الأَراكُ كسَحاب : القِطْعَة من الأرْضِ فيها أراك كما يُقال للقِطْعَةِ من القَصَب الأَباءَة
ونَعْمانُ الأَراكِ : بعَرَفَةَ كثير الأَراكِ وفيه يَقُولُ خُلَدٌ مولى العَبّاسِ بنِ مُحمَّدِ بنِ عليِّ بن عبدِ اللّه بن العَبّاس :
أَما والرّاقِصاتِ بذاتِ عِرقٍ ... وهَنْ صَلَّى بنَعْمانِ الأَراكِ ويُقالُ له أَيضاً : وادِي الأَراكِ مُتَّصِل بغَيقَةَ . وقالَ نَصْرٌ : أَراك : فرعٌ من دُونِ ثافِل قُربَ مَكَّةَ ويُقالُ له أَيضاً : ذُو أَراك كما جاءَ في أَشْعارِهم وقالت امرأَةٌ من غَطَفانَ :
إِذا حَنَّت الشَّقْراءُ هاجَتْ لِيَ الهَوَى ... وذَكَّرَنِي أَهلَ الأَراكِ حَنِينُها وقيلَ : هو موضِعٌ قُربَ نَمِرَةَ وقيل : هو مِنْ مواقِفِ عَرَفَةَ بعضُه من جهةِ الشّامِ وبعضُه من جهةِ اليَمَنِ ومنه الحَدِيثُ : كانت عائِشَةُ رضيَ اللّهُ عنها تَنْزِلُ في عسَّةَ بنَمِرَةَ ثم تَحوَّلت إِلى الأراكِ . وأَراك : جَبَلٌ لهَذَيْل قاله الأَصْمَعِيُ ولهُم جَبَلٌ آخرُ يُقالُ له أَرال باللام وسيأتي . وليس أَحَدُهما تصحيفَ الآخرِ . والأَراكُ : الحَمضُ نفسُه عن أبي حَنِيفَةَ كالإرْكِ بالكسر عن ابن عَبّاد . والذي ذكره الأَزهريُّ وغيرُه أَنَّ الأَراك : شجَرٌ من الحَمضِ معروفٌ له حَمْلٌ كحَمْلِ عناقِيدِ العنَبِ يُستاكُ بِه أي : بفروُعه قال أَبو حَنِيفَةَ : هو أَفْضَلُ ما استِيكَ بفُروعهِ وأَطيَب ما رعَتَهْ الماشِيَةُ رائحةَ لَبنَ وقالَ أَبو زِيادٍ : تُتَّخَذُ هذه المَساوِيكُ من الفُرُوع والعُرُوقِ وأَجْوَدُه عندَ النّاسِ العُرُوقُ الواحِدَةُ أَراكَةٌ قال وَرْدٌ الجَعْدِيُّ :
تخيَّرتُ من نَعّمانَ عُودَ أَراكَة ... لهِندِ ولكِنْ من يُبَلَغُهُ هِنْدَا وأَنْشدَني بعضُ مَشايِخِي لُغْزاً فيه :
أَراكَ تَرُومُ إِدْراكَ المَعالِي ... وتَزْعُمُ أَنَّ عِنْدكَ منه فَهْمَا
فما شَيءٌ له طَعْمٌ ورِيحٌ ... وذاكَ الشَّيءُ في شعْرِي مُسَمَّى وأَنْشَدَنِي بَعْضُ العَصريِّينَ فيه وأَحْسَنَ :
هنِّيتَ يا عُودَ الأَراكِ بثَغْرِهِ ... إِذ أَنْتَ في الأَوطانِ غيرُ مُفارِقِ
إِنْ كُنْتَ فارَقْتَ العُذَيْبَ وبارِقًا ... ها أَنْتَ ما بَين العُذَيْبِ وبارِقِ أُرُكٌ بضَمَّتَينِ قال الأَزْهَرِيُّ : هو جَمْعُ أَراكَة وأَنشَدَ لكُثَيِّرِ عَزَّةَ :
إِلى أرُكٍ بالجزْعِ من بَطْنِ بِيشَةٍ ... عَلَيهِنَّ صَيفي الحَمامِ النَّوائِحِ قال ابنُ بَرَي : وقد تُجْمَعُ أَراكَة على أَرائِك قال كُلَيْب الكِلابي :
