أَبجد أول الألفاظ السّتة: ( أَبجد، هَوَّز، حُطِّي، كَلَمُن، سَعَفَصْ، قَرَشَتْ ) التي جُمِعَت فيها حروف الهجاء، بترتيبها عند السَّاميِّين، قبل أن يرتبها " نَصْر بن عاصم اللَّيثيّ " الترتيب المعروف الآن. أمّا ( ثَخَذ وضَظَغ ) فحروفها من أبجدية اللغة العربية. و تسمى الروادف. ...
أَبجد أول الألفاظ السّتة: ( أَبجد، هَوَّز، حُطِّي، كَلَمُن، سَعَفَصْ، قَرَشَتْ ) التي جُمِعَت فيها حروف الهجاء، بترتيبها عند السَّاميِّين، قبل أن يرتبها " نَصْر بن عاصم اللَّيثيّ " الترتيب المعروف الآن. أمّا ( ثَخَذ وضَظَغ ) فحروفها من أبجدية اللغة العربية. و تسمى الروادف. وتستعمل الأبجدية في حساب الجُمّل على الوضع التالي:أ=1، ب=2، ج=3، د=4، ه=5، و=6، ز=7، ح=8، ط=9، ي=10، ك=20، ل=30، م=40، ن=50، س=60، ع=70، ف=80، ص=90، ق=100، ر=200، ش=300، ت=400، ث500، خ=600، ذ=700، ض=800، ظ=900، غ=1000.والمغاربة يخالفون في ترتيب الألفاظ التي بعد: كلمن، فيجعلونها: صعفض، قرست، ثخذ، ظغش.
بَجَدَ بالمكان يَبْجُد بُجُوداً كقُعُودٍ وبَجْداً الأَخِيرَة عن كُراع وبَجَّدَ تَبجيداً وهذه عن ابن الأَعرابيّ أَي أَقامَ به . وبَجَدَت الإِبلُ بُجُوداً وبَجَّدَتْ : لزمَتِ المَرْتَعَ ويقال للرّجُلِ المُقيمِ بالمَوضع إِنّه لبَاجِدٌ . والبَجْدَةُ بفتح فسكون : الأَصْلُ والصَّحْرَاءُ والتُّراب والبَجْدَة أَيضاً : دِخْلَةُ الأَمْرِ وباطِنُه أَي بطانَتُه يقال : هو عالمٌ ببَجْدةِ أَمْرِك . وبضَمّةٍ وبضَمَّتين ففيه ثلاث لُغاتٍ . ومن المَجاز هو ابنُ بَجْدَتِها وفي كُتب الأَمثال أَنا ابنُ بَجْدَتها يقال ذلك للعالِمِ بالشّيءِ المتقنِ له الممِّزِ له . والهاءُ راجعةٌ إِلى الأَرض قاله الميدانيّ والزّمخشريّ . ويقال أَيضاً : هو ابنُ مَدِينتها وابن بَجْدتها . وكذلك يقال للدَّليلِ الهادِي الخرِّيتِ ثم تُمُثِّل به لكلِّ عالمٍ بالأَمرِ ماهرٍ فيه . ويقال : البَجْدَةُ التُّرَابُ فكأَنّ قولَهم : أَنا ابنِ بَجْدَتِها : أَنا مَخلوقٌ من تُرَابها . قالَ كعب بن زُهير :
فيها ابن بَجْدَتِهَا يَكادُ يُذِيبه ... وَقَدُ النّهَارِ إِذا استنارَ الصَّيْخَدُ يعنِي بابن بَجْدتِها الحرْبَاءَ والهاءُ في قوله فيها إِلى الفَلاة الّتي يَصِفها . وكذلك يُقَال لمن لا يَبْرَحُ مكانَه مأْخُوذ مِنْ قوله - وفي بعض النُّسخ عن قوله وهو خطأُ - : بَجَدَ بالمكان إِذا أَقامَ به ومَنْ أَقَامَ بَموضعٍ علِمَ ذلك أَي عِلْمُه ومثْله في المحكم . ويقال عليه بَجْدٌ مِنّا : من النّاس أَي جَمَاعَةٌ وجمْعهُ بُجودٌ قال كعْبُ بن مالك :
