بَثِطَتْ شَفَتُهُ كفَرِحَ أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيّ وقال ابن دُرَيْدٍ : أَي وَرِمَتْ في بعضِ اللُّغاتِ بَثْطاً وبَثَطاً قالَ : ولَيْس بثَبَتٍ كذا في اللِّسان والعُبَاب . قُلْتُ : هَكَذا وَقَعَ في بعض نُسَخِ الجَمْهَرَة بتَقْديمِ الموحَّدَة وفي بعضِها بتَقديمِ المُثَلَّثة عَلَى المُوحَّدَة كما سَيأتي . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : ب ح ط ط
بَحْطيطُ - بالفتح - : قَرْيَةٌ من الشَّرْقِيَّةِ من أعْمالِ مِصْرَ
الحَطُّ : الوَضْعُ كالاحْتِطَاطِ يُقَالُ : حَطَّهُ يَحُطُّهُ حَطًّا واحْتَطَّهُ وأَنْشَدَ الخارْزَنْجِيُّ :
" أَيْقَنْتُ أَنَّ فارِساً مُحْتَطِّي أَي يَحُطُّنِي عن سَرْجِي وصَدْرُه يأْتي في ح ق ط وفي ه ق ط والمُرادُ بالوَضْعِ وَضْعُ الأَحمال تقول : حَطَطْتُ عنْها ومِنْهُ حديثُ عُمَرَ : " إِذا حَطَطْتُم الرِّحالَ فشُدُّوا السُّرُوجَ " أَي إِذا قَضَيْتُم الحَجَّ وحَطَطْتُم رِحالَكُم عن الإِبِلِ وهي الأَكْوارُ والمَتاعُ فشُدُّوا السُّروجَ عَلَى الخَيْلِ للغَزْوِ . وكلُّ مَا أُنزِلَ عن ظَهْرٍ فَقَدْ حُطَّ وقال الجَوْهَرِيّ : حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ والقَوْسَ وحَطَّ أَي نَزَلَ . ومن المَجَازِ : الحَطُّ في السِّعْر : الرُّخْصُ فيه كالحُطُوطِ بالضَّمِّ يُقَالُ : حَطَّ السِّعْرُ يَحُطُّ حَطًّا وحُطُوطاً : رَخُصَ وكَذلِكَ قَطَّ السِّعْرُ فهو مَحْطوطٌ ومَقْطوطٌ وسَيَأْتِي قَطَّ في مَحَلِّه . والحَطُّ : الحَدْرُ من عُلْوٌ إِلَى سُفْلٍ حَطَّهُ يَحُطُّهُ حَطًّا : حَدَرَهُ قالَ امرؤُ القَيْسِ :
مِكَرٍّ مِفَرٍّ مُقْبِلٍ مُدْبِرٍ مَعاً ... كجُلْمودِ صَخْرٍ حَطَّهُ السَّيْلُ مِنْ عَلِ والحَطُّ : صَقْلُ الجِلْدِ ونَقْشُهُ وسَطْرُهُ بالمِحَطِّ والمِحَطَّةِ بكَسْرِهِما لِمَا يوشَمُ به وقيلَ : المِحَطَّةُ : اسمٌ لحَديدةٍ تَكُونُ مع الخرَّازينَ يَنْقُشونَ بها الأَديمَ كما قالَهُ الجَوْهَرِيّ وفي الأَساسِ : يَكُونُ للمُجَلَّدِ وغيرِه وفي التَّهذيبِ : هي مَحْدودَةُ الطَّرَفِ من أَدَواتِ النَّطَّاعينَ الَّذينَ يُجَلِّدُونَ الدَّفاتِرَ . وفي العُبَاب : المِحَطُّ : المِصْقَلَةُ وهي : حَديدَةٌ يُصْقَلُ بها الجِلْدُ ليَلينَ ويَحْسُنَ . أَو المِحَطَّةُ : خَشَبَة مُعَدَّة لذلك أَي لصَقْلِ الجِلْدِ حتَّى يَلينَ ويبْرُقَ . وفي بعضِ النُّسَخ : مُعَدِّلَة وهو غَلَطٌ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للنَّمِرِ بنِ تَوْلَب رَضِيَ الله عَنْه وذَكَر كِبَرَ سِنِّه :
