البَوْصُ : الفَوْتُ والسَّبْقُ والتَّقَدُّمُ يُقَالُ : بَاصَنِي فُلانٌ أَيْ فَاتَنِي وسَبَقَنِي فاسْتَبَاصَ وأَنْشَدَ ابنُ الأَعْرَابِيّ :
فَلا تَعْجَلْ عَلَيَّ ولا تَبُصْنِي ... فإِنَّكَ إِنْ تَبُصْنِي أَسْتَبِيصُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لامْرِئِ القَيْسِ :
أَمِنْ ذِكْرِ لَيْلَى إِذْ نَأَتْكَ تَنُوصُ ... فتَقْصُرُ عَنْهَا خَطْوَةً وتَبُوصُ قالَ ابْنُ بَرِّيّ : أَيْ تَسْبِقُك وتَتَقَدَّمُك . والبَوْصُ أَيْضاً : الاسْتِعْجالُ قالَ اللَّيْثُ : هُوَ أَنْ تَسْتَعْجِل إِنْساناً في تَحْمِيلكَه أَمْراً لا تَدَعُه يَتَمَهَّلُ فِيه وأَنْشَدَ :
فَلاَ تَعْجَلْ عَلَيَّ ولا تَبُصْنِي ... وَدَالِكْنِي فإِنِّي ذُو دَلاَلِ والبَوْصُ : الاسْتِتارُ والهَرَبَ ومِنْهُ حَدِيثُ عُمَرَ رَضِيَ اللهُ تَعَالَى عنه أَرادَ أَنْ يَسْتَعْمِل سَعِيدَ بن العَاصِ فبَاصَ مِنْه أَيْ هَرَبَ واسْتَتَر وفَاتَه . وفي حَدِيثِ ابنِ الزُّبَيْرِ أَنّهُ ضَرَبَ أَزَبَّ حَتَّى باصَ . والبَوْصُ : الإِلْحاحُ في السَّيْرِ والجِدُّ عَنْ ثَعْلَبٍ ومِنْهُ خِمْسٌ بَائِصٌ . والبَوْصُ : اللَّوْنُ الفَتْحُ عَن أَبي عُبَيْدٍ يُقَالُ : حالَ بَوْصُه أَيْ تَغَيَّرَ لَوْنُه وقِيلَ البَوْصُ : حُسْنُ اللَّوْنِ ونَقَلَ الجَوْهَرِيُّ عَنِ ابنِ السِّكِّيتِ : يُقَالُ : ما أَحْسَنَ بَوْصَه : أَيْ سِحْنَتَه ولَوْنَه والجَمْعُ : أَبْوَاصٌ . والبَوْصُ : العَجِيزَةُ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلأَعْشَى :
عَرِيضَةِ بَوْصِ إِذا أَدْبَرَتْ ... هَضِيمِ الحَشَا شَخْتَةِ المُحْتَضَنْ ويُضَمُّ فِيهِمَا أَمَّا في العَجِيزَةِ فَقَدْ ذَكَرَه الجَوْهَرِيُّ بالوَجْهَيْنِ : الفَتْحِ والضَّمِّ وبِهِما رُوىَ قَوْلُ الأَعْشَى وأَمّا في مَعْنَى اللَّوْنِ فَقَدْ تَقَدَّمَ الفَتْحُ عَنِ أَبِي عُبَيْدٍ وقالَ ابنُ بَرِّيّ حَكَاهُ الجَوْهَرِيُّ عن ابن السِّكِّيت بِضَمِّ الباءِ وذَكَرَهُ السِّيرَافِيُّ بفَتْحِ الباءِ لا غَيْر . والبَوْصُ : السَّيْرُ الشَّدِيدُ . والتَّعَبُ هكذا فِي سائرِ النُّسَخِ وإِذا قُلْنَا : والبُعْدُ بَدَلَ قَوْلِه : والتَّعَب جازَ يُقَالُ : خِمْسٌ بائِصٌ أَيْ مُسْتَعْجَل أَوْ مُعْجِلَ . مُلِحٌّ مِثْلُ بَصْبَاصٍ ويُقَال : سارَ القَوْمُ خِمْساً بائصاً . وطَرِيقٌ بَائصٌ : بَعِيدٌ وشاقٌّ ؛ لأَنَّ الَّذِي يَسْبِقُكَ ويَفُوتُكَ شاقٌّ وُصُولُكَ إِلَيْهِ قال الرّاعِي :
