إِنَّ اللَّهَ بِعِبَادِهِ لَخَبِيرٌ بَصِيرٌ(قرآن).
العَبْدُ : الإِنسانُ حُرّاً كانَ أَو رَقيقاً كذا في المُحْكَم والمُوعِب كَأَنَّه يُذْهَبُ بذلك إلى أَنه مَرْبُوبٌ لبارِئه جل وعز . وقال ابن حَزْمٍ : العَبْدُ يُطْلَقُ على الذَّكَرِ والأُنْثَى والعَبْدُ : المَمْلُوكُ خلافُ الحُرِّ . وعبارة الأَساس : العَبْدُ : الإِنسان وضِدُّه الحُرُّ . قال سيبويه : هو في الأَصل صِفَةٌ قالوا : رَجُلٌ عَبْدٌ ولكنه استُعْمِل استِعْمَالَ الأسماءِ كالعَبْدَلِ اللامُ زائدة كما صَرَّحُوا ج : عَبْدُونَ أَي كجَمْعِ المذكَّرِ السّالمِ نظراً إلى أَنه وَصْفٌ كما مرَّ عن سيبويه وصَرَّحَ به بعضُ شُرَّاح الفَصيح وعَبِيدٌ مثل كَلْبٍ وكَلِيبٍ ومَعْز ومَعِيزٍ . قال الجوهريُّ : وهو جمعٌ عَزِيزٌ . قال شيخُنَا : ووقعَ خِلافٌ فيه بين أَهْلِ العربيةِ هل هو جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْعٍ : وأَوضَحه الشيخُ ابنُ مالكٍ وقال : إِنه وَردَ في أَوزانِ الجموع فَعِيلٌ إِلاَّ أَنَّهُم تارةً عاملوه مُعامَلةَ الجُمُوعِ فأَنَّثُوه كالعَبِيدِ وتارةً عامَلُوه معاملةَ أَسماءِ الجُموعِ فذَكَّروه كالحَجِيج والكَلِيب . وأَعْبُدٌ كفَلْسٍ وأَفْلًسٍ وعِبَادةٌ بالكسر ولا يأْباهُما القِيَاسُ وعُبْدانٌ بالضّمّ كتَمْرٍ وتُمْرَان . وأَنشد اللحيانيُّ في النوادر :
حَتَّامَ يُعْبِدُنِي قَوْمِي وقد كَثُرَتْ ... فيهمْ أَباعِرُ ما شاءُوا وعُبْدانُ وعِبْدانٌ بالكسر كجَحْش وجِحْشانٍ . وعِبِدَّانٌ بكسرتين مُشَدَّدةَ الدَّالِ قال شَمِرٌ : ويقال للعَبِيد : مُعْبَدَةٌ وأَنْشَدَ للفرزدق :
وما كانتْ فُقَيْمٌ حَيْثُ كانَتْ ... بيَثْرِبَ غيرَ مَعْبَدَةٍ قُعُودِ
قال الأَزهريّ : ومَعْبَدةٌ جمع العَبْدِ كمَشْيَخَةٍ جمع الشَّيْخِ ومَسْيَفَةٍ جمع السَّيْف . وجعله ابن سِيده : اسمَ الجمْع . ومَعَابِدُ ومنهم من جَعله جمْعَ مَعْبَدةٍ كمَشْيَخَة فهو جمْعُ الجمْع . وعِبِدَّاءُ بكسر العين والباءِ وشَدِّ الدال ممدوداً نقله صاحِبُ المُوعِب عن سيبويه وعِبِدَّى مقصوراً عن سيبويه أَيضاً وخصَّ بعضُهم بالعِبِدَّي : العَبِيدَ الذين وُلِدُوا في المِلْك . والأُنثَى عَبْدَة . وقال اللَّيث : العِبِدَّى : جماعةُ العَبيدِ الذين وُلِدُوا في العُبُودِيَّةِ تعبيدةٌ ابنَ تُعْبِيدة أَي في العُبُودِيَّةِ إلى آبائِهِ . قال الأَزهَرِيُّ : هذا غَلطٌ يقال : هؤلاءِ عِبِدَّي اللهِ أَي عِبَادُه وفي الحديث الذي جاءَ في الاستِسْقاءِ هؤلاء عِبِدَّاكَ بفِنَاءِ حَرَمَكِ . وفي حديث عامرِ بن الطُّفَيْل : أَنَّه قال للنبي صلى الله عليه وسلم ما هذه العِبِدَّى حَولَك يا محمدُ أَراد فقراءَ أَهْلِ الصُّفَّةِ وكانوا يقولون : اتَّبَعَهُ الأَرْذَلُونَ . وعُبُدٌ بضمتين مثل سَقْفٍ وسُقُفٍ وأَنشد الأَخفشُ :
انسُبِ العَبْدَ إلى آبائِهِ ... أَسْوَدَ الجِلْدَةِ من قَوْمٍ عُبُدْ ومنه قَرأَ بعضُهم : " وعُبُدَ الطَّاغُوتِ " كذا في الصحاح . وعَبُدٌ بفتح فضم كَنَدُسٍ وبه قرأ بعضُ القُرَّاءِ " وعَبُدَ الطَّاغُوتِ " بفتح العين وضم الباءِ وفتح الدال وخفض الطَّاغُوتِ " بفتح العين وضم الباء وفتح الدال وخفض الطَّاغوتِ . قال ابن القَطَّاع في كتاب الأَبنية له : ولا وَجْهَ له في العَرَبِيّة وقيل : عَبُدٌ واحدٌ يَدُلُّ على جماعة كما تقول حَدُثٌ المعنى : وخادِمَ الطَّاغوتِ وقل معناه : وخدم الطَّاغوتِ قال : وليس هو بجمعٍ لأَن فَعْلاً لا يُجْمَع على فَعُل وإِنما هو اسمٌ بُنِيَ على فَعُلٍ مثل حَذُرٍ كما قاله الأَخفش قال الأَزهَرِيُّ : وأَما قول أَوْس بن حَجَرٍ :
أبَنِي لُبَيْنَى لستُ مُعْتَرِفاً ... لِيَكُونَ ألأَمَ مِنكُم أَحَدُ
أَبَنِي لُبَيْنَى إِنَّ أُمَّكُمُ ... أَمَةٌ وإِنَّ أَباكُمُ عَبُدُ فقال الفراءُ : إنما ضمَّ الباءَ ضرورةً وإنما أراد عَبْدُ ؛ لأَن القصيدةَ من الكاملِ وهي حَذَّاءُ . قال شيخُنا : فتنظيرُ المصنِّفِ عَبُداً بِنَدُسٍ مَحَلُّ نَظَرٍ . ومَعْبُوداءُ بالمَدِّ عن يعقوبَ في الأَلفاظ جج أَي جمْع الجمْعِ : أَعابِدُ جمْع أَعْبُدٍ قال أَبو دُوَاد الإِياديُّ يصف ناراً :
لَهَنٌ كنارِ الرَّأْسِ بال ... عَلْياءِ تُذْكِيهَا الأَعابدْ فغاية ما ذكَره المصنِّف من جموع العَبْدِ : خمسةَ عَشَرَ جَمْعاً . وزاد ابن القطَّاع في كتاب الأَبنية : عُبُداءُ بضمتين ممدوداً وعَبَدَة محركَةً ومَعْبُودَى مقصوراً وأَعبِدة بكسر الموحَّدة وأَعْبَاد وعُبُود وعُبَّد بضم فموحّدة مشدَّددة مفتوحَة وعُبَّاد على وَزْنِ رُمَّان وعِبَّاد بكسر فتشديد وعِبِدَّة بكسر العين والباءِ وتشديد الدّال . فهذه عشرةُ أَوْجُهٍ صار المجموع خمسةً وعشرين وَجْهاً . وزاد بعضٌ : العُبُودَة كصَقْر وصُقُورة . وقد جَمَعَ الشيخُ ابن مالكٍ هذه الجموعَ مختَصِراً في قوله :
عِبادٌ عَبِيدٌ : جمْع عَبْدٍ وأَعْبَدٌ ... أَعابِدُ مَعْبُوداءُ مَعْبَدَةٌ عُبُدْ
