البَسْلُ : الحَرامُ قال الأعْشَى :
أجارَتُكُمْ بَسْلٌ عَلَينا مُحَرَّمٌ ... وجارَتُنا حِلُّ لَكُم وحَلِيلُها أيضاً الحَلالُ قال عبدُ الله بنُ همّام السَّلُولِيُّ :
أيَنْفُذُ ما زِدْتُمْ لم وتُمْحَى زِيادَتِي ... دَمِي إن أجِيزَتْ هذه لَكُمُ بَسْلُ أي حَلالٌ : ولا يكون الحَرامَ هنا وهو ضِدٌّ عن أبي عمرٍو والمفَضَّل بن سَلَمة . وقال ابن الأعرابيّ : البَسْلُ في هذا البيت : المُخْلَى . للواحِدِ والجَمْعِ والمذكَّر والمُؤنَّث سَواءٌ في ذلك . قال ثَعْلَبٌ : البَسْلُ : اللَّحْيُ واللَّومُ . قال الأزهريُّ : سمعتُ أعرابيّاً يقول لابْنٍ له عَزَم عليه فقال له : عَسْلاً وَبَسْلاً : أراد بذلك لَحْيَه ولَوْمَه . و قال غيرُه : البَسْلُ ثمانيةُ أشْهُرٍ حُرُمٍ كانت لِقَوْمٍ لهم صِيتٌ وذَكَر أنهم مِن غَطَفانَ وَقَيسٍ يُقال لهم : الهَباءاتُ . كذا في سيرة محمد بن إسحاق . البَسْلُ : الإعجالُ يُقال : بَسَلَني عن حاجَتِي : أي أعْجَلَني . أو قال ابنُ الأعرابيّ : البَسْلُ : الشِّدَّةُ . أيضاً : النَّخْلُ : أي نَخْلُ الشيء بالمُنْخُلِ . قال أبو عمرو : البَسْلُ : أَخْذُ الشيء قليلاً قليلاً . أيضاً : عُصارَةُ العُصْفُرِ والحِنّاءِ . قال ابنُ الأعرابيّ : البَسْلُ : الرجُلُ الكَرِيهُ المَنْظَرِ ونَصّ ابنِ الأعرابيّ : الكرِيهُ الوَجْهِ كالبَسِيلِ كأمِيرٍ . البَسْلُ : الحَبسُ عن أبي عمرٍو . البَسْلُ : لَقَبُ بني عامِرِ بنِ لُؤَيٍّ هكذا يُدْعَوْنَ . وكانوا يَدَيْن واليَدُ الأُخرى : اليَسْلُ بالمُثنّاة تَحتُ قاله الزُّبيرُ بنُ بَكَّارٍ عن محمد بن الحسن هكذا هو في العُباب ونقله الحافِظُ في التَّبصِير ولكنه عَكَس القَضيَّةَ . قال اللَّيثُ : إذا دَعا الرجلُ على صاحبِه يقول : قَطَع اللَّهُ مَطاكَ فيقولُ الآخَرُ : بَسْلاً بَسْلاً : أي آمِينَ آمِينَ . وقال ابنُ دُرَيْدٍ : قال يُونُسُ : يُقال : بَسْلٌ في مَعْنى آمِينَ يَحْلِفُ الرجُلُ ثم يقول : بَسْلٌ وأنشد اللَّيثُ :
" لا خابَ مِنْ نَفْعِك مَن رَجاكا
" بَسْلاً وعادَى اللَّهُ مَن عاداكا
وكان عمرُ رضي اللّه تعالَى عنه يقول في دُعائِه : آمِينَ وَبَسْلاً قِيل : معناه : إيجاباً وتَحقِيقاً . وبَسْلاً لَهُ : أي وَيْلاً لَهُ عن أبي طالِبٍ . ويُقال : بَسْلاً وأَسْلاً : دُعاءٌ عليه . ويُقال : بَسَلْ : بمعنَى أَجَلْ وَزْناً ومَعْنًى وهو أن يتكلّمَ الرجلُ فيقولَ الآخَرُ : بَسَلْ أي هو كما تَقولُ . والإِبْسالُ : التَّحْرِيمُ وبَسَلَ الرجُلُ بُسُولاً بالضّمّ فهو باسِلٌ وبَسِلٌ ككَتِفٍ كذا في النُّسَخ والصَّوابُ بالفَتْح . وبَسِيلٌ كأمِيرٍ . وتَبَسَّلَ كِلاهما : عَبَس غَضَباً أو شَجاعةً أو تَبَسَّلَ فُلانٌ : إذا كُرِهَتْ مَرْآتُه وَفَظُعَتْ يُقال : تَبَسَّلَ لي فُلانٌ : إذا رأيْتَه كَرِيهَ المَنظَرِ قال أبو ذُؤَيب يصفُ قَبراً :
فكنتُ ذَنُوبَ البِئرِ لَمَّا تَبَسَّلَتْ ... وسُرْبِلْتُ أَكفانِي ووُسِّدْتُ ساعِدِي أي كُرِهَتْ وقال كَعْبٌ :
إذا غَلَبَتْه الكأسُ لا مُتَعَبِّسٌ ... حَصُورٌ ولا مِن دُونِها يَتَبَسَّلُ والباسِلُ : الأسَدُ لِكراهة مَنظرِه وقُبْحِه قال أبو زُبَيدٍ الطائِيُّ يَرثِي غُلامَه :
صادَفْتَ لَمَّا خَرْجتَ مُنطَلِقاً ... جَهْمَ المُحَيّا كباسِلٍ شَرِسِ وقال امرؤ القَيس :
قُولا لِدُودانَ عَبيدِ العَصا ... ما غَرَّكُمْ بالأسَدِ الباسِلِ كالمُتَبسِّل الباسِلُ الشُّجاعُ ج : بُسَلاءُ ككاتِبٍ وكُتَباءَ . وبُسْلٌ بالضّمّ كبازِلٍ وبُزْلٍ . وقد بَسُلَ ككَرُم بَسَالَةً وبَسالاً يُقال : ما أَبْيَنَ بَسالَتَه : أي شَجاعَتَه قال الفرزدقُ :
وفِيهَنّ عن أبْوالِهِنَّ بَسالَةٌ ... وبَسْطَةُ أَيْدٍ يَمنَعُ الضَّيْمَ طُولُها الباسِلُ مِن القَولِ : الكَريهِ الشَّديدُ قال أبو بُثَينَةَ الهُذَلِيُّ :
نُفاثَةَ أَعْنِي لا أُحاوِلُ غَيرَهُم ... وباسِلُ قَوْلِي لا يَنالُ بني عَبْدِ من المَجاز : الباسِل مِن اللَّبَنِ : الكَرِيهُ الطَّعْمِ الحامِضُ . من النَّبِيذِ : الشَّدِيدُ الحامِضُ . وقد بَسَلَ بُسُولاً . وبَسَّلَه تَبسِيلاً : كَرِهَهُ . البَسِيلَةُ كَسِفِينَةٍ : عَلْقَمَةٌ وفي بعض النسَخ : عُلَيقِمَة في طَعْمِ الشيء . البُسْلَةُ كغُرْفَةٍ : أُجْرَةُ الرَّاقِي خاصّةً عن اللحيانيّ . وابْتَسَلَ الرجُلُ : أخَذَها . قال أبو عمرو : حَنْظَلٌ مُبَسَّلٌ كمُعَظَّمٍ : أُكِلَ وَحْدَه فتُكُرِّهَ طَعْمُه وهو يَحرِقُ الكَبِدَ وأنشَد :
" بِئسَ الطَّعامُ الحَنْظَل المُبَسَّلُ
" تَيجَعُ مِنْه كَبِدِي وأَكْسَلُ وقال أبو حَنِيفة : المُبَسَّلُ : الذي تَركُوا فيه مَرارَةً لم يُعْمَل كما عُمِل ذلك الجَيَّدُ . وأَبْسَلَه لكذا إِبْسالاً : إذا عَرَّضَهُ ورَهنهَ وفي بعض النُّسَخ : ورَهَقَه . أو أَبْسَلَه : أسْلَمه لِلهَلَكَةِ ومنه قولُه تعالى : " أَنْ تُبْسَلَ نَفْسٌ بِمَا كَسَبَتْ " أي تُسْلَمَ للهَلَكةِ . وقال الأزهريُّ : أي