" الحَوْضُ م " مَعْرُوف وهو مُجْتَمَعُ الماءِ . وحَوْضُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسلَّم الَّذِي يَسْقِي منه أُمَّتَهُ يَوْمَ القِيَامَةِ حَكَى أَبُو زَيْدٍ : سَقَاكَ اللهُ بِحَوْضِ الرَّسُولِ ومِنْ حَوْضِهِ . " ج حِيَاضٌ وأَحْوَاضٌ " . قال رُؤْبَةُ :
" أَنْتَ ابْنُ كُلِّ سَيِّدٍ فَيّاضِ
" جَمِّ السِّجَالِ مُتْرَع الحِيَاضِ واختُلف في اشْتقَاقه فقِيل : " مِنْ حَاضَتِ المَرْأَةُ " حَيْضاً إِذَا سَالَ دَمُهَا وسُمِّيَ به لأَنَّ المَاءَ يَحِيضُ إِلَيْه أَي يَسِيلُ . قال الأَزْهَرِيّ : والعَرَبُ تُدْخِلُ الْوَاوَ على الْيَاءِ والْيَاءَ على الْوَاوِ لأَنَّهما من حَيِّز وَاحِد وسَيَأْتي الكَلامُ عليه قَرِيباً . قِيلَ : " مِنَ حَاضَ المَاءَ " يَحُوضُه حَوْضاً إِذا " جَمَعَه " وحَاطَه . حَاضَ يَحُوضُ " حَوْضاً : اتَّخَذَهُ " . " وحَوْضُ الحِمَارِ : سَبٌّ أَي مَهْزُومُ الصَّدْرِ " نَقَلَهُ الصَّاغَانِيّ وهو مَجَازٌ . " وذُو الحَوْضَيْن " : لَقَبُ " عَبْدِ المُطَّلِب واسمُه شَيْبَةُ أَو عَامِرُ بنُ هاشِم " بنِ عَبْد مَنَافٍ شَيْخ البَطْحَاءِ قال عَلِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْه :
" أَنا ابنُ ذِي الحَوْضَيْنِ عَبْدِ المُطَّلِبْ ذُو الحَوْضَيْن " الحَسْحَاسُ ابنُ " - هكَذَا في النُّسَخ والصَّوابِ - مِنْ " غَسَّان " كما في العُبَابِ والتَّكْمِلَة . " وحَوْضَى كسَكْرَى : ع " كما في الصّحاح والعُبَاب وأَنْشَدَ لأَبِي ذُؤَيْب :
" مِن وَحْشِ حَوْضَى يُرَاعِي الصَّيْدَ مُنْتَبِذاًكأَنَّهُ كَوْكَبٌ في الجَوِّ مُنْحَرِدُ قُلتُ : وقِيلَ : إِنّ حَوْضَى مَدِينَةٌ باليَمَن . وقال اليَعْقُوبيُّ : حَوْضَى : مَدِينَةُ المَعَافِرِ . قال ابنُ بَرّيّ : ومِثْلُه لِذِي الرُّمَّة :
كَأَنَّا رَمَتْنَا بالعُيُون الَّتِي نَرَى ... جَآذِرُ حَوْضَى من عَيُونِ البَرَاقِعِ وأَنْشَدَ ابنُ سِيدَه :
أَوْذِي وُشُومٍ بحَوْضَى بَاتُ مُنْكَرِساً في ليِلَةٍ من جُمَادَى أَخْضَلَتْ دِيَمَا والَّذِي في المُعْجَم أَنّ حَوْضَى : جَبَل في دِيَار " بَنِي " كِلاَبٍ يُقَالُ لَه حَوْضَى الماءِ وهناك آخَرُ يُقال له حَوْضَى الظِّمْءِ لطَهْمَانَ بْنِ عَمْرِو بْنِ سَلَمَةَ بْنِ سَكَنِ بنِ قُرَيْطِ ابنِ عُبَيْدِ بنِ أَبِي بَكْرِ بْنِ كِلاب . وقيل : حَوْضَى : اسمُ ماءٍ لَهُم يُضِيفُون إِليه الهَضْبَ . " وأَبُو عَمْرٍو " هكذَا في النُّسَخ بالوَاوِ وصَوَابُه أَبو عُمَرَ واسمُه حَفْصُ بنُ عُمَرَ بْنِ الحَارِث بْنِ عُمَرَ ابْنِ سَخْبَرَةَ النَّمَرِيّ " الحَوْضِيُّ ثِقَةٌ م " مَشْهُورٌ من أَهْلِ البَصْرَة رَوَى عن شُعْبَةَ وأَبَان وهِشَامٍ الدَّسْتَوَائيّ والمُبَارَكِ بنِ فضَالَةَ وهَمَّامٍ ويَزِيدَ بْن إِبْرَاهيم وعَنْه