أَلا يا حَماماتِ الأَرائِكِ بالضُّحَى ... تَجاوَبْنَ من لَفّاءَ دانٍ بَرِيرُها وهكَذا نقَلَه أَبو حَنِيفَةَ وأَنْشَد له . وِإبِلٌ أَراكِيَّةٌ : تَرعاهُ . ويُقال : أَرْضٌ أَرِكَةٌ كفَرِحَة : إِذا كانَتْ كَثِيرَتَه كما يُقال : أَرضٌ شَجِرَةٌ : إِذا كانَتْ كَثِيرَةَ الشَّجَر . وأَراكٌ أَرِكٌ ككَتِفٍ ومُؤْتَرِك أي كَثِير مُلْتَفٌّ . وفي العباب : ائتَرَكَ الأَراكُ : اسْتَحْكم وضَخُمَ قال رُؤْبَة :
" لِعِيصِه أَعْياصُ مُلْتَفِّ شَوِكْ
" من العِضاهِ والأَراكِ المُؤْتَرِكْ وأَرِكَت الإِبِلُ كفَرِحَ ونَصَر وعُنيَ اقتَصَر الجوهريُّ على الأولَى : اشْتَكَتْ بُطونَها من أَكْلِه فَهي أَرِكَةٌ كفَرِحَةٍ وأَراكَى مثل طَلِحَةٍ وطَلاحَى ورَمِثَة ورَماثَى كما في الصِّحاحِ زاد غيره : وقَتادَى وقَتِدَةٌ . وأَرَكَتْ تَأْرِكُ وتَأْرُكُ من حَدّىْ ضَرَبَ ونَصَرَ أرُوكًا بالضمِّ : رَعَتْهُ . أَو أَرَكَت الإبِلُ بمكانِ كذا : إِذا لَزِمَتْه فلم تَبرَحْ حكاهُ ابنُ السِّكِّيتِ عن الأصْمَعِيِّ قال : وقالَ غيرُه : إِنّما يُقالُ : أَرَكَتْ : إِذا أَقامَتْ فيهِ أي في الأَراكِ وهو الحَمْضُ تَأْكُلُه أَو هو أَنْ تُصيبَ أي شَجَرٍ كانَ فتُقِيمَ فيهِ فهي آرِكَةٌ بالمدّ كما في الصِّحاحِ والجمع أَوارِكُ وآرِكاتٌ وأُرُكٌ بضمَّتينِ
ونقل أبو حَنِيفَةَ عن بعضِ الرُّواةِ : أَرِكَت الإبلُ أَرَكًا فهي أَرِكَةٌ مقصورٌ من إِبِلٍ أرُكٍ وأَوارِكَ : أَكَلَت الأَراكَ وجمع فَعِلَةٍ على فُعُل وفَواعِلَ شاذٌّ والإِبِلُ الأَوارِكُ : هي التي اعتادَتْ أَكْلَ الأَراكِ وأَنشَدَ الجَوهَرِيُّ لكُثَيِّر :
وِإنَّ الذي يَنْوِي من المالِ أَهْلُها ... أَوارِك لمَّا تَأتْلِفْ وعوادِي يَقُول : إِنّ أَهلَ عًزّةَ يَنوُونَ أَلاّ تَجْتَمِعَ هي وهو ويَكوُنَان كالأُوارِكِ من الإِبِلِ والعوادِي في تَزكِ الاجْتِماع في مَكانٍ كما في الصِّحاحِ . قلتُ : والعَوادِي : المُقِيماتُ في العِضاهِ لا تفارِقُها وفي الحَدِيث : أُتِيَ بلَبنَ الأَوارِكِ وهو بَعَرَفَةَ فشَرِبَ منه قالَ ابنُ السِّكِّيتِ : هي المُقِيماتُ في الحَمْضِ ويُقالُ : أَطْيَبُ الأَلْبانِ أَلْبانُ الأَوارِكِ وقالَ أَبو ذُؤَيْبٍ الهذَلِي :
تَخَيَّرُ من لَبَنِ الآرِكا ... تِ في الصَّيفِ بادِيَةً والحَضَر وأَرَكْتُها أَنا أَرْكاً من حَدِّ نَصَرَ : فَعَلْتُ بها ذلِكَ . وأرَكَ الرَجُلُ أَرْكاً وأُرُوكاً : لَجَّ
وأَرَكَ في الأَمْرِ أُروكاً : تَأَخر . وأَرَكَ الجرحُ أرُوكاً : سَكَنَ وَرَمُه وتَماثَلَ وبَرَأَ وصَلَح وقال شَمِرٌ : يَأرِكُ ويَأرُكُ أرُوكاً لغتان . وأَرَكَ بالمكانِ أُرُوكاً من حَدي نَصَرَ وضَرَبَ : أَقامَ به فلم يَبرَحْ كأَرِكَ كفَرِح أَرَكاً . وأَرَكَ الأَمْرَ في عُنُقِه : أَلْزَمَه إِيّاه يَأْركُه أرُوكاً كما في اللِّسانِ
