أَلَّ في مَشْيِه يَؤُلُّ ويئلّ : أسْرَعَ وَجَدَّ نَقله السُّهَيلِيُّ وأنشَدَ الصاغانيُّ لأبي الخُضرِّ اليَربُوعِيّ :
مُهْرَ أبي الحارِث لا تَشَلِّي ... بارَكَ فِيكَ اللّهُ مِن ذِي أَلِّ أي مِن فَرَسٍ ذِي سُرعَةٍ . وأبو الحارث هو بِشْرُ بن عبدِ المَلِك بنِ بِشْرِ بن مَروانَ . وقيلَ : اهْتَزَّ أو اضْطَرَبَ وأمّا قولُ الشاعرِ أنشَدَه ابنُ جِني :
" وإذْ أَؤُلُّ المَشْىَ ألاَّ ألّا قال ابنُ سِيدَ : إمّا أَنْ يكونَ أرادَ : أَؤُلُّ في المَشْي فحَذَف وأَوصَل وإمّا أَنْ يكونَ أَؤُلُّ مُتَعدِّياً في مَوْضِعه بغيرِ حَرف جَر . وأَلَّ اللَّوْنُ يَؤُلّ : بَرَقَ وصَفَا . وألتْ فَرائِصُهُ : أي لَمَعَتْ في عَدْوٍ وأنشَدَ ابنُ دُرَيْدٍ :
حَتَّى رَمَيتُ بِها يَئِلُّ فَرِيصُها ... وكأنَّ صَهْوَتَها مَداكُ رُخامِ وأنشَد الأَزْهرِيُّ لأبي دُوَاد يصِف الفَرسَ والوَحْشَ :
فلَهَزْتُهُنَّ بها يَؤُلُّ فَرِيصُها ... مِن لَمْعِ رايتنا وهُنَّ غَوادِي وأَلَّ فُلاناً يَؤُلُّه أَلاً : طَعَنَهُ بالأَلَّةِ وهي الحَربَةُ . وألَهُ أَلاً : طَرَدَهُ . وأَلَّ الثَّوْبَ يَؤُلُّه أَلاً : خاطَهُ تَضْرِيباً . وأَلَّ عَلَيهِ يَؤُلُّ أَلاً : حَمَلَهُ قال أبو عَمرو : يُقال : ما ألكَ إليَّ يَؤُلكُ أي حَمَلَك . وأل المَريضُ والحَزِينُ يئل أَلاً وأَلَلاً بفَكِّ الإدغام وأَلِيلاً كأَمِيرٍ : أَنَّ وحَنَّ . وقيل : أَلَّ يَؤُلُّ : رَفَع صَوْتَه بالدُّعاءِ . وقيل : صَرَخ عِنْدَ المُصِيبةِ وبه فَسَّر أَبُو عُبيدٍ قولَ الكُمَيت يصِفُ رجُلاً :
وأنْتَ ما أنْتَ في غَبرَاءَ مُظْلِمَةٍ ... إذا دَعَتْ أَلَلَيها الكاعِبُ الفُضُلُ قال : أراد حِكايةَ أصواتِ النِّساء بالنَّبَطِيَّة إذا صَرَخْنَ . وأل الفَرَسُ يَؤُلُّ : نَصَبَ أُذُنَيه وحَدّدَهُما وكذلك أَلَّل والتَّألِيل : التَّحْرِيفُ والتَّحْدِيدُ ومنه أُذُنٌ مُؤلَّلَةٌ . وأل الصَّقْرُ يَؤُلُّ أَلاً : أبى أن يَصِيدَ . والأَلِيل كأَمِير : الثُّكْلُ والأَنِينُ قال ابنُ مَيَّادَةَ :
فقُولا لَها ما تَأْمُرِينَ بِعاشِقٍ ... لَهُ بَعْدَ نَوْماتِ العِشاءِ أَلِيلُ وقال رُؤْبَةُ :
" يا أيها الذِّئبُ لك الأَلِيلُ
" هل لكَ في راعٍ كما تَقُولُ أي ثَكِلَتْكَ أُمُّك هَلْ لكَ في راعٍ كما تُحِبُّ . كالأَلِيلَةِ قال :