فُضُولٌ أَراها في أَدِيميَ بَعْدَمَا ... يَكُونُ كَفَافَ اللَّحْمِ أَو هوَ أَجْمَلُ
كأَنَّ مِحَطًّا في يَدَيْ حارِثِيَّةٍ ... صَنَاعٍ عَلَتْ مِنِّي به الجِلْدَ من عَلُ
وصَدْرُ البيتِ من العُبَاب . واسْتَحَطَّهُ وِزْرَهُ : سأَلَهُ أَن يَحُطُّهُ عنه . إِنْ كانَ المُرادُ بالوِزْرِ الحِمْلَ فهو عَلَى حَقيقَتِه وإنْ كانَ معنًى من المَعَانِي فهو جائِزٌ . والاسمُ : الحِطَّةُ والحِطِّيطَى بكَسْرِهِما . وحُكِيَ أَنَّ بَني إسْرائيلَ إنَّما قيلَ لهُم : " وقولوا حِطَّة " ليَسْتَحِطُّوا بذلك أَوْزارَهُم فَتُحَطُّ عنهم . وسأَله الحِطِّيطَى أَي الحِطَّة . والحَطَاطَةُ بالفَتْحِ والحُطَائِطُ بالضَّمِّ والحَطِيطُ كأَميرٍ : الصَّغيرُ من النَّاسِ وغيرِهم . الثَّانِيَةُ عن أَبي عَمْرٍو وأَنْشَدَ :
" والشَّيْخُ مِثْلُ النَّسْرِ والحُطَائِطِ
" والنِّسْوَةِ الأَرَامِلِ المَثَالِطِ وأَنْشَدَ قُطْرُبٌ :
" إِنَّ حِرِي حُطَائِطٌ بُطَائط وَقَدْ تَقَدَّم أَنَّ بُطَائطاً إِتْباعٌ لحُطَائِطٍ وهُو مَجَازٌ . واقْتَصَرَ الجَوْهَرِيّ عَلَى ذِكْرِ الثَّانيَةِ وقال : ابنُ دُرَيْدٍ : يُقَالُ للشَّيْءِ إِذا اسْتَصْغَرُوه حَطَاطَة قالَ أَبو حاتمٍ هو عربيٌّ مُسْتَعْمَلٌ . ومن المَجَازِ : أَلْيَةٌ مَحْطوطَةٌ أَي لا مأْكَمَةَ لها كأَنَّما حُطَّتْ بالمِحَطِّ . ومن المَجَازِ : المُنْحَطُّ من المَنَاكِبِ : المُسْتَفِلُ الَّذي لَيْسَ بمُرْتَفِعٍ ولا مُسْتَقِلٍّ وهو أَحْسَنُها . والحَطَاطُ كسَحَابٍ : البَثْرُ قالَهُ الأصمعي وقيل شِبْهُ البَثْرِ وفي المُحْكَمِ : مِثْلُ البَثْرِ يَخْرُجُ في باطِنِ الحُوقِ أَو حَوْلَهُ وهذا عن الجَوْهَرِيّ ونَصُّه : الحَطَاطُ : شَبيهٌ بالبُثُورِ يَكُونُ حَوْلَ الحُوقِ . وأَنْشَدَ الأَصْمَعِيّ لزِيادٍ الطَّمَّاحِيّ :
" قامَ إِلَى عَذْراءَ بالغُطَاطِ
" يَمْشِي بمِثْلِ قائمِ الفُسْطَاطِ
" بمُكْفَهِرِّ اللَّوْنِ ذي حَطَاطِ قالَ ابنُ بَرِّيّ : الَّذي رواهُ أَبو عَمْرٍو : بِمُكْرَهِفِّ الحوقِ أَي بمُشْرِفِه وبَعْدَه :
" هامَتُه مثْلُ الفَنيقِ السَّاطِي
" نيطَ بِحَقْوَيْ شَبِقٍ شِرْواطِ
