ق ر ب قَرُبَ الشَّيءُ منه كَكَرُمَ وقَرِبَهُ كسَمِعَ وقَرِبَ كَنصَرَ وظاهرُ كلام المُصَنِّف على ما يأْتي أَنَّهما مُتَرَادِفَانِ وقد فَرَّق بينَهُمَا أَهل الأُصولِ قالوا : إِذا قيلَ : لا َتَقْرَبْ كذا بفَتْح الراءِ فمعناه : لا تَلْتبِسْ بالفِعْل ؛ وإِذا كان بضَمِّ الرّاءِ كان معناه : لا تَدْنُ . قال شيخنا : وقد نَصَّ عليه أَربابُ الأَفْعَال . قُرْباً وقُرْباناً بضَمِّهِمَا وقرِْباناً بالكسر أَي دَنا فهو قَرِيبٌ للواحدِ والاثْنينِ والجَمْعِ
وقوله تعالَى : " وَلَوْ تَرَى إِذْ فَزِعُوا فلا فَوْتَ وأُخِذوا مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ " جاءَ في التَّفْسِير : أُخِذوا من تحتِ أََقدامِهم . وقوله تعالَى : " ومَا يُدْرِيكَ لَعَلَّ السّاعَةَ قَرِيبٌ " ذكَّر قريباً ؛ لأَنَّ تأْنيثَ السّاعةِ غيرُ حقيقيٍّ . وقد يجوز أَنْ يُذَكَّرَ لأَِنَّ السّاَعَةَ في معنَى البَعْثِ وقولهُ تعالَى : " واسْتَمعْ يَوْمَ يُنَادِ المُنَادِ مِنْ مَكَانٍ قَرِيبٍ " أَي : يُنَادي بالحشر من مكانٍ قريبٍ وهي الصَّخْرَة الَّتِي في بيتِ المَقْدِسِ ويقال إِنّهَا في وَسَطِ الأَرضِ . وقولهُ تَعَالَى : " إِنَّ رَحْمَةَ اللِه قَرِيبٌ منَ الُمحْسِنِينَ " ولم يَقلْ : " قَرِيبَةٌ " لأَنّهّ أَرادَ بالرَّحمة الإِحْسَانَ ولأِن مالا يكون تأْنيثهُ حقيقياًّ جاز تذكيرُهُ وقال الزَّجَّاج : إِنَّما قِيلَ " قَرِيبٌ من المحسنين " لأَنَّ الرَّحْمَةَ والغفْرَانَ والعَفْوَ في معنًى واحِد وكذلك كلُّ تأْنيثٍ ليس بحقيقيٍّ . قال وقال الأَخْفَشِ : جائزٌ أَنْ تكونَ الرَّحْمَة هنا بمعنَى المَطَر . قال : وقال بعضهم : هذا ذُكِّرَ للفَصْل بينَ القريب من القُرْبِ والقريبِ من القَرَابَةِ قال : وهذا غَلَطٌ ؛ كلُّ مَا قَرُبَ في مكان أَو نَسَب فهو جارٍ على ما يُصيبُهُ من التَّذكِير والتأْنِيث
قال الفَرّاءُ إِذا كان القريبُ في معنَى المَسَافة يُذَكَّرُ ويُؤَنَّث وإِذا كان في معنى النَّسَب يُؤَنَّث بلا اختلاف بينَهُمْ تقول : هذهِ المَرأَة قَرِيبَتي أي : ذات قرابتي
قال ابْن بَرِّىّ : ذَكَرَ الفرّاءُ أَنّ العَربَ تُفَرِّق بينَ القريب من النَّسَبِ والقَريبِ من المكانِ فيقولونَ : هذهِ قريبتي من النَّسَب وهذهِ قريبي من المَكَانِ ؛ ويشهَدُ بصِحَّة قوله قول امْرِئِ القَيْسِ :
" لَهُ الوَيْلُ إِنْ أَمْسَي ولا أُمُّ هاِشمٍقَرِيبُ ولا البَسْبَاسَةُ ابْنَة يَشْكُرَا فَذكَّرَ قَرِيباً وهو خبرُ عن أُمِّ هاِشمٍ فعلى هذا يجوز قريبُ منِّي يُرِيد قرْبَ المَكَانِ وقَرِيبَةُ مِنِّي يريد قُرْبَ النَّسَبِ
ويقال : إِنَّ فَعِيلاً وقد يُحْمَل على فَعُولٍ لأَنَّهُ بمعناهُ مثل : رَحِيم ورَحُوم ؛ وفَعُولُ لا تدخله الهَاءُ نحو : امْرَأَةُ صَبُورُ فلذلك قالوا : رِيحُ خَريقُ وكَتِيبَةُ خَصِيفُ وفلانَةُ منِّي قريبُ . وقد قيلَ : إِنَّ قَرِيباً أَصله في هذا أَنْ يكونَ صِفَةً لِمَكان كقولك : هِي منّي قريباً أَيْ مكاناً قَرِيباً ثمَّ اتُّسِعَ في الظَّرْفِ فرُفِعَ وجُعِلَ خَبَراً . وفي التَّهْذِيب : والقَرِيبُ نَقِيض البَعِيدِ يكون تحوِيلاً فيستوِي في الذَّكَر ِوالأُنْثَى والفَرْدِ والجميعِ كقولك : هو قريبُ وهي قريبُ وهمْ قريبُ وهُنَّ قريبُ . وعن ابن السِّكِّيتِ تقول العَرَبُ : هو قريبُ منِّي وهُمَا قريبُ منِّي وهُمْ قريبُ منِّي وكذلك المؤنَّث : هي قريبُ منِّي وهي بَعِيدُ منِّي وهُمَا بعيدُ وهُنَّ بعيدُ مِنِّي وقَرِيبُ فتوَحِّدُ قريباً وتذَكِّرُه ؛ لَأنّهَُ وإِنْ كان مرفوعاً فإِنَّه في تأْوِيلِ : هو في مكانٍ قريبٍ منِّي . وقال اللهُ تَعَالَى : " إنَّ رَحْمَةَ الِله قَرِيبُ منَ المُحْسِنِينَ "
وقد يَجُوز " قَرِيبةُ وبعيدة " بالهاءِ تَنْبِيهاً على : قَرُبَتْ وبَعُدَتْ فمَنْ أَنَّثها في المؤنَّث ثَنَّى وجَمَع ؛ وأَنشدَ :
