عالَ في الحُكْمِ : جارَ ومالَ عن الحقِّ . عالَ الميزانُ : نقَصَ وجارَ أَو زادَ أَو ارتفعَ أَحدُ طرفيه عن الآخرِ أَو مالَ وهذا عن اللِّحيانِيّ قال :
إنّا تَبِعنا رسولَ الله واطَّرَحوا ... قولَ الرَّسولِ وعالوا في المَوازينِ ومنه قولُ عثمان رضي الله تعالى عنه كتبَ إلى أَهل الكُوفةِ : لسْتُ بمِيزانٍ لا أَعُولُ . أَي لا أَميلُ عن الاستواءِ والاعتدالِ وبه فَسَّرَ أَكثَرُهم قولَه تعالى : " ذلكَ أَدْنى أَن لا تعولُوا " أَي ذلكَ أَقربُ أَن لا تَجوروا وتَميلوا . يَعولُ عَوْلاً ويَعيلُ عَيْلاً فهو عائلٌ . وعالَ أَمرُهُم : اشْتَدَّ وتَفاقَمَ يُقال : أمْرٌ عالٍ وعائلٌ : أَي مُتفاقِمٌ على القلبِ وقولُ أَبي ذُؤَيْبٍ :
فذلكَ أَعلى منكِ فَقداً لأَنَّه ... كريمُ وبَطني لِلكرامِ بَعيجُ إنَّما أَرادَ أَعْوَلَ أَي أَشَدَّ فقلَبَ فوزْنُه على هذا أَفْلَع . عالَ الشيءُ فلاناً يَعولُه عَولاً : غلبَه وثَقُلَ عليه وأَهمَّه قاله الفَرّاءُ ومنه قراءَةُ ابنِ مَسعودٍ : " ولا يَعُلْ أَنْ يأْتِيَنِي بهَمْ جَميعاً " مَعناهُ : لا يَشُقُّ عليه ذلك ويقال : لا يَعُلْنِي أَي لا يَغلِبُني وقالت الخَنساءُ :
ويَكفي العشيرَةَ ما عالَها ... وإن كانَ أَصغرَهُم مَولِدا
عالَت الفريضَةُ في الحساب تَعولُ عَولاً : زادَتْ قال اللِّحيانِيُّ : ارتفَعَتْ زادَ الجَوْهَرِيُّ : وهو أَن تَزيدَ سِهاماً فيدخُلَ النُّقصانُ على أَهل الفَرائضِ قال أَبو عُبَيدٍ : أَظُنُّه مأْخوذاً من المَيْلِ وذلكَ أَنَّ الفريضَةَ إذا عالَتْ فهي تَميلُ على أَهل الفريضَةِ جميعاً فتَنقُصُهُم ومنه حديثُ مريمَ : وعالَ قلَمُ زَكَرِّيّا أَي ارتفَعَ على الماءِ . وعُلْتُها أَنا وأَعَلْتُها بمَعنىً يَتَعدَّى ولا يَتَعَدَّى كما في الصحاحِ وروى الأَزْهَرِيُّ عن المُفَضَّلِ أَنَّه أُتِيَ في ابنَتَيْنِ وأَبَوينِ وامرأَةٍ فقال : صارَ ثمنُها تُسْعاً قال أَبو عُبيدٍ : أَرادَ أَنَّ السِّهامَ عالتْ حتّى صارَ للمرأَةِ التُّسْعُ ولها في الأَصلِ الثُّمُنُ وذلكَ أَنَّ الفريضةَ لو لم تَعُلْ كانت من أَربعَةٍ وعِشرينَ فلمّا عالت صارَت من سبعةٍ وعِشرينَ فللابْنَتَيْنِ الثُّلُثانِ سِتَّةَ عشَرَ سَهْماً وللأبوين السُّدُسانِ ثمانيةُ أَسهُمٍ وللمرأَة ثلاثَةٌ وهذه ثلاثةٌ من سبعةٍ وعشرينَ وهو التُّسعُ وكان لها قبلَ العَولِ ثلاثَةٌ من أَربعةٍ وعشرينَ وهو الثُّمُنُ وهذه المسأَلَةُ تُسَمَّى المِنبَرِيَّةَ لأنَّ عَلِيّاً رضي الله تعالى عنه سُئلَ عنها وهو على المِنبَرِ فقال من غير رَوِيَّةٍ : صارَ ثُمُنُها تُسعاً لأَنَّ مجموعَ سِهامِها واحِدٌ وثُمُنُ واحِدٍ فأصلُها ثمانيةٌ والسِّهامُ تِسعَةٌ وقد مَرَّ ذِكرُها في : نبر . عالَ فُلانٌ عَوْلاً وعِيالَةً ككِتابَةٍ وعُؤولاً بالضَّمِّ كَثُرَ عِيالُهُ كأَعوَلَ وأَعْيَلَ على المُعاقَبَةِ وبه فُسِّرَ قولُه تعالى : " ذلكَ أَدْنَى أَنْ لا تَعولوا " أَي : أَدْنى