" فبَكَّهَا مُوَثَّقُ النِّياطِ
" ذُو قُوَّةٍ لَيْسَ بذي وَباطِ
" فدَاكَهَا دَوْكاً عَلَى الصِّراطِ
" لَيْسَ كَدَوْكِ بَعْلِها الوَطْواطِ
" وقامَ عَنْها وهو ذُو نَشَاطِ
" ولُيِّنَتْ من شِدَّة الخِلاطِ
" قَدْ أَسْبَطَتْ وأَيَّمَا إسْباطِ وقال الرَّاجِزُ :
" ثمَّ طَعَنْتُ في الجَميشِ الأَصْفَرِ
" بِذي حَطاطٍ مِثْلِ أَيْرِ الأَقْمَرِ قالَ الجَوْهَرِيّ : ورُبَّما كانتْ في الوَجْهِ تَقيحُ ولا تُقَرِّحُ ومِنْهُ قَوْلُ المُتَنَخِّلِ الهُذَليِّ :
ووَجْهٍ قَدْ جَلَوْتُ أُمَيْمَ صافٍ ... كقَرْنِ الشَّمْسِ لَيْسَ بِذي حَطاطِ هَكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ . قُلْتُ : والذي رَواهُ السُّكَّريُّ :
ووَجْهٍ قَدْ طَرَقْتُ أُمَيْمَ صافٍ ... أَسيلٍ غَيْرَ جَهْمٍ ذي حَطاطِ كما قَرَأْتُه في الدِّيوانِ وهكذا أَنْشَدَه الصَّاغَانِيُّ في العُبَاب . وفي غيرِهِما من كُتُب اللُّغَة مِثْلُ مَا رَواه الجَوْهَرِيّ الواحِدَة حَطاطَةٌ بهاءٍ وقال أَبو زَيْدٍ : الأَجْرَبُ العَيْن : الَّذي تَبْثُر عَيْنُه ويَلْزَمُها الحَطاطُ وهو الظَّبْظابُ والجُدْجُدُ . والحَطاطُ أَيْضاً : زُبْدُ اللَّبَنِ . نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وابنُ دُرَيْدٍ كَأَنَّهُ سُمِّيَ به لكَوْنِه يُحَطُّ عنه أَي يُحَتُّ . وقيل : الحَطاطُ من الكَمَرَةِ : حُروفُها نَقَلَهُ ابنُ سيدَه . وَقَدْ حَطَّ وَجْهُهُ يَحُطُّ : خَرَجَ به الحَطاطُ أَي البَثْرُ أو حَطَّ : سَمِنَ وَجْهُهُ وقيل : تَهَيَّجَ كأَحَطَّ فِيهِنَّ أَي في المَعاني الثَّلاثةِ . ومن المَجَازِ : حَطَّ البَعيرُ حِطاطاً بالكَسْرِ إِذا اعْتَمَدَ في الزِّمامِ عَلَى أَحَدِ شِقَّيْهِ قالَ ابنُ مُقْبِلٍ :
برَأْسٍ إِذا اشْتَدَّتْ شَكيمَةُ وَجْهِه ... أَسَرَّ حِطاطاً ثمَّ لانَ فبَغَّلا وقال الشَّماخ :
إِذا ضُرِبَتْ عَلَى العِلاّتِ حَطَّتْ ... إلَيْك حِطاطَ هادِيَةٍ شَنونِهَكَذا أَنْشَدَه الجَوْهَرِيّ كانْحَطَّ انْحِطاطاً يُقال : نَجيبَةٌ مُنْحَطَّةٌ في سَيْرِها : حَطَّتْ في سَيْرِها وانْحَطَّت أَي اعْتَمَدَت وقال أَبو عَمْرٍو : أَي أَسْرَعَت . ومن المَجَازِ : حَطَّ في الطَّعامِ أَي أَكَلَهُ وفي الأساس : أَي أَكْثَرَ منه كحَطَّطَ تَحْطيطاً ونَقَلَه الصَّاغَانِيُّ عن ابن عَبّادٍ . وحُطَّ البَعيرُ بالضَّمِّ : طَنِيَ كما في العُبَاب