لَيَالِيَ ولا عَفْرَاءُ مِنْكَ بَعِيدَةُ ... فَتَسْلَي ولا عَفْرَاءُ مِنْكَ قَرِيبُ هذا كلّه كلام ابنِ مَنْظورٍ فِي لسانِ العرب والأَزهريِّ في التَّهْذِيبِ وقد نقله شيخنا برُمَّته عنه كما نقلتوفي المِصْبَاح : قالَ أَبو عَمْرِو بْن العَلاءِ : القَرِيبُ في اللُّغَةِ له معنيانِ أَحَدُهُما : قريبُ قرْبَ مكانٍ يستوي فيه المُذَكَّر والمُؤَنَّث يقال : زَيْدُ قريبُ منكَ وهندُ قريبُ منكَ ؛ ِلأَنَّه من قُرْبِ المكانِ والمسافةِ فكأَنَّه قيل : هِنْدُ مَوْضِعُهَا قَرِيبُ ؛ ومنه " إِنَّ رَحْمَةَ اللهِ قَرِيبُ مِن المُحْسِنٍينَ " والثّاني : قريبُ قُرْبَ قَرَابةٍ فيُطابِق فيُقال : هنْدُ قريبةُ وهما قريبتانِ . وقال الخليل : القَرِيبُ والبَعِيدُ يستوي فيهما المُذكَّرُ والمُؤَنَّث والجَمع . وقال ابْن الأَنباريّ فِي قوله تعالَى : " إِنَّ رَحْمَة اللهِ قَرِيبُ " : لا يجوز حَمْل التَّذكيرِ على معنى أَنَّ فَضْلَ اللهِ ؛ لأَنَّه صَرْفُ اللفظِ عن ظاهِره بَلْ لأَنَّ اللَّفْظَ وُضِعَ للتَّذْكِيرِ والتَّوحيدِ . وحَمَلَهُ الأَخْفَشُ على التأْويل . انتهى
قلْت : وقد سبَقَ عن اللّسَان آنفاً ومثلُهُ في حواشي الصِّحِاح والمُشْكل ِلابْنِ قُتَيْبَةَ
يُقَال : ما بينَهما مَقْربَةُ المَقْربَة مُثَلَّثَة الرَّاءِ والقُرْبُ والقُرْبَةُ والقُرُبَةُ بضَمِّ الرّاءِ والقُرْبَى بضمِّهِنَّ : الْقَرَابَة
وتقول : هو قَرِيبِي وذو قَرابَتِي ولاَ تَقُلْ : قَرَابَتِي ونسبه الجوهريّ إِلى العامَّةِ ووافَقَه الأَكثرونَ ومثله في دُرَّةِ الغَوّاصِ للحَرِيريّ
قال شيخنا : وهذا الّذي أَنكره جَوَّزهُ الزَّمَخْشَرِيُّ على أَنَّه مجازُ أَي على حذفِ مضافٍ ومثله جارٍ كثيرُ مسموعُ . وصَرَّح غيرُه بأَنَّهُ صحيحُ فَصيحُ نظماً ونثراً ووقع في كلام النُّبُوَّةِ : " هَلْ بَقِيَ أَحدُ من قَرَابَتِهَا " قال في النِّهَاية : أي أَقاربِها سُمُّوا بالمصدر وهو مُطَّرِدُ . وصَرَّح في التّسهيل بأَنَّه اسمُ جَمْعٍ لقَرِيبٍ كما قيل في الصَّحَابَة إِنَّه جمعُ لصاحِب . انتهى
وفي لسان العرب : وقوله تعالى : " قلْ لا أَسْأَلُكْم عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ في القُرْبَي " أَي : إِلاَّ أَنْ تَوَدُّونِي في قرابَتِي منكم . ويُقَال : فلانُ ذو قَرابَتِي وذو قَرَابَةٍ منِّي وذو مَقْرَبَةٍ وذو قُرْبَي منّي قال الله تعالَى : " يَتِيماً ذا مَقْرَبَةٍ " قال : ومنهم مَنْ يُجِيز فلانُ قَرابَتِي والأَوّل أَكثرُ . وفي حديث عُمَرَ : " إِلاّ حامَي على قَرابَته " أَي : أَقارِبه سُمُّوا بالمصدر كالصَّحابة . وفي التَّهذِيب : القَرَابَة والقُرْبَى : الدُّنُوُّ في النَّسَبِ والقُرْبَى في الرَّحِمِ وهو في الأَصل مصدرُ وفي التَّنْزِيلِ العَزيزِ : " والجَارِ ذِي القُرْبَى " وأَقْرِباؤُكَ وأَقارِبُكَ وأَقْرَبُوك : عَشِيرَتكَُ الأَدْنَونَ وفي التَّنْزِيلِ : " وأَنْذِرْ عَشِيرَتَكَ الأَقْرَبِينَ " وجاءَ في التّفْسير : أَنَّه لَمّا نَزَلَتْ هذه الآية صَعِدَ الصَّفَا ونادَى الأَقْرَبَ فالأَقْرَبَ فَخِذاً فَخِذاً : " يَا بَنِي عَبْدِ المُطَّلِبِ يا بني هاشِمٍ يا بني عبدِ مَنَافٍ يا عبّاسُ يا صَفِيَّة إِنّي لا أََمْلِك لكم من اللهِ شيئاً سَلُونِي من مالي ما شِئتُمْ " هذا عن الزجَاج
والقَرْبُ أَي بالفَتْح : إِدخال السَّيْفِ أَو السِكِّينِ في القِرابِ والقِرَابُ : اسمُ لِلغِمْدِ وجمعُهُ قُرُبُ ؛ أَوْ لِجَفْنِ الغِمدِ
والّذي في الصَّحِاح : قِرابُ السيْفِ : جفْنهُ وهو : وِعَاءُ يكون فيه السَّيْف بغِمْدهِ وحِمَالَتِه وقال الأَزْهَريُّ : قِرابُ السَّيف : شِبْهُ جِرابٍ من أَدَمٍ يَضَعُ الرّاكبُ فيه سيفَهُ بجَفْنِه وسَوْطَهُ وعَصاهُ وأَدَاتَهُ . وفي كتابه لوائلِ بْنِ حُجْرٍ " لكلِّ عَشَرَةٍ من السَّرَايا ما يَحمل القِرابُ من التَّمْر " قال ابْن الأَثيرِ : هو شِبْهُ الجِراب يَطْرَح فيه الراكبُ سَيْفَه بغِمده وسَوْطَهُ ؛ وقد يطرح فيه زادَهُ من تَمْرٍ وغيرِه . قال ابن الأَثيرِ : قال الخَطَّابيُّ : الرِّواية بالبَاءِ هكذا قال ولا موضعَ له هُنَا قال : وأُرَاهُ " القِرَافَ " جمع قَرْفٍ وهي أَوْعِيَةُ من جُلودٍ يُحْمَل فيها الزَّادُ للسَّفَر ويُجْمَع على " قُرُوفٍ " أَيضاً كذا في لسان العرب . قلت : وهكذا في استدراك الغلط لأَبي عُبَيْدٍ القاسمِ بْنِ سَلاّمٍ وأَنْشَدَ :وذُبْيَانِيَّةٍ وَصَّتْ بَنِيها ... بِأَن كَذَبَ القَرَاطِفُ والقُرُوفُ كاُلإِقْراب أَو الإِقْرَاب : اتِّخَاذُ القِرَابِ للسَّيْفِ والسِّكِّين يقال : قَرَبَ قِراباً وأَقْرَبَهُ : عَمِلَهُ وأَقْرَبَ السَّيْفَ والسِّكِّينَ : عَمِلَ لها قِراباً
وَقَرَبَهُ : أًدْخَلَه في القِرَاِبِ . وقيلَ : قَرَبَ السَّيْفَ : جَعَلَ له قِرَاباً وأَقْرَبَهُ : أَدْخَلَهُ في قِرَابه
والقُرْبُ : إِطْعَام الضَّيفِ الأَقْرَابَ أَي : الخَواصِرَ كما يأْتي بَيانهُ
