الدُّرْبَةُ عادة وجراءة على الحرب وكل أمر وقد دَرِبَ بالشيء بالكسر اعتاده وضري به ورجل مُدَرَّبٌ و مُدَرِّبٌ كمُجَّرب ومُجَّرب وقد دَرَّبَتْهُ الشدائد حتى قوي ومرن ...
الدَّرْبُ مَعْرُوفٌ قالُوا : الدَّرْبُ : بَابُ السِّكَّةِ الوَاسعُ وفي التهذيب الوَاسِعَةِ وهو أَيضاً البَابُ الأَكْبَرُ والمَعْنَى وَاحِدٌ ج دِرَابٌ كرِجَالٍ أنشد سيبويه :
مِثْل الكِلاَبِ تَهِرُّ عِنْدَ دِرَابِهَا ... وَرِمَتْ لَهَازِمُهَا مِنَ الخِزْبَازِ ودُرُوبٌ كفَلْسٍ وفُلُوسٍ وعليه اقتصر في شفاءِ الغليل وكُلُّ مَدْخَلٍ إلى الرُّومِ دَرْبٌ مِنْ دُرُوبِهَا أَو النَّافِذِ بالسُّكُونِ وأَصْلُ الدَّرْبِ : المَضِيقُ في الجِبَالِ ومنه قَوْلُهُمْ : أَدْرَبَ القَوْمُ إذَا دَخَلُوا أَرْضَ العَدُوِّ مِنْ بِلاَدِ الرُّومِ وفي حديث جعفر بنِ عَمْرٍو وأَدْرَبْنَا أَي دَخَلْنَا الدَّرْبَ والدَّرْبُ : المَوْضِعُ الذِي يُجْعَلُ فِيهِ التَّمْر لِيَقِبَّ أَي يَيَبَسَ والدَّرْبُ : ة باليَمَنِ وع بنَهَاوَنْدَ من بلاد الجَبَلِ منه أَبُو الفَتْحِ منصورُ بن المُظَفَّرِ المُقْرِئُ الدَّرْبِيُّ النَّهَاوَنْدِيّ قال أَبُو الفَضْلِ المَقْدِسِيُّ : حدَّثنا عنه بعضُ المتأَخرين وفي قول امرئ القيس :
" بَكَى صَاحِبِي لَمَّا رَأَى الدَّرْبَ حَوْلَهُ موضعٌ بالرُّومِ معروفٌ على ما اختاره شُرَّاحُ الديوَان قاله شيخُنا
ودَرِبَ بِهِ كَفَرِحَ دَرَباً ولَهِجَ لَهَجاً وضَرِيَ ضَرًى إذا اعْتَادَ الشيءَ وأُولِعَ به قاله أبو زيد ودَرِبَ بالأَمْرِ دَرَباً ودُرْبَةً بالضَّمِّ : َضَرِيَ به كَتَدَرَّبَ ودَرْدَبَ أَي اعْتَادَ ودَرَّبَه بِهِ وعَلَيْهِ وفِيهِ تَدْرِيباً : ضَرَّاهُ وأَلَّبَ عليه ودَرَّبَتْهُ الشَّدَائِدُ حَتَّى قَوِيَ ومَرَنَ عليها عن اللحيانيّ ومنه المُدَرَّبُ كمُعَظَّمٍ منَ الرِّجالِ المُنَجَّدُ والمُدَرَّبُ : المُجَرَّبُ والمُدَرَّبُ : المُصَابُ بالبَلاَيَا وبالشَّدَائِدِ والمُدَرَّبُ : الأَسِدُ ذَكَره الصاغانيّ والمُدَرَّبُ مِنَ الإِبِلِ : المُخْرَّجُ المُؤَدَّبُ الذِي قد أَلِفَ الرُّكُوبَ والسَّيْرَ أَي عُوِّدَ المَشْيَ في الدُّرُوبِ فصارَ يَأْلَفُهَا ويَعْرِفُهَا فلا يَنْفِرُ وهي مُدَرَّبَةٌ بهَاءٍ وفي حديث عِمْرَانَ بنِ حُصَيْنٍ وكَانَتْ نَاقَتُهُ مُدَرَّبَةً وكُلُّ ما في معناهُ مما جاءَ عَلَى بِنَاءِ مُفَعَّلٍ فالفَتْحُ والكَسْرُ فيه جائزَانِ في عَيْنِه كالمُجَرَّبِ والمُجَرَّسِ ونحوِه إلاَّ المُدَرَّبَ فإنَّهُ بالفَتْحِ فقطْ وهذه قَاعِدةٌ مُطَّرِدَةٌ
