اِنْكَفأَ - [ك ف أ]. (ف: خما. لازم، م. بحرف). اِنْكَفَأَ، يَنْكَفِئُ، مص. اِنْكِفاءٌ.
1. "اِنْكَفَأَ عَلَى جَارِهِ يَسْألَهُ": مَالَ. "اِنْكَفأَتْ عَلَى وَلَدِهَا تُرْضِعُهُ".
2. "اِنْكَفَأَ إلَى الْمَتْجَرِ" : رَجَعَ إلَيْهِ. "اِنْكَفَأَ ...
اِنْكَفأَ - [ك ف أ]. (ف: خما. لازم، م. بحرف). اِنْكَفَأَ، يَنْكَفِئُ، مص. اِنْكِفاءٌ.
1. "اِنْكَفَأَ عَلَى جَارِهِ يَسْألَهُ": مَالَ. "اِنْكَفأَتْ عَلَى وَلَدِهَا تُرْضِعُهُ".
2. "اِنْكَفَأَ إلَى الْمَتْجَرِ" : رَجَعَ إلَيْهِ. "اِنْكَفَأَ إلَى بِلاَدِهِ بَعْدَ غَيْبَةٍ طَوِيلَةٍ".
3. "اِنْكَفأَ عَنْهُ" : اِنْصَرَفَ.
4. "اِنْكَفأَ الجَيْشُ فِي الْمَعْرَكَةِ" : اِنْهَزَمََ.
5. "اِنْكَفَأ لَوْنُهُ" : تَغَيَّرَ.
كَافَأَه على الشَّيْء مُكَافَأَةً وكِفَاءً كقِتَالٍ أَي جازاهُ تقول : ما لي به قِبَلٌ ولا كِفاءٌ أَي مالي به طاقةٌ على أَنِّي أُكافِئُه وكَافَأَ فُلاناً مُكَافَأَةً وكِفاءً : ماثَلَهُ وتقول : لا كِفَاءَ له بالكسر وهو في الأَصل مصدرٌ أَي لا نظيرَ له وقال حسَّان بن ثابت :
" ورُوحُ القُدْسِ لَيْسَ لهُ كِفَاءٌ أَي جبريلُ عليه السَّلام ليس له نظيرٌ ولا مثيلٌ . وفي الحديث " فنَظَرَ إليهم فقالَ : من يُكَافِئُ هؤلاءِ " وفي حديث الأَحنف : لا أُقاوِمُ من لا كِفاءَ له . يعني الشيطانَ ويروى : لا أُقاوِلُ . وكَافَأَه : راقبه ومن كلامهم : الحمدُ للهِ كِفاءَ الواجِبِ أَي قدر ما يكونُ مَكافِئاً له والاسم الكَفاءةُ والكَفَاءُ بفتحهما ومدِّهما وهذا كِفاؤُهُ بالكسر والمدّ قال الشاعر :
فأَنْكَحَهَا لا في كِفَاءٍ ولا غِنًى ... زِيادٌ أَضَلَّ اللهُ سَعْيَ زِيادِ
وكِفْأَتُهُ بكسر فسكون وفي بعض النُّسخ بالفتح والمدّ وكَفيئُهُ كأَميرٍ وكُفْؤُهُ كقُفْلٍ وكَفْؤُهُ بالفتح عن كُراع وكِفْؤُهُ بالكسر وكُفُوءهُ بالضَّمِّ والمدّ أَي مثلُه يكون ذلك في كلِّ شيء وفي اللسان : الكُفْءُ : النظير والمُساوي ومنه الكَفَاءة في النّكاح وهو أَن يكون الزَوْجُ مساوياً للمرأَةِ في حَسَبِها ودِينِها ونَسَبِها وبَيْتِها وغيرِ ذلك . قال أَبو زيد : سمعتُ امرأةً من عُقَيْلٍ وزوجَها يقرآن : " لم يَلِدْ ولمْ يُولَدْ ولمْ يَكُنْ له كُفاً أَحَدٌ " فأَلقى الهمزةَ وحوَّل حرَكَتَها على الفاء وقال الزجَّاج في قوله تعالى " ولمْ يَكُنْ لهُ كُفُؤاً أَحَدٌ " أَربعة أَوجهٍ القراءة منها ثلاثةٌ : كُفُؤاً بضمّ الكاف والفاء وكُفْأً بضمّ الكاف وسكون الفاء وكِفْأً بكسر الكاف وسكون الفاء وقد قُرِئَ بها وكِفَاءً بكسر الكاف والمد ولم يُقْرَأْ بها ومعناه لم يكن أحدٌ مثلاً لله تعالى جلَّ ذِكرُه ويقال : فلانٌ كَفيءُ فلانٍ وكُفُؤُ فلانٍ وقد قرأَ ابنُ كَثيرٍ وأَبو عمرو وابنُ عامرٍ والكسائيّ وعاصمٌ : كُفُؤاً مثُقَّلاً مهموزاً