تَلوذُ البُجودُ بأَذْرائِنا ... من الضُّرّ في أَزَماتِ السِّنِينَا والبَجْدُ من الخَيْلِ : مائةُ فأَكثَرُ عن الهَجَريّ . وقولهم : اشتَملَ ببِجادِه واحتَبَى بنِجَادِه البِجَاد ككِتَابٍ : كسَاءٌ مُخطَّطٌ من أَكْسِيَة الأَعراب . وقِيل : إِذا غُزِلَ الصُّوفُ يَسْرَةً ونُسِجَ بالصِّيصَة فهو بِجَادٌ والجمْع بُجُدٌ . ويقَال للشُّقَّة من البُجُد قَلِيحٌ وجمْعُه قُلُحٌ . ومنه عَبْدُ اللّه بن عَبْد نِهمْ بن عَفيفِ بن سُحَيم بن عَدِيّ بن ثَعلبةَ بن سَعْد المُزنيّ الصّحابيّ من المهاجرين السابقين وعَدَّه بعضٌ من أَهْل الصُّفَّة ولَقَبُه ذو البِجَادَين قال ابن سيده : أُرَاه كانَ يَلبَسُ كِساءَيْن في سَفَرِه مع رسولِ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم وقيل سَمَّه رَسولُ اللّه صلَّى اللّه عليه وسلَّم بذلك لأَنّه حين أَراد المَصير إِليه قَطَعَتْ أُمُّه بِجَاداً لها قِطْعَتينِ فارتَدَى بإِحداهما واتَّزَرَ بالأُخرَى وهو دَلِيلُ النّبيِّ صلَّى اللّه تعالى عليه وسلّم في بعض الغَزَوات . وإِلاّ فالّذِي في الصّحيح أَن دَليلَه مالكُ لبن فُهَيْرَةَ على ما عُرِفَ . وبَجُوداتُ بالفتح في دِيار بنِي سَعْد : مَواضِعُ م أَي معروفَة وربما قَالُوا بَجُودَةُ وقد ذَكَرَها العجّاجُ في شعره فقال :
" بَجَّدْن للنَّوحِ
أَي أَقمْن بذلك المكان وضبطه ياقوت في المعجم بالتّحتيّة بدل الموحّدة . وثَوْبانُ بن بُجْدُدٍ كقُعْدُدٍ ويقال جَحْدَر أَبو عبد اللّه مَولَى الّنبيِّ صلَّى اللّه تعالى عليه وسلَّم نَزَل دِمَشْقَ ترجمُته واسعةٌ في تاريخ الذهبيّ ووَفيَات الصّفَديّ . والطُّفَيْل بن راشدٍ العَبْسيُّ ثمّ البِجَادِيُّ شاعرٌ مَنسوب إِلى جدِّه بِجَادِ ككِتَاب . وبُجَيْدٌ كزُبَيْرٍ : اسم جماعةٍ عَمْرو بن مالك بن قَيْس بن بُجَيدٍ الصّحابيّ وحَسَّان بن بُجَيْد الرُّعَينيّ روَى عن ابن عُمَر وأَيُّوب بن بُجَيْد المَعَافريّ ولَقيط بن عبَّاد بن بُجَيْد بن بَكْرِ بن عَمْرِو بن سُواءَةَ له وِفادة . وأُمُّ بُجَيْد خَوْلَةُ وفي بعض النّسخ حوّاءُ بِنتُ يَزِيدَ بن السَّكَن صَحَابيَّةٌ أَنصاريَّة حارِثيّة وهي أَخت أَسماءَ روَى عنها ابنُها عبد الرّحمن وعنه المَقبُرِيّ . وأَبو بُجَيدٍ نافعُ بن الأُسود التّميميّ له ذِكْرٌ . وابْن بَجْدَانَ كعُثْمَان : تابعيٌّ . وبِجِّدٌ بكسر فجيم مشدَّدّةٍ مكسورةٍ كجِلِّقٍ وحِمِّصٍ وحِلِّز : ع مَوضع ومَالهنَّ خامس قال شيخنا : وسيأْتي له في الزّاي خامس . وعُمَرُ بن بُجءدَانَ بالضّمّ صَحابيٌّ لم أَجد له ذِكْراً في المعاجِمِ . وأَبْجَدُ كأَحْمَرَ وقيل مُحرَّكة ساكنة الآخِر وقيل أَبا جادٍ كصيغَة الكُنْيَة إِلى قَرَشَتْ محرّكَة ساكنة الآخر وكَلَمُنْ بالضبط السابق رَئيسُهم وقد رُوِيَ أَنّهم كانوا مُلوك مَدْيَنَ كما قيل . وفي رَبيعِ الأَبرار للزَّمخشريّ أَنَّ أَبا جَادَ كانَ مَلِكَ مَكّة وهَوَّز وحُطِّي بِوَجَّ من الطَّائف والبَاقِين بِمَدْيَنَ . وقيل : بل إِنّهَا أَسماءُ شَياطينَ نقلَه سحنونُ عن حَفْص بن غِياثٍ . وقيل : أَولاد سابورَ وقيل غير ذلك . وهم أَوَّلُ ما وَضَعُوا الكتابَةَ العربيَّةَ على عَدَدِ حُرُوفِ أَسمائِهِم وقد رُوِيَ عن عبد اللّه بن عَمْرو بن العاص وعُروةَ بن الزُّبير أَنَّهما قالا . أَوّل مَن وَضَعَ الكِتَابَ العَربيَّ قَومٌ من الأَوائل نَزَلوا في عَدنانَ بن أُدَدَ واستَعْرَبُوا وأَسماؤُهم أَبجد وهوَّز وحُطِّي وكَلَمن وسَعْفَص وقَرشَتْ فوضَعوا الكِتَاب العَربيّّ على أَسمائهم . وهكذا ذكره أَبو عبد اللّه حمزةُ بن الحَسَن الأَصفهَانيّ قال : وقد رُوِيَ أَنَّهُم هَلَكُوا يومَ الظُّلَّة مع قَوْم شُعَيْبٍ عليه السلامُ فقَالَت ابنةُ كَلَمُنْ محرَّكَةً وقيل بالضّمّ ويقال بسكون الميم مع التّحريك ومنهم من ضبطه بالواو بعد الميمِ . وفي أَلف باللبلويّ أَنّها أُخْت كلمن تَرثيه وفي التكملة : تُؤبِّنه :
" كَلُمَنَ هَدَّمَ رُكْنِي وفي أَلف با :
ابن أُمِّي هَدَّ رُكني ... هُلْكُه وَسْطَ المحَلَّةْ
سيِّدُ القَوْمِ أَتَاه ال ... حَتْفُ ناراً وسْطَ ظُلَّه
جُعلَتْ نَاراً عليْهِمْ ... دارهمْ كالمُضمَحِلَّهْ وقال رجلٌ من أَهل مَدْينَ يَرثيهم :
أَلا يَا شُعِيبُ قدْ نَطَقْتَ مَققَالَةً ... سَبَقْتَ بها عَمْراً وَحيَّ بني عَمْرِو
مُلُوك بنِي حُطِّي وهَوَّازُ منهُمُ ... وسَعْفَصُ أَهْلٌ في المكارمِ والفَخْرِ
هُم صَبَّحُوا أَهْلَ الحجازِ بغارةٍ ... كمِثْلِ شُعاعِ الشّمْس أَو مَطْلَع الفَجْرِ وفي شرح شيخنا : ويذكر أَنَّ عُمر بنَ الخطاب رضي اللّه عَنْه لقِيَ أَعرابياًّ فقال له : هل تُحسِن أَن تقرأَ الْقرآن ؟ قال : نعم . قال : فاقْرَأْ أُمَّ القرآن . فقال : واللّهِ ما أُحسِنُ البنات فكيف الأُمّ . قال : فضَرَبَه ثم أَسلَمهُ إِلى الكُتّاب فمكَثَ فيه ثم هَرَب وأَنشأَ يقول :
أَتيتُ مهاجرِينَ فعلَّمُوني ... ثلاَثَةَ أَسطُرٍ مُتتابعاتِ
كتابَ اللّه في رَقٍّ صَحيحٍ ... وآياتِ القُرَانُ مفصًّلات
