غَفَّارٌ - [غ ف ر]. (صِيغَةُ فَعَّال لِلْمُبَالَغَةِ). "هُوَ اللَّهُ الغَسفَّارُ" : الغَفُورُ، كَثِيرُ الْمَغْفِرَةِ، اِسْمٌ مِنْ أَسْمَاءِ اللَّهِ الْحُسْنَى. فَقُلْتُ اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً
[نوح آية 10].
غَفَرَهُ يَغْفِرُهُ غَفْراً : سَتَرَهُ . وكُلُّ شئٍ سَتَرْتَه فقد غَفَرْتَه . وتقول العربُ : اصْبغْ ثَوْبَك بالسَّوادِ فهو أَغْفَرُ لِوَسْخه : أَي أَحْمَلُ له وأَغْطَى له . وغَفَرَ المَتَاعَ : جَعَلَه في الوِعَاءِ وقال ابنُ سِيدَه : غَفَرَ المَتَاعَ في الوِعَاءِ يَغْفِرُه غَفْراً : أَدْخَلَهُ وسَتَرَهُ وأَوْعاهُ كأَغْفَرَهُ وكذلك غَفَرَ الشَّيْبَ بالخِضَابِ : غَطَّاهُ وأَغْفَرَه قال :
حَتَّى اكْتَسَبْتُ مِن المَشيبِ عِمَامَةً ... غَفْرَاءَ أُغْفِرَ لَوْنُها بخِضَابِ
والغَفْرُ والمَغْفِرَةُ : التَّغْطِيَة على الذُّنُوب والعَفْوُ عنها وقد غَفَرَ اللهُ ذَنْبَهُ يَغْفِرُه غَفْراً بالفَتْح وغِفْرَةً حَسَنَةً بالكَسْرِ عن اللّحْيَانيّ ومَغْفِرَةً وغُفُوراً الأَخِيرَةُ عن اللّحْيَاني وغُفْرَاناً بضَمّهما كقُعُود وعُثْمَان وغَفِيراً وغَفِيرَةً - ومِن الأَخير قول بعض العَرب : أَسْأَلُك الغَفِيرَةَ والنَّاقَةَ الغَزِيرَة والعِزَّ في العَشِيرَة فإِنّهَا عَلَيْكَ يَسيرَة - : غَطَّى عَلَيْه وعَفَا عَنْه وقِيلَ : الغُفْرانُ والمَغْفِرَة من الله أَنْ يَصُونَ العَبْدَ من أَنْ يَمَسَّهُ العَذابُ . وقد يُقَال : غَفَرَ له إِذا تَجَاوَزَ عنه في الظاهِر ولم يَتَجَاوَزْ في الباطنِ نحو قوله تَعَالَى : قُلْ للَّذِين آمَنُوا يَغْفِرُوا لِلَّذينَ لا يَرْجُونَ أَيَّامَ اللهِ حقَّقه المُصَنّفُ في البصائر . واسْتَغْفَرَهُ من ذَنْبه ولِذَنْبِهِ واسْتَغْفَرَهُ إِيّاهُ على حذف الحَرْف : طَلَبَ منه غَفْرَهُ قَوْلاً وفِعْلاً . وقوله تعالى : اسْتَغْفِرُوا رَبَّكُمْ إِنَّهُ كَانَ غَفَّاراً . لم يُؤْمَرُوا أَنْ يَسْأَلُوهُ ذلك باللّسَانِ فقط بَلْ به وبالفِعْلِ ؛ حَقَّقه المُصَنّف في البَصَائر . وأَنشد سيبَوَيْه :