وقرأَ حمزة بسكون الفاء مهموزاً وإذا وقف قرأَ كُفَا بغير همزة واخْتُلف عن نافع فروي عنه كُفُؤاً مثل أَبِي عمرٍو وروى كُفْأً مثل حمزة . ج أَي من كلِّ ذلك أَكْفَاءٌ . قال ابنُ سيده : ولا أَعرف للكَفْءِ جمعاً على أَفْعُلٍ ولا فُعولٍ وحَرِيٌّ أَن يَسَعَه ذلك أَعني أَن يكون أَكْفَاء جمع كَفْءٍ المفتوح الأوَّل وكِفاءٌ جمعُ كَفِيءٍ ككِرام وكَريم والأَكْفَاء كقُفْلٍ وأَقْفالٍ وحِمْل وأَحْمال وعُنُقٍ وأَعْناق . وكَفَأَ القومُ : انصرفوا عن الشَّيْء وكَفَأَه كمَنَعَه عنه كَفْأً : صَرَفَه وقيل : كَفَأْتُهم كَفْأً إِذا أَرادوا وَجْهاً فصَرَفْتهم عنه إلى غيرِه فانْكَفَئوا : رَجعوا . وكَفَأَ الشَّيْءَ والإناءَ يَكْفَؤُه كَفْأً وكَفَّأَهُ فتَكَفَّأَ وهو مَكْفوءٌ : كَبَّه . حكاه صاحب الواعي عن الكسائي وعبد الواحد اللّغويّ عن ابن الأَعْرابِيّ ومثله حُكِي عن الأَصمَعِيّ وفي الفصيح : كَفَأْتُ الإناءَ : كَبَبْتُه وعن ابن درستويه : كَفَأَه بمعنى : قَلَبَه حكاه يعقوب في إصلاح المنطق وأَبو حاتمٍ في تقويم المفسد عن الأَصمَعِيّ والزجّاج في فعلت وأَفعلت وأَبو زيد في كتاب الهمز وكلّ منهما صحيحٌ قال شيخنا : وزعم ابن درستويه أَنَّ معنى قَلَبَه أَمالَه عن الاستِواء كَبَّهُ أَو لم يَكُبَّه قال : ولذلك قيل : أَكْفَأَ في الشِّعر لأنَّه قلبَ القَوافِيَ عن جهةِ استِوائها فلو كانَ مثل كَبَبْتُه كما زعم ثعلبٌ كما قيل في القَوافي أَنَّها لا تُكَبُّ ثمَّ قال شيخنا : وهذا الذي قاله ابن درستويه لا مُعَوَّل عليه بل الصحيح أَنَّ كَبَّ وقَلَبَ وكَفَأَ مُتَّحِدَةٌ في المعنى انتهى . ويقال : كَفَأَ الإناءَ كأَكفَأَهُ رُباعيًّا نقله الجوهريّ عن ابن الأَعْرابِيّ وابن السكِّيت أيضاً عنه وابن القوطيَّة وابن القطَّاع في الأَفعال وأبو عبيد البكري في فضل المقال وأبو عبيدٍ في المُصَنِّف وقال : كَفَأْتُهُ بغير ألِفٍ أَفصحُ قاله شيخنا وفي المحكم أنَّها لغةٌ نادرةٌ قال : وأَباها الأَصمَعِيّ . واكْتَفَأَهُ أَي الإناءَ مثل كَفَأَه . وكَفَأَه أيضاً بمعنى تَبِعَه في أَثرِه وكَفَأَ الإبلَ : طَرَدَها واكْتَفَأَها : أَغارَ عليها فذَهَبَ بها وفي حديث السُّلَيْك ابن السُّلَكَةِ : أَصابَ أَهليهِم وأَموالهم فاكْتَفَأَها . وكَفَأَت الغَنَمُ في الشِّعْبِ أَي دخلتْ فيه . وأَكْفَأَها : أَدْخَلَها والظاهِر أَنَّ ذِكر الغَنَمِ مثالٌ فقال ذلك لجميع الماشِية . وكَفَأَ فُلاناً : طَرَدَه والذي في اللسان : وكَفَأَ الإبلَ والخَيْلَ : طَرَدَها . وكَفَأَ القومُ عن الشيء انصرفوا عنه ورجعوا ويقال : كانَ النَّاسُ مُجتمِعينَ فانْكَفَئوا وانْكَفَتوا إِذا انْهَزَموا . وأَكْفَأَ في سَيْرِه عن القَصْدِ : جارَ . وأَكْفَأَ وكَفَأَ : مالَ كانْكَفَأَ وكَفَأَ وأَكْفَأَ : أَمالَ وقلَبَ قال ابنُ الأَثير : وكلُّ شيءٍ أَمَلْته فقد كَفَأْتَهُ وعن الكسائيّ : أَكْفَأَ الشيءَ أَماله لُغَيَّةٌ وأَباها الأَصمَعِيّ ويقال : أَكْفَأْتُ القَوْسَ إِذا أَملتَ رأْسَها ولم تنصِبْها نَصْباً حين ترمي عنها وقال بعض : حين ترمي عليهاقال ذو الرُّمَّة : ذو الرُّمَّة :
قَطَعْتُ بها أَرْضاً تَرَى وَجْهَ رَكْبِها ... إِذا ما عَلَوْها مُكْفَأً غيرَ ساجِعٍ أَي مُمالاً غيرَ مُستقيمٍ والساجِعُ القاصد : المُستوي المُستقيم . والمُكْفَأُ : الجائر يعني جائراً غير قاصِد ومنه السَّجْعُ في القَوْلِ . وفي حديث الهرَّة أَنَّه كانَ يُكْفِئُ لها الإناءَ أَي يُميله لتشرب منه بسهولة . وفي حديث الفَرَعَةِ : خَيْرٌ من أَن تَذْبَحه يَلْصَقُ لَحْمُه بوَبَرِهِ وتُكْفُئُ إناءَك وقوله ناقتك أي تكب إناءك لأنَّه لا يبقى لك لَبَنٌ تحلُبُه فيه وتُولِه ناقَتَكَ أَي تجعلها والِهَةً بذبْحِك وَلَدها . ومُكْفِئُ الظُّعْنِ : آخر أيَّام العجوز . وأَكْفَأَ في الشِّعرِ إكْفاءً : خالَفَ بين ضُروب إعراب القَوافي التي هي أَواخرُ القصيدة وهو المُخالفَةُ بين حركات الرَّوِيِّ رَفْعاً ونَصْباً وجَرًّا أَو خالفَ بين هِجائِها أَي القَوافي فلا يلزَم حَرْفاً واحداً تقارَبَتْ مخارِجُ الحُروف أَو تباعَدَتْ على ما جرى عليه الجوهريّ ومثله بأن يجعل بعضُها ميماً وبعضُها طاءً لكن قد عابَ ذلك عليه ابن بَرِّيّ . مِثالُ الأَوَّلِ :
بُنَيَّ إِنَّ البِرَّ شيءٌ هَيِّنُ ... المَنْطِقُ اللَّيِّنُ والطُّعَيِّمُ ومثال الثاني :
خَليلَيَّ سِيرا واتْرُكَا الرَّحْلَ إنَّني ... بمَهْلَكَةٍ والعاقِباتُ تَدورُ مع قوله :
فبَيْناهُ يَشْري رَحْلَهُ قال قائِلٌ ... لمَنْ جَمَلٌ رِخْوُ المِلاطِ نَجِيبُ وقال بعضهم : الإكْفاءُ في الشِّعر هو التعاقُب بين الرَّاء واللام والنون . قلت : وهو أَي الإكْفاء أَحد عيوب القافِية الستَّة التي هي : الإيطاءُ والتَّضْمينُ والإقْواءُ والإصرافُ والإكْفاءُ والسِّنادُ وفي بعض شُروح الكافي : الإكْفاءُ هو اختلافُ الرَّوِيِّ بحُروفٍ مُتقاربَةِ المخارِج أَي كالطَّاءِ مع الدَّالِ كقوله :
" إِذا رَكِبْتُ فاجْعلاني وَسَطا
" إنِّي كَبيرٌ لا أُطيقُ العُنَّدا يريد العُنَّتَ وهو من أقبح العيوب ولا يجوز لأحد من المُحدثين ارتكابه وفي الأساس : ومن المجاز : أكْفَأَ في الشِّعر : قَلَبَ حَرْفَ الرَّوِيِّ من راءٍ إلى لامٍ أو لامٍ إلى ميمٍ ونحوِه من الحروف المُتقاربة المَخْرَجِ أو مخالفة إعراب القوافي انتهى . أو أَكفأَ في الشعر إِذا أَقْوى فيكونان مُترادِفَيْن نقله الأخفش عن الخليل وابن عبد الحقّ الإشبيلي في الواعي وابن طريف في الأفعال قيل : هما واحد زاد في الواعي : وهو قلبُ القافية من الجَرِّ إلى الرفع وما أشبه ذلك مأخوذٌ من كَفَأْتُ الإناء : قَلَبْتُه قال الشاعر :
