تِنِّيسُ كسِكِّينٍ قال شيخُنا : وحَكَى بعضُهم فتحها : د بجزيرةٍ من جَزائر بحر الرُّومِ قاله الأَزْهَرِيُّ وهو قرب دِمياط تُنسَبُ إليها الثِّيابُ الفاخْرَةُ قال شيخُنا : وسَمَّاها بعضٌ : تُونَة من أَعمالها كدَبيق وبُورا والقسيس وأما تِنِّيس فإنها سُمِّيَتْ بتنِّيس بن حامِ بنِ نوحٍ عليه السَّلام ويقال بناها قليمون من مُلوكِ القِبْطِ وبناؤُه الذي قد غرَّقَه البحرُ وكان مُلْكُهُ تسعينَ سنةً وكانت من أَحسَن بلاد الله بساتينَ وفَواكِهَ ويقال : كانَ لها مائةُ بابٍ فلمّا مَضى لِدِقْلِطْيَانُوس من مُلْكِهِ مائتانِ وإحدى وثلاثونَ سنةً هجَمَ الماءُ من البحرِ على بعضِ المَواضِع التي تُسَمَّى اليومَ ببُحيرَةِ تِنِّيس فأغرقَه ولم يزل يَزيدُ حتَّى أَغرقَها بأَجمَعِها وبقِيَتْ بعضُ المَواضِع التي كانت في ارتفاعها باقيَةً إلى الآن والبحر مُحيطٌ به وكان استِحكامُ غرَقِ هذه الأَرضِ قبلَ أَن تُفتَحَ مِصْرُ بمائة سنةٍ وبقيت منها بقايا فخرَّبَها الملكُ الكامِلُ مُحَمَّد بنُ أَبي بَكْرِ بنِ أَيُّوب في سنة 624 خوفاً من أَن يتحصَّنَ بها النَّصارَى فاستَمرَّت إلى الآن خَرابأ ولم يبقَ الآن إلاّ رُسومُها . وتُونِسُ بالضَّمِّ وكسْرِ النُّونِ قال الصَّاغانِيُّ : ولو كان مَهموزاً لكان مَوضِعُ ذكرِه فصلَ الهمزة ولو كانت التاءُ زائدةً مع كونِه معتلَّ الفاءِ لكان موضع ذكرِه فصلَ الواو : قاعدة بلادِ إفريقِيَّةَ قيل : إنَّها عُمِّرَتْ من أَنقاضِ مدينةِ قَرْطاجَنَّةَ وهي من أَشهر مُدُنِ إفريقِيَّةَ وأَعمرِها مُشتملَةٌ على قِلاعٍ وحُصونٍ وقرىً وأَعمالٍ عامِرَةٍ وقد نُسِبَ إليها خَلْقٌ كثيرٌ من أَهل العلم منهم الشيخ مَجْد الدِّين أَبو بَكْرٍ مُحَمَّد التُّونِسِيُّ شيخُ القُرَّاءِ والأُصولِيَّةِ والنُّحاةِ بدمشْقَ مات سنة 718 وغيرُه . جَمالُ الدِّينِ مُحَمَّد بن مُحَمَّد التَّنَسِيِّ كما حقَّقه الحافظ : مُحَدِّثٌ اسْكَنْدَرِيٌّ ولم يُبَيِّن نِسْبَتَه إلى أَيِّ شيءٍ . قلتُ : وهي قريَةٌ بساحِلِ إفريقِيَّة كما قاله الرُّشاطِيُّ لهُ نَسْلٌ منهم جماعَةٌ فضَلاءُ آخرهم قاضي المالكِيَّةِ بمصرَ ناصِر الدِّين أَحمدُ بنُ التَّنَسِيِّ ومن أَسلافِهِم : أَبو عَبْد الله مُحَمَّد بنُ المُعِزِّ التَّنَسِيُّ ذكرَه منصورٌ في الذَّيْلِ ومن هذه القرية أَيضاً : إبراهيم بنُ عبد الرَّحمن التَّنَسِيُّ سَمِعَ من وَهْبِ بنِ مَيْسَرَة وكان يُفتي مات سنة 387 وذكَر السَّخاوِيُّ في الضَّوْءِ : أَنَّ تَنْسَ من أَعمالِ تِلِمْسانَ ونسَبَ إليها مُحَمَّد بنَ عبدِ اللهِ التَّنَسِيَّ من القرن التَّاسِعِ . ومما يُستدرك عليه : تُناسُ النَّاسِ بالضَّمِّ : رَعَاعُهُم عن كُراع هكذا نقله صاحب اللسان قال : ولم يعرفه الأَزْهَرِيّ
وَرْتَنِيسُ كخَنْدَرِيسٍ : د بنَواحِي أَفِريقِيَّةَ في نَوَاحي الجَنُوبِ من بلادِ البَرْبَرِ على شُعْبَةٍ من النِّيلِ بيْنَهَا وبَيْنَ كُوكُو من السُّودانِ عَشْرُ مَراحِلَ ومنها أُمَّةٌ من صنْهَاجَةَ بعْضُهُم مُسْلمون وبعضُهم كُفّار وأكثرُهم هَمَجٌ نقَلَه ياقُوت وذَكَره الصّاغَانِيّ في الَّتِي تَأْتِي بَعْدَها وقال : إِنّه حِصْنٌ ببلاد الرُّومِ وقِيلَ : هو من حَرّانَ . قلتُ : وقيلَ : من سُمَيْسَاطَ كانت به وَقْعَةٌ لسَيْفِ الدَّوْلَةِ بن حَمْدَانَ قال أَبو فِرَاسٍ :
وأَوْطَأَ حِصْنَيْ وَرْتَنِيسَ خُيُولَه ... وقَبْلَهُمَا لم يَقْرَعِ النَّجْمَ حافِرُ فهذا مُسْتَدْرَكٌ علَى المُصَنِّف رَحِمَه الله تَعَالَى . آمين