الأَوْبُ والإِيَابُ كَكِتَابٍ ويُشَدَّدُ وبِه قُرِيءَ في التنزيل " إنَّ إلَيْنا إيَابَهُمْ " بالتَّشْديدِ قَالَهُ الزَّجَّاج وهو فِيعَالٌ مِنْ أَيَّبَ فَيْعَلَ مِنْ آبَ يَؤُوبُ والأَصل إيواباً فأُدْغِمَتِ اليَاءُ في الوَاوِ وانْقَلَبَتِ الواوُ إلى اليَاءِ لأَنَّها سُبِقْت بسُكُونِ وقال الفرّاءُ : هو بتخفيف الياء والتشديدُ فيه خَطَأٌ وقال الأَزهَرِيّ : لاَ أَدْرِي مَنْ قَرَأَ إِيَّابَهُمْ بالتَّشْدِيدِ والقُرَّاءُ علَى إيَابَهُمْ بالتَّخْفِيف قُلْتُ التَّشْدِيدُ نَقَلَه الزَّجَّاج عن أَبِي جعْفرٍ وقال الفراءُ : التَّشْدِيدُ فيه خَطَلٌ نقله الصاغانيُّ
والأَوْبَةُ والأَيْبَةُ على المُعَاقَبَةِ والإِيبَةُ بالكسر عن اللحيانيّ . والتَّأْوِيبُ والتَّأْيِيبُ والتَّأَوُّبُ والائْتِيابُ من الافْتِعَال كما يأْتي : الرُّجُوعُ وآبَ إلى الشَّيءِ رَجَعَ وَأَوَّبَ وتَأَوَّبَ وأَيَّبَ كُلُّه : رَجَع وآبَ الغَائِبُ يَؤُوبُ مَآباً : رَجَعَ ويقال : لِيَهْنِكَ أَوْبَةُ الغَائِب أَيْ إِيَابُه وفي الحَدِيثِ " آيِبُونَ تَائِبُون " هو جَمْعُ سَلاَمَة لآيبٍ وفي التنزيل " وإنَّ لَهُ عِنْدَنَا لَزُلْفَى وحُسْنَ مَآبٍ " أَيْ حُسْنَ المَرْجِعِ الذي يَصيرُ إِليه في الآخِرَةِ قال شَمِرٌ : كلُّ شيءٍ رَجَع إلى مَكَانِه فقد آبَ يَؤُوب فهو آيِبٌ وقَالَ تعَالَى : " يَا جِبَالُ أَوِّبِي مَعَهُ " أَيْ رَجِّعِي التَّسْبِيحَ مَعَه وقرِىءَ " أُوبِي " أَي عُودِي مَعَهُ في التَّسْبِيح كُلَّمَا عَادَ فيه
والأَوْبُ السحَابُ نقله الصاغانيُّ و : الرِّيحُ نقله الصاغانيّ أَيضاً و : السُّرْعَةُ . وفي الأَسَاس : يقال للمُسْرِع في سَيْرِه : الأَوْب الأَوْب
والأَوْبُ : رَجْعُ القَوَائِمِ يقال : مَا أَحْسَنَ أَوْبَ ذِرَاعَيْ هذِه النَّاقَةِ وهو رَجْعُهَا قَوَائِمَهَا في السَّيْرِ وَمَا أَحْسَنَ أَوْبَ يَدَيْهَا ومنه نَاقَةٌ أَوُوبٌ على فَعُول والأَوْبُ : تَرْجِيعُ الأَيَادِي والقَوَائِمِ قال كعبُ بنُ زُهَيْر :
كَأَنَّ أَوْبَ ذرَاعَيْهَا وَقَد عَرِقَتْ ... وقَدْ تَلَفَّعَ بالقُورِ العَسَاقِيلُ
أَوْبُ يَدَيْ فَاقد شَمْطَاءَ مُعْولَةٍ ... نَاحَتْ وجَاوَبَهَا نُكْدٌ مَثَاكِيلُ والأَوْبُ : القَصْدُ والعَادَة والاسْتِقَامَةُ ومَا زَالَ ذلكَ أَوْبَهُ أَيْ عَادَتَه وهِجِّيراهُ والأَوْبُ : جَمَاعَةُ النَّحْلِ وهو اسْمُ جَمْعٍ كَأَنَّ الوَاحِدَ آيِبٌ قال الهُذَلِيُّ :
