البَصَرُ محرَّكةً : العَيْنُ إلاّ أنه مُذَكَّرٌ وقيل : البَصَرُ : حاسَّةُ الرُّؤْيَةِ قاله الَّلْيث : ومثلُه في الصّحاح . وفي المِصباح : البَصَرُ : النُّورُ الذي تُدرِكُ به الجارِحَةُ المُبْصَرَاتِ . وفي المُحكَم : البَصَرُ : حِسُّ العَيْنِ ج أبصارٌ
البَصَرُ مِن القَلْبِ : نَظَرُه وخاطِرهُ والبَصَرُ : نَفَاذٌ في القَلْب كما في اللِّسان وبه فُسِّرت الآيةُ : " فارْجِعِ البَصَرَ هل تَرَى مِنْ فُطُورٍ " . وفي البَصَائِرِ للمصنِّف : البَصِيرَةُ : قُوَّةُ القَلْبِ المُدرِكَةُ ويقال : بَصَرٌ أيضاً قال اللهُ تعالَى : " ما زاغَ البَصَرُ وما طَغَى " . وجمعُ البَصَرِ أبْصَارٌ وجمعُ البَصِيرِة بَصائِرُ . ولا يكادُ يقال للجارِحَة النّاظرِة : بَصِيرَةٌ إنّما هي بَصَرٌّ ويقال للقُوَّة التي فيها أيضاً : بَصَرٌ ويقال منه : أبْصُرْتُ ومن الأوَّلِ أبْصَرْتُه وبَصُرْتُ به وقَلَّمَا يقال في الحاسَّة إذا لم تُضَامّه رؤيةُ القلبِ : بَصُرْتُ . وبَصُرَ به ككَرُمَ وفَرِحَ الثانيةُ حَكَاهَا اللِّحْيَانِيُّ والفَرّاءُ بَصَراً وَبَصَارَةً ويُكْسَرُ ككِتَابةٍ : صار مُبْصِراً . وأبْصَرَه وَتَبَصَّرَه : نَظَرَ إليه : هل يُبْصِرُه ؟
قال سِيبَوَيْهِ : بَصُرَ : صارَ مُبْصِراً وأَبْصَرَه إذا أَخْبَرَ بالذي وَقَعَتْ عَيْنُه عليه
عن اللِّحْيَانِيِّ : أبصَرتُ الشيْءَ : رأيتُه . وباصَرَا نَظَرَا أَيُّهما يُبْصِرُ قَبْلُ . ونصَّ عبارةِ النَّوادِرِ : وباصَرَه : نَظَرَ معه إلى شيْءٍ : أيُّهما يُبْصِرُه قبل صاحِبِه . وباصَرَه أيضاً : أبْصَرَه قال سُكَيْنُ بنُ نَضْرَةَ البَجَلِيّ :
فَبِتُّ على رَحْلِي وباتَ مَكانَه ... أُرَاقِبُ رِدْفِي تارةً وأُبَاصِرُهْ . وفي الصّحاح : باصَرْتُه إذا أشْرَفْتَ تَنْظُرُ إليه من بَعِيدٍ . وتَباصَرُوا : أَبْصَر بعضُهم بعضاً
والبَصِيرُ : المُبْصِرُ خِلافُ الضَّرِيرِ فَعِيلٌ بمعنى فاعلٍ . ج بُصَراءُ
وَحَكَى اللِّحْيَانِيُّ : وإنَّه لَبَصِيرٌ بالعَيْنَيْنِ . البَصِيرُ : العالِمُ رجُلٌ بَصِيرٌ بالعِلْمِ : عالِمٌ به . وقد بَصُرَ بَصَارةً وإنه لَبَصِيرٌ بالأشياءِ أي عالِمٌ بها . والبَصَرُ : العِلْم وبَصُرْتُ بالشَّيْءِ : عَلِمْتُه قال الله عزَّ وجَلَّ : " بَصُرْتُ بما لَمْ يَبْصُرُوا به " قال الأخْفَشُ : أي عَلِمْتُ ما لم يَعْلَمُوا به مِن البَصِيرَة . قال اللِّحْيَانيُّ : بَصُرْتُ أي أبَصْرْتُ قال : ولُغَةٌ أُخرَى : بَصِرْتُ به : أبْصَرْتُه كذا في اللِّسَان وفي المِصباح والصّحاح ونقَلَه الفَخْرُ الرّازِيُّ ويقال بَصِيرٌ بكذا وكذا أي حاذِقٌ له عِلْمٌ دَقيقٌ به
وقولُه عليه السَّلامُ : " اذْهَبْ بنَا إلى فُلانٍ البَصِيرِ " وكان أعْمَى . قال أبو عُبَيْدٍ : يُرِيدُ به المؤمِنَ قال ابن سِيدَه : وعندي أنّه عليه السَّلامُ إنّمَا ذَهَبَ إلى التَّفَاؤُل إلى لَفْظ البَصَر أَحسن من لَفْظ الأَعْمَى ألا تَرَى إلى قَول مُعاويةَ : " والبَصِيرُ خَيرٌ مِن الأعمَى " . وقال المصنِّف في البَصائر : والضَّريرُ يقال له : بَصيرٌ على سَبِيل العَكْسِ والصَّوابُ أنّه قيل ذلك له لِما له من قُوَّةِ بَصِيرَةِ القَلْبِ . البَصِيرَةُ بالهاء : عَقِيدَةُ القَلْبِ قال اللَّيْث : البَصِرَةُ : اسمٌ لما اعتُقِدَ في القلْب من الدِّين وتحقيقِ الأمرِ . وفي البَصَائر : البَصِيرَةُ : هي قُوَّةُ القَلْبِ المُدْرِكَةُ وقولُه تعالَى : " أدْعُو إلى الله على بَصِيرَةٍ " أي على معرفةٍ وتَحَقُّقٍ . البَصِيرَةُ : الفِطْنَةُ تقول العربُ : أعْمَى اللهُ بصائِرَه أي فِطَنَه عن ابن الأعرابيِّ . وفي حديث ابن عَبّاس أنّ معاوِيَةَ لمّا قال له : " يا بَنِي هاشِمٍ أنتم تُصَابُون في أبصارِكم " قال له : " وأنتم يا بَنِي أُمَيَّةَ تُصابُون في بَصائِرِكم "
وفَعَلَ ذلك على بَصِيرَةٍ أي على عَمْدٍ . وعلى غيرِ بَصِيرَةٍ أي على غيرِ يَقِينٍ . وفي حديث عُثْمَانَ : " وَلَتَخْتَلِفُنَّ على بَصِيرَةٍ " أي على معرفةٍ من أمركم ويقينٍ . وإنه لَذُو بَصَرٍ وبَصِيرَةٍ في العِبَادَة . وبَصُرَ بَصَارةً : صار ذا بَصِيرَةٍ
البَصِيرَةُ : ما بَيْن شُقَّتَيِ البَيْتِ وهي البَصَائِرُ وزاد المصنِّف في البَصائر بعد البيت : والمَزَادَةِ ونحوِهَا التي يُبصَرُ منه
البَصِيرَةُ : الحُجَّةُ والاستِبْصارُ في الشيْءِ كالمَبْصَرِ والمَبْصَرةِ بفتحِهما
البَصِيرَةُ : شيْءٌ من الدَّمِ يُسْتَدَلُّ به على الرَّمِيَّةِ وَيَسْتَبِينُها به قاله الأصمعيُّ . وفي حديث الخَوَارِج : " ويَنْظُرُ إلى النَّصْل فلا يَرَى بَصِيرَةً " أي شيئاً مِن الدَّمِ يَستدِلُّ به على الرَّمِيَّة . واختُلِفَ فيما أنشدَه أبو حنيفةَ :
وفي اليَدِ اليُمْنَى لِمُسْتَعِيرِها ... شَهْبَاءُ تُرْوِي الرِّيشَ مِن بَصِيرِهَا . فقيل : إنّه جَمْعُ البَصِيرَةِ من الدَّمِ كشَعِيرٍ وشَعِيرَةٍ وقيل : إنه أراد من بَصِيرَتِها فحَذَف الهاءَ ضرورةً . ويجوز أن يكونَ البَصِيرُ لغةً في البَصِيرَة كقولك : حُقٌّ وحُقَّةٌ وبَياضٌ وَبَيَاضَةٌ . ويقال : هذه بَصِيرَةٌ من الدَّمِ وهي الجَدِيَّة منها على الأرض . والبَصِيرَةُ : مِقْدَارُ الدِّرْهَمِ من الدم . وقيل : البَصِيرَة من الدَّمِ : ما لم يَسِلْ . وقيل : هو الدُّفْعَةُ منه
قيل : البَصِيرَةُ : دَمُ البِكْرِ . وقال أَبو زَيْدٍ : البَصِيرَةُ من الدَّمِ : ما كان على الأرض
وفي البَصائر للمصنِّف : والبَصِيرَةُ : قِطْعَةٌ مِن الدَّمِ تَلْمَعُ
البَصِيرَةُ : التُّرْسُ الّلامِعُ وقيل : ما استطالَ منه وكُلُّ ما لُبِسَ من السِّلاح فهو بَصَائِرُ السِّلاحِ
البَصِيرَةُ : الدِّرْعُ وكلُّ ما لُبِسَ جُنَّةً بَصِيرَةٌ وقال :
