البَكْلُ : الخَلْطُ يُقال : بَكَلْتُ السَّوِيقَ بالدَّقِيق : أي خَلَطْتُه وكذلك لَبَكْتُه . البَكْلُ : الغَنِيمةُ وضَبطه الصاغاني بالتحريك وأنشد لأبي المُثَلَّم الهذليّ :
كُلُوا هَنِيئاً فإن أُثْقِفْتُمُ بَكَلاً ... مِمّا تُصِيبُ بَنُو الرَّمْداءِ فابْتَكِلُوا كالتَّبَكُّل وهذا اسمٌ لا مَصْدرٌ ونَظِيرُه التَّنَوُّطُ . وقال أبو عبيد : التَّبَكُّلُ : التَّغَنُّم قال أوسُ بن حَجَر :
علَى خَيرِ ما أبصَرْتَها مِن بِضاعَةٍ ... لِمُلْتَمِسٍ بَيْعاً بِها أو تَبَكُّلا البَكْلُ : اتِّخاذُ البَكِيلَةِ كسَفِينةٍ وسَحابَةٍ وهذه عن أبي زَيد والأُمَوِيّ للدَّقِيق يُخْلَطُ بالرُّبِّ . أو يُخْلَطُ بالسَّمْنِ والتَّمْر أو البَكِيلَةُ : سَوِيقٌ يُبَلُّ بَلّاً أو سَوِيقٌ بتَمْرٍ يُؤكَلان في إناءٍ واحد . قد بُلَّا في لَبَنٍ قاله ابن السِّكِّيت . أو دَقِيقٌ يُخْلَطُ بسَوِيقٍ ويُبَلُّ بماءٍ وسَمْنٍ أو زَيتٍ قاله أبو زيد . أو الأَقِطُ الجاف يُخْلَطُ به الرُّطَبُ أو طَحِينٌ وتَمْرٌ يُخلَطان بزَيتٍ . وقال الأُمويُّ : البَكِيلَةُ : السَّمْنُ يُخْلَطُ بالأَقِط وأنشد :
" غَضْبانُ لم تُؤْدَمْ له البَكِيلَهْ وقال الكِلابِيُ : البَكِيلةُ : الأَقِطُ المَطْحونُ تَبكُلُه بالماء فتُثَرِّيه به كأنك تُريد أن تَعْجِنَه وقولُ الراجِز :
" ليس بِغَشٍّ هَمُّه فيما أَكَلْ
" وَأزْمَةٌ وَزْمَتُهُ مِنَ البَكَلْ
إنما أراد البَكْلَ فحرَّكه للضرورة . والتَّبكِيلُ : التَّخلِيطُ . البَكِيلَةُ كسَفِينةٍ : الضَّأْنُ والمَعْزُ يَخْتَلِط يقال : ظَلَّت الغَنمُ بَكِيلَةً واحدةً وعَبِيثةً واحدةً : إذا اختلَط بعضُها ببعض . البَكِيلَةُ : الغَنَمُ إذا ألقيتَ عليها غَنَماً أخرَى فاختلَط بعضُها ببعض . البَكِيلَةُ : الغَنِيمةُ . والبِكْلَةُ بالكسر : الطَّبِيعةُ والخُلُقُ كالبَكِيلَة . البِكْلَةُ : الهَيئةُ والزِّيُّ . أيضاً الحالُ والخِلْقَةُ حكاه ثَعْلَبٌ وأنشد :
لستُ إذاً لِزَعْبَلَهْ إن لم أُغَي ... يِرْ بِكْلَتِي إنْ لم أُساوَ بالطُّوَلْ قال ابنُ بَرِّيّ : هذا البيتُ مِن مُسَدَّس الرَجَز جاء على التَّمام . وبَنُو بِكالٍ ككِتابٍ : بَطْنٌ مِن حِمْيَرَ وهم بَنُو بِكال بن دُعْمِيِّ بن غَوْث بن سَعد منهم نَوْفُ بن فُضالَةَ أبو يَزِيدَ أبو أبي عمرو أو أبو رشيد الحِمْيرِيّ البكالي التابِعِيُّ هكهذا ضبَطه المُحدِّثون بالكسر ومنهم مَن ضبَطه كشَدَّاد وأُمّه كانت امرأةَ كَعْب يَروِي القصَصَ روى عنه أبو عِمرانَ الجَوْنيُّ والناسُ . بَكِيلٌ كأمِيرٍ : حَيٌّ مِن هَمْدانَ وهو بَكِيلُ بن جُشَم بن خَيْران بن نَوْف بن هَمْدان قال الكُمَيت :
يَقولُون لم يُورَثْ ولولا تُراثُهُ ... لَقدْ شَرِكَتْ فيه بَكِيلٌ وأَرْحَبُ والتَّبكُّلُ : مُعارَضَةُ شيءٍ بشيءٍ كالبَعِيرِ بالأَدَمِ . يُقال : رَجُلٌ جَمِيلٌ بَكِيلٌ : أي مُتَنَوِّقٌ في لُبْسِه ومَشْيِه . وذو بَكْلانَ كسَحْبانَ بنُ ثابتِ بن زَيد بن رُعَيْن الرُّعَيني مِن أذْواءِ رُعَيْنٍ . وتَبَكَّلَه تَبَكَّلَ علَيه : إذ عَلاه بالشَّتْم والضَّربِ والقَهْر . تَبَكَّلَ في الكَلامِ : خَلَّطَ . تَبَكَّل في مِشْيَتِه : اخْتالَ
