القِيرُ - بالكَسْرِ - والقَارُ لُغَتَان : وهو صُعُدٌ يُذَابُ فيُسْتَخْرَجُ منه القَارُ وهو شئٌ أَسْوَدُ يُطْلَى به السُّفُنُ يَمْنَعُ الماءَ أَنْ يَدْخُلَ وكذا الإِبِلُ عند الجَرَبِ ؛ ومنه ضَرْبٌ تُحْشَى به الخَلاخِيلُ والأَسْوِرَةُ أَوْ هُمَا الزِّفْتُ وأَجْوَدُهُ الأَشْقَر . يقال : قَيَّرَ الحُبَّ والزِّقَّ إذا طَلاَهُمَا به . والقارُ : شَجَرٌ مُرٌّ تَقَدَّم ذِكْرَه في ق و ر . وحَكَى أَبو حَنِيفَةَ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ : هذا أَقْيَرُ منه أَي أَمَرُّ أَي أَشَدُّ مَرَارَةً . أَعادَه ثانِياً إِشارَةً إلى الاخْتِلافِ في أَنّه وَاوِيٌّ ويائيٌّ . والقَيُّورُ كتَنُّورٍ : الخامِلُ النَّسَبِ . والقَيّارُ كشَدّاد : صاحِبُ القِيرِ . تَقُول : اشْتَرَيْتُ القِيرَ من القَيّار . وقَيّارُ بنُ حَيّانَ الثَّوْرِيّ صاحِبُ جَرِيرٍ نَزلَ عليه جَرِيرٌ فهَجَاهُمَا البَرْدَخْت . وقَيّارٌ : جَمَلُ ضابِئِ بن الحَارِث البُرْجُمِيّ - قالَهُ الجَوْهَرِيُّ - أَو فَرَسُه قال الأَزْهَرِيُّ : وسُمِّيَ قَيّاراً لِسَوادِه . وذَكَر القَوْلَيْنِ ابنُ بَرِّيّ . وأَنشد الجَوْهَرِيُّ :
فَمَنْ يَكُ أَمْسَى بالمَدِينَةِ رَحْلُهُ ... فإِنِّي وَقَيّارٌ بهَا لَغَرِيبُ
يقول : مَن كانَ بالمَدِينَة بَيْتُه ومَنْزِلُه فلَسْتُ منْهَا ولا لي بها مَنْزلٌ . وكان عُثْمَانُ - رضيَ الله عَنْهُ - حَبَسَهُ لفِرْيَةٍ افْتَرَاهَا . وذلك أَنَّه اسْتَعَارَ كَلْباً من بَعْضِ بَنِي نَهْشَلٍ يُقَالُ له : قُرْحانُ . فطالَ مُكْثُة عنْدَه وطَلَبُوه فامْتَنَع عَليْهم . فَعَرَضُوا له وأَخَذُوه منه . فغَضِبَ فَرَمَى أُمَّهُمْ بالكَلْبِ ولَهُ في لك شِعْرٌ معروف . فاعْتَقَلَه عُثْمَانُ في حَبْسه إِلى أَنْ ماتَ عُثْمانُ - رضي الله عنه - وكان هَمَّ لقَتْل عُثْمَانَ لَمَّا أَمَرَ بحَبْسه . ولهذا يَقُول :
" هَمَمْتُ ولَمْ أَفْعَلْ وكِدْتُ ولَيْتَنيتَرَكْتُ علَى عُثْمَانَ تَبْكي حَلائلُهْ والقَيّارُ : ع بَيْنَ الرَّقَّة والرَّصافَة رُصافَةِ هشَامِ بن عَبْد المَلك . والقَيّار : بئْرٌ لبَني عِجْلٍ قُرْبَ وَاسطَ على مَرْحَلَتْين بها وهي مَنْزلٌ للحُجّاج . ومَشْرَعَةُ القَيّار : عَلَى الفُرات . ودَرْبُ القَيّار : ببَغْدَادَ . وإِلَى