عَبَطَ الذَّبيحَةَ يَعْبِطْها من حَدِّ ضَرَبَ عَبْطاً : نَحَرَها من غيرِ عِلَّةٍ من داءٍ أَو كَسْرٍ وهي سَمينَةٌ فَتِيَّةٌ فهو هكذا في النُّسَخِ بتَذْكيرِ الضَّميرِ عَبيطٌ ج : عُبُطٌ وعِبَاطٌ ككُتُبٍ ورِجالٍ ومن الأَوَّلِ قولُ أَبي ذُؤَيْبٍ الهُذَلِيّ :
فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِما بنَوَافِذٍ ... كنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتي لا تُرْقَعُ فإِنَّه أرادَ بها جمعَ عَبيطٍ وهو الَّذي يُنْحَرُ لغيرِ عِلَّةٍ . فإِذا كان كذلِكَ كان خُرُوجُ الدَّمِ أَشَدَّ وفيه وجهٌ آخرُ يأْتي بَيَانُه . ومن الثَّاني أَنْشَدَ سيبَوَيْهِ قولَ المُتَنَخِّل الهُذَلِيّ :
أَبِيتُ عَلَى مَعَارِيَ وَاضِحاتٍ ... بهِنَّ مُلَوَّبٌ كَدَمِ العِبَاطِ ويُرْوَى : عَلَى مَعَاصِمِ . وعَبَطَ فلانٌ : غابَ من الغَيْبَةِ لا من الغَيْبُوبَةِ عن ابن الأَعْرَابِيّ وهي العَبْطَةُ وهو مَجازٌ . وعَبَطَت الرِّيحُ وَجْهَ الأَرْضِ : قَشَرَتْه وهو مجازٌ أَيْضاً . وعَبَطَ الأَرْضَ : حَفَرَ منها موضِعاً لم يُحْفَر قبلَ ذلك وهو مَجازٌ أَيْضاً قالَ المَرَّارُ بنُ مُنْقِذٍ العَدَوِيِّ يَصِفُ حِمَاراً :
ظَلَّ في أَعْلَى يَفَاعٍ جاذِلاً ... يَعْبِطُ الأَرْضَ اعْتِباطَ المُحْتَفِرْ وعَبَطَ الكَذِبَ عليَّ : افْتَعَلَهُ وهو مَجازٌ أَيْضاً كاعْتَبَطَ في الكُلِّ يُقَالُ : اعْتَبَطَ البَعيرَ : نَحَرَهُ بلا عِلَّة وناقَةٌ عَبِيطَةٌ ومُعْتَبَطَةٌ قالَ رُؤْبَةُ :
" عَلَيَّ أَنْمارٌ من اعْتِبَاطِي
" كالحَيَّةِ المُجْتَابِ بالأَرْقَاطِ واعْتَبَطَ فُلانٌ : اغْتابَ . وعَلَيْه الكَذِبَ : افْتَعَلَهُ صُرَاحاً من غيرِ عُذْرٍ . واعْتَبَطَ الأَرْضَ : حَفَرَها قالَ حُمَيْدُ بنُ ثَوْرٍ :
إِذا سَنَابِكُها أَثَرْنَ مُغْتَبَطاً ... من التُّرابِ كَبَتْ فيها الأَعَاصِيرُ أرادَ التُّرابَ الَّذي أَثارَتْهُ كان ذلك في موضعٍ لم يَكُنْ فيه قبلُ . ومن المَجازِ : عَبَطَ فُلانٌ نَفْسَه وبنَفْسِه في الحَرْبِ : أَلْقاها فيها غيرَ مُكْرَهٍ . وعَبَطَ الحِمارُ التُّرابَ بحَوَافِرِهِ : أَثَارَهُ كاعْتَبَطَهُ والتُّرابُ عَبِيطٌ . وعَبَطَ عَرَقَ الفَرَس إِذا أَجْراهُ حتَّى عَرِقَ وهو مَجازٌ قالَ النَّابِغَةُ الجَعْدِيُّ يُخاطِبُ سَوّارَ بنَ أَوْفَى القُشَيْرِيَّ :