وهو نصُّ اللِّحْيانيِّ . ويُقَالُ أَيْضاً : حُطَّ عنه : إِذا طَنِيَ فَالْتَوَتْ وفي اللِّسان : فالْتَزَقَت رِئَتُهُ بجَنْبِهِ فحَطَّ الرَّحْلَ عن جَنْبِهِ بساعِدِه دَلْكاً عَلَى حِيالِ الطَّنَى حتَّى يَنْفَصِلَ عن الجَنْبِ زاد اللِّحْيانيُّ : وذلك أنْ يُضْجَعَ عَلَى جَنْبِهِ ثمَّ يُؤْخَذَ وَتِدٌ فيُمَرَّ عَلَى أَضْلاعِهِ إمْراراً لا يُخَرِّقُ وهذا نَقَلَه الصَّاغَانِيُّ عن ابنِ عَبّادٍ . والحُطاطُ بالضَّمِّ الرّائِحَةُ الخَبيثَةُ . ويَحْطوطٌ كيَعْسوب وادٍ مَعْروفٌ قالَ العَبّاسُ بن تَيَّحانَ البَوْلانيُّ :
" ولا أُبالي يا أَخا سَليطِ
" ألاَّ تَعَشَّى جانِبَيْ يَحْطوطِوالحَطاطَةُ كسَحابَةٍ : الجارِيَةُ الصَّغيرَةُ وهو مَجازٌ . وقال ابن دُرَيْدٍ : كُلُّ شَيءٍ يُسْتَصْغَرُ يُقَالُ له : حَطاطَةٌ قالَ أَبو حاتمٍ : هو عَرَبِيٌّ مُسْتَعْمَلٌ . وحَطْحَطَ الشَّيْءُ : انْحَطَّ عن ابن عبّادٍ . وحَطْحَطَ في مَشْيِه وعَمَلِه : أَسْرَعَ عن ابن دُرَيْدٍ . وقال ابن الأَعْرَابِيّ : الحُطُطُ بضَمَّتيْن : الأَبْدانُ النّاعِمَة وهو مَجازٌ كأَنَّها حُطَّتْ بالمِحَطِّ أَي صُقِلَت . وقال أَيْضاً : الحُطُطُ : مَراكِبُ السِّفَلِ هَكَذا وُجِدَ في نُسَخِ النَّوادِرِ أو الصَّوابُ : مَراتِبُ السِّفَلِ كما حَقَّقَهُ الأّزْهَرِيّ واحِدَتُها حِطَّة وهي نُقْصانُ المَرْتَبَةِ وهو مَجازٌ . والحَطيطَةُ : مَا يُحَطُّ من الثَّمَنِ فيُنْقَصُ منه اسمٌ من الحَطِّ والجمعُ : الحَطائطُ وهو مَجازٌ يُقال : حَطَّ عنه حَطيطَةً وافِيَةً . والحُطَيِّطَةُ مُصَغَّرَةً : السُّرْفَةُ وكَذلِكَ البُطَيِّطَةُ كما تقدّم أو هذه إتْباعٌ له . والأَحَطُّ : الأَمْلَسُ المَتْنَيْنِ عن ابن الأَعْرَابِيّ . وقوله تعالى : " وقولوا حِطَّةٌ نَغْفِرْ لَكُم خَطاياكُم " قالَ ابنُ عَرَفَة : أَي قولوا حُطَّ عَنَّا ذُنوبَنا وفي الصّحاح : أَوْزارَنا . أو مَسْأَلتُنا حِطَّةٌ قالَهُ أَبو إسْحاقَ أَي نَسْأَلُكَ أنْ تَحُطَّ عَنَّا ذُنوبَنا قالَ : وكَذلِكَ القِراءةُ وفي الصّحاح ويقال : هي كلمةٌ أُمِرَ بها بَنو إسرائيل لو قالوها لَحُطَّتْ أَوْزارُهم قُلْتُ : وهي كَلِمَةُ لا إله إلاَّ الله كما قالَه ابن الأَعْرَابِيّ وقرأَ ابنُ أَبي عَيْلَةَ وطاووسٌ اليَمانِيُّ وقولوا حِطَّةً بالنَّصْبِ وفيه وَجْهان أَحَدُهُما : إعْمالُ الفِعْلِ فيها