أَحدهما نُسبَ عبدُ السَّلام بن مَكِّيٍّ القَيّاريُّ المُحَدِّثُ البَغْدَاديُّ يَرْوِى عن الكَرُوخِيِّ . ومُقَيَّرٌ كمُعَظَّمٍ : اسمٌ . والمُقَيَّرُ : ع بالعِرَاقِ بَيْن السِّيبِ والفُراتِ . واقْتَارَ الحَدِيثَ حَدِيثَ القَوْمِ واقْتِيَاراً : بَحَثَ عَنْهُ . وذَكَرَه غيرُ واحد في ق و ر . والقَيِّرُ - كهَيِّن : الأُسْوَارُ مِنَ الرُّمَاةِ الحاذِقُ عن ابنِ الأَعْرَابِيّ وهُوَ قار يَقُورُ وقد ذَكَرَه صاحبُ اللذسَان هناك على الصَّواب . وفي حَدِيثِ مُجاهِدٍ : يَغْدُو الشَّيْطَانُ بقَيْرَوانِه إِلى السُّوقِ فلا يَزَالُ يَهْتَزُّ العَرْشُ ممّا يُعْلِمُ الله ما لا يَعْلَم . قال ابنُ الأَثِير : القَيْرَوانُ : مُعْظَمُ العَسْكَرِ والقَافِلَةُ من الجمَاعَة . وقال ابنُ السِّكِّيت : القَيْرَوانُ : مُعْظَمُ الكَتِيبَةِ وهو مُعَرَّب كارْوَان وأَرادَ بالقَيْرَوان أَصحابَ الشَّيْطَانِ وأَعْوَانَه . وقولُه : يُعْلِمُ اللهُ ما لا يَعْلَم يعني أَنه يَحْملُ الناسَ على أَنْ يَقُولُوا : يَعْلَمُ اللهُ كَذَا لأَشياءَ يَعْلَم اللهُ خِلافَهَا فَيَنْسِبُون إِلى الله علِمْ َما يَعْلَمُ خِلافَه . ويَعْلَمُ اللهُ : من أَلْفَاظِ القَسَم . والقَيْرَوانُ : د بالمَغْرِب بالإِفْرِيقِيَّة افْتَتَحْهَا عُقْبَةُ بن نافِعٍ الفِهْرِيّ زَمَنَ مُعَاوِيَةَ . سنةَ خَمْسِينَ . وكانَ مَوْضِعُهَا مَأْوَى السَّبَاعِ والحَيّاتِ فدَعا الله - عَزَّ وجَلّ - فَلَمْ يَبْقَ فيها شَئٌ إِلاَّ خَرَج منها حتّى إِنّ السِباعَ لَتَحْمِل أَوْلادَها مَعها . وممّا يُسْتَدْرك عليه : ابنُ المُقَيِّر هو أَبُو الحَسَنِ عَلِيُّ ابنُ الحُسَيْنِ بنِ عَلِيّ بنِ مَنْصُورٍ البَغْدَادِيُّ الأَزَجِيُّ الحَنْبَلِيُّ النَّجّارُ وُلِدَ سنة 545 ببَغْدادَ وتُوُفِّيَ بالقَاهِرَة سنة 643 ، ودُفِنَ قرِيباً من تُرْبَةِ ذي النَّسَبَيْن . تَرْجَمَهُ الشَّرَفُ الدَّمْيَاطِيّ في مُعْجَم شُيُوخه وأَثْنَى عليه . قِيل : سَقَطَ بَعْضُ آبائه في حَفِير فيهِ قارٌ فقِيلَ له المُقَيَّر . وهِجْرَةُ القِيرِىّ بالكَسْر : قَرْيَةٌ باليَمَن من أَعْمال كَوْكَبَانَ منها أَوْحَدُ عَصْرِه الفَقِيهُ المُحَدِّث عَبْدُ المُنْعِم ابنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بنِ حُسَيْنِ بنِ أَبِي بَكْر النَّزِيليُّ الشافِعِيُّ سَمِعَ الحديثَ من جَماعَة ووالِدُه شَيْخُ الدِّيارِ اليَمَنِيّة وعَمُّه عبدُ القَدِيمِ بنُ حُسَيْن درَّس العُبَابَ ثمانمِائةِ مَرّة ووَلَدُهُ عبدُ الواحِدِ بن عبد المُنْعِم إِمامُ الشافِعِيّة باليَمَنِ أَجازَهُ الصَّفِيُّ القُشاشيّ ومُحَمّدُ بنُ عَلِيِّ بنِ عَلاّنَ تُوُفّيَ ببلده سنة 1060 ، وهو أَكْبَرُ بَيْتٍ باليَمَن . وسَنُلِمُّ بذكر بَعْضِهِم في حَرْف الّلامِ إِنْ شاءَ اللهُ تَعَالَى . وأَبو الفَضْلِ القَيّارُ : رَوَى عن عَبْدِ الكَرِيم بنِ الهَيْثَمِ العَاقُولِيّ
فصل الكاف مع الراء
القَتْرُ والتَّقْتِيرُ : الرُّمْقَةُ من العَيْشِ . وقال اللّيْث : القَتْرُ : الرُّمْقَةُ في النَّفَقَة قَتَرَ يَقْتُرُ بالضَّمّ ويَقْتِرُ بالكَسْرِ قَتْراً وقُتُوراً كقُعُود فهو قاتِرٌ وقَتُورٌ كصَبُور وقَتَّرَ عَلَيْهِم تَقْتِيراً وأَقْتَرَ إِقْتَاراً : ضَيَّقَ في النَّفَقَةِ وقُرِئَ بهما قولُه تعالَى : لَمْ يُسْرِفُوا وَلَمْ يَقْتُرُوا وقال الفَرّاءُ : لم يُقَتِّرُوا عَمَّا يَجِبُ عَلَيْهِم من النَّفَقَة . وفاتَتْه اللُّغَةُ الثالِثَة وهي : قَتَرَ عَلَى عِيَالِه يَقْتِرُ ويَقْتُرُ قَتْراً وقُتُوراً : ضَيَّقَ عليهم فالقَتْر والتَّقْتِيرُ والإِقْتَارُ ثلاثُ لُغَاتٍ صَرَّح به في المُحْكَم . وفي الحديث : بِسُقْمٍ في بَدَنِه وإِقْتَارِ في رِزْقِه قال ابنُ الأَثِيرِ : يقال : أَقْتَرَ اللهُ رِزْقَه أَي ضَيَّقَهُ وقَلَّلَهُ . وقال المُصَنّف في البَصَائر : كأَنَّ المُقْتِرَ والمقُتَر يَتَناولُ من الشَّيْءِ قُتَارَهُ . والقَتَرُ والقَتَرَةُ - محرّكَتَيْن - والقَتْرُ بالفَتْح : الغَبَرَةُ - ومنه قولُه تَعالَى : وَوُجُوهٌ يَوْمَئِذٍ عَلَيْهَا غَبَرَةٌ تَرْهَقُهَا قَتَرَةٌ - عن أَبي عُبَيْدَةَ وأَنشد للفَرَزْدَق :
مُتَوَّج برِداءِ المُلْكِ يَتْبَعُهُ ... مَوْجٌ تَرَى فَوْقَهُ الرّايَاتِ والقتَرَا
وفي التَّهْذِيب : القَتَرَةُ : غَبَرَةٌ يَعْلُوها سَوَادٌ كالدُّخانِ . وفي النّهَايَة : القَتَرَةُ : غَبَرَةُ الجَيْشِ . والقُتَارُ كهُمَامٍ : رِيحُ البَخُورِ وهو العُودُ الذي يُحْرَقُ فَيُدَخَّنُ له قال الأَزْهَرِيّ : وهو صَحِيح . وقال الفَرّاءُ : هو آخِرُ رائحَةِ العُودِ إِذا بُخِّرَ به ؛ قاَله في كِتاب المَصَادِر . وقال طَرَفَةُ :