" رَبَّاءُ شَمَّاءُ لاَ يَدْنُو لِقُلَّتِهَاإلاَّ السَّحَابُ وإلاَّ الأَوْبُ والسَّبَلُ وقال أَبُو حَنِيفَةَ : سُمِّيَتْ أَوْباً لإِيَابِهَا إلى المَبَاءَة قال : وهي لا تَزَالُ في مَسَارِحِهَا ذَاهِبَةً ورَاجِعَةً حتى إذا جَنَحَ الليلُ آبَتْ كُلُّهَا حتى لا يتَخَلَّفَ منها شيءٌ
والأَوْبُ : الطَّرِيقُ والجِهةُ والنَّاحيَةُ وجاءُوا مِنْ كُلِّ أَوْب أَيْ مِنْ كُلِّ طَرِيق وَوَجْه ونَاحِيَة وقيل أَيْ مِنْ كُلّ مَآب ومَسْتَقَرٍّ وفي حديث أَنَس " فآبَ إلَيْهِ نَاسٌ " أَي جَاءوا إليه من كُلِّ ناحِيَة . والأَوْبُ : الطَّريقَةُ وكُنْت عَلَى صَوْبِ فلانٍ وَأَوْبِه أَيْ عَلَى طَرِيقَتِه كَذَا في الأَسَاسِ . ومَا أَدْري في أَيِّ أَوْب أَي طَرِيقٍ أَو جِهَةٍ أَو نَاحِيَةٍ أَو طَرِيقة وقال ذو الرُّمّة يَصِفُ صَائِداً رَمَى الوَحْشَ :
طَوَى شَخْصَه حَتَّى إذَا مَا تَوَدَّقَتْ ... عَلَى هِيلَةٍ مِنْ كُلِّ أَوْبٍ تُهَالُهَا عَلَى هِيلَة أَيْ فَزَعٍ من كُلِّ أَوْبٍ أَيْ مِنْ كُلِّ وَجْه ورَمَى أَوْباً أَوْ أَوْبَيْنِ أَيْ وَجْهاً أَوْ وَجْهَيْنِ وَرَمَيْنَا أَوْباً أَوْ أَوْبَيْنِ أَيْ رَشْقاً أَوْ رَشْقَيْنِ وسيأْتي في نَدَبَ
والأَوْبُ : وُرُودُ المَاءِ لَيْلاً أُبْتُ الماءَ وتَأَوَّبْتُهُ إِذَا وَرَدْتَهُ لَيْلاً والآيِبَةُ : أَنْ تَرِدَ الإِبِلُ المَاءَ كُلَّ لَيْلَةٍ أَنشد ابنُ الأَعْرَابيّ :
" لاَ تَرِدِنَّ المَاءَ إِلاَّ آيِبَهْ
" أَخَشَي علَيك معْشَراً قَرَاضِبَهْ
" سُودَ الوُجُوهِ يَأْكُلُونَ الآهِبَهْ وقِيلَ : الأَوْبُ جَمْعُ آيِب يقال : رَجُلٌ آيِبٌ مِنْ قَوْمٍ أَوْب ويقال : إنه اسمٌ للجَمْع كالأُوَّاب والأُيَّابِ بالضَّمِّ والتَّشْدِيدِ فيهِماوَرَجُلٌ أَوَّابٌ : كَثِيرُ الرُّجُوع إِلى اللهِ تعالى مِنْ ذَنْبِهِ . والأَوَّابُ : التَّائِبُ . في لسان العرب : قال أَبُو بَكْرٍ : في قولهم رَجُلٌ أَوَّابٌ سَبْعَةُ أَقْوَالٍ تَقَدَّمَ مِنْهَا اثْنَانِ والثَّالِثُ المُسَبِّحُ قاله سَعِيدُ ابن جُبَيْرٍ والرَّابِعُ المُطِيعُ قالَه قَتَادَةُ والخَامِسُ : الذي يَذْكُر ذَنْبَه فِي الخَلاءِ فَيَسْتَغْفِرُ اللهُ مِنْهُ والسَّادِسُ الحَفِيظُ قَالَهُمَا عُبيْدُ بنُ عُميْرٍ والسابع الذي يُذْنِبُ ثُمَّ يَتُوب ثم يُذْنِبُ ثم يَتُوبُ قُلْتُ : ويُرِيدُ بالمُسبِّح : صلاَةَ الضُّحَى عنْدَ ارْتفَاعِ النَّهَارِ وشِدَّةِ الحرِّ ومنه صَلاةُ الأَوَّابِينَ حِينَ تَرْمَضُ الفِصَالُ