أَفِدَ التَّرَحُّلُ غَيرَ أنَّ رِكابَنا ... لمَّا تَزُلْ بِرِحالِنا وكأنْ قَدِ
زَعَمَ الغُدافُ بأنَّ رِحْلَتَنا غَداً ... وبِذاكَ أخْبَرَنا الغُدافُ الأسْوَدُ وقال أَبو عبيدٍ البكريُّ في فصْل المَقال : الإكفاءُ في الشعر إِذا قُلتَ بَيتاً مرفوعاً وآخر مخفوضاً كقول الشاعر :
وهَلْ هِنْدُ إِلاَّ مُهْرَةً عَرَبيَّةٌ ... سَليلَةُ أفْراسٍ تَجَلَّلَها بَغْلُ
فإن نُتِجَتْ مُهْراً كَريماً فبالْحَرَى ... وإن يَكُ إقْرافٌ فَمِن قِبَلِ الفَحلِ أو أفسد في أخرِ البيت أيُّ إفسادٍ كانَ قال الأخفش : وسألت العربَ الفُصحاء عنه فإذا هم يجعلونه الفساد في آخر البيت والاختلاف من غير أن يَحُدُّوا في ذلك شيئاً إِلاَّ أني رأيتُ بعضَهم يَجعله اختلافَ الحروف فأنشدته :
" كَأنَّ فَا قارورةٍ لم تُعْفَصِ
" مِنْها حِجاجا مُقْلَةٍ لم تُلْخَصِ
" كأنَّ صيرانَ المَها المُنَقِّزِفقال : هذا هو الإكفاءُ قال : وأنشده آخر قَوافيَ على حروفٍ مُختلفةٍ فعابِه ولا أعلمه إِلاَّ قال له : قد أكْفَأْتَ . وحكى الجوهريُّ عن الفرَّاء : أكفَأَ الشاعر إِذا خالف بين حركات الرَّوِيِّ وهو مِثلُ الإقواء قال ابنُ جِنّي : إِذا كانَ الإكفاءُ في الشّعرِ محمولاً على الإكفاء في غيره وكان وضعُ الإكفاء إنما هو للخلاف ووقوع الشيء على غير وَجهِه لم يُنْكَر أن يُسَمُّوا به الإقواء في اختلاف حروف الرَّويِّ جميعاً لأن كلَّ واحدٍ منهما واقعٌ على غير استواءٍ قال الأخفش : إِلاَّ أني رأيتهم إِذا قَرُبت مَخارجُ الحروف أو كانت من مخرجٍ واحدٍ ثمَّ اشتدَّ تَشابُهُها لم يفطُن لها عامَّتُهم يعني عامَّة العرب وقد عاب الشيخ أَبو محمد بن بَرِّيٍّ على الجوهريّ قوله : الإكفاءُ في الشعر أن يُخالَف بين قَوافيه فتَجْعَل بعضَها ميماً وبعضَها طاءً فقال : صوابُ هذا أن يقول : وبعضَها نوناً لأن الإكفاءَ إنما يكون في الحروف المتقاربة في المَخْرَج وأمَّا الطاءُ فليست من مخرج الميم . والمُكْفَأُ في كلام العرب هو المقلوب وإلى هذا يَذهبون قال الشاعر :
ولَمَّا أصابَتْني من الدَّهْرِ نَزْلَةٌ ... شُغِلَتْ وأَلْهى النَّاسَ عَنِّي شئونُها
إِذا الفارغُ المَكْفِيُّ منهم دَعَوْتُهُ ... أبَرَّ وكانت دَعْوَةً تَسْتَديمُها فجَعَل الميمَ مع النون لِشَبهها بها لأنهما يَخرُجان من الخياشيم قال : وأخبرني من أثِقُ به من أهلِ العلم أن ابنَةَ أبي مُسافِعٍ قالت تَرثي أباها وقُتِلَ وهو يَحمي جيفَةَ أَبِي جهل بن هِشام :
وما لَيْثُ غَريفٍ ذو ... أظافيرَ وإقدامْ
كَحِبِّي إذْ تَلاقوا وَ ... وُجوهُ القَومِ أقْرانْ
وأنتَ الطَّاعنُ النَّجْلا ... ءَ مِنها مُزْبِدٌ آنْ
وبالكَفِّ حُسامٌ صا ... رِمٌ أبيَضُ خَذَّامْ