وهو قولوا كَأَنَّهُ قالَ : وقولوا كَلِمَةً تَحُطُّ عَنْكُم أَوْزارَكُم والثاني : أنْ تُنْصَبَ على المَصْدَرِ بمَعْنَى الدُّعاء والمَسْأَلَةِ أَي احْطُط اللَّهُمَّ أَوْزارَنا حِطَّةً قالَ ابن عَرَفَة : وكان قَدْ طُؤْطِئَ لهم البابُ ليَدْخُلوه سُجَّداً فَبَدَّلوا قَوْلاً غَيْر ذلك وقالوا : هِطَّا سُمْهَأَثا أَي حِنْطَةٌ حَمْراءُ قالَ الصَّاغَانِيُّ : كَذلِكَ قالَ السُدِّيُّ ومُجاهِدٌ وقال ابن الأَعْرَابِيّ : قيل لَهُم : قولوا حِطَّة فقالوا حِنْطَة شمقايا أَي : حِنْطَة جَيِّدَةٌ . وقال الفَرَّاءُ : في قوله تعالى : " وقولوا حِطَّة " يُقَالُ والله أعلم : قولوا مَا أُمِرْتُم به حِطَّةٌ أَي هي حِطَّة فخالَفوا إِلَى كلام بالنَّبَطِيّة . وروى سَعيدُ بنُ جُبَيْر عن ابن عبّاس في قَوْله : " وادْخُلوا البابَ سُجَّداً " قالَ : رُكَّعاً وقولوا حِطَّةٌ : مَغْفِرَة قالوا : حِنْطَةٌ ودَخَلوا عَلَى أَسْتاهِهِمْ فذلك قوله : " فَبَدَّلَ الذين ظَلَموا قَوْلاً غَيْرَ الَّذي قيلَ لَهُم " . وهيَ أَي الحِطَّةُ أَيْضاً : اسمُ رَمَضانَ في الإنْجيل أو غَيْرِه من الكُتُب ؛ لأنَّه يَحُطُّ من وِزْرِ صائِميه هَكَذا نَقَلَهُ الأّزْهَرِيّ وقال : سمعتُ هَكَذا واسْتَعْمَلَ المُصَنِّفِ هُنا رَمَضانَ من غير إضافَةٍ إِلَى شَهر وهو في التَّهْذيب . سَمِعْتُ أنَّ شَهْرَ رَمَضانَ إِلَى آخِرِه وَقَدْ تَقَدَّم البحثُ في ذلك . وفي الحديث : " مَن ابْتَلاهُ الله ببَلاءٍ في جَسَدِه فهو لَهُ حِطَّةٌ " أَي تُحَطُّ عنه خَطاياهُ وذُنوبُه وهي فِعْلَةٌ من حَطَّ الشَّيْءَ يَحُطُّهُ إِذا أَنْزَلَه وأَلْقاه . ورَجُلٌ حَطَوْطَى كحَبَرْكَى : نَزِقٌ عن ابن عبّادٍ وهو مَجازٌ . والحَطوطُ كصَبورٍ : النّاقةُ النَّجيبَةُ السَّريعَةُ وَقَدْ حَطَّت في سَيْرِها قالَ النَّابغةُ الذُّبْياني :
فما وَخَدَتْ بمِثْلِك ذاتُ غَرْبٍ ... حَطوطٌ في الزِّمامِ ولا لَجونُ وكَذلِكَ المُنْحَطَّة . وحِطِّينُ كسِجِّين : ة بالشامِ بَيْنَ أُرْسونَ وقَيْسارِيَةَ فيها قَبْرُ شُعَيْبٍ عَلَيْهِ السَّلامُ ومن هذه القَرْيَةُ هَيّاجُ بن عُبَيْدٍ الحِطِّينِيُّ مُفْتي الحَرَمِ قُتِلَ صَبْراً عَلَى السُّنَّةِ سنة 473 . والحِطَّانُ بالكَسْرِ : التَّيْسُ . وحِطَّانُ بنُ عَوْفٍ : شاعِرٌ أَيْضاً وهو الَّذي شَبَّبَ الأَخْنَسُ ابن شِهاب التَّغْلبيُّ بابْنَتِه فقال :لابْنَةِ حِطّانَ بنِ عَوْفٍ مَنازِلٌ ... كما رَقَّشَ العُنْوانَ في الرَّقِّ كاتِبُ وقال ابن عَبّادٍ : حِرٌ حُطائِطٌ بُطائِطٌ أَي ضَخْمٌ وأَنْشَدَ قُطْرُب :