حَمَلُوا بَصَائِرَهُمْ على أكْتَافهمْ ... وبَصِيرَتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَى . هكذا رَوَاه أبو عُبَيْد وفَسَّره فقال : والبَصِيرَةُ : التُّرْسُ أو الدِّرْعُ وَرَوَاه غيرُه : " راحُوا بَصائِرُهم " وسيأْتي فيما بعدُ . ويُجمع أيضاً على بِصارٍ ككَريمَةٍ وكِرَامٍ وبه فَسَّرَ السُّهَيْلِيُّ في الرَّوْض قولَ كعَبِْ بنِ مالكٍ :
تَصُوبُ بأَبْدَانِ الرِّجالِ وتارةً ... تمُرٌّ بأَعراض البِصَارِ تُقَعْقِعُ . يقول : تَشُقُّ أبْدَانَ الرِّجَالِ حتى تَبلُغَ البِصَارَ فتُقْعِقِعُ فيها وهي الدِّرعُ أو التُّرْسُ وقيل غيرُ ذلك . من المَجاز : البَصِيرَةُ : العِبْرَةُ يُعْتَبَرُ بها وخَرَّجُوا عليه قولَه تعالَى : " ولقد آتَيْنَا مُوسَى الكِتَابَ مِنْ بَعْدِ ما أهْلَكْنا القُرُونَ الأولَى بَصائرَ للنّاس " أي جعلناها عِبْرَةً لهم كذا في البَصائر وقولُهم : أما لَكَ بَصِيرَةٌ فيه ؟ أي عِبْرَةٌ تَعْتَبِرُ بها وأنشدَ :
في الذّاهِبِينَ الأوَّلي ... ن من القُرونِ لنا بَصائرْ . أي عِبَرٌمن المَجَاز : البَصِيرَةُ : الشّاهِدُ عن اللِّحْيَانِيِّ وحَكَى : اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم بمَنْزِلَةِ الشَّهِيدِ قال : وقوله تعالى : " بل الإنسانُ على نَفْسِه بَصِيرَةٌ " قال ابن سِيدَه : له مَعْنَيَانِ إنْ شِئتَ كان الإنسانُ هو البَصِيرَةَ على نفسِه أي الشاهِدَ وإن شِئتَ جعلتَ البَصِيرَة هنا غيرَه فعَنَيتَ به يَدَيْه ورِجْلَيْه ولِسَانه لأن كلَّ ذلك شاهِدٌ عليه يومَ القيامة وقال الأخْفَشُ : " بل الإنسانُ على نفسِه بَصِيرة " جَعَلَه هو البَصِيرَةَ كما تقولُ للرِّجل : أنتَ حُجَّةٌ على نفسِكَ . وقال ابنُ عَرَفَةَ : " على نَفْسِه بَصِيرَة " أي عليها شاهِدٌ بعَمَلِها ولول اعتذَر بكلِّ عُذْرٍ ويقول : جَوارِحُه بَصِيرةٌ عليه أي شُهُودٌ . وقال الفّرّاءُ : يقول : على الإنسان من نفسِه رُقَباءُ يَشْهدُون عليه بعَمَله اليَدانِ والرِّجْلان والعَيْنَان والذَّكَر وأنشدَ :
كَأَنَّ على ذِي الظَّنِّ عَيْناً بَصِيرَةً ... بِمَقْعَدِه أو مَنْظَرٍ هو ناظِرُهْ
يُحَاذِرُ حتى يَحْسَبَ النّاسَ كلَّهم ... مِن الخَوْف لا تَخْفَى عليهم سَرائِرُهْ . وفي الأساس : اجْعَلْنِي بَصِيرةً عليهم أي رَقِيباً وشاهِداً وقال المصنِّف في البَصائر : وقال الحَسَن : جَعَلَه في نَفْسِه بَصِيرَةً كما يقال : فلانُ جُودٌ وكَرَمٌ فهنا كذلك لأن الإنسانَ ببدِيهةِ عَقْلِه يَعْلَمُ أنَّ ما يُقَرِّبُه إلى الله هو السَّعادةُ وما يُبعِدُه عن طاعتِه الشَّقاوَةُ وتأْنيثُ البَصِيرِ لأن المراد بالإنسان ها هنا جَوَارِحُه وقيل : الهاءُ للمبالغة كعَلاّمةٍ ورَاوِيَةٍ
من المَجاز : لَمْحٌ باصِرٌ أي ذو بَصَرٍ وتَحْدِيقٍ على النَّسَب كقَولهم : رجلٌ تامِرٌ ولابِنٌ أي ذو تَمْرٍ وذو لَبَنٍ فمعنى باصِرٍ ذو بَصَرٍ وهو من أبْصَرْتُ مثلُ مَوْتٍ ومائِتٍ من أَمَتُّ وفي المُحْكَم : أراه لَمْحاً باصِراً أي أمراً واضحاً . وقال اللَّيْث : رأى فلانٌ لَمْحاً باصِراً أي أَمراً مَفْرُوغاً عنه
والبَصْرَةُ بفتحٍ فسكونٍ وهي اللُّغَة العاليةُ الفُصْحَى : بَلَدٌ م أي معروفٌ وكانت تُسَمَّى في القديم تَدْمُرَ والمُؤْتَفِكَةَ لأنها ائْتَفَكَتْ بأَهْلِهَا أي انقَلَبَتْ في أول الدَّهرِ قالَه ابن قَرقُول في المَطَالع : ويقال لها : يقال البُصَيْرَةُ بالتَّصْغير وقال السّمْعَانِيُّ : يقال للبَصْرَةِ : قُبَّةُ الإسْلامِ وخِزَانةُ العَربِ بَناها عُتْبَةُ بنُ غَزْوانَ في خلافة عُمَر رضي الله عنه سنةَ سبعَ عشرَةَ من الهِجْرَة وسَكَنَها النّاسُ سنةَ ثمانِ عشرَةَ ولم يُعْبَدِ الصَّنَمُ قَطُّ على ظَهْرِ أَرْضِها كذا كان يقولُ أبو الفضلِ عبدُ الوهّاب بنُ أحمدَ بنِ مُعَاوِيَةَ الواعظُ بالبَصْرة كما تلقّاه منه السمعاني ويُكْسَرُ يُحَرَّكَ ويُكْسَرُ الصّادُ كأَنّها صفَةٌ فهي أَربعُ لُغَاتٍ : الأَخِيرتانِ عن الصّغانِيّ وزاد غيرُه الضَّمَّ فتكونُ مُثَلَّثَةً والنِّسبةُ إليها بِصْرِيٌّ بالكسر وبَصْرِيٌّ الأُولَى شاذَّةٌ قال عُذافر :
بَصْرِيَّةٌ تَزَوَّجَتْ بَصْريّا ... يُطْعِمُهَا المالِحَ والطَّرِيَّا . وقال الأُبّيُّ في شَرْح مُسْلمٍ نَقْلاً عن النَّوَوِيّ : البَصْرَةٌ مُثَلَّثَة وليس في النَّسَب إلا الفَتْحُ والكَسْرُ وقال غيرُه : البَصْرَهُ : البَصْرَةُ مُثَلَّثَة كما حَكَاه الأزهريُّ والمشهورُ الفَتْحُ كما نَبَّه عليه النَّوَوِيُّ
وفي مَشَارِق القاضِي عِيَاضٍ : البَصْرَةُ : مدينةٌ معروفةٌ سُمِّيَتْ بالبَصءر مُثَلَّثاً وهو الكَذَّانُ كان بها عند اخْتِطاطِها واحدُهَا بَصْرَةٌ بالفتح والكسر وقيل : البَصْرَةُ : الطِّيْنُ العَلِكُ إذا كان فيه جِصٌّ وكذا أرضُ البَصْرَةِ . أو مُعَرَّبُ بَسْ راهْ أ كَثِيرُ الطُّرُقِ فمعنى بَسء كَثِيرٌ ومعنَى راهْ طَرِيقٌ وتعبيرُ المصنِّفِ به غيرُ جَيِّدٍ فإن الطُّرُقَ جَمْعٌ وراهْ مُفْرَدٌ إلاّ أن يقال إنه كان في الأصل بَسْ راهها فحُذِفَتْ علامةُ الجمعِ كما هو ظاهِرٌالبَصْرَةُ : د بالمَغْرِب الأَقْصَى قُرْبَ السُّوس سُمِّيَتْ بمَنْ نَزَلَهَا واختَطَّها من أهل البَصْرَةِ عند فُتُوح تلك البلادِ وقد خَرِبَتْ بعدَ الأرْبَعِمِائَةِ من الهجرةِ ولا تكادُ تُعْرَفُ
البَصْرَةُ والبَصْرُ : حِجَارَةُ الأرض الغَلِيظة نَقَلَه القَزّازُ في الجامع . وفي الصّحاح : البَصْرةُ : حِجَارَةٌ رِخْوَةٌ فيها بَيَاضٌ مّا وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ وقال ذو الرُّمَّة :
تَداعَيْنَ باسْمِ الشِّيبِ في مُتَثَلِّمٍ ... جَوانِبُه مِنْ بَصْرَةٍ وسِلامِ . المُتَثَلِّمُ : حَوْضٌ تَهَدَّمَ أكثرُه لِقَدَمِ العَهْدِ . والشِّيبُ : حكايةُ صَوْتِ مَشافِرها عند رَشْفِ الماءِ