والدُّرْبَةُ بالضَّمِّ : الضَّرَاوَةُ عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ علَى الأَمْرِ والحَرْبِ بالجَرِّ على أَنَّه معطوفٌ على الأَمْرِ ففيه تَخْصِيصٌ بَعْدَ تَعْمِيمٍ ويوجدُ في بعض النسخ بالرَّفْعِ فيكون معطوفاً على جَرَاءَة وأحسنُ من هذا عبارة لسان العرب : والدُّرْبَةُ : عَادَةٌ وجَرَاءَةٌ على الحرْبِ وكلِّ أَمرٍ وقد دَرِبَ بالشَّيْءِ كالدُّرَّابَةِ بِالضَّمِّ ظَاهِرُهُ أَنه كثُمَامَةٍ والحالُ أنه مشَّدَّدٌ عن ابن الأَعْرَابِيّ وأنشد :
" والحِلْمُ دُرَّابَةٌ أَوْ قُلْتَ مَكْرُمَةٌمَا لَمْ يُوَاجِهْكَ يَوْماً فيهِ تَشْمِيرُ
وتقولُ : مازِلْتُ أَعْفُو عن فلانٍ حَتَّى اتَّخَذَهَا دُرْبَةً قال كعب بن زهير :
" وفي الحلمِ إدْهَانٌ وفي العَفْوِ دُرْبَةٌوفي الصِّدْقِ مَنْجَاةٌ مِنَ الشَّرِّ فاصْدُقِ والدُّرْبَةُ بالضَّمِّ : سَنَامُ الثَّوْرِ الهَجِين ودَرِبَ البَازِي علَى الصَّيْدِ ودَرَّبَ الجَارِحَةَ : ضَرَّاهَا على الصَّيْدِ وعُقَابٌ دَارِبٌ على الصَّيْدِ ودَرِبَةٌ كفَرِحَةٍ مُعَوَّدٌ عليه وبه وقد دَرَّبْتُهُ أَيِ البَازِيَ على الصيد تَدْرِيباً أَي ضَرَّيْتُه
وجَمَلٌ دَرُوبٌ ونَاقَةٌ دَرُوبٌ كصبورٍ : مُذَلَّلٌ وهو من الدُّرْبَةِ
وقال اللِّحْيَانيّ : بَكْرٌ دَرَبُوت وتَرَبُوتٌ التَّاءُ بَدَلٌ عن الدَّالِ كما يَأْتِي في حرف التاءِ المُثَنَّاةِ الفوْقِيَّةِ إن شاءَ الله تعالى مُحَرَّكَةً أَي ذَلُولٌ وكذلك ناقةٌ دَرَبوتٌ أَو هي أَي دَرَبُوتٌ : التي إذا أَخَذْتَ بالخطاب بمِشْفَرِهَا ونَهَزْتَ بالخطاب عَيْنَهَا تَبِعَتْكَ
والدَّربَانِيَّةُ بالفتح : ضَرْبٌ من جِنْسِ البَقَرِ تَرِقُّ أَظْلاَفُهَا وجُلُودُهَا وكانت لها أَسْنِمَةٌ جمع سَنَامٍ واحدُهَا دَرْبَانِيٌّ والجمع : دِرَابٌ وأَمَّا العِرَابُ فَمَا سَكَنَتْ سَرَوَاتُهُ وغَلُظَتْ أَظْلاَفُه وجُلُودُهُ واحدها عَرَبِيٌّ والفِرَاشُ مَا جَاءَ بيْنَ الدِّرَابِ والعِرَابِ وتكونُ لَهَا أَسْنِمَةٌ صِغَارٌ وتَسْتَرْخِي أَعْيَابُهَا واحدها فَرِيشٌ
ودَرِبَ بِالأَمْرِ : دُرْبَةً وتَدرَّبَ وهو دَرِبٌ : عالِمٌ
والدَّارِبَةُ : العَاقِلَةُ والحَاذِقَةُ بصِناعَتِهَا وهو الدَّارِبُ : الحَاذِقُ بصِنَاعَتِه عن ابن الأَعْرَابِيّ والدَّارِبَةُ أَيضاً : الطَّبَّالَةُ وأَدْرَبَ كدَرْدَبَ ودَبْدَبَ إذا صَوَّتَ بالطبْلِ ودرْبَى فُلاناً يُدَرْبِيهِ دِرْباءً إذا أَلْقَاهُ عن ابن الأَعْرَابيّ وأَنشد :
" اعْلَوَّطَا عَمْراً لِيُشْبِيَاهُ
" في كُلِّ سُوءٍ ويُدَرْبِيَاهُ يُشْبِيَاهُ ويُدَرْبِيَاهُ أَي يُلْقِيَاهُ فيمَا يكْرَهُ
والدُّرُبُّ كعُتُلٍّ : سَمَكٌ أَصْفَرُ كأَنَّهُ مُذْهَبٌ