والقُرْبُ بالضَّمِّ على الأَصْل يقال بِضَمَّتَيْنِ على الأَتْباعِ مثل عُسْرٍ وعُسُرٍ : الخَاصِرَة ؛ قال الشَّمَرْدَلُ يَصِفُ فَرَساً :
لاحِقُ القُرْبِ والأَياطِلِ نَهْدُ ... مُشْرِفُ الخَلْقِِ في مَطاهُ تَمَامُ أَو القُرْبُ والقُرْبُ : من لَدُنِ الشّاكِلَةِ إِلى مَرَاقِّ البَطْنِ وكذلك لَدُنِ الرُّفْغِ إِلى الإِبْطِ قُرُبُ من كلِّ جانِبٍ ج الأَقْرَابُ
وفي التّهْذِيب : فَرَسُ لاَ حِقُ الأَقراب يَجمعونَهُ وإِنَّمَا له قُرُبانِ لِسَعَتِه كما يقال : شاةُ ضَخْمَةُ الخَواصرِ وإِنَّما لها خاصِرَتانِ . واستعاره بعضُهم للنّاقة فقال :
حَتَّى يَدُلَّ عليها خَلْقُ أَرْبَعَةٍ ... في لاحِقٍِ لازِقِ الأَقْرَابِ فانْشَمَلا أَراد : حتّى دَلَّ فوضع الآتَي مَوْضِعَ الماضي . قال أَبو ذُؤَيبٍ يَصِفُ الحِمَارَ والأُتُنَ :
فَبَدَا لَهُ أَقْرَابُ هذا رائغاً ... عَجِلاً فَعَيَّثَ في الكِنَانَةِ يُرْجِعُ وفي قصيدة كَعْبِ بْنِ زُهَيْرٍ :
يَمْشِي القُرَادُ عليها ثمَّ يُزْلقُهُ ... عنها لَبَانُ وأَقْرَابُ زَهالِيلُ اللَّبَانُ : الصَّدْرُ والأَقْرابُ : الخَوَاصرُ والزَّهَاليلُ : المُلْسُ وقَرِب الرجُلُ كَفَرِح : اشْتَكاهُ أَي : وَجَعَ الخاصرِة كقَرَّب تَقْرِيباً
وقُرْبُ كقُفْلٍ : ع
وقال الأَصْمَعِيُّ : قلت لأَعْرَابّي : ما القَرَبُ ؟ أَي بالتَّحْرِيكِ ؟ فقال : هو سَيْرُ اللَّيْلِ لِوِرْدِ الغَدِ كالقِرَابَةِ أَي بالكَسْر وقد قَرَبَ الإِبِلَ كنَصَرَ هكذا في النُّسَخ والَّذِي عندَ ثعلبٍ : وقد قَرِبَت الإِبِلُ تَقْرَبُ قُرْباً . وقَرَبْتُ أَقْرُبُ قِرَابَةٍ مثل : كَتَبْتُ أَكتُبُ كِتَابَةً وأَقْرَبْتهَا أَي : إِذا سِرْتَ إِلى الماءِ وبينَكِ وبينَهُ ليلَةُ
والقَرَبُ : البِئرُ القَرِيبَةُ الماءِ فإِذا كانت بعيدةَ الماءِ فهي النَّجاءُ ؛ وأَنشدَ :
يَنْهضْنَ بالقَوْمِ عَلَيهِنَّ الصُّلُبْ ... مُوَكَّلاَتُ بالنَّجَاءِ والقَرَبْ يعني الدِّلاءَ
والقَربُ : طَلَبُ الماءِ لَيْلاً أَو أَنْ لا يَكونَ بَيْنَكَ وبَيْنَ الماءِ إِلاَّ لَيْلَةُ أَو إِذا كانَ بَيْنَكمَا يَوْمَانِ فأَوّل يومٍ تَطْلُبُ فيهِ الماءَ : القَرَبُ والثّاني : الطَّلَقُ قاله ثعلبٌ
وفي قول الأَصمعيّ عن الأَعرابِّي : وقُلتُ : ما الطَّلَقُ ؟ فقال : سَيْرُ اللَّيْلِ لِوِرْدِ الغِبِّ . يُقَال : قَرَبُ بَصْبَاصُ وذلك أَنَّ القَوْمَ يَسيرون بالإِبلِ نَحْوَ الماءِ فإِذا بَقِيَتْ بينَهُم وبينَ الماءِ عَشِيَّةُ عَجَّلوا نَحْوَهُ فتلك اللَّيْلَةُ ليلةُ القَرَبِ . قلْتُ : وفي الفَصِيح : وقَرَبْتُ الماءَ أَقْرُبُه قَرَباً ؛ والقَرَبُ : اللَّيْلَةُ الَّتِي تَرِدُ في صَبِيحَتِهَا الماءَ
قال الخَلِيلُ : والقَارِبُ : طالبُ الماءِ ليلاً ولا يُقَال ذلك لِطَالبِ الماءِ نَهاراً . وفي التَّهْذِيب : القَارِبُ الَّذي : يَطلبُ الماءَ ولَمْ يُعَيِّنْ وَقْتاً . وعن اللَّيْثِ : القَرَبُ أَنْ يَرْعَى القَوْمُ بيْنَهُمْ وبين المَوْرِد وفي ذلك يَسيرُون بعضَ السَّيْرِ حتّى إِذا كان بينهم وبينَ الماءِ ليلةُ أَو عَشِيَّةُ عَجَّلوا فَقَرَبُوا يَقْرُبُونَ قُرْباً ؛ وقد أَقْرَبُوا إِبِلَهُم . َ قال : والحِمارُ القَارِبُ الَّذي يَقْرَبُ القَرَبَ أَي : يُعجِّل ليلَةَ الوُرُود
وعن الأَصْمَعِيّ : إِذَا خَلَّى الرَّاعِي وُجُوهَ إِبِلِه إِلى الماءِ وتَرَكَهَا في ذلك تَرْعَى لَيلَتَئذٍ فهي ليلة الطَّلَقِ فإِنْ كان ليلة الثّانية فهي لَيْلَة القَرَبِ وهو السَّوْق الشَّدِيدُوقال أَيضاً إِذا كانَتْ إِبلهم طَوَالِقَ قيلَ : أَطْلَقَ القوم فهم مُطْلِقونَ وإِذا كانَتْ إِبِلهُمْ قوارِبَ قَالوا : أَقْرَبَ القَوْمُ فهم قَارِبُون ولا يُقَال : مُقْرِبُونَ . قال : وهذا الحَرفُ شاذُ
وقال أَبو عَمْرو : القَرَبُ في ثلاثةِ أَيّامٍ أَو أَكثَرَ . وأَقْرَبَ القَوْمُ فهم قارِبُونَ على غير قياسٍ : إِذا كانت إِبِلُهُمْ مُتَقَارِبَةً
وقد يُستعملُ القَرَبُ في الطَّيْرِ ؛ أَنشدَ ابْنُ الأَعْرَابِيّ لِخَليج :
قد قُلْتُ يوماً والرِّكَابُ كَأَنَّها ... قَوَارِبُ طَيْرٍ حانَ منها وُرُودُهَا وهُوَ يَقرُبُ حاجَتَهُ أَي : يَطْلُبُهَا وأَصلُهَا من ذلك . وفي حَدِيثِ ابْنِ عُمَرَ : إِنْ كُنَّا لَنَلْتَقِي في اليَوْمِ مِرَاراً يَسْأَلُ بعضُنا بعضاً وإِنْ نَقْرُبُ بذلكَ إلاَّ أَنْ نَحْمَدَ اللهَ تعالى " قال الأَزهريّ : أَي ما نطلُبُ بذلك إلاَّ حمْدَ اللهِ تعالى . قال الخَطّابُّي : نَقْرُبُ أَي : نَطلبُ الأَصل فيه طَلَبُ الماءِ ومنه : ليلةُ القَرَبِ ثم اتُّسِعَ فيه فقيلَ فيه : فلانُ يَقْرُبُ حاجَتَهُ أَي : يَطْلُبها ؛ فإِنْ الأُولَى هي المخفَّفة من الثَّقِيلة والثانية " نافيَةُ "