وَقومٌ مُؤْرِكُونَ أي : نازِلُونَ بالأَراكِ يَرعَوْنَها كما يُقال : مُحْمِضُون من الحَمْضِ ونَصُّ أبي حَنِيفَةَ : قومٌ مُؤْرِكُونَ : رَعَتْ إِبلَهم الأَراكَ كما يُقال : معِضّونَ : إِذا رَعَتْ إِبلُهم العُضّ قال :
أَقُول وأَهْلِي مُؤْرِكُونَ وأَهْلُها ... مُعِضُّونَ إِنْ سارَت فكَيفَ نَسِيرُ ؟قالَ ابنُ سِيدَه : وهو بَيت مَعْنىً قد وَهِمَ فيه أَبو حَنِيفَةَ وردَّ عليه بعضُ حُذّاقِ المَعانِي وهو مذكورٌ في موضِعِه . والأَرِيكَةُ كسَفِينَةٍ : سَرِيرٌ في حَجَلَةٍ من دُونِه سِتْرٌ ولا يُسَمَّى مُنْفَرِداً أَرِيكَةً وقال الزَّجّاج : فِراشٌ في حَجَلَةٍ وقيل : هو السَّرِيرُ مُطْلقاً سواء كانَ في حَجَلَةٍ أَوْ لا أَو كُلُّ ما يُتَّكَأُ عليهِ من سَريرٍ أَو فِراشٍ أَو مِنَصَّةٍ وقيلِ : الأَرِيكَةُ : سَرِيرٌ مُنَجَّدٌ مُزَيَّنٌ في قُبَّةٍ أو بَيت فإِذا لم يَكُنْ فيه سَرِيرٌ فهوَ حَجَلَةٌ نقله الصّاغاني أَريكٌ وأَرائِكُ ومنه قولُه تَعالى : " عَلَى الأرائِكِ يَنْظُرُونَ " و " عَلَى الأرَائِكِ مُتَّكِئُونَ " وقال الرّاغبُ في المُفْرداتِ : سُمِّى به لاتِّخاذِه في الأَصْلِ من الأَراكِ أَو لكَوْنِه مَحلَّ الإقامة من أَرَكَ بالمكانِ أرُوكاً : أَقام به وأًصله الإِقامَةُ لرَعْيِ الأَراكِ ثم تُجُوِّزَ به في غَيرِه من الإقاماتِ . وأَرَّكَها أي المَرأَةَ تَأْرِيكاً : سَتَرَها بِها قال الشّاعِرُ :
تَبَيَّن أَنَّ أُمَّكَ لم تُؤَرَّكْ ... ولم تُرضِعْ أَمِيرَ المُؤْمِنينَا وفي الصِّحاحٍ : يُقال : ظَهَرَتْ أَرِيكَةُ الجُرحِ أي : ذهَبَتْ غَثِيثَتُه وظَهَرَ لَحْمُه الصَّحِيحُ الأَحْمَرُ ولم يَعْلُهُ الجِلْدُ وليسَ بعدَ ذلك إِلاَّ عُلُوّ الجِلْدِ والجُفُوفُ . وأرَكُ مُحَرَّكَةً : وقال : يا قُوت : مدينة صَغِيرةٌ في طَرَفِ بَريَّةِ حَلَب قُربَ تَدْمُرَ وأَرضٌ ذاتُ نَخْل وزَيْتُونٍ وهي من فُتُوحِ خالِدِ بنِ الوَلِيدِ في اجْتِيازِه من العِراقِ إِلى الشّامِ قال : وقد ضَمَّ ابنُ دُرَيْدٍ هَمْزَتَه وأَنشدَ في اللِّسانِ للقُطامِي :
وقَدْ تَعَرَّجْت لَمّا وَرَّكَتْ أَرَكًا ... ذاتَ الشِّمالِ وعن أيمانِنا الرجَلُ وأَرَك أَيضاً : طَرِيقٌ في قَفا حَضَنٍ وهو جَبَلٌ بين نَجْدٍ والحِجازِ
وذُو أَرَك كجَبَلٍ وعُنُقٍ : وادٍ باليَمامَةِ من أَوْدِيَةِ العَلاةِ وله يومٌ معروفٌ واقْتَصَر فيه ياقُوت على الضَّبطِ الأَخِيرِ . وأرْك كعَدْلٍ : فيه أَبْنِيَة عَظِيمة بزَرنْجَ مدينَة بسِجِستانَ بين بابِ كركُوَيه وباب نِيشَك بناها عَمْرُو بن اللَّيثِ ثم صارَتْ دارَ الإِمارةِ وهي الآنَ تُسَمّى بهذا الاسْمِ