لأن لا تُسْلَمَ إلى العذابِ بِعَملِها . وقيل : تُسْلَم : تُرْتَهَن يُقال : أُبْسِلَ فلانٌ بجَرِيرتِه : أي أسْلِمَ بجِنايته للهلاك . ومنه قولُه تعالى : " أُبْسِلُوا بِما كَسَبُوا " قال الحسنُ : أي أسْلِموا بجَرائرِهم وقِيل : ارْتُهِنُوا وقيل : أُهْلِكُوا وقال مُجاهِد : فُضِحُوا وقال قَتادةُ : حُبِسُوا . وقال عَوْفُ بن الأَحْوَص :
وإِبْسالي بَنِيَّ بغَيرِ جُرْمٍ ... بَعَوْناهُ ولا بِدَمٍ مُراقِ وكان حَمَل عن غَنيٍّ لبَني قُشَمير دَمَ ابْنَيِ السجفية فقالوا : لا نَرضى بك فرهَنَهُم بَنِيه طَلَباً للصُّلْح . وقال النابِغَةُ الجَعْدِيُّ رضي اللّه عنه :
ونحنُ رَهَنَّا بالأُفَاقَةِ عامِراً ... بما كانَ في الدَّرْداءِ رَهْناً فأُبْسِلاوالدرداء : كَتِيبةٌ كانت لهم . أَبْسَلَه لِعَمَلِه وبهِ : وكَلَه إليه . أَبْسَلَ نَفْسَه لِلمَوتِ : وَطَّنَها عليه واسْتَيقَن وكذلك لِلضَّرْبِ كاسْتَبْسَلَ . أَبْسَلَ البُسْرَ : إذا طَبَخَه وجَفَّفَه لُغةٌ لقومٍ من أهلِ نَجْدٍ نَقله ابنُ درَيدٍ . واسْتَبْسَلَ الرجُلُ : طرحَ نَفسَه في الحَربِ يُرِيدُ أن يَقْتُلَ أو يُقْتَلَ لا مَحالَةَ وهو المُسْتَقِلُّ لنَفْسِه . وقِيل : المُسْتَبسِلُ : الذي يقع في مَكْروهٍ ولا مَخْلَصَ له منه . بَسِيل كأمِير : ة وقال نَصْر : هو وادٍ بالطائفِ أعلاه لِفَهْم وأسْفَلُه لنَصْر بن معاوية . بَسِيلٌ : والِدُ خَلَفٍ القرِّيشِيّ الأديبِ من أهل الأندَلُس مات سنةَ 327 . البَسِيلُ : بَقِيَّةُ النَّبِيذِ وهو ما يبقَى في الآنِيةِ مِن شَرابِ القَومِ يبيتُ فيها . قال ابنُ الأعرابِي : ضافَ أعْرابِيٌّ قوماً فقال : أَتَوْنِي بكُسَعٍ جَبِيزاتٍ وببَسِيلٍ مِن قَطامِيٍّ ناقِسٍ وبعافٍ مُنَشَّمٍ ودَهَنُونِي فأكلتْني الطَّوامِرُ ثم أصبحت فطَلَوْا جِلْدِي بشيءٍ كأَنه خُزءٌ بِقاعٍ مُبَقَّطٍ ثم دَغْرَقُوا على طُنِّي السَّخِيمَ فخرجتُ كأنَّني طُوبالَةٌ مَشْصُوبَةٌ . الكُسَع : الكِسَرُ والجَبِيزات : اليابِسات والقَطامِيُّ : النَّبِيذُ والناقِسُ : الحامِضُ والعافِي : ما يَبقَى في القِدْر والمُنَشَّمُ : المُتَغيِّر والطَّوامِرُ : البَراغِيثُ والمُبَقَّطُ : المُنَقَّط والطُّنُّ : الجِسمُ والسَّخِيمُ : لا حارٌّ ولا بارِدٌ والطُّوبالَةُ : النَّعْجةُ والمَشْصُوبَةُ : المَسْمُوطَةُ . البَسِيلَةُ بِهاءٍ : الفَضْلَةُ مِن النَّبِيذ تَبْقَى في الإناء عن ابن الأَعرا بيّ