وفي الحديث قال لَهُ رَجُلُ : " مَالي قَارِبُ ولا هارِبُ " أَي : مالَهُ وَارِدُ يَرِدُ الماءَ ولا صادِرُ يَصْدُرُ عنه . وفي حديث عليٍّ كرَّم اللهُ وَجهَهُ : " وما كنتُ إلاّ كقَارِبٍ وَرَدَ وطالبٍ وَجَدَ " كذا في لسان العرب . والقُرْبَانُ بالضَمِّ ؛ ما يُتَقَرَّبُ به إِلى اللهِ تعالَى شَأْنُهُ تقولُ منهُ : قَرَّبْتُ إِلى اللهِ قُرْبَاناً وقال اللَّيْتُ : القُرْبانُ : ما قَرَّبْتَ إِلى اللهِ تعالَى تبتغي بذلك قُرْبَةً ووَسِيلةً ؛ وفي الحديث " صِفَةُ هذِه الأُمَّةِ في التَّوْرَاةِ : قُرْبَانُهُمْ دِمَاؤُهم " أَي : يتقرَّبُون إِلى الله بإِراقةِ دِماءهم في الجِهاد . وكان قُربانُ الأُمم السّالفةِ ذَبْحَ البَقَر والغَنَم والإِبِلِ . وفي الحديث : " الصَّلاةُ قُرْبانُ كلِّ تَقىٍّ أَي " أَنَّ " الأَتقياءَ من النّاسِ يتقرَّبُونَ بِهَا إِلى اللهِ تعالَى أَي : يطلُبُونَ القُرْبَ منه بها . والقُرْبانُ : جَلِيسُ المَلِكِ الخَاصُّ أَي : المُخْتَصُّ به . وعِبَارَةُ الجَوْهَرِيّ وابْنِ سِيدَهْ : جليسُ المَلكِ وخاصَّتُه لقُرْبه منه وهو واحِد القَرَابِين تقول : فُلانُ من قُرْبان المَلكِ ومن بُعْدانِه . وقَرَابِينُ الملكِ : وزراؤُهُ وجُلساؤُهُ وخاصَّتُهُ ويُفْتَحُ وقد أَنْكره جماعةُ . وقَرَّبَه ِللهِ : تَقَرَّبَ به إِلَى اللهِ تعالَى تَقَرُّباً وتِقِراباً بكَسْرَتَيْنِ معَ التَّشْدِيدِ أَي : طَلَبَ القُرْبَةَ والوَسيلةَ به عِنْدَهُ . ج قَرابِينُ . وقَرَابِينُ أَيضاً : وَادٍ بنَجْدٍ وقُرْبَةُ بالضَّمّ : وَادٍ آخَرُ . واقْتَرَبَ الوَعْدُ : أَي تَقَارَبَ والتَّقَارُبُ : ضِدّ التَّبَاعُدِ . ونقل شيخُنَا عن ابْنِ عَرَفَةَ : أَنَّ اقْتَرَبَ أَخَصُّ منْ قَرُبَ فإِنَّه يَدُلُّ على المُبَالغة في القُرْبِ . قلتُ : ولَعَلَّ وَجْهَهُ أَنّ افتعل يدُلُّ على اعتمالٍ ومَشَقَّةٍ في تحصيلِ الفِعْل فهو أَخَصُّ مِمَّا يدُلُّ على القُرْبِ بلا قَيْدٍ كما قالُوه في نظائره انتهى
ومن المجاز : شَيْءُ مُقَارَبُ بالكَسْرِ أَي : بكسر الرّاءِ على صِيغة اسم الفاعل : أَي وَسَطُ بَيْنَ الجَيِّدِ والرَّدِئِ ولا تَقُلْ : مُقَارَبُ بالفتح . وكذلك إِذا كان رَخيصاً كذا في الصّحاح
ويقال أَيضاً : رَجُلُ مُقَارِبُ ومَتَاعُ مُقَارِبُ أَوْ أَنّه : دَيْنُ مُقَارَبُ بالكَسْرِ ؛ ومَتَاعٌ مُقَارَبٌ بالفتح ومعناه أَي ليس بنفيس . قال شيخُنا : و منه أَخذ المُحَدِّثُونَ في أَبواب التَّعدِيل والتَّجرِيح : فلانُ مقارَبُ الحديثِ فإِنّهم ضبطوه بكسر الرّاءِ وفتحها كما نقله القاضي أَبُو بكر ابْنُ العَرَبيّ في شرح التِّرْمِذِيّ وذكره شُرَّاحُ أَلفيَّةِ الِعراقيّ وغيرُهُمْ
وَأَقْرَبَتِ الحَاملُ : قَرُبَ وِلاَدُهَا فهِيَ مُقْرِبٌ كمُحْسِن و ج مَقَارِيبُ كأَنهم تَوَهَّمُوا واحدها على هذا مِقْرَاباً وكذلك الفَرَسُ والشّاةُ ولا يقالُ للنَّاقَةِ إِلا أَدْنَتْ فهي مُدْنٍ . قالت أُمُّ تَأَبَّطَ شَراًّ تَرْثِيهِ بعدَ موتِه :" وابْنَاهُ وابْنَ اللَّيْلْ
" لَيْسَ بزُمَّيْلْ
" شَرُوب لِلْقَيْلْ
" يَضْرِبُ بالذَّيْل
" كمُقْرَبِ الخَيْلْ لأَنَّهَا تَضْرَحُ منْ دنا منها ويُرْوَى : كمُقْرِبِ الخَيْل بفتح الرّاءِ وهو المُكْرَمُ . وعن اللَّيثْ : أَقْرَبَتِ الشَّاةُ والأَتانُ فهي مُقْرِبٌ ولا يُقَالُ للنَّاقة
وعن العَدَبَّسِ الكِنانِيّ : جمعُ المُقْرِب من الشّاءِ مَقارِيبُ وكذلك هي مُحْدِثٌ وجمعُهُ مَحَادِيثُ
وأَقْرَبَ المُهْرُ والفَصِيلُ وغيرُهُ : إذا دَنَا لِلإِثْناءِ أَوْ غيرِ ذلكَ من الاسْنَان . يُقَالُ : افْعَلْ ذلكَ بِقَرابٍ كسَحابٍ أَي بِقُرْبٍ . هكذا في نُسَخ القاموس ضُبِطَ كَسحاب . وفي الصِحَّاح : وفي المَثَل : إِنَّ الفِرارَ بِقرَابٍ أَكْيَسُ " قال ابْنُ بَرِّيّ : هذا المَثَلُ ذكره الجَوْهَرِيُّ بعدَ قِرَابِ السَّيْفِ على ما تراهُ وكان صوابُ الكلام أَنْ يقولَ قَبْلَ المَثَل : والقِرابُ : القُرْبُ ويَسْتَشْهِدَ بِالمَثَلِ عليه . والمَثَلُ لجابِرِ ابنِ عَمْرٍو المُزَنِيّ ؛ وذلكَ أَنَّهُ كان يسيرُ في طريقٍ فرأَى أَثر رجُلَيْنِ وكان قائفاً فقالَ : أَثرُ رجُلَيْنِ شديدٍ كَلَبُهما عَزيزٍ سَلَبُهما ؛ والفِرارُ بِقرَاب أَكْيَسُ . أَي بحيثُ يُطْمَعُ في السّلامة مِن قُرْب ومنهم يَرْويهِ " بقُرابٍ " بضمِ القاف . وفي التَّهذيب : الفِرار قبلَ أَنْ يُحاطُ بكَ أَكْيَسُ لك