" أَسْتَغْفِرُ الله ذَنْباً لَستُ مُحْصِيَهُرَبَّ العِبَادِ إِلَيْهُ القَوْلُ والعَمَلُ والغَفُورُ . والغَفَّارُ - والغافِرُ - : من صفاتِ الله تَعَالَى وهُمَا من أَبْنِيَةِ المُبَالَغَة ومعناهُما السّاتِرُ لِذُنوبِ عِبَادِه المُتَجَاوِزُ عن خَطاياهُمْ وذُنُوبِهم . وغَفَرَ الأَمْرَ بِغُفْرَتِه بالضَّمّ وغَفِيرَتِهِ : أَصْلَحَهُ بما يَنْبَغِي أَنْ يُصْلَحَ به . ويُقَال : ما عنْدَهم عَذِيرَةٌ ولا غَفِيرَةٌ أَي لا يَعْذِرُون ولا يَغْفِرُون ذَنْباً لأَحَد . قال صَخْرُ الغَىِّ : يا قَوْمُ لَيْسَتْ فِيهمُ غَفِيرَهُ فامْشُوا كَما تَمْشِي جِمَالُ الحِيرَهْ أَي مَانِعُوا عن أَنْفُسِكُمْ ولا تَهْرُبُوا فإِنَّهم - أَي بني المُصْطَلِق - لا يَغْفِرُون ذَنْبَ أَحد منكم إِن ظَفِرُوا به . والمِغْفَر كمِنْبَرٍ والمِغْفَرَةُ بهاءٍ والغِفَارَةُ ككِتَابَة : زَرَدٌ من الدِّرْع يُنْسَجُ على قَدْرِ الرَّأْسِ يُلْبَسُ تَحْتَ القَلَنْسُوَة ويُقَالُ : هو رَفْرَفُ البَيْضَةِ أَو حَلَقٌ يَتَقنَّعُ بِهَا وفي بعض الأُصُول : به المُتَسَلِّحُ . وقال ابنُ شُمَيْل : المِغْفَرُ : حَلَقٌ يَجْعَلُها الرَّجلُ أَسْفَلَ البَيْضَةِ تُسْبَغُ على العُنُقِ فَتَقِيهِ . قال : ورُبَّمَا كان المِغْفَرُ مِثْلَ القَلَنْسُوَة غَيرَ أَنّهَا أَوْسَعُ يُلْقيها الرَّجلُ على رَأْسه فتَبْلُغُ الدِّرْعَ ثمّ تُلْبَسُ البَيْضَةُ فَوْقَهَا فذلك المِغْفَر يُرَفَّلُ على العاتِقَيْن ورُبّمَا جُعِل المِغْفَرُ من دِيبَاجٍ وخَزٍّ أَسْفَلَ البَيْضَةِ . وقرأْتُ في كتاب الدِّرْع والبَيْضَة لأَبي : عُبَيْدَةَ مَعْمَر بن المُثَنَّى التَّيْمِيِّ ما نَصُّه : فإِذا لم تَكُنْ يَعْني الدِّرْع صَفيحاً وكَانَتْ سَرَداً - محرّكَةً وقد تُحَوَّل السّين زاياً فيقولُون : زَرَداً وهو الحَلَقُ - فهي مغْفَرٌ وغِفَارَةٌ مَكْسُورة الغَيْن قال :
وطِمِرَّةٍ جَرْداءَ تَضْ ... بِرُ بالمُدجَّجِ ذِي الغِفَارَهْويقال لها تَسْبِغَةٌ فرُبَّمَا كانَت ظَاهِرَةَ الحَلَقِ وربما بَطَّنُوهَا وظَهَّرُوها بِديباج أَو خَزٍّ أَو بِزْيَوْن وحَشَوْهَا بِمَا كَانَ وربَّمَا اتَّخَذُوا فَوْقَهَا قَوْنَساً من فِضَّةٍ وغَيْرِ ذلك . انتهى . والغِفَارَةُ ككِتَابَة : خِرْقةٌ تَلْبَسُهَا المرأَةُ فتُغَطِّي رَأْسَها ما قَبَلَ منه وما دَبَرَ غَيْرَ وَسَطِ رَأْسِهَا . وقيل : هي خِرْقَةٌ تكونُ دون المِقْنَعَة تُوَقِّى بها المَرْأَةُ خِمَارَهَا من الدُّهْن . والغِفَارَةُ أَيضاً : الرُّقْعَةُ الْتي تكونُ على حَزِّ القَوْسِ الذي يَجْرِي عليه الوَتَرُ وقيل : الغِفَارَةُ : جِلْدَةٌ تكونُ على رَأْسِ القَوْسِ يَجْرِي عليها الوَتَرُ والغِفَارَةُ : السَّحَابَةُ فَوْقَ السَّحَابَةِ وفي التهذيب : سَحَابَةٌ تَرَاهَا كأَنَّهَا فوقَ سَحَابَةٍ . والغِفَارةُ : رَأْسَ الجَبَلِ . وغِفَارَةُ : اسمُ جَبَل بعَيْنِه ؛ عن الصاغانيّ . والغَفْرُ بالفَتْح : البَطْنُ قال :
