" لَيْتَ " بفتح اللام : " كلمةُ تَمَنٍّ " أَي حرفٌ دَالٌّ على التَّمَنِّى وهو طَلَبُ ما لا طَمَعَ فيه أَو ما فيه عُسْرٌ تقول : لَيْتَنِي فعلتُ كذا وكذا وهي من الحُروفِ النّاصبة " تَنْصِبُ الاسمَ وتَرْفَعُ الخَبَرَ " مثل كأَنَّ وأَخواتِها ؛ لأَنّها شابَهت الأَفْعالَ بقُوّةِ أَلفاظِها واتصالِ أَكْثَرِ المُضْمَرات بها وبمعانيها تقولُ : ليتَ زيْداً ذاهبٌ وأَما قول الشاعر :
" يا لَيتَ أَيّامَ الصِّبَا رَواجِعَا فإِنما أَراد يا ليتَ أَيامَ الصّبا لَنا رَواجِعَ نصَبَه على الحالِ كذا في الصّحاح . ووجَدْتُ في الحاشيةِ ما نصّه : رواجعا نُصِب على إِضْمارِ فعْلٍ كأَنه قال : أَقْبَلَتْ أَو عَادَتْ أَو ما يليق بالمعنى كذا قال سيبويه " تَتَعَلّقُ بالمُسْتَحِيلِ غالِباً وبالمُمْكِنِ قَليلاً " وهو نصّ الشيخ ابنِ هِشامٍ في المُغْنى ومثَّلَه بقول الشاعر :
فياليتَ الشَّبابَ يَعُودُ يَوْماً ... فَأُخْبِرَهُ بما فَعَلَ المَشِيبُ وقد نظر فيه الشيخ بهاءُ الدّين السُّبْكِيّ في " عروس الأَفْراحِ " ومنع أَن يكون هذا من المُسْتَحِيل . نقلَه شيخنا . " وقد " حَكى النَّحْوِيُّون عن بعضِ العَربِ أَنها " تُنَزَّلُ مَنْزلَةَ وَجَدْتُ " فيعدِّيها إلى مفعولين ويُجْرِيها مُجْرَى الأَفعال " فيُقالُ : ليتَ زَيْداً شاخِصاً " فيكون البيت على هذه اللغة كذا في الصحاح . قال شيخنا : وهذه لغةٌ مشهورة حكاها الفَرّاءُ وأَصحابه عن العرب ونقلها الشيخُ ابنُ مالكٍ في مُصَنَّفاتِه واستدلوا بشواهد حَمَلَها بقيُّةُ البَصْرِيِّين على التأْويل . " ويُقال : لَيْتِى ولَيْتَنِى " كما قالوا : لَعَلَّنِى ولَعَلِّى وإِنّي وإِنَّنِي قال ابن سِيدَه : وقد جاءَ في الشِّعر لَيْتِى أَنشد سِيبويِه لزَيْدِ الخَيْل :
تَمَنّى مَزْيَدٌ زَيْداً فَلاقَى ... أَخاً ثِقَةً إِذا اخْتَلَفَ العَوالِي
كمُنْيَةِ جَابِرٍ إِذْ قَال لَيْتِى ... أُصادفُه وأُتْلِف بَعْضَ مالِي
قلت : هكذا في النوادر والذي في الصّحاح " أَغْرَمُ جُلَّ مالِي " في المصراعِ الأَخير . وقال شيخنا - عند قولِ المصَنِّف ويقال : لَيْتِى ولَيْتَنِي - : أَراد أَنَّ نونَ الوِقاية تلحقُها كإِلْحاقِها بالأَفعال حِفْظاً لفتحتها ولا تَلْحَقُها إِبقاءً لها على الأَصل وظاهِرُه التَّساوى في الإِلحاقِ وعَدَمهِ وليس كذلك وفي تنظِير الجَوْهَرِيّ لها بلَعَلّ أَنهما في هذا الحُكْمِ سواءٌ وأَنّ النونَ تَلْحَقُ لعلّ كلَيْتَ ولا تَلْحَقُها وليس كذلك بل الصَّوابُ أَنّ إِلحاقَ النّون لليتَ أَكثَرُ بخلاف لعلّ فإِنّ الراجِحَ فيها عدَمُ إِلحاقِ النونِ إِلى آخرِ ما قال . " واللِّيتُ بالكَسْرِ : صَفْحَةُ العُنُق " وقِيل : اللِّيتانِ : أَدْنَى صَفْحَتَىِ العُنُقِ من الرَّأْسِ عليهما بَنْحَدرُ القُرْطانِ وهما وراءَ لِهْزِمَتَيِ اللَّحْيَيْنِ وقيل : هما موضعُ المِحْجَمَتَينِ وقيل : هما ما تحتَ القُرْطِ من العُنُقِ والجمع أَلْياتٌ ولِيتَةٌ وفي الحديث : " يُنْفَخُ في الصُّورِ فلا يَسْمَعُه أَحَدٌ إِلاّ أَصْغَى لِيتاً " أَي أَمالَ صَفْحَةَ عُنُقِه . " ولاَتَهُ يَلِيتُه ويَلُوتُه " لَيْتاً أَي " حَبَسَه عن وَجْهِه وصَرَفَه " قال الراجز :
" ولَيْلة ذاتِ نَدىً سَرَيْتُ
" ولم يَلِتْنِي عن سُرَاها لَيْتُ وقيل : معنى هذا : لم يَلِتْنِي عن سُرَاها أَن أَتَنَدّمَ فأَقولَ : لَيْتَنِي ما سَرَيْتُها . وقيل : معناه : لم يَصْرِفْني عن سُرَاها صارِفٌ أَي لم يَلِتْنِي لائِتٌ فوُضِع المَصْدَرُ موضعَ الاسْمِ . وفي التَّهْذِيب : أي لَمْ يَثْنِني عنها نَقْصٌ ولا عَجْزٌ عنها . " كأَلاَتَهُ " عن وَجْهِه فَعَل وأَفْعَلَ بمعنىً واحدٍ . ولاَتَه حَقَّهُ يَلِيتُه لَيْتاً وأَلاتَهُ : نَقَصَهُ والأَوّل أَعْلَى وفي التنزيل العزيز " وإِنْ تُطيعُوا اللهَ وَرَسُولَهُ لاَ يَلِتْكُمْ مِن أَعْمَالِكُم شَيْئاً " قال الفَرّاءُ : معناهُ لا يَنْقُصْكُمْ ولا يَظْلِمْكُم من أَعمالِكُم شيْئاً وهو مِن لاَتَ يَلِيتُ قال : والقُرّاءُ مُجْتَمِعُون عليها قال الزَّجّاج : لاتَه يَلِيتُه وأَلاتَهُ يُلِيتُه إِذا نَقَصَه . في اللسانِ : يقال : " ما أَلاَتَه " من عَمَلِه " شَيْئاً : ما نَقَصَه كما أَلَتَه " بكَسْرِ اللامِ وفَتْحِها وقُرىءَ قولُه " ومَا أَلَتْناهُمْ " بكسر اللام " مِنْ عَمَلهِمْ من شَىْءٍ " قال الزّجّاج : لاتَهُ عن وَجْهِه أَي حَبَسَه يَقُول : لا نُقْصانَ ولا زِيادةَ وقيل في قوله - ما أَلَتْناهُم - قال : يَجُوز أَن تكونَ من أَلَتَ ومن أَلاتَ . وقال شَمِرٌ فيما أَنشده من قول عُرْوَةَ بنِ الوَرْد :
" فَبِتُّ أُلِيتُ الحَقَّ والحَقُّ مُبْتَلَىأَي أُحِيلُه وأَصْرِفُه ولاتَه عن أَمره لَيْتاً وأَلاتَهُ : صَرَفَه . وعن ابن الأَعرابيّ : سمعتُ بعضَهم يقول : الحمدُ للهِ الذي لا يُفاتُ ولا يُلاتُ . ولا تَشْتَبِهُ عليه الأَصْواتُ . يُلاتُ : من أَلاتَ يُلِيتُ لغةٌ في لاَت يَلِيتُ إِذا نَقَص ومعناه : لا يُنْقَصُ ولا يُحْبَسُ عنه الدُّعاءُ . وقال خَالدُ بنُ جُنْبَة : لايُلاتُ أَي لا يَأْخُذُ فيه قولُ قائلِ أَي لا يُطِيعُ أَحداً كذا في اللَّسانِ . " والتّاءُ في " قوله تعالى : " ولاتَ حِينَ مَناصٍ " زائِدَةٌ كما " زِيدَت " " في ثُمَّتَ " ورُبَّتَ وهو قول المُؤَرِّج كذا في الصّحاح واللسان " أَو شَبَّهوها " أَي لات " بلَيْسَ " قاله الأَخْفَش كذا بخطّ الجَوْهَرِيّ في الصّحاح وفي الهامش صوابُه : سيبويهِ " فَأُضْمِرَ " وعِبارةَ الصحاح : وأَضْمَرُوا " فيها اسْم الفَاعِلِ . قال : " ولا تَكُون لاتَ إِلاّ مَع حِينَ " قال ابنُ بَرِّيّ : هذا القَوْلُ نسبَه الجوهريّ إِلى الأَخْفَش وهو لسِيبَوَيْه ؛ لأَنه يَرى أَنَّها عامِلَةٌ عَمَل ليس وأَما الأَخْفَشُ فكان لا يُعْمِلُها ويرفَعُ ما بعدَها بالابتداءِ إِن كان مَرْفوعاً وينصبه بإِضمارِ فِعْل إِن كان مَنْصُوباً قال : " وقد تُحْذَفُ " أَي لفظةُ حين في الشعر " وهي " أَي تلكَ اللَّفْظَة " مُرادَةٌ " فتُقَدّر وهو قول الصّاغانيّ والجَوْهَرِيّ وإِياهُما تَبِعَ المًصَنّف " كقول مازِنِ بنِ مَالِكٍ : حَنَّتْ ولاتَ هَنَّتْ وأَنَّى لَكَ مَقْرُوعُ " فحذفَ الحِينَ وهو يُريدُه . ووجَدْتُ في الهامش أَنَّ هذا ليْسَ بشعرٍ وإِنّما هو كَلامٌ تُمُثِّلَ بِه وله حكايةٌ طويلةٌ قال شيخُنا : وقد تعَقَّبُوه يعني القولَ الذي تبع فيهِ الشَّيْخَيْنِ فقالوا : إِن أَرادُوا الزّمانَ المحذوفَ مَعْمُولُه فلا يَصِحُّ ؛ إِذ لا يَجُوز حَذْفُ معمولَيْها كما لا يجوز جَمْعُهُما وإِن أَرادُوا أَنّها مُهْمَلَةٌ وأَن الزّمان لا بد منه لتصحيح استعمالها فلا يَصِحُّ أَيضاً ؛ لأَنَّ المُهْمَلَة تَدْخُل على غيرِ الزّمان . قلت : هو الذي صَرّحَ به أَئمةُ العربيّة قال أَبو حَيّان - في ارْتِشافِ الضَّرَبِ من لسانِ العَرَبِ - : وقد جَاءَت لاتَ غيرَ مضافٍ إِليها حين ولا مَذْكُورٍ بعدها حين ولا ما رَادَفَهُ في قول الأَوْدِىّ
تَرَكَ الناسُ لنَا أَكْنَافَنَا ... وتَوَلَّوْا لاتَ لَمْ يُغْنِ الفِرارُإِذْ لَوْ كانت عامِلَةً لم يُحْذَف الجُزآنِ بعدَها كما لا يُحْذَفانِ بعد ما ولا العاملَتيْنِ عَملَ ليس وصَرّحَ به ابنُ مالكٍ في التَّسْهيل والكافيةِ وشُروحِهما ثم قال : وقد أَجْحَفُوا بهذا اللّفظِ في حقيقته وعَملِه فكان الأَوْلَى تَرْكَهُ أَو عدمَ التَّعَرُّضِ لبَسْطِ الكلام فيه وإِنما يَقتصرون على قَوْلِهم : ولاتَ النّافيةُ العاملةُ عَملَ ليس . وحاصلُ كلامِ النُّحاةِ فيها يَرجعُ إِلى أَنهم اختَلَفُوا في كلٍّ من حقِيقَتِها وَعَملِها : فقالوا : في حقيقتها أَربعةُ مذاهِبَ : الأَوّل : أَنّها كلمةٌ واحدةٌ وأَنّها فِعْلٌ ماضٍ واختَلَفَ هؤلاءِ على قولين : أَحدهما : أَنّها في الأَصل لاتَ بمعنى نَقَص . ومنه " لا يَلتْكُمْ مِنْ أَعْمَالِكُم " ثُمّ استُعْمِلَتْ للنَّفْيِ كَقَلَّ قاله أَبو ذَرٍّ الخُشَنّى في شَرْحِ كتاب سيبويهِ ونَقَلَه أَبو حيَّان في الارْتِشَاف وابنُ هِشامٍ في المُغْنِى وغير واحد . ثانيهما : أَنَّ أَصْلَها لَيِسَ بالسّين كفَرِح فأُبْدِلت سينُها تاءً ثم انْقَلَبت اليَاءُ أَلِفاً ؛ لتحرُّكِها وانفِتاح ما قبلها فلمّا تَغَيَّرتْ اختَصَّتْ بالحِين وهذا نقله المُرادىّ عن ابنِ الرّبيع . والمذهب الثاني : أَنها كلمتان : لا النّافيةُ لحِقَتْها تاءُ التَّانيث ؛ لتأْنيث اللّفظ كما قاله ابنُ هشامٍ والرَّضِىّ أَو لتأْكيد المُبَالَغَةِ في النَّفْيِ كما في شَرْح القَطْرِ لمُصَنِّفه وهذا هو مذهب الجُمهور . الثالث : أَنها حرْفٌ مُستَقِلٌّ ليس أَصلُه ليسَ ولا لا بل هو لَفْظٌ بسيطٌ موضوعٌ على هذه الصّيغة نقله الشيخ أَبو