ومما يستدرك عليه : البَسْلُ : المُخْلَى عن ابن الأعرابيِّ وقد تقدَّم شاهِدُه . وقال أبو طالِب : البَسْلُ أيضاً : في الكِفاية كما أنه في الدّعاء . وبَسْلَةٌ بالفَتح : رِباطٌ يُرابِطُ فيه المسلمون . والبَسُولُ : الأَسَدُ . والمُباسَلَةُ : المُصاوَلَةُ في الحَرب . ورِفاعَةُ بنُ بَسِيلٍ كأمِيرٍ ذكره ابن يونُسَ . وتَبَسَّلَ الرجُلُ : تَشجَّع وأَسِدَ . وما أبْسَلَه : ما أشْجَعَه . وله وَجْهٌ باسِرٌ باسِلٌ : شَدِيدُ العُبُوسِ . وابْتَسَل لِلموتِ : اسْتَسلَم . ويومٌ باسِلٌ : شَدِيدٌ قال الأخْطَل :
نَفْسِي فِداءُ أَميرِ المُؤمنينَ إذا ... أَبْدَى النَّواجِذَ يومٌ باسِلٌ ذَكَرُ والبَسِيلَةُ : التُّرْمُسُ حكاه أبو حَنِيفةَ قال : وأحسَبُها سُمِّيتْ بذلك لِلعُلَيقِمَةِ التي فيها . وقال الأزهريُّ في ترجمة حذق : خَلٌّ باسِلٌ وقد بَسَل بُسُولاً : إذا طال تَركُه فأخْلَفَ طَعْمُه وتَغَيَّر وخَلٌّ مُبَسَّلٌ وبَسَلَ اللَّحمُ : مِثلُ خَمَّ . والبَسِيلُ : قَريةٌ بحُورانَ قال كُثَيِّر :
فَبيدُ المُنَقَّى فالمَشارِفُ دُونَهُ ... فَرَوْضَةُ بُصْرَى أَعرَضَتْ فَبَسِيلُها والبِسِلَّى بكسرتين مُشدّدَة اللام : حَبٌّ كالتُّرمُس أو أَقلَّ منه لُغةٌ مِصريّة
سَالَ الماءُ والشَّيْءُ يَسِيلُ سَيْلاً وسَيَلاَناً : جَرَى وأسَالَهُ غيرُه قال اللهُ تَعالَى : " وأسَلْنَا لَهُ عَيْنَ الْقِطْرِ " أي أَجْرَيْنَاه والإِسَالَةُ في الْحَقِيقَةِ : حَالَةٌ في القِطْرِ تَحْصُلُ بعدَ الإِذابَةِ
وماءٌ سَيْلٌ : سَائِلٌ وضَعُوا الْمَصْدَرَ مَوْضِعَ الاِسْمِ أو السَّيْلُ : الْماءُ الكَثِيرُ السَّائِلُ قَالَ ثَعْلَبٌ : ومِن كَلامٍ بعضِ الرُّوَّادِ : وَجَدْتُ بَقْلاً وبُقَيْلاً وماءً غَلَلاً سَيْلاً أي ماءً كَثِيراً سَائِلاً وعَنَى بالبَقْلِ والبُقَيْلِ : أَنَّ مِنْهُ ما أَدْرَكَ فكَبُرَ وطالَ ومنه ما لَمْ يُدْرِكْ فهو صَغِيرٌ فالسَّيْلُ إِذاً مَصْدَرٌ في الأَصْلِ لكنَّهُ جُعِلَ اسْماً لِلْمَاءِ الذي يَأْتِيكَ ولم يُصِبْكَ مَطَرُهُ قالَ اللهُ تَعالى : " فاحْتَمَلَ السَّيْلُ زَبَداً رَابِياً " " فَأَرْسَلْنا عَلَيْهِمْ سَيْلَ الْعَرِمِ " ج : سُيُولٌ . والسِّيلَةُ بالكَسْرِ : جَرْيَةُ الْمَاءِ . والسَّائِلَةُ مِنَ الْغُرَرِ : الْمُعْتَدِلَةُ في قَصَبَةِ الأَنْفِ أو التي سَالَتْ عَلى الأَرْنَبَةِ حَتَّى رَثَمَتْها أو التي عَرُضَتْ في الجَبْهَةِ وقَصَبَةِ الأَنْف وقد سَالَتِ الغُرَّةُ أي اسْتَطالَتْ وعَرُضَتْ فإنْ دَقَّتْ فهي : الشِّمْرَاخُ