هو القاربُ التالِي له كلُّ قارِب ... وذُو الصَّدَرِ الناّمِي إِذا بَلَغَ الغَفْرَا والغَفْرُ : زِئْبِرُ الثَّوْبِ وما شاكَلَه واحِدَتُه غَفْرَةٌ ويُحَرَّك ويُقَالُ : غَفْرُ الثَّوْبِ : هُدْبُهُ وهُدْب الخَمَائِصِ وهي القُطُفُ رِقَاقُهَا ولَيِّنُها وليس هو أَطْرَافَ الأَرْدِيَة ولا المَلاحِف . وغَفِرَ الثَّوْبُ كفَرِحَ غَفْراً واغْفَارَّ اغْفِيراراً : ثارَ زِئْبِرُهُ وقال ابنُ القَطّاع : أَخْرَجَ زِئْبِرَه . والغُفْرُ : وَلَدُ الأَرْوِيَّة وضَمُّه أَكثرُ والفَتْحُ قَلِيلٌ ج أَغْفَارٌ كقُفْل وأَقْفَال وغِفَرَة كعنَبَةٍ وغُفُورٌ بالضَّمّ الأَخيرة عن كُراع والأُنْثَى غُفْرَةٌ وأُمُّه مُغْفِرَة وَقَدْ أَغْفَرَت والجَمْعُ مُغْفِرَاتٌ قال بِشْرٌ :
وصَعْبٌ يَزِلُّ الغُفْرُ عن قُذُفاتِهِ ... بحافاتِه بانٌ طِوالٌ وعَرْعَرُ وقيل : الغُفْر اسمٌ للواحِدِ منها والجَمْعِ . وحُكِىَ : هذا غُفْرٌ كَثيرٌ وهِي أَرْوَى مُغْفِرٌ : لَهَا غُفْرٌ . قال ابنُ سِيدَه : هكذا حَكَاه أَبو عُبَيْد والصَّوَاب : أَرْوِيَّةٌ مُغْفِرٌ لأَنَّ الأَرْوَى جَمْعٌ أَو اسمُ جَمْع . والغَفْر : مَنْزِلٌ للقَمَر ثَلاثَةُ أَنْجُمٍ صِغَارٌ وهي من المِيْزَانِ . . والغَفْرُ : شَيْءٌ كالجُوَالِق . والغِْفُر بالكَسْر : وَلَدُ البَقَرةِ عن الهَجَرِيّ وقال ابنُ دُرَيد : الغِفْرُ : زَعَمُوا دُوَيْبَة نقله الصاغانيّ . والغَفَرُ بالتَّحْرِيك : صِغَارُ الكَلإِ وأَغْفَرَتِ الأَرْضُ : نَبَتَ فيها شئٌ منه . والغَفَرُ : شَعَرُ العُنُقِ واللَّحْيَيْنِ والقفَاَ والجَبْهَةِ . وقِيل : هو شَعَرٌ كالزَّغَب يَكون على ساقِ المَرْأَةِ والجَبْهَةِ ونحوِ ذلك كالغَفْر بالفَتْح . قال الراجِزُ :
قد عَلِمَتْ خَوْدٌ بسَاقَيْهَا الغَفَرْ ... لَيَرْوَيَنْ أَو لَيَبِيدَنَّ الشَّجَرْ كالغُفَارِ بالضَّمّ وهو لُغَةٌ في الغَفَر مُحَرَّكَةً قال الرَّاجز :