مَزَحْتَ وأَطْرافُ الكَلاَلِيبِ تَلْتَقِي ... وقد عَبَطَ الماءَ الحَمِيمَ فأَسْهَلاَ وعَبَطَ الضَّرْعَ : أَدْماهُ وهو مَجازٌ . ومنه الحَديثُ : " مُرِي بَنِيكِ أَنْ يُقَلِّمُوا أَظْفارَهُم أَنْ يُوجِعُوا أَو يَعْبِطوا ضُرُوعَ الغَنَمِ " أَي لا يُشَدِّدوا الحَلْبَ فيَعْقِروها ويُدْمُوها بالعَصْرِ من العَبِيطِ وهو الدَّمُ الطَّرِيُّ أَو لا يَسْتَقْصُون حَلَبَهَا حتَّى يَخْرُجَ الدَّمُ بعدَ اللَّبَنِ . والمُرادُ أَنْ لا يَعْبِطُوها . وعَبَطَ الشَّيءَ والثَّوْبَ يَعْبِطُه عَبْطاً : شَقَّهُ شَقًّا صَحيحاً فهو مَعْبُوطٌ وعَبِيطٌ وجمعُ العَبِيطِ : عُبُطٌ بضَمَّتَيْنِ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فَتَخَالَسَا نَفْسَيْهِما بنَوَافِذٍ ... كنَوَافِذِ العُبُطِ الَّتي لا تُرْقَعُ وقد تقدَّمَ ذِكْرُه قالَ : يعني كشَقِّ الجُيُوبِ وأَطْرافِ الأَكمامِ والذُّيُولِ ؛ لأَنَّها تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِ . كذا في النُّسَخِ وفي بعضِها : لا تُرْقَعُ بعدَ العَبْطِِ . وفي بعضِها : لا تُرْقَعُ إلاّ بعدَ العَبْطِ . قلتُ : ويُرْوَى : كنَوَافِذِ العُطُبِ . وهو القُطْن وأرادَ الثَّوْبَ من قُطْن . وقالَ أَبُو نَصْرٍ : لا أَعْرِفُ هذا كذا في شَرْحِ الدِّيوانِ فعَبَطَ هو بنَفْسِه يَعْبِطُ من حدِّ ضَرَبَ أَي انْشَقَّ لازمٌ متعَدٍّ . قالَ القُطَامِيُّ :
وظَلَّتْ تَعْبِطُ الأَيْدِي كُلُوماً ... تَمُجُّ عُرُوقُها عَلَقاً مُتَاعَا ومن المَجازِ : عَبَطَت الدَّواهي الرَّجُلَ إِذا نالَتْهُ وزادَ اللَّيْثُ : من غَيْرِ اسْتِحْقاقٍ لذلك . ويُقَالُ : ماتَ فُلانٌ عَبْطَةً بالفَتْحِ أَي شابًّا وقيل : شابًّا صَحيحاً . وفي الصّحاح : صَحِيحاً شابًّا وأَنْشَدَ لأُمَيَّةَ بنِ أَبي الصَّلْتِ :
مَنْ لا يَمُتْ عَبْطَةً يَمُتْ هَرَماً ... للمَوْتِ كَأْسٌ فالمَرْءُ ذائِقُها ويُرْوَى : للمَوْتِ كأْسٌ والمَرْءُ وقد تقدَّمَ تَحْقِيقُه في ك و س وبَعْدَه :