" إنَّ حِري حُطائطٌ بُطائط وَقَدْ تَقَدَّم . والحُطائطُ أَيْضاً : الصَّغيرُ القَصيرُ مِنَّا وَقَدْ تَقَدَّم الحُطائِطُ بمَعْنَى الصَّغيرِ وهو نصُّ الجَوْهَرِيّ وزاد هُنا القَصيرَ وهو بمَعْناه وقوله : مِنَّا أَي من النّاسِ وَقَدْ عَمَّمَه أَبو عَمْرٍو فقال : من النّاس وغَيْرِهم وأَنْشَدَ :
" والشّيخُ مثلُ النَّسْرِ والحُطائطِ وَقَدْ تَقَدَّم . وحُطائِطُ بنُ يَعْفُرَ النَّهْشَلِيُّ هو أخو الأَسْوَدِ بن يَعْفُرَ الشاعر نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . والحُطائطُ : ذَرَّةٌ صَغيرَةٌ حَمْراءُ الواحِدَةُ بهاءٍ هذا هو الصَّوابُ وقول بَعْضِهم يَعْني به ابن عَبّادٍ صَاحِبَ المُحيط : بُرَّةٌ حَمْراءُ صغيرةٌ وَهَمٌ نَبَّه عَلَيْهِ الصَّاغَانِيُّ في العُبَاب وأَوْرَدَه في التَّكْمِلَة هكذا ولم يُنَبِّه عَلَى اللِّسان : بَثْرَةٌ حَمْراءُ صَغيرة والمادَّةُ لا تُخالِفُه فتأَمّل . ومِنْهُ قَوْلُ صِبْيانِهِم أَي من الحُطائِطِ بمَعْنَى الذَّرَّة وأَوْرَدَ هذا الكلامَ بطَريقِ الاسْتِدْلالِ لِما ذَهَبَ إليه من تَوْهيمِ ابن عَبّادٍ قالَ الأّزْهَرِيّ : تقولُ صِبْيانُ الأَعْرابِ في أَحاجيهِمْ : مَا حُطائطٌ بُطائط تَميسَ تَحْتَ الحائِط ؟ يَعْنون بهِ الذَّرَّ . ومن المَجَازِ : اسْتَحَطَّني من ثَمَنِه شَيْئاً أَي اسْتَنْقَصَنيه وطَلَبَ مِنِّي حَطيطَةً . قالَ الصَّاغَانِيُّ : والتَّرْكيبُ يَدُلُّ عَلَى إنْزالِ الشَّيْء من عُلْوٍ . وَقَدْ شَذَّ عنه الحَطاطُ : البَثْرَةُ . وممَّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْه : الانْحِطاط : مُطاوِعُ حَطَّ الرَّحْلَ والسَّرْجَ يُقَالُ : حَطَّهُ فانْحَطَّ . والانْحِطاطُ : الانْحِدارُ والإدْبارُ والاضْمِحْلال وفيهِما مَجاز . والمَحَطُّ : المَنْزِل نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ وكَذلِكَ المَحَطَّةُ والجَمْع مَحاطُّ ومَحَطَّاتٌ . وهذا مَحَطُّ الكَلامِ وهو مَجازٌ . وأَديمٌ حَطوطٌ : مَصْقولٌ . وحَطَّ الله عنهُ وِزْرَه في الدُّعاءِ أَي وَضَعَه وهو مَجاز أَي خَفَّفَ الله عن ظَهْرِه مَا أَثْقَلَه . والحِطَّةُ بالكَسْرِ نَقْصٌ في المَقامِ . والحَطوط كصَبورٍ : اسمٌ للصَّلاةِ في التَّوْراةِ كما جاءَ في الحَديثِ . وانْحَطَّ السِّعْرُ : فَتَرَ ويُقَالُ : سِعْرٌ حاطِطٌ أَي رَخيصٌ وهو مَجاز . والحَطيطُ كأميرٍ : القَصيرُ . قالَ مُلَيْحٌ :