قلت : والمشهور فيه كَاف الفارِسِيّة وعند النسبة إليه يُحَرِّكُونَ . وذو أرُوكٍ بالضّمِّ : وادٍ في بلادِهِم وضَبَطه ياقُوت بالفَتْح . وأُرُكٌ بالضمِّ وبضَمَّتَيْنِ : بين جَبَلِ طَيِّئ وبينَ المَدينةِ المُشَرَّفةِ قاله ابنُ الأَعرابي قال وليس تَصْحِيفَ أُرل وقِيل : جَبَل وقيل : اسمُ مَدِينَةِ سَلْمَى أَحَد جَبَلَي طَيِّئ . وأَرِيكٌ كأَمِير : واد ذُو حِسى في بلادِ بني مُرَّةَ قاله أبو عُبَيدَةَ في شرحِ قولِ النّابِغَةِ :
عَفا ذُو حُسى من فرتَنا فالفَوارِعُ ... فشَطّا أَرِيك فالتِّلاعُ الدّوافِعُ وفي الصِّحاح عَفا حُسُم... فجَنْبَا أَريك وقيل : هو اسمُ جَبَلٍ بالباديَةِ وقيل : أَريكٌ إلى جَنْب النَّقْرَةِ وهما أَرِيكانِ : أَسْوَدُ وأَحْمَرُ وهما جَبَلانِ وقِيلَ : هو بقُربِ مَعْدنِ النَّقْرَةِ شِقٌّ منه لمُحارِب وشِقٌّ منه لبني الصادِرِ من بني سُلَيم وهو أَحَدُ الخَيالاتِ المحْتَفَّةِ بالنَّقْرَةِ ورواه بعضُهم بالتَّصْغِير عن ابنِ الأَعْرابي قال بعضُ بني مُرَّةَ يصفُ ناقةً :
إِذا أَقْبلَتْ قلتَ مَشحُونَة ... أَطاعَ لها الرِّيحُ قِلعَاً جَفُولا
فمَرَّتْ بذي خُشُبٍ غُدْوَة ... وجازَتْ فُوَيْقَ أرَيْكٍ أَصِيلا
نخَبِّطُ باللّيلِ حُزّانَه ... كخَبطِ القَوِيِّ العزيزِ الذَّلِيلاَ قُلتُ : الشِّعْرُ لبَشامَةَ بنِ عَمْرو ويَدُلّ على أَنْ أَرِيكًا جَبَلٌ قولُ جابِرِ بنِ حُنَى التَّغْلَبِيِّ :
تَصَعَدُ في بَطْحاءِ عِرقٍ كأَنَّها ... تَرَقَّى إِلى أَعْلَى أَرِيكٍ بسُلَّمِوأُرَيْكَتان مُصَغَّرَةً هكذا ضبَطَه الأَصمَعِي وقال غيرُه : هما أَرِيكَتان بالفتحِ : جَبَلان أَسْوَدانِ لأَبِي بَكْرِ بنِ كِلاب ولهما بِئار وقال الأصْمَعِيُ : أُرَيْكَةُ بالتَّصْغِيرِ : ماءَةٌ لبني كَعْبِ بنِ عبدِ اللّهِ بنِ أبي بَكْرٍ بقُربِ عَسقَلانَ وقال أَبو زِيادٍ : ومما يُذْكَرَ من مياهِ أبي بَكْرِ بنِ كِلابٍ أرَيْكَةُ وهي بغَربي الحِمَى حِمَى ضَرِيَّةَ وهي أَوّلُ ما يَنْزِلُ عليه المُصَدِّق من المَدِينَةِ المُشَرَّفةِ
وأَراكَةُ كسَحابةٍ : من أَسْمائِهِنَّ . وأَراكَةُ بنُ عَبدِ اللّهِ الثَّقَفِيُ ويَزِيدُ بن عَمْرِو بنِ أَرَاكَةَ الأَشْجَعِيّ : شاعِرانِ . وقالَ ابنُ عَبّاد : المَأْرُوكُ : الأَصْلُ من قولِه :
" وأنْتَ في المَأروكِ من قِحاحِها ورَوَى أَبُو تُرابٍ عن الأَصْمَعِي : هو آرضُهم بكَذا وآرَكُهُم بكَذا أي : أَخْلَقُهُم أَنْ يَفْعَلَه قالَ الأزْهرِيّ : ولم يَبلُغْني ذلِكَ عن غَيرِه