لِئَلاّ يَكْثُرَ عِيالُكُم وهو قول عبد الرحمن بنِ زيد بن أَسلَمَ قال الأَزْهَرِيّ : وإلى هذا القولِ ذهبَ الشّافِعِيُّ قال : والمَعروفُ : عال الرَّجُلُ يَعولُ : إذا جارَ وأَعالَ يُعيلُ : إذا كثُرَ عِيالُه . وقال الكِسائيُّ : عالَ الرَّجُلُ يَعولُ : إذا افْتَقَرَ قال : ومن العربِ الفصحاءِ مَن يقولُ : عالَ يَعولُ : إذا كَثُرَ عِيالُه قال الأَزْهَرِيّ : وهذا يؤَيِّدُ ما ذهبَ إليه الشَّافعِيُّ في تفسير الآيةِ لأَنَّ الكِسائِيَّ لا يَحكي عن العَرَبِ إلاّ ما حفِظَهُ وضبطَه قالَ : وقولُ الشَّافعيِّ نفسِه حُجَّةٌ لأَنَّه رضي الله تعالى عنه عربيُّ اللِّسانِ فَصيحُ اللَّهْجَةِ قال : وقد اعْتَرَضَ عليه بعضُ المُتَحَذْلِقينَ فخَطَّأَهُ وقد عَجِلَ ولم يتثَبَّتْ فيما قال ولا يَجوزُ للحَضَرِيِّ أَنْ يَعْجَلَ إلى إنكارِ ما لا يَعرِفُه من لغاتِ العرب . وفي حديث القاسمِ بنِ مُخَيْمِرَةَ : إنَّه دخلَ بها وأَعولَتْ أَي ولَدَتْ أَولاداً قال ابنُ الأَثيرِ : الأَصْلُ فيه أَعْيَلَتْ أَي صارَتْ ذات عِيالٍ وعزا هذا القولَ إلى الهَرَوِيِّ وقال : قال الزَّمخشريُّ : الأَصلُ فيه الواوُ يقالُ : أَعالَ وأَعْوَلَ : إذا كثُرَ عِيالُه فأمّا أَعْيَلَتْ فإنَّه في بنائه مَنظورٌ إلى لفظِ عِيالٍ لا أَصْلِه كقَولِهم : أَقيالٌ وأَعيادٌ . وتقول العربُ : مالَه عالَ ومالَ فعالَ : كَثُرَ عيالُهُ ومالَ : جارَ في حُكمِهِ . وعالَ عِيالَهُ عَوْلاً وعُؤُولاً كقُعودٍ وعِيالَةً بالكَسر : كفاهُم مَعاشَهُم قاله الأَصمعيُّ قال غيرُه : مانَهُم وقاتَهُم وأَنفقَ عليهِم ويُقال : عُلْتُه شَهراً : إذا كفَيْتَهُ مَعاشَهُ وقيل : إذا قامَ بما يحتاجون إليه من قُوتٍ وكِسوَةٍ وغيرِهما وفي الحديثِ : كانت له جارِيَةٌ فعالَها وعلَّمَها أَي أَنفَقَ عليها وفي آخَر : وابْدأْ بِمَنْ تَعولُ أَي بِمَنْ تَمُونُ وتلزَمُكَ نفقَتُهُ في عيالِكَ فإنْ فَضَلَ شيءٌ فليَكُن للأجانبِ وقال الكُمَيْتُ :
كما خامَرَتْ في حِضْنِها أُمُّ عامِرٍ ... لَدَى الحَبْلِ حتّى عالَ أَوْسٌ عِيالَها ويُروَى غالَ بالغَينِ وقال أُمَيَّةُ :
غَذَوْتُكَ مَولوداً وعُلْتُكَ يافِعاً ... تُعَلُّ بِما أَجني عَلَيْكَ وتَنْهَلُكأَعالَهُمْ وعَيَّلَهُمْ . وأَعوَلَ الرَّجُلُ : رفعَ صوتَه بالبُكاءِ والصِّياحِ كعَوَّلَ تَعويلاً قاله شَمِرٌ . والاسمُ العَوْلُ والعَوْلَةُ والعَويلُ وقد تكونُ العَوْلَةُ : حرارَةَ وَجْدِ الحَزينِ والمُحِبِّ من غيرِ نِداءٍ ولا بُكاءٍ قال مُلَيْحٌ الهُذَلِيُّ :
فكَيْفَ تَسْلُبُنا لَيلى وتَكْنُدُنا ... وقد تُمَنَّحُ منكَ العَوْلَةُ الكُنُدُ وقد يكونُ العَويلُ صَوتاً من غير بكاءٍ ومنه قولُ أَبي زُبَيدٍ :
" لِلصَّدْرِ منه عَويلٌ فيه حَشْرَجَةٌ أَي زئيرٌ كأَنَّه يَشتَكي صدرَهُ وفي حديثِ شُعبَةَ : كانَ إذا سمِعَ الحديثَ أَخَذَهُ العَويلُ والزَّويلُ حتّى يحفظَه وأَنشدَ ثعلبٌ لعُبيدِ الله بنِ عبد الله بنِ عُتبةَ :
زَعُمَتْ فإنْ تَلحَقْ فَضِنٌّ مُبَرِّزٌ ... جَوادٌ وإنْ تُسْبَقْ فنفسَكَ أَعْوِلِ أَرادَ فعلى نفسِكَ أَعوِلْ فحذَفَ وأَوصَلَ . قال أَبو زيدٍ : يُقال : أَعولَ عليه إذا أَدَلَّ عليه دالَّةً وحَمَلَ عليه كعَوَّلَ يقال : عَوِّلْ عَلَيَّ بما شئتَ أَي اسْتَعِنْ بي كأَنَّه يقول : احْمِلْ علَيَّ ما أَحْبَبْتَ . قال أَبو زيدٍ أَيضاً : أَعوَلَ فلانٌ : إذا حَرَصَ كأَعالَ وأَعيَلَ فهو مُعوِلٌ ومُعِيلٌ وبه فَسَّرَ بعضُهُم قولَ أَبي كَبيرٍ الهُذَلِيِّ :
فأَتيْتُ بيتاً غيرَ بيتِ سَناخَةٍ ... وازْدَرْتُ مُزْدارَ الكريمِ المُعْوِلِ أَعْوَلَتْ القوْسُ : صَوَّتَتْ كما في المُحكَم والعُبابِ وصحَّفَهُ بعضُهم فقال : الفَرَسُ ومثلُهُ وقع في نسخَةِ اللِّسانِ . وعِيلَ عَوْلُهُ : ثَكِلَتْهُ أُمُّه . عِيلَ صَبري غُلِبَ قال أَبو طالبٍ : ويكونُ بمعنى رُفِعَ وغُيِّرَ عمّا كان عليه من قولِهمْ : عالَت الفريضَةُ : إذا ارْتَفَعَتْ وفي حديثِ سَطْيحٍ : فلمّا عِيلَ صَبرُه أَي غُلِبَ فهو مَعُولٌ كمَقُولٍ قال الكُمَيْتُ :
وما أَنا في ائتِلافِ ابْنَي نِزارٍ ... بمَلبوسٍ عَلَيَّ ولا مَعُولِ أَي لستُ بمَغلوبِ الرأيِ وقولُ كُثَيِّرٍ :
وبالأَمسِ ما رَدُّوا لبَيْنٍ جِمالَهُمْ ... لَعَمري فَعيلَ الصَّبْرَ مَنْ يتَجَلَّدُ يَحتَمِلُ أَنْ يكونَ أَرادَ عيلَ على الصَّبرِ فحَذَفَ وعَدَّى ويحتملُ أَنْ يَجوزَ على قوله : عِيلَ الرَّجُلُ صبرَهُ قال ابنُ سِيدَه : ولم أَرَهُ لغيرِه كعالَ فيهِما يقال : عالَ عَوْلُهُ وعالَ صَبري الأَخيرُ نقله اللِّحيانِيُّ عن أَبي الجَرَّاحِ قال : فجاءَ به على فِعلِ الفاعِلِ . وعِيلَ ما هو عائلُه أَي غُلِبَ ما هو غالِبُه قال الجَوْهَرِيُّ : يُضرَبُ لِمَنْ يُعجَبُ من كلامِهِ ونَحوِهِ ونَصُّ الجَوْهَرِيِّ : أَو غير ذلك قال : وهو على مَذهبِ الدُّعاءِ قال النّمِرُ بنُ تَوْلَبٍ :
وأَحْبِبْ حَبيبَكَ حُبّاً رُوَيداً ... فليس يَعولُكَ أَنْ تَصرِما وقال ابنُ مُقبلٍ يصفُ فرَساً :
خَدَى مِثْلَ خَدْيِ الفالِجِيِّ يَنُوشُنِي ... بِسَدْوِ يدَيهِ عِيلَ ما هُوَ عائلُهْ وهو كقولِكَ للشيءِ يُعجِبُكَ : قاتلَه الله وأَخزاهُ اللهُ . والعَوْلُ : كلُّ ما عالَكَ من الأَمرِ أَي أَهمَّكَ كأَنَّه سُمِّيَ بالمَصدَرِ . العَوْلُ أَيضاً : المُستَعانُ به في المُهِمّاتِ . أَيضاً : قوتُ العِيالِ . وعوَّلَ عليهِ مُعَوَّلاً : اتَّكَلَ واعْتَمَدَ عن ثعلَبٍ وبه فسَّرَ قولَهُ :
" فهَلْ عِندَ رَسْمٍ دارِسٍ من مُعَوَّلِ على أَنَّه مَصدَرُ عوَّلَ أَي اتَّكَلَ كأَنَّه قال : إنَّما راحَتي في البُكاءِ فما مَعنى اتِّكالي في شِفاءِ غليلي على رسم دارِسٍ لا غَناءَ عندَهُ عنِّي ؟ فسبيلي أَنْ أُقْبِلَ على بُكائي وقيل : المُعَوَّلُ هنا : مَصدر عَوَّلْتُ بمعنى أَعْوَلْتُ أَي بكَيْتُ فيكونُ معناهُ : فهل عند رسمٍ دارِسٍ من إعوالٍ وبُكاءٍ . والاسمُ العِوَلُ كعِنَبٍ يُقال : هو عِوَلي أَي عُمدَتي قال تأَبَّطَ شَرّاً :