فَليَ الأَلِيلَةُ إن قَتَلْتُ خُؤُولَتِي ... وَلِيَ الأَلِيلَة إن هُمُ لَم يُقْتَلُوا الأَلِيلُ : عَلَزُ الحُمَّى كما في المُحْكَم وقال الأَزْهَرِيُّ : هو الأَنِينُ قال :
" أمَا تَراني أشْتَكِي الأَلِيلَا الألِيلُ : صَلِيلُ الحَصَى قِيل : هو صَلِيلُ الحَجَرِ أيّاً كان الأولَى عن ثَعْلَبٍ . الأَلِيلُ : خَرِيرُ الماءِ وقَسِيبُه كما في اللِّسان . الأَلِيلَة كسَفِينَةٍ : الرَّاعِيَةُ البَعِيدةُ المَرعَى مِن الرّعاة كالألَّةِ بالضّمِّ وهذه عن الفَرّاء . والإِلُّ بالكسرِ : العَهْدُ والحَلِفُ ومنه حديثُ أمِّ زَرْعٍ في بعض الروايات : بِنْتُ أبي زَرْع وما بنت أبي زَرْع وفي الإِلِّ كَرِيمُ الخِل بَرُودُ الظِّلِّ أرادت أنها وَفِيَّةُ العَهْد وإنما ذَكَّر ؛ لأنه إنما ذَهب به إلى معنى التشبيه أي هي مِثْلُ الرَّجُل الوَفيِّ العَهْدِ . و الإِلُّ : ع بعَرَفَة وسيأتي إنكارهُ ثانياً . الإِلُّ : الجَأْرُ كما في المُحْكَم وهو بالهَمْز والقَرابَةُ ومنه حديث عليٍّ رضي الله عنه : يَخُونُ العَهْدَ ويَقْطَع الإِلَّ . الإِلّ : الأصْلُ الجَيِّدُ وبه فُسِّر قولُ أبي بكر الآتي أي لم يجيء من الأصل الذي جاء منه القُرانُ . والمَعْدِنُ الصَّحِيحُ عن المُؤرِّج وقال حَسّانُ رضي اللّه عنه :
لَعَمْرُك إنّ إِلَّك مِن قُرَيْشٍ ... كإِلِّ السَّقْبِ مِن رَأْلِ النَّعامِالإِلُّ : الحِقْدُ والعَداوَة . الإِلُّ الرُّبُوبيَّةُ ومنه قول الصِّدِّيق رضي اللّه عنه لمّا سَمِعَ سَجْع مُسَيلِمَة : هذا كلامٌ لم يَخْرُجْ مِن إِلٍّ ولا بِرٍّ أي لم يَصْدُرْ عن رُبُوييَّةٍ ؛ لأن الرُّبُوييَّةَ حَقّها واجِبٌ معَظَّمٌ كذلك فَسَّره أبو عبيد نَقله السُّهَيلي . والإِلُّ : اسمُ اللّهِ تَعالَى ومنه جَبرإلّ كما في العُباب وبه صَدَّر صاحبُ الرَّامُوز وبه فُسِّر بعضُ قولِهِ تعالَى : " لَا يَرْقُبُونَ في مُؤْمِنٍ إلاَّ وَلَا ذِمَّةً " وأَنْكَرَه السُّهَيلِي في الرَّوض فقال : وأمّا الإِلُّ بالتشديد في قوله تعالى : " إلاَّ وَلَا ذِمَّةً " فحَذَارِ أَنْ تقولَ : هو اسمُ اللّهِ تَعالَى فتُسَمِّىَ اللّهَ تعالَى باسمٍ لم يُسَمِّ به نَفْسَه لأنه نَكِرةٌ وإنّما الإِلُّ : كُلُ ما لَهُ حُرْمةٌ وحَقٌّ كالقَرَابَة والرَّحِمِ والجِوارِ والعَهْدِ وهو من أَلَلتُ : إذا اجتهدتَ في الشيء وحافظتَ عليه ولم تُضَيِّعْه ومنه الإِلُّ في السَّيْرِ : هو الجِدُّ وإذا كان الأَلُّ بالفتح المَصْدَرُ فالإِلُّ بالكسر : الاسمُ كالذِّبْح مِن الذَّبْح فهو إذاً الشَّيء المُحافَظ عليه المُعظَّمُ حَقُّه فتأمَّلْ . وكُلُّ اسْمٍ آخِرُه إِلٌ أو إِيلٌ فمُضافٌ إلى اللّهِ تَعالَى ومنه جَبرائِيلُ ومِيكائِيلُ هذا قولُ أَكْثرِ أَهْلِ العِلْم . قال السُّهَيليُّ : وكان شيخُنا رحمه اللّه تعالى - يعني أَبا بَكْرِ بن العَرَبيّ - كطائفةٍ مِن أهلِ العِلْم يذهَبُ إلى أنَّ هذه الأَسماءَ إضافَتُها مَقْلُوبَةٌ كإضافَةِ كلامِ العَجَمِ فيكون إلٌ وِإيلٌ : العَهْد وأوَّلُ الاسمِ عِبارةٌ عن اسمٍ مِن أسماءِ اللّهِ تعالى وسيأتي في أيل . الإِلُّ : الوَحْيُ وبه فُسِّر قولُ الصِّدِّيقِ أيضاً . الإِلُّ : الجَزَعُ عِنْدَ المُصِيبَةِ ومنه رُوِيَ الحَدِيثُ : " عَجِبَ رَبُّكُم مِن إِلِّكُمْ وَقُنُوطِكُم وسُرْعةِ إجابَتِهِ إيَّاكُمْ " فِيمَن رَواه بالكَسْرِ قالَ أبو عُبَيْدٍ : هكذا رواه المُحَدِّثُونَ . وروايةُ الفَتْحِ أكْثَرُ قال أبو عُبَيْدٍ : وهو المَحْفوظُ . ويُروَى مِن أَزْلِكُم أي ضِيقِكُم وشِدَّتِكُم . وهو أَشْبَهُ بالمَصْدَرِ كأنه أرادَ : مِن شِدَّةِ قُنُوطِكُم . الأَلُّ بالفَتْحِ : الجُؤار أي رَفْعُ الصَّوتِ بالدُّعاءِ وقد أَلَّ يَئِلُّ وهذا قد ذَكره قريباً فهو تَكْرارٌ في الجُمْلة . الأَلُّ : جَمْعُ أَلَّةٍ بحَذْفِ آخِرِه لِلْحَرْبةِ العَرِيضَةِ النَّصْلِ سُمِّيَ بذلك لِبَرِيقِها ولَمَعَانِها قال الأعْشَى :
تَدَارَكَهُ في مُنْصِلِ الأَلِّ بَعْدَ ما ... مَضَى غيرَ دَأْداءٍ وقد كادَ يَعْطَبُ وفَرَّقَ بعضُهم بينَ الأّلةِ والحَرْبةِ فقالَ : الأّلةُ كُلُّها حَدِيدَةٌ والحَرْبَةُ بَعْضُها خَشَبٌ وبَعْضُها حَدِيدٌ كالإِلالِ كَكتابٍ قال لَبِيدٌ رضي اللّه عنه :
يُضِيءُ رَبابُه في المُزْنِ حُبشاً ... قِياماً بالحِرابِ وبالإِلالِ وهو جَمْعُ أَلَّةٍ كجَفْنَةٍ وجِفانٍ . الأُلُّ بالضَّمِّ : الأَوَّلُ في بعض اللُّغات عن ابنِ دُرَيْدٍ . وليس مِن لَفْظِه وأنشد :
لِمَنْ زُحْلُوقَةٌ زُلُّ ... بِها العَينانِ تَنْهَلُّ