كذلِك عُبْدَانٌ وعِبْدَانٌ اثْبِتَنْ ... كذَلكَ العِبِدَّي وامدُدِ إِن شِئتَ أَن تَمُدّ واستَدركَ عليه الجلالُ السُّيوطيُّ في أَوّلِ شَرْحِه لعُقُود الجُمَانِ ققال :
وقد زِيدَ : أَعْبَادُ عُبُودٌ عِبِدَّةٌ ... وخَفِّفْ بِفَتْحٍ والعِبِدَّانُ إِن تَشُدّ
وأَعْبِدةٌ عَبْدُون ثُمَّتَ بَعْدَهَا ... عَبِيدُونَ مَعْبُودَى بِقَصْرٍ فخُذْ تَسُدْ وزاد الشيخُ سَيِّدي المَهديُّ الفاسيُّ شارحُ الدَّلائل قوله :
ومَا نَدُساً وازَاى كذَاكَ مَعَابِدٌ ... بِذَيْنِ تَفِي عِشْرِينَ واثْنَيْنِ إِن تَعُدّ قال شيخنا : وأَجْمَعُ ما رأَيْتُ في ذلك لبعض الفضلاءِ في أَبيات :
جُمُوعُ عَبْدٍ عُبُودٌ أَعْبُدٌ عُبُدٌ ... أَعابِدٌ عُبَّدٌ عَبْدُونَ عُبْدَانُعُبْدٌ عِبِدَّى ومَعْبودَأ ومدُّهُما ... عِبِدَّةٌ عَبُدٌ عُبَّادُ عِبْدانُ
عَبِيدٌ اعْبِدةٌ عِبَّادُ مَعْبَدةٌ ... مَعَابِدٌ وعَبِيدُونَ العِبِدَّانُقال شيخنا : وللنظرِ مَجالٌ في بعض الألفاظِ : هل هي جموعٌ لِعَبْدٍ أَو جموعٌ لبعضِ جموعِهِ كأَعابِدَ ومَعَابِدَ . ويُنْظَر في عَبيدونَ فإن الظاهرَ أَنه جَمعٌ لعَبِيد والعَبِيدُ جمع لِعَبْدٍ فيبقى النظر في جمْعِهِ جَمْعَ مذكرٍ سالماً فإن هذا غيرُ مَعْرُوفٍ في العربية جمع تكسيرٍ يُجْمَعُ جَمْعَ سلامةٍ والعَبْدُونَ كأنه اعتبر فيه معنى الوَصْفِيَّةِ التي هي الأَصْلُ فيه عِنْدَ سيبويه وغيره . والعَبْدِيَّةُ حكاه صاحب المُوعب عن الفَرّاءِ والعُبُودِيّةُ والعُبُودَةُ بضَمِّهِما والعِبَادَةُ بالكسر : الطاعةُ . وقال بعضُ أئمة الاشتقاقِ : أَصلُ العُبُودِيّةِ : الذُّلُّ والخُضُوعُ . وقال آخَرُونَ : العُبُودَةُ : الرِّضا بما يَفْعَلُ الرَّبُّ والعِبَادَةُ : فِعْلُ ما يَرْضَى به الرَّبُّ . والأَوّلُ أَقوى وأَشَقُّ فلذا قِيلَ : تَسْقُطُ العِبَادةُ في الآخِرَةِ لا العُبُودةُ لأن العُبودَةَ أن لا يرى مُتَصِرِّفاً في الدَّارَيْنِ في الحقيقةِ إلا الله . قال شيخنا : وهذا مَلْحَظٌ صُوفِيٌّ لا دَخْلَ للأَوْضَاعِ اللُّغَوِيَّةِ فيه . وفي اللسان : ولا فِعْلَ له عند أَبي عُبَيْد . قلت : وهو الذي جَزَم به أَكثَرُ شُرّاحِ الفَصِيح . وحكَى اللحياني : عَبُد عُبُودَةً وعُبُودِيَّةً . قلت : وأَوضحُ منه قول ابن القطاع في كتاب الأَفعال فقالك عَبُد العَبْدُ عُبُودَةً وعُبُودِيَّةَ وأَما عَبَدَ الله فَمَصْدَرهُ : عِبَادَة وعُبُودة وعُبُودِيّة أَي أَطاعه . وفي اللسان : وعَبَد اللهَ يَعبُده عِبادَةً ومَعْبَداً : تَأَلَّه له . وقال الأَزهريُّ : اجتمعَ العامَّةُ على تَفْرِقَةِ ما بين عِبادِ اللهِ والممالِيكِ فقالوا : هذا عَبْدٌ من عِبادِ اللهِ وهؤلاء عَبِيدٌ مماليكُ . قالك ولا يُقال عَبَدَ يَعْبُدُ عِبادةً إلاَّ لمَن يَعْبُد اللهَ ومن عَبَدَ دُونَهُ إِلهاً فهو من الخاسِرِينَ قال : وأَما عَبْدٌ خَدَمَ مَوْلاهُ فلا يُقال عَبَدَهُ . قال الليث : ويقال للمُشْركينَ : هم عَبَدَةُ الطَّاغُوتِ ويقال للمُسْلِمين : عِبَادُ اللهِ يَعْبُدونَ اللهَ . وقال اللهُ عزَّ وجَلَّ : " اعبُدُوا رَبَّكُمْ " أَي أَطيعوا رَبَّكُمْ . وقوله " إِيّاكَ نَعْبُدُ وإِيَّاك نَسْتَعِينُ " أَي نُطِيعُ الطّاعَةَ التي يُخْضَع مَعَهَا قال ابنُ الأَثير : ومعنى العِبَادَةِ في اللُّغة : الطَّاعَةُ مَعَ الخُضُوع . وقوله تعالى : " قُلْ هَلْ أُنَبِّئُكُمْ بِشَرٍّ من ذلكَ مَثُوَبةً عِنْدَ اللهِ مَنْ لَعَنَهُ اللهُ وغَضِبَ عليهِ وجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ والخَنَازِيرَ وعَبَدَ الطَّاغُوتَ " . قرأ أبو جَعْفرٍ وشَيْبةُ ونافعٌ وعاصِمٌ وأبو عمرو والكسائيُّ : " وعَبَدَ الطَّاغُوتَ " قال الفراءُ : وهو معطوفٌ على قوله : عَزَّ وجلَّ " وجَعَلَ مِنْهُمُ القِرَدَةَ والخَنَازِيرَ " ومنْ عَبَدَ الطَّاغُوتَ . وقال الزَّجَّاجُ : هو نَسقٌ على : " مَنْ لَعَنَهُ اللهُ " المعنى : مَن لَعَنَه اللهُ ومن عَبَدَ الطَّاغُوتَ مِنْ دونِ الله عز وجل أي أَطاعَهُ يعْنِي الشيطانَ فيما سَوَّلَ له وأَغْواه . قال الجوهريُّ : وقرأَ بعضهم : " وعَبُدَ الطَّاغُوتِ " وأَضافَهُ قال : والمعنى فيما يقال : خَدَمُ الطَّاغُوتِ . وقد تَقَدَّم فيه الكلامُ . وقال الليث . " وعَبُدَ الطاغُوتُ " معناه : صار الطَّاغُوتُ يُعْبَدُ كما يُقالُ : ظَرُف الرجُلُ وفَقُهَ . وقد غَلّطَه الأَزْهَرِيّ . وقرأَ ابنُ عَبَّاسٍ : " وعُبَّدَ الطاغوتِ " بضمّ العَيْنِ وتَشْدِيد المُوَحَّدَةِ جمعُ عابِدٍ كشَاهِدٍ وشُهَّد وقُرِئ : " وَعَبَدَ الطّاغوتِ " محركةً وخَفْض الطاغُوتِ وهو أَيضاً جمع عابِدٍ وأَصله : عَبَدَةٌ ككافِرٍ وكَفَرَةٍ حُذِفَتْ منه الهاءُ وقُرِئَ " وعَابِدَ الطَّاغُوتِ " مثل : ضارِب الرَّجُلِ وهي قراءة ابن أَبي زائدة وقرِئ " وعُبُدَ الطَّاغُوتِ " وجمع عابد . قال