الطِّرْسُ بالكَسْرِ : الصَّحِيفَةُ إِذا كُتِبَتْ كالطَّلْسِ قاله شَمِرٌ أَو هِيَ الَّتِي مُحِيَتْ ثمّ كُتِبَتْ وقال اللَّيْثُ : الطِّرْسُ : الكِتَابُ المَمْحُوُّ الذي يُسْتَطَاع أَنْ يُعادَ عَلَيْه الكِتَابَةُ ج أَطْرَاسٌ وطُرُوسٌ والصَاد لغةٌ . وطَرَسَهُ كضَرَبه : مَحَاهُ وأَفْسَدَه . وضبَطَه الأُمَوِيُّ بالتّشْدِيد . والتَّطرِيسُ : إِعَادَةُ الكِتَابَةِ على المَكْتُوبِ المَمْحُوِّ قالَهُ اللَّيْثُ . والتَّطَرُّسُ : أَلاّ تَطْعَمَ ولا تَشْرَبَ إِلا طَيِّباً وهو التَّنَطُّسُ قالَهُ ابنُ فارِسٍ . قال المَرَّارُ الفَقْعَسِيُّ يَصِفُ جارِيَةً :
بَيْضَاءُ مُطُعَمَةُ المَلاحَةِ مِثْلُهَا ... لَهْوُ الجَلِيسِ ونِيقَةُ المُتَطَرِّسِ
والتَّطَرُّسُ عن الشَّيْءِ : التَّكرُّمُ عنه عن ابنِ عبّادٍ والتَّجنُّبُ يقال : تَطرَّسَ عن كذا إِذا تَكرَّم عنه ورَفَع نفْسَه عن الإِلْمَامِ به نَقَلَه الصّاغَانِيّ . وعن ابنِ الأَعْرَابِيِّ : المُتَطَرِّسُ والمُتَنَطِّسُ : المُتَاَنِّقُ المُخْتَارُ وفي نُسْخَهِ التَّهْذِيبِ : المُتَنَوِّقُ المُخْتَار وهذا بعَيْنِه مَعْنَى التَّطَرُّس الَّذِي سَبَقَ ذِكرُه فإعاِدَتُه تَكرارٌ لا يَخْفَى . وقال ابنُ فارِس : الطّاءُ والرّاءُ والسِّينُ فيه كلامٌ لعلَهُ يكونُ صَحِيحاً وذَكَرَ الطِّرْسَ والتَّطَرُّسَ . وطَرَسُوسُ كحَلَزْونٍ قالَ شيخُنَا : واخْتَار الأَصْمَعِيُّ فيه الضَّمّ كعُصْفُورٍ وقالَ الجُوْهَرِيُّ : ولا يُخَفَّف إِلاَّ في الشِّعْرِ لأَنّ فَعْلُولاً ليسَ من أَبْنيَتِهِم : د إِسلاميٌّ بساحِلِ بحرِ الشّامِ مُخْصِبٌ كانَ للأَرْمَنِ ثم أُعِيدَ للإِسْلامِ في عَصْرِنَا ولم يَزَلْ إِلى الآنَ كذلك . ومنه الحسين بن محمَّدِ بن الحُسيْنِ الخَوّاصُ المِصْرِيّ الطَّرَسُوسِيُّ روى عن يُونُسَ بنِ عبْدِ الأَعْلَى . ومِمّا يُسْتَدْركُ عليه : طَرِسَ الرَّجُلُ كفَرِح ؛ إِذا خَلَقَ جِسْمُه وادْرَهَمّ نَقَلَه الصّاغَانِيُّ . وطَرَسَ الكِتَاب طَرْساً : كتَبَه كسَطَرَهُ
فُطْرُسٌ بالضَّمِّ أَهْمله الجَوْهَرِيُّ وصاحب اللِّسَان وهو اسْمُ رَجُل ومنه نَهْرُ فُطْرُسٍ هكذا أَوْرَدَه أَبو تَمّامٍ في أشْعاره وكذا أَبو نُوَاسٍ حيث قال :
وأَصْبَحْنَ قَد فَوَّزْنَ مِن نَهْر فُطْرُسٍ ... وهنَّ على البَيْت المقَدَّس زُورُ
طَوَالِبَ بالرِّكْبَان غَزَّةَ هاشمٍ ... وبالفَرَمَا منْ حاجِهِنِّ شُقُورُ ويقال : نَهرُ أَبي فُطْرُسٍ وهذا هو المشهور وهذا النَّهْرُ قُرْبَ الرَّمْلَة من أَرْضِ فلَسْطينَ مَخْرَجُه من جَبَلٍ قُرْبَ نابُلُسَ ويَصُبُّ في البَحْر المِلْح بَيْنَ مَدِينَتَيْ أَرْسُوفَ ويَافَا به كانَتْ وَقْعَةُ عبد الله بن عليِّ بن عبد الله بنِ عَبّاسٍ ببَنِي أُمَيَّةَ فقَتَلَهُم في سنة 132 ، ورَثَاهُم عَبْدُ اللهِ العَبْليّ مَولاهُمْ في قَصَائِدَ منها :
وبالزَّابِيَيْنِ نُفُوسٌ ثَوَتْ ... وأُخْرَى بِنَهْرِ أَبِي فُطْرُسٍِ
أُولئك قَوْمٌ أَناخَتْ بِهِمْ ... نَوائِبُ مِنْ زَمَنٍ مُتْعِسِ وقال المُهَلَّبِيُّ : ويُقَالُ : إِنّه ما الْتَقَى عليه عَسْكَرانِ إِلا هُزِمَ المَغْرِبِيُّ مِنْهما