يُنادِي الآخِرَ الأُلُّ ... أَلَا حُلُّوا أَلَا حُلُّوا وإن شِئْتَ قلتَ : إنما أَراد : الأَوَّلَ فبَنَى مِن الكلمة على مِثال فُعْلٍ فقال : وُلُّ ثم هَمَزَ الواوَ ؛ لأنّها مضمومةٌ غير أَنّا لم نَسْمَعْهُم يقولون : وُلٌّ . قال الصاغاني : هكذا هو بخَطِّ الأَرْزَنيّ في الجمْهَرة بالحاء المُهْمَلة المَضْمُومة وبخَط الأزهري في التهذيب :
" ألَا خَلُّوا ألَا خَلّوابفتح الخاءِ المُعْجَمة . وقالَ ابنُ الأعرابيّ عن المُفَضَّل : بالخاءِ المُعْجَمة قالَ : ومَن رواه بالحاء المُهْمَلة فقد صَحَّف . وهي لُعْبَةٌ للصِّبيان يَجتمعون فيَأْخُذُون خَشَبَةً فيَضَعُونها على قَوْزٍ لَهُم من الرَّمْل ثم يَجْلِسُ على أَحَدِ طَرَفَيّها جماعةٌ وعلى الآخَرِ جماعةٌ فأي الجَماعَتَيْنِ كانت أرْزَنَ ارتفعت الأُخْرَى فيُنادُون بأَصْحابِ الطَّرَف الآخر : أَلَا خَلُّوا أي : خَفِّفُوا مِن عَدَدِكم حتَّى نُساويَكُم في التَّعدِيلِ وهذه التي تُسَمِّيها العَرَبُ : الزُّحْلُوفَةَ والزّحْلُوقَةَ . وا لأَلَّةُ : الأَنَةُ . أيضاً : السِّلاحُ وقِيل : جَمِيعُ أداةِ الحَربِ وخَصَّه بعضٌ بالحَربَةِ إذا كانَ في نَصْلِها عِرَضٌ كما تَقَدَّم . أيضاً : عُودٌ في رَأْسِهِ شُعْبتانِ . أيضاً : صَوْتُ الماءِ الجارِي كالأَلِيلِ وقد تقدَّم . و الأَّلةُ : الطَّعْنَةُ بالحَربَةِ وقد ألَّهُ يَؤٌّله أَلاً وقد تقَدّم . الإِلَّةُ بالكَسرِ : هَيئَةُ الأَنِينِ . قال اللِّحْياني : هو الضَّلالُ بنُ الأَلالِ بن التَّلالِ كسَحابٍ في الكُلِّ : إتباعٌ له وأنشد :
أَصْبَحْتَ تَنْهَضُ في ضَلالِكَ سادِراً ... أنْتَ الضَّلالُ بنُ الأَلالِ فأَقْصِرِ أو الأَلالُ : الباطِلُ . وإلَّا بالكسر : حَرفٌ تكون للاستِثْناء وهي الناصبةُ في قولك : جاءني القَوْمُ إلاَّ زيداً لأنها نائبةٌ عن : أسْتَثْني وعن : لا أَعْني هذا قولُ أبي العبّاس المُبَرَّد . وقال ابنُ جِنِّي : هذا مَردُودٌ عندنا ؛ لِما في ذلك مِن تدافُعِ الأَمْرَيْن : الإعمالِ المُبقِي حُكْمَ الفِعْلِ والانصِرافِ عنه إلى الحَرفِ المُخْتَصِّ به القَوْلُ . انتهى . ومنه قولُه تعالى : " فَشَرِبُوا مِنْهُ إلاَّ قَلِيلاً " . وتكون صِفَةً بمَنْزِلَةِ غَيرٍ فيُوصَفُ بها أو بتاليها أو بِهِما جميعاً جَمْعٌ مُنَكَّرٌ كقولِه تعالى : " لَوْ كَانَ فِيهِمَا آلِهَةٌ إلاَّ اللَّهُ لَفَسَدَتَا " أو يُوصَفُ بها جَمْعٌ شِبهُ مُنَكَّرٍ كقول ذي الرمَّةِ :