لكِنَّما عِوَلي إنْ كنتُ ذا عِوَلٍ ... على بَصيرٍ بكَسْبِ المَجْدِ سَبَّاقِقرأْتُ في شرحِ قصيدةِ : تأَبَّطَ شَرّاً للمُفضّلِ الضَّبِّيِّ ما نَصُّه : أَبو عِكرِمَةَ روى : عِوَلي بكسر العينِ في اللفظتينِ جميعاً وغيرُ أَبي عكرِمَةَ روى عَوَلي بفتح العينِ والواوِ جميعاً كلتا اللَّفظَتينِ رواهُما هكذا وهذه روايَةُ أَحمدَ بنِ عُبيدٍ جعلهما مَصدرَينِ ومن كسَرَهُما جعلَهما جمعَ عَوْلَةٍ كبَدْرَةٍ وبِدَرٍ يقول : لو أَنِّي بكَيْتُ على أحد بكيت على هذا الذي هذه صفتُه بَصير بِكَسْبِ المَجْدِ إلخ . وعَيِّلُكَ ككَيِّسٍ وعِيالُكَ مثل كتابٍ : مَنْ تَتَكَفَّلُ بهم وتَعولُهُم واوِيَّةٌ يائيَّةٌ ولذا أَعادَها المصنِّفُ في عيل أَيضاً وقال ابن برّيّ : العِيالُ ياؤُهُ مُنقلبةٌ عن واوٍ لأَنَّه من عالَهُم يَعولُهُمْ : إذا كفاهم مَعاشَهُم وكأَنَّه في الأَصل مَصدرٌ وُضِعَ على المَفعولِ ج : عالَةٌ عن كُراع قال ابنُ سيدَه : وعندي أَنَّه جمعُ عائلٍ على ما يكثُر في هذا النَّحْوِ وأَمّا فَيْعَلٌ فلا يُكَسَّرُ على فَعَلَةٍ البَتَّة وأَصلُ العَيِّلِ عَيْوِلٌ فأُدْغِمَ وفي حديث حنظَلَةَ الكاتبِ : فإذا رجَعْتُ إلى أَهلي دَنَتْ منّي المرأَةُ وعَيِّلٌ أَو عَيِّلانِ . وقد تقعُ على الجماعةِ ومنه الحديثُ : رَجُلٌ يُدْخِلُ على عَشَرَةِ عَيِّلٍ وعاءً مِنْ طَعامٍ يُريدُ على عشرة أَنْفُسٍ يَعولُهُم فقال : عَشَرَةَ عَيِّلٍ ولم يَقُل : عَيايِل . يُقال : نِسْوَةٌ عَيايِلُ ومنه حديثُ ذي الرُّمَّةِ ورُؤبَةَ في القَدَرِ : أَتُرَى اللهَ عَزَّ وجَلَّ قَدَّرَ على الذِّئْبِ أَنْ يأْكُلَ حَلوبَةَ عَيايِلَ عالَةٍ ضَرائِكَ . وعَيَّلَهُم : صَيَّرَهُم عِيالاً أَو أَهملَهُم قال :
" لقدْ عَيَّلَ الأَيتامَ طَعْنَةُ ناشِرَهْ والمِعْوَلُ كمِنبَرٍ : الحديدَةُ يُنقَرُ بها الجِبالُ وقال الجَوْهَرِيُّ : الفأْسُ العَظيمَةُ التي يُنقَرُ بها الصَّخْرُ والجَمْعُ مَعاوِلُ . والعالَةُ : النَّعامَةُ عن كراع فإمّا أَنْ يَعنِيَ بهِ هذا النَوعَ من الحيوانِ وإمّا أَن يعنِيَ به الظُّلَّةَ لأن النعامة أيضاً : الظلة وهو الصحيح . العالَةُ : شِبهُ الظُّلَّةِ يُستَتَرُ بها من المَطَرِ مُخفَّفَةَ اللامِ . قد عَوَّلَ تَعويلاً : اتَّخَذَها ونَصُّ الصحاحِ : تَقولُ منه : عَوَّلْتُ عالَةً : بنيْتُها قال عبدُ مَنافِ بنُ رِبْعٍ الهُذَلِيُّ :