ومما يستدرك عليه : الابْتِكالُ : الاغتِنامُ وشاهِدُه قولُ أبي المُثَلَّم الهذلي الذي تقدّم . وبَكَلَ علينا حَدِيثَه وأمْرَه : جاء به على غيرِ وَجْهِه والاسمُ : البَكِيلَةُ . وبَكّلَه تَبكِيلاً : نَحَّاه قَبْلَه كائناً ما كان
كال الطعام يكيله كيلا ومكيلا وهو شاذ ؛ لأن المصدر من فعل يفعل مفعل بكسر العين قال ابن بري : هكذا قاله الجوهري وصوابه : مفعل بفتح العين ومكالا يقال : ما في برك مكال وقد قيل : مكيل عن الأخفش . واكتاله اكتيالا بمعنى واحد وقوله تعالى : " الذين إذا اكتالوا على الناس يستوفون " أي اكتالوا منهم لأنفسهم قال ثعلب : معناه من الناس وقال غيره : اكتلت عليه : أخذت منه يقال : كال المعطي واكتال الآخذ . والاسم الكيلة بالكسر يقال : إنه لحسن الكيلة مثال الجلسة والركبة . وكاله طعاما وكاله له بمعنى قال الله تعالى : " وإذا كالوهم أو وزنوهم " أي كالوا لهم . والكيل والمكيل والمكيال والمكيلة كمنبر ومحراب ومكنسة الأخيرة نادرة : ما كيل به حديدا كان أو خشبا . وكال الدراهم والدنانير : وزنها عن ابن الأعرابي خاصة وأنشد لشاعر جعل الكيل وزنا :
قارورة ذات مسك عند ذي لطف ... من الدنانير كالوها بمثقال
فإما أن يكون هذا وضعا وإما أن يكون على النسب ؛ لأن الكيل والوزن سواء في معرفة المقادير ويقال : كل هذه الدراهم : يريدون زن وقال مرة : كل ما وزن فقد كيل وروي في الحديث : " المكيال مكيال أهل المدينة والميزان ميزان أهل مكة " قال أبو عبيدة : هذا الحديث أصل لكل شيء من الكيل والوزن إنما يأتم الناس فيهما بأهل مكة وأهل المدينة وإن تغير ذلك في كثير من الأمصار ألا ترى أن أصل التمر بالمدينة كيل وهو يوزن في كثير من الأمصار وأن السمن عندهم وزن وهو كيل في كثير من الأمصار والذي يعرف به أصل الكيل والوزن أن كل ما لزمه اسم المختوم والقفيز والمكوك والمد والصاع فهو كيل وكل ما لزمه اسم الأرطال والأواقي والأمناء فهو وزن ودرهم أهل مكة ستة دوانيق ودراهم الإسلام المعدلة ؛ كل عشرة دراهم سبعة مثاقيل . من المجاز : كال الزند يكيل كيلا كبا ولم يخرج ناره وفي الأساس : وذلك إذا فتل فخرجت سحالته وهو حكاكة العود ولم ير . من المجاز : كال الشيء بالشيء كيلا : إذا قاسه به يقال : إذا أردت علم رجل فكله بغيره أي قسه بغيره وكل الفرس بغيره : أي قسه به في الجري قال الأخطل :
قد كلتموني بالسوابق كلها ... فبرزت منها ثانيا من عنانيا أي سبقتها وبعض عناني مكفوف . من المجاز : هما يتكايلان : أي يتعارضان بالشتم أو الوتر . وكايله مكايلة : قال له مثل مقاله أو فعل كفعله فهو مكايل بغير همز . أو كايله : شاتمه فأربى عليه عن ابن الأعرابي وفي حديث عمر رضي الله عنه : أنه نهى عن المكايلة . وهي المقايسة بالقول والفعل والمراد : المكافأة بالسوء وترك الإغضاء والاحتمال : أي تقول له وتفعل معه مثل ما يقول لك ويفعل معك وهي مفاعلة من الكيل وقيل : أراد بها المقايسة في الدين وترك العمل بالأثر . والكيول كعيوق : آخر صفوف الحرب وفي الصحاح : مؤخر الصفوف وفي الحديث : " أن رجلا أتى النبي صلى الله عليه وسلم وهو يقاتل العدو فسأله سيفا يقاتل به فقال له : فلعلك إن أعطيتك أن تقوم في الكيول فقال : لا فأعطاه سيفا فجعل يقاتل وهو يقول :