حِينَ قالَ القَوْمُ في مَجْلِسِهِمْ ... أَقُتَارٌ ذاكَ أَمْ رِيحُ القُطُرْ والقُطُرُ : العُودُ الذي يُتَبَخَّرُ به . والقُتَارُ : رِيحُ القِدْرِ وقد يكونُ من الشِّواءِ والعَظْمِ المُحْرَقِ وريِحُ اللّحْمِ المَشْوِيّ . وفي حديثِ جابرٍ : لا تُؤْذِ جارَك بقُتَارِ قِدْرِكَ هو رِيحُ القِدْرِ والشِّواءِ ونَحْوِهما . وفي التَّهْذِيب : القُتَارُ عند العَرَب : رِيحُ الشِّواءِ إِذا ضُهِّبَ على الجَمْرِ وأَمّا رائِحَةُ العُودِ فإِنّه لا يُقَالُ له القُتَارُ ولكنّ العرَبَ وَصَفَت اسْتطابَةَ المُجْدِبِينَ رائحَةَ الشِّواءِ أَنّه عندهم لِشِدَّةِ قَرَمِهِم إِلى أَكْلِه كرائحَةِ العُودِ لِطِيبِة في أُنُوفهم وقال لَبِيدٌ :
ولا أَضِنُّ بمَعْبُوطِ السَّنَامِ إِذا ... كانَ القُتَارُ كَمَا يُسْتَرْوَحُ القُطُرُ أَخْبَرَ أَنَّه يَجُودُ بإِطْعَامِ اللَّحْمِ في المَحْلِ إِذا كان رِيحُ قُتارِ اللَّحْمِ عند القَرِمِين كرائحَةِ العُودِ يُبَخَّر به . قَتَرَ اللَّحْمُ كفَرِحَ ونَصَرَ وضَرَبَ وقَتَّر تَقْتِيراً : سَطَعَتْ رائحَتُه أَي رِيحُ قُتَارِه . والتَّقْتِيرُ : تَهْيِيجُ القُتَارِ . وقَتَّرَ للأَسَدِ تَقْتِيراً : وَضَعَ له لَحْماً في الزُّبْيَةِ يَجِدُ قُتَارَه أَي رِيحَه أَو قَتَّرَ الصائدُ للوَحْشِ إِذا دَخَّنَ بأَوْبارِ الإِبلِ لئلاَّ يَجِدَ رِيحَ الصائِدِ فيَهْرُب منه . وقَتَّرَ فُلاناً : صَرَعَه على قُتْرَةٍ بالضَّمِّ . وقَتَّرَ بَيْنَهُمَا تَقْتِيراَ : قارَبَ وقال اللَّيْثُ : التَّقْتِيرُ : أَنْ تُدْنِيَ مَتَاعَك بَعْضَه من بَعْض أَو بَعْضَ رِكَابِكَ من بَعْض . والقُتْرُ بالضَّمّ وبضَمَّتَيْن : النَّاحِيَة والجانبِ لغةٌ في القُطْرِ وهي الأَقْتَارُ والأَقْطَار . وتَقَتَّرَ : غَضِبَ وتَنَفَّشَ وتَقَتَّرَ للأَمْرِ : تَهَيَّأَ لَهُ وغَضِبَ وتَقَتَّرَ فلانٌ للقِتَالِ : مثل تَقَطَّرَ . وقال الزمخشريّ : تَقَتَّر للأَمْرِ إِذا تَلَطَّفَ له وهو مَجاز و . تَقَتَّرَ فُلاناً : حاوَلَ خَتْلَهُ والاسْتِمْكَانَ به كاسْتَقْتَرَه الأَخيرةُ عن الفَاِرسيّ وقد تَقَتَّرَ عَنْه وتَقَطَّرَ إِذا تَنَحَّى قال الفرزدقُ :