وائْتَرَكَ الأَراكُ : اسْتَحْكَم وضَخُم نقلَه الصّاغانيُ وقال رُؤْبَةُ :
" لِعِيصِهِ أَعْياصُ مُلْتَف شَوِكْ
" من العِضاهِ والأراكِ المُؤْتَركْ وقد تقدّم . أَو ائتَرَكَ : أَدْرَكَ أَو الْتَفَّ وكَثُر . ويُقال : عُشْبٌ له إِرْكٌ بالكَسرِ أي : تُقِيمُ فيه الإِبِلُ عن ابنِ عَبّادٍ
ومما يُستَدركُ عليه : أَراكٌ كسحاب : جَبَل . وذُو الأَراكَةِ : نَخْلٌ بموضعٍ من اليَمامَةِ لِبني عِجْلٍ قال عُمارَةُ بنُ عَقِيلٍ :
وبذِي الأَراكَةِ منكُم قد غادَرُوا ... جِيَفًا كأَنَّ رُؤُوسَها الفَخّار وقال رَجل يَهْجُو بني عِجْل وكانَ نَزَلَ بهِمْ فأَساءُوا قِراة :
لا يَنْزِلَنَّ بذِي الأَراكَةِ راكِبٌ ... حَتّى يُقَدمَ قبلَه بطَعامِ
ظَلَّتْ بمُخْتَرَقِ الرياحِ ركابُنَا ... لا مُفْطِرينَ بها ولا صُوّامِ
يا عجْلُ قد زَعَمتْ حَنِيفَةُ أَنّكم ... عُتْمُ القِرَى وقلِيلةُ الآدام وتَلا الأَراكِ : قريَةٌ بمِصْرَ
تَرَكَه يَتْرُكُه تَركاً وتِركاناً بالكسر وهذه عن الفَرّاءِ واتَّرَكَه كافْتَعَلَه وفي الصِّحاح قال فيه : فما اتَّرَكَ أي : ما تَرَكَ شَيئاً وهو افْتَعَل : ودَعَهَ . قال شيخُنا : وفيه اسْتِعْمالُ الذي أَماتُوه . قلتُ : وفَسَّره الجَوْهرِيُّ بخَلاّه وكذلك في الأَساطيرِ وِالعُبابِ قال شَيخُنا : وفَسَّره أَهلُ الأفْعال بِطَرَحَه وخَلاه . قلت : ولَفَظُ الوَدْعِ وَقَع في المُحْكَم فإِنَّه قال : التَّركُ : وَدْعُكَ الشَّيءَ تَرَكَه يَتْرُكُه تَركاً . قالَ شيخُنا : وقد يُعَلَّقُ التَّركُ باثْنَين فيكونُ مُضَمَّناً معنَى صَيَّر فيَجْرِي على نَمَطِ أَفْعالِ القُلوبِ كتَرَكَهُم في ظُلُماتٍ قاله الزَّمَخْشَريُّ والبَيضاوِيُ قال المُلاّ عَبدُ الحَكِيم في حواشِيه : فما في التَّسهِيلِ من أنّه كصَيَّر وفي القامُوسِ أَنّه بمَعْنَى جَعَلَ بيانٌ للاسْتِعْمال فاعْتِراضُ بعضِهم على عَبدِ الغَفُورِ قُبَيل بَحْثِ المَبني غيرُ مُتَّجِهٍ فتأَمّلْ . انتهى
وقال الرّاغِبُ : تَرَكَ الشيءَ : رَفَضَه قَصْداً واخْتِياراً أَو قَهْراً واضْطِراراً فمن الأَوّلِ قولُه : " وتَرَكْنا بَعْضَهُم يَوْمَئذٍ يَمُوجُ في بَعْض " وقوله : " واتْرُكِ البَحْرَ رَهْواً " ومن الثّاني : " كَم تَرَكُوا من جَنّاتٍ وعُيُونٍ " ومنه تَرِكَةُ فلانٍ : لما يُخَلِّفُه بعدَ مَوْتِه وقد يُقال في كُلِّ فِعْلٍ يَنْتَهِي إِلى حالَة ما : تَرِكَتُه كذا . وتَتارَكُوا الأَمْرَ بَينَهُم تَفاعُلٌ من التَّركِ . وتَرِكَةُ الرَّجُلِ المَيِّتِ كفَرِحَة : مِيراثُه وهو الذي يُخَلِّفُه بعدَ المَوْتِ وهو فَعِلَةٌ بمعنى المَفْعُولِ أي : الشيءُ المَتْرُوكُ وكذلك الطَّلِبَةُ للمَطْلُوب . والتَّرِيكَةُ كسَفِينَة : امْرَأَةٌ تُتْرَكُ لا تُزَوَّجُ أي لا يَتَزَوَّجُها أَحدٌ كما هو نَص الصِّحاح وأَنْشَدَ للكُمَيتِ :
