تَفَلَ الرَّاقِي يَتْفُلُ وَيَتْفِلُ مِن حَدّ نَصَر وضَرَب تَفْلاً : بَصَقَ وقِيل : أَوَّلُه البَزْقُ ثم التَّفْلُ ثم النَّفْثُ ثم النَّفْخُ والتَّفْلُ شَبِيهٌ بالبَزْق وهو أَقَل أمنه . والتفْلُ والتُّفالُ بضَمِّهما . وكَسْرُهما من لُغةِ العامَّة : البُصاقُ أو شَبِيهٌ به . تُفْلُ البَحرِ وتُفالُه : الزَّبَدُ وتَفِلَ الرَّجلُ كفَرِحَ تَفَلاً محرَّكةً : تَرَك الطِّيبَ فتَغَيَّرت رائحتُه وهو تَفِلٌ ككَتِفٍ وهي تَفِلَةٌ ومنه الحديث : " لا تَمْنَعُوا إماءَ اللَّهِ مَساجِدَ اللَّهِ ولْيَخْرُجْنَ إذا خَرَجْنَ تَفِلاتٍ " أي تَارِكاتٍ للطِّيب أي لِيَخْرُجْنَ بمَنْزِلة التَّفِلاتِ وهُنّ المُنْتِناتُ الرِّيحِ . امرأةٌ مِتْفالٌ كذلك وهذه على النَّسَب قال امرُؤ القَيس :
إذا ما الضَّجِيعُ ابْتَزَّها مِن ثِيابِها ... تَمِيلُ علَيهِ هَوْنَةً غَيْرَ مِتْفالِ وقد أتْفَلَه غيرُه ومنه حديثُ علي رضي اللّه تعالى عنه لِرجُلٍ رآه نائماً في الشَّمس : " قُمْ عَنْها فإنّها مَجْفَرَةٌ تُتْفِلُ الرِّيحَ وتُبلِي الثَّوْبَ وتُظْهِرُ الداءَ الدَّفِينَ " وأنشدوا :
" يا ابْنَ التي تَصَيَّدُ الوِبارا
" وتُتْفِلُ العَنْبَرَ والصُّوَارا ومِن سَجَعات الأساس : لَو مَسَّ صُوارَ المِسكِ ببَنانِه لأَتْفَلَ رَيَّاهُ بِصُنانِه . والتَّتْفُلُ كتَنْضُبٍ أي بفتح الأوّل وضَمّ الثالث وقُنْفُذٍ ودِرْهَمٍ وهذه عن الفَرّاء يُلْحَقُ بنَظائِره ؛ لأنَّه قليل . وجَعْفَرٍ وزِبْرِجٍ وجُنْدَبٍ وهذه عن اليَزِيدِيّ وسُكَّرٍ وهذه عن الأزهريّ فهي لُغاتٌ سبعة وزاد بعضُهم بفتح الأول مع كسر الثالث وبضَمّ الأول مع كسر الثالث فصار الجميعُ تسعةً : الثَّعْلَبُ أو جَرْوُه . قال الأزهريُّ : سمعتُ غيرَ واحدٍ من الأعراب يقولون : تُفَّلٌ على فُعَّل للثَّعْلب قال : وأنشدوني بيتَ امرئَ القَيس :
لَهُ أَيْطَلَا ظَبيٍ وساقَا نَعامَةٍ ... وغارَةُ سِرْحانٍ وتَقْرِيبُ تُفَّلِ قال : والرِّوايةُ المشهورة : تَتْفُلِ . وهي بِهاءٍ قال شيخُنا : واتَّفق أئمّة اللغةِ والصَّرفِ قاطبةً أن التاءَ الأُولى في أوله زائدةٌ على ما عُرِف في الأوزان الصَّرفيّة انتهى . قلت : وفيه نَظَرٌ ظاهرٌ فتأمَّلْ . التَّنْفُلُ كتَنْضُبٍ مُقتضاه أنه بالنون كما هو ظاهِرُ سياقِه والصَّواب أنه بتاءين فإنّ كُراعاً قال : ليس في الكلام اسمٌ توالت فيه تاءان غيرُه : ما يَبِس من العُشْبِ أو شَجَرٌ يُسمِّيه أهلُ الحِجاز : مُشْطَ الذِّئب . أو نَباتٌ مِثلُ الإِصْبَع أَخضَرُ فيه أي في خُضْرته خُطْبَةٌ قال أبو النَّجْم :
" حتَّى إذا ما أبيضَّ جَروُ التَّتْفُلِ ومما يستدرك عليه : التَّفَلُ مُحَرَّكةً : البُصاقُ عن ابن أبي الحَدِيد . وقَومٌ سَفِلَةٌ تَفِلَةٌ . والشَّمسُ مَتْفَلَةٌ . وذاق ماءَ البَحْرِ فَتَفَله : أي مَجَّهُ كراهةً له قال ذو الرمَة :
ومِنْ جَوفِ ماءٍ عَرمَضُ الحَوْلٍ فَوْقَهُ ... متَى يَحْسُ منه مائِحُ القَوْمِ يَتْفُلِ والمَتْفَلَةُ : المَبزَقَةُ . وقال ابنُ شُمَيْل : ما أصاب فُلانٌ مِن فُلانٍ إِلَّا تِفْلاً طَفِيفاً : أي قَلِيلاً
الفيل بالكسر : حيوان م معروف ج : أفيال وفيول وفيلة كعنبة قال ابن السكيت : ولا تقل أفيلة قال سيبويه : يجوز أن يكون أصل فيل فعلا فكسر من اجل الياء كما قالوا أبيض وبيض وقال الأخفش : هذا لا يكون في الواحد وإنما يكون في الجمع وهي بهاء وصاحبها فيال هكذا في النسخ والصواب وصاحبه قال لبيد رضي الله تعالى عنه :