وآبَهُ اللهُ : أَبْعَدَهُ دُعَاءٌ عليه وذلك إذا أَمرْتَه بِخُطَّة فَعصَاكَ ثُمَّ وقَعَ فِيمَا يَكْرَهُ فأَتَاكَ فأَخْبَرَكَ بذلكَ فعنْدَ ذلك تَقُولُ لَهُ : آبَكَ الله وأَنشد :
فَآبَكَ هَلاَّ واللَّيَالِي بِغِرَّةٍ ... تُلِمُّ وفِي الأَيَّام عَنْكَ غُفُولُ ويُقَالُ لِمَنْ تَنْصَحُهُ وَلاَ يَقْبَلُ ثم يَقَعُ فيما حَذَّرْتَه مِنْهُ : آبَكَ وكذلك آبَ لَكَ مِثْل وَيْلَكَ
وائْتَابَ مِثْلُ آبَ فَعَلَ وافْتَعلَ بمعْنىً قال الشاعر :
ومَنْ يَتَّقْ فإِنَّ الله مَعْهُ ... وَرِزْقُ اللهِ مُؤْتَابٌ وغَادي وقَال سَاعِدَةُ بنُ العَجْلاَنِ :
أَلاَ يا لَهْفَ أَفْلَتَنِي حُصَيْبُ ... فَقَلْبِي منْ تَذَكُّرهِ بَليدُ
فَلَوْ أَنِّي عَرَفْتُكَ حِينَ أَرْمِي ... لآبَكَ مُرْهَفٌ مِنْهَا حَدِيدُ يَجُوزُ أَنْ يكونَ آبَكَ مُتَعَدِّياً بِنَفْسِه أَي جَاءَكَ مُرْهَفٌ ويجوزُ أَنْ يَكُونَ أَرَادَ آبَ إلَيْكَ فَحَذَفَ وَأَوْصَلَ
وَآبَتِ الشَّمْسُ تَؤُوبُ إيَاباً وأُيُوباً الأَخِيرَةُ عن سيبويهِ أَيْ غَابَتْ في مَآبِهَا أَيْ في مَغِيبِهَا كَأَنَّهَا رَجَعَتْ إلى مَبْدَئِهَا قال تُبَّعٌ :
فَرَأَى مَغِيبَ الشَّمْسِ عِنْدَ مَآبهَا ... فِي عَيْنِ ذِي خُلُبٍ وثَأْطٍ حَرْمَدِ وقال آخر :
" يُبَادِرُ الجَوْنَةَ أَنْ تَؤُوبَا وفي الحَدِيثِ " شَغَلُونَا عَنْ صَلاَة الوُسْطَى حَتّى آبَتِ الشَّمْسُ مَلأَ اللهُ قُلُوبَهُمْ نَاراً " أَي غَرَبَتْ مِنَ الأَوْبِ : الرُّجُوعِ لأَنَّهَا تَرْجِعُ بالغُرُوبِ إلى المَوْضِع الذي طَلَعَتْ منه وفي لسان العرب : ولو استُعْمل ذلك في طُلُوعها لكان وَجْهاً لكنه لم يُسْتَعْمَل
وتَأَوَّبَه وَتَأَيَّبَهُ على المُعَاقَبَةِ : أَتَاهُ لَيْلاً والمَصْدَرُ الميميّ القِيَاسِيُّ المُتَأَوَّبُ والمُتَأَيَّبُ كِلاَهُمَا على صيغَة المَفْعُولِ