وأسَالَ غِرَارَ النَّصْلِ : أَطَالَهُ وأَتَمَّهُ قالَ المُتَنَخِّلُ الهُذَلِيُّ وذَكَرَ قَوْساً :
قَرَنْتُ بها مَعَابِلَ مُرْهَفَاتٍ ... مُسالاَتِ الأَغِرَّةِ والْقِرَاطِ والسِّيْلاَنُ بالكسرِ : سِنْخُ قَائِمِ السَّيْفِ ونَحْوِهِ كالسِّكِّينِ وهو ذَنَبُهُ الدَّاخِلُ في النِّصابِ كما في الأَسَاسِ وفي الصِّحاحِ : ما يَدْخُلُ مِنَ السَّيْفِ والسِّكِّينِ في النِّصابِ قالَ أبو عُبَيْدٍ : سَمِعْتُهُ ولم أسْمَعْهُ مِنْ عالِمٍ . قالَ ابنُ بَرِّيٍّ : قالَ الجَوَالِيقِيُّ : أَنْشَدَ أبو عَمْرٍو لِلزَّبْرِقَانِ بنِ بَدْرٍ :
ولن أُصالِحَكُم ما دَامَ لي فَرَسٌ ... واشْتَدَّ قَبْضاً عَلى السِّيلاَنِ إِبْهَامِي
وسِيلاَنُ : اسْمُ جَماعَةٍ . وابْنُ سِيلاَنَ : صَحَابِيٌّ كُوفِيٌّ لهُ سَمَاعٌ واسْمُهُ عبدُ اللهِ رَوَى عنهُ قَيْسُ بْنُ أبي حازِمٍ في الْفِتَنِ . وعِيسَى بنُ سِيلاَنَ وجَابِرُ بنُ سِيلاَنَ : تَابِعِيَّانِ هكذا ذكَرهُ الذَّهَبِيُّ أيضاً قالَ الحافِظُ والصَّحِيحُ أَنَّهُما شَخْصٌ واحِدٌ رَوَى عن أبي هُرَيْرَةَ اخْتُلِفَ في اسْمِهِ . قلتُ : ولذا اقْتَصَرَ الصَّاغَانِيُّ عَلى ذِكْرِ عِيسى وذَكَرَهُ الذَّهَبِيُّ في الْكَاشِفِ فقالَ : جابِرُ بنُ سِيلاَنَ عن ابنِ مَسْعُودٍ وأبي هُرَيْرَةَ وعنهُ محمدُ بنُ زَيْدٍ . وإبْراهِيمُ بنُ عيسى بنِ سِيلاَنَ : مَحَدِّثٌ عن هِشَامِ بنِ عُرْوَةَ وعنه الحُمَيْدِيُّ . وسَيَالٌ كَسَحابٍ : ع بالحِجَازِ قالَهُ نَصْرٌ . والسَّيَالَةُ كسَحَابَةٍ : ع بِقُرْبِ الْمَدِينَةِ شَرَّفَها اللهُ تَعالى عَلى مَرْحَلَةٍ وهي أُولَى مَرْحَلَةٍ لأَهْلِ المَدِينَةِ إذا أَرادُوا مَكَّةَ وقالَ نَصْرٌ : هي بَيْنَ مَلَلَ والرَّوْحَاءِ في طريقِ مَكَّةَ إلى المَدِينَةِ . والسَّيَالَةُ : نَباتٌ لَهُ شَوْكٌ أبْيَضُ طَوِيلٌ إذا نُزعَ خَرَجَ منهُ اللَّبَنُ نَقَلَهُ أبو عَمْرٍو عن بعضِ الرُّواةِ وفي الأساس : وكأَنَّ ثَغْرَها شَوْكُ السَّيَالِ وهو شَجَرُ الْخِلافِ بِلُغَةِ الْيَمَنِ . وقالَ غيرُه : السَّيَالُ : شَجَرٌ سَبْطُ الأَغْصانِ عليهِ شَوْكٌ أَبْيَضُ أصُولُهُ أَمْثالُ ثَنَايَا الْعَذارَى قالَ الأَعْشَى يَصِفُ الخَمْرَ :
