" البَرْضُ : القَلِيلُ كالبُرَاضِ بِالضَّمِّ " . ومَاءٌ بَرْضٌ : قَلِيلٌ وهو خِلافُ الغَمْرِ . " ج بِرَاضٌ " بالكَسْرِ " وبُرُوضٌ وأَبْرَاضٌ " كما في الصّحاح . وثَمَدٌ بَرْضٌ : ماؤُه قَلِيلٌ . قال رُؤْبَةُ :
" في العِدِّ لَمْ يَقْدَحْ ثِمَاداً بَرْضَا " وبَرَضَ المَاءُ " من العَيْن يَبْرُضُ ويَبْرِضُ : قَلَّ . وقِيلَ : " خَرَجَ وهُوَ قِلِيلٌ " كما في الصّحاح " كابْتَرَضَ " كما في العُبَابِ . بَرَضَ " لِي من مَالِهِ يَبْرُضُ ويَبْرِضُ " بَرْضاً أَي " أَعْطَانِي مِنْه " شيْئاً " قَلِيلاً " . وقال أَبو زيْدٍ : إِذا كَانَت العَطِيَّةُ يَسِيرَةً قُلْتَ : بَرَضْتُ له أَبْرُضُ بَرْضاً . عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : " رَجُلٌ مَبْرُوضٌ " ومَضْفُوه ومَطْفُوهٌ ومَضْفُوفٌ ومَحْدُودٌ : " مُفْتقِرٌ لكَثْرَةِ " ونَصُّ النَّوادِرِ : إِذا نَفِدَ ما عِنْدَهُ من كَثْرَةِ " عَطَائِهِ " . البَرّاضُ " ككَتَّان : مَن يَأْكُلُ كُلَّ " شَيْءٍ من " مَالِهِ ويُفْسِدُه كالمُبْرِض " أَي كمُحْسِنٍ كما هُوَ في سَائِر النُّسَخ والصَّوابُ كمُحَدِّث كما هو نَصُّ العَيْنِ . البَرَّاضُ " بنُ قيْسٍ الكِنَانِيُّ " مِنْ وَلَدِ ضَمْرَةَ بنِ بَكْرِ بنِ عَبْدِ مَنَاةَ منهم " أَحَدُ فُتَّاكِهِمْ " يُقَال : إِنّه خَلَعَهُ قَوْمُه لِكَثْرةِ جِنَاياتِه فحَالَفَ حَرْبَ بنَ أُمَيَّةَ ثُمّ قَدِمَ على النُّعْمَانِ وسَأَلَهُ أَنْ يَجْعَلَهُ على لَطِيمَةٍ يُرِيدُ أَن يَبْعَثَ بِهَا إِلى عُكَاظ فلم يَلْتَفِتْ إِليْه وجَعَلَ أَمرَها إِلى عُرْوَةَ الرّحّالِ وهو ابنُ عُقبَةَ بْنِ جَعْفَرِ بْنِ كِلابٍ فسَار مَعَه حَتَّى وَجَدَ عُرْوَةَ خالِياً فوَثَبَ عليه فضَرَبَهُ ضَرْبَةً خَمَدَ منها واسْتَاق العِيْرَ ولَحِق بالحَرَمِ فكَفَّت عنه هَوَازِنُ وبسَبَبِهِ قامَت حَرْبُ الفِجَارِ بَيْن بَنِي كِنَانَةَ وقَيْسِ عَيْلانَ . " والبُرْضَةُ بالضَّمِّ : مَوْضِعٌ لا يَنْبُتُ فِيهِ الشَّجَرُ " ولو قال : أَرْضٌ لا تُنبِت شيْئاً كانَ أَخْصَرَ وهي أَصْغَرُ من البَلُّوقَةِ . قلتُ : وقد تَقدَّمَ للمُصَنِّف في الصَّاد المُهْمَلة : البِرَاصُ : بِقَاعٌ في الرَّمْلِ لا تُنبِتُ جَمعُ بُرْصَةٍ وتَقَدَّم أَيضاً هُنَاكَ عن ابْنِ شُمَيْلٍ أَنَّهَا البَلُّوقَة فليُنْظَرْ أَنَّهَا لُغَة أَو أَحَدهُمَا تَصْحِيفٌ عن الآخَرِ . البُرْضَة أَيضاً : " مَا تبَرَّضْتَ مِنَ المَاءِ القَلِيلِ " . " والبَرِيضُ " كأَمِيرٍ : " وَادٍ " في شِعْر امْرئِ القيْس وقد تَقَدَّم الإِنْشادُ في " أ ر ض " " أَو الصَّوَابُ " فيه " اليَرِيضُ بالمُثَنَّاة التَّحْتِيَّة " قالَه الأَزْهَرِيُّ ومَنْ رَواه بالبَاءِ فقد صَحَّف . " والبَارِضُ : أَوَّلُ " ما يَظْهَرُ من نَبْتِ الأَرْض وخَصَّ بَعْضُهم به الجَعْدَةَ والنَّزَعَةَ والبُهْمَى والهَلْتَى والقَبْأَةَ وقِيل : هو أَوّلُ ما يُعْرَفُ مِنَ النَّبَاتِ وتَتَنَاوَلُهُ النَّعَمُ وقال الأَصْمَعيُّ : البُهْمَى : أَوَّلُ مَا يَبْدُو منها البَارِضُ فإِذا تَحَرَّكَ قَلِيلاً فهو جَمِيمٌ قال لبِيدٌ :
