اِبْتَأسَ [ب أ س ]. (ف: خما. لازم، م. بحرف). اِبْتَأسْتُ، أَبْتَئِسُ، مص. اِبْتِآسٌ. "اِبْتَأَسَ الْمَظْلُومُ" : حَزِنَ، اِغْتَمَّ، اِكْتَأَبَ، حَزِنَ. فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُوا يَعْمَلُون
[هود آية 36] وَقَدْ ظَنَّ أَنِّي ابْتَأَسْتُ لِكَلاَمِهِ".
البَأْس : العَذابُ الشديد كالبَئِس ككَتِف عن ابْن الأَعْرابِيّ . البَأْس : الشِّدَّةُ في الحرب ومنه الحديث : " كُنّا إذا اشتدَّ البَأْسُ اتَّقَيْنا برسولِ الله صلّى الله عليه وسلَّم " يريدُ الخَوف . ولا يكونُ إلاّ مع الشِّدَّة وقال ابنُ سِيدَه : البَأْس : الحَرب ثم كَثُرَ حتى قيل : لا بَأْسَ عليك أي لا خَوْفَ قال قَيْسُ بنُ الخَطِيم :
يقولُ لي الحَدّادُ وَهْوَ يَقودُني ... إلى السِّجْنِ لا تَجْزَعْ فما بكَ من باسِ أراد فما بك من بَأْسِ فخُفِّفَ تَخْفِيفاً قياسيَّاً لا بدَلِيّاً ألا ترى أنّ فيها :
" وتَتْرُكُ عُذْري وهو أَضْحَى من الشمسِ وإن قال الرجلُ لعدُّوِه : لا بَأْسَ عليك فقد أمَّنَه ؛ لأنّه نَفَى البَأْسَ عنه وهو في لغةِ حِمْيَرَ لَباتِ قال شاعرُهم :
تَنادَوْا عندَ غَدْرِهِمُ لَباتِ ... وقد بَرَدَتْ مَعاذِرُ ذي رُعَيْنِ قال الأَزْهَرِيّ : هكذا وَجَدْتُه في كتاب شَمِر . وقد بَؤُسَ الرجلُ ككَرُمَ بَأْسَاً فهو بَئيسٌ : شُجاعٌ شديدُ البَأْسِ حكاه أبو زَيْدٍ في كتاب الهَمْز ولكنه قال : هو بَئِيسٌ على فَعِيل . وبَئِسَ الرجلُ كسَمِع يَبْأَسُ بُؤْساً بالضَّمّ وبَأْسَاً وبَئِيساً كأميرٍ وبُؤْسى وبِئْسى بالضَّمّ والكَسر هكذا في سائر النُّسَخ وصوابُه بَئِيسَى على فَعِيلَى كما في التكملة وأنشد لرَبيعةَ بنِ مَقْرُومٍ الضَّبِّيِّ :
وأَجْزي القُروضَ وَفاءً بها ... بِبُؤْسى بَئِيسَى ونُعْمى نَعِيما قال : ويُروى بَئِيساً بالتنوين إذا افتقَرَ واشتَدَّتْ حاجَتُه فهو بائِسٌ وأنشد أبو عمرو للفرَزدَق :
وبَيْضاءَ من أَهْلِ المدينةِ لم تَذُقْ ... بَئيساً ولم تَتْبَعْ حَمُولَةَ مُجْحِدِ
قال : وهو اسمٌ وُضِعَ مَوْضِعَ المصدرِ . وفي حديثِ الصلاة : " تُقْنِعُ يَدَيْكَ وَتَبْأَس " هو من البُؤْسِ والخُضوع والفَقْر . وفي حديث عمّار : بُؤْسَ ابنِ سُمَيَّةَ كأنّه ترَحَّمَ له من الشدةِ التي يقعُ فيها . قال سيبويه : وقالوا : بُؤْساً له في حدِّ الدُّعاء وهو مما انْتصبَ على إضمارِ الفِعلِ غيرِ المُستَعمَلِ إظْهارُه . وقال أيضاً : البائِس : من الألفاظ المُتَرَحَّمِ بها كالمِسْكين قال : وليس