وكُنَّا به مُسْتَأْنِسِينَ كأَنَّهُ ... أَخٌ أَو خَلِيطٌ عن خَلِيطٍ تَقَتَّرَا والتَّقَاتُرُ : التَّخاتُل عنه أَيضاً . والقَتْرُ بالفَتْح : القَدْرُ كالتَّقْتِيرِ ؛ هكذا ذَكَرَهُمَا صاحبُ اللّسَان . يقال : قَتَرَ ما بَيْنَ الأَمْرَيْن وقَتَّرَه : قَدَّرَه . وقال الصاغانيّ : القَتْرُ بالفَتْح : التَّقْدِيرُ . يقال : اقْتُرْ رُؤُوسَ المَسَامِيرِ أَي قَدِّرْهَا فلا تُغْلِّظْهَا فتَخْرِمَ الحَلْقَةَ ولا تُدَقِّقها فتَمْرَجَ وتَسْلَس . ويُصَدِّق ذلك قولُ دُرَيْدِ بنِ الصِّمَّة :
" بَيْضَاءُ لا تُرْتَدَي إِلاَّ إِلى فَزَعٍمِنْ نَسْجِ دَاوُودَ فِيها السَّكُّ مَقْتُورُ ويُحَرِّك . والقِتْرُ بالكَسْرِ : نَصْلٌ لِسَهامِ الهَدَفِ وقال الجوهريّ : القِتْرُ : ضَرْبٌ من النِّصالِ . وفي التَّكْمِلَة : القِتْرُ بالكسر : السَّهْمُ الذي لا نَصْلَ فيه فيما يُقَال . وقال اللَّيْث : هي الأَقْتَارُ وهي سِهَامٌ صِغارٌ . يقال أُغَالِيكَ إِلى عَشْرٍ أَو أَقَلَّ فذلِكَ القِتْرُ بلُغَة هُذَيْل يُقَال : كم جَعَلْتُم قِتْرَكُم ؟ وأَنشد قولَ أَبي ذُؤَيْبٍ يصفُ النَّخْل :
إِذا نَهَضَتْ فِيه تَصعَّدَ نَفْرَها ... كقِتْرِ الغِلاءِ مُسْتَدِرّاً صِيَابُهَاالقِتْرُ : سَهْمٌ صغيرٌ . والغِلاَءُ : مصدرُ غالَى بالسَّهْمِ إِذا رَمَاه غَلْوَةً . وقال ابنُ الكَلْبيّ : أَهْدَى يَكْسُومُ ابنُ أَخِي الأَشْرَم للنَّبيّ صلَّى الله عليه وسلَّم سِلاحاً فيه سَهْمٌ لَغْبٌ وقد رُكِّبت مِعْبَلَةٌ في رُعْظِه فقَوَّم فُوقَه وقال : هو مُسْتَحْكِمُ الرِّصافِ وسَمّاهُ قِتْرَ الغِلاَءِ . والقِتْرُ والقِتْرَةُ أَيضاً : نَصْلٌ كالزُّجِّ حَدِيدُ الطَّرْفِ قَصِيرٌ نحوٌ من قَدْرِ الإِصبع أَو قَصَبٌ يُرْمَى بها الهَدَفُ . وقِيلَ : القتْرَةُ وَاحِدَة والقِتْرُ جَمْعٌ فهو على هذا من بابِ سِدْرَةٍ وسِدْرٍ . وقال أبو حَنيفَةَ : القِتْرُ من السِّهام : مثلُ القُطْبِ واحِدَتُه قِتْرَةٌ والقِتْرَةُ والسِّرْوَة واحِدٌ . والقَتِرُ ككَتِفٍ : المُتَكَبِّرُ عن ثعلب وأَنشد :