يَلْمُجُ البَارِضَ لَمْجاً في النَّدَى ... مِنْ مَرَابِيعِ رِيَاضٍ ورِجَلْوقيل : هو أَوَّلُ " ما تُخْرِجُ الأَرْضُ من نَبْتٍ " وفي الصّحاح : من البُهْمَى والهَلْتَى وبِنْتِ الأَرْضِ " قبْلَ أَنْ تَتبَيَّنَ أَجْنَاسُه " وفي الصّحاح : لأَنَّ نِبْتَةَ هذِه الأَشيَاءِ وَاحِدَةٌ ومَنبِتُهَا وَاحِدٌ فهي ما دَامَتْ صِغَاراً بَارِضٌ فإِذا طالَتْ تَبَيَّنَت أَجْنَاسُهَا . ومنه حَدِيثُ خُزيْمَةَ وذَكَرَ السَّنَةَ المُجْدِبَةَ " أَيْبَسَتْ بَارِضَ الوَدِيسِ " . وفي المُحْكَم : البَارِضُ من النَّبَات بَعْدَ البَذْرِ عن أَبي حَنِيفَةَ . " وقد بَرَضَ " النَّبَاتُ يَبْرُضُ " بُرُوضاً " . يُقَالُ : أَبْرَضَتِ الأَرْضُ " إِذا " كَثُرَ بَارِضُهَا " وتَعَاوَنَ . ومَكانٌ مُبْرِضُ : إِذا تَعَاوَنَ بَارِضُهُ وكَثُرَ " كبَرَّضَت تَبْرِيضاً " كما في العُبَاب . من المَجَازِ : " تَبَرَّضَ " الرَّجلُ إِذا " تبَلَّغَ بالقَلِيل " من العَيْشِ كما في الصّحاح . يُقَال : تَبَرَّضَه إِذا تَطَلَّبَهُ من هاهُنَا وهَاهُنَا قلِيلاً قَلِيلاً . وتَبَرَّضَ سَمَلَ الحَوْضِ : إِذا كان مَاؤُه قَلِيلاً فأَخَذْتَه قَلِيلاً قَلِيلاً . وفي الحَدِيثِ : " ماءٌ قَلِيلٌ يَتبَرَّضُه النَّاسُ تَبرُّضاً " أَيْ يَأْخُذُونَه قَلِيلاً قَلِيلاً . من المَجَاز : تَبَرَّضَ " الشَّيْءَ : أَخَذَه قَلِيلاً قَلِيلاً " وتَبلَّغَ به . مِن المَجَازِ : تَبرَّضَ " فُلاَناً " إِذا " أَصَابَ مِنْه الشَّيْءَ قبْلَ الشَّيْءِ " أَو الشَّيْءَ بَعْدَ الشَّيْءِ " وتَبَلَّغَ " به كما في العبَابِ . وممّا يُسْتَدْرَك عليه : تَبَرَّضَتِ الأَرْضُ : تَبَيَّن نَبْتُهَا كذا في المُحْكَم . وبِئْرٌ بَرُوضٌ : قَلِيلَةُ الماءِ . وهو يَتبَرَّضُ المَاءَ كُلَّمَا اجْتَمَع منه شَيْءٌ غَرَفَه . والابْتِرَاضُ : تَطَلُّبُ العَيْشِ من هُنَا وهُنَا . والبَرَّاضُ ككَتَّانٍ : الَّذِي يُنِيلٌ الشَّيْءَ وبه فُسِّرَ قَوْلُ الشَّاعِر :
وقد كُنْتُ بَرَّاضاً لها قَبْلَ وَصْلِهَا ... فكَيْفَ ولزَّتْ حَبْلَهَا بحِبَالِي وقال اللَّيْثُ في مَعْنَاه : كُنْتُ أَطْلُبُهَا في الفَيْنَة بَعْدَ الفيْنَة أَحْيَاناً فَكيْفَ وقد عَلِقَ بَعْضُنَا ببعَضٍ . ويُقَال : إِنَّ المَالَ ليَتبَرَّضُ النَّبَاتَ تَبَرُّضاً وذلكَ قبْلَ أَنْ يَطُولَ ويَكُونَ فِيهِ شِبَعُ المَالِ . ويُقَال : مَا فيهِ إِلاَّ شُفَافَةٌ لا تَفْضُل إِلاّ عن التَّبَرُّض أَي التَّرَشُّف . وبَقِيَ مِنْ مالِهِ بُرَّاضَةٌ كثُمّامَةِ أَي القَلِيلُ نَقَلَهُ الزَّمَخْشَرِيّ