" البَوْجُ والبَوَجانُ محرّكةً : الإِعيَاءُ " قال ابن بُزُرْج : وبَعِيرٌ بائِجٌ إِذا أَعْيَا وقد بُجْتُ أَنا : مَشَيْتُ حتى أَعيَيْتُ وأَنشد :
قد كُنتَ حِيناً تَرتَجِى رِسْلَهَا ... فاطَّرَدَ الحَائِلُ والبائِجُ
يعنى المُخِفَّ والمُثْقِلَ . البَوْجُ " : تَكَشُّفُ البَرْقِ كالتَّبَوُّجِ والتَّبْوِيجِ والابِتَياجِ " هكذا في النُّسخ من باب الافتعال . والذي في اللّسَان وغيره : الانْبِيَاجُ من الانفعال يقال : باج البَرْقُ يَبُوْجُ بَوجاً وبَوَجَاناً . وتَبَوَّجَ إِذا بَرَقَ ولمَعَ وتَكَشَّفَ . وانْباجَ البَرْقُ انْبِياجاً إِذا تَكَشَّفَ وفي الحديث : " ثُمّ هَبّت رِيحٌ سَودَاءُ فيها بَرْقٌ مُتَبَوِّجٌ " أَي مُتأَلِّقٌ برُعُودٍ وبُرُوقٍ . وتَبَوَّجَ البَرْقُ : تَفَرَّقَ في وَجْهِ السَّحابِ وقيل : تَتَابَعَ لَمْعُه . البَوْجُ : " الصِّيَاحُ " . وبَوَّجَ : صَيَّحَ ورَجلٌ بَوَّاجٌ : صَيَّاحٌ . " والبَائِجَةُ : الدّاهِيَةُ " عن أَبي عُبَيدٍ وهذا مَحلّ ذِكْرِهَا لا الهَمْز وقد أَشرنَا هُنالك . قال أَبو ذؤيب :
أَمْسَى وأَمسَينَ لا يَخْشَينَ بائِجَةً ... إِلاَّ ضَوارِىَ في أَعناقِها القِدَدُ والجَمعُ البَوَائِجُ وعن الأَصمَعِيّ : جاءَ فلانٌ بالبَائِجَةِ والفَلِيقَةِ وهي من أَسماءِ الدّاهِيَة يقال : باجَتْهُم البائِجَةُ تَبُوجُهم أي أَصابَتْهُم وقد باجَتْ عليهم بَوْجاً وانْبَاجَتْ بائِجَةٌ أَي انْفَتَقَ فَتْقٌ مُنْكَرٌ " وانْبَاجَتْ عليهم بَوائِجُ " مُنْكَرَةٌ إِذا " انْفَتَقَتْ " عليهم " دَوَاهٍ " قال الشّمّاخُ يرثى عمرَ بنَ الخطّابِ رضى الله عنه :
قَضَيْتَ أُموراً ثمَّ غادَرْتَ بَعدَها ... بَوَائِجَ في أَكْمَامِها لمْ تُفَتَّقِ " والبائِجُ : عِرْقٌ في " باطنِ " الفَخِذ " قال الرّاجز :
" إِذا وَجِعنَ أَبْهَراً أَو بائِجَاً جمعُه البَوَائِجُ قال جَنْدلٌ :
" بالكاسِ والأَيْدِي دَمُ البَوائجِ يعنى العُروق المُفتَّقة . وقال ابن سِيده : البائِجُ : عِرْقٌ مُحيطٌ بالبَدَنِ كلِّه سُمِّىَ بذلك لانتشاره وافْتِراقِه . " وباجَةُ : د بإِفْرِيقِيَّةَ " بينها وبين القَيْرَوَانِ ثَلاثُ مَراحلَ " منه " أَبو محمدٍ " عبدُ اللهِ بنُ مُحمَّدِ " بنِ عليِّ بن شريعةَ بن رِفَاعَةَ بنِ صَخْرِ بنِ سَماعةَ اللّخْمِىّ سكن إِشْبِيلِيَة فَقِيهٌ مُحدِّث . القاضي " أَبُو الوَلِيدِ سُلَيْمَانُ ابن خَلَف " بنِ سَعْدِ بنِ أَيُّوبَ " : الإِمامُ المُصَنِّفُ " سمعَ بمكّةَ أَبا ذَرٍّ الهَرَوِىّ وببغدادَ أَبا الطَّيِّبِ الطَّبَرِىّ وأَلّفَ في الأُصولِ وشرحَ المُوَطَّأَ روى عنه ببغدادَ الخَطيبُ وغيره قال شيخنا : الصّحيح أَنّه