" فالطَّعْنُ شَغْشَغَةٌ والضَّرْبُ هَيْقَعَةٌضَرْبَ المُعَوِّلِ تحتَ الدِّيمَةِ العَضَدا قال ابنُ بَرِّي : الصحيحُ أنّ البيتَ لساعِدةَ بنِ جُؤَيَّةَ الهُذَلِيِّ . قلتُ : وهكذا قرأتُه في ديوانِ شِعرِ الهُذَلِيِّينَ في قصيدةٍ لساعِدَة وقال شارِحُه السُّكَّريُّ : المُعَوِّل : الذي يبني العالَة وهو أن يقطعَ الشجرَ فيستَظِلَّ به من المطَر . عَوَّلَ عليه وبه : أي اسْتعانَ به . وعليه المُعَوَّل : أي المُتَّكَل . والاسمُ العِوَل كعِنَبٍ وقد مرَّ شاهدُه من قَوْلِ تأبَّطَ شَرَّاً . يقال : ما له كال ولا مال أي شيء يقال أيضاً : ماله عالَ ومالَ : دُعاءٌ عليه فعالَ أي كَثُرَ عِيالُه ومالَ : جارَ في حُكمِه . ويقال للعاثِر : عا لكَ عالِياً كقولِهم : لَعاً لكَ عالِياً يُدعى له بالإقالة وفي التهذيب : دعاءٌ له بأنْ يَنْتَعِشْ وأنشدَ ابْن الأَعْرابِيّ :
أخاكَ الذي إنْ زَلَّتِ النَّعلُ لم يَقُلْ ... تَعِسْتَ ولكن قالَ عا لكَ عالِيا والمَعاوِل والمَعاوِلَة : قبائلُ من الأَزْد والنِّسبةُ إليهم مَعْوَلِيٌّ بفتحِ الميم كذا قيَّدَه ابنُ السَّمْعانيِّ وبه جَزَمَ أبو عليٍّ الجيّانيُّ وقيَّدَه ابنُ نُقطةَ بالكَسْر وصوَّبَه ابنُ الأثير وهم بَنو مَعْوَلةَ بن شَمْسِ بنِ عَمْرِو بن غالبِ بن عثمانَ بن نَصْرِ بن زهرانَ بن كَعْبِ بن الحارثِ بن كَعْبِ بن عَبْد الله بن مالكِ بنِ نَصْرِ بنِ الأزْد منهم غَيْلانُ بنُ جَريرٍ المَعْوَليُّ البَصريُّ تابعيٌّ عن أنسٍ وعنه قَتادَةُ وشُعبَة ثقة . وقال الشاعرُ يصفُ حَماماً :
وإذا دَخَلْتَ سَمِعْتَ فيها رَنَّةً ... لَغَطَ المَعاوِلِ في بيوتِ هَدادِقال الجَوْهَرِيّ : مَعاوِلُ وهَدادٌ : حَيَّانِ من الأَزْد . وسَبْرَةُ بنُ العَوّال كشَدّادٍ : رجلٌ معروفٌ . وخارِجَةُ بنُ عَوّالٍ الرَّدْمانيُّ : شَهِدَ فَتْحَ مِصرَ مع عَبْد الله بن عمروٍ هكذا في النسخ والصوابُ مع عَمْرِو بنِ العاص كما هو نصُّ العُباب ومن مَوالي خارِجَةَ هذا يَزيدُ بن ثَوْرِ بن زيادِ بن ثُمامَة : من المُحدِّثين وبَنو رَدْمَان من رُعَيْن . في الصِّحاح : عَوْلَ : كَلِمَةٌ مثلُ وَيْبَ يقال : عَوْلَكَ : وَعَوْلَ زَيْدٍ وَعَوْلٌ لزَيدٍ قال شيخُنا : وهذا صريحٌ في أنّ عَوْلَ يُستعمَلُ بمعنى وَيْلَ مُطلَقاً على جهةِ الأصالَة والذي في شرحِ التَّسهيل لمُصنِّفِه أنّه لا يُستعملُ إلاّ تابعاً لوَيْلَ وصرَّحَ به غيرُه ووافَقَه أبو حيَّان وغيرُه من شُرّاحِ التسهيل وهو الذي اقتصرَ عليه الجَلالُ في هَمْعِ الهَوامِع انتهى . قلتُ : وهو نصُّ سيبويه في الكتاب قال : وقالوا : وَيْلَه وَعَوْلَه لا يُتكَلَّمُ به إلاّ مع وَيْلَه وقال الأَزْهَرِيّ : وأما قولُهم : وَيْلَه وَعَوْله فإنّ العَوْلَ والعَويلَ : البُكاء وقال أبو طالِبٍ : النَّصبُ في قولِهم : وَيْلَه وَعَوْلَه على الدُّعاءِ والذَّمِّ كما يقال : وَيْلاً له وتُراباً له . واعْتَوَل أي بَكى مثل : عَوَّلَ وأَعْوَلَ قال ذو الرُّمَّة :
له أَزْمَلٌ عند القِذافِ كأنَّه ... نَحيبُ الثَّكالى تارةً واعْتِوالُها وأعالَ الرجلُ : افْتقرَ وأيضاً : صارَ ذا عِيالٍ . وعُوالٌ كغُرابٍ : حَيٌّ من بَني عَبْد الله بن غَطَفَانَ قال الحُصَيْنُ بنُ الحُمامِ المُرِّيّ :