تُبْدِى نَقِيّاً زَانَهَا خِمَارُهَا ... وقُسْطَةً ما شانَها غُفَارُهَاالقُسْطَةُ : عَظْمُ السَّاقِ . قال الجَوْهَرِيّ . ولَسْتُ أَرْويه عن أَحَدٍ . والغَفِيرِ هكذا هو في النُّسخ كأَمير والَّذِي في اللّسَان وغَيْره : والغَفْر بفَتْح فسُكُون فليُنْظَر وغَفْرُ الجَسَدِ وغَفَرُه وغِفَارُهُ : شَعرُه الصِّغارُ القِصار وقال أَبو حَنِيفَة : يُقَال : هو غَفِرُ القَفَا ككَتف : في قَفَاهُ غَفَرٌ وهي غَفِرَةُ الوَجْهِ إِذا كان في وَجْهِها غَفَرٌ . والجَمّاءُ الغَفِيرُ بالمَدّ : البَيْضَةُ التي تَجْمَعُ الرَّأْسَ وتَضُمّه قال أَبو عُبَيْدَة في كِتَاب الدّرع والبَيْضَة : البَيْضَةُ اسمٌ جامِعٌ لما فيهَا من الأَسْمَاءِ والصِّفاتِ التي من غَيْرِ لَفْظها وللبَيْضَة قَبَائلُ صَفائحُ كقَبَائلِ الرَّأْس تَجْمَعُ أَطْرَافَ بَعْضِها إِلى بَعْض بمَسَامِيرَ يَشْدُدْنَ طَرفَيْ كُلّ قَبيلَتَيْن . إِلى آخِرِ ما قال . ويُقَال : جاءُوا جَمّاً غَفِيراً وجَمَّ الغَفِيرِ بالإِضافة وجَمّاءَ الغَفيرِ والجَمّاءَ الغَفِيرَ وجَمّاءَ غَفِيراً ممدودٌ في الكُلّ وجَمّاءَ الغَفِيرَي بالقَصْرِ وجَمَّ الغَفِيرَةِ وجَمّاءَ الغَفِيرَةِ الثَّلاثَةُ ذَكَرَهُمْ الصاغَانِيّ والجَمّاءَ الغَفِيرَةَ وجَمّاءَ غَفِيرضةً والجَمَّ الغَفِيرَ ويقال أَيضاً : جاءُوا بجَمّاءِ الغَفِيرِ والغَفِيرَةِ أَي جاءُوا جَمِيعاً شَريفُهُم ووَضِيعُهم ولم يَتَخَلَّف أَحدٌ وهم كَثِيرُون . وهو عند سيبويه ولم يَحْك إِلاّ الجَمَاءَ الغفيرَ من الأَحوالِ التي دَخَلَهَا الأَلِفُ والَّلام وهو نادرٌ . وقال الغَفِيرُ وَصْفٌ لازِمٌ للجَمَّاءِ . يعني أَنّك لا تَقُولُ الجَمّاءَ وتَسْكُت . والجَمّاء الغَفِير : اسْمٌ ولَيْس بفعْل إِلاّ أَنّهُ مَوْضُوعٌ مَوْضِعَ المَصْدَرِ أَي يُنْصَبُ كما تُنْصَبُ المَصَادرُ التي هي في مَعْنَاه أَي مَرَرْتُ بِهِم جُمُوماً غَفِيراً كقولك جاءُوني جَمِيعاً وقاطِبةً وطُرّاً وكافَّةً وأَدْخَلُوا فيه الأَلِف والَّلامَ كما أَدْخَلُوهُمَا في قولهم : أَوْرَدَهَا العِرَاكَ : أَي أَوْرَدَهَا عِرَاكاً وجَعَلَهُ غيرُه مَصْدَراً . وأَجَازَ ابنُ الأَنْبَاريّ فيه الرَّفْعَ على تَقْدِيرِهِمْ . وقال الكسائيّ : العربُ تَنصبُ الجَمّاءَ الغَفيرَ في التَّمَام وتَرْفَعُه في النُّقْصَان وقد ذَكَرَ غيرُ واحد من الأَئِمَّة هذا البَحْث في جمم مُسْتَقْصىً وسيأْتي إِنْ شاءَ الله تَعالَى . وفي البصائر : جاءَ القَوْمُ جَمّاءَ غَفِيراً والجَمّاءَ الغَفيرَ أَي بأَجْمَعِهِم . والجَمُّ والجَمِيمُ : الكَثِيرُ من كُلّ شئٍ . وفي النهاية في حَدِيثِ أَبِي ذَرٍّ رَضِيَ الله عنه قلتُ : يا رَسُولُ اللهِ كَم الرُّسُلُ ؟ قال : ثَلاثُمائة وخَمْسَةَ عَشَرَ جَمَّ الغَفِيرِ أَي جَمَاعَةً كثيرةً . وغَفَرَ المَريضُ وكذا الجَرِيحُ يَغْفِرُ غَفْراً من حدِّ ضَرَبَ إِذا قامَ من مَرَضِه ثم نُكِسَ كغُفِرَ بِالضَّمِّ على مَا لَمْ يُسَمَّ فاعِلُهُ . وغَفَرَ العاشقُ : عادَ عِيدُهُ بعدَ السَّلْوَةِ قال الشَّاعِر :
" خَلِيلَيَّ إِنَّ الدَّارَ غَفْرٌ لِذِي الهَوَىكَما يَغْفِرُ المَحْمُومُ أَو صَاحِبُ الكَلْمِوغَفَرَ الجُرْحُ يَغْفِرُ من حَدّ ضَرَبَ إِذا نُكِسَ وانْتَقَضَ وغَفِرَ بالكَسْر لغة فيه ذكرَه ابن القطّاع وهو في اللّسَان أَيضاً . وزاد ابنُ القَطّاع : وغَفِرَ الجُرْحُ كفَرِحَ إِذا بَرَأَ وهو من الأَضْداد . وهذا قد أَغْفَلَه المصنّف وغَيْرُه من أَرْبَابِ الأَفْعَال فهو مُسْتَدْرَكٌ عليه . وغَفَرَ الجَلَبُ السُّوقَ يَغْفِرُها غَفْراً : رَخَّصَهَا . والمَغَافِرُ والمَغَافِيرُ : المَغَاثِيرُ وهو صَمْغٌ شَبِيهٌ بالنّاطِف يَنْضَحُه العُرْفُطُ فَيُوضَع في ثَوْبٍ ثمّ يُنْضَحُ بالمَاءِ فيُشْرَبُ وقد تَقدّم في غثر . الوَاحِدُ مِغْفَرٌ كمِنْبَر ومُغْفُرٌ ومُغْفُورٌ بضمّهما ومِغْفَارٌ ومِغْفيرٌ بكَسْرِهِمَا وقد يكون المُغْفورُ أَيضاً للعُشَرِ والسَّلَم والثُّمَامِ والطَّلْحِ وغيرِ ذلك . وفي التَّهْذيب . يُقَال لِصَمْغ الرَّمْث والعُرْفُطِ : مَغاثيرُ ومَغَافِيرُ الوَاحدُ مُغْثُورٌ ومُغْفُورٌ ومِغْفَرٌ بالكَسْر . وقال ابنُ الأَثِير : المَغَافِيرُ : صَمْغٌ يَسِيلُ من العُرْفُطِ غيرِ أَنَّ رائحَتَه ليست بِطَيِّبَة . وقال اللَّيْث : صَمْغُ الإِجّاصَة مِغْفَارٌ . وقال أَبو عَمْروٍ : المَغافِيرُ : الصَّمْغُ يكونُ في الرِّمْث وهو حُلْوٌ يُؤْكَلُ واحدُهَا مُغْفُورٌ . وقال ابنُ شُمَيْل : الرِّمْثُ من بَيْنِ الحَمْض له مَغَافيرُ وهو شئٌ يَسِيلُ من طَرَف عِيدانِها مثل الدِّبْس في لَوْنِه وقال غَيْرُه : المَغَافيرُ عَسَلٌ حُلْوٌ مِثْلُ الرُّبِّ إِلاَّ أَنّه أَبْيَض . والمَغْفُوراءُ : الأَرْضُ ذاتُ مَغَافِيرَ وهي مَمْدُودَة ؛ قاله ابن دُرَيْد . وحَكَى أَبو حَنِيفَة ذلك في الرُّبَاعيّ . وأَغْفَرَ العُرْفُطُ والرِّمْثُ : ظَهَر فيهما ذلك