الشَّيْخ والشَّيْخُونُ قال شيخنا الثّاني غَريبٌ غير مَعْروف في الأُمّهات المشهورة وأَوردَه بعض شُرّاح الفصيح وقالوا : هو مُبالغة في الشَّيْخ : مَنِ اسْتَبَانَتْ فيه السِّنُّ وظَهَر عليه الشَّيبُ أَو شَيْخٌ من خَمسْسِينَ إِلى آخرِه أَو هو من إِحْدَى وخَمسينَ إِلى آخرِ عُمرِه وقد ذكرَهما شُرَّاح الفصيح أَو هو من الخمسين إِلى الثّمانين حكاه ابن سيده في المخصّص والقزّاز في الجامع وكُراع وغير واحد . ج شُيُوخٌ بالضمّ على القياس وشِيُوخٌ بالكسر لمناسَبَة التّحتيّة كما في بيوتٍ وبابه وأَشْيَاخٌ مبَيْت وأَبياتً وشِيَخَةٌ بكسْر ففتْح وشِيخَةٌ كصِبْيَة ذكرَه ابن سيده وكُراع . وشِيخانٌ بالكسر كضِيفانٍ ومشْيخَةٌ بفتْح الميم وكسْرها وسكون الشين وفتْح الحتيّة وضمّها وقد ذكرَ الرِّوَايتين اللِّحْيَانيّ في النوادر ومَشِيخَةٌ بفتح الميم وكسر المعجمة ومشْيُوخاءُ وقد مَرَّ في الجيم أَنّه لا نظير له إِلا أَلفاظ ثلاثة ويزاد مَعْبُودَاءُ وسيأْتي ذكرهما . ومَشْيخَاءُ بحذف الواو منها ولم يذكره ابن منظور . ومَشايِخُ وأَنكره ابن دريد وقال القزّاز في الجامع : لا أَصْل له في كلام العرب . وقال الزَّمخشريّ : المَشايخ ليست جمْعاً لشَيخ وتَصلح أَن تكون جمْع الجمَع . ونقل شيخُنا عن عِناية الخفاجيّ أَثناءَ المائدة : قيل مَشَايخ جمع شَيْخ لا على القياس والتحقيق أَنَّه جمْعُ مَشْيَخة كمَأْسَدة وهي جمْع شَيخٍ . ومّما أَغفله من جُموع الشَّيخ الأَشاييخ . قال الزَّمَخْشَريّ : ويقولون : هؤلاءِ الأَشاييخ يْراد جمْع أَشياخٍ مثل أَنايِيب وأَنيابٍ نقله شُرّاح الفصيح قاله شيخُنَا . وتصغيره شيَيْخ بالضّمّ على الأَصل وشِيَيْخ بالكسر على ما جَوَّزوه في اليائيّ العين كبِيَيْت وشُوَيْخ بالواو قليلة بل أَنكرَها جماعة ولم يعرِفها الجوهريّ الّذي نصُّ عبارته : ولا تقل شُوَيْخ . فانْظُرْه مع عبارة المصنف . وعَبْدُ اللَّطِيف بن نصْرٍ وعبد اللّه ابن محمَّد بن عبد الجليلِ المدِّثانِ الشَّيْخِيانِ : نِسْبَةٌ إِلى الشَّيْخ القُطْب الإِمام أَبي نصرٍ المِيهَنِيّ بكسر الميم نسْبة إِلى مِيهَنَةَ بلْدةٍ بالعجم . وهي شَيْخَةٌ ولو قال : وهي بهاءٍ كفى وكأَنّه صَرّحَ لبُعْد ذِكْرِ المُذَكَّر الّذي يُحال عليه قاله شيخنا . ثم إِنَّ إِثباتَها نقلَه القزّازُ وغيرُه من أَئمّة الُّغة وأَنشدوا قوا عَبِيد بن الأَبرص :
كأَنّهَا لَقْوَةٌ طَلُوبٌ ... تَيْبَسُ في وَكْرِها القُلوبُ
باتَتْ علَى أُرَّمٍ عَذُوباً ... كأَنّها شَيْخَةٌ رَقُوبُ
قال ابن بَرِّيّ : الضمير في باتت يعود إِلى اللِّقْوَة وهي العُقاب شبَّهَ بها فرَسَه إِذا انقَضَّت للصَّيد . وعَذُوب : لم لم تَأْكل شيئاً . والرَّقُوب : الّتي تَرْقُبُ وَلَدَهَا خَوفاً أَن يَموت . وقد شاخَ يَشيخُ شَيَخاً محرّكةً وشُيُوخَةٌ بضمّ الشّين وكسرها كسُهُولة وشُيُوخِيَّة بضمّ الشّين وكسْرها حكاه اليَزيديّ في نوادره . وزاد اللِّحْيَانيّ شَيخُوخةً وشَيْخُوخِيَّة . فهو شَيْخٌ . وشَيَّخَ تَشْيِيخاً وتَشَيَّخَ : شاخَ . وفي اللِّسان : أَصلُ الياءِ في شَيخوخة متحرِّكة فسكّنتْ لأَنّه ليس في الكلام فَعْلُول وما جاءَ على هذا من الواو مثل كَيْنُونَة وقَيْدودة وهَيْعوعة فأَصله كَيَّنُونة بالتشديد فخفّف ولولا ذلك لقالوا كَوْنُونة وقَوْدودَة ولا يَجب ذلك في