أُنِيخَتْ فألقَتْ بَلْدَةً فوقَ بَلْدَةٍ ... قَلِيلٍ بها الأصْواتُ إلاَّ بُغامُهَا فإنّ تَعْرِيفَ الأصواتِ تعريفُ الجِنْسِ . وتكون عاطِفَةً كالواوِ قِيل : ومنه قولُه تَعالَى : " لِئَلَّا يَكُونَ لِلنَّاسِ عَلَيكُم حُجَّةٌ إلاَّ الَّذِينَ ظَلَمُوا " وكذا قولُه تَعالَى : " إِنِّي لَا يَخَافُ لَدَيَّ المُرسَلُونَ . إلاَّ مَنْ ظَلَمَ ثُمَّ بَدَّلَ حُسناً بَعْدَ سُوءٍ " . وتكون زائدةً كقوله أي ذي الرُّمَة :
حَراجِيجُ ما تَنْفَكُّ إلاَّ مُناخَةً ... علَى الخَسفِ أو نَرمِي بها بَلَداً قَفْرا قرأت في كتاب لَيس قال : قال أبو عَمْرِو بنُ العَلاء : أخطَأ ذو الرمِّة في قولِه هذا لا تَدْخُلُ لا إلَّا بعدَ تَنْفكّ وتزال إنّما يُقال : ما زال زيدٌ قائِماً . ولا يُقالُ : ما زالَ زَيْدٌ إلاَّ قائِماً ؛ لأَنّ إلّا تُحققُ وما زال يَنْفِي . وأحكامُها مبسُوطَةٌ في المعْنِى والتَّسهيل وشُروحِهما وأعاده المُصنِّفُ في الألف اللَّيِّنة كما سيأتي الكلامُ عليه . وألَّا بالفَتْح : حَزفُ تَحْضِيضٍ وحَثٍّ تَخْتَصُّ بالجُمَلِ الفِعْلِيَّةِ الخَبَرِيَّة وهي لُغَةٌ في هَلَّا وسيأتي البَسطُ فيه في ه - ل - ل وفي آخر الكتاب . الأَلالُ كسَحابٍ وكِتابٍ وعلَى الأَوَّلِ اقْتَصَر الصاغانِيُ : جَبَلٌ بعَرفاتٍ وفي الرَّوْضِ : جَبَلُ عَرَفَةَ . أَو حَبلُ رَملٍ بعَرَفاتٍ عليه يقومُ الإمامُ قاله ابنُ دُرَيْدٍ أو حُبَيلٌ عَن يَمِينِ الإمامِ بِعَرَفَةَ قال النّابِغةُ الذُّبْياني :
بمُصْطَحِباتٍ مِن لَصافَ وثَبرَةٍ ... يَزُرْنَ أَلالاً سَيرُهُنَّ التَّدافُعُ قال ياقوتُ : وقد رُوَي : إِلال بالكَسرِ ووَهَمَ مَن قال : الإِلُّ كالخِلِّ وهذا الذي وَهَّمَهُ فقد قال به غيرُ واحدٍ من الأئمّة قال ابنُ جِنِّي : قال ابنُ حَبِيب : الإِلُّ : حَبل مِن رَمْلٍ يَقِفُ به الناسُ مِن عَرَفَاتٍ عن يمينِ الإمام وقد جاء ذِكرُه في الحَديث أيضاً وعَجِيبٌ مِن المصَنِّف إنكارُه فتأمَّلْ . قال ياقوت : وهذا المَوضِعُ - أعني إِلال - أرادَه الرَّضِيُّ المُوسَوِيُّ بقوله :فأُقْسِمُ بالوُقُوفِ علَى إلالٍ ... ومَنْ شَهِدَ الجِمارَ ومَن رَماهَا