إِسحاقَ الشَّاطِبِىُّ في شرح الخُلاصة ولم يَذْكُرْه غيْرُه من أَهل العَرَبِيّة على كثرةِ استِقْصائِها . الرابع : أَنّها كلمةٌ وبعضُ كَلِمَةٍ لا النافيةُ والتاءُ مزيدةٌ في أَوّل حين ونُسِبَ هذا القول لأَبِي عُبَيْد وابنِ الطَّرَاوَةِ ونقله عنهُما في المُغْنِى وقال : استدَلَّ أَبو عُبيدٍ بأَنه وجَدَها مُتّصِلَة في الإِمام أَي مُصحَف عُثْمان ولا دَلِيلَ فيه ؛ لأَن في خَطّه أَشياءَ خارجة عن القِياس ويشهد للجمُهْور أَنّه يوقف عليها بالتّاءِ والهاءِ وأَنّها تُرْسَم مُنفصلةً من حين وأَنَّ تاءَها قد تُكْسَر على أَصل التقاءِ الساكنين وهو معنى قول الزمخشريّ . وقرئ بالكسر كجَيْرِ ولو كان ماضِياً لم يكن للكَسْرِ وَجْهٌ . قلتُ : وقد حُكِىَ أَيضاً فيها الضَّمُّ وقُرئ بهن ؛ فالفَتْح تخفيفاًن وهو الأَكثرُ والكَسْرُ على أَصل التقاءِ السَّاكنَيْن والضَّمُّ جَبْراً لوَهْنِها بلزومِ حَذْف أًحدِ مَعْمُولَيْها قاله البَدْرُ الدَّمامِينّى في شرح المُغْنِى فهي مثَلَّثةُ التاءِ وإِن أَغْفَلُوه . ثم قال شيخنا : وأَما الاختلاف في عملها ففيه أَربعةُ مَذاهِبَ أَيضاً : الأَول : أَنّها لا تَعملُ شيْئاً ؛ فإِن وَلِيَها مرفوعٌ فمبتدأٌ حُذِف خَبَرُهُ أَو مَنْصُوبٌ فمَفْعُولٌ حُذِف فِعْلُه الناصِبُ له وهو قولُ الأَخفش والتقدير عنده : لا أَرَى حينَ مَنَاصٍ نَصْباً ولا حِينُ مناصٍ كائِنٌ لَهمُ رَفْعاً . والثاني : أَنها تعملُ عَمَلَ إِنّ وهو قَوْلٌ آخَرُ للأَخْفَشِ والكُوفِيّينَ . والثّالث : أَنها حرفُ جَرٍّ عند الفَرّاءِ على ما نقله عنه الرَّضِىّ وابنُ هشامٍ وغيرهما . والرابع : أَنّها تعملُ عملَ لَيْسَ وهو قول الجُمْهُور وقيّده ابنُ هِشام بِشَرْطَيْن : كون معمُولَيْها اسمَىْ زَمَان وحذف أَحدِهما . انتهى
فصل الميم من التاء المثناة الفوقية
العُرْبُ بالضَّمِّ كقُفْل وبالتَّحْرِيكِ كَجَبلٍ : جِيلٌ من النَّاسِ معروف خِلاَفُ العَجَم وهما وَاحِد مثلُ العُجْم والعَجَم مُؤَنَّثٌ وتَصْغِيرُه بغَيْر هَاءٍ نَادِرٌ . قال أَبُو الهِنْدِيّ واسمُه عَبْدُ المُؤْمِن بْنُ عَبْدِ القَدُّوسِ :
وَمَكْنُ الضِّبَابِ طَعَامُ العُرَيْ ... بِ لاَ تَشْتَهِيه نفوسُ العَجَمْ
صَغَّرهم تَعْظِيماً كما قَالَ : أَنَا جُذَيْلُهَا المُحَكَّك وعُذَيْقُهَا المُرَجَّبُ وَهُمْ سُكَّانُ الأَمْصَار أَو عَامٌّ كما في التَّهْذِيب . والأَعْرَابُ مِنْهم أَي بالفَتْح هم سُكَّانُ البَادِيَةِ خَاصَّة والنِّسبَةُ إِليه أَعْرَابِيٌّ ؛ لأَنَّه لاَ وَاحِدَ لَهُ كما في الصَّحَاح وهو نَصُّ كَلاَمِ سِيْبَوَيْهِ . والأَعْرَابِيُّ : البَدَوِيّ وهم الأَعْرَابُ . ويُجْمَعُ على أَعَارِيبَ وقد جَاءَ في الشِّعْر الفَصِيحِ وقِيل : ليس الأَعْرَابُ جمعاً لعَرَب كما كان الأَنباطُ جمعاً لنَبَطٍ وإِنَّما العَرَبُ اسمُ جنس . العَرَبُ العَارِبَة هم الخُلَّص منهم وأُخِذَ من لَفْظِه فأُكِّد بِهِ كَقَوْلك ليلٌ لاَئِلٌ . تَقُول : عَرَبٌ عَارِبَةٌ وعَرْبَاءُ وعَرِبَةٌ الأَخِيرُ كَفَرِحَةٍ أَي صُرَحَاءُ جمعُ صَرِيحٍ وهو الخَالِص عَرَبٌ مُتَعَرِّبَةٌ ومُسْتَعْرِبَةٌ : دُخَلاَءُ لَيسُوا بخُلَّصِ . قال أَبُو الخَطَّابِ بْنُ دِحْيَةَ المعروفُ بِذِي النِّسَبَيْنِ : العربُ أَقْسَامٌ : الأَوَّلُ عَارِبَة وعَرَبَاءُ وهم الخُّلَّصُ وهم تسْع قَبَائِل من وَلَد إِرمَ بْنِ سَامِ ابْنِ نُوح وهي عَادٌ وثمودُ وأُميم وعَبِيل وطَسْم وجَدِيس وعِمْلِيق وجُرْهُم وَوَبار ومنهم تَعَلَّم إِسماعِيلُ عَليه السلام العربيةَ . والقِسْمُ الثَّانِي المُتَعَرِّبَة ؛ وهم بَنُو إِسْمَاعِيل . وَلَدُ مَعَدّ بْنِ عَدْنَان بْنِ أُدَد . وقال ابن دُرَيْد في الجَمْهَرَة : العرب العَارِبَة سبعُ قَبَائِل : عادٌ وثَمُودُ وعِمْلِيق وطَسْم وجَدِيس وأُميم وجَاسِم . وقد انْقَضَى الأَكْثَرُ إِلاّ بقايا مُتَفَرّقِين في القَبَائِل . انظُر في تَاريخ ابْنِ كَثِير والمُزْهِرِ . وعَرَبِيٌّ بَيِّنُ العُرُوبَةِ والعُرُوبِيَّة بضَمِّهما وهُمَا من المَصَادر الّتِي لا أَفْعَالَ لَهَا وحكى الأَزْهَرِيّ : رجلٌ عَرَبِيٌّ إِذَا كَانَ نسبُه في العَرَب ثَابِتاً وإِن لم يَكُن فَصِيحاً وجمعه العَرَبُ أَي بحَذْفِ اليَاء . ورجُلٌ مُعْرِبٌ إِذَا كَانَ فَصِيحاً وإِن كَان عَجَمِيَّ النَّسبِ . ورجلٌ أَعْرَابِيٌّ بالأَلف إِذَا كان بَدَوِيّاً صَاحِبَ نُجْعَةٍ وانْتِوَاءٍ وارتِيَادٍ لِلْكَلإِ وتَتَبُّعِ مَسَاقِطِ الغَيْثِ وسَواءٌ كَانَ من العَرَبِ أَو مِن مَوَالِيهِم ويُجْمَعُ الأَعْرَابِيُّ على الأَعْرَابِ والأَعَارِيب . والأَعْرَابِيُّ إِذَا قِيلَ له يا عَرَبِيُّ فَرِح بذلِك وهَشَّ . والعَرَبِيُّ إِذَا قيل له يا أَعْرَابِيُّ غَضِبَ . فمَنْ نزل البَادِيَةَ أَو جَاورَ البَادِين فظَعَن بظَعْنِهم وانْتَوَى بانْتِوائِهم فَهُمْ أَعرابٌ ومَنْ نَزَلَ بلاد الرِّيفِ واستَوطَن المُدُن والقُرَى العَرَبِيَّةَ وغيرَها مما يَنْتَمِي إِلَى العَرَب فهم عَرَبٌ وإِنْ لم يَكُونُوا فُصَحَاء . وقولُ الله عَزَّ وَجَلّ : قَالَتِ الأَعْرَابُ آمَنَّا هَؤُلاَء قَوْمٌ مِن بَوَادِي العَرَب قَدِمُوا على النَّبِيّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم المدينةَ طمعاً في الصَّدَقَات لا رغبَةً في الإِسْلاَم فسَمَّاهم الله الأَعْرَابَ فقال : الأَعْرَابُ أَشَدُّ كُفْراً ونِفَاقاً الآية . قال الأَزْهَرِيّ : والذِي لا يُفَرِّق بين العَرَب والأَعْرَاب والعَرَبِيِّ والأَعْرَابِيّ رُبَّما تَحَامَلَ عَلَى العَرَب بما يَتَأَوَّلُه في هَذِه الآيَة وهو لا يُمَيِّز بَيْنَ العَرَب والأَعْرَابِ ولا يَجُوزُ أَن يُقَال للمُهَاجِرِين والأَنْصَارِ أَعْرَابٌ إِنَّما هم عَرَبٌ لأَنَّهم استَوْطَنُوا القُرَى العَرَبِيَّة وسَكَنُوا المُدُنَ سواءٌ منهم النَّاشِي بالبَدْوِ ثمَّ استَوْطَنَ القُرَى والنَّاشِئُ بمَكَّة ثم هَاجَرَ إِلى المَدِينَة . فإِنْ لَحِقَت طائِفَةٌ منهم بأَهْلِ البَدْوِ بَعْدَ هِجْرَتِهم واقْتَنَوْا نَعَماً وَرَعوْت مَسَاقِطَ الغَيْثِ بعد مَا كَانُوا حَاضِرَةً أَو مُهَاجِرَةً قِيلَ : قَدْ تَعَرَّبُوا أَي صَارُوا أَعراباً بَعْدَ مَا كَانُوا عَرَباً . وفي الحَدِيثِ . تَمَثَّلَ في خُطِبَتِهِ مُهَاجِرٌ لَيْسَ بأَعْرَابِيّ جَعَلَ المُهَاجِرَ ضِدَّ الأَعْرَابِيّ . قال : والأَعْرَابُ سَاكِنو البَادِيَة من العَرَب الّذِينَ لا يُقِيمُونَ في الأَمْصَار ولا يَدْخُلُونها إِلا لِحَاجَة . وقالأَيْضاً : المُسْتَعْرِبَةُ عندي : قَوْمٌ مِن العَجَم دَخَلُوا في العَرَب فَتَكَلَّموا بِلِسَانهم وَحَكَوْا هَيْآتِهِم ولَيْسُوا بصُرَحَاءَ فِيهِم . وَتَعَرَّبوا مِثْل اسْتَعْرَبُوا . والعَرَبِيُّ : شَعِيرٌ أَبيضُ وسُنْبُلُه حَرْفَانِ عَرِيضٌ وحَبُّه كِبَارٌ أَكبرُ من شَعِير العِرَاقِ وهو أَجودُ الشَّعِير . والإِعْرَابُ بالكَسْر : الإِبَانَةُ والإِفْصَاحُ عن الشَّيء . ومنه الحَدِيثُ الثّيِّبُ تُعْرِبُ عن نَفْسِهَا أَي تُفْصِح وفي رِوَايةٍ مُشَدَّدَة والأَوّلُ حَكَاه ابنُ الأَثِير عن ابن قُتَيْبَة على الصَّوَاب ويقال للعَرَبِيّ : أَعْرِبْ لي أَي أَبِنْ لي كلامَكَ . وأَعْربَ الكَلاَمَ وأَعرَب به : بَيَّنَه . أَنشد أَبُو زِيَاد : ً : المُسْتَعْرِبَةُ عندي : قَوْمٌ مِن العَجَم دَخَلُوا في العَرَب فَتَكَلَّموا بِلِسَانهم وَحَكَوْا هَيْآتِهِم ولَيْسُوا بصُرَحَاءَ فِيهِم . وَتَعَرَّبوا مِثْل اسْتَعْرَبُوا . والعَرَبِيُّ : شَعِيرٌ أَبيضُ وسُنْبُلُه حَرْفَانِ عَرِيضٌ وحَبُّه كِبَارٌ أَكبرُ من شَعِير العِرَاقِ وهو أَجودُ الشَّعِير . والإِعْرَابُ بالكَسْر : الإِبَانَةُ والإِفْصَاحُ عن الشَّيء . ومنه الحَدِيثُ الثّيِّبُ تُعْرِبُ عن نَفْسِهَا أَي تُفْصِح وفي رِوَايةٍ مُشَدَّدَة والأَوّلُ حَكَاه ابنُ الأَثِير عن ابن قُتَيْبَة على الصَّوَاب ويقال للعَرَبِيّ : أَعْرِبْ لي أَي أَبِنْ لي كلامَكَ . وأَعْربَ الكَلاَمَ وأَعرَب به : بَيَّنَه . أَنشد أَبُو زِيَاد :
وَإِنِّي لأَكْنِي عَنْ قَذُورَ بِغَيْرِهَا ... وأُعْرِبُ أَحْيَاناً بِهَا فأُصَارِحُ وأَعْرِبُ بحُجَّتِه أي أَفْصَح بِهَا ولم يَتَّقِ أَحَداً . والإِعْرَابُ الَّذِي هُوَ النَّحْوُ إِنَّمَا هُو الإِبَانَةُ عن المعَانِي والأَلْفَاظ . وأَعْرَبَ الأَغتمُ وَعَرُبَ لسَانُه بالضَّمِّ عُرُوبَةً أَي صَارَ عَرَبِيّاً . وتَعَرَّب واسْتَعْرَبَ : أَفْصَحَ . قال الشَّاعر :
" مَاذَا لَقِينَا مِنَ المُسْتَعْرِبين ومِنْقِيَاسِ نَحْوِهِمُ هَذَا الَّذِي ابْتَدَعُوا وفي حَدِيث السَّقِيفَة : أَعْرَبُهم أَحْسَاباً أَي أَبينُهم وأَوضَحُهم . ويقَال : أَعْرِب عَمَّا في ضَمِيرِك أَي أِبِنْ, مِنْ هَذَا يُقَال للرَّجُل إِذَا أَفصحَ بالكلام : أَعْرَبَ . وقالَ أَبُو زَيْدٍ الأَنْصَارِيُّ : يقال : أَعرَبَ الأَعْجَمِيُّ إِعراباً وتَعَرَّب تَعَرُّباً واستعربَ استِعْرَاباً وكُلُّ ذَلِكَ للأَغتمِ دُونَ الفَصِيح . قال : وأَفصحَ الصَّبِيُّ في مَنْطِقِهِ إِذَا فهمتَ مَ يَقُولُ أَولَ ما يَتَكَلَّم وأَفصحَ الأَغْتَمُ إِفْصَاحاً مِثْلُه . الإِعْرَابُ : إِجْراءُ الفَرَسِ وإِحْضَاره . عن الفَرَّاء الإِعْرَابُ : مَعْرِفَتُكَ بالفَرَسِ العَرَبِيِّ مِنَ الهَجِينِ إِذَا صَهَلَ و هو أَيضاً أَنْ يَصْهَلَ فيُعْرَفَ بصَهِيلِهِ عَربِيَّتُه وهو عِتْقُه بالكَسْر ويُضَمّ أَي أَصالته وسَلاَمَتُه مِنَ الهُجْنَةِ و يقال : هَذِهِ خَيْلٌ عِرَابٌ بالكَسْر وفي حَدِيث سَطِيح تَقُود خَيْلاً عِرَاباً أَي عَربِيَّة منْسُوبَة إِلى العَرَب . وفَرَّقُوا بَيْنَ الخَيْل والنَّاسِ فَقَالُوا في النَّاسِ : عَرَبٌ وأَعْرَابٌ . وفي الخَيْلِ : عِرَابٌ قد قَالُوا أَعْرُبٌ أَي كأَنْجُمٍ قال :
" ما كَانَ إِلاّ طَلَقُ الإِهْمادِ
" وَكَرُّنا بالأَعرُبِ الجِيَادِ
" حتَّى تحاجَزْن عَنِ الرُّوَّاد
" تَحاجُزَ الرِّيِّ ولم تَكادِي قال الكِسَائِيّ : والمُعْرِبُ من الخيْل : الذِي ليسَ فيهِ عرْقٌ هَجِين والأُنْثَى مُعْرِبَة . و يُقَال : إِبِلٌ عِرَابٌ . وأَعْرُبٌ . والإِبِل العِرَابُ والخَيْلُ العِرَابُ خِلاَفُ البَخَاتِيِّ والبَرَاذين . وأَعْرَبَ الرَّجُلُ : مَلَك خَيْلاً عِرَاباً أَو إِبلاً عِرَاباً أَوْ اكْتَسَبَها فهو مُعْرِب قَال الجَعْدَيّ :
ويَصْهَلُ في مِثْل جَوْفِ الطَّوِيّ ... صَهِيلاً تَبَيَّن للمُعْرِبِ يقول : إِذَا سَمِعَ صَهِيلَه مَنْ له خَيْلٌ عِرَابٌ عَرَف أَنَّه عَرَبِيّ . ورجل مُعْرِبٌ : معه فَرَسٌ عَرَبِيٌّ وفرسُ مُعْرِبٌ : خَلَصَت عَرَبِيَّتُه . الإِعْرَابُ : أَنْ لا تَلْحَنَ فِي الكَلاَمِ . وأَعْرَب كلاَمَه إِذا أَفْصَح في الكَلام يُقَال له : قَد أَعْرَبَ . وأَعْرَبَ عن الرَّجُلِ : بَيَّن عنه . وأَعْرَب عَنْه أَي تَكَلَّم بحُجَّتِه . الإِعْرَابُ : أَنْ يُولَدَ لَكَ ولدٌ عَرَبِيُّ اللُّوْنِ . الإِعْرَابُ : الفُحْشُ . وأَعْرَبَ الرجلُ : تَكَلَّم بالفُحْشِ . وفي حَدِيث عَطَاء أَنَّه كَرِهَ الإِعْرَابَ للمُحْرِم هُو الإِفْحاشُ في القَوْلِ والرَّفَثُ . ويقَال : أَرادَ بِهِ الإِيضَاحَ والتَصريحَ بالهُجْر وقَبِيح الكَلاَمِ كالتَّعْرِيبِ والعَرَابَةِ والعِرَابَةِ بالفَتْح والكَسْر وَهَذِه الثَّلاَثَة بمعْنَى ما قَبُحَ من الكَلام . وقَال ابنُ عَبَّاس في قَوْلِه تعالى : فلا رَفَثَ ولا فُسُوقَ قال : وهو العِرَابَة في كَلاَم العَرَب . قَال : والعِرَابَة كأَنَّه اسمٌ مَوضُوعٌ من التَّعْرِيب يقال منه عَرّبتُ وأَعْرَبْتُ . وفي حدِيثِ ابْنِ الزُّبَيْر لا تَحِلُّ العِرَابَةُ للمُحْرِم . والاسْتِعْرَاب : الإَفْحَاشُ في القَوْلِ فهو مِثْل الإِعْرَاب بالمَعْنَى الأَوَّل والتَّعْرِيب وما بَعْده كالإِعْرَاب بالمَعْنَى الثَّانِي فَفِي كلام المُؤَلِّف لَفٌّ ونَشْر . وفي الحديث أَنَّ رَجُلاً من المُشْرِكين كان يَسُبُّ النبيَّ صلَّى الله عَليه وسَلم فَقَال له رَجُل من المُسْلمين : والله لَتَكُفَّنَّ عَن شَتْمه أَو لأُرَحِّلَنَّكَ بسَيْفِي هَذَا فلم يَزْدَدْ إِلاَّ اسْتِعْرَاباً فحَمَل عليه فَضَرَبَه والعَرَبُ مِثْلُ الإِعْرَاب من الفُحْشِ في الكَلاَمِ . الإِعْرَابُ : الرَّدُ أَي رَدُّكَ الرَّجُلَ عَنِ القَبِيحِ وَهُوَ ضِدٌّ . الإِعْرَابُ كالعِرَابَةِ : الجِمَاعُ قال رُؤْبَةُ يَصِفُ نِسَاءً جمَعْنَ العَفَافَ عند الغُرَبَاء والإِعْرَاب عَنْدَ الأَزْوَاج وهو ما يُسْتَفْحَشُ من أَلْفَاظ النِّكَاح والجِمَاعِ فقال :
" والعُرْبُ في عَفَافَة وإِعْرَاب وهذا كقولهم : خَيْرُ النِّسَاءِ المُتَبَذِّلة لزَوْجِهَا الخَفِرَة في قَوْمِهَا أَوِ الإِعْرَابُ : التَّعْرِيضُ بِهِ أَي النِّكَاح . الإِعْرَاب : إِعْطَاءُ العَرَبُون كالتَّعْرِيبِ . قال الفَرَّاءُ : أَعرَبْتُ إِعرَاباً وعَرَّبْتُ تَعْرِيباً وعَرْبَنْتُ إِذَا أَعْطَيْتَ العُرْبَانَ . ورُوي عن عَطَاءٍ أَنَّه كان يَنْهَى عن الإِعْرَاب في البَيْع . قال شَمِر : الإعْرَابُ في البَيْع : أَن يَقُولَ الرَّجُلُ للرَّجُلِ إِنْ لم آخُذْ هَذَا البَيْعَ بكَذَا فَلكَ كَذَا وكَذَا مِنْ مَالِي وسَيَأْتِي في كَلاَمِ المُؤَلِّف قَرِيباً ونذكُر هنَاكَ ما يَتَعَلَّق به . الإِعْرَابُ : التَّزَوُّجُ بالعَرُوبِ كَصَبُور اسم للمَرْأَةِ المُتَحَبِّبَةِ إِلَى زَوجِهَا المُطِيعَةِ له وَهِي العَرُوبَةُ أَيضاً العَرُوبَة أَيضاً كالعَرُوبِ : العَاصِيَةُ له الخَائِنَةُ بفَرْجِهَا الفاسدَةُ في نفسِهَا . وكلاهُمَا قَوْلُ ابْنِ الأَعْرَابِيِّ . وأَنشد في الأَخيرِ :
فما خَلَفٌ مِنْ أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفعٌ ... مِن السُّودِ وَرْهَاءُ العِنَانِ عَرُوبُ العِنَانُ من المُعَانَّةِ وَهِيَ المُعَارَضَةُ . العَرُوب : العَاشِقَة له أَو المُتَحَبِّبَة إِلَيه المُظْهِرَة لَهُ ذلِكَ وبه فُسِّر قَوْله عُرُباً أَتْرَاباً أَو أَنْشَد ثَعْلَب :
فما خَلَفٌ من أُمِّ عِمْرَانَ سَلْفَعٌ ... من السُّودِ وَرْهَاءُ العِنَانِ عَرُوبُقال ابنُ سِيدَه : هكَذَا أَنْشَدَه ولم يُفَسِّره قال : وعِنْدِي أَنَّ عَرُوب في هَذَا البَيْتِ هِي الضَّحَّاكَةُ وهُم مِمَّا يَعِيبُونَ النسَاءَ بالضَّحِك الكَثِيرِ ج عُزُْبٌ بضَمِّ فسُكُون وبضَمَّتَيْن كالعَرُوبَةِ والعَرِبَةِ الأَخيرَة كفَرِحَة وفي حديث عَائِشَة فاقدُرُوا له قَدْرَ الجَارِيَة العَرِبَة قال ابنُ الأَثِير : هي الحَرِيصَةُ على اللَّهْو فأَما العُرُب فجمعُ عَروب وهي المَرْأَةُ الحَسْنَاءُ المتحَبِّبَة إِلَى زوجِها وقيل العُرُبُ : الغَنِجَات وقيل : المُغْتَلِمَات وقيل : العَوَاشِق وقيل : هُنَّ الشَّكِلاَتُ بلُغَة أَهلِ مكةَ والمَغْنُوجَات بلُغَةِ أَهلِ المدينة . وقَال اللحيَانيّ : العَرِبَةُ : العَاشِقُ الغَلِمَةُ وهي العَرُوبُ أَيْضاً ج عَرِبَاتٌ كَفَرِحَات قال :
" أَعْدَى بِهَا العَرِبَاتُ البُدَّنُ العُرُبُ والعَرْبُ بفتح فسُكُون : الإَفْصَاح كالإِعْرَاب والنَّشَاطُ والأَرَنُ وعَرِبَ عَرَابَةً : نشِطَ ويُحَرَّكُ . وعلى الأَوَّل يُنْشَد بيتُ النابِغَةِ
" والخيل تَنْزِعُ عَرْباً في أَعِنَّتِهَاكالطَّيْرِ تَنْجُو من الشُّؤْبُوبِ ذِي البَرَدِ وشَاهِدُ التَّحْرِيكِ قولُ الرّاجِزِ :
" كُلُّ طِمِرٍّ غَذَوَانٍ عَرَبُه العِرْبُ بالكَسْرِ : يَبِيسُ البُهْمَى خَاصّة وقيل : يَبْيسُ كُلِّ بَقْلٍ الوَاحِدَة عِرْبَة . وقيلَ : عِرْبُ البُهْمَى : شَوْكُهَا . العَرَبُ بالتَّحْرِيكِ : فَسَادُ المَعِدَةِ مِثْلُ الذَّرَبِ وسَيَأْتِي . العَرَب : المَاءُ الكَثِيرُ الصَّافِي ويُكْسَر رَاؤُه وهو الأَكْثَر والوَجْهَانِ ذكرَهُما الصَّاغَانِيّ . يقال : ماءٌ عَرِبٌ : كَثِير . ونهر عَرِبٌ : غَمْر . وبئرٌ عَرِبة : كثيرةُ المَاءِ وسيأْتِي كالعُرْبُبِ كقُنْقُذ . العَرَب : نَاحِيَةٌ بالمَدِينَة نقله الصَّاغَانِيّ . العَرَب : بَقَاءُ أَثَرِ الجُرْحِ بَعْد البُرْءِ . والتَّعْرِيبُ : تَهْذِيبُ المَنْطِقِ مِنَ اللَّحْنِ ويقال : عَرَّبتُ له الكلاَم تَعْرِيباً وأَعْرَبتُ له إِعرَاباً إِذَا بيَّنْتَه له حتى لا يَكُونَ فِيه حَضْرَمَةٌ . وقيل : التَّعْرِيب : التَّبيِينُ والإِيضَاحُ وفي الحَدِيثِ الثَّيِّبُ تُعْرِبُ عن نَفْسِها قال الفرَّاءُ : إنما هو تُعرِّب بالتَّشْديد وقيل : إِنَّ أَعربَ بمعنَى عَرَّبَ . وقال الأَزْهَرِيُّ : الإِعْرَابُ والتَّعْرِيبُ معنَاهُمَا وَاحِدٌ وهو الإِبَانَةُ . يقال : أَعربَ عنه لسانُه وعَرَّبَ أَي أَبَانَ وأَفصحَ وتقدَّم عن ابْنِ قُتَيْبَةَ التَّخْفِيفُ عَلَى الصَّوَابِ قال الأَزْهَرِيُّ : وكِلاَ القَوْلَيْن لُغَتَان مُتَسَاوِيتَان بمَعْنَى الإِبَانَةِ والإِيضاح . ومنه الحَدِيثُ الآخَرُ فإِنَّما كانَ يُعْرِب عَمَّا في قَلْبهِ لِسَانُه . ومنه حَدِيثُ التَّيْمِيِّ : كَانُوا يَسْتَحبُّون أَن يُلَقِّنوا الصَّبِيَّ حِينَ يُعْرِّبُ أَن يَقُولَ : لا إِله إِلاَّ اللهُ . سَبْعَ مَرَّات أَي حِينَ يَنْطِق وَيَتَكَلَّم . وقال الكُمَيْت :