وقال ابن شُمَيْلٍ : البَصْرَةُ : أرضٌ كأنَّهَا جَبلٌ من جِصٍّ وهي التي بُنِيتْ بالمِرْبَدِ وإنّما سُمِّيَتِ البَصْرَةُ بَصْرةً بها . وفي المِصْباح : البَصْرَةُ وِزَانُ كَثْرَةٍ : الحِجَارةُ الرِّخْوةُ وقد تُحذَف الهاءُ مع فتحِ الباء وكسرِها وبها سُمِّيَتِ البلدَةُ المعروفةُ
عن أبي عَمْروٍ : البَصْرَةُ والكَذّانُ كلاهما الحِجَارَةُ التي ليستْ بصُلْبة
والبُصْرَةُ بالضَّمِّ : الأرضُ الحَمْرَاءُ الطَّيِّبَةُ . وأرضٌ بَصِرَةٌ إذا كانت فيها حِجَارَةٌ تَقْطَعُ حَوافِرَ الدّاوبِّ . وقال ابن سِيدَه : والبُصْرُ : الأرضُ الطَّيِّبَةُ الحمراءُ والبَصْرَةُ مُثَلَّثاً : أرضٌ حِجَارَتُها جِصُّ قال : وبها سُمِّيَتِ البَصْرَةُ
البُصْرَةُ : الأثَرُ القَلِيلُ من اللَّبَنِ يُبْصِرُه النّاظِرُ إليه ومنه حديثُ عليٍّ رضِيَ الله عنه : " فأَرْسلتُ إليه شاةً فرأى فيها بُصْرَةً مِن لَبَنٍ " . وبُصْرَى كحُبْلى : د بالشَّام بين دِمَشْقَ والمَدِينَةِ أولُ بلادِ الشّام فُتُوحاً سنةَ ثلاثَ عشرةَ وحَقَّقَ شُرّاحُ الشِّفَاءِ أنَّهَا حَوْرَانُ أو قَيْسَاِريّةُ قال الشاعر :
ولو أُعْطِيتُ مَنْ ببلادِ بُصْرَى ... وقِنَّسْرِينَ مِن عَرَبٍ وعُجْمِ . ويُنْسَبُ إليها السُّيوفُ البُصْرِيَّةُ وأنشدَ الجوهريُّ للحُصَين بن الحُمَامِ المُرِّيّ :
صَفَائِحُ بُصْرَى أخْلَصَتْهَا قُيُونُهَا ... ومُطَّرِداً من نَسْجِ داوُودَ أُحْكِمَا . والنَّسبُ إليها بُصْريٌّ قال ابن دُرَيْدٍ : أَحْسَبُه دَخيلاً
بُصْرَى : ة ببغدادَ ذَكَرَهَا ياقوت في المُعْجَم وهي قُرْبَ عُكْبَرَاءَ منها : أبو الحَسَن محمّدُ بنُ محمّد بن أحمدَ بن محمّد بن خَلَفٍ الشاعرُ البُصْرَويُّ سَكَنَ بغداد وقَرَأَ الكلامَ على الشَّريف المُرْتَضَى وكان مَليحَ العارضَة سَريعَ الجَوضاب تُوُفِّيَ سَنة 443
ومنها أيضاً : القاضي صدرُ الدِّينِ إبراهيمُ بنُ أحمد بن عُقْبَةَ بن هِبَةِ اللهَ البُصْرَوِيُّ الحَنَفِيُّ مات بدمشقَ سنةَ 669 . والعَلاَّمة أبو محمّدٍ رَشِيدُ الدِّينِ سعيدُ بنُ عليِّ بنِ سَعِيدٍ البُصْرَويُّ كَتَبَ عنه ابنُ الخَبّازِ والبِزْرالِيّ . وبُوصِيرُ : أربعُ قُرىً بمصر ويقالُ بزيادةِ الألِفِ بناءً على أنه مركَّبٌ مِن أبو وصِير وهُنَّ : أبُو صِير السِّدْر بالجِيزَة وأبُو صِير الغَرْبِيَّة وتذكر مع بَنَا وهي مدينةٌ قديمةٌ عامرةٌ على بحرِ النِّيل بينها وبين سَمنّودَ مسافةٌ يسيرةٌ وقد دَخَلتُهَا وسمِعْتُ بجامعها الحديثَ على عالِمها المُعَمَّرِ البُرْهَانِ إبراهِيمَ بن أحمدَ بنِ عَطَاءِ الله الشافِعِيِّ رَوَى عن أبيه وعن المحدِّث المعمَّر البُرْهَانِ إبراهِيمَ بن يوسفَ بنِ محمَّدٍ الطَّوِيلِ الخَزْرَجِيِّ الأَبُوصِيرِيِّ وغيرِهما وأبُو صِير : قريةٌ بصَعِيدِ مصرَ منها أبو حَفْصٍ عُمرُ بنُ أحمدَ بنِ محمّدِ بنِ عيسى الفَقِيهُ المالِكِيُّ والإمامُ شَرفُ الدِّينِ أبو عبد اللهِ محمّدُ بنُ سَعيدِ بنِ حمّادِ بنِ مُحْسِنِ بنِ عبد الله الصِّنْهَاجِيُّ قيل أحدُ أبَويْه مِن دَلاَص والآخَرُ من أبُو صِير فركَّب لنفسِه منها نِسْبَةً فقال : الدَّلاَصِيريّ لكنه لم يشتهر إلاّ بالأَبُوصِيريِّ وهو صاحبُ البُرْدَةِ الشَّرِيفَةِ تُوفِّيَ بالقاهرة سنة 695 . وأبُو صِير أيضاً : قريةٌ كبيرةٌ بالفَيُّوم عامرةٌبُوصِيرُ : نَبْتٌ يُتَدَاوَى به أجْودُه الذَّهبِيُّ الزِّهْرِ كذا في المِنْهَاجِ وذَكَر له خواصّ
والبصْرُ بفتح فسكونٍ : القَطْعُ . وقد بصرْتُه بالسَّيْفِ وهو مَجاز وفي الحديث : " فأُمِرَ به فَبُصِر رَأْسُه " أي قُطِعَ كالتَّبْصِيرِ يقال : بصَره وبَصَّرَه
البَصْرُ : أن تُضَمَّ حاشِيَتَا أدِيميْنِ يُخَاطانِ كما يُخَاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ . ويقال : رأيتُ عليه بَصِيرَةً أي شُقَّةً مُلَفَّقَةً وفي الصّحاح : والبصْرُ : أن يُضَمَّ أَدِيمٌ إلى أَدِيمٍ فيُخْرَزانِ كما يُخاطُ حاشِيتَا الثَّوْبِ فتُوضَعُ إحْدَاهما فوقَ الأُخْرَى وهو خِلافُ خِياطَةِ الثَّوْبِ قبلَ أن يُكَفَّ
البُصْرُ بالضَّمِّ : الجانبُ والناحِيَةُ مقلوبٌ عن الصُّبْرِ . البُصْرُ : حَرْفُ كلِّ شيْءٍ
البُصْرُ : القُطْنُ ومنه البَصيرة : لشُقَّةٍ من القُطْنِ . البُصْرُ : القِشْرُ
البُصْرُ : الجِلْدُ وقد غَلَبَ على جِلْدِ الوجْهِ ويقال : إنّ فلاناً لَمَعْضُوبُ البُصْرِ إذا أصابَ جِلْدَه عُضَابٌ وهو داءٌ يَخْرجُ به . ويُفْتَحُ أي في الأخِير يقال : بُصْرُه وبَصْرُه أي جِلْدُه حَكاهما اللِّحْيَانِيُّ عن الكِسَائِيِّ
البُصْرُ : الحجَرُ الغَلِيظ ويُثَلَّثُ وقد سَبَقَ النَّقْلُ عن صاحبِ الجامعِ أن البُصْرَ مُثَلَّثاً : حجارةُ الأرضِ الغَليظةُ والتَّثْلِيثُ حَكاه القاضِي في المَشَارِق والفَيُّومِيُّ في المِصباح . وقيل : البَصْرُ والبِصْرُ والبَصْرَةُ : الحَجَرُ الأبيضُ الرِّخْوُ وقيل : هو الكَذّانُ فإذا جاءُوا بالهاء قالُوا : بَصْرَة لا غَير وجَمْعُها بِصَارٌ . وقال الفَرّاءُ : البِصْرُ والبَصْرَةُ : الحِجارةُ البَرّاقَةُ وأنْكَرَ الزَّجَاجُ فَتْحَ الباء مع الحذفِ كذا في المِصباح
بُصَرٌ كصُرَدٍ : ع قال الصَّغَانِيّ : البُصَر : جَرَعَاتٌ مِن أسْفَلِ أُودَ بأَعْلَى الشِّيحَةِ مِن بلاد الحَزْنِ . والبَاصَرُ بالفتح أي بفتح الصّادِ : القَتَبُ الصَّغِير المْسَتِدير مَثَّلَ به سِيبَوَيْهِ وفَسَّره السِّيرافيُّ عن ثَعْلَبٍ وهي البَوَاصرُ والباصُورُ : اللَّحْمُ سُمِّيَ به لأنه جَيِّدٌ للبَصَرِ يَزِيدُ فيه نقلَه الصّغَانِيُّ . ورَحْلٌ دُونَ القِطْعِ وهو عِيدَانٌ تُقَابَلُ شبيهَةٌ بأَقْتَابِ البُخْتِ نقلَه الصَّغانيّ
والمُبْصِرُ كمُحْسِنٍ : الوَسَطُ مِن الثَّوْبِ ومن المَنْطِقِ ومِن المَشْيِ
المُبْصِرُ : مَن عَلَّقَ على بابه بَصيرَةً للشُّقَّة مِن قُطْنٍ وغيره . ويقال أبْصَرَ إذا عَلَّقَ على باب رِحْلِه بَصِيرَةً . المُبْصِرُ : الأسَدُ يُبْصِرُ الفَرِيسَةَ مِن بُعْدٍ فيَقُصِدُها . وأبْصَرَ الرجلُ وبَصَّرَ تَبْصِيراً ككَوَّنَ تَكْوِيناً : أَتَى البَصْرَةَ والكُوفةَ وهما البَصْرتَانَ الأُولَى عن الصّغَانيّ