إِذْ لا تَبِضُّ إِلى التَّرا ... ئِكِ والضَّرائِكِ كَف جازِرْ قال اللِّحْياني : ولا يقالُ ذلك للذَّكَرِ . والتَّرِيكَةُ : رَوْضَةٌ يغْفَلُ عن رَعْيِها وقِيلَ : هو المَرتَعُ الذي كانَ الناسُ رَعَوه إِما في فلاة وإِما في جَبَل فأَكَله المالُ حتى أَبقَى منه بَقايَا من عوَذ . قالَ ابنُ بَرِّيّ : وقد اسْتَعْمَله الفَرَزْدَقُ في ما تَرَكَه السَّيل من الماء فقالَ :
كأَنَّ تَرِيكَةً من ماءِ مُزْنٍ ... ودارِيَّ الذَّكِيِّ من المُدامِ وقالَ أيضاً :
سُلافَةُ جَفْنِ خالَطَتْها تَرِيكَةٌ ... على شَفَتَيها والذَّكِيّ المُشَوَّفُ والتَّرِيكَةُ : البَيضَةُ بعْدَ أَنْ يَخْرُجَ منها الفَرخُ قال ابنُ سِيدَه : أَو يُخَصُّ بالنَّعامِ تَتْرُكُها بالفَلاةِ بعدَ خُلُوِّها مما فِيها وقِيلَ : هي بَيضُ النَّعامِ المُفْرَدَةِ وأَنشَدَ ابنُ بَرِّي للمُخَبَّلِ :
كتَرِيكَةِ الأدْحِىِّ أدْفَأَها ... قَرِدٌ كأَنّ جَناحَه هِدْمُ والتَّرِيكَةُ : بَيضَةُ الحَدِيدِ للرَّأْسِ قال ابنُ سِيدَه : وأُراها على التَّشْبِيه بالتَّرِيكَةِ الّتِي هي البَيضَة كالتَّركَةِ فِيهما أي في بَيضَةِ النَّعامِ والحَدِيدِ . ترائِكُ وتَرِيكٌ وتَرك وأَنْشَد الجَوْهَرِيُّ للأَعْشى :
ويَهْماءَ قَفْرٍ تَحرَجُ العَيْنُ وَسطَها ... وتَلْقَى بِها بَيض النَّعامِ تَرائِكَا وأَنْشَدَ أيضاً للَبِيدٍ شاهِداً على ترك الحديد :
فَخْمَة ذَفْراء تُرتَى بالعُرَا ... قُردُمانِياً وتَركاً كالبَصَلْقال ابنُ شُمَيِل : التَّركُ : جماعَةُ البَيضِ وإِنّما هي شَقِيقَةٌ واحِدَةٌ وهي البَصَلَة . وقال أَبُو حَنِيفَة : التَّرِيكَةُ : الكِباسَةُ بعد أَنْ يُنْفَضَ ما عَلَيها وتُتْرَكَ والجمعُ التَّرائِكُ . قال : والتَّرِيكُ كأَمِيرٍ : العُنْقُودُ إِذا أكِلَ ما علَيه . وقالَ مَرَةً : التَّرِيكُ : العِذْق إِذا نُفِضَ فلم يَبق فيه شَيءٌ . وقولُهم : لا بارَكَ اللَّهُ فيهِ ولا تارَكَ ولا دَارَكَ كُلُّ ذلك اتْباعٌ والمَعْنَى واحِدٌ . وقالَ اللّيثُ : التَّركُ : الجَعْلُ في بَعْضِ الكَلامِ يقال : تَرَكْتُ الحَبلَ شَدِيداً أي : جَعَلْتُه شَديداً قال ابنُ فارِسٍ : ما أَحْسِبُ هذا من كَلامِ الخَلِيل وقال ابنُ سِيدَه : ولا يُعْجِبني وقالَ الأصْبَهانيُ في المُفْرداتِ : ويَجْرِي مَجْرَى جَعَلْته كذا نحو : تَرَكتُ فلاناً وقيذاً ونقل الصاغانِيُ الحَدِيثَ شاهداً له وهو حدِيثُ يومِ حُنَيْن قال : فرَجَعَ الناسُ بعدَ ما تَوَلَّوْا حَتّى تأَشَّبُوا حَوْلَ رَسُولِ اللَّهِ صَلّى اللَّهُ عليه وسَلّمَ حَتّى تَرَكُوهُ في حَرَجَةِ سَلَمٍ وهوَ عَلَى بَغْلَتِه والعَبّاسُ رضي اللَّهُ عنه يَشْتَجِرُها بلِجامِها أي حَتّى جَعَلُوه وكأنه ضِدٌّ . قالَ ابنُ عَرَفَةَ : التَّركُ على ضربَين : مُفارَقَةُ ما يكونُ للإِنْسانِ فيه رَغْبَةٌ وتَركُ الشّيءِ رَغْبَةً عنهُ وقوله تعالى : " وتَرَكْنَا عَلَيهِ في الآخِرِينَ " أي : أَبْقينا له ذِكْراً حَسَناً . والتّركُ بالضمِّ : جِيلٌ من النّاسِ الواحِدُ تُركِيٌّ كرُومٍ ورُومِيِّ وَزِنج وزِنجي أَتْراكٌ يُقال : إِنَّهُم بَنُو قَنْطُوراءَ وهي أَمَةُ الخَلِيلِ عليه السّلامُ والمَشْهُور أَنّهم أَولادُ يافِثَ بنِ نُوح وقيل : إِنّهم الدَّيلَمُ ومنهم التّتارُ وقِيل : نَسلُ تُبَّع قاله الجَلالُ في التَّوْشِيح . وفي الحَدِيثِ : اتْرُكُوا التُّركَ ما تَرَكُوكم قلتُ : وقد اعْتَمَدَ النَّمَرِيُّ النّسّابَةُ على أَنّهم من أَولادِ يافِثَ كما ذَكَرَه ابنُ الجَوّاني في المُقَدِّمة
وقال ابنُ الأَعرابي : ترِكَ الرجلُ كسَمِعَ إِذا تَزَوَّجَ تَرِيكَةً من النِّساءِ وهي العانِسُ في بيتِ أَبَويْها . وقال ابنُ عَبّادٍ : التَّركَةُ بالفتح : المَرأَةُ الرَّبْعَةُ والجمع تَركات . وفي الحَدِيثِ الذي رواه سَعِيدُ بنُ جُبَيِرِ - وذَكَر قِصَّةَ إِسماعِيل وما كانَ من إِبراهِيمَ صَلَواتُ اللَّهِ عليهما في شأنِه حينَ تَرَكه بمكَّةَ مع أُمِّه وأَنّ جُرهُمَ زَوَّجُوه لمّا شَبَّ وتَعَلَّمَ العَرَبيَّةَ - ثم إِنّه جاءَ الخَلِيلُ صلّى اللَّهُ عليهِ وسَلَّم إِلى مَكَّةَ يُطالِعُ تَركَتَه أي هاجَرَ وَوَلَدَها إِسماعِيلَ وهيِ في الأَصْلِ بَيضَةُ النَّعامِ فاستعارَها ؛ لأنَّ النَّعامةَ لا تَبِيضُ في السنةِ إِلاّ واحِدَةً في كلِّ سَنَةٍ ثمّ تَتْرُكُها وتَذْهَبُ قالَ الزَّمَخْشَرِيُّ في الفائِق : هكذا الرِّوايَةُ بسكونِ الراءِ ولو رُوِيَ بكسر الرّاءِ كان وَجْهاً . من التَّرِكَة بمَعْنَى الشيءِ المَتْرُوكِ هكذا نَقَله عنه الصّاغاني في العُبابِ وابنُ الأَثِيرِ في النَّهايَةِ
ورَوْضَة التَّرِيكِ كأَمِيرٍ : باليَمَنِ من أَسافِلِ البِلادِ وقالَ نَصْرٌ : تَرِيك : مُجْتَمَع مياهٍ ومَغايِضَ بأَسْفَلِ اليَمَنِ . وبَنُو تُركانَ بالضمِّ : أَهْلُ بَيت من واسِطَ ذَكَرَهُم ابنُ السِّمْعانِيِّ في الأَنسابِ