الزَّجّاجُ : هو جَمْع عَبِيدٍ كَرَغيفٍ ورُغُفٍ وهي قراءَة يَحْيَى بنِ وَثَّابٍ وحَمزة . ورُوِيَ عن النَّخَعِيّ أَنه قَرَأَ : " وعُبْدَ الطَّاغُوتِ " بإسكانِ الباءِ وفتح الدَّالِ . وقُرِئَ " وعَبْدَ الطَّاغُوتِ " بفتح فسكون وفيه وَجْهانِ : أحدهما أَن يكونَ مُخَفَّفاً من عَبُدٍ كما يقال : في عَضُدٍ : عَضْدٌ . وجائزٌ أَن يكونَ عَبْد اسمَ الواحِد يَدُلُّ على الجِنْس ويجوزفي عَبْد النَّصْبُ والرَّفْعُ . وذكر الفَرَّاءُ أَنَّ أُبَيَّاً وعبد الله قرآ " وعَبَدُوا الطَّاغُوتَ " . ورُوِيَ عن بعْضهم أنه قرأ " وعُبَّادَ الطَّاغُوتِ " . قلت : ونسبها ابنُ أَبي واقد قال الأزهريُّ : ورُوِيَ عن ابن عباس " وعُبِّدَ الطّاغوتُ " : مَبْنِيَّاً للمَجْهُولِ . ورُوِيَ عنه أَيضاً : " وعُبَّدَ الطَّاغُوتِ " بِضَمٍّ فتشديد معناه عُبَّادُ الطَّاغُوتِ . وقُرِئ : " وعُبِدَ الطَّاغُوتُ " مَبْنياً للمجهول كضُرِبَ وهي قراءةُ أبي جعفرٍ وقرأ أَبيُّ بن كعبٍ " وعَبَدَة الطَّاغوتِ " محركة . قال الأزهريُّ وذكرَ الليثُ أَيضاً قراءَةً أخرى ما قرأَ بها أَحدٌ وهي " وعابِدُو الطَّاغُوتِ " وجماعة قال وكان رحمه الله قيلَ المعرفةِ بالقراآت وهذا دليل أَنَّ إضافةَ كتابهِ إلى الخَلِيلِ بن أحمدَ غيرُ صحيحٍ لأن الخليل كان أَعْقَل ؟ من أن يُسَمِّيّ ممثل هذه الحروف قراآت في القُرآن ولا تكون محفوظةُ لقارئٍ مشهورٍ من قُرَّاءِ الأمصارِ . فصارَ المجموعُ مما ذكرناه من الأَوجهِ في الآية الشريفةِ ستة عشر وجهاً جمعناها من مواضع شتى وأَوصَلها ابن القطاعِ في كتابه إلى تسعةَ عشر وجهاً . وفيما ذكرنا كفايةٌ والله المُوفق للصواب . والدَّرَاهِمُ العَبْدِيَّةُ فيما مضى ؟ كانتْ أَفضلَ من هذه الدَّراهِمِ التي بأَيْدينَأ وأَرْجحَ في الوَزْنِ . والعَبْدُ بفتح فسكون : نباتٌ طيبُ الرائحة تَكْلَفُ به الإبلُ لأنه ملْبَنةٌ مَسمَنَةٌ حارُ المِزَاجِ إذا رَعَتْه عَطِشَتْ فَطلَبَت الماءَ قاله ابن الأعرابي وأنشد : في عَبْد النَّصْبُ والرَّفْعُ . وذكر الفَرَّاءُ أَنَّ أُبَيَّاً وعبد الله قرآ " وعَبَدُوا الطَّاغُوتَ " . ورُوِيَ عن بعْضهم أنه قرأ " وعُبَّادَ الطَّاغُوتِ " . قلت : ونسبها ابنُ أَبي واقد قال الأزهريُّ : ورُوِيَ عن ابن عباس " وعُبِّدَ الطّاغوتُ " : مَبْنِيَّاً للمَجْهُولِ . ورُوِيَ عنه أَيضاً : " وعُبَّدَ الطَّاغُوتِ " بِضَمٍّ فتشديد معناه عُبَّادُ الطَّاغُوتِ . وقُرِئ : " وعُبِدَ الطَّاغُوتُ " مَبْنياً للمجهول كضُرِبَ وهي قراءةُ أبي جعفرٍ وقرأ أَبيُّ بن كعبٍ " وعَبَدَة الطَّاغوتِ " محركة . قال الأزهريُّ وذكرَ الليثُ أَيضاً قراءَةً أخرى ما قرأَ بها أَحدٌ وهي " وعابِدُو الطَّاغُوتِ " وجماعة قال وكان رحمه الله قيلَ المعرفةِ بالقراآت وهذا دليل أَنَّ إضافةَ كتابهِ إلى الخَلِيلِ بن أحمدَ غيرُ صحيحٍ لأن الخليل كان أَعْقَل ؟ من أن يُسَمِّيّ ممثل هذه الحروف قراآت في القُرآن ولا تكون محفوظةُ لقارئٍ مشهورٍ من قُرَّاءِ الأمصارِ . فصارَ المجموعُ مما ذكرناه من الأَوجهِ في الآية الشريفةِ ستة عشر وجهاً جمعناها من مواضع شتى وأَوصَلها ابن القطاعِ في كتابه إلى تسعةَ عشر وجهاً . وفيما ذكرنا كفايةٌ والله المُوفق للصواب . والدَّرَاهِمُ العَبْدِيَّةُ فيما مضى ؟ كانتْ أَفضلَ من هذه الدَّراهِمِ التي بأَيْدينَأ وأَرْجحَ في الوَزْنِ . والعَبْدُ بفتح فسكون : نباتٌ طيبُ الرائحة تَكْلَفُ به الإبلُ لأنه ملْبَنةٌ مَسمَنَةٌ حارُ المِزَاجِ إذا رَعَتْه عَطِشَتْ فَطلَبَت الماءَ قاله ابن الأعرابي وأنشد :
" حَرَّقَها العَبْدُ بعُنْظُوانِ
" فاليَوْمُ مِنْهَا يومُ أَرْوَنَانِوالعَبْدُ : النَّصلُ القَصِيرُ العَرِيضُ . والعَبْدُ : جَبَلٌ لبني أسد يَكْتَنِفُه جَبَلانِ أَصغَرُ منه يُسَمَّيَانِ الثَّدْيَيْنِ . كذا في المعجم . والعَبْدُ : جَبلٌ آخرُ لِغَيْرِهِمْ . والعَبْدُ : ع ببلاد طَيِّئٍ بالسَّبُعانِ . والعَبَدُ بالتحريك : الغَضَبُ عَبِدَ عليه عَبَداً وعَبَدَةً فهو عَبِدٌ وعابِد : غَضِب وعَدَّاه الفرزدقُ بغير حَرْفٍ . وقيل : عَبدَ عَبَداً فهو عَبِدٌ وعابِدٌ : غَضِبَ وأَنِفَ كأحِنَ وأَمِدَ وأَبِدَ . وبه فَسَّرَ أَبو عمرو قوله تعالى : " فأَنَا أَوَّلُ العابِدِينَ " أَي العَبِدِينَ الأَنِفِين . وقد رده ابن عرفة كما سيأتي . والعَبَدُ : الجَرَبُ وقيل : الجَرَبُ الشَّدِيدُ الذي لا يَنْفَعُه دَواءٌ وقد عَبِدَ عَبَداً . وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ : أَصابهُ ذلك الجَرَبُ . والعَبَدُ : النَّدَامَةُ وقد عَبِدَ إذا نَدِمَ على فائِتٍ أَو لامَ نَفْسَهُ على تَقْصِيرٍ وقعَ منه . والعَبَدُ : مَلاَمةُ النَّفْسِ على تقْصيرٍ وقع منه ولا يَخْفَى أَنَّ هذا المعنى مفهومٌ من النَّدامةِ . والعَبَد : الحِرْصُ والإِنكارُ عَبِدَ كفَرِحَ يَعْبَد عَبَداً في الكُلِّ . والعَبَدَةُ مُحَرَّكةً : القُوَّةُ والسِّمَنُ . يقال : ناقةٌ ذاتُ عَبَدَةٍ أَي قُوَّةٍ وسِمَنٍ . والعَبَدَةُ : البَقاءُ بالمُوحَّدةِ عن شَمِرٍ ويقال بالنُّون هكذا وُجِدَ مضبوطاً في الأُمَّهَاتِ يقال : ليس لثوْبِكَ عَبَدَةٌ أَي بَقَاءٌ . والعَبَدةُ : صَلاءةُ الطِّيبِ عن الصاغانِيّ . والعَبَدَةُ : الأَنَفَةُ والحَمِيَّةُ مِمَّا يُسْتَحْيَا منه أَو يُسْتَنْكَفُ وقد عَبِدَ أَي أَنِفَ ونَسَبه الجوهريُّ إلى أَبي زَيْدٍ قال الفرزدق :