قلتُ : فظهر أَنّ القِرَابَ بمعنى القُرْب يُثَلَّثُ ولم يتعرَّضْ له شيخُنا على عادته في ترك كثير من عبارات المَتْن
وقِرَابُ الشَّيءِ بالكَسْرِ وقُرَابُهُ وقُرَابَتُه بضمِّهِمَا : ما قارَبَ قَدْرَهُ وفي الحديث : إِنْ لَقِيتَنِي بِقُرابِ الأَرْضِ خَطِيئةً " أَي : بما يُقَارِبُ مِلأَهَا وهو مصدرُ قَارَبَ يُقَارِبُ . والقِرابُ : مُقَارَبَةُ الأَمْرِ قال عُوَيْفُ القَوَافِي يَصِفُ نُوقاً :
هُو ابنُ مُنَضَّجَاتٍ كُنَّ قِدْماً ... يَزِدْنَ على العَديدِ قِرَابَ شَهْرٍ وهذا البيتُ أَوردَهُ الجَوْهَرِيُّ : " يَرِدْنَ على الغَدِيرِ " قالَ ابْنُ بَرِّيّ : صَوابُ إِنشاده " يَزِدْنَ على العَدِيد " من معنى الزِّيادة على العِدَّة لا من معنى الوُرُود على الغدير . والمُنَضِّجَة : الَّتِي تأَخَّرتْ وِلادتُها عن حين الوِلادِة شهراً وهو أَقوَى للوَلَدِ
قال الجَوْهَريُّ : والقرابُ : إِذا قَارَبَ أَنْ يَمْتَلِىءَ الدَّلْوُ : قال : العَنْبَرُ بنُ تَمِيمٍ وكان مُجَاوِراً في بَهْراءَ :
قَدْ رابَنِي مِنْ دَلْوِىَ اضْطرابُهَا ... والنَّأْيُ مِنْ بَهْراءَ واغْتِرَابُها
" إِلاَّ تَجِيءْ مَلأَى يَجِئْ قِرَابُها ذُكِرَ أَنَّهُ لمّا تَزَوَّج عَمْرُو بْنُ تَمِيمٍ أُمَّ خَارِجَةَ نقلها إلى بلدِه ؛ وزعم الرُّوَاةُ أَنَهَا جَاءَت بالعَنْبَرِ معها صغِيرا فأَوْلَدَها عَمْرُو بْنُ تَميمٍ أُسَيْداً والهُجَيْمَ والقُلَيْبَ فخَرَجُوا ذاتَ يومٍ يستقون فقَلَّ عليهِمُ الماءُ فأَنْزَلُوا مائحاً من تَمِيم فَجعل المائحُ يملأُ دَلْوُ الهُجَيْمِ وأُسَيْدٍ القُلَيْبِ فإِذا وَرَدَتْ دَلْوَ العَنْبَرِ تَرَكَها تَضطربُ فقالَ العَنْبَرُ هذه الأَبياتَ : وقالَ اللَّيْثُ : الِقُرابُ : مُقَارَبَةُ الشَّيءِ تقول : معه أَلفُ دِرْهَمٍ أَو قُرَابُهُ ومَعَهُ مَلءُ قَدَحٍ ماءً أَو قُرَابُهُ وتقول : أَتَيته قُرَابَ العِشاءِ وقُرابَ اللَّيْلِ
وإِناءٌ قَرْبانُ كَسَحْبَان وتُبَدلُ قافُه كافاً . وَصَحْفَةٌ وفي بعض دوواين اللُّغَةِ : جُمْجُمَةٌ قَرْبَى : إِذا قَارَبَا الامتِلاءِ وقد أَقْرَبَهُ وفيهِ قَرَبَهُ مُحَرَّكَةً وقِرَابُهُ بالكسر . قال سِيبَوَيْهِ : الفِعْلُ من قَرْبانَ : قَارَبَ قال : ولم يَقُولُوا " قَرُبَ " استِغْنَاءً بذلك
وأَقْرَبْتُ القَدَحَ من قولهم : قَدَحٌ قَرْبَانُ إِذا قارَبَ أَنْ يَمْتَلِئَ وقَدَحَانِ قَرْبانانُ والجمع قِرَاب مثلُ عَجْلانَ وعِجال . تقولُ : هذا قَدَحٌ قَرْبانُ ماءً وهو الَّذي قد قارَبَ الامْتلاءَ . ويقال : لَوْ أَنَّ لي قُرَابَ هذا ذَهَباً أي ما يُقَارِبُ مِلأَهُ كذا في لسان العربوالمُقْرَبَةُ بضمِّ المِيم وفتح الرّاءِ : الفَرَسُ الَّتِي تُدْنَى وتُقْرَبُ وتُكْرَمُ ولا تُتْرَكُ أَنْ تَرُودَ قاله ابْنُ سيدَهْ . هو مُقْرَبٌ أَو إِنَّمَا يُفْعَلُ ذلك بالإنَاثِ لِئلاَّ يَقْرَعهَا فَحْلٌ لَئيمٌ نقل ذلك عن ابْنِ دُرَيَدٍ . وقال الأَحْمَرُ : الخيلُ المقربة : الَّتِي تكون قريبةً مُعَدَّةً . وعن شَمِر : المُقْرَباتُ من الخيْل الَّتِي ضُمِّرَتْ لِلرُّكُوبِ . وفي الرَّوْضِ الأَنُفِ : المُقْرَباتُ من الخيْل : العِتاقُ الَّتِي لا تُحْبَسُ في المَرْعَى ولكن تُحْبَسُ قُرْبَ البُيُوتِ مُعَدَّةً لِلْعدُوّ . قال أَبو سعيدٍ : المُقْرَبَةُ من الإبل : الَّتِي عليها رِحالٌ مُقْرَبَةٌ بالأَدَمِ وهي مَراكبُ المُلوكِ ؛ قال : وأُنْكِرَ هذا التّفْسِيرُ . وفي حديثِ عُمَرَ رَضِيَ الله عنه " ما هذِه الإِبِلُ المُقْرِبَةُ ؟ " قال : هكذا رُوِىَ بكسر الرّاءِ وقيل : هي بالفَتح وهي الَّتِي حُزِمَتْ للرُّكُوبِ وأَصلُهُ من القِرابِ . والمُتَقَارِبُ في العَرُوضِ : فُعُولُنْ ثَمَانَ مَرَّاتٍ وفَعُولنْ فَعولنْ فَعَلْ مَرَّتَيْنِ سُمِّي به لِقُرْبِ أَوْتَادِهِ من أَسْبَابِه وذلك لأَنَّ كُلَّ أَجْزَائِهِ مَبْنِيٌّ على وَتَدٍ وسَبَبٍ وهو الخامِسَ عَشَرَ من الْبُحُور وقد أَنكر شيخُنَا على المصنِّف في ذكره في كتابه مع أَنّه تابَعَ فيه مَنْ تقدَّم من أَئمّة اللُّغَةِ كابْنِ مَنْظُور وابْنِ سِيدَهْ خصوصاً وقد سمى كتَابَهُ " البَحْرَ المُحِيطَ " كما لا يَخْفَى على المُنْصِفِ ذي العقل البَسِيط . وقَاربَ الفَرَسُ الخَطْوَ : إِذا داناهُ قاله أَبو زَيْدٍ وقَارَبَ الَّشْيءَ : دانَاهُ عن ابْنِ سِيدَهْ . وتَقاربَ الشَّيْئانِ : تَدَانَيَا . والتَّقَرُّبُ : التَّدَنِّي إِلى شَيءٍ والتَّوَصُّلُ إِلى إِنسانٍ بقُرْبَةٍ أَو بِحَقٍّ . والإِقْرَابُ : الدُّنُوُّ . يُقَال : قَرَبَ فُلاَنٌ أَهلَهُ قُرْبَاناً إِذا غَشِيَهَا . والمُقَارَبَةُ والقِرَابُ : المُشَاغَرَة وهو رَفْعُ الرِّجْلِ لِلْجِماعِ . والقِرْبَةُ بالكُسْرِ : من الأَسْقِيَةِ . وقال ابْنُ سِيدَهْ : القِرْبَةُ : الوَطْبُ مِن اللَّبَنِ وقد تكونُ للماءِ أَوْ هي المخروزةُ من جانبٍ واحد . ج أَي في أَدْنَى العَدَد : قِرْباتُ بكسر فسكون وقِرِباتُ بكسرتينِ إِتْباعاً وقِرَبَاتُ بكسر ففتح . وفي الكثير : قِرَبُ كِعَنبٍ وكَذلِكَ جمع كُلّ ما كان على فِعْلَةٍ كفِقْرَةٍ وسِدْرَة ونَحْوِهِما لك أَن تفتَحَ العينَ وتَكسِرَ وتُسَكِّنَ . وأَبُو قِرْبَةَ : فَرَسُ عُبَيْدِ بْنِ أَزْهَرَ . وابْنُ أَبِي قِرْبَةَ : أَحْمَدُ بنُ عَلِىّ بْنِ الحُسَيْنِ العَجْلِيُّ ؛ وأَبو عَوْنٍ الحَكَمُ بْنُ سِنَانٍ قال ابنُ القَرَّاب هكذا سَمَّي الواقِدِيُّ أَباهُ سِناناً وإِنَّما هو سُفْيانُ والأَوَّلُ تحريف من النّاسخ رَوَى عن مالِك بن ديِنارٍ وأَيُّوبَ وعنه ابنُهُ والمقدمّي . مات سنة 190 وأَحْمِدُ بنُ دَاوُودَ وأَبُو بَكْر بنُ أَبِي عَوْنٍ هو وَلَدُ الحَكَم بْنِ سِنانٍ واسْمُه عَوْن رَوَى عن أَبيه ؛ وعَبْدُ اللهِ بنُ أَيُّوبَ القِرْبِيُّون مُحَدِّثُونَ . والقَارِبُ : السَّفِينَةُ الصَّغِيرَةُ تكونُ مع أَصحَابِ السُّفُنِ الكِبَارِ البَحْريَّة كالجَنَائب لها تُستَخَفُّ لِحَوائجِهم والجمعُ القُوارِبُ وفي حديث الدَّجَّالِ : فجَلَسُوا في أَقْرُبِ السَّفِينةِ واحدها قارِبٌ وجَمْعُه قَوَارِبُ قال ابنُ الأَثِيرِ : فَأَمَّا أَقْرُبٌ فغيرُ معروف في جمع قارِبٍ إلاَّ أَنْ يكونَ على غيرِ قياسٍ . وقيل : أَقْرُبُ السَّفِينةِ : أَدَانِيها أَي : ما قَارَبَ الأَرْضَ منها . وفي الأَساس : إِنّ القَارِبَ هو المُسَمَّى بالسُّنْبُوكِ . والقارِبُ : طالِبُ الماءِ هذا هو الأَصل . وقد أَطْلَقَهُ الأَزْهَرِيٌّ ولم يُعَيِّنْ له وقتاً وقيَّدَهُ الخَلِيلُ بقوله : لَيْلاً كما تقدَّمَ البحثُ فيه آنفاً . والقَرِيبُ أَي : كَأَميرٍ وضُبطَ في بعض الأُمَّهاتِ كسكِّيتٍ : السَّمكُ المَمْلُوحُ ما دامَ في طَراءَتِهِ . قَريبُ بْنُ ظَفَرٍ : رسولُ الكُوفِيِّينَ إِلى عُمَرَ بْنِ الخَطَّابِ رضِيَ الله عنه
وقَرِيبٌ عَبْديٌّ أَي منسوب إلى عبدِ القَيْسِ مُحَدَّثٌوقُرَيْبٌ كزُبَيْرٍ : لَقَبُ والِدِ عبد المَلك الأَصْمَعيّ الباهِلِيّ الإِمامِ المشهور صاحبِ الأَقوالِ المَرْضِيَّةِ فِي النَّحْوِ واللُّغة وقد تقدّم ذكرُ مَوْلِدهِ ووفاته في المُقَدّمةِ . وقُرَيْبٌ : رَئِيسٌ للخَوارِج . ُقرَيْبُ بن يَعْقُوَب الكاتِبُ . وقَريبَةُ كَحَبِيبَة : بنْتُ زَيْدٍ الجُشَمَّيِة ذكرها ابْنُ حبيبٍ . وبنْتُ الحارِثِ هي الآتي ذكرُها قريباً فهو تَكْرارٌ : صَحَابيَّتانِ . وقَريبَةُ بِنتُ عبدِ اللهِ بنِ وَهْبٍ وأُخْرَى غَيْرُ مَنْسُوبَةٍ : تابِعَّيتَانِ وقُرَيْبَةُ بالضَّمِّ : بنت محمّد بن أَبي بكر الصَّدِّيق نُسب إِليها أَبو الحَسن عليُّ بْنُ عاصِمِ بْنِ صُهَيْبٍ القُرَيْبِيّ مَوْلَى قُرَيْبَةَ واسِطيٌّ كثير الخطإِ عن محمّد بن سوقة وغيره مات سنة 251 . وابْنِ أَبِي قَريبَةَ بالفتح : مصريٌّ ثقةٌ عن عطاءٍ وابْنِ سِيرِينَ وعنه الحَمّادانِ . وقُرَيْبَةُ كجُهَيْنَةَ : بنتُ الحارِثِ العُتْوَارِيَّةُ لها هِجرةٌ ذكرها ابنُ مَنْدَهْ ويقالُ فيها : قُرَيْرَةُ قاله ابنُ فهد . وبِنْتُ أَبِي قُحَافَةَ أُخْتُ الصِّدِّيقِ تَزَوَّجها قَيْسُ بْنُ سَعْدِ بْنِ عُبَاَدَةَ فلم تَلِدْ له . وبِنْتُ أَبِي أُمَيَّةَ بْنِ الْمُغِيرَةِ ابْنِ عبدِ اللهِ المَخْزُوميّةُ ذكرها الجماعةُ وقَدْ تُفْتَحُ هذِهِ الأَخِيرَة : صَحَابِيَّاتٌ . ولا يُعَرَّجُ على قَوْلِ الإِمامِ شمسِ الدِّينِ أَبي عبدِ اللهِ مُحَمَّدِ بْنِ عُثْمَانَ الذَّهَبِيّ وهو قوله في الميزان : لَمْ أَجِدْ بالضَّمِّ أَحَداً وقد وافقه الحافظ بْنُ حَجَرٍ تلميذُ المصنّف في كتابه