وجَدْنَا لَكُم في آلِ حَامِيمَ آيَةً ... تأَوَّلَهَا منا تَقِيٌّ مُعَرِّبُ هكَذَا أَنشَدَه سِيبَوَيْه كمُكَلِّم . وأَورَد الأَزْهَرِيّ هَذَا البَيْتَ تَقِيٌّ ومُعْرِبُ . وقَالَ : تَقِيٌّ : يَتَوَقَّى إِظهارَه حَذَرَ أَن يَنَالَه مَكْرُوهٌ من أَعدائكم . ومُعْرِبٌ أَي مُفْصِحٌ بالحق لا يَتَوقَّاهم . وقال الجوهَرِيّ : مُعرِبٌ : مُفْصِح بالتَّفْصِيل وتَقِيٌّ : سَاكِتٌ عنه للتَّقِيَّة . قال الأَزْهَرِيُّ : والخِطَابُ في هَذَا لِبَنِي هَاشِم حِينَ ظَهَرَ عليهم بَنُو أُمَيَّة والآيَةُ قولُه عز وجل : قُلْ لاَ أَسْأَلُكُمْ عَلَيْهِ أَجْراً إِلاَّ المَوَدَّةَ في القُرْبَى وقال الصاغَانيّ : والروايَةُ مِنْكُم ولا يَسْتَقِيمُ المَعْنَى إِلاَّ إِذَا رُوِيَ على مَا وَرَدَت بِهِ الرِّوَايَة ووقع في كِبَاب سِيبَوَيْهِ أَيْضاً مِنَّا فتأَمَّل . التَّعْرِيبُ : قَطْعُ سَعَفِ النَّخْلِ وهو التَّشْذِيب وقد تَقَدَّم . والتَّعْرِيب : تَعْلِيم العَرَبيَّة . وفي حديث الحَسَن أَنَّه قَالَ لَهُ البَتِّيُّ : ما تَقُولُ في رجل رُعِف في الصَّلاَة ؟ فقال الحَسَن : إِنَّ هَذَا يُعَرِّبُ الناسَ وهو يَقُولُ رُعِف أَي يُعَلِّمهم العَرَبِيَّةَ ويلْحَن . وتَعْرِيبُ الاسْمِ الأَعْجَمِيّ : أَنْ يَتَفَوَّه بِهِ العَرَبُ على مِنْهَاجِها . والتَّعْرِيبُ : أَن تَتَّخِذَ فرساً عَرَبيّاً التعريبُ أَنْ تَبْزُغَ بالبَاء الموَحَّدَة والزَّاي وآخره العين المُهْمَلَة من بَاب نَصَر عَلَى أَشَاعِرِ الدَّابَّى ثُمَّ تَكْوِيَها وقد عَرَّبها إِذَا فَعَلَ ذَلك . وفي لِسَانِ العَرَب : وَعَرَّبَ الفَرسَ بَزَّغَه وذَلِكَ أَن يُنْتفَ أَسفلُ حَافِرِه ومعناه أَنَّه قد بَانَ بِذلِكَ ما كَانَ خَفِيّاً من أَمرِه لِظُهُورِه إِلى مَرْآة العَيْن بعدَ ما كان مَسْتُوراً وبذلك تُعرفُ حَالُه أَصُلْب هو أَم رِخْو وأَصَحِيحٌ هو أَم سَقِيم . وقال الأَزْهَرِيُّ : التَّعْرِيب : تَعْرِيبُ الفَرَس وهو أَن يَكُوَى عَلَى أَشَاعِر حَافِره في مَوَاضِع ثم تُبْزَغ بِمِبْزَغ بَزْغاً رَفِيقاً لا يُؤَثِّر في عَصَبه ليَشْتَدّ أَشْعَرُه . التَّعْرِيبُ : تَقْبِيحُ قَوْل القَائِل وفِعْلِه . وعَرَّبَ عَلَيْهِ : قَبَّح قوْلَهُ وفِعْلَهُ وغَيَّرَه عَلَيْه . الإِعْرَابُ كالتَّعْرِيبِ وهو الرَّدُّ عَلَيْهِ والرّدّ عن القَبِيح . وَعَرَّب عَلَيْه : مَنَعَه . وأَمَّا حَدِيث عُمَر بْنِ الخَطَّابِ رَضِيَ اللهُ عَنْه : مَا لَكُم إِذَا رَأَيْتُم الرَّجُلَ يُحَرِّقُ أَعرَاضَ النَّاسِ أَن لا تُعَرِّبُوا عَلَيْهِ فإِنَّه من قَوْلِكَ : عَرَّبْتُ عَلَى الرجلِ قولَه إِذَا قَبَّحْتَه عَلَيْه . وقَال الأَصْمَعِيُّ وأَبُو زَيْدٍ في قَوْلِه أَن لا تُعَرِّبُوا عَلَيْهِ معنَاه أَنْ لا تُفْسِدُوا عَلَيْه كلاَمَه وتُقَبِّحُوه . وقيل : التَّعْرِيبُ : المَنْعُ والإِنْكَارُ في قَوْلِه أَن لا تُعَرِّبُوا أَي لاَ تَمْنَعُوا . وقيل : الفُحْشُ والتَّقْبِيح . وقَال شَمِر : التَّعْرِيبُ : أَنْ يَتَكَلَّم الرجلُ بالكَلِمَةِ فيُفْحِشَ فِيهَا أَو يُخْطِئ فَيَقُول له الآخَرُ : لَيْسَ كَذَا وَلَكِنَّه كذَا للذي هو أَصْوَبُ . أَرَادَ مَعْنَى حَدِيث عُمر أَن لا تُعَرِّبُوا . التَّعْرِيبُ : التَّكَلُّم عن القَوْمِ ويقال : عَرَّبَ عنه إِذَا تَكَلَّم بحُجَّته وعَرَّبه كأَعْرَبَه وأَعْرَبَ بِحُجَّته أَي أَفْصَحَ بها ولم يتّق أَحَداً وقَدْ تقدَّم . وقَال الفَرَّاءُ : عَرَّبتُ عن القَوْم إِذَا تَكَلَّمتَ عَنْهُم واحْتَجَجْتَ لَهُم . التَّعْرِيبُ : الإِكْثَارُ مِنْ شُرْب العَرَب وهو الكَثِيرُ مِنَ المَاءِ الصَّافِي نقله الصَّاغَانِيّ . التَّعْرِيب : اتِّخَاذُ قَوْسٍ عَرَبِيٍّ . و التَّعْرِيبُ : تَمْرِيضُ العَرِبِ كفَرِحٍ أَي الذَّرِبِ المَعِدَةِ قال الأَزْهَرِيّ : ويُحْتَمل أَن يكونَ التَّعْرِيبُ عَلَى مَنْ يقول بلِسَانه المُنْكَر مِن هذا ؛ لأَنَّه يُفْسِد عليه كلاَمَه كما فَسَدت مَعِدَتُه . وقال أَبُو زَيْد الأَنْصَارِيّ : فعلتُ كَذَا وكَذَا فما عَرَّبَ عليَّ أَحَدٌ أَي ما غَيَّرَ عليَّ أَحَدٌ . وعَرُوبَةُ بلا لام وبِاللاَّمِ كِلْتَاهما : يومُ الجُمُعَةِ . وفي الصَّحَاح : يَوْمُ العَرُوبَةِ بالإِضَافَة وهو من أَسْمَائِهِم القَدِيمَة قَالَ :أُؤَمِّلُ أَنْ أَعِيشَ وأَنَّ يَوْمِي ... بأَوَّلَ أَو بِأَهُوَنَ أَوْ جُبَارِ
أَو التَّالِي دُبَارِ فإِنْ أَفُتْه ... فمؤْنِسَ أَو عَرُوبَةَ أَو شِيَارِ وَقَدْ تَرَك صَرْفَ ما لا يَنْصَرِف لجَوَازِه في كَلاَمِهِم فكَيْفَ في الشِّعْر هذا قَوْلُ أَبِي العَبَّاس . وفي حَدِيثِ الجُمُعَة كانتْ تُسَمَّى عَرُوبَةَ وهو اسم قَدِيمٌ لَهَا وكَأَنَّه ليسَ بعربيّ . يقال يومُ عَرُوبَةٍ ويَوْمُ العَرُوبَةِ والأَفْصَحُ أَن لا يَدْخُلَهَا الأَلِفُ واللاَّمُ . ونَقَل . شيخُنَا عن بعض أَئِمَّة اللُّغَة أَنَّ ألْ في العَرُوبَة لازِمَةٌ . قال ابن النَّحَّاس : لا يَعْرِفُه أَهْلُ اللُّغَة إِلا بالأَلف والَّلام إِلاَّ شَاذّاً قال : ومعناه المُبَيَّن المُعَظَّم من أَعْرب إِذَا بَيَّن ولم يَزَل يومُ الجُمُعَة مُعَظَّماً عند أَهْل كل مِلّة . وقال أَبو موسى في ذَيْل الغَرِيبَيْن : الأَفْصَح أَن لا تَدْخُلَ أَل وكأَنَّه ليس بَعَرَبِيِّ وهو اسْمُ يَوْمِ الجُمُعَة في الجَاهليَّة اتّفاقاً واخْتُلف في أَن كَعْباً سمَّاه الجُمُعَة ؛ لاجْتِماعِ النَّاسِ إِليه فِيهِ وبه جَزَم الفَرَّاء وثَعْلَبٌ وغيرُهما وصحّح أَو إِنَّمَا سُمِّيَ بعدَ الإِسْلاَم وصَحَّحَه ابنُ حَزْم . وقِيلَ : أَوّلُ مَنْ سَمّاه الجُمُعة أَهلُ المَدِينَة لصَلاَتهم الجُمُعَة قبل قُدُومه صَلَّى اللهُ عليه وسلم مع أَسْعَد بن زُرارة . أَخرجه عَبْدُ بْنُ حُمَيْد عَنِ ابْنِ سِيرِين وقيل غيرُ ذَلِكَ كما في شَرْح المَوَاهِب . وفي الرَّوْضِ الأُنُف : مَعْنَى العَرُوبَةِ الرَّحْمَة فيمَا بَلَغَني عن بعض أهل العلم انتهى ما نقلناه من حاشية شيخنا . قلت : والذي نص السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْضِ الأُنُف : كعبُ بنُ لُؤَيّ جَدُّ سَيِّدنَا رَسُولِ الله صلَّى اللهُ عَلَيْه وَسَلَّم أَوّلُ من جَمَّع يوم العَرُوبَة ولم تُسَمَّ العَرُوبَةَ إِلاّ مُذْ جَاءَ الإِسْلاَمُ وهو أَوّلُ من سَمَّاهَا الجُمُعَة فكَانَتْ قُرَيشٌ تَجْتَمِع إِليه في هَذَا اليَوْم فيَخْطُبُهم ويُذْكِّرُهُم بمَبْعَثِ النَّبِيِّ صَّلى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم ويُعْلِمُهُم أَنَّه مِن وَلَده ويَأْمرُهم باتِّبَاعه والإِيمانِ بِه ويُنْشِد في هَذَا أَبْيَاتاً مِنْهَا :
يَا لَيْتَنِي شَاهِدٌ فَحواءَ دَعْوتِه ... إِذَا قُرَيْشٌ تَبغّى الخَلْقَ خِذْلاَنَا وفي الصَّحَاح ابْنُ أَبِي العَروبَةِ بِالَّلام وتَرْكهَا أَي الأَلف واللاَّم لَحْنٌ أَو قَلِيلٌ قال شيخُنا : وذَهَب بعضٌ إِلى خلافِه وأَنَّ إِثْبَاتَهَا هُوَ اللَّحْن لأَنَّ الاسمَ وُضِع مُجَرَّداً . عَنِ ابْنِ الأَعْرَابِيّ العَرَابَات مُخَفَّفَةً وَاحِدَتُهَا عَرَابَةٌ وهي شُمُلُ بضمتين ضُرُوعِ الغَنم وعَامِلُهَا عَرَّابٌ كشدَّاد . وعَرِب كفَرِحَ الرجلُ عَرَباً وعَرَابَةً إِذَا نَشِط . و عَرِب السَّنَامُ عَرَباً إِذَا وَرِم وَتَقَيَّحَ . عَرِب الجُرْحُ عَرَباً وحَبِطَ حَبَطاً : بَقِيَ أَثَرُه فيه بَعْدَ البُرْءِ ونُكْسٌ وغُفْر . وعَرِبَ الجُرْحُ أَيضاً إِذَا فَسَدَ . قِيل : ومنه الإِعْرَابُ بمَعْنَى الفُحْشِ والتَّقْبِيح . ومنه الحَدِيثُ أَنَّ رَجُلاً أَتَاه فقال : إِنَّ ابْنَ أَخِي عَرِبَ بَطْنُه أَي فَسَد . فقال : اسْقِه عَسَلاً . والعَرَب مِثْلُ الإِعْرَاب من الفُحْشِ في الكَلاَم عَرِب الرجلُ عَرَباً فهو عَرِبٌ إِذَا اتَّخَمَ وعَرِبت مَعِدَتُه عَرَباً : فَسَدَت وقيل : فسَدَت مما يَحْمل عَلَيْها مثل ذَرِبَت ذَرَباً فهي عَرِبَةٌ وذَرِبَةٌ . عَرِب النهرُ : غَمَر فهو عَارِبٌ وعَارِبَةٌ و عَرِبت البِئرُ : كَثُر مَاؤُهَا فَهِي عَرِبَةٌ كَفَرِحَة . عَرَب كَضَرَب : أَكَلَ نقله الصَّاغَانِيّ . والعَرَبَةُ مُحَرَّكَة هكذا في النُّسَخ ومثله في لِسَان العَرَب والمُحْكَم وغَيْرهما إِلا أَنَّ شيخَنا نَقَل عن الجَوْهَرِيّ أَنّه العَرَب محرَّكةً بإِسقَاطِ الهَاءِ ولعَلَّه سَقَطَتْ من نُسْخَته التي نَقَل منها : النَّهْرُ الشَّدِيدُ الجَرْي . و العَرَبَة أَيضاً : النَّفْسُ . قال ابن مَيَّادَة يمدَح الوَلِيدَ بْنَ يَزِيد :لَمَّا أَتَيْتُكَ أَرْجُو فضَلَ نَائِلِكُمْ ... نَفَحْتَنِي نَفْحَةً طَابَت لهَا العَرَبُ هكذا أَنشده الجوهَرِيّ قال الصَّاغَانيّ : والبَيْتُ والرِّوَايَةُ :