وأبو بَصْرَةَ بفتحٍ فسكونٍ : جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ وقيل : جَمِيلُ بنُ بَصْرَةَ الغِفَارِيُّ . وأبو بَصِيرٍ : عُقْبَةُ وفي بعض النُّسَخِ : عُتْبَةُ وهو الصَّوابُ وهو ابن أُسَيْدِ بنِ حارِثَةَ الثَّقَفِيُّ
وأبو بَصِيرَةَ الأنْصارِيُّ ذَكَره سيفٌ . صَحَابِيُّون وكذلك بَصْرَةُ بنُ أبي بَصْرَةَ هو وأَبوه صَحَابِيّانِ نَزَلا مِصْرَ . وعبدُ الله بنُ أبي بَصِيرٍ كأَمِير شيخٌ لأبي إسحاقَ السَّبْيعيِّ . ومَيْمُونٌ الكُرديُّ يُكْنَى أبا بَصِيرٍ . وبصيرٍ بن صابرٍ البُخَارِيُّ . وأبو بصيرٍ يحيى بنُ القاسِمِ الكُوفِيُّ من الشِّيعة . وأبو بَصيرٍ أعْشَى بَنِي قَيْس واسمُه مَيْمُونٌ . وقد استوفاهم الأمِيرُ فراجِعْه . والأَباصِرُ : ع كالأصافِرِ والأخامِرِ . والتَّبْصرُ في الشيْء : التَّأْمُّلُ والتَّعَرُّفُ . تقولُ : تَبَصَّرْ لي فلاناً
من المَجَاز : اسْتَبْصَرَ الطَّرِيقُ : استَبَانَ ووَضَحَ ويقال : هو مُسْتَبْصِرٌ في دِينه وعَمَله إذا كان ذا بَصِيرَةٍ . وفي حديث أُمِّ سَلَمَةَ : " أليسَ الطَّرِيقُ يَجمعُ التّاجِرَ وابنَ السَّبِيلِ والمُسْتَبْصِرَ والمَجْبُورَ : أي المُسْتَبيِنَ للشَّيْءِ أرادت أنّ تلك الرُّفْقَةَ قد جَمَعَتِ الأخيارَ والأشرارَوبَصَّرَه تَبْصِيراً : عَرَّفَه وأَوْضَحه وبَصَّرتُه به : عَلَّمتُه إيّاه . وتَبَصَّرَ في رأْيه واسْتَبْصَرَ : تَبَيَّنَ ما يَأْتِيه من خيرٍ وشرٍّ . وفي التَّنْزِيل العزيز : " وكانُوا مُسْتَبْصِرِينَ " أي أتَوْا ما أتَوُه وهم قد تَبَيَّنَ لهم أنّ عاقِبَتَه عذابُهم وقيل : أَي كانوا في دِينهم ذَوِي بَصَائِرَ وقيل : كانوا مُعْجَبِين بضَلالَتِهم
بَصَّرَ اللَّحْمَ تَبْصِيراً : قَطَعَ كلَّ مَفْصِلٍ وما فيه من اللَّحْم من البَصْرِ وهو القَطْعُ
بَصَّرَ الجَرْوُ تَبْصِيراً : فَتَحَ عَيْنَيْه عن اللَّيْث . بَصَّرَ رَأْسَه تَبْصِيراً : قَطَعَه كبَصَرَه
بِصَارٌ ككِتَاب : جَدُّ المعمَّرِ نَصْرِ بنِ دُهْمَانَ الأشْجَعِيِّ وهو بِصَارُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بكرِ بنِ أَشْجَعَ : بَطْنٌ ومِن وَلَدِه جارَيةُ بنُ حُمَيل بنِ نُشْبَةَ بنِ قُرْطِ بنِ مُرَّةَ بنِ نصرِ بن دُهْمَانَ بن بِصَارٍ شَهِدَ بَدْراً . وفِتْيَانُ بنُ سُبَيْعِ بنِ بَكْرٍ بطنٌ
في التَّنْزِيل العزيزِ : " قوله تعالَى : " والنَّهَارَ مُبْصِراً " : أي مُضيئاَ يُبْصَرُ فيه . ومن المَجاز قولُه تعالَى : " وَجَعَلْنا آيةَ النَّهَارِ مُبْصِرَةً " أي بَيِّنَةَ واضِحَةً وقولُه تعالَى : " وآتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ مُبْصِرَةً " أي آيَةً واضِحَةً قالَه الزَّجّاجُ . وقال الفَرّاءُ : جَعَلَ الفِعْلَ لها ومعنَى مُبْصِرَة مُضِيئَة وقال الزَّجّاج : ومَن قَرَأَ " مُبْصَرَةً " فالمعنى بَيَّنةٌ ومَن قرأ " مُبْصَرَةً فالمعنى مُبَيَّنَةٌ وقال الأخْفَشُ : : " مُبْصَرَة " أي مُبْصَراً بها وقال الأزهريُّ : والقَوْلُ ما قال الفَرّاءُ أراد آتَيْنَا ثَمُودَ النّاقَةَ آيَةً مُبْصِرَةً أي مُضِيئَةً . وفي الصّحاح : المُبْصِرةُ : المُضِيئةُ ومنه قولُه تعالَى : " فلَمَّا جاءَتْهم آياتُنا مُبْصِرَةً " . قال الأخْفَشُ : أي تُبْصِّرُهم تَبْصِيراً أي تَجْعَلُهم بُصَراءَ
ومّما يُسْتَدرَك عليه : البَصِيرُ وهو مِن أسماء اللهِ تعالَى وهو الذي يُشَاهِدُ الأشْيَاءَ كلَّها ظاهِرَها وخافِيهَا بغيرِ جارِحَةٍ والبَصَرُ في حَقِّه عبارةٌ عن الصِّفَةِ التي يَنْكَشِفُ بها كمالُ نُعُوتِ المُبْصَرَاتِ كذا في النِّهَايَة . وأبصَرَه إذا أَخْبَرَ بالذي وقَعَتْ عَينُه عليه عن سِيبَوَيْهِ . وتَبَصَّرْتُ الشَّيْءَ : شِبْهُ رَمَقْتُه . وعن ابن الأعرابِيّ : أبْصَرَ الرَّجلُ إذا خَرَجَ من الكُفْر إلى بَصِيرَةِ الإيمانِ وأنشدَ :
قَحْطَانُ تَضْرِبُ رَأْسَ كُلِّ مُتَوَّجٍ ... وعلى بَصَائِرِهَا وإنْ لم تُبْصِرِ . قال : بَصَائِرُها : إسلامُها وإن لم تُبْصِر في كُفْرها . ولَقَيَه بَصَراً محرَّكَةً أي حين تَبَاصَرَتِ الأعيانُ ورأَى بعضُهَا بعضاً وقيل : هو أوّلُ الظَّلامِ إذا بَقِيَ من الضَّوءِ قَدْرُ ما تَتَبَايَنُ به الأشباحث لا يُسْتَعْمل إلاّ ظَرْفاً . وفي الحديث : " كان يُصَلِّي بنا صلاةَ البَصَرِ حتَّى لو أنَّ إنساناً رَمَى بِنَبْلِه أبْصَرَهَا " . قيل : هي صلاةُ المَغْرِبِ وقيل : الفَجْر لأنهما يُؤَدِّيانِ وقد اختَلَط الظَّلامُ بالضِّياءِ
ومن المَجَاز : ويقال للفِراسَةِ الصّادِقَةِ : فِرَاسَةٌ ذاتُ بَصِيرَةٍ ومِن ذلك قولُهم : رأيتُ عليك ذاتَ البَصَائِرِ . والبَصِيرَةُ : الثَّباتُ في الدِّين . وقال ابن بُزُرْج : أَبْصِرْ إليًّ أي انْظُرء إليَّ وقيل : الْتَفِتْ إليَّ . وقول الشاعر :
قَرَنْتُ بِحَقْوَيْهِ ثَلاثاً فلم يَزِغْ ... عن القَصْد حتَّى بُصِّرَتْ بدِمَامِ . قال ابن سِيدَه : يجوزُ أن يكونَ معناه قُوِّيَتْ أي لمّا هَمَّ هذا الرِّيشُ بالزُّوال عن السَّهْمِ لِكَثْرَةِ الرَّمْيِ به أَلْزَقَه بالغِرَاء فثَبَتَ
والباصِرُ : المُلَفِّقُ بين شُقَّتَيْنِ أو خِرْقَتَيْن . وقال الجوهَرِيُّ في تفسير البيتِ : يَعنِي طَلَي رِيشَ السَّهْمِ بالبَصْيرَةِ وهي الدَّمُ . وقال تَوْبَةُ :
وأُشْرِفُ بالقَوْزِ اليَفَاعِ لَعَلَّنِي ... أَرَى نارَ لَيْلَى أو يَرَانِي بَصيرُهَا . قال ابن سِيدَه : يَعْنِي كَلْبَهَا لأَنَّ الكَلْبَ مِن أَحَدِّ العُيُونِ بَصَراً