باكَرَتْها الأَغْرَابُ في سِنَةِ النَّوْ ... مِ فَتَجْرِي خِلالَ شَوْكِ السَّيَالِ وفي المُحْكَمِ : السَّيَالُ : شَجَرٌ له شَوْكٌ أَبْيَضُ وهو مِنَ العِضاةِ أو ما طالَ مِنَ السَّمُرِ نَقَلَهُ أبو حنيفةَ عن أبي زِيَادٍ ج : سَيالٌ قال ذُو الرُّمَّةِ يَصِفُ الأَجْمَالَ :
" ما هِجْنَ إذْ بَكَّرْنَ بالأَحْمالِ
" مِثْلَ صَوادِي النَّخْلِ والسَّيَالِ ومَسِيلُ الْمَاءِ : مَوْضِعُ سَيْلِهِ أي جَرْيِهِ كَمَسَلِهِ مَحَرَّكَةً هكذا نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه قالَ شيخُنا : هو مِنَ الشُّذُوذِ بِمَكانٍ لا يَكادُ يُعْرَفُ له نَظِيرٌ . قُلْتُ : نَقَلَهُ ابنُ سِيدَه وهو في كتابِ الشَّوَاذِّ لابنِ جِنِّيٍّ ج : مَسايِلُ غيرُ مَهْمُوزٍ على الْقِياسِ ومُسُلٌ بِضَمَّتَيْنِ وأَمْسِلَةٌ ومُسْلاَنٌ بالضَّمِّ على غِيرِ قِياسٍ لأنَّ مَسِيلاً إِنَّما هو مَفْعِلٌ ومَفْعِلٌ لا يُجْمَعُ على ذلك ولكنَّهُم شَبَّهُوهُ بفَعِيلٍ كما قالُوا : رَغِيفٌ ورُغُفٌ وأَرْغِفَةٌ ورُغْفانٌ وقالَ الأَزْهَرِيُّ : تَوَهَّمُوا أَنَّ المِيمَ أصْلِيَّةٌ وأَنَّهُ على وَزْنِ فَعِيلٍ ولم يُرَدْ به مَفْعِل كما جَمَعُوا مَكاناً أَمْكِنَةً ولها نَظائِرُ
وكشَدَّادٍ : ضَرْبٌ منَ الْحِسَابِ يُقالُ له : السَّيَّالُ نَقَلَهُ الصَّاغَانِيُّ . وسَيَّالُ بنُ سَمَّالٍ الْيَمَامِيُّ الْمُحَدِّثُ الذي رَوَى عنهُ ابْنُهُ محمدٌ وقد تقدَّمَ ذِكْرُهُ في س م ل . والسَّيالَى كسَكارَى : ماءٌ بالشَّامِ قالَ الأَخْطَلُ :
عَفَا مِمَّنْ عَهِدْتُ به حَفِيرُ ... فأَجْبَالُ السَّيالَى فالْعَوِيرُ وسَيْلُونُ : ة بِنَابُلُسَ . وسَيْلَةُ : ة بالْفَيُّومِ وسِيلَى كضِيزَى : مِنَ الثُّغُورِ . وحَبْسُ سَيَلٍ مَحَرَّكَةً : بَيْنَ حَرَّةٍ بَنِي سُلَيْمٍ والسَّوَارِقِيَّةِ . ومَسِيلا ويُقالُ : مَسِيلَةُ قالَ شَيخُنا : الثاني أَعْرَفُ وأَجْرَى عَلى أَلْسِنَةِ أهْلِها وصحَّحَ بعضٌ الأَوَّلَ وحَكى فيهِ المَدُّ والقَصْرَ : د بِالْمَغْرِبِ مَعْرُوفٌ مَشْهُورٌ بِنَواحِي أَفْرِيقيَّةَ قالَ : وقولُهُ : بَنَاهُ الْفَاطِمِيُّونَ غَلَطٌ واضِحٌ بل الذي بَناهُ هو أبو عليٍّ جَعفَرُ بنُ عليِّ بنِ أَحمدَ ابنِ حَمْدَانَ الأَنْدَلُسِيُّ الأَميرُ المُمَدَّحُ الكثيرُ الْعَطاءِ لأَهْلِ العِلْمِ ولابنِ هانِئٍ الأََنْدَلُسِيِّ فيهِ مَدَائِحُ فائِقَةٌ منها قولُهُ مِنْ قَصِيدَةٍ غَرَّاءَ طَوِيلَةٍ :