يُوشِكُ مَنْ فَرَّ مِنْ مَنِيَّتِهِ ... في بَعْضِ غِرَّاتِهِ يُوَافِقُهَاويُقَالُ : أَعْبَطَهُ المَوْتُ واعْتَبَطَهُ إِذا أَخَذَهُ شابًّا صَحيحاً لَيْسَت به عِلَّةٌ ولا هَرَمٌ . ولَحْمٌ عَبيطٌ بيِّنُ العُبْطَةِ : سَليمٌ من الآفاتِ إلاّ الكَسْر قاله ابنُ بُزُرْج قالَ : ولا يُقَالُ للَّحْمِ الدَّوِيِّ المَدْخولِ من آفةٍ : عَبيطٌ وفي الحَديثِ : " فقَاءَتْ لَحْماً عَبيطاً " قالَ ابنُ الأَثيرِ : هو الطَّرِيُّ غير النَّضيجِ ومنه حَديثُ عُمَرَ : " فَدَعَا بلَحْمٍ عَبيطٍ " والَّذي في غَريبِ الخَطّابِيِّ - عَلَى اخْتِلافِ نُسَخِه - : " فَدَعَا بلَحْمٍ غَليظٍ " يريدُ لَحْماً خَشِناً عاسِياً لا يَنْقَادُ في المَضْغِ . قالَ ابنُ الأَثيرِ : وكأَنَّه أَشْبَهُ . وفي الأَساسِ : يُقَالُ للجزَّارِ : أَعِبيطٌ أَمْ عارِضٌ ؟ يُراد : أَمَنْحورٌ عَلَى صِحَّةٍ أَو من داءٍ ؟ . وكذلِكَ : دَمٌ عَبيطٌ بيِّنُ العُبْطَةِ : خَالِصٌ طَرِيٌّ . قالَ اللَّيْثُ : ويُقَالُ : زَعْفَرَانٌ عَبيطٌ بيِّنُ العُبْطَةِ بالضَّمِّ أَي طَرِيٌّ يُشَبَّهُ بالدَّمِ العَبِيطِ . والعَوْبَطُ كجَوْهَرٍ : الدَّاهِيَةُ جَمْعُهُ : عَوَابِطُ قالَ حُمَيْدٌ الأَرْقَطُ :
" بمَنْزِلٍ عَفٍّ ولم يُخَالِطِ
" مُدَنِّسَاتِ الرِّيَبِ العَوَابِطِ والعَوْبَطُ : لُجَّةُ البَحْرِ مقلوبٌ عن العَوْطَب
وممَّا يُسْتَدْرَكُ عليه : العَبْطُ : أَخْذُكَ الشَّيءَ طَرِيًّا هذا هو الأَصْلُ . والمَعْبُوطَةُ : الشَّاةُ المَذْبوحَةُ صَحِيحَةً . ولَحْمٌ مَعْبُوطٌ : لم يُنَيِّبْ فيه سَبُعٌ ولم تُصِبْه عِلَّةٌ نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ . وأَنْشَدَ للَبيدٍ :
ولا أَضِنُّ بمَعْبُوطِ السَّنَامِ إِذا ... كانَ القُتَارُ كما يُسْتَرْوَحُ القُطُرُ واعْتَبَطَ فُلاناً : قَتَلَه ظُلْماً لا عَنْ قِصَاصٍ قاله الخَطَّابِيُّ وهو مَجازٌ . وقالَ الصَّاغَانِيّ : اسْتَعارَ الاعْتِباطَ وهو الذَّبْحُ بغيرِ عِلَّةٍ للقَتْلِ بغيرِ جِنايَةٍ . والعَبْطُ : الرِّيبَة . وأَدِيمٌ عَبِيطٌ : مَشْقُوقٌ . وعَبَطَ النَّباتُ الأَرْضَ : شَقَّها . والعَابِطُ : الكَذَّابُ . واعْتَبَطَ عِرْضَه : شَتَمَه وتَنَقَّصَه وكذلِكَ عَبَطَه وهو مَجازٌ . وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ :
" وعَبْطِهِ عِرْضِي أَوَانَ مَعْبَطِهْ والاعْتِبَاطُ : الوَعْكُ وقد اعْتُبِطَ إِذا وُعِكَ . واعْتُبِطَ : جُرِحَ . والعَبيطُ : الأَهْوَجُ كالمَعْبُوطِ ومصْدَرُه : العَبَاطَةُ بالفَتْحِ