وأرْكانِ العَتِيقِ ومَن بَناهَا ... وزَمْزَمَ والمَقامِ ومَن سَقاهَا
لأنت النَّفْسُ خالِصَةً فإن لَم ... تَكُونِيهَا فأنتِ إذاً مُناهَا وأمّا وَجْهُ الاشتقاقِ فِقيل : إنه سُمِّيَ إلالاً ؛ لأَنَّ الحَجِيجَ إذا رأَوْه أَلُّوا في السَّير : أي اجتَهدُوا فيه لِيُدْرِكوا الموقِفَ قاله السُّهَيلِي . أُلَلَةُ كهُمَزَة : ع هكذا في النُّسَخ ومثِلُه في التَّكملة والصَّواب : أُلَالَةُ كثُمَامَة كما في العُباب . والمُعْجَم ومنه قولُ عَمْرِو بن أَحْمَر الباهِلِي :
لو كنتَ بالطَّبَسَين أو بأُلالَةٍ ... أو بَربَعِيصَ مع الجَنانِ الأسْوَدِ وقال نَصْرٌ : أُلالَةُ : موضعٌ بالشام . قلت : وهو صَحيحٌ فإنّ بَربَعِيصَ أيضاً : موضِعٌ مِن أعمال حَلَبَ وقد تقَدّم . وَأَلِلَتْ أَسْنانُه كفَرِح : فَسَدتْ عن اللِّحيانيّ . أَلِلَ السِّقاءُ : أرْوَحَتْ أي تغيَّرَتْ رائحتُه وهو أَحَدُ ما جاء بإظهار التَّضعيف . وألَّلَه أي الشيء تَأْلِيلاً : حَدَّدَهُ أي حَدَّدَ طَرَفَه وحَرفَه قال طَرَفةُ بن العَبد يَصِفُ أذنَيْ ناقَتِه بالحِدَّة والانتِصاب :
مُؤلَّلَتانِ تَعْرِفُ العِتْقَ فِيهِمَا ... كسامِعَتَيْ شاةٍ بحَوْمَلَ مُفْرَدِ وقال خَلَفُ بن خَلِيفةَ :
لَهُ شَوْكَةٌ أَلَّلَتْها الشِّفارُ ... يُؤَلِّفُ قِرْداً إلى قِرْدِهِ وأُذُنٌ مُؤَلَّلةٌ : مُحَدَّدَةٌ منصوبةٌ مُلَطَّفة . والأَلَلَانِ مُحَرَّكةً : وَجْها الكَتِفِ أو اللَّحْمَتانِ المُتطابِقتان في الكَتِف بَينَهما فَجْوَةٌ على وَجْهِ عَظْم الكَتِف يَسِيلُ بينَهما ماءٌ إذا نُزِعَ اللًّحْمُ مِنْها ومُيِّزَتْ إحداهما عن الأُخْرى وهذا قول ابنِ الأعرابيّ . وقالت امرأةٌ مِن العَرب لابنتِها : لا تُهْدِي إلى ضَرَّتِكِ الكَتِفَ ؛ فإنّ الماءَ يَجْرِي بَيْن أَلَلَيها . حكاه الأصْمَعيُّ عن عيسى بن أبي إسحاق . قال الأزهريُّ : وإحدى هاتَيْنِ اللَّحْمَتيْنِ الرُّقَّى وهي كالشَّحْمة البَيضاء تكون في مَرجِعِ الكَتِفِ وعليها أُخْرَى مثلُها تُسَمَّى المَأتَى . والأَلَلُ أيضاً : صَفْحَةُ السِّكِّينِ وهُما أَلَلَانِ وكذا وَجْها كُلِّ شيءٍ عَرِيضٍ . والأَلَلُ : لُغَةٌ في اليَلَلِ لِقِصَرِ الأسنان وإقْبالِها على غارِ الفَمِ نَقله الأزهريُّ عن اللِّحياني وسيأتِي . الإِلَلُ كَعِنَبٍ : القَراباتُ الواحِدةُ : إِلَّةٌ بالكسرِ عن الفَرّاء . الأُلَلُ كَصُرَدٍ : جَمْعُ أُلَّةٍ بالضَّمِّ : لِلرَّاعِيَةِ البَعِيدةِ المَرْعَى عن الرُّعاة عن الفَرّاء