وجاءَتْ جِحاشٌ قَضُّها بقَضيضِها ... وَجَمْعُ عُوالٍ ما أدَقَّ وأَلأَما عُوالٌ : مَوْضِعان . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : العَواويل : جَمْعُ عِوّالٍ مصدر عَوَّل : إذا بكى وحذفَ الشاعرُ ياءَه ضرورةً فقال :
" تَسْمَعُ مِن شُذَّانِها عَواوِلا وفي الحديث : " المُعْوَلُ عليه يُعَذَّب " أي الذي يُبكى عليه من المَوتى ويُروى كمُحَمَّدٍ والمعنى واحدٌ . والمُعْوِل كمُحسِن : الذي يُعْوِلُ بدَلالَةٍ أو مَنْزِلةٍ وقيل : هو الذي يحملُ عليكَ بدالَّةٍ وبه فُسِّرَ قولُ أبي كبيرٍ الهُذَليِّ أيضاً . وقال يونُس : لا يَعُولُ على القصدِ أحَدٌ : أي لا يحتاج . والمُعَوَّل كمُحَمَّدٍ : المُستَغاث والمُعتمَد . وقد يُستعارُ العِيالُ للطَّيرِ والسِّباعِ وغيرِهما من البهائمِ قال الأعشى :
وكأنَّما تَبِعَ الصُّوارَ بشَخصِها ... فَتْخَاءُ تَرْزُقُ بالسُّلَيِّ عِيالَها وأنشدَ ثعلبٌ في صِفةِ ذِئبٍ وناقةٍ عَقَرَها له :
فَتَرَكْتُها لعِيالِه جَزَرَاً ... عَمْدَاً وعَلَّقَ رَحْلَها صَحْبِي ورجلٌ مُعيلٌ كمُحمَّدٍ ومُكْرِمٍ : ذو عِيالٍ قُلِبَت الواوُ ياءً للخِفّةِ وقول أُميّةَ ابن أبي الصَّلْت :
سَلَعٌ ما ومِثلُه عُشَرٌ مَّا ... عائِلٌ مَّا وعالَت البَيْقورا أي أنّ السنَةَ الجَدْبَةَ أَثْقَلتْ البقرَ بما حُمِّلَتْ من السَّلَع والعُشَر وقد ذُكِرَ في بقر . والعَويل : الضعيف وقد سمَّوْا حَبْلاً من حبالِ السفينةِ بذلك . والعَوالَة : الاحتِياجُ والتَّطَفُّل
البَعْلُ : الأرضُ المُرتفِعة التي لا تُمْطَرُ في السَّنَةِ إلاَّ مَرَّةً واحِدةً قال سَلامَةُ بن جَنْدَل :
إذا ما عَلَوْنا ظَهْرَ بَعْلٍ كأنَّما ... على الهامِ مِنَّا قَيضُ بَيضٍ مُفَلَّقِِ قِيل في تفسيره : في أرضٍ مُرتفعةٍ لا يُصيبُها سَيحٌ ولا سَيْلٌ . ويُروَى : نَعْلٍ بالنّون وهذه الروايةُ أكثرُ . وقال الراغِبُ : قِيل للأرض المُسْتعلِية على غيرِها : بَعْلٌ تَشبِيهاً بالبَعْل مِن الرِّجال . وكلُّ نَخْلٍ وشَجَرٍ وَزَرْعٍ لا يُسقَى بَعْلٌ . وفي العُباب : البَعْلُ مِن النَّخْل : الذي يَشْرَبُ بعُرُوقِه فيستَغْني عن السَّقْي . أو البَعْلُ والعِذْيُ واحِدٌ : وهو ما سَقَتْه السَّماءُ قاله أبو عمرٍو . وقال الأصمَعِيّ : العِذْيُ : ما سَقتْه السماءُ والبَعْلُ : ما شَرِب بعُروقِه مِن غيرِ سَقْيٍ ولا سماءٍ ومنه الحديث : " ما شَرِبَ مِنه بَعْلاً فَفِيه العشْرُ " أي النَّخْلُ النابِتُ في أرضٍ تَقْرُب مادَّةُ مائِها فهو يَجْتزِئ " بذلك عن المَطَرِ والسَّقْيِ وإيّاه عَنى النابِغةُ الذُّبْيانيُّ بقوله :
مِن الشارباتِ الماءَ بالقاعِ تَسْتَقِى ... بأعجازِها قَبْل استِقاءِ الحَناجِرِ وقال الراغِبُ : يُقال لِما عَظُم حتّى شَرِب بعُروقِه : بَعْلٌ ؛ لاستِعْلائه . وقد اسْتَبْعَل المَكانُ : صار مُسْتَعْلِياً . البَعْلُ : ما أُعْطِيَ مِن الإِتاوَةِ على سَقْيِ النَّخْلِ . البَعْلُ : الذَّكَرُ مِن النَّخْلِ وهو مَجازٌ شُبِّه بالبَعْلِ مِن الرجال ومنه الحديث : " إنّ لَنا الضَّاحِيَةَ مِن البَعْلِ " وقال عبدُ الله بن رَواحَةَ رضي اللّه عنه يُخاطبُ ناقتَه :
