" الإِرْثُ بالكسر : المِيراثُ " قتاله الجَوْهَرِيّ وأَصلُ الهَمْزِ فيه واوٌ . قلت : فكانَ الأَوْلَى ذِكرُه في الواو كما هو ظاهِرٌ . قال شيخُنا : ثم إِنّ هذَا تَفْسِيرُ الشيْءِ بنَفْسِه ؛ لأَن الإِرْثَ والمِيرَاثَ مادّةٌ واحدة فكان الأَوْلَى تفسيرَه بأَوْضَحَ منه نحو استيلاءِ الشَّخْصِ على مالِ وَلِيّهِ الهالِكِ أَو يقال : الإِرْثُ مَعْرُوفٌ . الإِرْثُ " : الأَصْلُ " يقال : هو في إِرْثِ صِدْقٍ أَي في أَصْلِ صِدْقٍ . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : الإِرْثُ في الحَسَبِ والوِرْثُ في المالِ . وحكى يَعْقُوبُ : إِنّه لفى إِرْثِ مَجْدٍ وإِرْفِ مَجْدٍ على البَدَل . الإِرْثُ " : الأَمْرُ القَدِيمُ " الذي " تَوَارَثَهُ الآخَرُ عن الأَوَّلِ " وفي حديثِ الحَجّ : " إِنَّكُم على إِرْث من إِرْث أَبِيكُم إِبْرَاهِيمَ " يريدُ به مِيرَاثَهُمْ مِلَّتَه وأَصلُ هَمزَتِه واو كذا في النّهاية . الإِرْثُ " : الرَّمَادُ " قالَ ساعِدَةُ ابنُ جُؤَيَّةَ :
عفَا غيرَ إِرْثٍ مِن رَمَادٍ كأَنَّهُ ... حَمَامٌ بأَلْبَادِ القِطَارِ جُثُومُ قالَ السُّكَّرِيّ : أَلْبَادُ القِطَارِ : ما لَبَّدَه القَطْرُ . الإِرْثُ " : البَقِيَّةُ مِنَ الشَّيْءِ " وفي نسخة أُخْرَى : من كُلِّ شَيْءِ وعبارةُ اللّسان : الإِرْثُ من الشْيءِ : البَقِيَّةُ من أَصْلِهِ والجَمْع إِرَاثٌ قال كُثَيّرُ عَزّةَ :
فأَوْرَدَهُنّ من الدَّوْنَكَيْنِ ... حَشَارِجَ يَحْفِوْن منها إِراثَا أَرَّثَ بينَ القَوْمِ : أَفْسَدَ و " التَّأْرِيثُ : الإِغراءُ بينَ القَوْمِ " . هو أَيضاً " : إِيقادُ النَّارِ " وأَرَّثَ النّارَ : أَوقَدَها وفي حَدِيثِ أَسْلَمَ قال " كُنْتُ مَع عُمرَ رضي الله عنه وإِذا نَارٌ تُؤَرَّثُ بِصِرَارٍ " التَّأْرِيثُ إِيقادُ النّارِ وإِذْكَاؤُها وصِرَارٌ بالصّاد المُهْمَلَة : مَوضِعٌ قريبٌ من المَدِينَةِ . ومن المَجَازِ : أَرَّثَ بَيْنَهُم الشَّرَّ والحَرْبَ تَأْرِيثاً وأَرّجَ تَأْرِيجاً : أَفْسَدَ وأَغْرَى وأَوْقَدَ نَارَ الفِتْنَة وأَنشد أَبو عُبيد لعَديّ بن زيد :
ولَها ظَبْيٌ يُؤَرِّثُهَا ... عاقِدٌ في الجِيدِ تِقْصارَا ويقال : " جاعِلٌ " بدل " عاقِد " " كالأَرْثِ " وهذا لم يَذْكُره أَحدٌ من أَئِمّة اللُّغَةِ ولم أَجِدْ له شاهِداً في كُتُبِهِم . " وتَأَرَّثَتْ " هي " : اتَّقَدَتْ " قال :
فإِنَّ بأَعْلَى ذِي المَجَازَةِ سَرْحَةً ... طَويلاً عَلى أَهْلِ المَجَازَةِ دارُها
ولو ضَرَبُوها بالفُئوسِ وحَرَّقُوا ... على أَصْلِها حتّى تَأَرَّثَ نارُها " والأُرْثُ بالضَّمّ : شَوْكٌ " شبيهٌ بالكُعْرِ إِلاّ أَنّ الكُعْرَ أَسْبَطُ وَرَقاً مِنْه قال : وله قَضِيبٌ واحدٌ في وَسَطِه في رأْسِه مثْلُ الفِهْرِ المُصَعْنَبِ غير أَنْ لا شَوْكَ فِيه فإِذا جَفَّ تَطَايَرَ ليس في جَوْفهِ شيءٌ وهو مَرْعيً للإِبل خاصَّةً تَسْمَنُ عليهِ غير أَنَّه يُورِثُهَا الجَرَبَ ومنابِتُه غَلْظُ الأَرْضِ . قاله أَبو حَنِيفةَ . الأُرَثُ " كصُرَدٍ : الأُرَفُ " على البدل كذا في كتابِ يَعقوبَ وهي الحُدودُ بين الأَرَضِينَ كما يأْتي واحِدَتُها : أُرْثَةٌ وأُرْفَةٌ بالضمّ . " والأُرْثَةُ - بالضَّمّ - : الأَكَمَةُ الحَمْرَاءُ " . عُودٌ أَو " سِرْقِينٌ " وفي بعضها سِرْجِينٌ " يُهَيَّأُ عندَ الرَّمَادِ " أَي يُدْفَنُ فيه ويُوضَع عنده ليكون ثَقُوباً للنّار عُدَّةً لها " لحِينِ الحَاجَةِ " . في المحكم : الأُرْثَةُ : " الحَدُّ بَينَ الأَرْضَيْنِ " . وأَرَّثَ الأَرْضَيْنِ : جَعلَ بينَهُمَا أُرْثَةً جمعُها أُرَثٌ كصُرَد وهي : الأُرْثَةُ والأُرْفَةُ والأُرَثُ والأُرَفُ . قال أَبو حنيفة . الأُرْثَةُ : " المَكَانُ " ذُو الأَرَاضَةِ " السَّهْلُ " . الأُرْثَةُ " : من أَلْوَانِ الغَنَمِ " سَوادٌ وَبَياضٌ كالرُّقْطَةِ " . " وهو " كَبْشٌ " آرَثٌ " بالقَصْر " وهي " نَعْجَةٌ " أَرْثَاءُ " وهي الرَّقْطاءُ فيها سوادٌ وبياضٌ . " والإِرَاثُ ككِتَابٍ " والأَرِيثُ والإِرَاثَةُ " : النّارُ " . الإِرَاثُ أَيضاً " : ما أُعِدّ للنّار من حُرَاقَةٍ ونَحوِهَا " . ويُقَال : هي النّار نَفسُهَا قال الشاعر :مُحَجَّلُ رِجْلَيْنِ طَلْقُ اليَدَيْنِ ... لَهُ غُرّةٌ مثلُ ضوءِ الإِرَاثِ وفي مجمع الأَمثال للمَيْدانِي " النَّمِيمةُ أُرْثَةُ العَدَاوَةِ "