لو يقوم الفيل أو فياله ... زل عن مثل مقامي وزحل والمفيولاء : أولاده كما في العباب قال شيخنا : ينظر هل له مفرد فيلحق بمفعولاء الوارد جمعا أو غير ذلك . والفيلا أيضا : الثقيل الخسيس وهو مجاز . واستفيل الجمل : صار كالفيل في عظمه نقله الزمخشري وحكاه ابن جني في باب استحوذ وأخواته وأنشد لأبي النجم :
" يدير عيني مصعب مستفيل وتفيل النبات : اكتهل عن ثعلب . تفيل الشباب : زاد عن الليث وأنشد :
" حتى إذا ما حان من تفيله تفيل فلان : سمن وقال العجاج :
" كل جلال يمنع المحبلا
" عجنس قرم إذا تفيلا أي إذا سمن كأنه فيل . وفال رأيه يفيل فيلولة وفي بعض النسخ فيولة ومثله في الأساس وفيلة كذا في النسخ وفي العباب فيالة : أخطأ وضعف يقال : ما كنت أحب أن يرى في رأيك فيالة كما في اللسان وفي الأساس : فيولة : أي ضعفا كتفيل نقله ابن سيده والزمخشري . وفيل رأيه : قبحه وخطأه قال أمية ابن أبي عائذ الهذلي :
فلو غيرها من ولد كعب بن كاهل ... مدحت بقول صادق لم تفيل أي لم يفيل رأيك وفي هذا دليل على أن المضاف إذا حذف رفض حكمه وصارت المعاملة إلى ما صرت إليه وحصلت عليه ألا ترى أنه ترك حرف المضارعة المؤذن بالغيبة وهو الياء وعدل إلى الخطاب البتة فقال : تفيل بالتاء أي لم تفيل أنت . ورجل فيل الرأي والفراسة بالكسر والفتح وككيس وهذا عن ابن السكيت وفاله وفائله وفال من غير إضافة : أي ضعيفه أي الرأي مخطئ الفراسة ج : أفيال ويقال أيضا : فيأل الرأي كحيدر وقد ذكر في فأل وشاهد الفيل قول الكميت :
بني رب الجواد فلا تفيلوا ... فما أنتم فنعذركم لفيل رب الجواد : ربيعة الفرس وشاهد الفال قول جرير :
رأيتك يا أخيطل إذ جرينا ... وجربت الفراسة كنت فالا
وقال أبو عبيدة : الفائل من المتفرسين : الذي يظن ويخطئ قال : ولا يعد فائلا حتى ينظر إلى الفرس في حالاته كلها ويتفرس فيه فإن أخطأ بعد ذلك فهو فارس غير فائل . وفي رأيه فيالة كسحابة وفيولة بالضم : أي ضعف وفي الحديث : " إن تمموا على فيالة هذا الرأي انقطع نظام المسلمين " قاله علي يصف أبا بكر رضي الله تعالى عنهما وأنشد ابن بري لأفنون التغلبي :
فالوا علي ولم أملك فيالتهم ... حتى انتحيت على الأرساغ والثنن والمفايلة والفيال بالكسر والفتح غير مهموزين عن الليث قال : فمن فتح جعله اسما ومن كسر جعله مصدرا : لعبة لفتيان العرب وقيل : لصبيانهم بالتراب يخبئون الشيء فيه ثم يقسمونه ثم يقول الخابئ لصاحبه : في أي القسمين هو وتقدم في فأل فإذا أخطأ قيل له : فال رأيك وقال طرفة :
يشق حباب الماء حيزومها بها ... كما قسم الترب المفايل باليد وقال بعضهم : يقال لهذه اللعبة الطبن والسدر . وقال ابن بري : والفئال من الفأل بالظفر ومن لم يهمز جعله من فال رأيه : إذا لم يظفر قال : وذكره النحاس فقال : الفيال من المفايلة ولم يقل من المفاءلة . قلت : وقد همز شمر الفيال وقد تقدم . والفائل : اللحم الذي على خرب الورك نقله أبو عبيد أو عرق وفي الصحاح : وكان بعضهم يجعل الفائل عرقا في الفخذ نقله عن أبي عبيد وأنشد للراجز وهو هميان :
" كأنما ييجع عرقا أبيضه
