ثُئِبَ كَعُنِيَ حَكَاهَا الخَليلُ في العَيْن ونَقَلَهَا ابنُ فارسِ وابنُ القَطَّاعِ وثَئِبَ أَيْضاً كفَرِحَ كذا في لسان العرب ونقَلَهَا ابنُ القُوطِيَّة واقْتَصَرَ عليهَا ونَقَلَهَا جَماعَةٌ عن الخليل ثَأْباً فهو مَثْؤُوبٌ وَتَثَاءَبَ على تَفَاعَلَ بالهَمْز هي اللُّغَة الفُصْحَى التي اقتصر عليها في الفَصيح وغيره ومَنَعُوا أَن تُبْدَلَ همزتُه واواً قال في المصباح : إنَّها لُغَةُ العَامَّةِ وصرَّحَ في المُغْرِب بأَنَّها غَلَطٌ قالَه شيخنا ونقل ابن المُكَرَّم عن ابن السِّكِّيت : تَثَاءَبْتُ علَى تَفَاعَلْت ولا تَقُلْ : تَثَاوَبْتُ وتَثَأَّبَ بتَشْديد الهَمْزَة على تَفَعَّلَ حَكَاها صاحبُ المُبرز ونَقَلَهَا الفِهْريُّ في شَرْح الفَصيح وابنُ دُرَيْد في الجَمْهَرَة : قَال رُؤبَةُ :
" وَإنْ حَدَاهُ الحَينُ أَوْتَذَأَّبَا
" أَبْصَرَ هِلْقَاماً إذَا تَتَأَّبَا وفي الحَديث " إذَا تَثَاءَبَ أَحَدُكُمْ فَلْيُطْبِقْ فَاهُ قَال الوَلِيُّ العِرَاقيُّ في شَرْح التِّرْمِذيِّ : تَثَاوَبَ في أَصْلِ السَّمَاعِ بالوَاو وفي بَعْض الرِّوَايَاتِ بالهَمْز والمَدِّ وهي روَايَة الصَّيْرَفيِّ . وقد أَنكَرَ الجَوْهَريُّ والجُمْهُورُ كَوْنَه بالوَاو وقَال ابنُ دُرَيْد وثَابتٌ السَّرَقُسْطيُّ في غَريب الحَديث : لا يُقَالُ تَثَاءَبَ بالمَدِّ مُخَفَّفاً بل تَثَأَّبَ بالهَمْز مُشَدَّداً . قلْتُ : وهذا غَريبٌ في الرِّواية فإنَّا لا نَعْرفُ إلاَّ المَدَّ والهَمْزَ نقله شيخُنا : أَصَابَهُ كَسَلٌ وتَوْصِيمٌ قَالَه ابنُ دُرَيْدٍ وقال الأَصمعيُّ : أَصَابَتْهُ فَتْرَةٌ كفَتْرَةِ النُّعَاسِ منْ غَيْرِ غَشْيٍ يغْشَى عليه من أَكْلِ شَيْءٍ أَو شُرْبه قال أَبُو زَيْد : تَثَأَّبَ يَتَثَأَّبُ تَثَؤُّباً منَ الثُّؤَبَاءِ في كتَاب الهَمْز وهيَ الثُّؤَابَاءُ بضَمِّ المُثَلَّثَة وَفَتْح الهَمْزَة مَمْدُودَةً ونَقَلَ صَاحبُ المُبرز عن أَبي مِسْحَل أَنَّهُ يقالُ : ثُؤْبَاءُ بالضَّمِّ فالسكُون نَقَلَه الفِهْريُّ وَغَيْرُه وهو غَريبٌ نَقَلَ شيخُنَا عن شَرْح الفَصيحِ لابن دَرَسْتَوَيْه : هيَ ما يُصيبُ الإِنْسَانَ عندَ الكَسَل والنُّعَاس والهَمِّ منْ فَتْحِ الفَمِ والتَّمَطِّي وقال التّدْميريّ في شَرْح الفَصيح : هي انْفتَاحُ الفَمِ بريح يَخْرُجُ منَ المَعِدَة لغَرَضٍ من الأَغْرَاض يَحْدُثُ فيها فيُوجِبُ ذلك وفي لسان العرب : الثُّؤَبَاءُ من التَّثَاؤُبِ كالمُطَوَاءِ منَ التَّمَطِّي قال الشَّاعرُ في صِفَة مُهْرٍ :
" فَافْتَرَّ عَنْ قَارِحِه تَثَاؤُبُهْ وفي المَثَل " أَعْدَى منَ الثُّؤَبَاءِ " أَيْ إذَا تَثَاءَب إنْسَان بحَضْرَةِ قَوْمٍ أَصَابَهُمْ مثْلُ مَا أَصَابَهُ