وبُصْرُ الكَمْأَةِ وَبَصَرُهَا : حُمْرَتُها قال :" ونَفَّضَ الكَمْءَ فأَبْدَى بَصَرَهْ . وبُصْرُ السَّمَاءِ وبُصْرُ الأرضِ : غِلَظُهما وبُصْرُ كلِّ شيْءٍ : غِلَظُه . وفي حديث ابن مَسْعُود : " بُصْرُ كلِّ سماءٍ مَسِيرَةُ خَمْسِمائِةِ عامٍ " يُرِيدُ غلَظَها وسَمْكَهَا وهو بضمِّ الباءِ . وفي الحديث أيضاً : " بُصْرُ جِلْدِ الكافرِ في النَّارِ أربعونَ ذِراعاً " . وثَوْبٌ جَيِّدُ البُصْرِ : قَوِيٌّ وَثِيجٌ
والبَصْرَةُ : الطِّيْنُ العَلِكُ قيل : وبه سُمِّيَتِ البَصْرَةُ . قاله عِياضٌ في المَشارِق . وقال اللِّحْيانِيُّ : البَصْرُ : الطِّيْنُ المَلِكُ الجَيِّدُ الذي فيه حَصىً . والبَصِيرَةُ : ما لَزِقَ بالأرض من الجَسَدِ وقيل : هو قَدْرُ فِرْسِنِ البَعِيرِ منه . والبَصِيرَةُ : الثَّأْرُ وقال الشّاعر :
راحُوا بَصائِرُهُم على أكْتَافِهمْ ... وَبَصِيرِتِي يَعْدُو بها عَتَدٌ وَأَي . يعني تَرَكُوا دَمَ أَبِيهِم خَلْفَهم ولم يَثْأرُوا به وطَلَبْتُه أنا وفي الصّحاح : وأنا طَلَبْتُ ثَأْرِي وقال ابن الأعرابيِّ : البَصِيرَةُ : الدِّيَةُ والبَصَائِرُ : الدِّياتُ قال : أخَذُوا الدِّيَاتِ فصارتْ عاراً وبَصِيرَتِي أي ثَأْرِي قد حَملتُه على فَرَسِي لأُطَالِبَ به فبيني وبينهم فَرْقٌ
وأبو بَصِيرٍ : الأعْشَى على التَّطَيُّر . ومن المَجَاز : ورَتَّبْتُ في بُستَانِي مُبْصِراً أي ناظِراً وهو الحافظُ . ورأيْتُ باصِراً أي أمْراً مُفْزِّعاً . ورأَيتُه بين سَمْعِ الأرضِ وبَصَرِها أي بأرضٍ خلاءٍ ما يُبْصِرُنِي ويَسْمَعُ بي إلاّ هي . وَبَصِيرُ الجَيْدُور : مِن نَوَاحِي دِمشقَ
وبَصِيرٌ : جَدُّ أبي كاملٍ أحمد بنِ محمّد بنِ عليِّ بنِ محمّد بنِ بَصِيرٍ البُخَاريّ البَصيرِيّ
وبُوصَرا بالضَّمّ وةفتح الصاد : قريةٌ ببغدادَ منها أبو عليٍّ الحسنُ بنُ الفَضْلِ بن السَّمْح الزَّعْفَرَانِيُّ الُبوصَرِيُّ رَوَى عنه الباغنديُّ توفي سنة 280
وبَصْرُ بنُ زمان بنِ خُزَيمةَ بنِ نَهْد بنِ زيدِ بنِ لَيْثِ بن أسلم هكذا ضَبَطَه أبو عليٍّّ التَّنُوخيُّ في نَسَب تَنُوخَ قال : وبعضُ النُّسّاب يقول : نَصْر بالنُّونِ وسكونِ الصاد المهملَةِ قال الخطيبُ : ومِن وَلَده أبو جعفرٍ النُّفَيْلِيُّ المحدِّث واسمُه عبدُ اللهِ بنُ محمّدِ بنِ عليِّ بنِ نُفَيْلِ بنِ زراعِ بنِ عبد اللهِ بنِ قيسِ بنِ عصمِ بنِ كُوزِ بنِ هلالِ بنِ عصمةَ بنِ بَصْرٍ
الصِّرَّةُ بالكسر : شِدَّةُ البرْدِ حكاها الزَّجّاجُ في تفسيرِه أو البَرْدُ عامَّةً حُكيتْ هذه عن ثعْلبٍ كالصِّرِّ فيهما بالكسر أيضاً . وقال اللَّيثُ : الصِّرُّ : البَرْدُ الذي يضْرِبُ النباتَ ويَحُسُّه وفي الحديث " أنّه نَهَى عمّا قَتَله الصِّرُّ من الجَرادَ " أي البَرْد . قال الزَّجّاجُ : الصَّرَّةُ : أشَدُّ الصِّياحِ يكونُ في الطّائِرِ والإنسانِ وغيرهما وبه فُسِّر قوله تعالى " فأقْبَلَتِ امْرَأتُه في صَرَّةٍ " ويقال جاءَ في صَرَّةٍ وجاءَ يصْطَرُّ أي في ضَجَّة وصَيْحَةٍ وجَلَبَةٍ
والصَّرَّةُ بالفتح : الشِّدَّةُ من الكَرْبِ والحَرْبِ والحَرِّ وغيرها ولا يَخْفي ما بين الحَرْبِ والحَرِّ من الجِنَاس المُذَيَّلِ . وصَرةُ القَيْظِ : شِدتهُ وشِدةُ حَرِّه وقد فُسِّرَ قولُ امريءِ القَيْسِ :
فأَلْحَفَهُ بالهادِياتِ ودُونه ... جَواحِرُها في صَرَّةٍ لم تَزَيَّلِ
بالشدَّةِ من الكَرْبِ . الصَّرَّةُ : العَطْفَةُ . الصَّرَّةُ : الجَمَاعةُ وبه فَسَّرَ بعضٌ قولَ امريءِ القيسِ المُتَقَدَّمَ أي في جَماعةٍ لم تتَفَرَّق . الصَّرَّةُ : تَقْطِيبُ الوَجْهِ من الكَرَاهةِ . الصَّرَّةُ : الشاةُ المُصَرّاةُ وسيأتي معنى المُصراة قريباً . الصَّرَّةُ : خَرَزَةٌ للتَّأخِيذِ يُؤْخِّذُ بها النّسَاءُ الرِّجالَ . هذه عن اللحيانيّ . الصُّرَّةُ بالضَّمِّ : شَرْجُ الدراهمِ ونَحْوِها كالدَّنانِير معروفَةٌ وقد صَرَّها صَراًّ . وصَرَرْتُ الصُّرةَ : شَدَدْتُهَا . ورِيحٌ صِرٌّ بالكسر وصَرْصَرٌ إذا كانت شَديِدَة الصَّوْتِ أو شَدِيدَةَ البَرْدِ . قال الزَّجّاجُ : وصَرْصَرٌ متكررٌ فيها الرّاءُ كما يُقالُ : قَلْقَلْتُ الشيْءَ وأقْلَلْتُه إذا رَفَعْتَه من مَكانه وليس فيه دَليلُ تَكْرِيرٍ وكذلك صَرْصَرٌ وصِرٌ وصَلْصَلٌ وصِلٌّ إذا سَمِعْتَ صَوتَ الصّرِيرِ غير مُكَرَّر قلت : صَرَّ وصَلَّ فإذا أَرَدْتَ أن الصوتَ تكرر قُلْتَ : قد صَلصَلَ وصَرْصَرَ . وقال الأَزْهَرِيّ : " بِريح صَرْصَرٍ " أي شديدة البَرْدِ جِداً . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : ريحٌ صَرْصَرٌ فيه قولان : يقال : أَصْلُهَا صَرَّرٌ من الصِّرّ وهو البَرْدُ فأَبْدَلُوا مكانَ الراءِ الوُسطى فاءَ الفعل كما قالوا تَجَفْجَفَ الثوبُ وكُبْكُبِوا وأصله تَجَفَّفَ وكُبِّبُوا . ويقال : هو من صَريرِ البابِ ومن الصَّرَّةِ وهي الضجة قال عز وجَل " فأَقْبَلَت امرَأَتُهُ في صَرَّةٍ " قال المفسرون : في ضَجَّةٍ وصَيْحَةٍ . وقال ابنُ الأنباريّ في قوله تعالى " كَمَثَلِ رِيحٍ فيهَا صِرٌّ " ثلاثة أقوال : أَحدها : فيها بَرْدٌ . والثاني فيها تَصْوِيتٌ وحَرَكة . وروى عن ابنِ عباس قولٌ آخر فيها صِرٌّ قال : فيها نارٌ . وصُرَّ النّبَاتُ بالضمِّ صَراًّ : أَصابهُ الصِّرُّ أي شِدة البَرْدِ . وصَرَّ كفَرَّ يَصِرُّ كيَفِرُّ صَراًّ بالفتح وصَرِيراً كأميرٍ : صَوتَ وصاحَ شَديداً أَي أَشَدَّ الصِّيَاحِ كصَرْصَرَ قال جَرِيرٌ يَرْثِي ابنه سَوَادَةَ :
قالُوا نَصِيبكَ من أجْرٍ فقُلتُ لَهُمْ ... من للعَرِينِ إِذا فَارقْتُ أشْبَالي
" فارَقْتَنيِ حينَ كَفَّ الدَّهْرُ من بَصَري
" وحينَ صِرتُ كعَطْمِ الرَّمَّةِ البَاليِ
