الفَنْزَر كجَعْفَرٍ أَهمله الجوهريّ وقال اللّيْث : هو بَيْتٌ صَغِيرٌ يُتَّخَذُ على رَأْسِ خَشَبَةٍ طُولُها نَحْوُ سِتِّينَ ونَصّ اللّيث : طولُها سِتّونَ ذِرَاعاً للرَّبِيئَةِ يَكُون الرَّجُلُ فِيهَا هكذا نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وصاحِبُ اللّسَانِ . قلتُ : وأَظُنّه مُعَرَّباً . وقولُ المصنّف نَحْوُ ستّيْنَ أَحَسْنُ من قَوْلِ اللّيْث ستّون فإِنّ هذِه الخَشَبَةَ ليس لها سَمْك مُعَيَّن مَعْلُوم وإِنَّمَا هو تَخْمِينٌ وحَدْسٌ كما لا يَخْفَى
النَّزْرُ : القليلُ التّافِهُ من كلِّ شيءٍ كالنَّزيرِ كأَميرِ ذكرَهما ابن سِيدَه . والمَنزورِ يقال : طعامٌ مَنزورٌ وعَطاءٌ مَنزور أي قليلٌ وقال الشاعر :
بطيءٌ من الشَّيءِ القليلِ احْتِفاظُه ... عليكَ ومَنْزورُ الرِّضا حينَ يَغْضَبُ
النَّزْرُ : الإلحاح في السُّؤال سواءٌ في العلم أو العطاء كما فسَّرَه الزّمخشريّ . وفي حديث عائشةَ رضي الله عنها : وما كان لكم أَن تَنْزُروا رسولَ الله صلّى الله عليه وسلّم على الصَّلاة أي تُلِحُّوا عليه فيها . وفي حديثٍ آخرَ : أَنَّ عمرَ رضي الله عنه كان يُسايرُ النَّبيَّ صلّى الله عليه وسلَّم في سفر فسأَلَه عن شيءٍ فلم يُجِبْه فقال لنفسه كالمُبَكِّتِ لها : ثَكِلَتْكَ أُمُّكَ يا ابنَ الخَطَّابِ نزرْتَ رسولَ الله صلى الله عليه وسلَّم مِراراً لا يُجيبُك قال الأَزهريُّ : معناه أنَّكَ أَلْحَحْتَ عليه في المسأَلَة إلحاحاً أَدَّبَكَ بسكوته عن جوابك . قلتُ : وهو في صحيح البُخاريّ في غزوة الحُديبِيَة وهكذا ضبطَه الرُّواةُ بالتَّخفيف وضبطَه الأَصيلِيّ وحده بالتَّشديد وكأَنَّه على المُبالَغة . وقال أَبو ذَرٍّ أَحدُ رُواةِ الكِتابِ : سأَلتُ عنه مَن لَقيت أَربعين سنةً فما قرأْتُه قَطّ إلاّ بالتَّخفيف . وكذا قال ثعلَبٌ . النّزْرُ : الاستعجالُ والاحتثاثُ نقلَه شَمِر عن عِدَّةٍ من الكلابيّين ولكنَّه قال : الاستِحْثاث : وفي التكملة مثل ما للمصنّف وقال أَيضاً : ويقال : نَزَرَه إذا أَعجلَه . النَّزْرُ : وَرَمٌ في ضَرْع النّاقة ومنه قولُهم ناقةٌ مَنْزورَةٌ . النَّزْرُ : الأَمْرُ يقولون : نزَرْتُكَ فأَكْثَرْت أي أَمَرْتُك . النَّزْرُ : الاحتِقارُ والاستِقلالُ عن ابن الأَعرابيّ وقد نَزَرَه أي احتقرَه واستَقَلَّه وأَنشد :
قد كنتُ لا أُنْزَرُ في يومِ النَّهَلْ ... ولا تَخونُ قُوَّتي أَنْ أُبْتَذَلْ
" حتّى تَوَشَّى فِيَّ وَضّاحٌ وَقَلْ يقول كنت لا أُستَقَلُّ ولا أُحتَقَر حتّى كَبِرْت . في حديث أُمِّ مَعْبَدٍ الخُزاعِيَّة في صفة كلامه صلى الله تعالى عليه وسلّم : فَصْلٌ لا نَزْرٌ ولا هذْرٌ . النَّزر : القليلُ أي ليس بقليل فيدلُّ على عِيٍّ ولا بكثيرٍ فاسدٍ وقال ذو الرُّمَّة :