فخَطُّوا لي أَبَا جَادٍ وقالوا ... تَعلَّمْ سَعْفَصاً وقُرَيِّشاتِ
وما أَنَا والكتَابَةَ والتَّهجِّي ... وما حَظُّ البَنينَ من البناتِثم وَجَدُوا بعدَهُمْ أَحْرفاً ليستْ من أَسمائهم وهي الثاءُ والخاءُ والذال والضاد والظاءُ والغين يجمعها قولك ثَخَذْ محرَّكَةً ساكِنة الآخِر ضَظَغْ بالضَّبط المذكور وفي بعض الروايات ظَغَشْ بالشين بدل الغين فسمَّوْهَا الرَّوادف . وقال قُطرُب : هو أَبو جاد وإِنّما حُذفت وَاوه وأَلفه لأَنّه وُضِعَ لدلالة المتعلّم فكُرِه التَّطويلُ والتّكرار وإِعادة المِثْل مرّتين فكتبوا أَبجد بغير واوٍ ولا أَلف لأَنّ الأَلف في أَبجد والواو في هوّز قد عُرِفَت صُورتُهما وكل ما مَثِّل من الحروف استُغْنِيَ عن إِعادَتْه . كذا في التكملة وقد سَرَدَ نصَّ هذه العبارة أَبو الحجّاج البَلويُّ في أَلف با أَيضاً ثم الاختلاف في كونها أَعجميّات أَو عَربِيّاتٍ كثير فقيل إِنّها كلّها أَعجميّات كما جَوَّزه المبرّد وهو الظاهِر ولذلك قال السِّيرافيّ : لا شكَّ أَنّ أَصلهَا أَعجميّة أَو بعضها أَعجميّ وبعضها عربيّ كما هو ظاهرُ كلامِ سيبويه وغير ذلك مما ذكرَه الرَّضيّ وغيره ووسَّعَ الكلامَ فيها الجَلالُ في المُزْهِر . قلْت : وبقِيَ إِن كان أَبءجَد أَعجميّاً كما هو رأْيُ الأَكثَر فالصَّوَاب أَن همزته أَصليّة وأَن الصواب ذِكْره في فصل الهمزة كما أَشار إِليه شيخنا . وجزم جماعَةٌ بأَن أَبجد عربيٌّ واستدلوا بأَنَّه قيل فيه أَبو جادٍ بالكُنية وأَنَّ الأَب لا شكّ أَنّه عربي . وجاد من الجُود وهو قول مرجوح . ومما يستدرك عليه : أَصْبَحَت الأَرْضُ بَجْدَةً واحدةً ؟ إِذا طَبَّقَهَا هذا الجرادُ الأَسْوَدُ . وبِجَادٌ بالكسر اسْم رَجلٍ وهو بِجَاد بن رَيْسَان . وفي الأَساس : لَقِيتُ منه البَجَادِيَ أَي الدَّوَاهَيَ . وبِجَاد : اسمٌ لثلاثِ قَبائلَ : في عَبْسِ وفي شيبَان وفي هَمْدان ذكرَها الوزيرُ أَبو القَاسم المغربيّ . وبُجْدَانُ كعُثْمَان : مَوضعٌ بين الحَرَمَين قد جَاءَ ذِكرُهُ في الحديث . والبِجَادَةُ : ماءَهٌ لبِني كعْبِ بن عَبْد بن أَبي بكرِ بن كِلابٍ . قلْت : وبِجَاد من وَلَدِ سَعْدِ بن أَبي وَقّاص منهم أَبو طالبٍ عُمَر بن سعْد بن إِبراهيمَ بنِ محمّد بن بِجَادِ ابن مُوسى بن سعد بن أَبي وَقّاصٍ . وأَبو البِجَاد شاعرٌ سُمِّيَ بَبيتٍ قاله :
فوَيلُ الرَّكْبِ إِذْ آبُوا جِياعاً ... ولا يَدرُون ما تَحتَ البِجَادِ وثُمَامَة بن بجَادٍ ورَبيعةُ بن عامِر ابن بِجادٍ ذُكِرَا في الصّحابة وكذا عَمْرُو بنُ بِجادٍ