تِنَّبٌ كَقنَّبٍ أَهْمَله الجوهريُّ وصاحبُ اللسانِ وقال الصاغانيُّ : ع وفي نُسْخَة : ة بالشَّامِ في المراصد : إنَّهَا من قُرَى حَلَبَ . قُلْتُ : وقيلَ : هي نَاحِيَةٌ بَيْنَ قِنَّسْرِينَ والعَوَاصمِ منْهُ الضَّمِيرُ للمَوْضِع وفي نُسْخَة مِنهَا وغَفَلَ شيخُنَا فأَوْرَد على المُؤَلِّف في تَذكير الضَّمير وإنَّمَا هو راجعٌ إلى الموضع كما هو في نُسَخ صحيحة فَخْرُ الدِّينِ مُحَمدُ بنُ مُحَمَّد بنِ عَقِيل المُحَدِّثُ الكَاتِبُ الفَائقُ رَوَى عنِ المُوَفَّقِ بنِ قُدَامَةُ وَصَالِحٌ التِّنَّبِيُّ رَوَى أيْضاً عن الصَّاحِبِ كَمَال الدِّينِ بن العَدِيم وعنه ابنُ القُوطِيّ
وفَاتَهُ الحُسَيْنُ بنُ زَيْدِ التِّنَّبِيُّ رَوَى عنه أَبُو طَاهِرٍ الكِرْمَانيُّ شَيْخُ أَبِي سَعْدِ المالينيّ
وقَالَ أَبُو حَنِيفَةَ : والتَّنُّوبُ كَالتَّنُّورِ : شَجَرٌ عِظَامٌ الأَوْلَى عَظِيمٌ قاله شيخُنَا نَصَّ الدِّينَوَرِيّ : يَعْظُمُ جِدًّا وَمَنَابِتُهُ بالرُّومِ اسْمٌ أَعْجَمِيٌّ مِنْهُ يُتَّخَذُ أَجْوَدُ القَطرَانِ
النّاب مُذَكَّرٌ : من الأَسْنَان . قال ابْن سِيدَهْ : النّاب : السِّنُّ الّذِي خَلْفَ الرَّبَاعِيّة مُؤنَّثٌ لا غَيْر كما في المحكم . ولا فَرْقَ بينَ أَنْ يَكونَ لفظُها مُؤنَّثاً أَي يُسْتَعْمَل استعْمَالَ الأَلفاظِ المؤنَّثة العارِيَةِ عن الهاءِ كنظائرِها أَو خاصَّة بالإِناث من النٌّوقِ لاتُطْلق على الجَمل كما سيأْتي . قال ابْنُ سِيده قال سِيبوَيْهِ : أَمالوا ناباً في حَدِّ الرَّفْعِ تشْبِيهاً له بأَلِفِ رمَى لأَنّها مُنقلبة عن ياءٍ وهو نادرٌ ؛ يعنى أَنَّ الأّلِفَ المنقلبةَ عن الياءِ والواو إِنّما تُمَال إِذا كانت لاماً وذلك في الأَفعال خاصَّةً . وما جاءَ من هذا في الاسم نادر : وأّشدُّ منه ما كانت أَلِفُه منقلِبَةً عن ياءٍ عَيناً وج أَنْيُبٌ عن اللِّحْيَانيّ وأَنْيَابٌ ونُيُوب بالضَّمّ وهو شاذٌّ واردٌ على غير قياس لأَنّ فَعَلاً محَرّكةً لايُجْمَع على فُعول . قال شيخنَا : وَبقِيَ عليه نِيُوب بالكسر لأَنّه لغَةٌ في كلِّ جَمْع على فُعُول يائِيّ العينِ كبِيُوتٍ وعِيُوب وأَنَايِيتُ عندَ سِيبَوَيُهِ جج أَي جمْعُ الجمعِ وقد سقطت هذه العلامة من نسخة شيخنا فاعترضَ عليه . النّابُ : النّاقَةُ المسِنَّةُ سَمَّوْها بذلك حين طالَ نابُها وعَظُمَ مَؤنَّثة أَيضاً وهو ممّا سُمِّيَ فيه الكُلُّ باسم الجزءِ . وتصغيرُ النّاب من الإِبِل : نُيَيْبٌ بغير هاءٍ وعلى هذا نحو قولهم للمرأة : ما أَنتِ إِلاّ بُطَيْنٌ . كالنُّيُّوبِ كَتَنُّورٍ كذا في نسختنا ومثلهُ في نسخة شيخِنا . قال : وهو من غرائبه الّتي أَغفلها الجَمّاءُ الغَفِيرُ . وفي نسخةٍ أُخْرَى : كالنَّيُوبِ بالفتح وهو الصَّواب . وجَمْعهُما معاً أَنْيَابٌ ونُيُوبٌ بالضم ونِيبٌ بالكسر . فذهبَ سِيبَوَيْهِ إِلى أَنّ نِيباً جمُع نابِ وقال : بَنَوْها على فُعْلٍ كما بَنَوا الدّارَ على فُعْل كراهِيَةَ نُيُوبٍ ؛ لأَنّها ضمَّة في ياءٍ وقبلَهَا ضّمَّة وبعدها واوٌ فكَرِهُوا ذلك . وقالوا فيها أَيضاً : أَنيابٌ كَقَدمٍ وأَقْدامٍ ؛ هذا قولهُ . قال ابْن سيدهْ : والذِي عندي أَن أَنْياباً جمعُ نابٍ على ما فَعلْت في هذا النحْو كقَدَمٍ وأَقدام ؛ وأَنَّ نِيباً جمع نَيُوبٍ كما حَكَى هو عن يُونُسَ أَنَّ من العرب مَن يقول صِيدٌ وبِيضٌ في جمع صَيُودٍ وبَيُوضٍ على من قال رُسْلٌ وهي التَّمِيميّة . ويُقَوِّي مَذهبَ سِيبَوَيْهِ أَنّ نِيباً لو كانت جمعَ نَيُوب لكانت خليقَةً بِنُيُبٍ كما قالوا في صَيُود صُيُدٌ وفي بَيُوضٍ بُيُضٌ ؛ لأَنهم لا يَكرهون في الياءِ من هذا الضَّرب كما يكرهون في الواو لِخفّتها وثِقَلِ الواو فأَنْ لم يَقولوا نُيُبٌ دَليلٌ على أَنّ نِيباً جمع نابٍ كما ذهب إِليه سِيبَوَيْهِ وكلا المذهَبَيْن قَيَاسٌ إِذا صَحَّت نَيُوبٌ وإِلاّ فَنِيبٌ جمعُ نابٍ كما ذهب إِليه سيبويه قياساً على دُورٍ . كذا في لسان العرب . وفي الحديث : " لَهُمْ مِنَ الصَّدَقَةِ الثِّلْبُ والنَّابُ " . وفي الحديث أَنّهُ قال لقَيْسِ ابْنِ عاصِمٍ : " كَيْفَ أَنْتَ عندَ القِرَى ؟ قال : أُلْصِقُ بالنّابِ الفانيَةِ " . والجَمْع النّيبُ . وفي المَثَل : " لا أَفعَل ذلِكَ ما حَنَّتِ النِّيبُ " . قال مَنظورُ بْنُ مَرْثَدٍ الفَعْسِيّ :
" حَرَّقَهَا حَمْض بلاد فِلِّ
" فمَا تَكَادُ نِيبُهَا تَوَلِّيأي : تَرْجِعُ من الضَّعْف وهو فُعْلٌ مِثْلُ أَسَدٍ وأُسْدٍ وإِنَمَا كسروا النُّونَ لِتسلم الياءُ . قال الجَوْهَرِيُّ : ولا يُقال للجَمَل : نابٌ قال سِيبَوَيْهِ : مِن العرب مَن يقول في تصغير ناب : نُوَيْبٌ فيجيءُ بالواو لأَنّ هذه الأَلفَ يَكثرُ انقلابُهَا من الوَاوات . قال ابْنُ السَّرّاج : هذا غلطٌ منه . هذا نصّ الصِّحاح في لسان العرب . قال ابْن بَرِّيّ : ظاهِرُ هذا اللَّفْظ أَنّ ابْنَ السَّرَّاج غَلَّط سيبويه فيما حكاه قال : وليس الأَمْرُ كذلك وإِنّما قوله : وهو غَلَطٌ مِنْهُ من تَتِمَّة كلامِ سِيبَوَيْهِ إِلاّ أَنّه قال : مِنْهُمْ وغَيَّرَهُ ابْن السّرَّاج فقال : منه فإِنّ سيبويه قال : وهذا غلطٌ منهم أَي . من العرب الَّذِين يقولونَه كذلك . وقول ابنِ السَّرَّاج غَلَطٌ منه هو بمعنى : غَلَط من قائله وهو من كلام سيبويه وليس من كلام ابْنِ السَّرَّاج . انتهى . قال شيخنَا : قلت الظَاهرُ يُنَافِيه . نعم يُمْكِن حملُه على موافقةِ سيبويهِ بأَنَّ الجَوْهَرِيِّ نقلَ أَوَّلَ كلامِ سَيبَوَيْهِ أَوّلاً وأَيَّده بكلامِ ابْنِ السَّرَّاج وقال ابْن السَّرَّاج قال هذا الكلام الّذي نقله سِيبَوَيْه غَلَطٌ من قائله فيتَّفِقانِ على تغليط المتكلّم بهذا اللُّغَة ويكون كلام ابْنِ السَّرّاج موافِقاً لكلام سيبويهِ لا اعتراضَ ولا نقلَ عنه بالنسبة لِما في الصِّحاح كما هو ظاهر والله أَعلم . وأَمّا دَعْوَى ابْنِ بَرِّيّ أَنّ ابْنَ السَّرَّاج نقل كلامَ سِيبويهِ بعَيْنه