أُولئكَ أَحْلاَسِي فجِئني بمِثْلِهِمْ ... وأَعبَدُ أَن أَهجُو كُلَيْباً بِدارِمِ وفي الأَساس : وعَبْدٌ في أَنْفِهِ عَبَدَةٌ أَي أَنَفَةٌ شَدِيدةٌ قال أَبو عَمْرو : وقوله تعالى : " فأَنا أَوَّلُ العَابِدِينَ " ومن الأَنَفِ والغَضب . وقيل من عبَدَ كنَصَر قال ابن عَرَفةَ : إنما يُقال من عَبِد بالكسر : عَبِدٌ كفَرِحٍ وقلَّما يقال عابِدٌ . والقُرآنُ لا يأتي بالقليلِ من اللغةِ ولا الشَّاذِّ ولكن المعنى : فأَنا أَوّلُ من يَعْبُدُ اللهَ تعالى على أنه واحدٌ لا وَلَدَ لهُ . كذا في التنوير لابن دِحْيَةَ . وذُو عَبَدانَ مُحَرَّكَةً : قَيْلٌ من أَقْيَالِ حِمْيَرَ هو ابنُ الأُعْبود بن السَّكْسَكِ بن أَشْرَسَ بن ثَوْرِ . وعَبَدَانُ محركةً : صُقْعٌ من اليَمَنِ . وعَبْدَانُ كَسَحْبَانَ : ة بمَرْوَ منها الإمام الفاضلُ عَبْدُ الحميد بن عبد الرحمن بن أحمدَ أبو القاسم خَوَاهَرْ زادَه أَي ابن بنت القاضي أبي الحُسين عل بن الحسن الدهقاني روى عن خاله هذا ومَكِّيِّ بن عبد الرّزاق الكُشْمِيهَنيّ . وعَبْدَنُ : اسم رَجُلٍ من أهل البحرين وله نَهْرٌ م أي معروف بالبصرة من جانب الفرات . والعُبَيْدُ كَزُبَيْر : فَرَسٌ للعَبَّاس بن مِرْداسٍ السُّلَميِّ وفيه يقول :
أَتَجْعَلُ نَهْبِي ونَهْبَ العُبَيْ ... د بَينَ عُيَيْنَة والأَقْرَعِ
فما كانَ حِصْنٌ ولا حابسٌ ... يَفُوقانِ مِرْدَاسَ في المَجْمَعوقصته مشهورةٌ في كتب السِّيَر . وعُبَيْدان مًغراً تثنية عُبيدٍ : وادٍ كان يقال إن فيه حيةً تحميه فلا يُرْعَى ولا يؤتى وقيل ماءٌ منقطعٌ بأرض اليمن لا يقربهُ أَنيسٌ ولا وحشٌ . وبنو العُبَيْد مُصغَّراً : بَطْنٌ من بَني عَديِّ بن جنابِ بن قضاعةَ وهو عُبَدِيٌّ كَهُذَلِيٍّ في هُذَيْلٍ . ويقال : صُكَّ به في أُمِّ عُبَيْد أَي الفَلاة عن الفَرَّاء قالك وقلت للعتَّابي : ما عُبَيْدٌ ؟ قال : ابنُ الفلاة وهي الرَّقاصَةُ أيضاً وقيل : هي الخَالِيَةُ من الأرض أو ما أخْطأَها المَطَرُ عن الصاغانيّ وقد يُعَبَّر عنها بالدّاهية العظيمة . وجاء في المَثَل : " وَقَعُوا في أُمِّ عُبَيْدٍ تَصَايَحُ جِنَّانُهَا " أَي في داهيةِ عظيمةٍ كما قاله الميدانيُّ . والعُبَيْدَةُ تصغير عَبْدة : الفَحِثُ والحَفِث وقد تقدم ذكره . وأُمُّ عَبيدة كسَفِينة : قربَ واسطِ العراقِ بها قَبْرُ أَحَدِ الأَقطابِ الأَربعةِ صاحِبِ الكراماتِ الظاهِرَةِ السَّيِّدِ الكبيرِ أَبي العَبّأسِ أَحمدَ ابنِ علي بن أحمدَ بن يحيى بن حازمِ بن علي بن رفاعة الرِّفاعِيِّ نسبةً إلى جَدِّهِ رِفَاعَةَ وهو ابنُ أُخْتِ السيدِ منصورٍ البَطاِئِحيِّ المُلَقَّبِ بالبازِ الأَشْهَبِ رضي الله عنهم ونفعنا بهم
وفي الأساس أعوذ بالله من قَوْمَةِ العُبُودِيَّةِ ومن النَّومَةِ العَبُّودِيَّةِ عَبُّودٌ كَتَنُّورٍ : رجلٌ نَوَّامٌ نامَ في مُحْتَطَبِهِ سَبْعَ سِنينَ فضُرِبَ به المثلُ . وفي أَمثال الأَصفهَانيّ : " أَنْوَمُ من عَبُّودٍ " وذكر المفضَّل بن سَلَمَةَ أَنَّ عَبُّوداً كان عَبْداً أَسْودَ حَطَّاباً فَغَبَرَ في مُحْتَطَبِهِ أُسبوعاً لم يَنَمْ ثم انصَرَفَ فبَقِيَ أُسْبُوعاً نائِماً فضُرِبَ به المثلُ . قال شيخنا : وهو أَقربُ من سَبْعِ سنينَ التي ذَكَرَ المُصنِّفُ . وعَبُّودٌ : ع وجَبَلٌ أَسْوَدُ من جانِبِ البَقِيعِ . وقيل : عَبُّودٌ على مَراحِلَ يَسيرةٍ بين السّيالة ومَلَل وله قِصّةٌ عجيبةٌ تأْتي في هَبُّود قال الجَمُوحُ الهُذلِيُّ :
كأَنَّنِي خاضِبٌ طَرَّتْ عَقِيقَتُهُ ... أَخْلَى لهُ الشَّرْيُ من أَكنافِ عَبُّودِ وجاءَ في حَدِيثٍ مُعْضِلٍ فيما رواه محمدُ بن كَعب القرَظِيّ أَنَّ أَوَّلَ النَّاسِ دُخُولاً الجَنَّةَ عَبْدٌ أَسْوَدٌ يُقال له : عَبُّودٌ ؛ وذلكَ أَنَّ اللهَ عز وجل بعث نبياً إلى أهْلِ قَرْيَةٍ فَلَمْ يُؤْمِنْ به أَحَدٌ إِلاّ ذلكًَ الأسودُ وأَنَّ قَوْمَهُ احْتَفَرُوا له بِئراً فَصَّيرُوهُ فيها وأَطْبَقُوا عليه صخرةً فكان ذلك الأسودُ يخرُجُ فَيَحْتَطِبُ فَيَبِيعُ الحَطَبَ ويَشْتَرِي به طَعاماً وشراباً ثم يأْتي تلك الحُفرَةَ فيُعيِنُه الله تعالى على تلك الصّخْرَةِ فيرفعُها ويُدَلِّي أي يُنْزَلِ له ذلك الطعامَ والشَّرابَ وأَنَّ الأسْود المذكور احتَطَب يوماً ثم جَلَسَ لِيَسْتَرِيحَ فضَرب بِنَفْسِهِ الأَرض شِقَّهُ الأَيسر فنام سبعَ سنين ثم هَبَّ أَي قام من نَومَتهِ وهو لا يُرَى إلا أنه نامَ وفي بعض النُّسخ : لا يرَى أنه نام إلا ساعة من نهارٍ فاحتمل حزْمَتُه فأَتى القَرْيَةَ على عادَتِهِ فبَاع حَطَبَهُ ثم أَتى الحُفْرَةَ فلم يَجِد النبي صلى الله عليه وسلم فيها وقد كان بَدَا لِقَوْمِهِ فيه فأَخْرَجُوهُ من البئرِ فكان يسأَلُ عن ذلك الأَسْودِ فيقولون : لا ندري أين هو فضربَ به المَثَلُ لمن نام طويلاً