لَمَّا أَتيتُك مِن نَجْدٍ وسَاكِنه ... نَفَحْتَ لِي نَفْحَةً طَارَتْ بِهَا العَرَبُعَرَبَةُ : نَاحِيَةٌ قُربَ المَدِينَة وهي خِلاَف عَرَب من غَيْر هاء كمَا تَقَدَّم في كلام المُؤَلِّف والظَّاهِرُ أَنَّهُمَا وَاحِد وعَرَبَةُ : قريةٌ في أَوّلِ وَادِي نَخْلَة من جِهَة مَكَّة وأُخْرَى في بلاد فِلَسْطِين كذَا في المرَاصِد . والعَرَبِيَّة هي هَذِه اللُّغَةُ الشرِيفَةُ رفَعَ اللهُ شأْنهَا . قال قَتَادَة : كَانتْ قريشٌ تَجْتَبِي أَي تَخْتَار أَفضلَ لُغَات العَرَب حَتَّى صار أَفضلُ لُغَاتِهَا لُغَتَهَا فنزَلَ القرآن بِهَا واختُلِف في سَبَب تَسْمِيَة العَرَب فقِيل لإِعْرَاب لِسَانِهِم أَي إِيضاحِه وَبَيَانِه ؛ لأَنَّه أَشرَفُ الأَلْسُن وأَوضَحُهَا وأَعربُهَا عَن المُرَاد بُوجُوهٍ من الاختِصار والإِيجَاز والإِطناب والمُسَاوَاة وغَيْرِ ذَلِكَ . وقد مَالَ إِلَيْه جَمَاعَةٌ ورجَّحُوه من وُجُوه وقيل : لأَنّ أَولاَد إِسماعيل صلى الله عَلَيْه وسلم نَشَئُوا بعَرَبَة وهو من تِهَامَة فنُسِبوا إِلى بَلَدِهم . ورَوِي عن النَّبِيّ صلَّى الله عليه وسَلَّم أَنَّه قال : خمسةُ أَنْبِيَاء من العَرَب هُمْ مُحَمَّدٌ وإِسْمَاعِيلُ وشُعَيْبٌ وصَالِحٌ وهُودٌ صلَوات الله عليهم . وهذا يَدُلّ على أَنَّ لسَان العَرَب قَدِيم وهؤُلاء الأَنْبِيَاءُ كُلُّهم كانُوا يَسْكُنُون بلاَدَ عَرَبَة فكان شُعَيْبٌ وقومُه بأَرْضِ مَدْيَن وكان صَالِح وقومُه بأَرْضِ ثَمُودَ ينزِلون بناحِيَة الحِجْر وكانَ هُودٌ وقومُه عادٌ يَنْزِلُون الأَحْقافَ مِن رِمَال اليَمَن وكَانَ إِسمَاعِيلُ بْنُ إَبراهِيمَ والنَّبِيُ المُصْطَفَى صَلَّى الله عليهما من سُكَّان الحَرَم . وكُلّ من سَكَن بلادَ العَرَب وجَزِيرَتَها ونَطَق بلِسَان أَهْلِهَا فهم عَرَبٌ يَمَنُهم وَمَعَدُّهم . قال الأَزْهَرِيّ : وَأَقَامَتْ قُرَيْشٌ بِعَرَبَةَ فتَنَّخَتْ بِهَا وانْتَشَرَ سَائِرُ العَرَب في جَزِيرَتها فنُسِبَتِ العَرَبُ كُلُّهم إِلَيْهَا لأَنَّ أَبَاهم إِسْماعيل صَلَّى اللهُ عليه وسَلَّم بها نَشَأَ وَرَبَلَ أَولادُه فِيهَا فَكَثروا فَلَمَّا لم تَحْتَمِلْهم البِلاَد انْتَشَرُوا فأَقَامت قُرَيْشٌ بِهَا . ورُوِيَ عن أَبِي بَكْر الصِّدِّيق رَضِيَ اللهُ عَنْه قَال : قُرَيْشٌ هم أَوْسَطُ العَرَب في العَرَب داراً وأَحْسَنُه جِوَاراً وأَعْرَبُه أَلْسِنَةً . وقد تَعَقَّب شَيْخُنَا هَا هُنَا المُؤَلِّفَ بأُمُور : الأَول المَعْرُوفُ في أَسْمَاءِ الأَرَضينَ أَنّها تُنْقَل من أَسْمَاءِ سَاكِنِيهَا أَو بَانِيها أَو مِن صِفَة فِيهَا أَو غَيْرِ ذلك . وأَما تَسْمِيَةُ النَّاسِ بالأَرْض ونَقْلُ اسْمِهَا إِلَى مَنْ سَكَنَهَا أَو نَزَلَهَا دون نِسْبَة فَغَيْرُ معروفٍ وإِنْ وَقَع في بَعْضِ الأَفْرَاد كَمَذْحِج عَلَى رأْي . والثَّانِي أَنَّ قولَهم سُمِّيَت العَرَبُ باسْمِها لنُزُولِهم بِهَا صَرِيحٌ بأَنَّها كَانَتْ مُسمَّاةً بذلك قَبْل وُجُودِ العَرب وَحُلُولِهم الحِجَازَ وما وَالاَه مِن جَزِيرَة العَرَب والمعروفُ في أَراضِي العَرَبِ أَنَّهم هُمُ الَّذِين سَمَّوْهَا ولَقَّبُوا بُلدانَها ومِيَاهَها وقُرَاهَا وأَمْصَارَهَا وبَادِيَتَهَا ومِيَاهَها وقُرَاهَا وأَمْصَارَهَا وبَادِيَتَهَا وحَاضِرَتَها بِسَبَبٍ مِنَ الأَسْبَاب كَمَا هُوَ الأَكْثَر وقد يَرْتَجِلُون الأَسْمَاءَ ولا يَنْظُرُون لِسَبَب . والثَّالِثُ أَنَّ ما ذُكِر يَقْتَضِي أَنَّ العَرَب إِنَّما سُمِّيَت بِذَلِكَ بَعْدَ نُزُولِهَا فِي هَذِه القَرْيَة والمَعْرُوفُ تَسْمِيَتُهُم بِذلِك في الكُتُب السَّالِفَة كالتَّوْرَاةِ والإِنْجِيلِ وغَيْرِهِما فكَيْفَ يُقَالُ إِنهُم إِنَّمَا سُمُّوا بَعْدَ نُزُولهم هَذِه القَرْيَة . والرَّابِعُ أَنَّهُم ذُكِرُوا مَع بَقَايَا أَنْوَاع الخَلْق كالفُرْسِ والرُّومِ والتُّرْك وغَيْرِهِم ولم يَقُل فيهم أَحَدٌ إِنهم سُمُّوا بأَرْضٍ أَو غَيْرِهَا بَلْ سُمُّوا ارتِجَالاً لا لِصَفَةٍ أَو هَيْئة أَو غَيْرِ ذلِك فالعَرَب كذلك . والخَامِسُ أَنَّ المعروفَ في المَنْقُولِ أَنْ يَبْقَى على نَقْلِه على التَّسْمِيَة وإِذا غُيِّر إِنَّمَا يُغَيَّر تَغْيِيراً جُزْئِيّاً للتَّمْيِيزِ بَيْنَ المَنْقُولُ هنا أَوْسَعُ دائِرَةً مِن المنقول عَنْهمن جِهَاتٍ ظَاهِرَة ككَوْنِ أَصْلِ المَنْقُول عَنْه عَرَبَةً بالهَاءِ ولا يُقَال ذلِكَ في المَنْقُولِ وكَكَوْنِهِم تَصَرَّفُوا فيه بِلُغَات لا تُعْرَف ولا تُسْمَع في المَنْقُولِ عنه فقَالُوا عَرَبٌ مُحَرَّكَة وعُرْب بالضَّم وعُرُبٌ بضَمَّتَيْن وأَعْرَابٌ وأَعْرَابِيٌّ وغَيْرُ ذلك . والسَّادِسُ أَنَّ العَرَب أَنْوَاعٌ وأَجْنَاسٌ وشُعُوبٌ وَقَبَائِلُ مُتَفَرّقُونَ في الأَرْضِ لاَ يَكَادُ يَأْتِي عليهم الحَصْرُ ولا يُتَصَوَّر سُكْنَاهم كُلِّهم في هَذِه القَرْيَة أَو حُلُولُهم فِيهَا فكَانَ الأَوْلَى أَن يُقْتَصَرَ بالتَّسْمِية على مَنْ سَكَنَها دُونَ غَيْرِه . ثم أَجَابَ بِمَا حَاصِلُه : أَنَّ إِطْلاَقَ العَرَب عَلَى الجِيلِ المَعْرُوف لا إِشْكَالَ أَنَّه قَدِيم كغيره من أَسْمَاءِ بَاقِي أَجْنَاسِ الناس وأَنْوَاعهم وَهُو اسْمٌ شَامِل لجَمِيع القَبَائِل والشُّعُوبِ ثم إِنَّهم لَمَّا تَفَرَّقُوا في الأَرَضِين وتَنَوَّعت لَهُم أَلقابٌ وأَسماءٌ خَاصَّة باخْتِلاف ما عرضت من الآباءِ والأُمهات والحالات التي اخْتَصَّت بِهَا كقُرَيْشٍ مَثَلاً وثَقِيفٍ ورَبِيعَةَ ومُضَر وكِنَانة ونِزَار وخُزَاعةً وقُضَاعَة وفَزَارة ولِحْيَان وشَيْبَان وهَمْدان وغَسَّان وغَطَفَان وسَلْمَان وتَمِيم وكَلْب ونُمير وإِيَاد وَوَدَّاعة وبَجِيلَة وأَسْلَم ويَسْلَم وهُذَيْل ومُزَيْنَة وجُهَيْنة وعَامِلَة وبَاهِلَة وخَثْعَم وطّيِّئ والأَزْد وتَغْلِب وقَيْس ومَذْحِج وأَسد وعَنْبس وعَنْس وَعَنَزَة ونَهْد وبَكْر وذُؤَيْب وذُبْيَان وكِنْدَة ولَخْم وجُذَام وضَبَّة وضِنَّة وسَدُوس والسَّكون وَتَيْم وأَحْمَسَ وغَيْرِ ذلك فأَوْجَب ذلِك تمييز كُلِّ قَبِيلَة باسْمِهَا الخَاصّ وَتَنَوسِيَ الاسْمُ الّذِي هو العَرَب ولم يَبْقَ له تَدَاوُلٌ بينهم ولا تَعَارُفٌ واستَغْنَت كُلُّ قَبِيلَة باسْمِهَا الخَاصّ مع تَفَرُّق في القَبَائل وَتَبَاعُد الشُّعُوب في الأَرْضِينَ . ثم لَمَّا نَزَلَت العَرَبُ بِهذِه القَرْيَة في قَوْل أَو قُرَيْشٌ بالخُصُوس في قَوْل المُصَنّف رَاجَعُوا الاسْمَ القَدِيم وتَذَاكَروه وتَسَمَّوْا بِه رُجُوعاً للأَصْل فَمَنْ عَلَّل التَّسْمِيَة لما نَقَلَه البَكْرِيُّ وَغَيْرُه نَظَر إِلَى الوَضعْ الأَوّل المُوَافِق للنَّظَرِ من أَسمَاءِ أَجْنَاسِ النَّاسِ . ومَنْ عَلَّل بِمَا ذَكَرَه المُصَنِّف وغيرُه مِنْ نُزُول عَربَة نَظَرَ إِلى ما أَشَرْنَا إِليه . وبَدُلُّ على أَنّه رُجُوعٌ للأَصْل وتَذَكُّرٌ بَعْدَ النِّسْيَان أَنَّهُم جَرَّدُوهُ من الهَاءِ المَوْجُودَةِ في اسم القَرْيَة وذَكّرُوه على أَصْلِه المَوْضُوعِ القَدِيم . هَذَا نَصٌّ جَوَابه . وقد عَرَضَه على شَيْخَيْهِ سَيِّدِنا الإِمام مُحَمَّدِ بْنِ الشَّاذِلِيِّ وَسَيِّدِنَا الإِمَامِ مُحَمَّدِ بْنِ المسنَّاوِيّ تَغَمَّدَهُما الله تعالى بغُفْرَانِه فارْتَضَيَاه وسَلَّما له بالقَبُول وأَجْرَياه مُجْرَى الرَّأْي المَقْبُول وأَيَّدَه الثَّانِي بقَوْله : إِنَّه ينظُر إِلى ما اسْتَنْبَطُوه في الجَوَاب عن بَعْضِ الأَدلَّة التي تَتَعَارض أَحْيَاناً فتَتَخَرَّج على النّسبِيَّات والحَقِيقِيَّات وذكر شيخُنُا بعد ذلك أَوَّلِيَّةَ بناءِ المَسْجِد الحَرَام والمَسْجِد الأَقْصَى لإِبْرَاهِيمَ وسليمان عَلَيْهِمَا السَّلاَم مع المَلاَئِكَةِ . والثَّاني من بِنَاءِ آدَم عَلَيْه السَلاَم فَقَالُوا تُنُوسِي بِنَاءُ هؤُلاءِ بمُرُور الأَزْمَان وتَقَادُم العَهْد فَصَار مَنْسُوباً لسَيِّدِنا إِبْرَاهِيم وَسَيِّدِنا سُلَيْمَان فَهُوَ الأَوْلَى بهذَا الاعْتِبَار إِلَى آخِرِ ما ذكر . قلت : وقد يُقَالُ إِنَّ رَبِيعَةَ ومُضَرَ وكِنَانَة ونِزَاراً وخُزَاعَة وقَيْساً وضَبَّة وغَيْرَهم مِنْ بَنِي إِسْمَاعِيل عَلَيْه السَّلام مِمّن ذكر آنِفاً . ولم يَذْكُر من العَرب المستَعْربة وهم سكان هذه الجزيرة ومجاورو سَاحَاتِ مَكَّةَ وأَوْدِيَتِها وقد تَوَارَثُوها من العَرَب العَارِبة المُتَقَدِّم ذِكْرُهم وإِن تَشَتَّت منهم في غَيْرها فَقَلِيل من كَثِير كيف تُنُوسِيّ بَيْنَهم هذَا الاسْم ثم تُذُوكِرُوا به فِيمَا بَعْد وهَذَا لا يَكُون إِلا إِذَافُرِض وقُدِّر أَنه لم يَبْق بِتِهامَةَ من أَولادِ إِسْمَاعِيل أَحَدٌ وهَذَا لاَ قَائِل به . وقوله : ثم لَمَّا نَزَلَت العربُ ليتَ شِعْري أَيّ العَرَب يَعْنِي ؟ أَمِن العَرَب العَارِبَة فإِنهم انْقَرَضُوا بِهَا ولم يُفَارِقُوها أَو من المُسْتَعْرِبَة وَهُم أَولادُ إِسْمَاعِيل واخْتَصَّ مِنْهم قُرَيش فَصَارَ القَوْلاَنِ قَوْلاً وَاحِداً . ثم الجَوَاب عما أَورده . أَمَّا عن الأَوَّل فَلِمَ لا يَكُون هَذَا من جُمْلَة الأَفْرَاد التي ذكرها كمَذْحِج وغَيْرِه ومنْهَا نَاعِط وشَبَام قَبِيلَتَان من حِمْير ؛ سُمِّيتَا باسْمِ جَبَلَيْن نَزَلاَهُمَا وكَذَلك بنو شُكْر بالَّم سُمُّوا باسْمِ المَوْضع وفي مُعْجَمِ البَكْرِيّ : سُمي جُدَّة بن جرم بن رَبّان بن حُلْوان بْنِ الحَافِ ابن قُضَاعَة بالموضع المعروف من مكة لولادته بِهَا وهذا قد نَقَلَه شيخُنَا في شَرْحِ الكِتَاب في ج د د كما سيأْتي . وفي معجم ياقوت : مَلَكَانُ بْنُ عَدِيّ بْنِ عَبْدِ مَنَاةَ بْنِ أُدٍّ ؛ سُمِّي باسْم الوَادِي وهو مَلِك من أَوْدِيَة مَكَّة لوِلاَدَتِهِ فيه . وقرأْت في إتحافِ البَشَر للنَّاشِريّ ما نَصُّه : فَرَسَانُ مُحَرَّكَة : جَبَلٌ بالشَّام سُمِّيَ به عِمْرَانُ بنُ عَمْرِو ابْنِ تَغْلِب لاجتيازه فيه وبه يُعْرَف ولدُه . ورأَيْت في تاريخ ابن خِلِّكَان مَا نَصّه : كاتم والتُّكرور : جِنْسَانِ من الأُمم سُمِّيا باسْم أَرْضِهِما ومثلُه كَثِير يعرفه المُمَارِس في هَذَا الفن . وعند التأَمل فيما ذكرنا يَنْحَلُّ الإِيرادُ الثَّانِي أَيضاً . وأَما عن الثَّالِث فنقول : ما المرَادُ بالعَرَب الذينَ تَذْكرُهم ؟ أَهُمُ القَبَائِلُ الموجودةُ بالكثرة التي تَفَرَّعت قريباً أَم هُمْ أَولادُ إِرَم بْنِ سَام البطونُ المُتَقَدَّمَة بعد الطُّوفَان ؟ فإِن كان الأَوّل فإِنهم ما نَزَلُوا عَرَبَة ولا سَكَنُوها وإِن كَان الثَّانِي فلا رَيْبَ أَنَّ التوراة والإنْجِيلَ وغَيرهما من الكُتُب مَا نَزَلَت إِلاَّ بَعْدَهم بِكَثِير وكَان مَعَدُّ بْنُ عَدْنَان في زَمَن سَيِّدِنا مُوسَى عليه السلام كما يَعْرِفُه مَنْ مارس عِلْمَ التَّوَارِيخ والأَنْسَاب . وأَمَّا ما وَرَد في حَدِيثِ المَوْلد من إِطْلاَق لَفْظِ العَرَب قَبْلَ خَلْق السموات والأَرْض فهو إِخْبَار غَيْبِيٌّ بما سَيَكُون فهو كَغَيْره مِن المُغَيَّبَات . وأَمَّا عن الرَّابع فإِنه إِذا كَان بعضُ الأَسْماءِ مُرْتَجَلَةً وبَعضُهَا مَنْقولَةً لاَ يُقَال فيها : لمَ لم تَكُن مُرْتَجَلات كُلُّها أَو مَنْقُولاَتٍ كُلّهَا حَتَّى يلزم ما ذكر لاختلافِ الأَسْبَاب والأَزمنة . وأَما عَن الخَامِس فنقول : أَليسَ التعريبُ في الكلام هو النَّقْلَ من لِسَان إِلى لسَان . فالمُعرَّب والمعرَّب مِنْه هو المَنْقُول والمَنْقُولُ مِنْه . وهذا لفْظ العرَبُون في هذه المادة سيأْتي عن قريب وهو عَجَمِيّ . كيف تَصَرَّفُوا فيه مِن ثَلاَثَةِ أَبْوَابٍ أَعْرَبَ وعَرَّب وعَرْبَن واشتَقُّوا منها أَلفَاظاً أُخَر غير ذلك كما سيأْتِي فيُجْعَل هذَا مِنْ ذَاك . وهذَا لَفْظُ العَجَم تصرفوا فِيهِ كما تَصَرَّفوا في لفظ العَرَب . وأَما عَنِ السَّادِس فأَنْ يُقَال : إِن كان المُرَادُ بَعَرَبَة الَّتي نُسِبَت العرَب إِليهَا هِي جزِيرة العرَب عَلَى ما في المَرَاصِد وغيره وبِالعَرَب هم أُصُولُ القَبَائِل فلا إِشكالَ إِذْ هم لم يَخْرُجُوا مِنَ الجَزِيرَةِ والذي خَرَجَ من عَمَائِرهم إِنَّمَا خَرَج في العَهْد القَرِيب وهم قَلِيل وغَالِبُهم في مواطنهم فيها وأَمَّا الشُّعوبُ والقَبَائِلُ التي تَفَرَّعَتْ فِيمَا بَعْد فهم خَارِجون عن البَحْثِ وكذلك إِن كان المرادُ بها مَكَّة وسَاحَاتِهَا فإِنّ طسمَ وجَدِيسَ وعِمْلِيقَ وجُرْهُمَ سَكَنُوا الحَرَم وَهُم العَرَبُ العَارِبَة ومنهم تَعَلَّم سيدُنا إِسماعِيل عليه السلام اللسانَ العَرَبِيَّ . وعادٌ وثمودُ وأُميم وعَبيل وَوَبار وهم العرب العاربة نزلوا الأَحقَافَ ومَا جَاورَها وهي تِهَامَةُ على قَوْل من فَسَّر عربَة بتِهَامَة فَهؤلاء أُصُولُ قَبَائِلِ العرَبِ العَارِبَةِ التي أخذَت المُسْتَعْرِبَةُ مِنْهم اللِّسَانَ قَد نَزَلُوا ساحَاتِ الحَرَم ومنهم تَفَرَّعَت القَبائلُفيما بعد وتَشَتَّتَتْ فبقي هذا اللفظُ عَلَمَاً عليهم لسُكْنى آبَائِهم وجُدُودهِم فيها وإِن لم يَسْكُنُوا هم وقد أَسلفْنَا كلامَ الأَزْهَرِيّ وغَيْرِه وهو يُؤَيِّد ما ذكرنَاه . ثم إِن قول المصنف : وغيره : أَقَامت بَنُو إِسماعيل وعلى القَوْلين تَخْصِيصُهما دُون القَبَائل إِنما هو لشرفِهِما ورِياسَتِهِما على سَائِر العرب فصارَ الغَيْرُ كالتَّبَعِ لهما فلا يقال : كان الظاهر أَن تُسَمَّى بها قريش فقط وبدُلّ لمَا قُلنا أَيضاً ما قَدَّمْنا أَنَّه يُقَال رَجُل عَرَبِيّ إِذا كان نسبُه في العَرَب ثابِتاً وإِن لم يَكُن فَصيحاً ومَنْ نَزَلَ بلاد الرِّيف واستوطَن المُدُن والقُرَى العَربِيّة وغيرَهمَا مِمَّا يَنْتَمِي إِلى العَرَب فَهُم عَرَب وإِن لم يكُونُوا فُصَحَاءَ وكَذَا ما قَدَّمنا أَنّ كلَّ مَنْ سكن بلاد العَرَب وجَزِيرَتَهَا ونَطَق بلِسَانِ أَهلِهَا فَهُم عَرب يَمَنُهم وَمَعَدُّهُم . عرَبَةُ التي نُسِبَت إِليها العربُ اختُلفَ فيها فقال إِسحاقُ بنُ الفَرَج : هِيَ بَاحَةُ العَرَبِ أَي ساحتهم وبَاحَةُ دَارِ أَبِي الفَصَاحَة سيدنا إِسْمَاعِيل عَلَيْه السَّلاَم والمرادُ بذلك مَكَّة وسَاحَاتُهَا . وقَال بعضهم : هِيَ تِهَامة وقد تَقدَّمت الإِشَارَة إِليه . وفي مراصِد الاطّلاع : إِنّها اسمُ جَزِيرَة العَرَب واضطُرَّ الشَّاعِرُ إِلَى تَسْكِين رَائِها أَي من عَرَبَة فَقَالَ مُشِيراً إِلى أَنَّ عربَة هي مَكَّةُ وسَاحَاتُها : بعد وتَشَتَّتَتْ فبقي هذا اللفظُ عَلَمَاً عليهم لسُكْنى آبَائِهم وجُدُودهِم فيها وإِن لم يَسْكُنُوا هم وقد أَسلفْنَا كلامَ الأَزْهَرِيّ وغَيْرِه وهو يُؤَيِّد ما ذكرنَاه . ثم إِن قول المصنف : وغيره : أَقَامت بَنُو إِسماعيل وعلى القَوْلين تَخْصِيصُهما دُون القَبَائل إِنما هو لشرفِهِما ورِياسَتِهِما على سَائِر العرب فصارَ الغَيْرُ كالتَّبَعِ لهما فلا يقال : كان الظاهر أَن تُسَمَّى بها قريش فقط وبدُلّ لمَا قُلنا أَيضاً ما قَدَّمْنا أَنَّه يُقَال رَجُل عَرَبِيّ إِذا كان نسبُه في العَرَب ثابِتاً وإِن لم يَكُن فَصيحاً ومَنْ نَزَلَ بلاد الرِّيف واستوطَن المُدُن والقُرَى العَربِيّة وغيرَهمَا مِمَّا يَنْتَمِي إِلى العَرَب فَهُم عَرَب وإِن لم يكُونُوا فُصَحَاءَ وكَذَا ما قَدَّمنا أَنّ كلَّ مَنْ سكن بلاد العَرَب وجَزِيرَتَهَا ونَطَق بلِسَانِ أَهلِهَا فَهُم عَرب يَمَنُهم وَمَعَدُّهُم . عرَبَةُ التي نُسِبَت إِليها العربُ اختُلفَ فيها فقال إِسحاقُ بنُ الفَرَج : هِيَ بَاحَةُ العَرَبِ أَي ساحتهم وبَاحَةُ دَارِ أَبِي الفَصَاحَة سيدنا إِسْمَاعِيل عَلَيْه السَّلاَم والمرادُ بذلك مَكَّة وسَاحَاتُهَا . وقَال بعضهم : هِيَ تِهَامة وقد تَقدَّمت الإِشَارَة إِليه . وفي مراصِد الاطّلاع : إِنّها اسمُ جَزِيرَة العَرَب واضطُرَّ الشَّاعِرُ إِلَى تَسْكِين رَائِها أَي من عَرَبَة فَقَالَ مُشِيراً إِلى أَنَّ عربَة هي مَكَّةُ وسَاحَاتُها :
" وَعَرْبَةُ أَرْضٌ ما يُحِلُّ حَرَامَهامِنَ النَّاسِ إِلاَّ اللَّوْذَعِيُّ الحُلاَحِلُ يَعْنِي الشاعِرُ باللَّوْذعِيّ الحُلاَحِل النَّبِيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم فإِنَّه أُحِلَّت له مكةُ ساعة من نهار ثم هِيَ حَرامٌ إِلى يوم القيامة . والعَرَبَاتُ مُحَرَّكة : بِلادُ العرب كما في المراصد ووجدت له شاهداً في لسان العرب :