وأَنّه مُرادُ الجَوْهريّ فدُونَ إِثباتهِ وأَخْذِه من هذه الأَلْفاظِ خَرْطُ القَتادِ وإِنْ نقله ابْن المُكَرَّم وسَلَّمَهُ فلا يَخْفَى ما فيه من التَّنَافُر وعدم تلاؤُم الأطرافِ . انتهى . وهو تحقيقٌ حَسَنٌ . النّابُ بْنُ حُنَيْف أَبُو لَيْلَى أي : والدُها أُمِّ بالجرّ صفة لَيْلَى أَي : والِدُ لَيْلَى الّتي هي أُمُّ عِتْبانَ بْنِ مالِكٍ الصَّحابيّ المشهور إِمام مَسْجِدِ قُبَاءَ حدِيثه في الصَّحيحَيْنِ لها صَحْبَةٌ أَيضاً . ونَهْرُ نابٍ : في نواحِي دُجيْل قُرْب أَوَانَى مقصوراً ببَغْدادَ . من المَجَاز : النّابُ : سَيِّدُ القَوْمِ وكَبيرُهُم جمعُه أَنْيَابٌ وأَنشد أَبو بَكْرٍ قولَ جَمِيل :
رَمَى اللهُ في عَيْنيْ بُثَيْبَةَ بالقَذَى ... وفي الغُرِّ من أَنْيَابِهَا بالقَوَادِحِ قال : أنْيَابُها : ساداتُها أَي : رَمَى الله بالُهلاكِ والفَسَاد في أَنْيَاب قومِها وساداتِهَا إِذْ حالُوا بينَها وبين زِيارَتي . وقالت الكِنْدِيَّةُ تَرْثِي إِخْوَتَها :
" هَوَتْ أُمُّهُمْ ما ذَامُهُمْ يَوْمَ صُرِّعُوابِبَيْسَانَ من أَنْيَابِ مَجْدٍ تَصَرَّمَا والأَنْيَبُ : الغَلِيظُ النّابِ لا يَضْغَم شَيْئاً إِلاّ كَسَره عن ثعلب ؛ وأَنشد :
فقلْت تَعَلّمْ أَنَّنِي غَيْرُ نائِمٍ ... إِلى مُسْتَقِلٍّ بالخِيانَةِ أَنْيَبَا ونِبْتُهُ كخِفْتُه : أَصَبْتُ نابَهُ وكذا نابَهُ يَنِيبُهُ . ونَيَّبَ السَّهْمَ بالتَّشديد : عَجَمَ عُودَهُ . ويُقَال : ظَفَّرَ فيه السَّبُع . نَيَّبَ : أَثَّرَ فيهِ بِنابِه وفي حديث زَيْدِ بْنِ ثابِتٍ : " أَنَّ ذِئْباً نَيَّبَ في شاةٍ فذَبَحُوها " أَي : أَنْشَبَ أَنْيابَهُ فيها قال اللِّحْيَانيّ : نَيَّبَتِ النَّاقَةُ : هَرِمَتْ وهي مُنَيِّبٌ . وفي الأَساس : صارتْ ناباً . نَيَّبَ النَّبْتُ : خَرَجَتْ أَرُومَتُه كَتَنَيَّبَ وكذلك الشَّيْبُ . قال ابن سِيدَهْ : وأُراه على التَّشْبِيه بالنّاب ؛ قال مُضَرِّسٌ :
فقالَتْ أَمَا يَنْهَاكَ عن تَبَعِ الصِّبَا ... مَعالِيك والشِّيبُ الّذي قد تَنَيَّبا وذو الأَنْيَابِ : لَقَبُ قَيْسِ بْن مَعْدِ يكَرِبَ بْنِ عمرِو بْنِ السِّمْط . أَيضاً : لَقَبُ سُهَيْلِ بْنِ عَمْرِو بْنِ عَبْدِ شَمْسِ بْنِ عَبْدِ وُدٍّ العامِريّ الصَّحَابيّ رَضِيَ الله تعَالَى عَنْهُ أُمُّه حُبَّى بنت قَيْسِ الخُزَاعِيَّة . وكنْيَتُه أَبو يَزِيدَ أَحدُ أَشرافِ قرَيْشٍ وخُطبائِهم وكانَ أَعْلَم الشّفةِ . كذا في المعجم . وممّا يُسْتَدْرَك عليهِ : نُيُوبٌ نُيَّبٌ على المُبَالغة قال :
" مَجُوبَةٌ جَوْبَ الرَّحَى لم تُثْقَبِ" تَعَضُّ مِنها بالنُّيُوبِ النُّيَّبِ واستعار بعضهم الأَنيابَ لِلشَّرّ وأَنشدَ :
أَفِرُّ حَذَارَ الشَّرّ والشَّرُّ تَارِكِي ... وأَطْعُنُ في أَنْيَابِهِ وهْوَ كالِحُ ومن المَجَاز : عَضَّتْهُ أَنيابُ الدَّهْرِ ونُيُوبُهُ . وظَفَّرَ فلانٌ في كذا ونَيَّبَ : نَشِبَ فيه كذا في الأَساس
فصل الواو