لسان الميزان وغيره . قال سِيْبَوَيْهِ : تقولُ إِنَّ قُرْبَك زَيْداً ولا تقولُ : إِنَّ بُعْدَك زيداً ولا تقولُ : إِنَّ بُعْدَك زيداً لأَنَّ القُرْبَ أَشدُّ تَمَكُّناً في الظَّرْف من البٌعْد ؛ وكذلك إِنّ قَرِيباً منك زَيْداً وكذلك البعيدُ في الوجْهينِ . وقالوا : هو قُرَابَتُك القُرَابَةُ بالضَّمِّ : القَرِيبُ أي قَرِيبٌ منك في المكان . والقُرابُ : القَرِيب يقال ما هو بعالم ولا قُرابُ عالِمٍ ولا قُرَابَةُعالِمٍ ولا قَرِيبٌ من عالِمٍ . قولهم : مَا هُوَ بِشَبِيهِكَ ولا بِقُرَابَةٍ مِنْكِ بالضَّمِّ أَيْ بقَرِيبٍ من ذلك . في والتَّهذِيب عن الفَرَّاءِ : جاءَ في الخبر : " اتَّقُوا قُرَابَ المُؤْمِنِ وقُرَابَتَهُ ؛ فإِنَّهُ يَنْظُرُ بنُورِ الله " قُرَابَةُ المُؤمنِ وقُرَابُهُ بضمهما أَيْ فِرَاسَتُه وظَنُّه الَّذي هو قريبٌ من الِعلْم والَّتحَقُّقِ لِصدْقِ حَدْسه وإِصابته . وجاؤُوا قُرَابَي كفُرَادَي : مُتَقَارِبِينَ وقُرَابٌ كَغُرَابٍ : جَبَلٌ بالَيمَنِ . والقَوْرَبُ كجَوْرَبٍ : الماءُ لا يُطَاقُ كَثْرَةٍ . وذَاتُ قُرْبٍ بالضَّمِّ : ع لَه يَوْمٌ م أَيْ معروفٌ . قال ابْنُ الَأثِيرِ : وفي الحديث : " مَنْ غَيَّرَ المَطْرَبَة والمَقْرَبَةَ فعليه لَعْنَةُ الله " المَقْرَبُ والمَقْرَبَةُ : الطَّريقُ المُخْتَصَرُ وهو مَجازٌ . ومنه : خُذْ هذا المَقْرَبَةَ أَو هو : طريقٌ صغير يَنْفُذُ إلى طريقٍ كبير . قيل : هو من القَرَب وهو السَّيْرُ باللَّيْل ؛ وقيلَ : السَّيْرُ إِلى الماءِ . وفي التّهْذيب : في الحديث : " ثلاثٌ لَعِيناتٌ : رَجُلٌ غَوَّرَ الماءَ المَعِينَ المُنْتَابَ ورَجُلٌ غَوَّرَ طَرِيقَ المَقْرَبَةِ ورَجُلٌ تَغَوَّطَ تَحْتَ شَجَرَةٍ " قال أَبو عَمْرٍو : المَقْرَبَةُ : المَنْزِلُ وأَصلُهُ من القَرَبِ وهو السَّيْر ؛ قالَ الرّاعي :
" في كُلِّ مَقْرَبَةٍ يَدَعْنَ رَعِيلاَ وجمعُها مَقَارِبُ . وقال طُفَيْلٌ :
مُعَرَّقَةَ الأَلْحِي تَلُوحُ مُتُونُها ... تُثِيرُ القَطَا في مَنْهِلٍ بَعْدَ مَقرَبِ وقُرْبَى كَحُبْلَى : ماءٌ قُرْبَ تَبالَةَ كسَحابَة . وقُرْبَى : لَقَبُ بعضِ القُرَّاءِ . والقَرَّابُ كَشدّادِ : لِمَنْ يَعْمَلُ القِرِبَ وهو لَقَبُ أبي عَلِيٍّ مُحَمَّدِ بْنِ مُحَمَّدٍ الهَرَوِيِّ المُقْرِىءِ ولقبُ جماعَةٍ من المُحَدِّثِينَ منهم عَطَاءُ بْنُ عبدِ اللهِ بْنِ أَحْمَدَ بْنِ ثَعْلَبِ ابْنِ النُّعْمَانِ الدّارِميُّ الهَرَوِيُّ . من المَجَاز تقولُ العرب : تَقارَبَتْ إِبِلُهُ أَي : قَلَّتْ وأَدْبَرَتْ قال جَنْدَلٌ :غَرَّكِ أَنْ تَقارَبَتْ أَبَا عِرِي ... وأَنْ رَأَيْتِ الدَّهْرَ ذا الدَّوائِرِ وتَقَارَبَ الزَّرْعُ : إِذا دنا إِدْراكُه ومنه الحديثُ الصَّحيحُ المشهور : إِذا تَقَارَبَ وفي روايةٍ : اقْتَرَبَ الزَّمَانُ لَمْ تَكَدْ رُؤْيا المُؤْمِنِ تَكْذِبُ قال أَهْلُ الغَرِيب : المُرادُ آخِرُ الزَّمانِ وقال ابن الأَثير : أُراهُ اقْتِرابَ السّاعَةِ لأَنَّ الشَّيْءَ إِذا قَلَّ تقاصَرَتْ أَطْرَافُهُ . يقال للشَّيْءِ إِذا وَلَّي وأَدْبَرَ : تَقَارَبَ كما تَقدَّم ؛ أَو المُرادُ اعِتدالُ أَي : استِواءُ اللَّيْلِ والنَّهَار . ويزعُم العَابِرُونَ لِلرُّؤْيا أَنَّ أَصْدقَ الأَزمانِ لوُقُوعِ الِعبَارة بالْكسر وهو التّأويل والتّفسير الّذي يَظهَرُ لأَرْبَابِ الفِرَاسة وَقْتُ انْفِتاقِ الأَنْوارِ أَي : بُدُوِّها وَقْتُ إِدْراكِ الثِّمارِ وحينئذٍ يَستوِى اللَّيْلُ والنَّهَارُ ويَعتدلانِ أَو المُرَاد زَمَنُ خُرُوجِ الإِمامِ القائمِ الحُجَّةِ المَهْديّ عليه السَّلام حِينَ يتقارَبُ الزّمانُ حتّى تَكُونَ السَّنةَُ كالشَّهْرِ والشَّهْرُ كالجُمُعَةِ والجُمُعَةُ كاليَوْمِ كما ورد في الحديث أَراد : يَطِيبُ الزَّمانُ حتّى لا يُستطالَ و يُسْتَقْصَرُ لاسْتِلْذاذِه وأَيّامُ السرورِ والعافيةِ قَصِيرَةٌ . وقيل : هو كنايةٌ عن قِصَرِ الأَعْمَارِ . وقِلَّة الَبرَكَةِ . أَنشد شيخُنا أَبُو عبدِ الله الفاسِيُّ في حاشيته قال : أَنشد شيخُنا أَبو محمّدٍ المسناوِيُّ في خطبة كتابٍ أَلَّفَهُ لسلطان العَصْر مولاي إِسماعيل ابْنِ مولاي علي الشَّريف الحَسَنّي رحمه الله تعالَى :
وأَقَدْتَ من جُرْحِ الزَّمَانِ فكُذِّبَتْ ... أَقْوَالُهمْ : جُرْحُ الزَّمانِ جُبَارٌ
