فانْبَجَسَتْ مِنْهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْنا[الأعراف آية 160].
بَجَسَ الماءَ والجُرْحَ يَبْجِسُه بالكسْر ويَبْجُسُه بالضَّمّ بَجْساً فيهما : شَقَّهُ فانبَجَسَ . والبَجْسُ : انشِقاقٌ في قِرْبَةٍ أَو حَجَرٍ أَو أَرضٍ ينبُع منه الماءُ فإن لمْ يَنبعْ فليس بانبِجاسٍ وهو في الجُرْحِ مَجازٌ ومنه حديث حُذَيفَةَ : " ما مِناَّ رجلٌ إلاّ به آمَّةٌ يَبْجُسُها الظُّفُرُ إلاَ رَجُلَيْنِ " يعني عليَّاً وعُمَر رضي الله عنهما الآمَّةُ : الشّجَّةُ التي تبلُغُ أُمَّ الرَّأْسِ ويَبجُسُها : يَفجُرُها وهو مثَلٌ أَرادَ أَنَّها نَغِلَةٌ كثيرةُ الصَّديدِ فإن أَراد أَحدٌ أَنْ يَفجُرَها بظُفُره قَدَرَ على ذلكَ لامتلائِها ولم يحتَجْ إلى حَديدة يَشُقٌّها بها . أَرادَ ليس منَّا أَحَدٌ إلاّ وفيه شيءٌ غير هذين الرَّجُلين . بَجَسَ فلاناً يَبْجُسُه بُجوساً بالضَّمِّ : شتمَه وهو مَجاز أيضاً كأَنَّه نَمّ عن مَساوِيه . وماءٌ بَجْسٌ : مُنبجِسٌ وقد بَجَسَ بنفسِه يَبجُسُ يتعدَّى ولا يتعدَّى وكذلك سَحابٌ بَجْسٌ . وبَجَّسَه الله تَبْجيساً : فَجَّرَه من السَّحاب والعَيْنِ فانبجَسَ وتبَجَّسَ : انفجَرَ وتَفَجَّرَ قال الله تعالى : " فانْبَجَسَتْ منهُ اثْنَتا عَشْرَةَ عَيْناً " . وبَجْسَةُ بالفتح : ع أَو اسم عَيْنٍ باليَمامةِ سُمِّيَ لانفِجارِ الماءِ به . والبَجِيسُ : العَيْنُ الغَزيرَةُ . والانْبِجاسُ : النُّبوع في العَينِ خاصَّةً أَو هو عامٌّ والنُّبُوعُ للعَين خاصَّةً . ومما يُستدرك عليه : ماءٌ بَجيسٌ كأَميرٍ : سائلٌ . عن كُراع . والسَّحابُ يَتبَجَّسُ بالمَطَرِ . وجاءَكَ بثَريدٍ يتبَجَّسُ أُدماً أَي من كَثرَةِ الوَدَكِ قاله الزّمخشريّ . والمُنبَجِسُ : ماءٌ بالحِمَى في جِبالٍ تُسَمَّى البَهائمَ ذكره المصنِّف في بهم . وبَجَّس المُخُّ تَبجيساً : دخلَ في السُّلامَى والعينِ فذهَبَ وهو آخِرُ ما يبقى وقال أَبو عُبيد : هو بالخاءِ المُعْجَمَة كما سيأْتي للمصنِّف