وفُلانٌ سَرِيعُ الأَوْبَةِ وقَوْمٌ يُحَوِّلُونَ الوَاوَ يَاءً فيقُولُون سَرِيعُ الأَيْبَة وأُبْتُ إلى بَنِي فلان وتَأَوَّبْتُهُم إذا أَتَيْتَهُم لَيْلاَ كذا في الصحاح وتَأَوَّبْتُ إِذا جِئْتُ أَوَّلَ اللَّيْل فأَنَا مُتَأَوِّبٌ ومُتَأَيِّبٌ . وائْتَيَبْتُ المَاءَ من بَابِ الافْتِعَالِ مثل أُبْتُه وتَأَوَّبْتُه : وَرَدْتُه لَيْلا قال الهُذَلِيّ :
أَقَبَّ رَبَاع بِنُزْهِ الفَلاَ ... ةِ لاَ يَرِد المَاءَ إلاَّ ائْتِيَابَا وَمَنْ رَوَاهُ " انْتِيَابَا " فَقَدْ صحَّفَهُ
وأَوِبَ كفَرِحَ : غضِب وأَوْأَبْته مثالُ أَفْعَلْتُه نقله الصَّاغانّي
والتَّأْوِيبُ في السَّيْرِ نَهَاراً نَظِيرُ الإِسَآد لَيْلا أَو هُوَ السَّيْرُ جَميعَ النَّهَارِ والنُّزُولُ باللَّيْلِ قَالَ سَلامةُ ابنُ جنْدَل :
يوْمَان يوْمُ مقامَات وأَنْدِيَة ... وَيَوْمُ سَيْرٍ إلى الأَعْدَاءِ تَأْوِيبِقَالَ ابنُ المُكَرَّم : التَّأْوِيبُ عنْدَ العرَبِ سَيْرُ النَّهَارِ كُلِّه إلى اللَّيْلِ يُقَالُ : أَوَّبَ القَوْمُ تَأْوِيباً أَيْ سَارُوا بالنَّهارِ . وأَسْأَدُوا إذَا سَارُوا باللَّيْل أَوْ هُوَ تَبَارِي الرِّكَابِ في السَّيْرِ . قال شيخُنَا : غَيْرُ مُعْرُوفٍ في الدَّوَاوِين والمعروفُ الأَوّلُ قُلْت : هو في لسان العرب والأَساس والتَّكْمِلَة كالمُآوَبَةِ مُفَاعَلَةٌ رَاجِعٌ للْمَعْنَى الأَخِيرِ كَما هو عادَتُه قال :
" وإنْ تُؤَاوبْهُ تَجِدْهُ مِئوَبا ورِيحٌ مُؤَوِّبَةٌ : تَهُبُّ النَّهارَ كُلَّهُ . والذي قالَهُ ابنُ بَرِّيّ : مُؤَوِّبةٌ في قَوْل الشاعر :
قَدْ حَالَ بَيْنَ دَرِيسَيْهِ مُؤَوِّبَةٌ ... مسْعٌ لَهَا بِعضَاهِ الأَرْضِ تَهْزِيزُ وهو رِيحٌ تَأْتِي عنْد اللَّيْل
والآيِبةُ بالمدِّ : شَرْبَةُ القَائلَةِ نَقَلَه الصاغَانِيّ
وآبَةُ قَرَأْتُ في معجم البلدَان قَالَ أَبُو سعْدٍ : قال الحَافِظُ أَبُو بَكْر أَحْمَدُ بنُ مُوسَى بنِ مِرْدُوَيْهِ : هيَ مِنْ قُرَى أَصْبَهَانَ قَالَ : وقَالَ غَيْرُه : إنها : د ويُقَالُ : قَرْيَةٌ مِنْ ساوةَ منْهَا جرِيرُ بنُ عَبْدِ الحمِيدِ الآبيُّ سَكن الرَّيّ قَالَ : قُلْتُ أَنَا : أَمَّا آبَةُ بُلَيْدَةٌ تُقَابِلُ ساوَةَ تُعْرَفُ بَيْنَ العَامَّة بِآوَةَ فَلاَ شَكَّ فِيهَا وأَهْلُهَا شِيعَة وأَهْلُ سَاوَةَ سُنَّةٌ ولاَ تَزَالُ الحُرُوبُ بَيْنَهُمَا قَائمَةً عَلَى المَذْهَبِ قال أَبُو طاهِر السِّلَفيّ : أَنْشَدَنِي القاضِي أَبُو نَصْرِ بنُ العَلاَءِ الميمَنْدِيّ بِأَهْرَ مِنْ مُدُن أَذْرَبِيجَانَ لنَفْسِه :