وفي المُضافِ والمَنْسُوب لأبي منصور الثَّعالبِيّ : قال الشَّرْقِيُّ : أَصله أَن عَبُّوداً قال لقَوْمِه : اندُبُوني لأَعْلَم كيف تنْدُبُونِّي إذا متُ ثم نام فمات وقال ابن الحَجَّاج :
قُوموا فأَهْلُ الكهفِ معْ ... عَبَّودَ عِنْدَكُمُ صَرَاصِرْ وفي التكملة عن الشرقيُّ : أنه كان رجلاً تماوتَ على أَهْلهِ وقال : اندُبْنَنِي لأَعْلَم كَيْفَ تَنْدُبْنَنِي مَيِّتاً فَنَدَبْنَه ومات على الحالِ . وأَبو عبد الله أحمد بنُ عبد الواحدِ بن عَبُّودِ بن واقدٍ : مُحَدِّثٌ ؟ ن روى عنه أبو حاتمٍ الرَّازِيُّ وغيرُه . والمِعْبَد كمِنْبَرٍ المِسْحَأة والجمْع : المَعابد وهي المَساحِي والمُرُورْ قال عَدِيُّ بن زيدٍ :ومُلْكَ سُلَيْمَانَ بنِ داوودَ زَلْزَلَتْ ... وَرَيْدَانَ إِذْ يَحْرُثْنَهُ بالمعَابِدِ ويقال : ذَهَبُوا عَبابيدَ وعَبَادِيدَ وتقول : أَما بنو فلانٍ فقد تَبَدَّدوا وتَعَبْدَدُوا . قال الجوهريُّ : العَبابِيدُ والعَبَاديدُ بلا واحدٍ من لَفْظِهِمَا قاله سيبويه وعليه الأَكْثَرُ ولذا قالوا : إِنَّ النِّسْبَةَ إليهم : عَبَابِيدِيٌّ وعَبَادِيدِيٌّ وهم الفِرَقُ من الناسٍ والخَيْلِ الذَّاهِبونَ في كُلِّ وَجْهٍ والقِيَاسُ يَقْتَضِي أن يكون واحدُهما على فَعُّول أَو فِعِّيل أَو فِعْلالٍ . والعَبَادِيدُ الآكامُ عن الصَّاغَانِيِّ . والعَبابِيدُ : الطُّرُقُ البَعِيدةُ الأَطرافِ المُخْتَلِفَةُ . وقيل : لا يُتَكَلَّم بها في الإقبالِ إِنَّما في التَّفَرُّقِ والذَّهَابِ . والعَبَادِيدُ : ع نقله الصاغانيُّ . ويقال : مَرَّ راكِباً عَبَادِيدَهُ أَي مِذْرَوَيْهِ نقله الصاغانيُّ . وعَابُودُ : د قُرْبَ القُدْسِ ما بين الرَّمْلَةِ ونابُلُس موقوفٌ على الحَرَمَيْنِ الشَّرِيفَيْنِ وسكَنَتْه بنور زيد وعابِدٌ : جَبَلٌ : وقيل : موضِعٌ . وقيل : صُقْعٌ بمصر . وعابِدُ بن عبد الله بن عمرَ بن مخْزُومٍ القرشي ومن وَلَدِهِ : عبد الله ابن السَّائِبِ بن أبي السّائبِ صَيْفِيّ ابن عابدٍ الصَّحابيُّ القُرَشيُّ المخْزُومِيُّ القارئُ المكيُّ قرأ عليه مُجاهدٌ وابن كَثيرٍ . وعبد الله بن المُسَيِّبِ بن عابِدٍ أبو عبد الرحمن وقيل أبو السائب والمحدثُ العابِدِيَّانِ المَخْزُومِيَّأنِ . والعِبَادُ بالكسر كذا قاله ابن دريدٍ وغيرُه وكذا وُجِدَ بخطِّ الأزْهَريّ . وقال ابن بَرِّي ! ِّ والصاغانيُّ : الفَتْحُ غَلَطٌ ووَهِمَ الجوهري في ذلك وتبعَ فيه غيره وهم قومٌ من قبائل شَتَّى من بطون العرب اجتَمَعُوا على دين النَّصْرانيةِ فأَنفوا أن يَتَسَمَّوْا بالعَبِيد وقالوا : نحن العِبَادُ . والنَّسَبُ إليه : عِبَادِيٌّ كأنْصَارِيٍّ نَزلُوا بالحِيرةِ ومنهم عَديُّ بن زيدٍ العِبَادِيُّ من بني امرئِ القيس بن زيد مناة جاهليٌّ من أهل الحيرة يُكْنَى أبا عُمَير وجدُّه أَيُّوبُ أَوَّلُ من تَسَمَّى أَيُّوبَ من العربِ كما سبقت الإشارةُ إليه في الموحدة . وقال شيخنا : قال أحمد بن أبي يعقوبَ : إنما سُمِّي نصَارَى الحِيرَةِ العبَادَ لأنه وفد على كَنُود منه خمسةٌ فقال للأَوّلِ : ما اسْمُكَ ؟ قال : عبدُ المسيح وقال للثاني : ما اسمك ؟ قال : عبدُ يالِيلَ . وقال للثالث : ما اسمك ؟ قال عبدُ عَمْرو . وقال للرابع : ما اسمك ؟ قال : عَبْدُ ياسُوعَ . وقال للخامسِ : ما اسمك ؟ قال : عبدُ اللهِ . فقال : أَنْتُم عِبادٌ كُلُّكُم . فسُمُّوا عِباداً . وقال الليثُ : أَعْبَدَنِي فلانٌ فلاناً أي مَلَّكَنِي إِيَّاهُ قال الأزهريُّ : والمعروف عند أهل اللغة : أَعْبَدْتُ فلاناً أَي استَعْبَدْتُه . قال : ولستُ أُنْكِرُ جَوازَ ما قاله اللَّيْثُ إن صحَّ لِثِقَةِ من الأَئِمَّةِ فإن السماعَ في اللغاتِ أَولى بنا من خَبطِ العشواء والقولِ بالحَدْسِ وابتداع قِيَاساتٍ لا تَطَّرِدُ . وأَعبدَنِي فلانٌ اتَّخَذَنِ عَبْداً أو صَيَّرنِي كالعَبدِ وفي الحديث : " ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم : رجلٌ أَعْبَدَ محرراً " أَي اتَّخَذه عَْداً وهو أن يُعتِقَه ثم يَكْتُمَهُ إِيّاه أَو يَعْتَقِلَه بَعْد العِتْقِ فَيَسْتخدمهُ كرهاً أو يأخذَ حُرّاً فيدَّعِيَهُ عَبْداً ويَتَملَّكَه . والقياسُ أن يكونَ : أَعْبَدْتُه : جَعلْتُه عَبْداً . وأَعْبَدَ القَوْمُ بالرًَّجُلِ : اجتَمَعُوا عليه وضَرَبُوه . والعَبَّادِيَّةُ مُشَدَّدَةً : ة بالمرجِ نقله الصاغاني . وعَبّادَانُ : جزيرة أَحاطَ بها شُعْبَتا دِجْلَةَ ساكِبَتَيْنِ في بَحْر فارِسَ مَعْبَدُ العُبَّادِ ومُلْقَى عِصِيّ النُّسَّاك . ومثله في المصباح والمَشَارق وقال ابن خُرداد : إِنَّهُ حِصْنٌ بالعِراقِ بينه وبين البَصْرَةِ اثنا عَشَرَ فرْسَخاً سميت بِعَبَّادِ بن الحصينِ التَّمِيمِيِّ الحنْظَلِيّ . وفي المثل : ما وراءَ عَبَّادانَ قَرْيَةٌ . وعَبَّادَةُ بالتشديد : جارِيةُ المُهَلَّبِيَّة لها قصةٌ ذكرها الزُّبير وهي التي قال فهيا أبو العتاهية :