وأَبُو التُّرَيْكِ مُحمَّدُ بنُ الحُسَيْنِ بنِ مُوسَى بنِ إِسْحاقَ الأَطْرابُلُسِي كزُبَيرٍ شيخٌ لابنِ جُمَيعٍ الغَسّانِي وهو من أَطْرابُلُسِ الشّام وقد حَدَّثَ عن أبي عُتْبَةَ كذا رأَيت في مُعْجَم شُيُوخِه قلتُ : وكذا عن الحَسَنِ بنِ أحْمَدَ بنِ مُسْلِمٍ . وعبدُ المُحْسِنِ بنُ تُرَيْكٍ الأَزَجِيُ سَمِع من ابنِ النَّرسِيِّ وعنه الشيخُ البَهاءُ المَقْدِسِيّ : مُحَدِّثانِ . وفاتَه : أَبُو التُّرَيْكِ حَسَنُ بنُ عَلِيِّ بن داودَ المُطَرز : محدِّثٌ أَوردَه الحافِظُ . وتُركَةُ بالضمِّ : اسم رَجُلٍ واشتهر به عَبدُ اللَّهِ بنُ جَعْفَرِ بنِ تُركَةَ عن مُحَمّدِ بنِ حُمَيدٍ الرّازِيّ . وهُبَيرَةُ بنُ الحَسَنِ بنِ تُركَةَ عن الحَسَنِ بنِ سَوّارٍ البَغَوِيِّومُعَلَّى بنُ تُركَةَ عن المَسعُودِيِّ . وأَحْمَدُ بنُ عُبَيدِ اللَّهِ بنِ أَحْمَدَ بنِ محمد بن سَلَمَةَ بنِ تُركَةَ البَغْدادِيُّ كتَبَ عنه عَبدُ الغَني بنُ سَعِيدٍ . وقابُوس بنُ تُركَة من عُلَماءِ سِجِستانَ في المائةِ الرّابِعَةِ . وزَيْدٌ ويَزِيدُ ابْنا تُركِيِّ : شاعِرانِ نَقَلَهُما الصاغاني
ومما يُستدرَكُ عليه : تارَكْتُه في البَيعِ مُتارَكَةً . وتَراكِ تَراكِ صُحْبَةَ الأَتْرِاكِ بمعنى اتْرُكْ وهو اسمٌ لفِعْلِ الأمْرِ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لطُفَيل بن يَزِيدَ الحارثيِّ :
" تَراكِها من إِبِلٍ تَراكِها
" أَمَا تَرَى المَوْتَ لَدَى أَوْراكِها وفي كتابِ أَيّامِ العَرَبِ لأبي عُبَيدَةَ أَنّ الرجزَ لبَكْرِ بنِ وائِلٍ وكانُوا يَرتَجِزُونَ به في القِتالِ يوم الزَّوْرَيْنِ . وقالَ يُونُسُ في كِتابِ اللُّغاتِ : تَراكِها ومَناعِها : لُغَتانِ في الكسر وهذا في حالِ الإِضافَةِ وإِذا نَزَعْتَ الإضافَةَ فليسَ إلاّ الكسر . وفي الحَدِيثِ : إِنَّ لِلَّه تَرائِكَ في خَلْقِه أي : أموراً أَبْقاهَا في العِبادِ من الأَمَلِ والغَفْلَةِ حتّى يَنْبَسِطُوا بها إِلى الدُّنْيا . وقال ابنُ الأَعرابي : تارَكَ : أَبْقَى . وقالَ ابنُ عَبّادٍ : التَّركُ : القَدَحُ الذي يَحْمِلُه الرَّجُلُ بيَدَيْه . وتُركٌ الحَذّاءُ : من القُرّاءِ : اسمُه مُحَمّدُ بنُ حَربٍ قرأَ على سُلَيم . ومُحَمّدُ بنُ تُركٍ العَطّارُ وأُخته زُهْرَةُ : حَدَّثا بالإِجازَةِ عن أبي شُجاعٍ الوَراقِ . ومُحَمّدُ بنُ يُوسُفَ التُّركِيُ من شُيُوخِ الطَّبَرانِي روى عن عِيسَى بن إِبراهِيم . وأَبُو القاسِم الحَسَنُ بنُ محمَّدِ بنِ إبْراهِيمَ الأَنْبارِيُّ التِّرَكِيُ بكسرٍ ففَتْح هَكذا ضَبَطه تِلْمِيذُه أَبو نَصْر الوائِلِيُ السِّجْزِيّ . وعبد الرَّحْمنِ بنُ إِبْراهِيمَ الأَنْدَلُسِي يُعْرَف بابنِ تارِك روى عن أصْبَغَ بنِ الفَرَج وغيرِه