البُخَارِيّ وجَمَاعَةٌ وآخِرُهُم أَبو خَلِيفَةَ الفَضْلُ بنُ الحُبَابِ الجُمَحِيّ أَوْرَدَه ابنُ المُهَنْدِس في الكُنَى مُخْتَصَراً وابنُ السَّمْعَانِيّ مُطَوَّلاً ولم يَذْكُرُوا النِّسْبَةَ إِلَى مَاذَا . قال ابنُ الأَثِير : نِسْبَة إِلى الحَوْضِ وقال غَيْرُهُ إِلَى حَوْضَى مَدِينَة باليَمَن . المُحَوَّضُ " كمُعَظَّمٍ : شَيْءٌ كالحَوْضِ يُجْعَلُ للنَّخْلَة تَشْرَبُ مِنْه " نَقَلَه الجَوْهَرِيّ ومنه حَدِيثُ أُمِّ إِسْمَاعِيلَ عَلَيْهِ السَّلامُ : " لَمَّا ظَهَرَ لهَا ماءُ زَمْزَمَ جَعَلَتْ تُحَوِّضُهُ " أَي تَجْعَلُه حَوْضاً يَجْتَمِعُ فيه الماءُ . وفي المُحْكَم : المُحَوَّضُ : ما يُصْنَعُ حَوَالَيِ الشَّجَرَةِ عَلَى شَكْلِ الشَّرَبَةِ قَال :
" أَمَا تَرَى بِكُلِّ عَرْضٍ مُعْرِضِ
" كُلَّ رَدَاحٍ دَوْحَةِ المُحَوَّضِ " واستَحْوَضَ الماءُ " : اجْتَمَعَ كَمَا في الصّحاح . وفي اللّسَان والعُبَابِ : " اتَّخَذَ لِنَفْسِه حَوْضاً " . من المَجَاز : " أَنا أَحَوِّضُ لَكَ هذَا الأَمْرَ " . كَذَا في النُّسَخِ وهو غَلَطٌ والصَّوَابُ حَوْلَ ذلِكَ الأَمْرِ كما في الصّحاح والعُبَابِ واللِّسَان " أَي أَدُورُ حَوْلَهُ " مثْل أُحَوِّطُ حَكَاه الجَوْهَرِيّ عن يَعْقُوبَ . ويُرْوَى عن الأَصْمَعِيّ مِثْلُهُ . ويُقَال أَيْضاً : فُلانٌ يَحُوضُ حَوْلَ فُلانَةَ أَي يَدُورُ حَوْلَهَا يُجَمِّشُهَا كما في الأَسَاسِ . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : حَوْضُ الرَّسُولِ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّمَ هو الكَوْثَرُ اللّهُمَّ اسْقِنَا مِنْه مِنْ غَيْرِ سَابِقَةِ عَذَابٍ ويُجْمَعُ الحَوْضُ أَيْضاً على حِيضانٍ . وحَوَّضَ الماءَ تَحْوِيضاً : حَاطَهُ . والتَّحْوِيضُ : عَمَلُ الحَوْضِ . والاحْتِيَاضُ : اتِّخَاذُه عن ثَعْلَب . وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ :
طَمِعْنَا في الثَّوَابِ فكَانَ جَوْراً ... كمُحْتَاضٍ على ظَهْرِ السَّرَابِ وحَوْضُ المَوْتِ : مُجْتَمَعُهُ على المَثَلِ والجَمْع كالجَمْع . والمُحَوَّضُ : الحَوْضُ بنَفْسِه . وفي الحَدِيث : ذكر حَوْضَاءَ بالفَتْح والمَدّ : مَوْضِعٌ بَيْنَ وَادِي القُرَى وتَبُوكَ مِنْ مَنَازِلهِ صَلَّى الله عَلَيْه وسَلَّم . ضَبَطَهُ ابنُ إِسْحَاقَ هكَذَا وقَدْ سَبَقَ له ذِكْرُهُ في " ح و ص " . " ويُقَال : مَلأَ حَوْضَ أُذُنِهِ بكَثْرَةِ كَلاَمِهِ وهو صَدَفَتُهَا وهو مَجَازٌ . وانْصَبَّ عليهم حَوْضُ الغَمَامِ وحِيَاضُهُ وهو مَجَازٌ أَيْضاً . وحِيَاضُ المَوْصِليّ : مَحَلَّةٌ بمِصْرَ مَشْهُورَةٌ . وحِيَاضُ الدَّيْلَمِ انْظُرْهُ في " د ح ر ض " . والأَحْوَاضُ : أَمْكِنَةٌ تَسْكُنُهَا بَنُو عَبْدِ شَمْسِ بْنِ سَعْدِ بْنِ زَيْدِ مَنَاةَ بْنِ تَمِيم