حَتّى وَرَدْنَ لِتِمِّ خِمْس بائِصِ ... جُدّاً تَعَاوَرَه الرِّيَاحُ وَبِيلاَ وقالَ الطِّرْمّاحُ :
مَلاً بَائِصاً ثُمَّ اعْتَرَتْهُ حَمِيَّةٌ ... عَلَى تُشْحَةٍ مِن ذائِدِ غَيْرِ واهِنِ والبُوصُ بالضمِّ : ثَمَرُ نَبَاتٍ . وقَدْ بَوَّصَ تَبْوِيصاً : جَنَاهُ . والبُوصُ : لِينُ شَحْمَةِ العَجُزِ حَكَاهُ اللَّيْثُ ويُفْتَح . والبُوصُ : وَاحِدَةُ الأَبْوَاصِ منَ الغَنَمِ والدَّوَابِّ أَيْ أَنْوَاعِها وأَلْوَانِها . والبَوْصاءُ : العَظِيمَةُ العَجُزِ نَقَله ابنُ دُرَيْدٍ قالَ : ولا يُقَالُ ذلِكَ لِلرَّجُلِ قَالَ الزَّمَخْشَرِيّ : مِنَ البَوْصِ لأَنَّهُ يَرْبُو فيَسْتَقْدِمُ . والبَوْصَاءُ أَيْضاً : لُعْبَةٌ لَهُمْ أَيْ لِصِبْيَانِ الأَعْرَابِ يَأْخُذُون عُوداً في رَأْسِه نارٌ فَيُديرُونَهُ عَلَى رؤُوُسِهِم يُقَال : لَعِبَ الصِّبْيَانُ البَوْصاءَ يا هذا . والأَبْوَاصُ : ع في شِعْرِ أُمَيَّةَ بنِ أَبِي عائِذٍ الهُذَلِيِّ :
لِمَن الدِّيارُ بعَلْىَ فالأَحْراصِ ... فالسُّودَتَيْنِ فمَجْمَعِ الأَبْوَاص قالَ السُّكَّرِيُّ : ويُرْوَى : الأَنْوَاص بالنُّون ورَوَى الأَصْمَعِيُّ هذِه القَصِيدَة صادِيَّة مهمَلَةً كَذَا في المُعْجَم ولَمْ أَجدْ هذِه القَصِيدةَ في شِعْرِ أُمَيَّة . والبُوصِيُّ بالضَّمِّ : ضَرْبٌ من السُّفُنِ مُعَرّبٌ نَقَلَه الجَوْهَرِيّ وأَنْشَدَ للأَعْشَى :
مِثْلَ الفُرَاتِيِّ إِذا ما طَمَا ... يَقْذِفُ بالبُوصِيِّ والماهِرِِ وقال غَيْرُهُ : كسُكّانِ بُوصِيٍّ بِدِجْلَةَ مُصْعِدِ . وعَبَّرَ أَبو عُبَيْدٍ عنه بالزَّوْرَقِ قال ابنُ سِيدَه : وهو خَطَأٌ . وقيل : البُوصِيُّ : المَلاّحُ وهو أَحَدُ القَوْلَيْنِ في قَوْلِ الأَعْشَى . وقالَ أَبُو عَمْروٍ : البُوصِيُّ : الزَّوْرَقُ وليس بالمَلاّحِ وهو بالفَارِسية بُوزِي . وقال ابنُ الأَعْرَابِيّ : بَوَّصَ تَبْوِيصاً : عَظُمَتْ عَجِيزَتُه . وأَيْضاً إِذَا سَبَقَ في الحَلْبَةِ . وأَيضاً إِذا صَفَا لَوْنُه . وبُوصَانُ بالضّمِّ : بَطْنٌ من بني أَسَدٍ نقلَهُ الجَوْهَرِيُّ . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : البَوْصُ : البُعْدُ وطَرِيقٌ بائِصٌ : بَعِيدٌ . وانْبَاصَ الشيءُ : انْقَبَضَ . وفي التَّهْذِيبِ : البَوْصُ في كلام العرب : التَّأَخُّرُ والبَوْصُ التَّقَدُّمُ . قلت : فهما ضِدٌّ وقد أَغْفَلَه المصنِّفُ رَحمه اللهُ تعالى قُصوراً . والبُوصِيُّ : المَلاّحُ وأَنْكَرَه أَبو عَمْروٍ وقد تَقَدَّم والبَوْصُ : مَوضعٌ قال اللَّهَبِيّ :