ورُجَّتْ باحَةُ العَرَبَاتِ رَجّاً ... تَرَقْرَقُ في مَنَاكِبها الدِّمَاءُويَدُلُّ له قولُ الأَزْهَرِيّ ما نَصُّه : والأَقْرَبُ عِنْدِ أَنَّهُم سُمُّوا عرباً باسْمِ بَلَدِهِم العَرَبات وقد أَغفَلَه المصنف . والعَرَبَاتُ أَيضاً : طَرِيقٌ في جَبَل بِطَرِيقِ مِصْرَ نَقَلَه الصَّاغَانِيّ . العَرَبَات : سُفُنٌ رواكِدُ كَانَتْ في دجْلَةَ النَّهْرِ المعْرُوف وَاحِدتها عَرَبَة . قولهم : مَا بِهَا أَي بالدَّارِ عَرِيبٌ ومُعْرِبٌ أَي أَحَدٌ الذكَرُ والأُنثى فيه سواءٌ ولا يُقَال في غَيْرِ النَّفْي . والعُرْبَانُ كعُثْمَان والعُرْبُونُ بضَمِّهِما والعَرَبُونُ مُحَرَّكَةً و قَد تُبْدَلُ عِيْنُهُنَّ هَمْزَةً على الأَصْل المَنْقُول منه نَقَلَه الفِهْرِيّ في شَرْح الفَصِيح عن أَبِي عُبَيْد في الغَرِيب ونقلوه أَيضاً عن ابْنِ خَالَوَيْهِ وقد تُحذَف الهَمْزةُ فيُقَال فيه الرَّبُون كأَنَّه من رَبَن حَكاهُ ابْنُ خَالَوَيْه وأَوْرَده المُصَنِّف هناك فهِي سَبْعُ لُغَات ونقل شيخُنَا عن أَبِي حَيَّان لُغَةً ثَامِنَة وهي العَرْبُون بفتح فسكون فضم . قلت : وهي لُغَةٌ عَامِّيَّة وقد صرح أَبو جَعْفَر اللَّبْلِيّ بمَنْعِهَا في شَرْح الفَصِيح مما نَقَله عن خَطّ ابنِ هشَام وصَرّح الكَمَالُ الدَّمِيرِيّ في شَرْح المِنْهَاج بأَنَّه لفظٌ مُعَرَّب ليسَ بعربيّ ونَقلَه عن الأَصمَعِيّ القَاضِي عِياضٌ والفَيُّومِيُّ وغيرهُمَا وأَورَدَه الخَفَاجِيُّ في شِفَاءِ الغَلِيل فيمَا في لغة العَرَب من الدَّخِيل وحَكَى ابنُ عُدَيْس لُغَةً تَاسِعةً قال : نقلتُ من خَطّ ابن السّيد قال : أَهلُ الحِجَاز يقولون : أُخِذَ مِنّي عُرُبَّان بضمَّتَيْن وتَشْدِيد الموحَّدة نقَله بعضُ شُرَّاح الفَصِيح قاله شيخُنا ونَقَل أَيضاً عن بعض شُرُوح الفَصيح أَنه مشْتَقٌّ من التَّعْرِيب الذي هُوَ البَيَان ؛ لأَنَّه بَيَان للبَيْع . والأَرَبُونُ مشتَقٌّ من لأُرْبَة وهو العُقْدَة ؛ لأَنَّه به يَكُون انْعِقَادُ البَيْع وسَيَأْتِي . وهو مَا عُقِدَ بِهِ المُبَايَعَةُ وفي بَعْض النسخ البيعة مِنَ الثَّمَنِ أَعجميّ عُرِّب . وفي الحديث أَنَّه نَهَى عَنْ بَيْعِ العُرْبَانِ وهو أَن يَشْتَرِيَ السِّلْعَةَ ويَدْفَع إِلى صاحِبِها شيئاً على أَنَّه إِن أَمْضَى البَيْعَ حُسِب من الثَّمَن وإِن لم يُمْضِ البَيْعَ كان لِصَاحِبِ السِّلْعَة ولم يَرْتَجِعْه المُشْتَرِي . يقال : أَعْرَبَ في كَذَا وَعَرَّبَ وعَرْبَنَ وهو عُرْبَانٌ وعُرْبُون . وفي المصباح : هو القَليلُ من الثَّمَن أَو الأُجْرَة يُقَدِّمُه الرجلُ إِلى الصانع أَو التاجرِ ليَرْتَبِطَ العقْدُ بينَهما حتى يَتَوافِيا بعد ذَلِك ومِثْلُه في شُرُوح الفَصِيح فَكَما أَنَّه يكونُ في البيع يكون في الإِجَارَة وكَأَنَّه لمَّا كان الغَالِبُ إِطلاقَه في البيع اقتَصَروا عليه فيه قاله شيخُنَا . وفي لسان العرب : سُمِّيَ بذلك لأَنَّ فيه إِعْرَاباً لعَقْد البيع أَي إِصلاحاً وإِزَالة فَسَادٍ ؛ لئلا يَمْلِكَه غيرُه
كأَنَّ سَيْلَ مَرْغه المُلَعْلَع ... شُؤْبُوبُ صَمْغٍ طَلْحُه لَمْ يُقْطَعِ شبب
الشَّبَابُ : الفَتَاءُ والحَدَاثَةُ كالشَّبِيبَة . وقد شَبَّ الغُلامُ يَشِبُّ شَبَاباً وشُبُوباً وشَبِيباً وأَشَبَّهُ اللهُ وأَشَبَّ اللهُ قَرْنَه بمَعْنىً والأَخِيرُ مَجَازٌ والقَرْنُ زِيَادَةٌ في الكَلاَمِ . وقال مُحَمَّد بنُ حَبِيب : زَمَنُ الغُلُومِيَّة سَبْعَ عَشَرَةَ سَنَةً مُنْذُ يُولَدُ إِلى أَن يَسْتَكْمِلَها ثم زَمَنُ الشَّبَابِيَّة مِنْهَا إِلَى أَنْ يَسْتَكْمِلَ إِحْدَى وخَمْسِينَ سنة ثم هُوَ شَيْخٌ إِلَى أَنْ يَمُوتَ . وقيل : الشَّابُّ : البَالِغُ إِلَى أَنْ يُكَمِّل ثَلاَثِين . وقيل : ابنُ سِتَّ عَشَرَةَ إِلى اثْنَتَيْن وثَلاَثِين ثُمَّ هُوَ كَهْلٌ . انتهى . الشَّبَاب جمع شَابّ قَالُوا : ولا نَظِير لَه كالشُّبَّان بالضَّمِّ كفَارِس وفُرْسَان . وقال سِيبَوَيْه : أُجْرِي مُجْرَى الاسْم نحو حَاجِر وحُجْرَان . والشَّبَابُ : اسمٌ للجَمْع . قال :
ولقد غَدَوْتُ بسَابِحٍ مَرِحٍ ... وَمَعِي شَبَابٌ كُلُّهمْ أَخْيَلْ وزَعَم الخَلِيلُ أَنَّه سَمِعَ أَعْرَابِيّاً فَصِيحاً يَقُولُ : إِذَا بَلَغ الرجلُ سِتِّين فإِيّاه وإِيَّا الشَّوَابِّ . ومن جُمُوعِه شَبَبَةٌ ككَتَبَة . تَقُولُ : مررْتُ بِرِجَالٍ شَبَبَة أَي شُبَّان . وفي حَدِيث بَدْرٍ : لَمَّا بَرَزَ عُتْبَةُ وشَيْبَةُ والوَلِيدُ بَرَزَ إِلَيْهِم شَبَبَةٌ من الأَنْصَارِ أَي شُبَّانٌ وَاحِدُهم شَابٌّ . . وفي حَدِيثِ ابنِ عُمَرَ : كُنْتُ أَنَا وابْنُ الزُّبَيْرِ في شَبَبَةٍ مَعَنَا . الشَّبَابُ والشَّبِيبَةُ : أَوَّلُ الشيءِ . يقال : فَعَلَ ذَلِكَ في شَبِيبَتِه . وسَقَى اللهُ عَصْرَ الشَّبِيبَة وعُصُورَ الشَّبَائِبِ . ومِنَ المَجَاز : لَقِيتُ فُلاَناً في شَبَابِ النَّهَار وقَدِم في شَبَابِ الشَّهْر أَي في أَوَّلِه . وجِئتُك في شَبَابِ النَّهَارِ وبِشَبَاب نَهَارٍ عَنِ اللِّحْيَانِيّ . أَي أَوَّلِهِ . الشِّبَابُ بالكَسْرِ : ما شُبَّ بِهِ أَي أُوقِد كالشَّبُوبِ بالفَتْح . قَالَ الجَوْهَرِيُّ : الشَّبُوب بالفتح : ما يُوقَدُ به النَّارُ و شَبَّ النَّارَ والحَرْبَ : أَوقدها يَشُبُّها وشُبُوباً . وشَبَبْتُها . وَشَبَّةُ النَّارِ : اشْتِعَالها . ومِنَ المَجَازِ والكِنَايَة شَبَّتِ الحَرْبُ بَيْنَهُم . وتَقُولُ - عِنْدَ إِحْيَاءِ النَّارِ - :
" تشَبَّبي تَشَبُّبَ النَّمِيمَه
" جَاءَت بها تَمْراً إِلَى تَمِيمَه وهو كَقَوْلهم : أَوْقَدَ بِالنَميمَة نَاراً . وقال أَبُو حَنيفَة : حُكِي عَنْ أَبِي عَمْرو بْنِ العَلاَءِ أَنَّه قَالَ : شُبَّت النارُ وشَبَّتْ هِي نَفْسُها شَبّاً وشُبُوباً لاَزِمٌ ومُتَعَدٍّ . والمَصْدَرُ الأَوَّل للمُتعَدِّي والثَّانِب لِلاَّزِم . قَالَ : ولا يُقَالُ شَابَّة بَلْ مَشْبُوبَة . شَبَّ الفَرَسُ يَشِبُّ بالكَسْرِ ويَشُبُّ بالضَّمِّ شِبَاباً وشَبِيباً وشُبُوباً بالضم : رَفَعَ يَدَيْهِ جميعاً كأَنَّها تَنْزُو نَزَوَانا ولَعِبَ وقَمَّصَ وكَذَلك إِذا حَرَن . تقول : بَرِئْتُ إِلَيْك مِنْ شِبَابه وشَبِيبِه وعِضَاضِه وعَضِيضه قال ذو الرُّمَّة :
بِذِي لَجَبٍ تُعَارِضُهُ بُرُوقٌ ... شُبُوبَ البُلْق تَشْتَعِلُ اشْتِعَالا بذي لجب يعَنِي الرَّعْد أَي كما تَشِبُّ الخَيْلُ فيَسْتَبِينُ بَيَاضُ بَطْنِهَا . من المجاز : شَبَّ الخِمَارُ والشَّعَرُ لونَها أَي زَادَا في حُسْنِها و بَصِيصِها وأَظْهَرَا جَمَالَهَا . ويقال : شَبَّ لونَ المَرأَة خِمَارٌ أَسْوَدُ لَبِسَتْه أَي زَادَ في بياضِها ولَوْنِهَا فحَسَّنَها لأَن الضِّدَّ يَزِيدُ في ضِدِّه ويُبْدِي ما خَفِي مِنْه ولِذلِك قَالُوا :
" وبِضِدّهَا تَتَمَيَّز الأَشْيَاءُ وقال رَجُلٌ جَاهِلِيٌّ مِنْ طَيِّئ :
مُعْلَنْكِسٌ شَبَّ لَهَا لَوْنَها ... كما يَشُبُّ البَدْرَ لَوْنُ الظَّلاَميقُول : كما يَظْهَرُ لَوْنُ البَدْرِ في اللَّيْلَةِ المُظْلِمَة . مِنَ المَجَازِ : أَشَبَّ الرجلُ بَنِينَ إِذَا شَبَّ وَلَدُه . ويُقَالُ : أَشَبَّتْ فُلانَةُ أَوْلاَداً إِذا شَبَّ لهَا أَوْلاَدٌ . من المَجَازِ : الشَّبُوبُ بالفَتْح المُحَسِّن للشَّيْءِ . يُقَالُ : هذا شَبُوبٌ لِهذَا أَي يَزِيدُ فِيهِ ويُحَسِّنُه . وفي الحَدِيث أَنَّ النبيَّ صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم ائْتَزَرَ بِبُرْدَةٍ سَوْدَاءَ فجعل سَوَادُهَا يَشَبُّ بياضَه وجَعَلَ بياضُه يَشُبُّ سَوَادَهَا . قال شَمر : يَشُبّ أَيْ يَزْهَاه ويُحَسِّنُه ويُوقِدُه . وفي رواية أَنَّه لَبِسَ مِدْرَعَةً سَوْدَاءَ فقالت عَائِشَةُ : ما أَحْسَنَهَا عَلَيْكَ يَشُبُّ سَوَادُهَا بَيَاضَك وبَيَاضُك سَوَادَهَا . أَي تُحَسِّنُه ويُحَسِّنُها . وفي حَدِيثِ أُمِّ سَلَمَةَ إِنَّه يَشُبُّ الوَجْهَ أَي يُلوِّنه ويُحَسِّنُه أَي الصَّبِر . وفي حَدِيثِ عُمَر - رضي الله عَنْه - في الجَوَاهِر الَّتي جَاءَتْه مِنْ فَتْح نَهَاوَنْد : يَشُبّ بَعْضُهَا بَعْضاً . الشَّبُوبُ : الفرسُ تَجُوزُ رِجلاه يَدَيْه وهو عَيْبٌ . وقال ثعلب : هو الشَّبِيبُ . الشَّبُوبُ : ما تُوقَدُ بِهِ النَّارُ وقد تَقَدَّم هذا فهو تكرار . والشَّابُّ من الثِّيرَانِ والغَنَم كالمِشَبِّ . قَالَ الشَّاعِرُ :
بمَوْرِكَتَيْن من صَلَوَىْ مِشَبٍّ ... مِنَ الثِّيرَانِ عَقْدُهُمَا جَمِيلُ أَو الشَّابُّ : المُسْنّ كالشَّبَبِ المُسِنُّ من ثيرانِ الوَحشِ الَّذي انْتَهى أَسْنَانُه . وقال أَبُو عُبَيْدَةَ : الشَّبَبُ : الثَّورُ الَّذِي انْتَهى تَمَامُه وَذَكَاؤُه مِنْهَا وكَذَلك الشَّبُوبُ والأُنْثَى شَبُوبٌ أَيْضاً والمِشَبُّ بالكَسْرِ ربما قَالُوا بِه . وقَال أَبُو عَمْرو : القَرْهَبُ : المُسِنُّ مِن الثِّيرَان والشَّبُوبُ : الشَّابُّ . قَالَ أَبُو حَاتم وابن شُمَيْلٍ : إِذَا أَحَالَ وفُصِلَ فهو دَبَبٌ والأُنْثَى دَبَبَةٌ ثم شَبَبٌ والأُنْثَى شَبَبَةٌ . والشَّبُّ : الإِيقَادُ كالشُّبُوبِ بالضَّمّ شَبَّ النَّارَ والحَرْبَ . وقَدْ تَقَدَّمَ . الشَّبُّ : ارْتفَاعُ كُلِّ شَيْءٍ . يُقَالُ : شَبَّ إِذا رَفَعَ وشَبَّ إِذا أَلْهَبَ حَكَاه أَبُو عَمْرو . الشَّبُّ : حِجَارَةٌ يُتَّخَذ مِنْهَا الزَّاجُ وما أَشْبَهَه . وأَجْوَدُه ما جُلِبَ مِنَ اليَمَن ؛ وهو شَبٌّ أَبْيَضُ لَهُ شَدِيدٌُ . قَالَ :