نَحْنُ أَجَزْنَا كُلَّ ذَيّالٍ قَتِرْ ... في الحَجِّ من قَبْلِ دَآدِى المُؤْتَمِرْ ومن المَجَاز : لاحَ به القَتِيرُ كأَمِير : الشِّيْبُ أَوْ أَولُه . وأَصْلُ القَتِير رُؤُوسُ مَسَامِير حَلَقِ الدُّرُوعِ تَلُوحُ فيها شَبَّهَ به الشِّيْبَ إِذا ثَقَّبَ في سَوَادِ الشَّعرِ ولو قال الدِّرْع كما في الصحاح كانَ أَحسنَ . وقرأْتُ في كتاب الدِّرْع والبَيْضَة لأَبي عُبَيْدَةَ ما نَصّه : ويُقَال لطَرَفَيِ الحِرْباءِ اللَّذَيْنِ هُمَا نِهَايَةُ الحِرْبَاءِ من ناحِيَتَيْ طَرَفَيِ الحَلْقَةِ ثم يُدَقَّانِ فيَعْرُضَانِ لئلاّ يَخْرُجَا من الخَرْت وكأَنّهما عَيْنَا الجَرَادَةِ : قَتِيرَانِ والجَمْع قَتَائِرُ وقُتُرٌ ويُقَال للقَتِيرِ إِذا كانَ مُدَاخَلاً ولا يَكَادُ يُرَى من اسْتوَائه بالحَلْقَةِ : قَتِيرٌ مُعَقْرَبٌ قال :
وزُرْق من الماذِىِّ كَرَّهَ طَعْمَهَا ... إِلى المَشْرَفِيّاتِ القَتِيرُ المُعَقْرَبُ ويُشَبَّهُ القَتِيرُ بحَدَقِ الجَرادِ وبحَدَقِ الأَساوِدِ وبالقَطْر من المَطَرِ . وذَكَرَ لها شَواهِدَ ليس هذا مَحَلَّها . والقاتِرُ والمُقْتِرُ كمُحْسِن الأَخيرةُ للصاغانيّ مِنَ الرِّحالِ والسُّرُوجِ : الجَيِّدُ الوُقُوعِ على الظَّهْرِ أَيْ ظَهْرِ البَعِيرِ أَو اللَّطِيفُ منها وقِيل : هو الذي لا يَسْتَقْدِمُ ولا يَسْتَأْخِرُ وقال أَبو زَيْد : هو أَصْغَرُ السُّروجِ . وقَرأْتُ في كتاب السَّرْج واللِّجام لابنِ دُرَيْد في بابِ صفاتِ السَّرْج : وسَرْجٌ قاتِرٌ إِذا كَانَ حَسَنَ القَدِّ مُعْتَدِلاً ويُقَابِلُهُ الحَرَجُ . والقُتْرَةُ بالضَّمّ : نامُوسُ الصائدِ الحَافِظُ لِقُتارِ الإِنْسَان أَي رِيحِه كما في البَصَائر وقد أَقْتَرَ فيِها هكذا في النُّسَخ من باب الإِفْعَال والصَّوابُ كما في اللّسَان والأَسَاس : اقْتَتَرَ فيها من باب الافْتِعَال قال الزمخشريّ : أَي اسْتَتَر . وتَقَتَّر للصَّيدِ : تَخَفَّى في القُتْرَة ليَخْتِلَه . وقال أَبو عُبَيْدَة : القُتْرَةُ : البِئْرُ يَحْتَفِرُهَا الصائدُ يَكْمُنُ فيها وجَمْعُهَا قتر والقثتْرةُ : كُثْبَةٌ من بَعرٍ أَو حَصَىً تكونُ قُتَراً قُتَراً . قال الأزهريّ : أَخاف أَنْ يَكُونَ تصحيفاً وصَوابُه القُمْزَةُ والجَمْعُ قُمَز للكُثْبَةِ من الحَصَى وغَيْرِه . وقَتَرَ الشيءَ : ضَمَّ بعضَه إِلى بَعْضٍ وكذلك قَتَّرَه بالتَّشْدِيد كما تقدّم وقَتَرَ الدِّرْعَ : جَعَلَ لها قَتِيراً أَي مِسْمَاراً ؛ نَقله الصاغانيّ . وقَتَرَ الشَّيْءَ : لَزِمَه كأَقْتَرَ نقله الصاغانيّ ونَصّ عِبَارتِه : وأَقْتَرَ الرَّجُلُ إِذا لَزِمَ مِثْلُ قَتَرَ . ومن المَجَازِ : عَضَّهُ ابنُ قِتْرَةَ بالكَسْرِ : حَيَّةٌ خَبِيثَةٌ إِلى الصِّغَر ما هُوَ لا يَنْجُو سَمِيمُهَا مشتقٌّ من قِتْرَةِ السَّهْمِ وقيل : هو بِكْرُ الأَفْعَى وهو نَحْوُ الشِّبْر يَنْزُو ثمّ يَقَعُ . وقال شَمِرٌ : ابنُ قِتْرَةَ : حَيَّةٌ صغيرةٌ تَنْطَوِي ثم تَنْزُو في الرَّأْس والجمعُ بَناتُ قِتْرَةَ . وقال ابنُ شُمَيْل : هو أُغَيْبرُ اللَّوْنِ صَغِير أَرْقَطُ يَنْطَوِي ثم يَنْقُزُ ذِراعاً أَو نحوَها ؛ وهو لا يُجْرَى يُقَالُ : هذا ابنُ قِتْرَةَ . وأَنشد :
" له مَنْزِلٌ أَنْفُ ابنِ قِترَةَ يَقْتَرِىبِهِ السّمَّ لم يَطْعَمْ نُقَاخاً ولا بَرْدَاوقِتْرَةُ مَعْرفةٌ لا يَنْصَرِف . وصَرَّحَ الزَّمخشريّ أَنّها إنَّمَا سُمِّيتْ بذلك كأَنَّ لها قِتْرةً تَرْمِى بها قال :
أَحْدُو لِمَوْلاتِي وتُلْقِى كِسْرَهْ ... وإِنْ أَبَتْ فعَضَّها ابنُ قِتْرَهْ ومن المَجاز : أَبو قِتْرةَ : إِبْلِيسُ لَعَنَهُ اللهُ تَعَالَى وهي كُنْيَتُه أَو قِتْرَةُ : عَلَمٌ للشَّيْطَانِ وفي الحَدِيث : تَعَوَّذُوا باللهِ من الأَعْمَيَيْنِ ومن قِتْرَةَ وما وَلدَ . قال الخَطّابِيّ في إِصلاح الأَلفاظ : يُرِيدُ بالأَعْمَيَيْن الحَرِيقَ والسَّيْلَ . . وقِتْرَةُ بكَسْرِ فَسُكُون : من أَسماءِ إِبْلِيسَ . وقيل : كُنْيَتُه أَبو قِتْرَة . وهكذا نَقَلَهُ الحَافِظ في التَّبْصِير . وأَقْتَرَ الرَّجل : افْتقر قال
" لَكمْ مَسْجِد اللهِ المَزُورَانِ والحَصَىلَكُمْ قِبْصُهُ من بَيْنِ أَثْرَى وأَقتَرَا يريدُ من بَيْنِ من أَثرَى وأَقْتَر . وفي الحَدِيثِ : فَأقْتَرَ أَبَواه حَتَّى جَلضسَا مع الأَوْفاض أَي افْتَقَرا حَتَّى جَلَسَا مع الفقَرَاءِ . ويُقَالُ : أَقْتَر : قَلَّ مالُه ولَه بَقِيَّةٌ مع ذلك فهو مُقْتِرٌ . وأَقْتَرتِ المَرْأةُ فهي مُقْتِرَةٌ إِذا تَبَخَّرَت بالعُودِ قال الشاعِر :
تَرَاهَا الدَّهْرَ مُقْتِرَةً كِبَاءً ... ومِقْدَحَ صَفْحَةٍ فيها نَقِيعُ والقَتُورُ كصَبُور : البَخِيلُ يقال : رَجُل مُقَتِّرٌ وقَتَورٌ . وقولُه تعالى : وَكانَ الإِنْسَانُ قَتوراً . تَنْبِيهٌ على ما جُبِلَ عليه الإِنْسَانُ من البُخْل كذا في البَصَائر . وقُتَيْرَةُ كجُهَيْنةَ : اسمٌ وقُتَيْرَةُ : أَبو قَبِيلَةٍ من تجُيِب َ منهم المُحَدِّثانِ مُحَمّدُ بنُ رَوْحٍ حَدَّث عن