ومِمَّا يُستَدْرَكُ عليه : الأَلِيلَةُ كسَفِينةٍ وا لأَلَلَةُ مُحرَّكةً : الهَوْدَجُ الصَّغِيرُ عن ابن الأعرابيّ . ويُقال : مالَهُ أُلَّ وغلَّ . قال ابنُ بَرِّي : أُلَّ : دُفِعَ في قَفاه وغُلَّ : أي جُنَّ . والأَلَلُ مُحَرَّكةً : الصَّوْتُ . وفي الظَّبيِ أَلَلٌ مُحَرَّكَةً : أي جُدَّةٌ مِن السَّواد في البَياض . وهذا أَمْرٌ إِلِّىٌّ : مَنْسُوبٌ إلى الإِلِّ : هو اللّهُ تَعالَى أو بمَعْنَى الوَحْيِ . والمِئَلَّانِ بالكسر : القَرْنانِ وكانوا في الجاهِليَّة يتَّخِذُون أسَنّةً مِن قُرُونِ البَقَرِ الوَحْشِيّ قال رُؤبَةُ يَصِفُ ثَوْراً :
" إذا مِئَلَّا شَعْبِهِ تَزَعْزَعا
" لِلقَصْدِ أو فِيهِ انحِرافٌ أَوْجَعا وقال أبو عمرو : المِئَلُّ : حَدُّ رَوْقِه وهو مأخوذٌ مِن الألّةِ وهي الحَرْبَة . وقال عبد الوَهّاب : ألَّ فُلانٌ فأطالَ المَسئلة : إذا سَأَلَ وقد أطال الأَلَّ : أي السُّؤالَ . وثَوْرٌ مُؤَلَّلٌ كمُعَظَّمٍ : في لَوْنِه شيءٌ مِن السَّوادِ وسائِرُه أَبيضُ . وقال الزُّبَيرُ بن بَكَّار : الإِلالُ ككِتابٍ : البيتُ الحَرامُ وبه فَسَّر قولَ النابِغَةِ السابقَ . وأَلْأَلُ كعَلْعَلٍ : بَلَدٌ بالجَزِيرة نقله يا قوت . وقال أبو أحمدَ العَسكَرِيُّ : يومُ الأَلِيلِ كأَمِيرٍ : وَقْعةٌ كانت بصَلْعاءِ النَّعام . وأَلْيَلُ كأَحْمَرَ : وادٍ بينَ يَنْبُعَ والعُذَيْبة ويُقال : يَلْيَلُ بالياء أيضاً قال كُثَيرٌ يصِفُ سَحاباً :وطَبَّقَ من نَحْوِ النَّخِيلِ كأنَّهُ ... بأَلْيَلَ لمّا خَلَّفَ النَّخلَ ذامرُ وأَلَّ يَئِلُّ بالكسر لُغةٌ في يَؤُلُّ : بمَعْنَى بَرَقَ عن ابن دُرَيْدٍ . وأَلِيلُ الحَرْبَةِ : لَمَعانُها . ويقال : إنَّه لَمُؤَلَّلُ الوَجْهِ أي : حَسَنُه سَهْلُه عن اللحْيانِيّ كأنَّه قد أُلِّلَ . والأَلِيلَةُ : الحَنِينُ . والأَلَلِيُّ مُحرََّكةً : البُكاءُ والصِّياحُ قال الكُمَيت :