وَقَائلَة أَتُبْغِضُ أَهْلَ آبَهْ ... وهُمْ أَعْلاَمُ نَظْمٍ والكتَابَهْ
فَقُلْتُ إِلَيْك عنِّي إنَّ مِثْلِي ... يُعَادِي كُلَّ مَنْ عَادَى الصَّحَابَهْ وإِلَيْهَا فيما أَحْسَبُ يُنْسَبُ الوَزيرُ أَبُو سَعْد منْصُورُ بنُ الحسيْنِ الآبِيُّ صَحِبَ الصَّاحِبَ بنَ عبَّاد ثُمَّ وزَرَ لمَجْد الدَّوْلَةِ رُسْتمَ بنِ فَخْرِ الدَّوْلَةِ بن رُكن الدولة بن بُوَيْهِ وكَانَ أَدِيباً شَاعِراً مُصنِّفاً وهُوَ مُؤَلِّفُ كتاب نثر الدرر وتارِيخ الرَّيِّ وأَخُوه أَبُو منْصُور مُحمَّدٌ كَانَ مِنْ عُظَمَاءِ الكُتَّابِ وَزَرَ لملِكِ طَبَرِسْتَانَ انتهى ورأَيتُ في بعضِ التَّوَارِيخِ أَنَّ جَرِيرَ بنَ عَبْدِ الحَمِيدِ المُتَقَدِّمَ ذِكْرُه نسْبَتُهُ إلى قَرْيَةٍ بِأَصْبَهَان كما تَقَدَّمَ أَوَّلاً وهو القَاضي أَبُو عَبْدِ الله الرَّازِيُّ الضَّبِّيُّ نَسَبَهُ الدَّارَقُطْنِي
وآبَةُ : د بإِفْرِيقِيَّةَ نقله الصاغانيّ ومَا رَأَيْتُه في المُعْجم وإنما قال فيه وآبَةُ أَيْضاً : قَرْيَةٌ منْ قُرَى البَهْنَسَا مِنْ صَعِيدِ مِصْرَ : أَخْبَرَنِي بذلك القَاضِي المُفَضَّلُ قَاضي الجُيُوشِ بمصْرَ قُلْتُ وكَذَا رأَيْتُهَا في كِتَاب القَوَانِينِ لابنِ الجَيْعَانِ وذَكَر أَنَّها مُشْتَمِلَةٌ على 1434 فَدَّاناً وعبْرَتُهَا 9600 دِينَار وتُذْكَرُ مَعَ بَسْقَنُونَ وهُمَا الآنَ وَقْفٌ عَلَى الحَرَميْنِ الشَّرِيفَيْن ثُمَّ ظَهَرَ أَنَّهُ تَصَحَّفَ ذلكَ علَى الصَّاغانيّ وتَبِعَه المُصَنِّفُ فإِنَّمَا هي أُبّه بضَمٍّ فَشَدِّ مُوَحَّدَة وقَدْ تَقَدَّمَ ذِكْرُهَا في أ ب ب
وَمآبُ : د وفي لسان العرب : مَوْضِعٌ بالبَلْقَاءِ مِن أَرْضِ الشَّأْمِ قال عبدُ اللهِ بنُ رَوَاحَةَ :
فَلاَ وأَبِي مَآبَ لَنَأْتيَنْهَا ... وإنْ كَانَتْ بِهَا عَرَبٌ ورُومُ وفي المراصد : هي مدينَةٌ في طَرَفِ الشَّأْمِ مِنْ أَرْضِ البَلْقَاء
والمُؤَوَّبُ هُوَ المُدَوَّرُ والمُقَوَّرُ بالقَافِ كذا في النسخ وفي بعضها بالغَيْنِ المُعْجَمَةِ المُلَمْلَمُ وَأَوَّبَ الأَديمَ : قَوَّرَهُ عَنْ ثَعْلَبٍ ومِنْهُ المَثَلُ : أَنَا حُجَيْرُهَا بتَقْدِيم الحَاءِ المُهْمَلَةِ عَلَى الجِيمِ تَصْغِيرُ حِجْر وهُوَ الغَارُ المُؤَوَّبُ المُقَوَّرُ وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ عن ابن الأَعرابيّوآبُ شَهْرٌ عَجَمِيٌّ مُعَرَّبٌ مِنَ الشُّهُورِ الرُّوميَّةِ وقد جاءَ ذِكرُهُ في أَشْعَارِ العَرَبِ كثيراً