بكُلِّ حَطيطِ المَعْبِ دُرْمٍ حُجُوله ... تَرى الحِجْلَ مِنْهُ غامِضاً غيرَ مُقْلَقِ والحَطاطُ : شدّة العَدْوِ . والكَعْبُ الحَطيطُ الأَدْرَمُ وهو مَجاز . وجاريَةٌ مَحْطوطَةُ المَتْنَيْن : مَمْدودَتُهما وهو مجاز كأنما حُطَّا بالمِحَطِّ . وقال الجَوْهَرِيّ : مَمْدودَةٌ مُسْتَوِيَة . زادَ الأّزْهَرِيّ : حَسَنَةٌ . قالَ النّابِغَةُ :
" مَحْطوطَةُ المَتْنَيْن غيرُ مُفاضَةٍ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيّ للقُطاميِّ :
بَيْضاءُ مَحْطوطَةُ المَتْنَيْن بَهْكَنَةٌ ... رَيَّا الرَّوادِفِ لم تُمْغِلْ بأَوْلادِ والحَطوطُ كصَبورٍ الأَكَمَةُ الصَّعْبَةُ الانْحِدارِ وقال ابن دُرَيْدٍ : هي الأَكَمَةُ الصَّعْبَةُ . فلم يَذْكُر ارْتِفاعاً ولا انْحِداراً . والحَطوطُ : الهَبوطُ . وحَطَّ في عِرْضِ فُلانٍ : اندَفَع في شَتْمِه وهو مَجازٌ . وقال أَبو عَمْرٍو : الحَطُّ : الحَتُّ ومِنْهُ الحَديثُ : " جَلَسَ رَسُولُ الله صَلّى اللهُ عليه وسَلّم إِلَى غُصْنِ شَجَرَةٍ يابِسَة فقالَ بِيَدِه وحَطَّ وَرَقَها " مَعْنَاهُ نَثَرَهُ . وفي حديثِ سُبَيْعَةَ الأَسْلَمِيَّة : " فحَطَّت إِلَى الشّابِّ " أَي مالتْ إليه ونَزَلَتْ بقَلْبِها نَحْوَه . وحَطَّ في مَكانٍ : نَزَلَ . وحَطَّ رَحْلَه : أَقامَ وهو مجاز . وقول عَمْرو بن الأَهْتَم :
ذَريني وحُطِّي في هَوايَ فإِنَّني ... عَلَى الحَسَبِ الزَّاكي الرَّفيعِ شَفيقُأَي : اعْتَمِدي في هَوايَ وميلي مَيْلي . وسَيْفٌ مَحْطوطٌ أَي مُرْهَفٌ وهو مَجازٌ . وحِطّانُ بنُ خفّان أَبو الجُوَبْرِيَة الجَرْمِيّ غَزا الرُّومَ مع مَعْنِ بن يَزيدَ السُّلَمِيّ وله حَديثُ نقلَه ابن العَديم في تاريخِ حَلَبَ . وحِطّانُ بنُ كاملِ بن عليِّ بنِ مُنْقِذٍ : أَميرٌ فارِس تَولَّى زَبيدَ زَمَنَ بَني أَيُّوبَ . وحِطّانُ بن عَبْدِ اللهِ الرَّقاشيُّ عن أَبي موسى الأَشْعَريّ . والمِحَطّ : قَرْيَةٌ قُرْب زَبيدَ في وادي وِمَعَ وَقَدْ دَخَلْتُها ومنها الشَّريف العلاّمة أَبو القاسم بن أَبي بَكْرٍ الأَهْدَليّ شارحُ الشَّمائل وغَيْره . وحُطَيْط كزُبَيْرٍ