وقد تَرْحَلُ بالرَّكْبِ ... فما تُخْني بِصُحْبان قال : جَمعوا بين الميم والنون لقُربهما وهو كثيرٌ قال : وسمعت من العرب مثل هذا ما لا أُحْصي قال الأخفش : وبالجُملة فإنّ الإكفاء المخالفةُ وقال في قوله :
" مُكْفَأً غَيرَ ساجِعِ المُكْفَأُ ها هنا : الذي ليس بِمُوافقٍ . وفي حديث النابغة أنه كان يُكْفِئُ في شعره وهو أن يُخالف بين حركات الرَّويّ رفعاً ونصباً وجرًّا قال : وهو كالإقْواءِ وقيل : هو أن يُخالف بين قَوافيه فلا يَلزَم حرفاً واحداً كذا في اللسان . وأكفأَت الإبلُ : كَثُر نِتاجُها وكذلك الغنم كما يُفيده سِياقُ المُحكم وأكفأَ إبله وغَنَمه فُلاناً : جَعل له مَنافِعَها أوْبارَها . وأصوافها وأشعارها وألبانها وأولادها . والكَفْأَةُ بالفتح ويُضَمُّ أوَّله : حَمْلُ النَّخْلِ سَنَتَها وهو في الأرضِ : زِراعةُ سَنَتِها قال الشاعر
غُلْبٌ مَجاليحُ عندَ المَحْلِ كُفْأَتُها ... أشطانُها في عَدابِ البَحرِ تَسْتَبِقُ أراد به النَّخيلَ وأراد بأشطانها عُروقَها والبحرُ هنا الماء الكثير لأن النخلَ لا يشرب في البحر وقال أَبو زيد : استكْفَأْتُ فلاناً نَخْلَهُ إِذا سألته ثَمَرها سَنَةً فجعل للنخل كَفْأَةً وهو ثَمَرةُ سَنَتها شُبِّهَت بِكَفْأَةِ الإبل قلت : فيكون من المجاز . والكَفْأَةُ في الإبل والغنم نِتاج عامِها واستكْفأتُ فلاناً إبله أَي سألتُه نِتاج إبله سَنَةً فأكْفَأَنيها أَي أعطاني لَبَنَها ووَبَرَها وأولادَها منه تقول : أعطِني كُفْأَةَ ناقَتك تضمُّ وتفتح وقال غيره : ونَتَجَ الإبلَ كُفْأَتَيْنِ وأكفَأَها إِذا جعلها كُفْأَتين وهو أن يجعلها نِصْفَينِ يَنْتِجُ كلَّ عامٍ نِصفاً ويَدَعُ نِصفاً كما يصنع بالأرض بالزِّراعة فإذا كانَ العام المُقبل أرسل الفحلَ في النِّصف الذي لم يُرسِله فيه من العام الفارِطِ لأن أجودَ الأوقات عند العرب في نِتاج الإبل أن تُتْرك الناقة بعد نتاجها سَنةً لا يُحمَلُ عليها الفحلُ ثمَّ تُضرَب إِذا أرادت الفَحْلَ وفي الصحاح : لأن أفضلَ النِّتاج أن يُحمَلَ على الإبل الفُحولَةُ عاماً وتًتركَ عاماً كما يُصنع بالأرض في الزِّراعة وأنشد قولَ ذي الرُّمَّة :تَرى كُفْأَتَيْها تُنفضانِ ولمْ يَجِدْ ... لهاثيلَ سَقْبٍ في النِّتاجَيْنِ لامِسُ وفي الصحاح : كِلا كَفْأَتَيْها يعني أنها نُتِجت كُلُّها إناثاً وهو محمودٌ عندهم قال كعبُ بن زهير :
إِذا ما نَتَجْنا أرْبَعاً عامَ كُفْأَةٍ ... بَغاها خَناسيراً فَأهْلَكَ أرْبَعا الخَناسيرُ : الهلاك أو كُفْأَة الإبل : نِتاجُها بعد حيالِ سَنةٍ أو بعد حيالِ أكثرَ من سنةٍ يقال من ذلك : نَتَجَ فلانٌ إبلَه كَفْأَةً وكُفْأَةً وأكْفأت في الشاءِ مثله في الإبل وقال بعضهم مَنَحَه كَفْأَةَ غَنَمِه ويُضَمُّ أَي وَهب له ألبانها وأولادَها وأصوافَها سنةً ورَدَّ عليه الأمَّهاتِ ووهَبتُ له كُفْأة ناقتي تُضمّ وتفتح إِذا وهَبْتُ له ولَدَها ولَبنَها ووبَرَها سَنَةً واستكْفأَه