" أَلاَ لَيْتَ عَمِّي يَوْمَ فُرِّقَ بَيْنَنَاسُقَى السَّمّ مَمْزُوجاً بِشَبِّ يَمَانِي ويروى بِشَبٍّ يَمَانِي . وقيل الشَّبُّ : دَوَاءٌ م . ويُوجَدُ في بَعْضِ النُّسَخ دَاءٌ مَعْرُوفٌ وَهُو خَطَأٌ . وفي حدِيث أَسْمَاءَ أَنَّها دَعَتْ بِمِرْكَن وشَبٍّ يَمَانٍ . الشَّبُّ : حَجَر مَعْرُوفٌ يُشْبِه الزَّاجَ يُدْبَغُ بِه الجُلُودُ . شَبٌّ : ع باليَمَن وهو شَقٌّ في أَعْلَى جَبَل جُهَيْنَة بهَا قَالَه الصَّاغَانِيُّ . ومحمدُ بنُ هِلاَلِ بْنِ بِلاَلِ ثِقَةٌ عَنْ أَبِي قُمَامَة جَبَلَة بْن مُحَمَّد أَوْرَدَه عَبْد الغَنِيّ . وأَحْمَدُ بن القَاسِم عن الحَارِثِ بْنِ أَبِي سامة وعَنْه المُعَافى بْنِ زَكَريَّا الجَرِيرِيّ . والحَسَنُ بْنُ مُحَمَّدِ بْنِ أَبِي ذَرٍّ البَصْرِيّ عن مسبح ابن حاتِم الشَّبِّيُّون : مُحَدِّثُونَ . حَكَى ابنُ الأَعْرَابِيّ : رَجُلٌ شَبٌّ و : امرأَة شَبَّةٌ أَي شَابَّةٌ . من المجاز : أُشِبّ لي الرجلُ إِشْبَاباً إِذَا رَفَعْتَ طَرْفَك فَرَأَيْتَهُ من غَيْر أَنْ تَرْجُوَه أَو تَحْتَسِبَه . قاله أَبو زَيْد . وقال المَيْدَانيّ : أَصْلُه مِنْ شَبَّ الغُلاَمُ إِذَا تَرَعْرَع . قال الهُذَلِيُّ :
حَتّى أُشِبَّ لَهَا رَامٍ بمُحْدَلَةٍ ... نَبْعٍ وَبِيضٍ نَوَاحِيهِنّ كالسَّجَمومن المَجَازِ أَيْضاً : أُشِبَّ لِي كَذَا أُتِيح لِي كشُبّ بالضَّمِّ أَي عَلَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُه فِيهما أَي في المَعْنَيَْن . في المَثَل : أَعْيَيْتنِي من شُبَّ إِلَى دُبَّ بضَمِّهما ويُنُوَّنَان أَيْ مِنْ أَنْ شَبَبْتُ إِلَى أَنْ دَبَبْتُ عَلَى العَصَا . يَجْعَل ذَلِكَ بمَنْزِلَةِ الاسْمِ بإِدْخَال مِنْ عَلَيْهِ وإِنْ كَانَ في الأَصْلِ فِعْلاً . يُقَالُ ذلِكَ للرَّجُل والمَرْأَة كَمَا قِيل : نَهَى النَّبِي صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وسَلَّم عن قِيلَ وقَالَ . ومَازَال على خُلُق وَاحِدٍ من شُبٍّ إِلَى دُبٍّ . قَالَ :
قَالَتْ لَهَا أُخْتٌ لها نَصَحت ... رُدِّي فُؤَادَ الهائِم الصَّبِّ
قَالَتْ ولِمْ قَالَتْ أَذَاكَ وَقَدْ ... عُلِّقْتُكُم شُبّاً إِلَى دُبٍّ وقد تَقَدَّم مَا يَتَعَلَّقُ بِهِ في د ب ب . من المَجَازِ : التَّشْبِيبُ وهُوَ في الأَصْل ذِكْرُ أَيَّام الشَّبابِ واللَّهْوِ والغَزَل وَيَكُونُ في ابتداءِ القَصَائد سُمِّي ابتداؤُها مُطْلَقاً وإِن يَكُن فِيه ذكرُ الشَّبَاب . وفي لسان العرب : تَشْبِيبُ الشِّعْر : تَرْقيقُ أَوله بِذكْر النِّسَاءِ . وهو من تَشْبِيبِ النَّار وتَأْرِيثِهَا . وشَبَّبَ بالمَرأَة : قَالَ فِيهَا الغَزَلَ والنَّسِيبَ . وَيَتَشَبَّبُ بِهَا : يَنْسُبُ بِهَا . والتَّشْبِيبُ : النَّسِيبُ بالنِّسَاء أَي بِذكْرِهنِ . وفي حَدِيثِ عِبْدِ الرحمن بْنِ أَبِي بَكْر أَنَّه كَانَ يُشَبِّبُ بِلَيْلَى بِنْتِ الجُودِيِّ في شِعْرِهِ . وفي الأَسَاسِ في بَابِ المَجَازِ : قَصِيدَةٌ حَسَنَةُ الشَّبَابِ أَي التَّشْبِيب . وكان جريرٌ أَرَقَّ الناس شَبَاباً . قال الأَخْفَش : الشَّبَابُ : قَطِيعَةٌ لِجَرير دونَ الشُّعَرَاء . وشَبَّب قَصيدتَه بِفُلاَنَةَ انْتَهى . وفي حَدِيث أُمِّ مَعْبد : فَلَمَّا سَمِع حَسّان شَعْرَ الهَاتِف شَبَّبَ يُجَاوِبه أَي ابتدأَ في جَوَابِه من تَشْبِيبِ الكُتُب تَشْبِيبٍ بِالنِّسَاءِ في الشّعْرِ . والشِّبَابُ بالكسر : النَّشَاط أَي نَشَاطُ الفَرَسِ ورَفْعُ اليَدَيْنِ منه جميعاً . وأَشْبَبْتُه أَنَا أَي الفرس إِذا هَيَّجْتُه . أَشبّ الثورُ : أَسَنَّ فهو مُشِبٌّ بالضم ومثله في التهذيب . رُبَّمَا قَالُوا : إِنه مِشَبٌّ بكَسْرِ الميم وهذَا هُوَ الصَّوَابُ . . وضُبِط في بَعْضِ النُّسَخ بِضَمٍّ ففَتْح . وناقةٌ مُشِبَّة وقد أَشَبَّت . وقال أُسَامَةُ الهُذَلِيّ :
أَقَامُوا صُدُورَ مُشِبَّاتِها ... بَوَاذِخ يَقْتَسِرُونَ الصِّعَابَا أَي أَقَامُوا هذِه الإِبل على القَصْدِ . والمُشِبّ بالضَّم : الأَسَدُ الكَبِيرُ . ونِسْوَةٌ شَوَابُّ . وقال أَبُو زَيْدٍ : نِسْوَةٌ شَبَائِبُ في معنى شَوَابَّ . وأَنشد :
" عَجَائِزاً يَطْلُبْنَ شَيْئاً ذَاهِبا
" يَخْضِبْنَ بالحِنَّاءِ شَيْباً شَائِبَا
" يَقُلْنَ كُنَّا مَرَّة شَبَائِبَاوقال الأَزْهَرِيّ : شَبَائِبُ جَمْعُ شَبَّة لا جَمْعُ شَابَّة مثل ضَرّة وضَرَائِر . عن أَبي عمرو : شَيْشَبَ الرجلُ إِذا تَمَّمَ . عن ابن الأَعْرَابِيّ : الشَّوْشَبُ من أَسْمَاءِ العَقْرَب وسَيَأْتي . الشَّوْشَبُ : القَمْلُ والأُنْثَى شَوْشَبَة . وشَبَّذَا زَيْد أَي حَبَّذَا حكاه ثَعْلَب . وشُبَّان كَرُمّان سَيَأْتي ذِكْرُهُ في ش ب ن بِنَاءً على أَنَّ نُونَه أَصْلِيّة وهو لَقَبُ جَعْفَرِ بن حسن بن فَرْقَد هكذا في النسخ والصَّواب جَعْفَر بْن جِسْرِ بْنِ فَرْقَد البَصْرِيّ سمِعَ أَبَاه . وفَاتَه أَبُو جَعْفَر أَحْمَدُ بْنُ الحُسَيْنِ البَغْدَادِيّ المُؤَذِّن يُعْرَف بِشُبَّان شَيْخٌ لمُخَلد الباقرجيّ هكذا ضَبَطَه الحَافِظ . الشَّبَّانُ بِالفَتْح لَقَبُ عَبْدِ الْعَزِيزِ بْنِ مُحَمَّد بن جَعْفَر بن المُؤِمِن ويُعْرَفُ بابْنِ شَبَّان العَطَّار رَوَى عن النجّاد . وشَبَّةُ وشَبَّابٌ كَكَتَّانٍ وشَبِيبٌ كأَمِيرٍ : أَسْمَاءُ رَجَال . وشَبَابَةُ بنُ المُعْتَمِر : شَيْخٌ كُوفِيٌّ عن قَتَادَة . شَبَابَةُ بْنُ سَوَّار م معروف من رِجَالِ الصَّحِيحَيْن . وشَبَابَةُ : بْطْنٌ من بني فَهْم بْنِ مَالِك نَزَلُوا السَّرَاةَ أَو الطَّائِفَ سَمَّاهم أَبُو حَنِيفة في كِتَابِ النَّبات . وفي الصَّحاح : بَنُو شَبَابَة : قَوْمٌ بالطَّائِف . قُلْتُ : ومِنْهُم هَانِئ بنُ المُتَوَكِّل مَوْلَى ابْنِ شَبَابة وغَيْره . ومن سَجَعَات الأَسَاس : كَانَ عَصْرُ شَبَابِي أَحْلَى مِنَ العَسَلِ الشَّبَابِي . نِسْبَةً إِلَى بني شَبَابَة مِنْ أَهْلِ الطَّائِفِ . وشَبَابٌ كَسَحَابٍ : لقبُ خَلِيفَةَ بْنِ الخَيَّاط الحَافِظِ العُصْفُرِيّ حَدَّثَ عَنِ الحُسِينِ العَطَّار المَصِيصِيذ وغيره . وابْنُ شَبَابٍ : جَمَاعَةٌ منهم الحَارِثُ بْنُ شَبَاب جَدُّ ذِي الإِصْبَع حُرْثَان بن مُحَرِّثٍ العَدْوَانِيّ الشَّاعر . وشَبُّوبَةُ : اسم جَمَاعَة . ومُحَمَّد بن عمر بن شَبُّوبَة الشَّبُّوبيّنِسْبَة إِلى الجَدِّ وهو رَوِي الجَامع الصَّحِيح عَن الإَمَام مُحَمَّد بْنِ مَطَر الفِرَبْرِيّ وعنه سَعِيد بْنِ أَبِي سَعِيد الصُّوفِيّ وغَيْره . وفَاتَه عبد الخَالق بْنُ أَبِي القَاسِم بْنِ مُحَمَّد بْن شَبُّوبَة الشَّبُّوبِيّ من شُيُوخ ابن السَّمْعَانيّ . ومُعَلَّى بنُ سَعِيد الشَّبِيبيّ : مُحَدِّث وهو رَاوي حكاية الهِمْيان . وشُبَيْب كزُبَيْرٍ بْنُ الحَكَم بْنِ مينَاءَ فَرْدٌ . قَلْتُ : وهو خَطَأٌ والصواب شُبَيْثٌ آخره ثاءُ مُثَلَّثَة وقد ذَكَرَه على الصَّوَاب في الثَّاءِ المُثَلَّثَة كما سَيَأْتِي . ولَيْتَ شِعْرِي إِذَا كان بِالمُوَحَّدة كَما وَهِم كيف يَكُونُ فَرْداً فاعْرِفْ ذَلِكَ . وشَبٌّ بلا لام : ع باليمن وقد تَقَدَّم فهو تكرار مَعَ مَا قَبْلَه . ومما يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : مَا جَاءَ في حَدِيث شُرَيْح : تَجُوزُ شهَادَةُ الصِّبْيان عَلَى الكِبَار يُستشَبُّون أَي يُسْتَشْهَدُ من شَبَّ وكبِرَ منهم إِذا بَلَغَ . كأَنَّه يَقُولُ : إِذَا تَحَمَّلُوهَا في الصِّبَا وأَدَّوْهَا في الكِبَرِ جَازَ . ومن المَجَازِ : رَجُلٌ مَشْبُوبٌ : جِمِيلٌ حَسَنُ الوَجْه كَأَنَّه أُوقِدَ . قِال ذُو الرُّمَّة :
" إِذا الأَرْوَعُ المَشْبُوبُ أَضْحَى كَأَنَّهعلى الرَّحْلِ مِمَّا مَنَّه السيرُ أَحْمَقُ وقال العَجَّاج :
" ومِنْ قُرَيْشٍ كُلُّ مَشْبُوبٍ أَغَرُّ ورجل مَشْبُوبٌ : إِذَا كَانَ ذَكِيَّ الفُؤَادِ شَهْماً . ومن المجاز : طَلَعَت المَشْبُوبَتَان : الزُّهَرَتَان ؛ وهما الزُّهَرَةُ والمُشْتَرِي لحُسْنِهما وإِشْرَاقهما أَنْشَد ثَعْلَب :
وعَنْسٍ كأَلْوَاح الإِرَانِ نَسَأْتُهَا ... إِذَا قِيلَ للمَشْبُوبَتَيْنِ هُمَا هُمَاوفي كِتَابِه صَلَّى اللهُ عَلَيْه وسَلَّم لِوَائِل بْن حُجْر : إِلَى الأَقْيَالِ العَبَاهِلَة والأَرْوَاعِ المَشَابِيب أَي السَّادَة الرُّءُوسِ الزُّهْرِ الأَلْوَان الحِسَانِ المَنَاظِر وَاحِدُهُم مَشْبُوبٌ كأَنَّمَا أُوقِدَتْ أَلْوَانُهم بِالنَّار : وفي حَدِيثِ سُرَاقَه : اسْتَشِبُّوا عَلَى أَسْوُقِكِم في البَوْل . يَقُول : استَوْفِزُوا عَلَيْهَا ولا تُسِفُّوا من الأَرض وتَدْنوا منها . هُوَ مِنْ شَبَّ الفَرَسُ إِذَا رَفَع يَدَيْهِ جَميعاً من الأَرْضِ . وفي الأَساس مِنَ المَجَازِ : وهُوَ مُشَبَّب الأَظَافِر : مُحَدَّدُهَا كَأَنَّها تَلْتَهِب لحِدَّتِها . وعبدُ اللهِ بْنُ الشَّبَّاب ككَتَّان : صَحَابِيٌّ . وكغُرَاب أُبو شُباب خَدِيجُ ابنُ سلامة عَقَبِيّ وابنه شُباب وُلِد لَيْلَة العَقَبَة وأُمُّه أُمُّ شُبَاب لَهَا صُحْبَةٌ أَيْضاً . وعُمَرُ بْنُ شَبَّة بْنِ عُبَيْدَةَ النُّميريّ : مُحَدِّثٌ أَخْبَارِيُّ مَشْهُور . وشَبَابَةُ أَيضاً : بَطْنٌ مِنء قَيْسٍ