من باجَةِ الأَنْدَلُسِ لا من باجَةِ أَفْرِيقِيَّةَ وقد تَوهَّمَ المصنّفُ . قلت : هذا الاختلافُ إِنما هو في أَبي مُحَمَّدٍ اللَّخْمِيّ فإِنه ذكر ابنُ الأَثيرِ عن أَبي الفضلِ المَقْدِسِيّ أَنّه من باجَةِ الأَنْدَلُسِ وقد ردّ عليه الحافظُ أَبو محمّدٍ عبدُ اللهِ بنُ عيسى الإِشْبِيلِيّ ذلك وهو أَعلمُ ببلادهم . باجَةُ : " د بالأَنْدَلُسِ " قيل : منها أَبو محمّدٍ الباجِىّ على ما ذكَره المَقْدِسيّ وقد ذُكِرَ قريباً . باجَةُ " : والدُ " أَبي إِسحاقَ " إِسمَاعِيلَ " بنِ إِبرَاهِيمَ بنِ أَحمَدَ " الشِّيرازِيّ المُحَدِّثِ " يُعرفُ بابنِ باجَةَ سمِعَ الرَّبِيعَ بنَ سُليمانَ
ومما يستدرك عليه : قال ابنُ الأَعرابيّ : باجَ الرجُلُ يَبُوجُ بَوْجاً إِذا أَسْفَرَ وَجْهُه بعدَ شُحُوبِ السَّفَرِ . والبَائِجَةُ : ما اتَّسَعَ من الرَّمْلِ . وباجَتْهُم البَائِجَةُ تَبُوجُهم : أَصابَتْهم وقد باجَتْ عليهِم كانْبَاجَتْ . والبَاجَةُ : الاخْتِلاطُ . وباجَهُم الشَّرُّ بَوْجاً : عَمَّهُم . وعن ابن الأَعْرَابيّ : البَاجُ يُهْمَزُ ولا يُهْمَزُ وهو الطَّرِيقَةُ من المَحَاجِّ المُسْتَوِيَةُ وقد تقدّم . ونحن في ذلك باجٌ واحدٌ أَي سواءٌ قال ابنُ سيده : حكاه أَبو زيد غيرَ مهموز وحكاه ابن السِّكِّيتِ مهموزاً وقد تقدّم قال : وهو من ذواتِ الواوِ لوجود ب و ج وعدم ب ي ج . وفي حديث عُمَرَ رضى الله تعالى عنه : " أَجعلُها باجاً واحِداً " وهو فارِسِىّ مُعَرَّب وقد تقدّم
فصل التاء المثناة الفوقية مع الجيم
" بَجَّ : شَقَّ " يقال : بَجَّ الجُرْحَ والقُرْحَةَ يَبُجُّهَا بَجّاً : شَقَّها وكُلّ شَقٍّ بَجٌّ قال الرّاجز :
" بَجَّ المَزادِ مُوكَراً مَوْفُورَا بَجَّ : " طَعَنَ بالرُّمْجِ " . ابن سيده : بَجَّهُ بَجّاً : طَعَنَه وقيل : طَعَنَه فخَالَطَتِ الطَّعْنَةُ جَوْفَهُ وقال غيره : البَجُّ : الطَّعْنُ يُخالِط الجَوْفَ ولا يَنْفُذ يقال : بَجَجْته أَبُجُّهُ بَجّاً أَي طَعَنْتهُ وأَنشد الأَصمعيّ لرُؤْوبَةَ :
" قَفْخاً على الهَامِ وبَجّاً وَخْضَا من المجاز : بَجَّ " الكَلأُ الماشِيَةَ " بَجّاً : " أَسْمَنَهَا " أَي فَقَتَهَا السِّمَنُ من العُشْب " فَوَسِعَتْ " لذلك " خَوَاصِرُهَا وفي مُبْتَجَّةٌ " هكذا من باب الافتعال . وفي اللّسان : انْبَجَّتِ الماشِيَةُ فهي مُنْبَجَّةٌ من باب الانفعال قال جُبَيْهَاءُ الأَشْجَعِيّ في عَنْزٍ له مَنَحَهَا لرَجُلٍ ولم يَرُدَّها :
فجَاءَتْ كَأَنَّ القَسْوَرَ الجَوْنَ بَجَّها ... عَسالِيجُه والثّامِرُ المُتَناوِحُ قال ابن بَرّىّ : أَورده الجوهريّ فَجَاءَتْ وصوابه لَجَاءَتْ قال : واللاّم فيه جوابُ لَوْ في بيتٍ قبله وهو :
