بَزُعَ الغُلامُ كَكَرُمَ بَزَاعَةً فهو بَزِيعٌ وهي بَزِيعَة أَي صَارَ ظَرِيفاً مَلِيحاً كَيِّساً ذَكِيَّ القَلْبِ نَقَلَهُ اللَّيْثُ . قالَ : ولا يُقَالُ إِلاّ للأَحْداثِ من الرِّجالِ والنِّسَاءِ كتَبَزَّعَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ يُقَالُ : تَبَزَّعَ الغُلامُ أَي ظَرُفَ . وقالَ أَبُو الغَوْثِ : البَزِيعُ كأَمِيرٍ : الغلامُ يَتَكَلَّمُ ولا يَسْتَحْيِي نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . قالَ : والبَزَاعَةُ مِمّا يُحْمَدُ بِهِ الإِنْسانُ
وقالَ ابْنُ دُرَيْدٍ : البَزِيعُ : الخَفِيفُ اللَّبِقُ من الرِّجَالِ كالبُزَاعِ كغُرَابٍ . وهذا نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقالَ : حَكَاُه أَبُو عُبَيْدَةَ عن يُونُسَ بنِ حَبِيب الضَّبِّيِّ نَحْوِيّ
وأَبُو حازِمٍ بَزِيعٌ الكُوفِيُّ . بَزِيعٌ الضَّبِّيّ . وبَزِيعٌ العَطَّارُ . وبَزِيعُ بن عَبْدِ الرّحْمن . وأَبُو سَهْلٍ تَمَّامُ بُن بَزِيعٍ . وفاتَهُ أَبُو عَمْرٍو بَزِيعٌ مَولَى بَنِي مَخْزُومٍ : مُحَدِّثُون وقَدْ تَكَلَّمُوا في أَبِي حازِم وأَبي سَهْلٍ كَذا قَالَهُ الصّاغَانِيّ
قُلْتُ : أَمّا أَبُو حَازِمٍ فإِنَّهُ بَزيعُ بنُ عبدِ اللهِ اللَّحّامُ يَرْوِي عن الضَّحّاكِ
قالَ الذَّهَبِيّ : قد ضَعَّفُوهُ . وأَمّا أَبُو سَهْلٍ فَقَدْ رَوَى عن الحَسَنِ قالَ الدَّارَقُطْنِيّ : مَتْرُوكٌ وقالَ ابنُ حِبّانَ : مِمَّنْ فَحُشَ خَطَؤُهُ . قُلْتُ : وبَزِيعُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ يَرْوِي عَنْ نافِعٍ وقد ضَعَّفَهُ أَبُو حَاتِمٍ
وفَاتَهُ : بَزِيعُ بنُ حَسَّانَ الَّذِي يَرْوِي عن الأَعْمَشِ وقَدْ ضَعَّفَهُ الدّارَقُطْنِيّ أَيْضاً . وعُمَرُ بنُ بَزِيعٍ عَنْ حَارِثِ بنِ حَجّاجٍ . قالَ الدّارَقُطْنِي : كُوفِيٌّ مَتْرُوكٌ رَوَى عَنْهُ أَبُو كُرَيْب . وفي كَلامِ المُصَنِّفِ والصّاغَانِيّ مِنَ القُصُورِ ما لا يَخْفَى
وبَوْزَعُ كجَوْهَر : اسمُ رَمْلَةَ مَعْرُوفَةٍ مِن رِمالِ بَنِي أَسَدٍ . وفي التَّهْذِيبِ والصّحاحِ والعُبَابِ : لبَنِي سَعْدٍ . قالَ رُؤْبَةُ :
" مِنْ رَمْلِ يَرْنَا أَو رِمَالِ بَوْزَعَا وبَوْزَعُ : عَلَمٌ للْنِسَاءِ فَوْعَل من البَزِيعِ قالَ جَرِيرٌ :
وتَقُولُ بَوْزَعُ قَدْ دَبَبْتَ عَلى العَصَا ... هَلاَّ هَزِئْتِ بِغَيْرِنَا يا بَوْزَعُ
ولَقَدْ رَأَيْتُكِ في العَذَارَى مَرَّةً ... ورَأَيْتِ رَأْسِي وهْوَ دَاجٍ أَفْرَعُ هكَذَا في العُبَابِ ووَقَعَ في اللِّسَان : هَزِئَتْ بُوَيْزِعُ إِذْ دَبَبْتُ عَلَى العَصَا وتَبَزَّعَ الشَّرُّ أَيْ تَفَاقَمَ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وشَكَّ ابنُ فَارِس في صِحَّتِهِ . أَو تَبَزَّع الشَّرَّ إِذا هَاجَ وأَرْعَدَ ولَمَّا يَقَعْ نَقَلَهُ اللَّيْثُ وأَنْشَدَ لِلْعَجّاج :