كلُّ صِفةٍ يُتَرَحَّمُ بها وإن كان فيها معنى البائِسِ والمِسكين وقد بَؤُسَ بَآسَةً وبَئِيساً والاسمُ البُؤْسى . وقال ابْن الأَعْرابِيّ : يقال : بُوساً وتُوساً وجُوساً له بمعنىً واحدٍ . والبَأْساء : الشّدَّة قال الأخفشُ بُنِيَ على فَعْلاء وليس له أَفْعَلُ ؛ لأنّه اسمٌ كما قد يجيءُ أَفْعَلُ في الأسماءِ ليس معه فَعْلاء نحو أحمد والبُؤْسى : خِلافُ النُّعْمى قال الزَّجَّاج : البَأْساء والبُؤْسى : من البُؤْس قال ذلك ابنُ دُرَيْد وقال غيرُه : هي البُؤْسى والبَأْساء : ضدُّ النُّعْمى والنَّعْماء وأمّا في الشَّجاعةِ والشِّدَّةِ فيُقال : البَأْس . والأَبْؤُس : جمعُ بُؤْس من قولهم : يَوْمُ بُؤْسٍ ويوم نُعْمٍ كذا قيل والصحيحُ أنّه جَمْعُ بائِس كما يأتي . والأَبْؤُس أيضاً : الداهيَةُ ومنه المثَل : عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً أي داهيةً قال ابنُ برِّيّ : صوابُه أن يقول : الدَّواهي لأنّ الأَبْؤُس جمعٌ لا مُفرَد وكذلك هو في قولِ الزَّبَّاء : عسى الغُوَيْرُ أَبْؤُساً هو جمعُ بَأْس مثل كَعْبٍ وأَكْعُبٍ وفَلْس وأَفْلُس في القِلَّة وأما بابُ فُعْلٍ فإنّه يُجمَع في القِلَّةِ على أَفْعَالٍ نحو : قُفْلٍ وأَقْفَالٍ وبُرْدٍ وأَبْرَادٍ وقد أَبْأَسَ إبْآساً ومنه قولُ الكُمَيْت :
قالوا أساءَ بَنو كُرْزٍ فقلتُ لهمْ ... عَسى الغُوَيْرُ بإبْآسٍ وإغْوارِ قال ابْن الأَعْرابِيّ : يُضرَبُ هذا المثَلُ للمتَّهَمِ بالأمرِ وقال الأَصْمَعِيّ : لكلِّ شيءٍ يُخافُ أن يأتي منه شَرٌّ وقد تقدّم ذلك مَبْسُوطاً في غور . والبَيْأَس كَفَيْعَل : الشديدُ . البَيْأَس : الأَسَد كالبَيْهَس ؛ لشِدَّتِه . وعَذابٌ بِئْسُ بالكَسْر وبَئيسٌ كأميرٍ وبَيْأَسٌ كَجَيْأَلٍ : شديدٌ وفي التنزيل العزيز : " بعَذابٍ بَئيسٍ بما كانوا يَفْسُقون " قرأ أبو عمرو وعاصِمٌ والكسائيُّ وحَمزةُ : " بعَذابٍ بَئيسٍ " كأمير وقرأ ابنُ كَثيرٍ : " بِئِيس " على فِعِيل بالكَسْر وكذلك قَرَأَها شِبْلٌ وأهلُ مكَّةَ وقرأ ابنُ عامرٍ بِئْسٍ على فِعْلٍ بالهمزة والكسر وقرأها نافعٌ وأهلُ المدينةِ بِيِس بغيرِ همزة . وبِئْسَ مَهْمُوزٌ : فِعلٌ جامِعٌ لأنواعِ الذَّمِّ وهو ضدُّ نِعْمَ في المَدح إذا كان مَعَهُما اسمُ جِنسٍ بغيرِ ألفٍ ولامٍ فهو نَصْبٌ أبداً فإذا كانت فيه الألفُ واللامُ فهو رَفْعٌ أبداً وذلك قولُه : نِعْمَ الرجلُ زَيْدٌ أو بِئْسَ رجُلاً زَيْدٌ وهو فِعلٌ ماضٍ لا يَتَصَرَّف ؛ لأنّه أُزيلَ عن مَوْضِعه