فأكْفَأَه : سأله أن يجعل له ذلك . وعن أَبِي زيدٍ : استكفأَ زيدٌ عَمراً ناقَتَه إِذا سأله أن يَهبها له وَولَدَها ووبرها سنةً وروى عن الحارث بن أَبِي الحارث الأزديِّ من أهل نَصيبَيْن أن أباه اشترى مَعْدِناً بمائة شاة مُتْبِع فأتى أُمَّه فاستأمَرَها فقالت إنك اشتريتَه بثلاثمائة شاةٍ : أُمُّها مائةٌ وأولادُها مائةُ شاةٍ وكُفْأَتُها مائةُ شاةٍ فندِمَ فاستقالَ صاحبَه فأبى أن يُقيله فقَبض المَعْدِن فأذابَه وأخرج منه ثمن ألف شاةٍ فأثى به صاحِبُه إلى عليٍّ رضي الله عنه - أَي وشَى به وسَعى - وقال : إن أبا الحارث أصابَ رِكازاً . فسأله عليٌّ رضي الله عنه فأخبره أنه اشتراه بمائة شاةٍ مُتْبِع فقال عليٌّ : ما أرى الخُمُسَ إِلاَّ على البائع فأخذ الخُمُسَ من الغنم والمعنى أن أمَّ الرجلِ جعلَتْ كُفْأة مائة شاةٍ في كلّ نتاجٍ مائةً ولو كانت إبلاً كانَ كفأةُ مائةٍ من الإبل خَمسينَ لأن الغنم يُرْسَل الفَحلُ فيها وقت ضِرابِها أجْمَعَ وتَحمِلُ أجمعَ وليستْ مثل الإبل يُحملُ عليها سنةً وسنةً لا يُحمل عليها وأرادت أم الرجل تَكثيرَ ما اشترى به ابنُها وإعلامَه أنَّه غُبِن فيما ابتاع فَفطَّنَتْه أنه كأنَّه اشترى المَعدِنَ بثلاثمائة شاةٍ فَنَدم الابن واستقال بائعَه فأبى وبارك الله له في المعدِن فحسَده البائعُ على كثرة الربح وسَعى به إلى عليٍّ رضي الله عنه فألزمه الخُمُسَ وأضرَّ البائعُ بنفسه في سِعايته بصاحبه إليه كذا في لسان العرب . والكِفاءُ بالكسر والمد كَكِتابٍ : سُتْرَةٌ من أعلى البيت إلى أسفله من مُؤَخِّره أو هو الشُّقَّةُ التي تكون في مُؤَخَّرِ الخِباء أو هو كِساءٌ يُلقى على الخِباء كالإزار حتَّى يَبْلُغَ الأرضَ ومنه : قد أكْفَأْتُ البيتَ إكفاءً وهو مُكْفَأٌ إِذا عَمِلْتَ له كِفاءً وكِفاءُ البيتِ مُؤَخَّرُه وفي حديث أمِّ مَعْبَدٍ : رأى شاةً في كِفاءِ البيت هو من ذلك والجمع أكْفِئَةٌ كحمارٍ وأحْمِرَةٍ . ورجلٌ مُكْفَأُ الوجهِ : مُتَغَيِّرُه ساهِمُه ورأيتُ فلاناً مُكْفَأَ الوجهِ إِذا رأيتَه كاسِفَ اللَّونِ ساهِماً ويقال : رأيته مُتَكَفِّئَ اللون ومُنْكَفِتَ اللونِ أَي مُتَغَيِّرَهُ . ويقال : أصبح فلانٌ كَفِئَ اللوْنِ مُتَغيِّره كأنه كُفِئَ فهو كَفِئُ اللَّونِ كأميرٍ ومُكْفَؤُهُ كَمُكْرَم أَي كاسِفُهُ ساهِمُه أَي مُتَغَيِّرُه لأمرٍ نابَه قال دريدُ بن الصَّمَّة :
وأسْمَرَ من قِداحِ النَّبْعِ فَرْعٍ ... كَفيءِ اللَّونِ من مَسٍّ وضَرْسِأَي متغيّر اللَّون من كثرة ما مُسِحَ وعُصِرَ . وكافَأهُ : دافَعهُ وقاوَمَه قال أَبو ذَرٍّ في حديثه : لنا عَباءَتان نُكافِئُ بهما عَنَّا عَينَ الشمسِ وإني لأخشى فَضل الحِسابِ . أَي نقابل بهما الشمسَ ونُدافع من المُكافأَة : المُقاومة . وكافأَ الرجلُ بينَ فارِسَيْن بِرُمْحِه إِذا وإلى