هُنالِكَ لا أُبالِي نَخْلَ بَعْلٍ ... ولا سَقْيٍ وإن عَظُمَ الإِتاءُ
وقول النبي صلّى اللَّه عليه وسلّم : " العَجْوَةُ شِفاءٌ مِن السَّمِّ ونَزَل بَعْلُها مِن الجَنّة " قال الأزهريُّ : أراد ببَعْلِها : قَسْبَها الراسِخَ عُروقُه في الماء لا يُسْقَى بنَضْحٍ ولا غيرِه ويَجيءُ ثَمَرُه سُحّاً قَعْقاعاً أي صَوّاتاً . بَعْلٌ : اسمُ صَنَمٍ كان مِن ذَهَبٍ لقَومِ إلياسَ عليه السّلامُ هذا هو الصَّوابُ ومثلُه في نُسَخ الصِّحاح ويُؤيِّده قولُه تعالَى : " وِإنَّ إِلْياسَ لَمِنَ الْمُرسَلِينَ . إذْ قَالَ لِقَوْمِهِ أَلَا تَتَّقُوَنَ أَتَدْعُوَن بَعْلاً وتَذَرُونَ أَحْسَنَ الخَالِقِينَ " وفي نُسخةِ شَيخِنا : لِقَومِ يُونُسَ عليه السّلامُ ومِثلُه في كِتاب المُجَرَّد لِكُراع . وقال مُجاهِدٌ في تفسير الآية : أي أَتدْعُون إلهاً سِوى اللَّهِ . وقال الراغِبُ : وسَمَّي العَرَبُ مَعْبُودَهم الذي يَتقرَّبون به إلى اللّه : بَعْلاً ؛ لاعتقادِهم الاستِعلاءَ فيه . قيل : بَعْلٌ : مَلِكٌ مِن المُلُوكِ عن ابن الأعرابيّ . من المَجاز : البَعْلُ رَبُّ الشيء ومالِكُه ومِنه : بَعْلُ الدارِ والدابَّةِ تُصُوِّرَ فيه مَعْنَى الاستِعلاء يُقال : أتانا بَعْلُ هذه الدابَّةِ : أي المُستَعْلِي عليها . من المَجازِ : البَعْلُ : الثِّقَلُ قال الراغِبُ : ولَمّا كان وَطْأةُ العالِي على المُستَعْلَى مُستثقَلَةٌ في النَّفْس قِيل : أصبحَ فلانٌ بَعْلاً على أهلِه : أي ثَقِيلاً لعُلُوِّه عليهم وفي العُباب : أي صار كَلاً وعِيالاً . و البَعْلُ : الزَّوْجُ قال اللّه تعالَى : " هذا بَعْلِي شَيخاً " . ج : بِعالٌ بالكسرِ وبُعُولَةٌ وبُعُولٌ بضمِّهما كفَحْلٍ وفُحُولَةٍ وفُحُولٍ قال اللّه تعالى : " وَبُعُولَتُهُنَّ أَحَق بِرَدِّهِنَّ " . ويُقال : النِّساءُ ما يَعُولُهُنّ إلاَّ بُعُولَتُهُنَّ . والأنْثَى : بَعْل وبَعْلَةٌ كما قالوا : زَوْجٌ وزَوجَةٌ . وبَعَلَ الرجُلُ كمَنَع بُعُولَةً بالضمّ : صار بَعْلاً قال :
" يا رُبَّ بَعْلٍ ساءَ ما كانَ بَعَلْ وكذلك : بَعَلَت المرأةُ بُعُولَةً ؛ إذا صارتْ ذاتَ بَعْلٍ . كاسْتَبعَلَ فهو بَعْلٌ ومُستَبعَلٌ . بَعَلَ عليه : إذا أبي ومنه حديثُ الشُّورَى : " فمَنْ بَعَلَ عليكُم أمْرَكُم فاقْتُلوه " أي أبى وخالَفَ . وتَبَعَّلَتِ المرأةُ : أطاعَتْ بَعْلَها ومنه الحديثُ : " نَعَم إذا أحْسَنْتُنَّ تَبَعُّلَ أزواجِكُنَّ وطَلَبْتُنَّ مَرْضاتَهُم " وفي حديث آخَرَ : " وجِهادُ المرأةِ حُسْنُ التَّبَعُّلِ " . أو تَبَعَّلَتْ : إذا تَزَيَّنَتْ له بُنيَ مِن لفظِ البَعْلِ : البِعالُ بالكسر وهو كِنايةٌ عن الجِماعِ ومُلاعبةِ الرجل أهلَه كالتَّباعُلِ والمُباعَلَة يُقال : هو يُباعِلُها : أي يُلاعِبُها وبينَهما مُباعَلَةٌ ومُلاعَبَةٌ وهما يَتباعلان . وفي الحديث : " أَيّامُ التَّشريقِ أيَّامُ أَكل وشُرْبٍ وبِعالٍ " رواه أبو عبيد وقال الحُطَيْئةُ :