وكذلك نِعْمَ فبِئْسَ : منقولٌ من بَئِسَ فلانٌ إذا أصابَ بُؤْساً ونِعْمَ من نَعِمَ فلانٌ إذا أصابَ نِعمَةً فنُقِلا إلى المَدحِ والذّمِّ فَتَشَابَها بالحُروف فلم يَتَصَرَّفا . وقال الزّجَّاج : بِئْسَ إذا وَقَعَتْ على ما جُعِلَتْ ما معها بمنزلةِ اسمٍ مَنْكُورٍ لأنّ بِئْسَ ونِعمَ لا يَعْمَلان في اسمٍ عَلَمٍ وإنّما يَعْمَلان في اسمٍ منكور دالٍّ على جِنْسٍ وفيه لغاتٌ أربعة تُذكَرُ في نِعْمَ إن شاء اللهُ تعالى . وبَناتُ بِئْسٍ بالكَسْر : الدَّواهي . والمُبْتَئِس : الكارِه والحزين قال حسّانُ بنُ ثابتٍ رضي الله تعالى عنه :
ما يَقْسِمُ اللهُ أَقْبَلْ غَيْرَ مُبْتَئِسٍ ... منه وأَقعُدُ كَريماً ناعِمَ البالِأي غيرَ حزينٍ ولا كارِهٍ قال ابنُ برِّي : الأَحسنُ فيه عندي قولُ من قال : إنّ مُبْتَئِساً مُفْتَعِلٌ من البَأْسِ الذي هو الشّدَّة ومنه قولُه سبحانَه وتعالى : " فلا تَبْتَئِسْ بما كانوا يَفْعَلون " أي فلا يَشْتَدَّ عليكَ أمرُهم فهذا أصلُه ؛ لأنّه لا يقال : ابْتَأَسَ بمعنى كَرِهَ وقال الزّجَّاج : المُبْتَئِسُ : المِسكينُ الحزين ومنه الآيةُ أي لا تَحْزَنْ ولا تَسْتَكِنْ . وقال أبو زَيْد : اسْتَبْأَسَ الرجلُ : إذا بَلَغَه شيءٌ يَكْرَهه . والتَّباؤُس بالمَدِّ ويجوزُ التَّبَؤُّس بالقَصْرِ والتشديد وهو التَّفاقُر عندَ الناس هو أن يُرِيَ تَخَشُّعَ الفقراءِ إخْباتاً وتَضرُّعاً وقد نُهِيَ عنه ومنه الحديث : " كان يَكْرَهُ البُؤْسَ والتَّباؤُسَ " يعني عندَ الناس . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : البَأْساء : اسمٌ للحربِ والمَشَقَّةِ والضرب قاله الليث . والبَأْس : الخوف . والمَبْأَسَة كالبُؤْس قال بِشْرُ بنُ أبي خازِمٍ :
فأَصْبَحوا بعد نُعْماهُم بمَبْأَسَةٍ ... والدهرُ يَخْدَعُ أَحْيَاناً فيَنْصَرِفُ والبَأْساءُ : الجُوع قاله الزَّجّاج . وأَبْأَس الرجلُ : حلَّتْ به البَأْساء قاله ابْن الأَعْرابِيّ . والبائِس : المُبْتَلى وجمعُه بُوسٌ بالضَّمّ قال تأَبَّطَ شَرَّاً :
قد ضِقْتُ ذَرْعَاً من حُبِّها ما لا يُضَيِّقُني ... حتى عُدِدْتُ من البُوسِ المَساكينِ والبائسُ أيضاً : النازلُ به بَلِيَّةٌ أو عُدْمٌ يُرحَمُ لما به عن ابْن الأَعْرابِيّ . والبَؤُوسُ كصَبُورٍ : الظاهرُ البُؤْس . وعذَابٌ بَيْئِسٌ كسَيِّدٍ : شديدٌ هَمْزَتُه مُنقلِبة . والأباس كالصفار : الدَّواهي . وقال الصَّاغانِيّ : ابْتَئِسْ هذا الأمرَ أي اغْتَنِمْه نَقَلَه ابنُ عَبّادٍ