بينهما طَعَنَ هذا ثمَّ هذا . وفي حديث العَقيقة عن الغلام شاتانِ مُكافأَتانِ بفتح الفاء قال ابن الأعرابيّ مُشْتَبِهَتان وقيل : مُتقاربتان وقيل مُسْتَوِيتان وتُكْسَر الفاء عن الخَطَّابي واختار المحدِّثون الفتحَ ومعنى مُتَساويتان كل واحدة منهما مُساوِيَةٌ لِصاحبتها في السِّنِّ فمعنى الحديث : لا يُعَقُّ إِلاَّ بِمُسِنَّةٍ وأقلُّه أن يكون جَذَعاً كما يُجزِئُ في الضَّحايا قال الخطَّابيّ : وأرى الفَتحَ أوْلى لأنه يريد شاتَيْن قد سُوِّي بينهما أي مُساوًى بينهما قال : وأما الكَسْر فمعناه أنهما مُتساويتان فيُحتاج أن يَذكُر أيَّ شيءٍ ساوَيا وإنما لو قال مُتَكافِئتان كانَ الكَسرُ أوْلى وقال الزّمخشري : لا فَرقَ بين المُكافِئَتين والمُكافأتين لأن كلّ واحدةٍ إِذا كافأَت أُختَها فقد كوفِئَت فهي مُكافئَة ومُكافأة أو يكون معناه مُعادِلَتان لما يجب في الزكاة والأُضْحِيَّة من الأسنان قال : ويحتمل مع الفتح أن يُراد مَذبوحتان من كافأ الرجلُ بين البَعيرين إِذا نَحَر هذا ثمَّ هذا معاً من غير تفريقٍ كأنه يُريد شاتيْن يَذْبَحُهما في وقتٍ واحدٍ وقيل : تُذبَحُ إحداهما مُقابلةَ الأُخرى وكلُّ شيءٍ ساوى شيئاً حتَّى يكون مثله فهو مُكافئٌ له والمُكافَأةُ بين الناس من هذا ويقال : كافأتُ الرجلَ أَي فعلتُ به مثل ما فعل بي ومنه الكُفْءُ من الرجال للمرأة تقول : إنه مثلُها في حسبها . وقرأت في قُراضة الذَّهب لأبي عليٍّ الحسن بن رشيق القَيْرَوانيّ قولَ الكُمَيتِ يصف الثورَ والكِلاب :
وعاثَ في عانةٍ منها بِعَثْعَثَةٍ ... نَحْرَ المُكافِئِ والمَكْثورُ يَهْتَبِلُ قال : المُكافِئُ : الذي يذبحُ شاتَيْن إحداهما مُقابلة الأخرى للعَقيقة . وانْكَفَأَ : مالَ كَكَفأَ وأكْفَأَ وفي حديث الضَّحيَّة : ثُم انْكَفَأَ إلى كَبْشَيْنِ أمْلَحَيْنِ فذَبَحَهما . أَي مالَ ورَجَعَ وفي حديث آخَرَ : فوضَع السَّيفَ في بطنِه ثمَّ انْكَفَأَ عليه . وانكَفَأَ لَوْنُه كَأكْفَأَ وكَفَأ وتَكَفَّأَ وانْكَفَت أَي تَغَيَّر وفي حديث عمر أنه انْكَفَأَ لونُه عامَ الرَّمادَة أَي تَغيَّر عن حاله حين قال لا آكُلُ سَمْناً ولا سَميناً . وفي حديث الأنصاريّ : مالي أرى لونَك مُنْكَفِئاً ؟ قال : من الجوع . وهو مجاز . والكَفِيءُ كأمير والكِفْءُ بالكسر : بَطْنُ الوادي نقله الصاغاني وابن سيده . والتَّكافُؤُ : الاستواءُ وتكافَأَ الشَّيْئانِ : تماثلا كَكَافأ وفي الحديث المُسلمونَ تَتَكافأُ دِماؤُهم قال أَبو عُبيدٍ : يريد تَتساوى في الدِّياتِ والقِصاص فليس لِشَريفٍ على وَضيع فَضْلٌ في ذلك . ومما بقي على المُصَنِّف : قول الجوهري : تَكَفَّأتِ المرأةُ في مِشْيَتها : تَرَهْيَأتْ ومارَت كما تَتَكفَّأُ النخلةُ العَيْدانَةُ نقله شيخنا . قلت : وقال بشر بن أبي خازِم :