ودَرْبَى كَسَكْرَى : ع بالعِرَاقِ وضَبَطه الصغانيّ بضَمِّ الدّالِ والرَّاءِ المُشَدَّدَةِ وقال : هو في سَوَادِ العِرَاقِ شَرْقِيَّ بَغْدَادَ انتهى والمشهورُ بِالنسبةِ إليه : أَبُو حَفْصٍ عُمَرُ بنُ أَحْمَدَ بنِ عليِّ ابنِ إسماعيلَ القَطَّانُ عُرِفَ بالدَّرْبِيّ من أَهل بغدادَ من الثِّقَاتِ رَوَى عنه الدَّارَقُطْنِي وابنُ شاهِينَ الواعظُ وغيرُهما
والدَّرْدَبَةُ سَتَأْتِي قريباً وهنا ذَكَرَهُ الجوهريّ والصاغانيّ
وأَبُو طاهِرٍ أَحْمَدُ بنُ عَبْدِ اللهِ الدُّرَيْبِيُّ كَزُبَيْرِيٍّ : مُحَدِّثٌ نِسْبَة إلى الجَدِّ سَمِعَ على التَّاجِ عبدِ الخَالِقِ وغيره . وبنو دُرَيْبٍ كزُبير : قَبِيلَةٌ منهم أُمَرَاءُ حَلْيٍ وصَبْيَا من اليَمَنِ
والتَّدْرِيبُ : الصَّبْرُ في الحَرْبِ وقْتَ الفِرَارِ يقال : دَرَّبَ وفي الحديث عن أَبي بكرٍ " لاَ يَزَالُونَ يَهْزِمُونَ الرُّومَ فإذَا صارُوا إلى التَّدْرِيبِ وَقَفَتِ الحَرْبُ " أَرادَ الصَّبْرَ في الحَرْب وَقْتَ الفِرَارِ وأَصْلُه مِنَ الدُّرْبَةِ : التَّجْرِبَةِ ويجوزُ أَنْ يَكُونَ من الدُّرُوب وهي الطُّرُقُ كالتَّبْوِيبِ من الأَبْوَابِ يَعْنِي أَن المَسَالِكَ تَضِيقُ فَتَقِفُ الحرْبُ
والدَرْبَانُ بالفَتْح ويُكْسَرُ : البَوَّابُ فَارِسِيَّةٌ عُرِّبَتْ ومَعْنَاهُ حَافِظُ البَابِ وسَيَأْتِي للمصنّف في دَرْبَنَ وهناك ذَكَرَه الجوهريُّ على الصحيحودَرْبُ ساك : موضعٌ بالشَّأْمِ ودَرْب الحَطَّابِينَ بِبغدادَ ومَحَلَّةٌ من مَحَلاَّتِ حَلَبَ بالقُرْبِ من باب أَنْطَاكِيَة كانت بها منازلُ بَنِي أَبِي أُسَامَةَ ودَرْبُ فَرَاشَةَ ودَرْبُ الزَّعْفَرَانِ ودَرْبُ الضَّفادِعِ من مَحَلاَّتِ بَغْدَادَ من الأَولِ : أَبُو العَبَّاسِ أَحْمَدُ بنُ الحَسَنِ بنِ أَحْمَدَ الدَّبَّاسُ ومن الثاني : أَبُو بَكْرٍ محمدُ بنُ عليِّ بنِ عبدِ اللهِ المُجَهز ومن الثَّالِثِ : أَبو بَكْرٍ مُحَمَّدُ ابنُ مُوسَى البَرْبَهَارِيّ ودَرْبُ الشاكِرِيَّةِ إحْدَى المَحَالِّ الشَّرْقِيَّةِ سَكَنَهَا أَبُو الفَضْلِ السَّلاَمِيُّ ودَرْبُ القَيَّار إليها أَبُو الفُتُوحِ محمَّدُ بنُ أَنْجبَ بن الحُسَيْنِ البَغْدَادِيّ ذَكَرَهُ أَبُو حَامِدٍ المَحْمُودِيُّ
ودِيَرْبُ بِكَسْرِ المُهْمَلَةِ وفَتْحِ اليَاءِ التحْتِيَّةِ وسُكُونِ الرَّاءِ سَبْعَةُ قُرًى بمصرَ الأُولَى : دِيَرْبُ حَيَّاش وتُعْزَى إلى صافُور والثانية دِيَرْبُ نَجْمٍ وتُعْزَى إلى فِليتَ وهُمَا من إقْلِيمِ بُلْبَيْس وثلاثَةٌ مِنَ الدَّقَهْلِيَّةِ إحْدَاهَا المُضَافَةُ إلى بَلَجْهورَة والاثْنَتَانِ : البَحْرِيَّةُ والقِبْلِيَّةُ واثْنَتَان مِنَ الغَرْبِيَّةِ