فَلَوْ أَنّهَا طافَتْ بِنَبْتٍ مُشَرْشَرٍ ... نَفَى الدِّقَّ عنهُ جَدْبُه وهو كالِحُ
قال : والقَسْوَرُ : ضربٌ من النّبْتِ وكذلك الثَّامِرُ والكالحُ : ما اسْوَدّ منه والمُتَنَاوِحُ ؛ : المُتَقَابِلُ . يقول : لو رَعَتْ هذه الشَّاةُ نَبْتاً أَيْبَسَه الجَدْبُ قد ذَهَبَ دِقُّه وهو الّذي تَنْتَفِعُ بِه الرّاعيةُ لجاءَت كأَنّهَا قدْ رَعتْ قَسْوَراً شديدَ الخُضْرَةِ فسَمِنَتْ عليه حتّى شَقَّ الشَّحْمُ جِلْدَها . البَجَجُ : سَعَةُ العَينِ وضَخْمُهَا بَجَّ يَبَجُّ بَجَجاً وهو بَجِيجٌ والأُنْثَى بَجّاءُ . الأَبَجُّ : الوَاسِعُ مَشَقِّ العَيْنِ " قال ذو الرُّمَّة :
ومَخْتَلَقٍ للمُلْكِ أَبيضَ فَدْغَمٍ ... أَشَمَّ أَبَجَّ العَيْنِ كالقَمَرِ البَدْرِ وعَيْنٌ بَجّاءُ : واسِعةٌ " والبَجَّةُ : بَثْرَةٌ في العَيْنِ " . " وصَنَمٌ " كان يُعْبَدُ من دونِ الله عزّ وجلّ . البَجَّةُ : " دَمُ الفَصِيدِ ومنه الحَدِيثُ : أَراحَكُمُ اللهُ من الجَبْهةِ والسَّجَّةِ " هكذا بالسّين المهملة مضبوط عندنا ونَصّ الحديثِ على ما أَخرجه غيرُ واحد من المُحَدِّثِين : إِنَّ اللهَ قَدْ أَراحَكُم من الشَّجَّةِ " والبَجَّةِ " هكذا بالشّين المعجمة قيل في تفسيره : هذا " لأَنَّهُمْ كانُوا يَأْكُلُونَها " أَي البَجَّة وصَوَّبَ شيخُنا تذكيرَ الضّميرِ وأَنّه عائدٌ إِلى دَمِ الفَصِيدِ " في الجَاهِلِيَّةِ " في الأَزْمَةِ وهو من هذا لأَنّ الفاصِدَ يَشُقُّ العِرْقَ . وفسّرَه ابنُ الأَثيرِ فقال : البَجُّ الطَّعْنُ غيرُ النافذ كانوا يَفْصِدون عِرْقَ البَعِيرِ ويأْخُذُون الدَّمَ يتَبَلَّغُونَ به في السّنَةِ المُجْدِبَةِ ويُسَمُّونه الفَصِيدَ سُمِّىَ بالمَرَّةِ الواحِدَةِ من البَجِّ أَي أَراحكم اللهُ من القَحْطِ والضِّيق بما فَتَحَ عليكم من الإِسلام . وفسَّرَها بعضُهم بالصَّنَمِ كذا في النّهاية واللّسان . " وبُجَّانَةُ كرُمّانَة : د بالأَنْدَلُسِ منه مَسْعُودُ بنُ عَلِيّ صاحِبُ النَّسائِيّ " . والبُجُّ بالضّم : فَرْخُ الطّائِرِ " كالمُجّ " قال ابنُ دريد : زَعَمُوا ذلك قال : ولا أَدْرِي ما صِحَّتُها . البُجُّ " : سَيْفُ زُهَيْر بنِ جَنابٍ " الكَلْبِيّ وقيل : هو المُجّ عن ابنِ الكلبِيّ وسيأْتي . البَجُّ " بالفتح : اسمٌ " . " والبَجْبَاجُ و " البَجْبَاجَةُ " بهاءٍ " : البادِنُ المُمْتَلِئُ المُنْتَفِخُ وقيل : كثيرُ اللَّحْمِ غَلِيظُه وجاريةٌ بَجْبَاجَةٌ : سَمينَةٌ قال أَبو النَّجْمِ :
" دَارٌ لبَيْضَاءَ حَصَانِ السِّتْرِ
" بَجْبَاجَةِ البُدْنِ هَضِيمِ الخَصْرِ وقال ابن السِّكِّيت : البَجْبَاج والبَجْبَاجَةُ " : السَّمِينُ المُضْطَرِبُ اللَّحْمِ " قال نِقَادَةُ الأَسديّ :
