بَهَأَ به مثلَّثةُ الهاءِ وهي عينُ الكلمةِ وقد تقدَّم أنَّ التثليث لا يُعتبر إِلاَّ في عينِ الفعلِ فذِكْرُ الهاءِ هنا كاللَّغْوِ بَهْأً بالمدّ أَنِسَ به وأَلِفَ وأَحَبَّ قُرْبَه وقد بَهَأْتُ به وبَهِئْتُ قاله أَبو زيد . وفي حديث عبد الرحمن بن عَوْفٍ أنَّه رأَى رجلاً يحلف عند المَقام فقال : أَرى النَّاسَ قد بَهَئُوا بهذا المَقام . أَي أَنِسوا به حتَّى قلَّتْ هَيبتُه في قلوبهم . وفي حديث مَيمون ابن مِهرانَ أنَّه كتب إلى يونُسَ بنِ عُبَيد : عليكَ بكِتابِ الله فإنَّ النَّاسَ قد بَهَئُوا به . قال أَبو عُبَيدٍ : ورُوِيَ : بَهَوْا به غير مهموزٍ وهو في الكلام مهموزٌ كابْتَهأَ به إذا أَنِسَ وأَحبَّ قربَه عن أَبِي سعيد قال الأعشى :
وفي الحَيِّ من يَهْوى هَوَانا ويَبْتَهي ... وآخَرُ قد أَبْدى الكَآبَةَ مُغْضَبُ فترك الهمزةَ من يبْتَهي كذا في العُباب والتَّكملة واللسان . وبَهاءٍ كقَطامِ عَلَم امرأة من بَهَأَ به إذا أَنِسَ كذا في مجاميع القزَّاز . وعن ابن السِّكّيت يقال : ما بَهَأْتُ له وما بَأَهْتُ له أَي ما فَطِنْتُ له . وقال الأَصمَعِيّ في كتاب الإبل ناقةٌ بَهاءٌ بالفتح ممدوداً : بَسوءٌ قد أَنِسَتْ بالحالِب وهو من بَهَأْت به إذا أَنِسَتْ به . وبَهَأَ البيتَ كمنَعَ يَبْهَؤُهُ : أَخْلاهُ من المَتاعِ وهو أَثاثُ البيتِ أَو خَرَقَه كأَبْهَأَهُ فأمَّا البَهاءُ من الحُسْنِ فهو من بَهِيَ الرجلُ غير مهموزٍ والتركيبُ يدُلُّ على الأُنْسِ
فصل التاء الفَوْقِيَّة مع الهمزة