وكأَنَّ ظُعْنَهُمُ غَداةَ تَحَمَّلوا ... سُفُنٌ تَكَفَّأُ في خَليجٍ مُغْرَبِهكذا استشهد به الجوهريّ واستشهد به ابنُ منظور عند قوله : وكَفَأَ الشَّيْءَ والإناءَ يَكْفَؤُهُ كَفْأً وكَفَّأَهُ فتَكَفَّأَ وهو مَكْفوءٌ : قَلَبَهُ . وممَّا يستدرك عليه : الكَفاءُ كسحابٍ : أَيْسَرُ المَيْلِ في السَّنام ونحوِه جَمَلٌ أَكْفَأُ : وناقة كفاء عن ابن شميل سنام أكفأ هو الذي مالَ على أَحد جَنْبي البعيرِ وناقةٌ كَفْآءُ وجملٌ أَكْفَأُ وهذا من أَهونِ عُيوبِ البعيرِ لأنَّه إِذا سَمِنَ استقام سَنامُه . ومن ذلك في الحديث أَنَّه صلّى الله عليه وسلّم كانَ إِذا مشى تَكَفَّأَ تَكْفُّؤاً . التَّكَفُّؤُ : التمايُلُ إلى قُدَّامٍ كما تَتَكَفَّأُ السفينَةُ في جَرْيها . قال ابنُ الأَثير : رُوي مهموزاً وغير مهموزٍ قال : والأَصل الهَمزُ لأنَّ مصدر تَفَعَّلَ من الصحيح كتقدَّم تقدُّماً وتَكَفَّأَ تَكَفُّؤاً والهمزة حرفٌ صحيحٌ فأَمَّا إِذا اعتلَّ انكَسرت عَيْنُ المُستقبل منه نحو تَخَفَّى تَخَفِّياً وتَسمَّى تَسمِّياً فإذا خُفِّفت الهمزةُ التَحَقَتْ بالمعتلِّ وصار تَكَفِّياً بالكسر وهذا كما جاءَ أيضاً أَنَّه كانَ إِذا مشى كأَنَّه ينْحَطُّ في صَبَبٍ وفي رواية إِذا مشى تَقَلَّع . وبعضه يُوافقُ بعضاً ويُفَسِّره وقال ثعلبٌ في تفسير قوله كأَنَّما ينحطُّ في صَبَبٍ : أَرادَ أَنَّه قويُّ البَدنِ فإذا مشى فكأَنَّما يَمْشي على صُدُورِ قَدَمَيْهِ من القُوَّةِ وأَنشد :
الوَاطِئينَ على صُدُورِ نِعالِهِمْ ... يَمْشُونَ في الدَّفَنِيِّ والأَبْرادِ والتَّكَفِّي في الأَصل مهموزٌ فتُرِكَ همزُه ولذلك جُعِل المصدر تَكَفِّياً . وفي حديث القيامة " وتَكُونُ الأَرْضُ خُبْزَةً واحِدة يَكْفَؤُها الجَبَّارُ بيَدِه كما يَكْفَأُ أَحَدُكُمْ خُبْزَتَه في السَّفَرِ " وفي رواية يَتَكَفَّؤُها يريد الخُبْزَةَ التي يصنَعها المُسافرُ ويضعُها في المَلَّةِ فإنَّها لا تُبْسَط كالرُّقاقَةِ وإنَّما تُقلبُ على الأَيْدي حتَّى تستوي . وفي حديث الصِّراط " آخِرُ من يَمُرُّ رَجُلٌ يَتَكَفَّأُ به الصِّراطُ " أَي يَتَمَيَّلُ ويَنْقَلِبُ . وفي حديث الطعام غير مُكْفَإٍ ولا مُوَدَّع وفي رواية غير مَكْفِيٍّ أَي غير مَردود ولا مقلوب والضميرُ راجعٌ للطعام وقيل من الكِفاية فيكون من المعتلِّ والضمير لله سبحانه وتعالى ويجوز رجوع الضمير للحمد . وفي حديثٍ آخر : كانَ لا يقبَل الثَّنَاءَ إِلاَّ من مُكافِئٍ أَي من رجل يعرف حقيقةَ إسلامه ولا يدخل عنده في جُملةِ المُنافقين الذين يقولون بأَلسنتهم ما ليس في قلوبهم قاله ابنُ الأَنباري وقيل : أَي من مُقارِب غير مُجاوِزٍ حدَّ مثلِه ولا مُقَصِّرٍ عمَّا رفعَه الله تعالى إليه قاله الأَزهري وهناك قول ثالث للقُتَيْبِيِّ لم يرتضه ابنُ الأَنباري فلم أَذكُرْه انظره في لسان العرب