وكَم مِن حَصانٍ ذاتِ بَعْلٍ تَركتُها ... إذا اللَّيلُ أَدْجَى لم تَجِدْ مَن تُباعِلُهْوباعَلَتِ المرأةُ : اتَّخَذتْ بَعْلاً وليس المُفاعَلَةُ فيه حَقِيقيَّةً . باعَلَ القَومُ : تَزوَّج بعضُهم بعضاً . و من المَجاز : باعَلَ فُلانٌ فُلاناً : إذا جالَسَهُ تُصُوِّر فيه مَعْنَى المُلاعَبَةِ . تُصُوِّر مِن البَعْلِ الذي هو النَّخْلُ قِيامُه في مَكانِه فقِيل : بَعِلَ فُلانٌ بأَمْرِه كفَرِح : إذا دَ هِشَ وفَرِقَ وبَرِمَ وعَيِىَ وثَبَت مَكانَه ثُبُوتَ النَّخْلِ في مَقَرِّه فلم يَدْرِ ما يَصْنَعُ فهو بَعِلٌ كَكَتِفٍ وذلك كقولهم : ما هو إلّا شَجَرٌ فيمَن لا يَبْرَحُ . والبَعِلَةُ كفَرِحةٍ مِن النِّساء : التي لا تُحْسِنُ لُبسَ الثِّيابِ ولا إصلاحَ شَأنِ النَّفْسِ وهي البَلْهاءُ . بَعَال كسَحابٍ : أرضٌ لِبَني غِفار قُربَ عُسْفانَ . بُعالُ كغُرابٍ : جَبَلٌ بإِرْمِينِيَةَ وقال ابنُ عبّاد : جَبَلٌ بالقُصَيبَة . وشَرَفُ البَعْلِ : جَبَلٌ بطَريقِ حاجِّ الشأمِ نقَله الصاغانيُّ . وبَعْلَبَكُّ : د بالشَّام والقولُ فيه كالقَوْلِ في سامِّ أَبْرَصَ وقد ذكِر في الصاد كما في الصِّحاح . قال ابنُ بَرِّيّ : سامُّ أَبْرَصَ اسمٌ مُضافٌ غير مُركَّبٍ عندَ النّحويِّين . قولُ المُصنِّف : ذُكِر في ب - ك - ك إحالةٌ باطِلَةٌ فإنَّه لم يذكره هناك أشار له شيخُنا . قال : وقد ذَكروا أن بَعْلَ اسمُ صَنَمٍ بَكّ اسمُ صاحب هذه البلدة والنِّسبة إليها : البَعْلِيُّ
ومما يستدرك عليه : البَعْلُ : مَن تلزَمُك طاعتُه مِن أبٍ وأُمٍّ ونحوِهما وبه فُسِّر الحديثُ : " هل لكَ مِن بَعْلٍ ؟ قال : نَعَم قال : فانْطَلِقْ فجاهِدْ فإنّ لكَ فيه مُجاهَداً حَسَناً " . وقِيل : البَعْلُ هنا : العِيالُ ومَن تلزمُه نَفَقَتُه ويجوز أن يكونَ مُخفَّفاً مِن بَعِلٍ وهو العاجِزُ الذي لا يَهْتَدِي لأمرِه مِن بَعِلَ بالأمر . والبَعْلِيّ : الرجلُ الكثيرُ المالِ الذي يَعْلَى الناسَ بماله وبه فُسِّر الحديثُ : " فما زال وارِثُه بَعْلِيّاً حتّى مات " . وقال الخَطّابِيّ : لست أدرى ما صِحَّةُ هذا ولا أَراه شيئاً إلاَّ أن يكونَ نِسبةً إلى بَعْلِ النَّخْلِ يريد أنه قد اقْتَنَى نَخْلاً كثيراً مِن بَعْلِ النَّخْل . قال : والبَعْلُ أيضاً : الرئيسُ والبَعْلُ : المالِكُ فعلى هذا يكون قوله : بَعْلِيّاً أي رئيساً متملِّكاً . قال : وفيه وجهٌ آخَرُ وهو أشْبَهُ بالكلام : وهو أن يكون بِ عَلْياءَ على وزن فَعْلاء مِن العَلاء قال الأصمَعِيّ : وهو مَثَلٌ يُقال : ما زال منها بِعَلْيَاء : إذا فَعل الرجُلُ الفَعْلةَ فَيَشْرُفُ بها ويَرتفِعُ قَدْرُه . وقال ابنُ عبّادٍ : البَعِل ككَتِفٍ : البَطِرُ . وامرأةٌ حَسَنةُ الابتِعال : إذا كانت حَسنةَ الطاعةِ لزوجِها . واسْتَبعَلَ النَّخْل : صار بَعْلاً وعَظُمَ