ذاكُمْ سَوَادَةُ يَجْلُو مُقْلَتَيْ لَحمِ ... بازٍ يُصَرْصِرُ فوقَ المَرْقَبِ العالِي . قال ثعلب : قيل لامرأة : أَي النّسَاءِ أبْغَضُ إِليْكِ ؟ فقالتْ : التي إن صَخِبَتْ صَرْصَرَتْ . وصَرَّ الجُندَبُ يَصرُّ صَرِيراً وصَرَّ البابُ يَصِيرُّ وكُلُّ صَوتٍ شِبْه ذلك فهو صَرِيرٌ إذا امتدَّ فإذا كانَ فيه تخْفِيفٌ وتَرْجِيعٌ في إعادةٍ ضُوعِف كقولك : صَرْصَرَ الأخْطَبُ صَرْصَرَةً كأنهم قدَّرُوا في صوتِ الجُنْدُبِ المَدَّ وفي الصوتِ الأخْطَبِ التَّرْجيعَ فحَكَوْه على ذلك وكذلك الصَّقْرُ والبازِيّ . صَرَّ صِمَاخُه صَريراً : صاحَ من العَطشِ . وقال ابنُ السّكِّيت : صَرتْ أُذُنِي صَريراً إذا سَمِعْت لها دَوياًّ . وصَرَّ البابُ والقَلمُ صَريراً أي صَوَّتَ . وفي الأساس : صَرَّت الأُذنَ سُمِعَ لها طَنينٌ . وصَرَّ صَماخُة من الظَّمإ . وصَرَّ الناقةَ وصَرَّ بها يَصُّرها بالضمّ صَراً بالفَتْح : شَدَّ ضَرْعها بالصِّرَارِ فهي مَصْرُورةٌ ومُصَرَّرَةٌ وفي حديث مالكِ ابن نُوَيْرة حين جمَع بَنُو يَرْبوع صَدَقاتهم ليُوَجِّهُوا بها إلى أبي بكرٍ رضي الله عنه فمنَعهم من ذلك وقال :
وقُلْتُ خُذُوها هذهِ صَدَقاتُكُمْ ... مُصَرَّرَة أخْلافُها لم تُحَرَّدِ
سأجْعَلُ نفْسي دُونَ ما تَحْذَرُونه ... وأرْهَنُكُم يوماً بما قُلْتُه يديوصَرَّ الفرَسُ والحِمارُ بأذُنه يَصرُّ صَراً وصَرَّها وأصَرَّ بها : سَوَّاها ونَصَبَها للاسْتِماعِ كصَرَّرَها وقال ابن السِّكِّيتِ : يقالُ : صَرَّ الفَرَس أثذُنَيْهِ : ضَمَّهُما إلى رأسِه فإذا لم يُوقِعُوا قالُوا : أصَرَّ الفرسُ بالألف وذلك إذا جَمَعَ أذُنَيْه وعَزَمَ على الشَّدِّ . وقال غيرهُ : جاءَتِ الخَيْلُ مُصِرَّةً آذانها أَي مُحَدِّدَةً آذَانَها رافعةً لها وإنما تَصُرُّ آذانها إذا جَدَّتْ في السَّيْرِ . الصِّرَارُ ككَتابٍ : ما يُشَدُّبهِ الضَّرْعُ ج أَصِرَّةٌ وهو الخَيْطُ الذي تُشَدُّ به التَّوادِي على أَطْرافِ النَّاقَةِ وتُذَيَّرُ الأَطْباءُ بالبَعرِ الرَّطْبِ لئلاّ يُؤَثِّرَ الصِّرَارُ فيها . وقال الجَوهريّ : الصِّرَارُ : خَيْطٌ يُشدّ فوقَ الخِلْفِ لئلاّ يَرْضَعَها وَلدها وفي الحديث " لايَحِلُ لرَجُل يُؤمِنُ باللهِ واليومِ الآخرِ أَنْ يَحُلّ صِرارَ ناقةِ بِغَيْرِ إِذْنِ صاحِبِها فإنه خاتمُ أَهْلِها قال ابنُ الأثير : من عادَةِ العَرَبِ أن تَصُرَّ ضُروع الحَلُوباتِ إذا أَرْسلوها المَرعى سارحَةً ويُسمونَ ذلك الرَّبَاطَ صِراراً فإذا رَاحت عَشِياًّ حُلتْ تلكَ الأصِرَّةُ وحُلِبَتْ فهي مَصْرُورَةٌ ومُصَرَّرَةٌ قال وعلى هذا المعنى تأوّلُوا قولَ الشافِعيِّ فيما ذَهَب إليه في أمرِ المُصَرَّاةِ . وقال الشاعرُ :
إذَا اللَّقَاحُ غَدَتْ مُلقًي أصِرَّتُها ... ولا صَرِيمَ من الوِلدَ انِ مَصْبُوحُ الصِّرَارُ : ع بِقُرْبِ المَدينةِ . على ساكِنها أَفضلُ الصلاة والسلام وهو ماءٌ مُحْتَفَرٌ جاهليّ على سَمْتِ العِراقِ . وقيل : أُطُمٌ لبني الأشْهَلِ قلت : وإليه نُسب محمدُ بنُ عبدِ الله الصَّرَاريّ ويقال فيه : محمدُ بنُ إبراهيمَ الصِّرَارِيّ والأول أصحّ روى عن عَطاءٍ وعنه بكْرُ ابنُ مُضَرَ هكذا قاله أئمة الأنساب وقال الحافظُ بنُ حَجَر : إنما رَوىَ عن عَطَاءٍ بواسِطَةِ ابنِ أبي حُسينِ . قلْت : وابنُ أَبي حُسين هذا هو عبدُ الله بنُ عبدِ الرّحمنِ بنِ أبي حُسين رَوَى عن عَطَاءٍ . والمُصَرَّاةُ : المُحَفَّلَةُ على تحويل التضعيف . أو هي مِنْ صَريَّ يُصري . تصريةً فحملّ ذِكرهِ المعتل . وناقةٌ مُصِرَّةٌ : لا تدشرّ قال أُسامةُ الهُذليُّ :
أَقَرّتْ على حُول عَسُوسٌ مُصِرةٌ ... ورَاهَقَ أَخلافَ السَّدِيسِ بُزُولهُا والصَّرَرُ محركةً : السُّنْبُلُ بعَما يُقصِّبُ وقبل أن يَظْهَر . هو السُّنْبُلُ ما لم يَخْرُجْ فيهِ القَمحُ قاله أبو حنيفة واحِدَته صَرَةٌ وقد خالفَ هنا قاعدَته وهي قولُه وهي بهاءٍ . وقد أَصرّ السُّنْبُلُ . وقال ابنُ شُمَيْل : أَصَرَّ الزَّرْعُ إِصْراراً إذا خَرَجَ أَطرافُ السَّفاءِ قبل أن يَخْلُصَ سُنْبُلُه فإذا خَلَصَ سُنْبُلُه قيل قد أَسْبَلَ وقال في مَوضعٍ آخرَ : يَكونُ الزَّرْعُ صَرَاً حينَ يَلْتَوِي الوَرَقُ ويَيْبَسُ طَرَفُ السُّنْبُلِ وإن لم يَخْرُجْ فيه القَمْحُ . وأَصَرَّ يَعدُو إذا أَسرعَ بعضَ الإِسْرَاعِ ورواه أبو عُبيْد : أضرَّ بالضاد وزعَم الطُّوِسي أنه تَصحيفٌ . أصَرَّ على الأَمْرِ : عَزَم ومنه يقال : هُو مِني صِري بالكسر وأَصِرَّي بفتح الهَمزة وكسر الصاد والراءِ وصِرَّي بكسر الصاد وفْتحِ الراءِ المشدَّدَةِ وأَصِرَّي بزيادة الهمزة وصُري بضَمّ الصاد وكسر الراءِ وصُرَّي بفتح الراءِ المشدّدَة أَي عَزيمةٌ وجدٌ . وقال أَبو زَيدْ : إنها منَّي لأصِريِّ أي لحقيقةٌ وأنشد أبو مالكٍ :
فدْ عَلِمتْ ذاتُ الثَّنايا الغُرِّ ... أَنّ النَّدَى من شِيمَتي أصِرِّيأي حقيقة . وقال أبو سَمال الأسديّ حين ضَلَّت ناقَتُه : اللهُمَّ إِنْ لم تَرُدَّهَا عليَّ فلمْ أصَلِّ لكَ صَلاةً . فَوَجَدَها عَنْ قَرِيبٍ فقال : علمَ اللهُ منِّي صِرّي أي عَزمٌ عليه . وقال ابنُ السِّكِّيتِ : إنها عَزيمةٌ مَحتومةٌ قال : وهي مُشْتَقَّةٌ من أَصْرَرْت على الشَّيْئِ إذا أَقمتَ ودُمتَ عليه ومنه قوله تعالى " ولَمْ يُصِرُّوا علَى ما فَعَلوا وَهمْ يَعملونَ " . وقال أبو الهيثمِ : أَصِرَّ أي اعزِمِي كأنه يُخاطبُ نَفْسَه من قولكَ : أَصَرَّ عَلَى فِعله يُصرُّ إصْراراً إذا عَزم عَلَى أن يَمضيَ فيه ولا يَرجع . وفي الصحاح : وقد يقال : كانت هذه الفَعْلةُ مِّني أَصِري أي عَزيمَةً ثم جُعلت الياءُ ألفاً كما قالوا : بأبي أنتَ وبِأبَا أَنتَ وكذلك صِري وصِرَّي وعلى أن يُحذف الألفُ من إصِري لا على أنها لغة صرَرْتُ على الشيءِ وأَصْرَرْتُ