وأَطَلْتَ أَيَّامَ السُّرُورِ فلم يُصِبْ ... من قالَ : أَيَّامُ السُّرُورِ قِصارُ والَّتقْرِيبُ : ضَرْبٌ من العَدْوِ قاله الجَوْهَرِيُّ أَو هو : أَنْ يَرْفَعَ يَدَيهِ مَعاً ويَضَعَهُما مَعاً نقل ذلك عن الأَصْمَعِيّ وهو دُونَ الحُضْرِ كذا في الأَساس وفي حديث الهِجرة : " أَتَيْتُ فَرَسِي فَرَكِبْتُها فرفَعْتُها تُقَرِّب بي " قَرَّب الفَرَسُ يُقَرِّب تَقْرِيباً : إِذا عَدَا عَدْواً دُونَ الإِسراعِ . وقال أَبو زيد إِذا رجَمَ الأَرْضَ رَجْماً فهو التَّقْرِيبُ ويقال : جَاءَنا يُقَرِّبُ به فَرسُهُ . والتَّقْرِيبُ في عَدْوِ الفَرَسِ ضَرْبانِ : الَّتقْرِيِب الأَدْنَى وهو الإِرْخاءُ والتَّقْرِيبُ الأَعْلَى وهو الثَّعْلَبِيّةُ . ونقل شيخُنا عن الآمِدِيّ في كتاب المُوَزانة له : التّقْريبُ من عَدْوِ الخيلِ معروفٌ : والخَبَبُ دُونَه قال : وليس التَّقْرِيبُ من وصْفِ الإِبِلِ وخَطَّأَ أَبا تَمّامٍ في جعله من وصْفِها قال : وقد يكونُ لأَجناسٍ من الحيوان ولا يكون للإِبل قال : وإِنَّا ما رأَينا بعيراً قطّ يُقَرِّبُ تقريبَ الفَرَسِ . ومن المجاز : التَّقْرِيبُ وهو أَنْ يَقُولَ : حَيَّاكَ اللهُ وقَرَّبَ دارَك وتقولُ : دخَلْتُ عليه فأَهَّلَ ورَحَّبَ وحَيَّا وقَرَّبَ . وفي حديث المَوْلِد : " خرَجَ عبدُ اللهِ بْنُ عبدِ المُطَّلِبِ أَبو الَّنبيّ صلى الله عليه وسلم ذاتَ يوم مُتَقَرِّباً مُتَخَصِّراً بالبَطْحَاءِ فَبصُرتْ به لَيْلَى العَدَوِيةُ " يقال : تَقرَّبَ إِذا وَضَعَ يَدَهُ على قُرْبِهِ أَيْ : خاصرته وهو يمشِى وقيل مُتَقَرِّباً أَي مُسرعاً عَجِلاً . ومن الْمَجاز : تقول لصاحبِك تَستحثُّه : تَقَرَّبْ يا رَجُلُ أَيْ : اعْجلْ وأَسْرِع . رواه أَبو سعيدٍ وقال سَمِعْتُه من أَفواههم وأَنشد
يا صاحبَيَّ تَرَحَّلاَّ وتَقَرَّبَا ... فَلَقَدْ أَنَى لِمُسافِرٍ أنْ يَطْرَبَاكذا في لسان العرب وفي الأَساس : أََي أََقْبل وقال شيخُنا هو بِناءُ صِيغةِ أََمرٍ لا يتصرَّف في غيره بل هو لازمٌ بصِيغةِ الأَمْر على قولٍ . وقاربَهُ : ناغاهُ وحَادَثَه بِكَلاَمٍ مُقَارِبٍ حَسَنٍ . يقال : قَاربَ فُلاَنٌ في الأَمْرِ : إِذا تَرَكَ الغُلُوَّ وقَصَدَ السَّدادَ وفي الحديث : " سَدِّدُوا وقارِبُوا " أَي : اقتصدوا في الأُمور كُلِّهَا واتْرُكُوا الغُلُوَّ فيها والتَّقصِيرَ . وممّا بقي على الُمصَنِّفِ : في الّتهذيب ويقال : فلانٌ يَقْرُبُ أَمْراً : أَي يَغْزُوهُ وذلك إِذا فَعَل شَيْئاً أو قال قولاً يَقْرُب به أَمراً يغزوه انتهى
ومن المَجَاز : يقال : لقد قَرَبْتُ أَمْراً لا أَدْرِي ما هو . كذا في الأَساس . وقَارَبْتُهُ في البَيْعِ مُقَارَبَة
وتَقَرَّب العبدُ من الله عَزَّ وجَلَّ بالذِّكْرِ والعملِ الصّالِحِ
وتَقَرَّب اللهُ عزَّ وجلَّ من العَبْدِ بالبِرِّ والإِحسان إِليهِ
وفِي التّهْذِيب : القَرِيبُ والقَرِيبَةُ : ذُو القَرَابَةِ والجَمْع من النِّساءِ : قَرَائِبُ ومن الرِّجالِ : أَقارِبُ ولو قيلَ : قُرْبَي لَجَازَ . والقَرَابَةُ والقُرْبَى الدُّنُوُّ في النَّسَبِ والقُرْبَى : في الرَّحِم وفي التَّنْزِيل العزيز : والجَارِ ذِي القُرْبَى انتهى
قلت : وقالوا : القُرْبُ في المكان والقُرْبَةُ في الرُّتْبَةِ والقُرْبَى والقَرابَةُ في الرَّحِمِ . ويقال للرَّجُلِ القَصِير : مُتَقَارِبٌ ومُتَآزِفٌ . وفي حديث أَبي هُرَيْرَةَ : " لأُقرِّبَنَّ بكم صَلاَةَ رَسُولِ اللهِ صلَّى الُلهُ عليه وسلم " أَي لآتِيَنَّكُمْ بما يُشْبِهُها ويَقْرُبُ منها . وقَرَبَتِ الشَّمسُ للمَغِيبِ كَكَرَبَتْ وزعَمَ يعقوبُ أَنّ القاف بَدَلٌ من الكاف . وأَبو قَرِيبَةَ : رَجُلٌ من رُجّازِهم . والقَرَنْبَي في عَينِ أُمّها حَسَنَةٌ يأْتي في " قرنب " . وظَهرَتْ تَقَرُّباتُ الْماءِ أَي : تَبَاشِيرهُ وهي حَصًى صِغارٌ إِذا رآها من يُنْبْطُ الماءَ استَدلَّ بها على قُرْبِ الماءِ . وهو مَجاز كما في الأَساس . ومما استدركه شيخُنا : قولُهم : قارَبَ الأَمْرَ : إِذا ظَنَّهُ قالُوا : لقُرْب الظَّنِّ من الَيقينِ ذكره بعضُ أَرباب الأشْتقاق ونُقِلَ عن العلاّمة ابْنِ أَبي الحَدِيدِ في شرح نَهْج البلاغة . ويُقَال : هل من مُقَرِّبَةِ خَبَرٍ ؟ بكسر الّراءِ وفتحها وأَصلُه البعدُ ومنه : شأْوٌ مُقَرِّبٌ . قلت : وقد سبق في " غ ر ب " ولعلَّ هذا تصحيفٌ من ذاك فراجِعْه . والتَّقْرِيبُ عندَ أَهلِ المعقُول : سَوْقُ الدَّليلِ بوجْهٍ يقتضي المطلوبَ . كذا نقله في الحاشية