُ فَيْحاً وقِيَاسه فَيِحَ يَفْيَحُ . وفي حديث أُمِّ زَرْعٍ : وبَيتُهَا فَياحٌ أَي واسعٌ رواه أَبو عُبيد مشدّداً . وقال غيره : الصَّوابُ التخفيفُ ومن المجاز : فاحَت الغارَةُ : اتَّسَعَت . فَيَاحِ كقَطَامِ اسمٌ للغارَة . وكان يقال للغارَة في الجاهلِيّة فِيحِي فَيَاحِ وذلك إِذَا دَفَعَت الخَيلُ المُغيرةُ فاتَّسَعَت . وقَال شَمِرٌ : فِيحِي أَي اتَّسِعي عليهم وتفَرَّقِي . قال غَنِىّ بن مالك :
دَفعْنا الخَيْلَ شائلةً عليهمْ ... وقُلْنا بالضُّحَى فِيحِى فَيَاحِ