مَنْ صَدَقَ الحُبَّ لأَحْبابِهِ ... فإِنَّ حُبَّ ابنِ غُرَيْرٍ غُرُورْأَنْساه عَبَّادَةَ ذاتَ الهَوَى ... وأَذْهَبَ الحُبَّ لَدَيْهِ الضَّمِيرْ وابن غُرَيْرٍ كانَ يَهْوىَ عَبَّادة . واسمُ مُخَنَّث ذي نَوَادِرَ أَيامَ المُتَوَكِّلِ ذكَره الذَّهَبيُّ . ويقال : عَبَدْتُ بهِ أُوذيهِ أي أُغْريتُ به . والمُعَبَّدُ كمُعَظَّمٍ : المُذَلَّلُ من الطريق وغيره يقال : بَعِيرٌ مُعَبَّد أي مُذَلَّلٌ طريقٌ مُعَبَّدٌ أي مسْلُوكٌ مُذَلَّل . وقيل : هو الذي تَكثرُ فيه المُخْتَلِفةُ . قال الأزهريُّ : والمُعَبَّد : الطَّريقُ المُوطُوءُ . والمُعَبَّدُ : المُكَرَّمُ المُعَظَّم كأَنّه يُعَبَد ضِدٌّ قال حاتم :
تَقُولُ أَلا تُبْقِي عليكَ فإِنَّني ... أَرى المالَ عِنْدَ المُمْسِكِينَ مُعَبَّدَا أي مُعَظَّماً مَخْدُوماً وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ : مُكَرَّمٌ . وقال ابنُ مُقْبِلٍ :
وضَمَّنْتُ أَرْسانَ الجِيَادِ مُعَبَّداً ... إِذا ما ضَرَبْنَا رأْسَه لا يُرَنِّحُ قال الأَزهريُّ : المُعَبَّدُ هنا الوَتِدُ . والمُعَبَّد : المُغْتَلِمُ من الفُحولِ نقله الصاغانيُّ . المُعَبَّدُ بَلَدٌ ما فيه أَثَرٌ ولا عَلَمٌ ولا ماءٌ أَنشد شَمِرٌ
" وبَلَدٍ نائِي الصُّوَى مُعَبَّدِ
" قطَعْتُهُ بِذاتِ لَوْثٍ جَلْعَدِ والمُعَبَّد : البَعِيرُ المَهْنوءُ بالقَطِرَانِ قال طَرَفةُ :
إِلى أَن تَحَأمَتْنِي العَشِيرَةُ كُلُّهَا ... وأُفْرِدتُ إِفْرادَ البَعِيرِ المُعَبَّدِ قال شَمِرٌ : المُعَبَّدُ من الإِبل : الذي قد عُمَّ جِلْدُه بالقَطْرَانِ . ويقال : المُعَبَّدُ : الأَجْرَبُ الذي قد تساقطَ وَبَرُهُ فأُفْرِدَ عن الإِبِلِ لِيُهْنَأَ . قلت : ومثله عن كُرَاع وهو مُسْتَدْرَكٌ على المصنِّف . ويقال : المُعَبَّدُ : هو الذي عَبَّده الجَرَبُ أَي ذَلَّله . وعَبَّدَ تَعْبِيداً : ذَهَبَ شارِداً نقله الصاغاني . ويقال : ما عَبَّدَ أَن فَعَلَ ذلك أًَي ما لَبِثَ وكذا ما عتَّمَ وما كَذَّبَ . وأَعْبَدُوا به : اجتَمَعُوا عَلَيْه يَضْرِبُونَه . نقله الصاغانيُّ . والاعْتِبَادُ والاسْتِعْبادُ : التَّعْبِيدُ يقال : فُلانٌ استَعبَدَه الطَّمَعُ أَي اتَّخَذَه عَبْداً . وعَبَّد الرَّجُلَ واعْتَبَدَه : صَيَّرَه عَبْداً أَو كالعَبْدِ له . وتَعَبَّدَ : تنَسَّكَ وقَعَدَ في مُتَعَبَّدِهِ أَي مَوضِع نُسُكِه . وتَعَبَّدَ البَعِيرُ : امتَنَعَ وصَعُبَ وقال أبو عَدْنانَ : سَمِعْت الكِلابِيينَ يقولون : بَعِيرٌ مُتعبِّد ومُتَأَبِّد إذا امْتَنَع على الناسِ صُعُوبَةً فصار كآبِدةِ الوَحْشِ . وتَعَبَّدَ البَعِيرَ : طَرَدَهُ حتى أَعْيَا وكلَّ فانقُطِعَ به . وتَعَبَّدَ فُلاناً : اتَّخَذَه عَبْداً كاعْتَبَدَهُ وعَبَّده واسْتَعْبَدَه عن اللِّحْيَانيّ قال رؤبة :
" يَرْضَوْنَ بالتَّعْبِيدِ والتَّأَمِّي وفي الحديث : " ثلاثةٌ أَنا خَصْمُهُم : رَجُلٌ اعتَبَدَ مُحَرَّراً " وقد تقدم
ومن المجاز : المُعَبَّدة : السفينةُ المُقَيَّرَةُ أَو المَطْلِيَّةُ بالشَّحْمِ أَو الدُّهْنِ أو القَارِ . ويقال : أُعْبِدَ بِهِ مَبْنِيّاً للمَجْهُول أَي أُبْدِعَ مَقْلُوبٌ منه . ويقال : أُعْبِدَ بالرَّجُلِ إذا كَلَّتْ راحِلَتُهُ أو ماتَتَ أَو اعتَلَّتْ أَو ذَهَبَتْ فانقُطِعَ به . وعَبْدَةُ بنُ الطَّبِيبِ بالفَتْح فالسُّكون واسم الطَّبِيب زيدُ بن مالكِ بن امرئِ القَيْس بن مَرْثَد بن جُشَم بن عَبْدِ شَمْسٍ
وعَلْقَمَةُ بنُ عَبَدَةَ نَسَبُه في تَمِيمٍ وهو عَلْقَمةُ بنُ عَبَدَةَ بنِ ناشِرَةَ بنِ قَيْسٍ يعرفُ بعَلْقمةَ الفَحلِ . وأَخوه شَأْسُ بن عَبَدَة وهو بالتَّحْرِيك كذا في الإيناس . والعَبْدِيُّ نِسْبَةٌ إلى عَبْدِ القَيْسِ القَبِيلَةِ المَشْهُورَةِ . ويقال : عَبْقَسِيٌّ أَيضاً على النَّحْتِ كَعَبْشَمِيٍّ والأَولُ أَكْثَرُ . والعَبْدَانِ في بني قُشَيْرِ : عبدُ الله بن قُشَيْر بنِ كَعْبِ بن رَبِيعَةَ القَبيلةِ المشهورةِ وهو الأعْوَرُ وهو ابنُ لُبَيْنَى تصغير لُبْنَى وفيهم يقول أَوْسُ بن حَجَرٍ :