والمَآبُ في قَوْله تَعَالَى " طُوبَى لَهُمْ وحُسْنُ مَآب " أَيْ حُسْنُ المَرْجع وحُسْنُ المُنْقَلَبِ والمُسْتَقرّ
وقولُهُم بَيْنَهُمَا ثَلاَثُ مَآوِبَ أَي ثَلاَثُ رَحَلاَت بالنَّهَارِ نقلَهُ الصاغانيّ
والأَوْبَاتُ هِيَ مِنَ الدَّابَّةِ القَوَائِمُ واحِدَتُهَا : أَوْبَةٌ
ومَآبَةُ البِئرِ : مِثْلُ مَبَاءَتهَا حَيْثُ يَجْتَمعُ إِليه المَاءُ فيها
وقِيلَ : لاَ يَكُونُ الإِيَابُ إلاَّ الرُّجُوعَ إلى أَهْلِهِ لَيْلاً
وفي التهذيب يُقَالُ للرَّجُل يَرْجعُ باللَّيْلِ إلَى أَهْلِهِ : قَدْ تَأَوَّبَهُمْ وائْتَابَهمْ فَهُوَ مُؤْتَابٌ ومُتَأَوِّبٌ
ومُخَيِّسٌ كمُحَدِّث ابنُ ظَبْيَانَ الأَوَّابِيُّ تَابِعِيٌّ رَوَى عن عبدِ اللهِ بنِ عَمْرِو بنِ العاص وغَيْرِه نِسْبَةٌ إلى بَنِي أَوَّاب : قَبِيلَةٍ مِنْ تُجِيبَ ذَكَره ابنُ يُونُسَ
واسْتَدْرَكَ شيخُنَا عَلَى المُصَنِّفِ : أَيُّوبُ قيلَ هو فَيْعُول مِنَ الأَوْب كقَيُّوم وقِيلَ : هو فَعُّول كسّفُّود قال البَيْضَاوِيُّ : كَانَ أَيُّوبُ رُوميّاً مِنْ أَوْلاَدِ عيص بنِ إسْحَاقَ عليه الصلاةُ والسلامُ وأَوَّلُ منْ سُمِّيَ بهذَا الاسْمِ منَ العربِ جدُّ عَديِّ بنِ زَيْد بنِ حِمَّانَ ابنِ زَيْدِ بنِ أَيَّوب من بَنِي امرىء القَيْس بن زَيْدِ مَنَاةَ بن تَمِيم قَالَهُ أَبُو الفَرَج الأَصْبَهَانِيُّ في الأَغاني
قُلْتُ : وأَيُّوبُ الذي ذَكَره : بَطْنٌ بالكُوفَةِ وهو ابنُ مَجْرُوفِ بنِ عامرِ ابنِ العصَبَةِ بنِ امْرِىءِ القَيْسِ بنِ زِيْدِ مَنَاةَ فَوَلَدُ أَيُّوبَ إبْرَاهيمُ وسَلْمٌ وثَعْلَبَةُ وزَيْد منهم عَدِيُّ بنُ زَيْدِ بنِ حِمَّانَ ابنِ زَيْدِ بنِ أَيُّوبَ بنِ مَجْرُوف الشَّاعِرُ ومنهم مُقَاتِلُ بنُ حَسَّانَ بنِ ثَعْلَبةَ بنِ أَوْسِ بنِ إبْرَاهِيمَ بنِ أَيُّوبَ الذي نُسِبَ إليه قَصْرُ مُقَاتِل وقال ابنُ الكَلْبيِّ لاَ أَعْرِفُ في الجاهِلِيَّة مِنَ العَرَبِ أَيُّوب وإبْراهيمَ غَيْرَ هذَيْنِ وإنَّمَا سُمِّيَا بهذَيْنِ الاسْمَيْنِ للنَّصْرانِيَّة كَذَا قال البلاَذُرِيُّ