" وملتقى فائله ومأبضه وهما عرقان في الفخذ . قيل : الفائلتان : مضغتان من لحم أسفلهما على الصلوين من لدن أدنى الحجبتين إلى العجب مكتننفتا العصعص منحدرتان في جانبي الفخذين وهما من الفرس كذلك أو هما عرقان مستبطنان حاذي الفخ وقال الأصمعي في كتاب الفرس : وفي الورك الخربة وهي نقرة فيها لحم لا عظم فيها وفي تلك النقرة الفائل قال : وليس بين تلك النقرة وبين الجوف عظم إنما هو جلد ولحم وأنشد للأعشى :
قد نخضب العير من مكنون فائله ... وقد يشيط على أرماحنا البطل قال : ومكنون الفائل دمه يقول : نحن بصراء بموضع الطعن انتهى . وروى أبو عمرو : قد نطعن العير في وروى الأصمعي : قد نخضب العير من وقد خطئ أبو عمرو في روايته كذا في العباب . والفال : لغة فيه قال الصاغاني : عرق يخرج من فوارة الورك وأنشد الجوهري لامرئ القيس :
سليم الشظى عبل الشوى شنج النسا ... له حجبات مشرفات على الفاليأراد على الفائل فقلبه وهو عرق في الفخذين يكون في خربة الورك ينحدر في الرجل . ورجل فيل اللحم ككيس وهمزه بعضهم وقد تقدم : أي كثيره . وفال : ة بفارس في آخر نواحيها من جهة الجنوب وهي معربة بال بين الفاء والباء وهي بين شيراز وهرمز لها قلعة حصينة وهي كثيرة الفواكه منها القطب محمد بن مسعود بن محمود الفالي مؤلف التقريب وغيره كاللباب وشرح الكشاف ووالده العلامة صفي الدين مسعود المفسر مات سنة 678 ، العلامة مجد الدين إسماعيل بن إبراهيم بن فضل الله بن ربيع الفالي قاضيا شيراز الأخير روى عن السراج مكرم بن أبي العلاء الفالي أيضا جماعة ذكرهم الذهبي والحافظ فمنهم العلامة فخر الدين أحمد بن أبي غسان كامل بن محمود أخذ عن عمه والد القطب المذكور وأبوه مجد الدين أبو غسان مات سنة 635 ، والقاضي سراج الدين مكرم بن أبي العلاء الفالي وغيره ومن ولد مكرم هذا جماعة حدثوا بفال . فال أيضا : د بخوزستان قريبة من أيذج منه أبو الحسن علي بن أحمد بن علي بن سلك الأديب كذا في النسخ والصواب المؤدب عن أبي عمر القاسم بن جعفر الهاشمي وغيره وعنه أبو بكر الخطيب وأبو جعفر الطيوري مات سنة 448 ، أو هو فالة بزيادة هاء قاله الذهبي . وفيلان بالكسر : ع قرب باب الأبواب المعروف بدربند . وفيل بالكسر : اسم خوارزم أولا هكذا كان يقال له ثم قيل له المنصورة وقد ذكر في نصر ثم كركانج بالضم كذا في العباب . فيل بن عرادة : محدث من أهل البصرة كنيته أبو سهل يروي عن جراد بن طارق وعنه الصعق العيشي ذكره ابن حبان في ثقات التابعين . وفيل أيضا : مولى زياد بن أبي سفيان . وأبو الفيل الخزاعي صحابي روى عنه عبد الله بن جبير صحابي أيضا رضي الله تعالى عنهما في النهي عن سب ماعز . ومما يستدرك عليه : ليلة مثل لون الفيل : أي سوداء لا يهتدى لها وألوان الفيلة كذلك . وفيل الرجل في رأيه تفييلا : إذا لم يصب ومنه قول علي يصف أبا بكر رضي الله تعالى عنهما : وكنت آخرا حين فيلوا . أي حين فال رأيهم ويروى : حين فشلوا . والفيال كشداد : صاحب الفيل . وفال الرجل : تعظم فصار كالفيل أو تجهم . وذو الفيل البجلي قتلته بنو نصر بن معاوية قال شاعرهم :
وذا الفيل المقنع قد تركنا ... غداة القاع منجدلا بقفر وبركة الفيل : إحدى برك مصر ويقال : بركة الأفيلة وقد تقدم في برك . والشهاب أحمد بن علي بن إبراهيم بن سليمان الكردي الفيلي من أصحاب الشيخ أبي الحسن علي بن قفل روى عن أبي المكارم الدمياطي وابن الصابوني وغيره بالإجازة ومات سنة 686 قال القطب الحلبي في تاريخ مصر : هو نسبة إلى جامع الفيلة ظاهر مصر ؛ لأنه ولد به . وفالي : عدة قرى بالهند خرج منها أكابر العلماء
فصل القاف مع اللام