أَبَنِي لُبَيْنَى لَسْت مُعْتَرِفاً ... ليكونَ أَلأَمَ منكمُ أَحَدُوعَبْدُ اللهِ بنُ سَلَمَةَ بنِ قُشَيْرِ بن كَعْبِ بن رَبِيعةَ وهو سلمةُ الخيرِ ووَلَدُ وَلَدِه : بَيْحَرةُ بن فِراس الذي نَخَس ناقَة النبي صلى الله عليه وسلم فصرَعَتْه فَلَعَنَه النبي صلى الله عليه وسلم . والعَبِيدَتَانِ : عَبِيدَةُ بنُ مُعَاويةَ بنِ قُشَيْرِ بن كَعْبِ بن رَبِيعةَ وعَبِيدةُ بنُ عَمْرِو بنِ مُعاويةَ بنِ قُشَيْرِ بنِ كَعْبِ بنِ رَبِيعة . والعَبَادِلَةُ جمعُ عبدِ اللهِ على النَّحْتِ لأَنّه أُخِذَ من المُضَافِ وبعضِ المُضَافِ إليه لا أَنَّه جمع لِعَبْدَلٍ كما تَوَهَّمَهُ بعضُهم وإن كان صَحِيحاً في اللَّفْظِ إِلاَّ أَنَّ المَعْنَى يآْباهُ وأُطْلِق على هؤلاءِ للتَّغْلِيب . قاله شيخُنا وهم ثلاثة وقيل : أَربعة : أَوَّلُهم : سيدنا الحَبْرُ عبد الله بن عَبَّاسِ بن عبدِ المُطَّلِب الهاشميُّ القُرَشيُّ تُرْجمانُ القرآنِ توفي بالطائف
وثانيهم : سَيِّدنا عبد الله بن عمرَ بن الخطاب العَدَوِيُّ القُرَشيُّ
وثالثهم : سَيدُنا عبد الله بن عمر بنِ العاص بن وائلٍ السَّهْمي القُرَشيُّ . فهؤلاء ثلاثةٌ قُرَشِيُّونَ . وآخِرُهم مَوْتاً سيِّدُنَا عبدُ الله بن عُمَرَ سنةَ ثلاثٍ وستين . وليس منهم أي من العبادِلَةِ سَيِّدُنا عبدُ الله بنُ مَسْعُودٍ الهُذَلِيّ . وذَكَرَ ابنُ الهمامِ في فَتْح القدير أَن عُرْفَ الحَنَفِيَّةِ عَدُّ عَبدِ الله بن مسعودٍ منهم دُون ابن عمرو بن العاص . قال : وعُرْفُ غَيرنا بالعكس ومنهم من أَسْقط ابن الزبير . وغلط الجواهريُّ . قال شيخُنَا : وهذا بناءً منه على أَنَّ الجوهريَّ ذكر في العبادِلَةِ ابنَ مَسْعُودٍ رضي الله عنه وليس في شيءٍ من أُصولِ الصحاحِ الصّحيحةِ المقروءَةِ ذِكْرٌ له ولا تَعَرُّضٌ بل اقتَصَر في الصحاح على الثَّلاثةِ الذين ذكرهم المصنفُ وكأَنَّ المصنِّفَ وقع في نُسْخَتِه زيادة مُحَرَّفةٌ أو جامِعَةٌ بلا تصحيحٍ فبنى عليها فكان الأولى أن يَنْسُبَ الغلط إليها . وقد راجَعْت أَكثَر من خمسين نُسخةً من الصحاح فلم أَرَه ذكر غيرَ الثلاثة ولم يَتَعَرض لغيرهم نعمْ رأَيتُ في بعض النُّسخ النادرة زيادَةَ ابنِ مَسْعُودٍ في الهامِشِ كأَنَّها مُلْحَقَةٌ تَصْلِيحاً . ورأَيتُ العَلاَّمةَ سَعْدي حلبي أَنكَر هذه الزيادةَ وذكر أنه تتبعَ كثيراً من نسخِ الصحاح فلم يَجدْ فيها الزيادةَ . وجَزَمَ بأَن الجوهريَّ لم يَعُدَّه . وعَبْدَلُ باللام : اسمُ حَضْرَمَوْتَ القديمُ نقلَه الصاغانيُّ . وذو عَبْدانَ كسَحْبانَ قيلٌ من الأُعْبُودِ بْنِ السَّكْسَكِ بن أَشْرَسَ بن ثَوْر . وهذا تقدَّم بعَيْنِهِ فهو تَكرارٌ مُخِلٌّ . والصوابُ في ضَبْطِه بالتَّحْرِيك كما مر له . وسَمَّوْا عِباداً ككِتاب وعُبَاداً كغُرَابٍ ومَعْبَداً كمَسْكَنٍ وعِبْدِيداً بكسر فسكون وأَعبُداً كأَفْلُس وَعبَّاداً ككَتَّانٍ وعابِداً وعَبِيداً كأَميرٍ وعُبَيْداً مُصَغَّراُ وعُبَيْدَةَ بزيادة الهاءِ وعَبِيدَةَ بفتح فكسر وعَبْدَةَ بفتح فسكون وعُبْدَةَ وعُبَادَةَ بضمِّهما وعَبْدَلاً بزيادة اللام وعَبْدَكاً بزيادة الكاف وعَبْدُساً بزيادةِ الواوِ والسين
ومما يستدرك عليه :العابِد : المُوحِّد . والتَّعْبِيدة : العُبُودِيَّةُ . وما عَبَدَكَ عَنِّي : ما حَبَسَك . وعَبَدَ به : لَزِمَهُ فلم يُفارقه . والعَبَدَةُ محركَةً : الناقَةُ الشَّدِيدَةُ . وقوله تعالى : " فادْخُلِي في عِبادي " أَي حزْبي . وعَبَدَ يَعْدُو إذا أَسْرَعَ بعض إِسراع . والعَبَدُ : الحُزْنُ والوَجْد . وقوله تعالى : " وما خَلَقْتُ الجِنَّ والإنْسَ إلا لِيَعْبُدُونِ " أَي إلا لأَدْعُوَهم إلى عِبادَتي وأنا مُرِيدٌ للِعِبَادَةِ منهم وقد عَلِمَ اللهُ قَبْلَ أَن يَخْلُقَهم مَن يَعْبُدُه مِمَّن يَكْفُرُ به ولو كانَ خَلَقَهُم لِيجبرَهم على العِبَادةِ لكانوا كُلُّهُم عِبَاداً مؤْمِنِين . كذا في تفسير الزَّجَّاج . قال الأَزهريُّ : وهذا قولُ أهل السنةِ والجماعةِ . وعُبِّدَ : مُلِكَ هو وآباؤُه من قَبْلُ . وقال ابنُ الأَنباريِّ فُلانٌ عابِدٌ وهو الخاضِعُ لِرَبِّهِ المُسْتَسْلِمُ المُنْقَادُ لأَمْرِه والمُتَعَبِّد : المُنْفَرِدُ بالعِبَادَةِ . وبَعِيرٌ مُعَبَّدٌ وهو الذي يُتْرَكُ ولا يُرْكَبُ . وقال أَبو جعفرٍ : وحَكَى صاحِبُ المُوعِبِ عن أَبي زَيْدٍ : عَبَّدْت الرجُلَ : ذَلَّلْتُه حتى عَمِلَ عَمَلَ العَبِيدِ . وعُبَادةُ بنُ الصَّامِتِ البَغْدادِيُّ سمعَ الحديثَ على الإمامِ أحمدَ بن حَنْبَلٍ . وعَبَادُ بن السَّكون كسَحَابٍ : قبيلةٌ وقيل : بَطْنٌ من تُجِيبَ . وعبَادَة بن نَسِيٍّ التُّجِيبِيُّ قاضي الأُرْدُنِّ من صالِحِ التابِعِينَ . ويقال : عَبْدٌ مُعْتَبَدٌ ومُسْتَعْبَدٌ . وعابِدٌ : لَقَبُ أَب المُظَفَّرِ ناصر بن نصْرٍ بن محمد بن أحمد السمرقنديِّ المحدثِ قيل : كان أَبوُه دِهْقاناً كثيرَ المال فوقع بِسَمرْقَنْدَ قحطٌ فباع غلَّتَه بِنِصْفِ ثَمَنِها وأَعْطَى الذين يَجْلِبُونَ الطَّعامَ ليُرْخِصُوه فحَصَل بهِ رِفْقٌ فقيل : عابِدٌ . فَبَقيَ عَلَيهِ وعلى عَقِبِهِ . وفي تَمِيمٍ عُبدةُ بالضم ابنُ جَذِيمةَ ابنِ الحارِثِ بنِ عَمْرِو بن الهُجَيْم بن عمرِو بن تَمِيم . ذَكَرَه الوزيرُ المغْرِبِيُّ . وفي الصحاح حِمَارَا العِبَادِيّ بالتَّثْنيةِ يضربُ مثلاً في التَّرَدُّد بينَ ما أَحَدُهُما أَمْثَلُ من الآخرِ . قيل لِعِبَادِيٍّ : أَيُّ حِمارَيْكَ شَرٌّ ؟ قال : هذا ثُمَّ هذا . ويَومُ عَبِيدٍ يُضْرَبُ مَثَلاً لليَومِ المَنْحوسِ لأنه لقيَ النُّعْمانَ في يوم بُؤسهِ فقَتله . والعُبَيديّون : خُلَفَاءُ مصر معروفون . وعَبَدَة بالتحريك في نَسبِ كثيرةِ من أهل الجاهلية والصحابة والتابعين فمن المشاهير : الجَرَنْفَش ابن عَبَدَة الطائيُّ المُعَمَّر وجَرِير بن عَبَدَةَ وأَيْفعُ بن عَبَدَة وأبو النَّجْمِ العِجْليُّ الرَّاجِزُ في أَجداده عَبَدَة بن الحارثِ ضَبَطه أبو عمرو الشَّيبانيُّ . وكسَفينَة : عَبِيدَة بن عَمْرٍو السَّلْمانيّ وآخَرون . وبالضم كثير . وأَبو العبدة أَحمدُ بن محمدٍ القَلانِسِيُّ الصُّوفِيُّ حدَّثَ وعِبْدانُ بالكسر : جدُّ عَطاءِ بن نُقَادة حدَّث عنه يعقوبُ بن محمدٍ الزهريّ وابنه جدّ عَمْرو بن قَطَنِ بن المُنْذِر الشاعر ورَبيعة بن عِبدانَ صحابِيٌّ . وضَبطه ابنُ عساكرٌ بكسرتين وتشديد الدال حكاه النَّوَوِيُّ في شرح مسلم . ودير عَبْدُون : معروف بالشام قال ابن المُعْتَزّ :
سَقَى الجَزِيرةَ ذاتَ الظِّلِّ والشَّجَرِ ... ودَيْرَ عَبْدُونَ هَطَّألٌ مِنَ المَطَرِ وعَبْدَة بنتُ صفوان : صحابيةٌ مشهورة . والعابد : الخادِمُ قيل إنه مجاز . وأَبو عَبّاد مَعْبَد بن وَهْبٍ المغني مَوْلَى العاصِي بنِ وابصَة المَخْزُومِيّ . وبنو عُبَادَة من بني عُقَيْل بن كَعْبٍ . وعُبَيْد مصغراً : اسم بَيْطَارٍ وقع في شعر الأَعشى :
لم يُعَطَّفْ على حُوارٍ ولم يقْ ... طعَ عُبَيْدٌ عُروقَها من خُمَالِوعُبَيْدَانُ في بيت الحُطَيٍئةِ : راعٍ كان لِرَجُلٍ من عادٍ ثم أَحَدِ بني سُوَيد وله خَبَرٌ طويلٌ . وأَبو عاصمٍ محمد بن أحمد بن محمد بن عباد العِبَادِيُّ الهَرَوِيُّ فَقِيهٌ مُحَدِّثٌ تُوُفِّيَ سنة 458 . وأَما الأمير أبو الحسين أَزدشير بن أَبي منصور الواعظ العباديّ فإلى عبادة قرية بمرو . وعُبَاد بن ضُبَيعة بن قَيس من بني بكر بن وائل : قبيلة . والمَعْبد : العِبادة وهو مصدر . والعَبِد ككَتِف : الجَرِب . وأَولاد عَبُّود في قول حسانَ بن ثابت :
إِلى الزِّبَعْرَى فإِنَّ اللُّؤْمَ حَالَفَهُ ... أَو الأَخابِثِ من أَوْلادِ عَبّودِ أَراد عابِدَ بنَ عبدِ الله بن عُمرَ ابن مخزوم وعابدة الحسناء بنت شعيب أخت عمرو بن شُعيب . وسَمَّوا عُبَّدَة كقُبَّرة منهم : عُبَّدَةُ ابن هِلاَلِ الثَّقَفِيُّ الزَّاهِدُ فَرْدٌ وجَزمَ عبد الغني بأَنه كصُرَد . وقال ابن ماكولا : وهو الأَشبهُ . قال : ويقال بضمّتين مُخَفَّفاً وفتح فسكون وبضمّ فسكون . وعُبَادَى كحُبَالَى : اسمُ نَصرانِيٍّ جاءَ في السِّيرِ أَنه أَهدَى إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم . وعَبِدَهُ كعَلِمَ : أَنكره . والعَبِدُ ككَتِف الحَرِيصُ . ومُنْيَةُ عَبَّادٍ ككتَّان : قَرْيَةٌ بمصْرَ والعَبَابِدَةُ : بَطْنٌ من العَربِ نُسِبَتْ إليهم النٌّوق الفاريقيَّةُ . والمَعابِدَةُ : اسم للمُحصَّب . وعَبْدلُ باللام ابنُ الحارث العِجْلِيّ وابنُ ابنِ أَخيه عَبْدلُ ابن حَنْظَلَةَ بن يامِ بن الحارث كان شَرِيفاً . والحَكَمُ بن عَبْدَلٍ الأَسَدِيُّ الشاعِرُ كوفيٌّ . ومَرْثَد بن عَبْدَل الغفريّ له ذِكْرٌ في زَمنِ زِياد . وبالكاف يحيى بن عَبْدَك القَزْوِينيّ . وسَمَّوْا : عبَادَةَ كسَحابة وكِتابة وثُمَامة . وغُرَاب وسَحَاب وكِتَاب . وفي تفصيل ذلك طُولٌ . وأَبو جعفرٍ محمدُ بن عبد الله بن عَبْدٍ : كان شاعِراً كاتِباً . وأبو أحمد محمد بن علي بنُ عَبْدَك الجُرْجانِيُّ : مُقَدَّم السبعةِ بها رَوى وحدَّث . والعَبْدَلِيُّ : نِسبةٌ إلى عبدِ الله بن غَطَفَان وبطن آخَر من خَوْلانَ . وأَبو منصورٍ أَحمدُ بن عَبْدُونَ . ذكره الثعالبي في اليتيمة . وأَبو عبد الله محمد بن إبراهيمَ ابنِ عَبْدُوَيه وابن أَخِيه أَبو حازِم عُمَر بن أَحمدَ بن إبراهيم العَبْدُويانِ . والنُّحاةُ يفتحون الدّال : محدّثانِ . وفي هَمْدانَ : عُبيْد بن عَمْرو بن كَثِير بن مالك بن حاشد . وفي تميم : عُبَيْد بن ثَعْلَبَة بن يَرْبُوع . وفي الأَنصار : عُبَيْد بن عَديّ بن عُثمان بن كَعْب بن سَلِمَةَ . وفي نَهْد : عُبَيْد بن سَلامة بن زُوَيّ بن مالك بن نَهْد : قبائلُ . والنسبة إليهم : عُبَيْدِيٌّ . وأَبو بكر محمد بن فارسِ بنِ حَمْدَأنَ بنِ عبد الرحمن بن مَعْبَدٍ العطشيّ المَعْبَديُّ . قال الخطِيب : يُذْكَرُ أَنَّه من وَلَدِ أَم مَعْبَدٍ الخُزاعيةِ . وأَبو عبدِ الله محمدُّ بن أَبي موسى ابن عيسى بن أحمد بن موسى المَعْبَدِيّ : من ولدِ مَعْبَدِ ابن العباس ابن عبد المُطَّلِب انتهت إليه رياسةُ العباسيينّ في وقته رَوَيَا وحَدَّثا . ويَعْبُدَى : موضع بالشام . والمَعْبَدُ والمُتَعَبَّد : مَوْضِعُ العبَادَةٍ