وأَخْرَجَ مَغَافيرَه . وتَغَفَّرَ وتَمَغْفَر : اجْتَناها من شَجَرِهَا . فمَنْ قال : مِغْفَر قال : خَرَجْنا نَتغَفَّرُ ومن قال : مُغْفور قال : نَتَمَغْفَرُ . وقَوْلُهُم : هذا الجَنَى لا أَنْ يُكَدَّ المُغْفُرُ . ورَوَى أَبو عَْمرو : لا أَنْ تُكَدِّى المِغْفَرَا . مَثَلٌ يُضْرَب في تَفْضِيلِ الشَّيْءِ قالُوا : يُقَال ذلكَ لمَنْ يَنالُ الخَيْرَ الكَثيرَ والمِغْفَرُ : هو العُودُ من شَجَرِ الصَّمْغِ يُمْسَحُ منه ما ابْيَضَّ فيُتَّخَذُ منه شَرَابٌ طَيِّبٌ . وقال بعضُهم : ما اسْتَدَارَ من الصَّمْغ يقال له المِغْفَر وما استطال مثْلَ الإِصْبع يُقَال له الصُّعْرُورُ وما سَالَ منه في الأَرْضِ يُقَال له الذَّوْبُ . وفي الحَدِيث أَنّ قادِماً قَدِمَ عَلَيْه مِن مَكَّةَ فقال : كَيْفَ تَرَكْتَ الحَزْوَرَةَ ؟ قال : جادَهَا المَطَرُ فأَغْفَرَتْ بَطْحَاؤُهَا أَي أَنَّ المَطَر نَزَلَ عليها حتَّى صارَ كالغَفْرِ من النَّبَاتِ . وقيل : أَراد أَنَّ رِمْثَهَا قد أَخْرَجَتْ مَغَافِيرَها . قال ابنُ الأَثِيرِ : وهذا أَشْبَهُ أَلا تَرَاهُ وَصَفَ شَجَرَهَا فقال وأَبْرَمَ سَلَمُهَا وأَعْذَق إِذْخِرُهَا . وغُفَيْرَةُ كجُهَيْنَةَ : امرَأَةٌ . والحَسَنُ بن غُفَيْر العَطّارُ المِصْريّ هكذا بخَط الذَّهَبِيّ في الدِّيوان ووقع بخَطّ الصاغانيّ في التكملة : البَصْرِيّ والأَوَّلُ الصَّواب كزُبَيْر : مُحَدِّث قال الحافِظُ في التَّبْصير : وَاهٍ كان في حُدُودِ الثَّلاثِمِائَة . وقال الذّهبيّ عن يُوسُفَ بنِ عَدِيّ : كذّابٌ وَضّاعٌ . وَبَنُو غافِرٍ : بَطْنٌ من بَنِي سامَةَ بن لُؤَيّ منهم عَطِيَّةُ بنُ جابِرِ بن غافِرٍ الغافِرِيُّ . وبَنُو غِفَارٍ ككِتَاب : قَبِيلَةٌ من كِنَانَةض وهم بَنُو غِفَارِ بن مُلَيْلِ بنِ ضمْرَةَ بنِ بَكْر بن عَبْدِ مَناةَ رَهْطُ سَيِّدنا أَبي ذَرٍّ جُنْدَبُ بنُ جُنادَةَ الغِفَارِيِّ رَضِيَ الله عنه وقد تقدّم ذِكْرُه ثَلاَثَ مَرّات ومنهم إيماءُ بنُ رَحْضةَ وإِليهم البَيْتُ وأَبو بَصْرَة الغِفَاريُّ اسمُه جَمِيلٌ وبِنْتُه عَزَّةُ صاحبَةُ كُثَيِّر ؛ وابنُ آبي اللَّحْمِ وأَبُو رُهْم وغَيْرُهم . ويُقَال : ما فِيهِ غَفِيرَةٌ ولا عَذِيرَةٌ أَي لا يَغْفِرُ لأَحَدٍ ذَنْباً ولا يَقْبَل عُذْراً قال صَخْرُ الغَيّ :
يا قَوْم لَيْسَتْ فِيهمُ غَفِيرَهْ ... فامْشُوا كما تَمْشِي جِمالُ الحِيرَهْأَي تَثَاقَلُوا في سَيْرِكم ولا تُخْفُوه فإِنّهُم - يعني بني المُصْطَلِق - لا يَغْفِرُون ذَنْبَ أَحَد منكم إِنْ ظَفرُوا به . والغَوْفَرُ كجَوْهَر : البِطِّيخُ الخَرِيفيّ أَو نَوْعٌ منه وعليه اقْتََصر الصاغانيّ . والغَفّارِيَّة مُشَدَّدَة ة بمِصْرَ كذا ذَكَره الصاغانيّ . قلتُ : وهما قَرْيَتانِ : إِحداهُمَا في الشَّرْقِيَّة والثانِيَة في الجِيزيّة . وغُفْرٌ كقُفْل : حِصْنٌ باليَمَن من أَعْمَالِ أَبْيَنَ . وأَغْفَرَ النَّخْلُ إِغْفاراً : رَكِبَ البُسْرَ شئٌ كالقِشْرِ قال ابنُ القَطّاع والصاغانيّ : وأَهلُ المَدِينَة يُسَمُّونه : الغَفَا . ومِمّا يُسْتَدْرك عليه : اغْتَفَر ذَنْبَه : مِثْلُ غَفَرَ وهو غَفُورٌ وجَمْعُه غُفُرٌ . وغَفَرَهُ : قال غَفَرَ اللهُ لضهُ . وتَغافَرَا : دَعَا كُلُّ واحدٍ منهما لِصاحِبهِ بالمَغْفِرَة . وامرأَةٌ غَفُورٌ بغير هاءٍ . وغَفَرُ الدَّابَّةِ محرّكةً : نَبَاتُ الشَّعرِ في مَوْضِع العُرْف . والغَفَرُ : نَباتٌ رِبْعيٌّ يَنْبُتُ في السَّهْلِ والآكامِ كأَنَّه عَصافِيرُ خُضْرٌ قِيامٌ إِذا كان أَخضر فإِذا يَبسَ فكأَنَّهُ حُمْرٌ غَيْرُ قِيَام . والغَفِيرَةُ : الكَثْرَةُ والزِّيادَةُ وبه فُسِّرَ حديثُ عليٍّ رضي الله عنه : إِذا رَأَى أَحَدُكُم لأَخِيه غَفِيرَةً في أَهْل أَو مال فلا يَكُونَنّ لَهُ فِتْنَةً . وغِفَارٌ ككِتَاب : مِيسَمٌ يكون على الخَدِّ . وأَبو غِفَارٍ المُثَنَّى بنُ سَعِيد وأَبو غِفَار غالِبٌ التّمّارُ . واخْتُلِف في الأَخِير فقَال الفَلاَّسُ : إِنَّهُ أَبو عَفّانَ وغِفَارٌ العابِدُ : مُحَدِّثون وآمِنَةُ بِنْتُ غِفَار : زَوْجَةُ ابنِ عُمَرَ الَّتي طَلَّقَهَا وهي حائضٌ . وكزُبَيْر : غُفَيْرُ بنُ جَرِير النَّسَفيُّ الحَدّادُ وحَسّانُ بنُ عليّ بن غُفَيْر النَّسَفِيّ وحَفِيدُه عبدُ اللهِ بنُ أَحْمَدَ ابنِ حَسَن بن حَسّان وعليُّ بنُ نَصْرِ بن محمْدِ بنِ غُفَيْر وأَبو ذَرٍّ عَبْدُ بنُ أَحْمَدَ بن محمّدِ بن عبدِ اللهِ بن غُفَيْر الهَرَوِيّ الحافِظُ : محدِّثون . ومن سَجَعات الأَساس : فُلانٌ صِدْقُ قَوْلِه غِفَارِىّ وزَنْدُ وَعْدِه عَفَارِيّ . ومن المَجَازِ قَوْلُ زُهَيْر :
أَضاعَتْ فلَمْ تُغْفَر لَهَا غَفَلاتُها ... فلاَقَتْ بَياناً عندَ آخِرِ مَعْهَدِ أَي لم تَغْفِرِ السِّبَاعُ غَفْلَتَها عن وَلَدِهَا فأَكَلَتْه