ذوات الياءِ مثل الحَيْدُودة والطَّيرورة والشَّيخوخة . وأَشياخُ النُّجُومِ هي الدَّراريّ قال ابنُ الأَعرابيّ : أَشياخُ النُّجُومِ هي الّتي لا تَنزِل في مَنازل القمرِ المسمَّاة بنُجوم الأَخْذ . قال ابن سيده : أُرى أَنّه عَنَى بالنُّجوم الكواكبَ الثابِتَة . وقال ثعلب : إِنّمَا هي أَسناخُ النُّجوم وهي أُصولُهَا الّتي عليها مَدَارُ الكواكب وسَيرُهَا وقد تقدّم في سنخ . والشَّيْخُ : شَجَرَةٌ قال أَبو زيد : ومن الأَشجار الشَّيْخ وهي شجَرةٌ يقال لها شَجَرةُ الشُّيوخِ وثَمرتُها جِرْوٌ وكجِرْو الخِرِّيع . قال : وهي شَجَرَة العُصْفُر مَنبِتها الرِّياضُ والقُرْيانُ . والشَّيخ للمرأَة : زَوْجُها . ورُسْتَاقُ الشَّيْخِ : ع بأَصْفَهَانَ وشَيْخَانُ : لَقبُ مُصْعَب بن عبد اللّه المُحدِّث . وشَيْخَانِ مَبنياًّ على الكسر على ما ضَبطه ابن الأَثير : ع بالمدينة على ساكِنها أَفضلُ الصَّلاةِ والسلامِ وهو مُعَسْكَرُه صلَّى اللّه عليه وسلّم يومَ أَحُدٍ وبه عَرَضَ النّاس . وشَيَّخَة تَشييخاً : دَعاهُ شَيخاً تَبْجِيلاً وتَعظيماً . وشَيَّخَ عليه : عابَه وشنَّعَ عليه . وشَيَّخَ به : فَضَحَه . قال أَبو زيد : شَيَّخْت بالرَّجلِ تشييخاً وسَمَّعتُ به تَسميعاً ونَدّدْت به تَنديداً إِذا فَضَحْتَه . والشَّيْخَة مقتضَى إِطلاقِه أَنه بالفَتح وقد حقّق غيرُ واحدٍ أَنّه بالكسر : رَمْلَةٌ بيضاءُ ببلادِ أَسَد وحَنْظَلَة وهكذا رَواه الجَرميُّ وغيره ومنه قولُ ذِي الخِرَقِ خَليفةَ بنِ حَمَلٍ الطُّهَويّ - نِسبة لطُهيَّة بالضّمّ قبيلة يأْتي ذِكْرُهَا وإِنّمَا لُقِّبَ بيتٍ أَو شِعرٍ - على الصحيح خلافاً لأَبي عُمَرَ الزّاهِد وابن الأَعرابيّ فإِنّهما رَوياه بالحاءِ المهملة :
ويَستخرِجُ اليَرْبُوع من نافِقَائهِ ... ومن جُحْرِهِ بالشَّيْخةِ اليَتَقَصَّعُ وهو من أَبياتٍ سبْعة أَوَردها أَبو زيدٍ في نَوادره لذِي الخِرَق وبَسطَه في شرح شَواهد الرَّضيّ لعبد القادر البغدادي . والشِّيخَة بكسر الشّين : ثَنِيَّةٌ كذا في سائر الأُصول الموجودة عندنا وفي نُسخة أُخرَى بِنْيَة بكسر الموحَّدة وسكون النُّون وفتْح الياءِ التّحتيّة وصحّحَ شيخنا الأُولَى والصّواب على ما في اللّسان وغيره من الامَّهَات نَبْتَة واحدةُ النّبتِ بالنُّون ثم الموحَّدة لبَياضِها كما قالوا في ضَرْبٍ من الحَمْضِ : الهَرْمُ . والشَّاخَة : المعتَدِلُ قال ابن سيده : وإِنَّمَا قَضَينا على أَنّ أَلفَ شاخة ياءٌ لعدم شوخ وإِلاّ فقد كان حقّها الواو لكونها عَيناً كذا في اللسان . ومما يستدرك عليه : قال أَبو العبّاس : شَيْخٌ بَيِّنُ التّشيُّخ والتَّشيِيخ والشِّيْخُوخة . والشَّيْخ : وَطْبُ اللَّبنِ والشَّيْخ : الوَعِلُ المُسِنّ . ومن المَجاز : وَرِثَ مِن مَشْخَته الكرَمَ ومن أَشياخِه : آبائه كذا في الأَساس
فصل الصاد المهملة مع الخاءِ المعجمة
وَسِخَ الثَّوْبُ - وكذا الجِلدُ كوَجِلَ - يَوْسَخُ ويَاسَخُ ويَيْسَخُ وَسَخاً واسْتَوْسخَ وتَوَسَّخَ واتَّسَخَ : عَلاَه الدَّرَنُ من قِلَّةِ التعهُّدِ بالماءِ . وأَوْسخَه ووَسَّخه . وبه وَسَخٌ وأَوْساخٌ . ووَسْخَاءُ : ع . ومن المجاز : لا تَأْكُلْ أَوسَاخَ النّاسِ وشخ
الوَشْخُ : الرَّدِيءُ الضَّعِيف . ودَوْخَلَّةُ - بتشديد اللام - التَّمرِ . والوَشَخَة محرّكةً : ما عُمِلَ من الخُوص