إِنّا إِذا أَمْرُ العِدَا تَبَزَّعَا ... وأَجْمَعَتْ بِالشَّرِّ أَنْ تَلَفَّعا قَال الصّاغَانِيُّ : في قَوْلِ اللَّيْثِ غَلَطَانِ : أَحَدُهُمَا : أَنَّ الرَّجَزَ لرُؤْبَةَ لا لِلْعَجّاجِ والثانِي : أَنَّ الرِّوَايَةَ تَتَرَّعا بتاءَيْنِ مُعْجَمَتَيْنِ باثْنَتَيْنِ مِنْ فَوْق فلا يَبْقَى لَهُ في الرَّجَزِ حُجَّةٌ
وبُزَاعَةُ كُثمَامَةَ ويُكْسَرُ : د بَيْنَ مَنْبِجَ وحَلَبَ قالَهُ الصّاغَانِيُّ ونَقَلَهُ يَاقُوتٌ أَيْضاً هكَذَا سَمَاعاً من أَهْلِ حَلَبَ بالضَّمِّ والكَسْرِ قَالَ : ومنهم مَنْ يَقُولُ : بُزَاعَي بالقَصْرِ وعَلَيْهِ قَوْلُ شاعِرِهِمْ :
" لَوَ أنَّ بُزَاعَي جَنَّةُ الخُلْدِ مَا وَفَىرَحِيلٌ إِلَيْهَا بالتَّرَحُّلِ عَنْكُمُ قُلْتُ : وعَلَى هذا اقْتَصَرَ ابْنُ العَدِيمِ في تَارِيخِ حَلَبَ زادَ : ويُقَالُ لَهَا أَيْضاً : بابُ بُزَاعَي فيُقَالُ : في النِّسْبَة إِلَيْهَا البَابِيّ وقَدْ تَقَدَّمَ ذلِكَ في مَوْضِعِه . قالَ ياقُوتٌ : وهي بَلْدَة مِنْ أَعْمَالِ حَلَبَ في وَادِي بُطْنَانَ بَيْنَ مَنْبِجَ وحَلَبَ بَيْنَ كُلِّ وَاحِدَةٍ مِنْهَا مَرْحَلَةٌ وفِيها عُيُونٌ ومِيَاهٌ جَارِيَةٌ وأَسْوَاقٌ حَسَنَةٌ وقد خَرَجَ منها بَعْضُ أَهْلِ الأَدَبِ مِنْهُم أَبُو خَلِيفَةَ يَحْيَى بنُ خَلِيفَةَ بنِ عَلِيِّ بنِ عِيسَى ابنِ عامِرٍ التَّنُوخِيّ البُزَاعِيّ لَهُ شِعْرٌ جَيِّدٌ ومنه قَوْلُه :
حَبِيبٌ جَفَانِي لا لِذَنْبٍ أَتَيْتُهُ ... عَلَى هَجْرِهِ أَفْدِيهِ بالمالِ والنَّفْسِ
" رَضِيتُ بِهِ فَلْيَهْجُرِ العامَ كُلَّهُويَجْعَلَ لِي يَوْماً مِنَ الوَصْلِ والأُنْسِ وأَبُو فِرَاسِ بنُ أَبِي الفَرَجِ البُزَاعِيُّ الشاعِرُ قالَ : وحَمَّادٌ البُزاعِيّ : شاعِرٌ عَصْرِيٌّ وكان من المُجِيدِينَ . قُلْتُ : هو حَمَّادُ بنُ مَنْصُور ومنْ شِعْرِه في غُلامٍ اسمُ أَبِيهِ عَبْدُ القاهِرِ :
نَفََّرَ نَوْمِي ظَبْيُ الحِمَى النافِرُ ... ونامَ عَمّا يُكَابِدُ السّاهِرْ
يا لَيْلةً بِتُّهَا وأَوَّلُهَا ... كأَوَّلِ الحُبِّ مالَهُ آخِرْ إِلى أَنْ قالَ :
صِرْتُ لَهُ أَوَّلَ اسْمِ وَالدِهِ الْ ... أَوَّلِ إِذْ كان نِصْفَهُ الآخِرْ قُلْتُ : وعَلِيّ بنُ مَحْمُودِ بنِ عَلِيّ وهِبَةُ الله بنُ أَحْمَدَ بنِ جَعْفَرٍ البُزَاعيّانِ مُحَدِّثانِ
وممّا يُسْتَدْرَكُ عَلَيْهِ : البَزِيعُ كأَمِيرٍ : السَّيِّدُ الشَّرِيف حَكَاُه الفارِسِيُّ عن الشَّيْبَانِيّ
ومن المَجَازِ : قَصْرٌ بَزِيعٌ أَي مَشِيدٌ شُبَّهَ بالغُلامِ البَزِيعِ لِحُسْنِهِ وجَمَالِه وقد جَاءَ ذِكْرُهُ في الحَدِيثِ