وقال الفراءِ : الأَصلُ في قولهم : كانت مني صِري وأَصِريِّ أي أَمْرٌ فلما أرادوا أن يُغِّيروه عن مذهبِ الفعل حَوَّلُوا ياءَه ألفاً فقالوا : صِرَّي واَصِرَّي كما قالوا : نُهىَ عن قِيلَِ وقَالٍَ . وقال : أُخْجَتا من نية الفِعْل إلى الأسماءِ قال : وسمْتُ العَرَبَ تقُولُ : أَعْيَيْتَنِي من شُبَّ إلى دُبَّ ويُخْفَضُ فيقال : من شُبٍّ إلى دُبٍّ ومعناه : فعَل ذلك مُذْ كان صغيراً إلى أن دَبَّ كبيراً . وصَخْرَةٌ صَرَّاءُ : صَماءُ وفي اللسان : مَلْساءُ . وفي التكملة : وحجرٌ أَصَرَّ : صُلْبٌ . ورَجلٌ صَرُورٌ كصبُورٍ وصَرُورَةٌ بالهاءِ وصَرَارَةٌ كسَحابة وصَارُورَةٌ كقَارورَة وصَارُورٌ بغير هاءٍ وصَرُورِيّ وصارُورِيّ كلاهما بياءِ النسَب وصارُوراءُ كعاشوراءَ عن الكسائيّ نقله الصّاغانيّ . قال شيخنا : يُحلقُ بنظائرِ عاشُوراءَ التي أنكرَها ابنُ دُريدْ . انتهى والمعروف في الكلام رجُل صَرورٌ وصَرُورَةٌ : لم يَحُجَّ قَطُّ وأَصلُه من الصِّر : الحَبسْ والمَنع وقد قالوا : صَرُورِيٌَََّ وصارُورِيٌّ فإذا قلْت ذلك ثَنَّيْت وجَمَعت وأَنَّثْتَ . وقال ابنُ الأعرابيّ : كلُّ ذلك من أوله إلى آخره مثَنَّى مَجموعٌ كانت فيه ياءُ النَّسبِ أو لم تكن ج صَرَارةٌ وصَرَارٌ بالفتَتْح فيهما . الصّارُورَةُ والصارُورُ : هو الذي لم يَتَزوَّجْ للوَاحِدِ والجَميِع . وكذلك المؤنّث . والصَّرُورةُ في شعرِ النَّبِغةِ : الذي لم يأتِ النّسَاءَ كأنه أَصرّ على ترْكِهِنَّ وفي الحديثِ " لا صَرُورَةَ في الإسلامِ " . وقال اللحيانيّ : رَجُلٌ صَرُورَةٌ ولا يُقال إلا بالهاءِ . وقال ابن جِني : رَجلٌ صَرُورَةٌ وامرأَةٌ صَرُورَةٌ ليست الهاءُ لتأنيثِ الموصوف بما هي فيه وإنما لحِقتَ لإعلامِ السامِعِ أنَّ هذا الموصوفَ بما هي فيه قد بلغَ الغايةَ والنهايةَ فجعلَ تأنيثُ الصِّفةِ أَمارةً لما أُرِيد من تأْنِيثِ الغَايَةِ والمُبَالَغَةِ . وقال الفراءُ عن بعضِ العَرَبِ : قال : رَأيتُ أقواماً صَرَاراً بالفَتْح واحدُهُم صَرَارَةٌ . وقال بعضُهُمْ : قومٌ صَوارِيرُ : جمْع صارُورَة قال : ومن قالَ : صَرُورِيّ وصارُورِيّ ثنى وجَمَعَ وأَنَّثَ . وفَسَّرَ أبو عُبيد قَوله عليه السلام " لا صَرُورَةَ في الإسلامِ " بأنه التَّبَتُّلُ وتَركُ النِّكَاحِ فجعله اسماً للحدثِ يقول : ليسَ يَنْبَغِي لأحد أن يقولَ : لا أتَزوَّجُ يقول : ليس هذا من أَخلاقِالمُسلمينَ وهذا فِعلُ الرُّهْبَانِ وهو معروفٌ في كلام العَرَبِ ومنه قولُ النابِغَةِ :
لو أنها عَرَتْ لأشْمطَ رَاهِبٍ ... عَبَدَ الإلهَ صَرُورَةٍ مُتَعَبِّدِ يعني الراهِبَ الذي قد تَرَكَ النساءَ . وقال ابنُ الأثيرِ في تفسيرِ هذا الحَديثِ : وقيل أرادَ : منَ قَتَلَ في الحَرَمِ قُتلَ ولا يُقبلُ منه أنْ يَقولَ : إني صَرُورَةٌ ما حججْت ولا عَرَفْتُ حُرْمَةَ الحَرَمِ : قال : وكان الرجلُ في الجاهليةِ إذا أَحْدثَ حَدَثاً ولجَأَ إلى الكَعْبَةِ لم يُهجْ فكان إذا لقيِه وَليُّ الدّمِ في الحرمِ قيل له : هو صَرُورَةٌ ولا تَهيِجْه . وحافِرٌ مَصْرُورٌة ومُصْطَرُّ متَقَبِّضٌ أو ضَيِّقٌ والأرَحٌ : العَريضُ وكلاهما عَيبٌ وأنشد :
" لارَححٌ فيه ولا اصْطَرِارُ وقال أبو عُبيد : اصطَرَّ الحافِرُ اصْطِراراً إذا كان فاحشِ الضَّيقِ وأنشدَ لأبي النَّجْمِ العِجليٍّ :بكلِّ وَأْبٍ للحصَى رَضّاحِ ... ليسَ بمُصْطرٍّ ولا فِرْشَاحِ أي بكُلِّ حافِرٍ وَأبٍ مُقَعَّبٍ يحفرُ الحَصَى لِقُوتِه ليس ضَيِّق وهو المُصْطُّر ولا بْفِرْشاحٍ وهو الواسِعُ الزائدُ على المعروفِ والصَّارَّةُ بتشديد الراءِ : الحاجَةُ قال أبو عُبَيْد : لنا قِبَلَهُ صَارَّةٌ أي حاجَةٌ . الصَّرَّةُ : العَطَشُ ج صَرَائِرُ نادِرٌ قال ذو الرُّمَّة :
فانصاعَتِ الحُقْبُ لمْ تَقْصَعْ صَرَائِرهَا ... وقد نَشَحْنَ فَلا رِيٌّ ولا هِيمُ قال ابنُ الأعرابيّ : صَرَّيَصِرُّ إذا عَطِش ويقال : قَصَعَ الحِمارُ صَارَّتَه إذا شَرِبَ الماءَ فَذَهَب عَطَشُه . جَمْعُ الصَّارَّة بمعنى الحَجَةِ صَوَارُّ قاله أبو عُبيْد ففي كلامِ المصَنّفِ لَفٌّ ونَشْرٌ غيرُ مُرتَّبٍ . وقيل : إِنّ الصَّرائرَ جمعُ صَرِيرَة وأما الصّترَّةُ فجمعه صَوارُّ لا غير . يقال : شرِبَ حتى مَلأَمَصَارَّهُ المَصَارُّ : الأمعاءُ حكاه أبو حنيفة عن ابن الأعرابي ولم يُفسره بأكْثرَ من ذلك . والصرَارَةُ بالفتح : نهرٌ يأْخذُ من الفُراتِ . والصَّرَارِيُّ : المَلاحُ قال القُطاميُّ :
في ذِي جُلُولٍ يُقضِّي المَوتَ صاحِبهُ ... أذَا الصَّرارِيُّ مِنْ أَهْوالهِ ارتَسَمَا جمع صَرَارِيون ولا يُكسرُ قال العَجَّاج :
" جَذْبُ الصَّرَارِيينَ بالكُرُورِ . ويقالُ للمَلاّحِ : الصَّاري مثل القَاضِي وسيُذْكَرُ في المعتلّ . قال ابنُ بَريّ : كان حَقٌ صَرَارِيّ أن يُذكَرَ في الفصل صَرَا المُعْتَل اللام لأن الواحدَ عندَهُم صارٍ وجمعهُ صُرَّاءٌ وجمع صُرّاءٍ صَرارِيُّ قال : وقد ذكرَ الجَوْهَريُّ في فصْلِ صَرَا أَنّ الصّاري : المَلاح وجمعه صُراءٌ قال ابنُ دُرَيْدٍ : ويقال للمَلاح : صارٍ والجمعُ صُراءٌ وكان أَبو عليٍّ يقول : صُراءٌ واحدٌ مثل حُسان للحَسَنِ وجمعه صَرَارِيُّ واحتجَّ بقولِ الفَرَزْدَقِ :
أَشارِبُ خَمْرَة وخَدينُ زِيرٍ ... وصُرّاءٌ لِفَسْوَتِه بُخارُ . قال : ولا حُجَّة لأبي عليّ في هذا البيت لأن صَرارِيّ الذي هو عِندَه جمعٌ بدليلِ قولِ المُسَيَّب بن عَلَس يَصفُ غائِصاً أَصاب دُرَّة وهو :
وترى الصَّرَارِي يَسْجُدُون لها ... ويَضُمُّهَا بيَدْيِه للنَّحْرِ وقد استعمله الفَرزْدَقُ للواحِدِ فقال :
ترَى الصَّرارِيَّ والأمواجُ تَضْرِبُه ... لو يَسْتَطِيعُ إلى بِّرَّيةٍ عَبَرَا . وكذلك قول خَلَفِ بنِ جَميل الطُّهَويّ : ترىَ الصَّرَارِيَّ في غبْراءَ مُظْلِمَةٍ تَعْلُهُ طَوراً ويَعلو فَوقَها تِيَرَا
قال : ولهذا السَّببِ جعل الجَوْهَرِيُّ الصَّرَارِيَّ واحداً لِماَ رآه في أَشعارِ العربِ يُخْبَرُ عنه كما يُخْبَرُ عن الواحد الذي هو الصّارِي فظنّ أَنَّ الياءَ فيه للنسبة كأنه منسوب إلى صَرَارٍ مثل حَواريّ منسوب إلى حَوَارٍ وحَوَاريُّ الرجلِ : خاصته وهو واحدٌ لا جمع ويدُلُّك على أَن الجوهريَّ لحَظَ هذا المعَنى كونُه جعلَه في فصل صرر فلو لم تكن الياءُ للنسبِ عندهَ لم يُدخِلْهُ في هذا الفصل . وصَرَّرت الناقَةُ : تقَدَّمَتْ عن أبي ليلى قال ذُو الرُّمَّةِ :