جماعَة وعنه الحَسنُ بنُ داوُودَ ابنِ وَرْدَانَ ؛ والحَسَنُ بنُ العَلاءِ القُتَيْرِيّانِ عن عَبْدِ الصَّمَدِ بنِ حَسّانَ وعنه جابِرُ بنُ قَطَنٍ الخُجَنْدىّ . وفاتَهُ حَبِيبُ بنُ الشّهِيد القُتَيْرِيُّ مَوْلَى عُقْبَةَ بنِ نَجْدَةَ القُتَيْرِيِّ رَوَى عنه يَزِيدُ بن أَبِي حَبِيب ؛ هكذا ضَبَطَهُ الأَئِمَّة بالتَّصْغِيرِ في كلّ ذلك وضَبَطَهُ الحافِظُ في التَّبْصِير بفَتْح فكَسر . وممّا يُسْتَدْرك عليه : القُتْرَة بالضَّمِّ : ضِيقُ العَيْشِ وهو مَجازٌ . ولحمٌ قاتِرٌ إِذا كانَ لَهُ قُتَارٌ لِدَسَمِه ورُبّمَا جَعَلَتِ العربُ الشَّحْمَ واللَّحْمَ قُتَاراً ومنه قولُ الفَرَزْدَقِ :
إِلَيْكَ تَعَرَّقْنَا الذُّرَا برِحَالِهَا ... وكُلَّ قُتَارٍ في سُلامَى وفي صُلْبِ وكِبَاءٌ مُقَتَّر كمُعَظَّم . وقَتَرَتِ النارُ : دَخَّنَت . وأَقْتَرتُهَا أَنا . واسْتَقْتَرَهُ : حاوَل الاسْتمكانَ به ؛ عن الفَارِسيّ . والقُتْرَةُ بالضَّمّ : صُنْبُورُ القَنَاةِ . وقِيل : هو الخَرْقُ الَّذِي يَدْخُل منه الماءُ الحائطَ وهو مَجاز . ورَحْلٌ قاتِرٌ أَي واَقٍ لا يَعْقِرُ ظَهْرَ البَعِيرِ . وفي الأَساسِ : إِذا كانَ قَدْراً لا يَمُوجُ فيَعْقِر . والقَتِيرُ : الدِّرْعُ نَفْسُهَا قال سَاعِدَةُ ابن جُؤَيَّةَ : ضَبْرٌ لِبَاسُهُمُ القَتِيرُ مُؤَلَّبُ . وهو مما جاءَ بَعْض ما في الدّرعِ فقامَ مَقَامَ الدِّرْعِ وهو مستدرَكٌ على أَبي عُبَيْدَةَ فإِنّه لم يذكُرْه في كِتابه . والقُتْرَة بالضَّمّ : الكُوَّةُ والجَمْعُ القُتَر ومنه قولُهم : اطَّلَعْنَ من القُتْر أَي الكُوَى وهُوَ مجازٌ وبه فُسِّرَ حَدِيثُ أَبي أُمَامَة رَضِيَ الله عنه : مَنْ اطَّلعَ من قُتْرَةٍ ففُقِئَتْ عَيْنُه فَهِيَ هَدَرٌ . والقُتْرَةُ أَيضاً : النافِذَة وعَيْنُ التَّنُّورِ وحَلْقَة الدِّرْعِ . وقُتْرةُ البابِ : مكانُ الغَلْقِ ؛ وكلُّ ذلك مَجاز . وجَوْبٌ قاتِرٌ أَي تُرْسٌ حَسَنُ التَّقْدِيرِ . ومنه قولُ أَبي دَهْبَلٍ الجُمَحِىّ :
دِرْعِي دِلاَصٌ شَكُّهَا شَكٌّ عَجَبْ ... وَجَوْبُهَا القاتِرُ من سِرِّ اليَلَبْ وفي الحَدِيث : يُقَتِّرُ بَيْنَ يَدَيْه قال ابنُ الأَثِير : أَي يُسوِّى لَهُ النُّصُولَ ويَجْمَع له السِّهَامَ . من التَّقْتِير وهو إِدْنَاءُ أَحَدِهِمَا إِلى الآخَر