" حتى تَرَى البَجْبَاجَةَ الضَّيَّاطَا
" يَمْسَحُ لمّا حالَفَ الإِغْباطَا
" بالحَرْفِ من ساعِدِهِ المُخاطَا الإِغباطُ : مُلازَمَةُ الغَبِيطِ وهو الرَّحْلُ . " والبَجْبَجَةُ : شىءٌ يُفْعَل عند مُنَاغَاةِ الصَّبِيّ " بالفَمِ . " والبُجُجُ بضَمَّتَيْنِ " : قيل : مفردُه بَجِيجٌ وقيل : هو اسمُ جَمْعٍ " : الزِّقاقُ " بالكسر المُشَقَّقَةُ " عن ابنِ الأَعرابيّ . من المجاز : باجَجْته فبَجَجْته " أَي بارَزْته فَغَلبْته " . ومن ذلك : النِّساءُ يَتَبَاجَجْنَ فيما بَيْنَهُنّ : يتَباهَيْنَ ويَتَفَاخَرْنَ وتَعُدُّ كلّ واحدةٍ حُظْوَتَهَا . " وتَبَجْبَجَ لَحْمُهُ : كثرَ واسْتَرْخَى " بسببِ مَرضٍ كذا قيَّدَه بعضُهم وقيل : تَوَرُّمٌ مع استِرْخاءٍ . " ورَجُلٌ بُجَابِجٌ كعُلابِطٍ : بادِنٌ " مُنْتَفِخٌ . وفي حواشي ابن بَرِّىّ قال ابن خالَوَيْه : البَجْباجُ : الضَّخْمُ وأَنشد ابن الأَعرابيّ :
كأَنَّ مِنْطَقَها لِيثَتْ مَعَاقِدُه ... بَوَاضِحٍ مِنْ ذُرَى الأَنْقاءٍ بَجْباجِ مِنْطَقُهَا : إِزارُهَا يقول : كأَنَّ إِزارَها دِيرَ على نَقَا رَمْلٍ وهو الكَثِيبُ . " ورمل بَجْبَاجٌ : مُجْتَمِعٌ ضَخْمٌ " . " وبُجْبُجُ بنُ خِداشٍ كقُنْفُذٍ : مُحَدِّثٌ مَغْرِبِيٌّ " . " والبَجَاجَةُ من النَّاسِ : الرَّدِىءُ مِنْهُمْ " الذي لا خيرَ فيه وهو المِهْذارُ وسيأْتي قريباً
ومما يستدرك عليه : بَجَّهُ بَجّاً : قَطَعَهُ عن ثعلب وأَنشد :
" بَجَّ الطَّبِيبِ نائِطَ المَصْفُورِوبَجَّه بالعَصَا وغيرِهَا بَجّاً : ضَرَبَه بها عن عِرَاضٍ حَيْثُما أَصابَتْ منه وبَجَّهُ بمَكْرُوهٍ وشَرٍّ وبَلاَءٍ : رَمَاهُ به . وقال المُفَضَّلُ : بِرْذَوْنٌ بَجْبَاجٌ : ضَعِيفٌ سَرِيعُ العَرَقِ وأَنشد :
" فَلَيْسَ بالكَابِى ولا البَجْبَاجِ وعن أَبي عمرو : جَمَلٌ جُبَاجِبٌ بُجَابِجٌ : ضَخْمٌ . وفي حديثِ عثمانَ رضى الله عنه " إِنّ هَذَا البَجْبَاجَ النَّفَّاجَ لا يَدْرِي أَينَ اللهُ عَزَّ وجَلَّ " من البَجْبَجَةِ وهي المُنَاغَاةُ . وبَجْبَاجٌ فَجْفاجٌ : كثيرُ الكلامِ . والبَجْبَاجُ : الأَحمَقُ والنَّفّاجُ : المُتَكَبِّر . وفي الأَساس : وهو المِهْذارُ وتقول العربُ : أَقْصِرْ من بَجَابِجِكَ قليلا . وفي التّهذِيبِ والأَساسِ : فلانٌ يَتَبَجَّجُ بفلانٍ وَيَتَمَجَّجُ بالميم إِذا كان يَهْذِى به إِعْجاباً وقال اللِّحْيَانِيّ : أَي يَفْتَخِرُ ويُبَاهِى به . وفي نوادِرِ أَبي زَيْدٍ في قولِ أَعْرَابِيّ من بنى تَمِيم :
" لما استمرَ بها شَيْحَانُ مُبْتَجِجٌ قال : المُبْتَجِجُ : المُفْتَخِرُ . نقله شيخنا