وَاِتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً...
وَاِتَّخَذَ اللهُ إِبْراهِيمَ خَلِيلاً(قرآن). 2. "اِتَّخَذَ مَوْقِفاً مُعَارِضاً" : اِعْتَمَدَ. "اِتَّخَذَ التَّدَابِيرَ اللاَّزِمَةَ" "اِتَّخَذَ قَرَاراً فِي حَقِّهِ".
تَخِذَ يَتْخَذُ كعَلِم يَعْلَم يَعنِي أَنّ التاءَ أَصْلِيَّة وأَنها كَلِمَةٌ مُسْتَقِلَّة ولو قال : تَخِذَ كعلِمَ لكان أَخْصَرَ وأَدَلَّ على المُرَاد بمِعْنَى أَخَذَ تَخَذاً مُحَرَّكَةً وتَخْذاً الأَخيرة عن كُراعَ وقُرِيءَ " لَوْ شِئْتَ لَتَخِذْتَ عَلَيْهِ أَجْراً " بكسر الخاء ولاَ تَّخَذْتَ قال الفرَّاءُ : قَرَأَ مُجَاهِدٌ لَتَخِذْتَ قال أَبو منصور : وصَحَّت هذه القَرَاءَةُ عن ابنِ عبَّاس وبها قرأَ أَبو عَمْرِو بنُ العلاء وقال أَبو زَيْدٍ وكذلك هو مكْتُوبٌ في الإِمَام وبه يَقْرَأُ القُرَّاءُ ومن قَرأَ : لا تَّخَذْتَ بالأَلف وفتح الخاءِ فإِنه يُخَالِف الكِتَاب وهو أَي اتَّخَذَ افْتَعَلَ مِنْ تَخِذَ فاُدْغِم إِحدَى التاءَيْنِ في الأُخْرَى وهما التاءُ الأَصْلِيُّ وتاءُ الافتِعَالِ قال المُصنّف في البصائر : وهذا قولٌ حَسَنٌ ودَلِيله ما قاله ابنُ الأَثيرِ في شَرْحِ جامِع الأُصول ولم يَتَعَرَّض له في النِّهاية ما نَصُّه : ولَيْسَ من الأَخْذِ في شَيْءٍ فإِن الافتِعَالَ مِن الأَخْذِ ائْتَخَذَ . بهمزتينِ على قِيَاس ائْتَمَرَ وائْتَمَنَ لأَنَّ فاءَه هَمْزَةٌ والهَمْزَةُ لا تُدْغَم في التاءِ خلافاً لقولِ الجَوْهَرِيِّ وهو ما نَصُّه : الاتِّخَاذُ افْتِعَال من الأَخْذِ إِلاَّ أَنّه أُدْغِمَ بعد تَلْيِينِ الهمزةِ وإِبْدَالِ الياءِ تاءً ثم لمَّا كَثُرَ استعمالُه بِلَفْظِ الافتعالِ تَوَهَّمُوا أَصالَة التاءِ . فَبَنَوْا منه فَعِلَ يَفْعَلُ . قالُوا تَخِذَ يَتْخَذُ قال ابنُ الأَثِير : وأَهْلُ العربِيَّةِ على خِلافِهِ أَي خِلافِ ما قاله الجوهرِيُّ وهذه العبارَةُ هكذا في نُسْختنا وفي غيرِهَا كذلك ويوجد في بعْضِ النُّسخ هكذا : وهو افْتَعَل مِنْ تَخِذَ فأَدْغَم إِحدى التاءَين في الأُخرى وليس هو من أَخَذ لأَن الافتعال منه ائْتَخَذ لأَن فاءَه همزة وهي لا تدغم في التاءِ . ابنُ الأَثير : وهذا ما عَليه أَهلُ العَرَبِيَّة خِلافاً لما قاله الجوهَرِيُّ وهي قَريبةٌ من الأُولى قال شيخُنا : ابنُ الأَثير ليس مِمَّن يُرَدُّ به كَلاَمُ الجوهريِّ بل وأَكْثرُ أَئمَّةِ اللُّغة بل كَلامُه حُجَّةٌ عليهم لأَنه أَعْرف ودَعْوَى تَلْيِينِ الهمزةِ كما اختاره هو وغَيْرُه أَوْلَى وأَصْوَبُ من مادَّةٍ غيرِ ثابتةٍ في الدَّواوينِ المَشْهُورةِ وأَنْكَرَها الزَّجَّاجِيُّ بالكُلِّيَة وإِن أَثبتَها أَبو عليٍّ الفارِسيُّ واستدلَّ بقراءَةِ تَخِذْتَ مُخَفَّفاً وغير ذلك فقد نَازعوه وكلامٌ ابنِ مالكٍ صَرِيحٌ في أَنَّ مِثلَه شاذٌّ وأَثبتوا منه : اتَّزَرَ من الإِزار واتَّمَن من الأَمن واتَّهَل من الأَهْلِ وغير ذلك مما هو مبسوط في شروح التسهيل وأَشار إِليه ابنُ أُمِّ قاسمٍ في شرح الخُلاصة ثم قال : وبعْدَ صِحَّةِ ثَبوتهِ وتَسليمِ دَعْوَى أَبي عَلِيٍّ الفارِسيّ وَحْدَه وقَبُولِ اسْتِدْلالِه بالآيةِ . وقَوْل الشاعِر :
" وقَدْ تَخِذَتْ رِجْلِي إِلَى جَنْبِ غَرْزِهَانَسِيفاً كَأُفحُوصِ القَطَاةِ المُطَرِّقِ فَلا يَلْزَم الجوَهرِيَّ وَمَنْ وافقه اتِّبَاعُه بل يَجْرِي على قاعِدَته التي حَرَّرَهَا من التَّلْيِينِ بل صَرَّحُوا بأَنَّه وارِدٌ في هذا اللفظِ نفسِه كاتَّزَرَ وما ذُكِرَ معه وإِن كان شاذًّا فلا يَقدَح لك في ثُبُوتهِ واستعماله والله أَعلم ثم قال شَيْخُنَا نقلاً عن بعضِ حواشِيه : أَصْلُ اتَّخذَ بهمزتَيْنِ فأُبدِلت الهَمْزةُ الثانيةُ تاءً كما قالوا في ائْتمن وائْتزر والقياس إِبدالُها ياءً وورد هذا مع أَلفاظٍ شُذُوذاً وقيل : أُبدِلَتْ واواً ثم تاءً على القياس وقيل : الأَصل اوْتَخَذ أُبدِلت الواوُ تاءً على اللغَةِ الفُصْحَى لأَن فيه لُغَةً قَلِيلَةً أَنه يقال : وَخَذَ بالوَاو كما حكاه ابنُ أَمِّ قاسمٍ وغيرُه تَبعاً لأَبي حَيَّان وقد أَغفَلَه صاحِبُ القامُوس مع أَنه وَاردٌ مذكورٌ مشهورٌ أَعْرَفُ من تَخِذَ انتهى