" إذا ما تَأَرَّتْنا المَرَاسِيلُ صَرَّرَتْأَبُوضُ النَّسَا قَوادَةٌ أيْنُقَ الرَّكْبِ . وصِرَّينُ بالكَسْر : د بالشامِ قاله الصاغانيّ وقال غيره : مَوضع ولم يُعَيَّنْه قال الأَخْطَلُ :
إِلى هاجسِ مِن آلِ ظَمْيَاءَ والَّتِي ... أَتَى دُونها بابٌ بصِرَّينَ مُقفْلُوالصِّرُّ بالكسر : طائِرٌ كالعُصْفُورِ في قدَّه أَصْفَرُ اللَّوْنِ سُميّ بصَوْتِه يقال : صَرَّ العُصْفُورُ يَصِرَّ إذا صاح وفي حديث جَعْفَر الصّادِقِ : " اطَّلَعَ عليَّ ابنُ الحُسَيْنِ وأَنا أَنتِفُ صِراً " قيل هو عُصْفُورٌ بعينه كما وَرَدَ التصريحُ به في روايةٍ أُخْرَى . والصُّرْصُورُ كعُصْفُورٍ : دُوَيْبَّةٌ تحْتَ الأَرضِ تِصرُّ أَيامَ الربيعِ كالصُّرْصُرِ والصَّرْصَرِ كهُدْهُدٍ وفَدْفَدٍ . الصُّرْصُورُ : العِظامُ من الإبِلِ كالصُّرْصُرِ والصَّرْصَرِ . الصُّرْصُورُ : البُخْتيُّ مِنْهَا . أو وَلَدُه والسِّينُ لغةُ . وقال ابنُ الأَعْرابِيّ : الصُّرْصُورُ : الفَحْلُ النَّجِيبُ من الأبلِ . الصَّرْصَرَان : إبلٌ نَبَطِيَّةٌ يقال لها : الصَّرْصَرَانِيَّاتُ . وفي الصحاح : الصَّرْصَرانيُّ : واحدُ الصَّرْصَرانِياتِ وهي الإبلُ التي بينَ البخاتِيِّ والعِرابِ أو هي الفَوَالِجُ . والصَّرْصَرانِيُّ والصَّرْصَرَانُ : ضَرْبٌ من سَمَك البحرِ أَمْلَسُ الجِلْدِ ضَخْمٌ وأنشد لرُؤَبَةَ :
" مَرْتٍ كظَهْرِ الصَّرْصَرانِ الأدْخَنِ . ودِرْهَمٌ صَرِّيٌّ بالفتح ويكسَرُ : له صَرِيرٌ وصوتٌ إذا نُقِرَ هكذا بالراءِ وفي بعض النسخ بالدال وكذلك الدَّينار وخصَّ بعضُهم به الجَحْدَ ولم يَستعمله فيماسواه . وقال ابنُ الأعرابيّ : ما لفلانٍ صِرٌّ أما عندَهُ دِرهمٌ ولا دِينمارٌ يقال ذلك في النَّفْي خاصة . وقال خالِدُ بنُ جَنبَةَ : يقال للدِّرْهَمِ صَرِّيُّ وما تركَ صَرِّيًّا إلاّ قبَضه . ولم يُثَنِّهِ ولم يَجْمَعْه . وصَرَّارُ اللَّيْل مُشَدَّدَةً ولو قال ككَتَّانٍ كان أَلْيَقَ : طُوَيْئِرٌ وهو الجُدْجُدُ ولو فَسَّرَه به كان أحسن وهو أَكبرُ من الجُنْدَبِ وبعض العربِ يُسميه الصَّدَى . والصَّرَاصِرَةُ : نَبَطُ الشّامِ . والصَّرْصَرُ كفَدْفَدِ : الدِّيكُ سُميَ به لِصياحه . الصَّرْصَرُ : قَرْيتانِ ببغَْدَادَ عُليَا وسُفْلَى وهي أي السُّفْلى أَعْظَمُهما وهي على فرسَخَينْ من بغدادَ منها أَبو القاسِمِ إسماعيلُ ابنُ الحَسَنِ بنِ عبدِ اللهِ بنِ الهَيثمِ بنِ هِشام الصَّرْصَرِيّ ثِقَةٌ عن المَحَامِليّ وابن عُقْدَةَ وعنه البرقانِيُّ . وصَرَرٌ محرَّكةً : حِصنٌ باليَمَنِ . قُرْبَ أَبْيَنَ . والأَصْرَارُ : قَبِيلَةٌ بها : أي باليمنِ ذكره الصاغانيّ . صَرَار كسَحَابٍ أو كِتَابٍ : وادٍ بالحِجَازِ وقال ابن الأثير : هي بِئْرٌ قديمة على ثلاثةِ أَميالٍ من المدينةِ من طريق العِراق . والصَّرِيرَةُ كسَفِينَةٍ : الدَّرَاهِمُ المَصْرُورَةُ يسمونها اليوم بالصّرِّ
والصُّوَيْرَّةُ كدُوَيْبَّة : الضَّيَّقُ الخُلُقِ والرَّأْيِ ذكره الصاغانيّ . وصَارَرْته على كذا من الأَمْر : أَكْرَهْتُه عليه . والصُّرّانُ بالضَّمّ : ما نَبَتَ بالجَلَدِ مُحَرَّكةً وهي الأَرضُ الصُّلْبَة مِن شَجَرِ العِلْكِ وغيرِه . والصَّارُّ : الشَّجَرُ المُلْتَفُّ الذي لا يَخْلُو أي لا تخلو أُصوله من الظِّلِّ لاشْتِباكِه . والصَّرُّ بالفَتح : الدَّلْوُ تَسْتَرْخِي فتُصَرُّ أي تُشَدُّ وتُسمعُ بالمِسْمَعِ وهو عُرْوَةُ في داخل الدَّلْو بإزائِهَا عُرْوَةٌ أُخرى أنشد ابنُ الأعرابي :
إنْ كانَتِ اماّ امّصَرَتْ فَصُرَّهَا ... إنّ امِّصَارَ الدَّلْوِ لا يَضُرُّهَايقال : امَّصَرَ الغَزْلُ إذا تَمَسَّخَ . قاله الصاغانيّ . ومما يستدرك عليه : المَصَرُّ بالفَتْح : الصُّرَّةُ . والصِّرُّ بالكسر : النارُ قاله ابنُ عباس . وجاءَ يَصْطَرُّ أي يَصْخَبُ . وصَرِيرُ القَلَمِ : صَوْتُه . واصْطَرَّت الساريةُ : صَوَّتَت وحَنت وهو في حديث حَنِين الجِذْعِ . وصَرَّيَصُرّ إذا جَمَع عن ابن الأعرابيّ ورجُلٌ صَارٌّ بين عَيْنَيْه : متَقَبِّضٌ جامِعٌ بينهما كما يَفْعَلُ الحَزِينُ . وفي الحديث : " أَخْرِجَا ما تُصَرَّرَانه من الكَلامِ " أي ما تُجَعَّانِه في صُدًورِكما . وكلُّ شَيْءٍ جَمَعْتَه فقد صَرَرْتَه ومنه قيل للأسِيرِ : مَصْرُورٌ لأنه يَديه جُمعتا إلى عُنُقه . وأَصرَّ على الذَّنْبِ : لم يُقْلِعْ عنه وفي الحديثِ : " وَيْلٌ للمُصِرِّينَ " الذِين يُصِرُّونَ على مَا فَعَلوه وهم يَعْلَمُون . والإِصْرارُ على الشيْءٍ : المُلازَمَةُ والمُدَاوَمَةُ والثَّبَاتُ عليه وأَكثَرُ ما يُسْتَعْمَل في الشَّرِّ والذُّنُوبِ . وصَرَّ فلانٌ علىَّ الطَّرِيقَ فلا أَجِدُ مَسْلَكاً . وصَرَّتْ علىَّ هذهِ البلدةُ وهذه الخُطَّة فلا أَجِدُ منها مَخلَصاً . وجَعَلْتُ دونَ فُلانٍ صِراَراً : سَداًّ وحاجِزاً فلا يَصِلُ إِلىَّ . وامرأَةٌ مُصْطَرَّةُ الحَقْوَيْنِ . والصِّرَارُ : الأمَاكِنُ المرتفعة لا يَعْلُوها الماءُ . وصِرَارٌ : اسمُ جَبَل وقال جَرِيرٌ :
إنَّ الفَرَزْدَقَ لا يُزايلُ لُؤْمَه ... حتى يَزوُلَ عن الطَّريقِ صِراَرُ ويقال للسَّفِينَةِ : قُرْقُورٌ وصُرْصُورٌ وصَرْصَرٌ : اسمُ نَهرٍ بالعِراقِ . وفي التهذيب من النّوادِرِ : وصَرْصَرْتُ المَالَ صَرْصَرَىةً إذا جَمَعْتَه ورَدَدْتَ أَطرافَ ما انتَشَرَ منه وكذلك كَمْهَلْتُه وحَبْكَرْتُه ودَبْكَلْتُه وزَمْرَمْتُه وكَبْكَبْتُه . ويقال لمن وَقعَ في أمرٍ لا يَقْوَى عليه : صَرَّ عليه الغَزْوُ اسْتَهُ . ومن أمثالهم : عَلِقَتْ مَعالِقَها وصَرَّ الجُنْدُبُ . وقد أَشار له المصنّف في علق . وأحاله على الراءِ ولم يَذكره كما تَرَى وسيأتي شرْحُه هناك