لها بشَرٌ مثْلُ الحَريرِ ومَنْطِقٌ ... رَخيمُ الحَواشي لا هُراءٌ ولا نَزْرُ ونَزُرَ الشَّيءُ كَكَرُمَ نَزْراً بالفتح ونَزارَةً كَسَحابَة ونُزورَةً ونُزوراً بالضَّمِّ فيهما وفي المحكَم نُزْرَةً بالضّمّ بدَلَ نُزورَة وهكذا نقله صاحب اللسان فلينظر إنْ لمْ يكن أَحدُهما تصحيفاً عن الآخر : قَلَّ وتَفِهَ . ونَزَّرَ عطاءَهُ تَنْزيراً قَلَّله . ونَزَّرَه : أَعطاهُ عطاءً نَزْراً كأَنْزَرَهُ وهذه نقلها الصَّاغانِيّ . وتَنَزَّرَ منه : تَقَلَّلَ . والنَّزورُ كصَبور : المرأَةُ القليلةُ الوَلَد ونِسْوَةٌ نُزُرٌ كالنَّزِرَةِ بكسر الزّاي ومنه حديث ابن جُبَيْر : كانت المرأَة من الأَنصار إذا كانت نَزِرَةً أَو مِقلاتاً تَنْذُرُ لِمَن وُلِدَ لها وَلَدٌ لَتَجْعَلَنَّه في اليهود . تلتمس بذلك طولَ بقائه . أو النَّزور : القليلة اللبنِ من النُّوق وقد نَزُرَتْ نَزْراً . يقال : كلُّ شيءٍ يَقِلُّ نَزورٌ ومنه قول زيد بن عَديّ :
أَوْ كَماءِ المَثْمودِ بَعْدَ جَمامٍ ... زَرِم الدَّمْعُِ لا يؤُوبُ نَزوراالنَّزورُ : النّاقة التي ماتَ ولدُها وهي تَرأَمُ ولَدَ غيرها ولا يجيءُ لبنها إلاّ نَزْراً . النَّزورُ أَيضاً : التي لا تكاد تلقَحُ إلاّ وهي كارهَةٌ وناقةٌ نَزورٌ بيِّنَةُ النَّزارِ . قال الأَزْهَرِيّ : والنَّاتِق التي إذا وَجَدَتْ مسَّ الفَحلِ لَقِحَتْ وقد نَتقَتْ تَنْتُقُ إذا حَمَلَت . ونَزارُ بنُ مَعَدّ بن عدنان ككِتاب : أَبو قبيلة . وفي الروض الأُنُف : سُمِّيَ به لأَنَّ أَباه لما وُلِدَ له نظَرَ إلى نُور النُّبُوَّة بين عينيه وهو النّور الذي كان يُنْقَلُ في الأَصلاب إلى محمد صلّى الله عليه وسلَّم فَفَرِحَ فرَحاً شديداً ونَحَرَ وأَطْعَمَ وقال : إنَّ هذا كلَّه لنَزْرٌ في حَقِّ هذا المولودِ فسُمِّيَ نِزاراً لذلك . وتَنَزَّرَ الرَّجلُ إذا انتسب إليهم وانتمى لهم أو شبَّه نفسَه بهم أو أَدخلَ نفسَه فيهم ولم يكن منهم . يقال : ما جئتَ إلاّ نَزْراً بالفتح أي بطيئاً . ويقال : لَقِحَت الحرب عن نُزُرٍ بضمَّتين أي عن حِيالٍ . من سجعات الأَساس : فلانٌ لا يُعْطِي حتى يُنْزَرُ ولا يُطيعُ حتى يُهْزَرُ أي يُلَحُّ عليه ويُهان ويُصَغَّر من قَدْرِه . ومما يستدرك عليه : النَّزور كصبور : القليل الكلامِ لا يتكلّم حتى تَنْزُرَه قاله النَّضْرُ وقد يستعمَل النَّزورُ في الطَّيْر قال كُثَيِّر :
بُغاثُ الطَّيْرِ أَكْثَرُها فراخاً ... وأُمُّ الصَّقر مِقلاتٌ نَزورُ وقال الأصمعيُّ : نَزَرَ فلانٌ فلاناً يَنْزُرُه نَزْراً إذا استخرج ما عنده قليلاً قليلاً . وقال أَبو زيد : رَجلُ نَزْرٌ وفَزْرٌ وقد نَزُرَ نَزارَةً إذا كان قليل الخير وأَنزرَه الله وهو رجلٌ مَنزورٌ ويقال : أَعطاه عَطاءً نَزْراً ومَنزوراً إذا أَلَحَّ عليه فيه وعَطاءٌ غيرُ مَنزور إذا لم يُلِحَّ عليه فيه بل أَعطاه عَفواً ومنه قولُه :
فخُذْ عَفْوَ مَن آتاكَ لا تَنْزُرَنَّه ... فعند بُلوغِ الكَدْرِ رَنْقُ المَشارِبِ وفرَسٌ نَزورٌ : بطيئةُ اللِّقاح . كذا في اللسان . ونَزَرَ الشَّرابُ الإنسانَ : أَسْكَرَه . قاله ابن القطّاع . ومَنْزَر كمَقْعَد : قرية باليمن من قرى سِنْحَان . ذكره ياقوت
زَرِكَ الرَّجُلُ كفَرحَ أَهْمَلَه الجوهري وصاحبُ اللِّسَانِ وقال الصّاغانيُ : أي : ساءَ خُلُقُه . وكزُبَيرٍ : أَبُو نَضْرَةَ زُرَيْكُ بنُ أبي زُرَيْك البَصْرِيّ واسمُ أبي زُرَيْكٍ عُصْفُور : مُحَدِّثٌ عن الحَسَنِ وعَطاء وابنِ سِيرِينَ روى عنه أَهلُ البَصْرَةِ ذكره ابنُ حِبّان في الثِّقاتِ . وفاتَه : خالِدُ بنُ زُرَيْكٍ الرَّبَعِيُ : حَدَّثَ عن عَفّانَ نقَلَه الحافِظُ