بِضَربٍ يُتْبِعُ الأَلَلِيَّ منه ... فَتاةُ الحَيِّ وَسْطَهُمُ الرَّنِينَا والائْتِلالُ : الوفْقُ وحُشنُ التَّأَتِّي بالعَمَل قال الراجِزُ :
" قامَ إلى حَمْراءَ كالطِّرْبالِ
" فَهَمَّ بالضُّحَى بِلا ائْتِلالِ
" غَمامَةً تَرْعُذ مِن دَلالِ أي : بِلا رِفْقٍ وحُسنِ تَأَت للحَلْبِ ونَصَب الغَمامةَ بِهَمَّ فشبَّه حَلْبَ الَلبنِ بِسَحابةٍ تُمْطِرُ . والأَلِيلَةُ : الدُّبَيلَةُ . ورَجُلٌ مِئَلٌّ كَمِتَل : يَقَعُ في الناسِ عن ابنِ بَرِّيّ . أُلُون بالضّمِّ أهمله الجَوْهرِيّ والصاغانِيُّ وقال ابنُ سِيدَهْ : هو بمَعْنَى ذَؤُو هو جَمْعٌ لا يُفْرَدُ له واحِدٌ مِن لَفْظِه وقِيل : اسمُ جَمْعٍ واحِدُه : ذُو وأُلاتُ : الإناث واحِدُها : ذاتُ . ولا يكونُ إلاَّ مُضافاً كأُولِي الإرْبَةِ والأمرِ والنَّعمةِ والطَّوْلِ والقُوّةِ وا لبَأسِ والعِلْمِ والنُّهَى والأرحامِ والقُربَى والأيْدِي والأبصارِ والألبابِ وكُلُّ ذلك وارِدٌ في القُران . كأن واحِدَه أَلٌ مُخَفَّفةً أَلا تَرَى أنه في الرَّفع واوٌ وفي النَّصب والجَرِّ ياءٌ . فشاهِدُ الرَّفْع قولُه تعالَى : " اسْتَأْذَنَكَ أُولُو الطَّوْلِ " " نَحَنْ أُولُو قُوَّةٍ وَأُولو بَأسٍ " " وأُولُو الأرْحَامِ بَعْضُهُم أَوْلَى بِبَعْضٍ " . وشاهِدُ النَّصْبِ والجَرِّ : قولُه تعالَى : " ذَرْنِي وَالمُكَذِّبِينَ أُولِي النَّعْمَةِ " " لَتَنُوءُ بِالْعُصْبَةِ أُولِي القُوَّةِ " . أمّا أُولُو الأَمْرِ مِن قولهِ تعالَىِ : " أَطِيعُوا الَّلهَ وأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأولِي الأمْرِ مِنْكُمْ " فقِيل : المُرادُ بِهم : أصحابُ رسُولِ اللّهِ صلَّى اللّه عليه وسلَّم ومَن اتَّبَعُهم بإحسانٍ من أهل العِلْم قاله أبو إسحاق . قد قِيل : مَن اتَّبعهم مِن الأُمراء آخِذِين بما يقوله أهلُ العِلْم فطاعتُهم فَرِيضةٌ وجُمْلَة أُولِي الأمرِ مِن المسلمين مَن يقومُ بشأنِهم في أمرِ دِينهم وجميعِ ما أدَّى إلى إصلاحِهم إذا كانوا أُولِي عِلْمٍ ودِينٍ أيضاً . والأمْرُ لفظٌ عامٌّ للأفعالِ والأقوالِ والأَحْوالِ كُلِّها . وقد أعادَ المُصنِّفُ " أُولو " في آخِرِ الكتاب تَبَعاً للجوهريِّ وغيرِه من الأَئمَّة وسيأتي الكلامُ عليه هنالك مفصَّلاً إن شاء اللّهُ تعالى