الرِّهْصُ بالكَسْرِ : العَرَقُ الأَسْفَلُ مِنَ الحَائِطِ . قَال شَيْخُنَا : وفيه إِغْرَابٌ والعَرَقُ مُحَرّكَةً : كُلُّ صَفٍّ من اللَّبِنِ والآجُرِّ . قُلْتُ : لا إِغْرَابَ فقد أَوْرَدَه الجَوْهَرِيُّ هكذا وكَذَا الصّاغَانِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ وهذا نَصُّ عِبَارَتِهِم قالُوا : يُقَال : رَهَصْتُ الحائِطَ بما يُقِيمُه ؛ إِذا مالَ ورَهَصَ : أَصْلَحَ أَصْلَ الجِدَارِ المُنْشَقِّ ويُقَال إِذا ثَبَّتَّ جِدَاراً : أَحْكِمْ رِهْصَهُ وأَصْلُ الرهْصِ تَأْسِيسُ البُنْيَانِ وذُكِرَ في د م ص اسْتِطْراداً . والرَّهْصُ : الطِّينُ الَّذِي يُبْنَي بهِ يُجْعَلُ بَعْضُهُ على بَعْضٍ قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : و هو بِهذا المَعْنى لا أَدْرِي أَعَرَبِيُّ أَمْ دَخِيلٌ غَيْرَ أَنَّهُمْ قد تَكَلَّمُوا بهِ فقَالُوا : الرَّهَّاصُ كشَدّادٍ : عَامِلُه . والرَّهْصُ كالمَنْعِ : العَصْرُ الشَّدِيدُ وفي بَعْضِ النُّسَخِ : العُسْرُ الشَّدِيدُ وهو غَلَطٌ . ومن المَجَازِ : الرَّهْصُ : المَلامَةُ يُقال : رَهَصَنِي فُلانٌ في أَمْرِ فُلانٍ أَيْ لاَمَنِي وهُوَ منَ الرَّهْصَةِ وتَقُولُ : فُلانٌ ما ذُكِرَ عندَه أَحَدٌ إِلاَّ غَمَصَه وقَدَحَ في ساقِهِ ورَهَصَه . والرَّهْصُ : الاسْتِعْجَالُ يُقَال : رَهَصَنِي في الأَمْرِ أَي اسْتَعْجَلَنِي فيه . ويُقَال : رَهَصَنِي فُلانٌ بِحَقِّهِ أَيْ أَخَذَنِي أَخْذَاً شَدِيداً وقالَ ابنُ شُمَيْلٍ : رَهَصَه بدَيْنِه رَهْصاً ولَمْ يُعَتِّمْهُ أَيْ أَخَذَه بهِ أَخْذاً شَدِيداً عَلَى عُسْرِه ويُسْرِه . وأَرْهَصَ الحائِطَ لُغَةٌ ضَعِيفَةٌ في رَهَصَه كَذَا في العُبَابِ . ومِنَ المَجَازِ : أَرْهَصَ اللهُ فُلاناً : جَعَلَه مَعْدِناً للخَيْرِ ومَأْتىً . والأَسَدُ الرَّهِيصُ : الَّذِي يَظْلَعُ في مِشْيَتِه خُبْثاً . وهُوَ أَيْضاً لَقَبُ هَبّارِ بنِ عَمْرِو بنِ عُمَيْرَةَ بنِ ثَعْلَبَة بنِ غِيَاث بنِ مِلْقَطِ بن عَمْرِو بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ عَوْفِ بنِ وائِلِ بن ثَعْلَبَةَ بن رُومَانَ الطّائِيِّ لُقِّبَ به . كأَنَّهُ مِن شَجَاعَتِه لا يَبْرَحُ مَرْكَزَه فكَأَنَّمَا رُهصَ وهو مَجَازٌ زَعَمُوا - وهُمْ طَيِّئٌ - أَنَّهُ قاتِلُ عَنْتَرَةَ بنِ شَدّادٍ العَبْسِيِّ . وأَبَى ذلِكَ أَبُو عُبَيْدَةَ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . قلتُ : والَّذِي قَرَأْتُه في أَنْسَابِ أَبِي عُبَيْدِ عن ابنِ الكَلْبِيِّ أَنَّ اسْمَهُ جَبَّارُ بنُ عَمْروٍ وأَنَّ الَّذِي قَتَلَ عَنْتَرَةَ هُوَ وَزَرُ بنُ جابِرِ بنِ سَدُوسٍ الَّذِي وَفَدَ عَلَى النّبِيِّ صلَّى اللهُ عليهِ وسَلَّمَ فَلَمْ يُسْلِمْ وقالَ : لا يَمْلِكُ رَقَبَتِي عَرَبِيٌّ وقد تَقَدَّم ذِكْرُه . ورُهِصَ الفَرَسُ كعُنِىَ عن ثَعْلَبٍ وفَرِحَ عن الكِسَائِيِّ وأَبي زَيْدٍ والأَوّلُ أَفْصَحُ قَالَهُ ثَعْلَبٌ وأَباهُ الكِسَائِيُّ فهُوَ رَهِيصٌ ومَرْهُوصٌ أَيْ أَصابَتْهُ الرَّهْصَةُ وهي وَقْرَةٌ تُصِيبُ باطِنَ حافِرِهِ وفي الصّحاحِ : الرَّهْصَةُ : أَنْ يَذْوَي باطِنُ حافِرِ الدّابَّةِ من حجَرٍ تَطَؤُهُ مثلُ الوَقْرَةِ . وأَرْهَصَه اللهُ تَعَالَى مِثْلُ أَوْقَرَه وقَالَ ابنُ الأَثِيرِ : أَصْلُ الرَّهْصِ : أَنْ يُصِيبَ باطِنَ حافِرِ الدّابّةِ شَيْءٌ يُوْهِنُه أَوْ يَنْزِلَ فيه الماءُ من الإِعْيَاءِ وأَصْلُ الرَّهْصِ : شِدَّةُ العَصْرِ . وخُفَّ رَهِيصٌ : أَصابَه الحَجَرُ فأَوْهَنَه . والرَّوَاهِصُ من الحِجَارَةِ : الَّتي تَرْهُصُ أَيْ تُنْكِّبُ الدَّوابَّ إِذا وَطِئَتْهَا . وقالَ أَبُو عُبَيْدٍ : هي الصُّخُورُ المُتَرَاهِصَةُ الثّابِتَةُ كذَا في النُّسَخِ وصَوَابُه المُتَرَاصِفَةُ كما هو نَصُّ الصّحّاحِ . وَاحِدَتُهَا الرّاهِصَةُ قال الأَعْشَى :
فعَضَّ حدِيدَ الأَرْضِ إِنْ كُنْتَ ساخِطاً ... بفِيكَ وأَحْجَارَ الكُلاَبِ الرَّواهِصَاويُقَال : لَمْ يَكُنْ ذَنبْهُ عَنْ إِرْهَاصٍ وهو مَأْخُوذٌ من الحَدِيثِ ونَصُّه وأَنَّ ذَنْبَه لم يَكُنْ عن إِرْهاصٍ أَي إِصْرارٍ وإِرْصَادٍ وإِنَّمَا كانَ عارِضاً وأَصْلُه من الرَّهْصِ وهو تَأْسِيسُ البُنْيَانِ . ويُقَال : رَاهَصَ غَرِيمَهُ أَيْ رَاصَدَهُ . والمَرَاهِصُ : المَرَاتِبُ والدَّرَجَاتُ . قالَ ابنُ دُرَيْدٍ : لَمْ يُسْمَعْ بِواحِدِها وقالَ الجَوْهَرِيُّ والزَّمَخْشَرِيُّ : وَاحِدَتُهَا مُرْهَصَةٌ يُقَالُ : كَيْفَ مَرْهَصَةُ فُلانٍ عِنْدَ المَلِكِ . وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لِلأَعْشَى يَهْجُو عَلْقَمَةَ بنَ عُلاثَةَ :
رَمَى بِكَ فِي أُخْرَاهُمُ تَرْكُكَ العُلاَ ... وفُضِّلَ أقْوَامٌ عَلَيْكَ مَرَاهِصَا ومما يُسْتَدْرَك عَلَيْه : رَمَى الصَّيْدَ فرَهَصَه : أَوْهَنَه . ودابَّةٌ رَهِيصٌ ورَهِيصَةٌ مَرْهُوصَةٌ والجَمْعُ رَهْصَي . والرَّهْصُ : الغَمْزُ والعِثَارُ عن شَمِر وبِهِ فَسَّرَ قَوْلَ النَّمِرِ بنِ تَوْلَب في صِفَةِ جَمَلٍ :
شَدِيد وُهْصٍ قَلِيل الرَّهْصِ مُعْتَدِل ... بصَفْحَتَيْهِ مِنَ الأَنْسَاعِ أَنْدَابُ ورُهِصَ الحَائِطُ : دُعِمَ . وقَالَ أَبو الدُّقَيْشِ : للفَرَسِ عِرْقانِ في خَيْشُومِه وهُمَا النّاهِقَانِ وإِذا رَهَصَهُمَا مَرِضَ لهُمَا . والإِرْهاصُ : الإِثْبَاتُ يُقَال : أَرْهَصَ الشّيءَ إِذا أَثْبَتَه وأَسَّسَه وهُوَ مَجَازٌ ومنه إِرْهَاصُ النُّبُوَّةِ . وأَصَابَهُ راهِصٌ . وفي كِتَابِ النَّبَاتِ لأَبِي حَنِيفَةَ : ونَوْءُ الفَرْغِ المُقَدّمِ إِرْهَاصٌ للوَسْمِيِّ قالَ ابنُ سِيدَه : يُرِيدُ أَّنه مُقَدّمةٌ له وإِيذانٌ به . ورَاهِصُ : حَرّةٌ سَوْدَاءُ لفَزَارَةَ وعِنْدَهَا آكَامٌ مُتَّصِلَةٌ تُعْرَفُ بتَلِّ رَاهِص