الْمُدْنَفانِ مِنَ الْبَرِيَّةِ كُلِّها ... جِسْمِي وَطْرفٌ بابلِيٌّ أَحْوَرُوالمُشْرِقَاتُ النَّيِّرَاتُ ثَلاَثَةٌ ... الشَّمْسُ والقَمَرُ المُنِيرُ وجَعْفَرُ كما قالَهُ يحيى الصَّقَلِّيُّ الْجُبَّائِيُّ وغيرُه . قلتُ : ومِمَّن نُسِبَ إليه أبو العَبَّاسِ أَحمدُ بنُ محمدِ بنِ حَرْبٍ المَسِيليُّ قَرَأَ عليْهِ عبدُ العزيزِ بالسُّمَاقِيُّ وعبدُ اللهِ المَسِيلِيُّ شارِحُ مُخْتَصَرِ ابنِ الْحاجِبِ كانَ مُعاصِراً للذَّهَبِيِّ . ومِمَّا يُسْتَدْرَكُ عَليه : سالَ الماءُ يَسيلُ مَسِيلاً ومَسالاً : جَرَى وَسَيَّلَهُ تَسْيِيلاً : أَسَالَهُ . وتقولُ العَرَبُ : سالَ بهم السَّيْلُ وجَاشَ بَنا البَحْرُ . أي وَقَعُوا في أَمرٍ شَدِيدٍ ووَقَعْنا نحنُ في أَشَدِّ منهُ لأَنَّ الذي يَجِيشُ بهِ البَحْرُ أسْوأُ حَالاً مِمَّن يَسِيلُ بهِ السَّيْلُ
والسَّوائِلُ : جَمْعُ سَائِلَةٍ بمعنى السَّيْلِ ومنه قَوْلُ الأَعشى :
" وكُنْتَ لَقىً تَجْرِي عليك السَّوائِلُ وتَسايَلَتِ الْكَتائِبُ : إذا سَالَتْ مِنْ كُلِّ وَجْهٍ وهوُ مَجازٌ وكذا : سَالَتْ عليهِ الخَيْلُ . ورَأَيْتُ سَائِلَةً مِنَ النَّاسِ وسَيَالَةً : جَمَاعَةً سَالُوا مِنْ نَاحِيَةٍ . ويُقالُ : نَزَلْنا بِوَادٍ نَبْتُهُ مَيَّالٌ ومَاؤُهُ سَيَّالٌ . وفي صِفَتِهِ صلى الله عليه وسلم : " سائِلُ الأَطْرافِ " أي : مُمْتَدُّها ورُواهُ بعضٌ بالنُّونِ وهو بِمَعْنَاهُ . ومِنَ المَجازِ : هو مُسَالُ الخَدَّيْنِ ومُسالاً الرَّجُلِ : جانِبَا لِحْيَتِهِ قال :
" فَلَوْ كانَ في الحَيِّ النَّجِيِّ سَوَادُهُلَمَا مَسَحَتْ تِلْكَ المُسَالاَتِ عَامِرُ ومُسَالاَهُ أيضاً : عِطْفَاهُ قال أبو حَيَّةَ النُّمَيْرِيُّ :
إذا ما نَعَشْنَاهُ على الرّحْل يَنْثَنِي ... مَسَالَيْهِ عنهُ مِنْ وَراءٍ ومُقْدَمِ إِنَّما نَصَبَهُ عَلى الظَّرْفِ . وسَيْلُ بالفَتْحِ : اسْمُ مَكَّةَ شَرَّفَها اللهُ تَعالى . قالَهُ نَصْرٌ . وسَيْلُ بنُ الأَسَلِ النَّصْرِيُّ هو الذي عَناهُ الشَّاعِرُ بِقَوْلِهِ :
وَيْلٌ بِسَيْلٍ سَيْلِ خَيْلٍ مُغِيرَةٍ ... رَأَتْ رَغْبَةً أَو رَهْبَةً فهي تُلْجَمُ والبَيْتُ مَخْرُومٌ كما في العُبابِ . وسَيَلُ مُحَرَّكَةً : جَبَلٌ . وفاطِمَةُ بنتُ سَعْدِ بنِ سَيْلٍ هي أُمُّ قُصِيٍّ وزُهْرَةَ بنِ كِلاَبِ بنِ مُرَّةَ . والسَّيَّالَةُ مُشَدَّدَةً : انْعِطَافٌ في البَحْرِ حيثُ يَمِيلُ . وسِيلاَنُ : اسْمٌ لِبَحْرِ الصِّينِ . وسِيلِينُ كُورَةٌ في شَرْقِيِّ الصَّعِيدِ الأَعْلى
فصل الشين المعجمة مع اللام