" إني امرؤ عاهدني خليلي
" أن لا أقوم الدهر في الكيول
" أضرب بسيف الله والرسول
" ضرب غلام ماجد بهلول فلم يزل يقاتل به حتى قتل " قال الأزهري عن أبي عبيد : ولم أسمع هذا الحرف إلا في هذا الحديث وسكن الباء في : أضرب لكثرة الحركات قال ابن بري : الرجز لأبي دجانة سماك بن خرشة . وتكلى الرجل : قام فيه ؛ أي في الكيول وهو مقلوب تكيل وقال ابن الأثير : الكيول فيعول من كال الزند إذا كبا ولم يخرج نارا فشبه مؤخر الصفوف به ؛ لأن من كان فيه لا يقاتل . قيل الكيول : الجبان وقد كيل تكييلا . قيل : هو ما أشرف من الأرض وبه فسر الحديث يريد تقوم فيه فتنظر ما يصنع غيرك . قال الأزهري : الكيول في كلام العرب : السحالة وهو ما خرج من حر الزند مسودا لا نار فيه كالكيل كهين وقالت امرأة من طيء :
فيقتل جبرا بامرئ لم يكن له ... بواء ولكن لا تكايل بالدمقال أبو رياش : أي لا يجوز لك أن تقتل إلا ثأرك ولا تعتبر فيه المساواة في الفضل إذا لم يكن غيره كما في الصحاح . والكيل : ما يتناثر من الزند وهي السحالة . يقال : هذا طعام لا يكيلني : أي لا يكفيني كيله كما في العباب وهو مجاز . قول الساجع : إذا طلع سهيل رفع كيل ووضع كيل : أي ذهب الحر وجاء البرد كما في العباب . ومما يستدرك عليه : كيل الطعام على ما لم يسم فاعله وإن شئت ضممت الكاف والطعام مكيل ومكيول كمخيط ومخيوط ومنهم من يقول : كول الطعام وبوع واصطود الصيد واستوق ماله يقلب واوا حين ضم ما قبلها ؛ لأن الياء الساكنة لا تكون بعد حرف مضموم . وفي المثل : أحشفا وسوء كيلة أي أتجمع علي أن يكون المكيل حشفا وأن يكون الكيل مطففا وقال اللحياني : حشف وسوء كيلة وكيل ومكيلة . وبر مكيل ويجوز في القياس مكيول ولغة بني أسد مكول ولغة ردية مكال قال الأزهري : أما مكال فمن لغات الحضريين قال : وما أراها عربية محضة وأما مكيل ثم تليها في الجودة مكيول . ورجل كيال من الكيل حكاه سيبويه في الإمالة فإما أن يكون على التكثير ؛ لأن فعله معروف وإما أن يفر إلى النسب إذا عدم الفعل . وقوله أنشده ابن الأعرابي :
" حتى تكال النيب في القفيز قال : أراد حين تغزر فيكال ابنها كيلا فهذه الناقة أغزرهن . وقال الليث : الفرس يكايل الفرس في الجري : إذا عارضه وباراه كأنه يكيل له من جريه مثل ما يكيل له الآخر . والكيال بالكسر : المجاراة قال :
أقدر لنفسك أمرها ... إن كان من أمر كياله والكيالة أيضا : أجرة الكيل . وكايلناهم صاعا بصاع : كافأناهم . وكال فلان بسلحه من الفزع ومنه الكيول للجبان وهو مجاز . وثابت بن منصور الكيلي الحافظ بالكسر عن مالك البانياسي مات سنة 538 . وبنو الكيال : جماعة بالشام منهم شيخنا السيد شعيب بن عمر بن إسماعيل الأولبي الشافعي المحدث الصوفي مات بين الحرمين سنة 1171
فصل اللام مع اللام