وقال شَيْخُنَا نَقْلاً عن صَاحب المبرز : الثُّؤَبَاءُ في المَثَل يُهْمَزُ وَلاَ يُهْمَزُ وقال ابن دَرَسْتَوَيْه : عَدَمُ الهَمْز للعَامَّة وقَالَ غيرُهُ : هُوَ خَطَأٌ انتهى وفي الحَديث : " التَّثَاؤُبُ منَ الشَّيْطَان " قيلَ : وإنَّمَا جَعَلَه منَ الشَّيْطَان كَرَاهِيَةً له وإنَّمَا يَكُونُ منْ ثِقَل البَدَنِ ومَيْلِه إلى الكَسَلِ والنوم فَأَضَافَه إلى الشَّيْطَان لأَنَّهُ الذي يَدْعُو إلى إعْطَاءِ النَّفْس شَهْوَتَها وأَرَادَ به التَّحْذيرَ منَ السَّبَب الذي يَتَوَلَّدُ منهُ وهو التَّوَسُّعُ في المطْعَم والشِّبَع فَيثْقُلُ عن الطَّاعاتِ ويكْسَلُ عن الخَيْرَاتِ
والثَّأَبُ مُحَرَّكَةً جَاءَ في شعْرِ الأَغْلَب اسْمُ فَلاَةٍ باليَمَامَة وسيأْتي في أَثْأَب وكَأَنَّه سَقَطَ ذِكْرُ العَيْن المُهْملَة بمَعْنَى الموْضع منْ هُنَا وإلاَّ فَلاَ مَحَلَّ له هُنَا إنْ كانَ مَعْطُوفاً على ما قَبْلَه أَو ما بَعْدَهُ معطوفاً عليه فتأَمّل
والأَثْأَبُ عَلَى مِثَال أَفْعَل : شَجَرٌ يَنْبُتُ في بُطُون الأَوْديَة بالبَادية وهُوَ عَلَى ضَرْبِ التِّينِ يَنْبُتُ نَاعماً كأَنَّه على شاطىء نَهْر وهُوَ بَعيدٌ من المَاءِ وَاحدَتُهُ أَثْأَبَةٌ بهَاءٍ قال الكُمَيْتُ :
وغَادَرْنَا المَقَاوِلَ في مَكَرٍّ ... كَخُشْبِ الأَثْأَبِ المُتَغَطْرِسينَا قَالَ اللَّيْثُ : هيَ شَبيهَةٌ بشَجَرَة يُسَمِّيهَا العَجَمُ النَّشْكَ وأَنشد :
" في سَلَمٍ أَوْأَثْأَبٍ وغَرْقَدِ قَالَ أَبُو حَنيفَة : الأَثْأَبَةُ : دَوْحَةٌ مِحْلاَلٌ واسعةٌ يَسْتَظِلُّ تَحْتَهَا الأُلُوفُ منَ النَّاس تَنْبُتُ نَباتَ شَجَرِ الجَوْز وَورقُها أَيْضاً كنَحْوِ وَرقِه ولَها ثَمرٌ مِثْلُ التِّين الأَبيض يُؤْكَلُ وفيه كَراهةٌ وله حَبٌّ مثْلُ حَبِّ التِّينِ وزِنَادُهُ جَيِّدةٌ وقيلَ : الأَثْأَبُ : شِبْهُ القَصبِ لهُ رُؤُوسٌ كرؤوسِ القَصَب فَأَمَّا قولُه :
" قُلْ لأَبِي قَيْسٍ خَفيفِ الأَثَبَهْفعلَى تَخْفيف الهَمْزَة إنَّما أَراد الأَثْأَبَةَ وهذَا الشَّاعرُ كأَنَّه ليْسَ منْ لُغَتِه الهمْزُ لأَنَّه لوْ هَمزَ لَمْ يَنْكَسر البَيْتُ وظَنَّهُ قَوْمٌ لُغَةً وهُو خَطَأٌ وقَالَ أَبُو حَنيفَةَ : قال بَعْضُهُمْ : الأَثْبُ فاطَّرَحَ الهمزةَ وأَبْقَى الثَّاءَ علَى سُكُونها وأَنشد :
" ونَحْنُ مِنْ فَلْجٍ بأَعْلَى شِعْبِ
" مُضْطَرِبِ البَانِ أَثيثِ الأَثْبِ وأَثْأَبُ كأَحْمَدَ : ع لَعَلَّهُ وَاحدُ الأَثْأَبَاتِ وهي فَلاَةٌ بنَاحِيَةِ اليمَامَةِ ويقالُ فيه : ثَأْبٌ أَيْضاً كَذَا في كتَاب نَصْر
وتَثَأَّبَ الخَبَرَ إذَا تَجَسَّسَهُ نَقَله الصاغَانيّ