" وَقَصَ عُنُقَه كوَعَدَ " يَقِصُها وَقْصاً : " كَسَرَها " ودَقَّها " فوَقَصَتْ " العُنُقُ بنَفْسِها " لازِمٌ مُتَعَدٍّ " ونقله الجَوْهَريُّ عن الكسَائيّ هكذا إِلاّ أَنَّهُ قال : ولا يَكُونُ وَقَصَتِ العُنُقُ نَفْسُها أَي إِنّما هو وُقِصَتْ مَبْنيّاً للمَفْعُولِ . قال الرَّاجز :
" ما زَالَ شَيْبانُ شَديداً هَبَصُه
" حَتَّى أَتاه قِرْنُهُ فوَقَصُهْ
قال الجوهَريُّ : أَراد : فوَقَصَهُ فلمّا وَقَفَ على الهَاءِ نَقَل حَرَكَتَها وهي الضَّمَّةُ إِلى الصَّاد قَبْلَهَا فحَرَّكَها بحَرَكَتها . " ووُقِصَ " الرَّجُلُ " كعُنِيَ فهو مَوْقُوصٌ " . وقال خَالدُ بنُ جَنْبَةَ : وُقِصَ البَعِيرُ فهو مَوْقُوصٌ إِذا أَصْبَحَ دَاؤُه في ظَهْرهِ لا حَرَاكَ به وكَذلكَ العُنُقُ والظَّهْرُ في الوَقْص . " ووَقَصَتْ به راحِلَتهُ تَقِصُهُ " قال الجَوْهَرِيّ : وهو كقَوْلكَ : خُذِ الخِطَامَ وخُذْ بالخِطَامِ . وقال أَبو عُبَيْد : الوَقْصُ : كَسْرُ العُنُقِ . ومنه قيلَ للرَّجُل أَوْقَصُ إِذا كانَ مَائلَ العُنُقِ قَصيرَهَا ومنه يُقالُ : وَقَصْتُ الشَّيْءَ إِذا كَسَرْتَهُ . قال ابنُ مُقْبلٍ يَذْكُر النَّاقَةَ :
فبَعَثْتُهَا تَقِصُ المَقَاصِرَ بَعْدَمَا ... كَرَبَتْ حَيَاةُ النَّارِ للمُتَنَوِّرِ أَي تَدُقُّ وتَكْسِرُ . وَقَصَ " الفَرَسُ الآكَامَ : دَقَّهَا " نَقَلَهُ الجَوْهَرِيّ . وقال غَيْرُهُ : كَسَرَ رُءُوسَها وهو مَجَازٌ . وكَذلكَ النَّاقَةُ . قال عَنْتَرَة العَبْسيُّ :
خَطَّارَةٌ غِبَّ السُّرَى مَوَّارةٌ ... تَقصُ الإِكَامَ بذات خُفٍّ مِيثَمِ ويُرْوَى : تَطِسُ وهو بمَعْناه . " ووَاقِصَةُ : ع بَيْنَ الفَرْعَاءِ وعَقَبَةِ الشَّيْطَانِ " بالبَاديَةِ منْ مَنَازلِ حاجِّ العِرَاقِ لبَنِي شِهَابٍ من طَيِّء . ويُقَال لها وَاقِصَةُ الحُزُونِ وهي دُونَ زُبَالَةَ بمَرْحَلَتَيْن . وَاقِصَةُ : " ماءٌ لبَنِي كَعْبٍ " عن يَعْقُوبَ ومَنْ قَال : وَاقِصَاتٌ فإِنّمَا جَمَعَها بما حَوْلَها عَلى عادَةِ العَرَب في مِثْل ذلك . وَاقِصَةُ : " ع بطَرِيقِ الكُوفَةِ دُونَ ذِي مَرْخٍ " . وقال الحَفْصِيّ : هي ماءٌ في طَرَفِ الكُرْمَةِ وهي مَدْفَعُ ذي مَرْخ . وَاقِصَةُ : " ع باليَمَامَة " وقيلَ : ماءٌ بها : كما في المُعْجَم . " وأَبو إِسْحَاقَ سَعْدُ بنُ أَبِي وَقَّاصِ مالكِ بْنِ وُهَيْبٍ " وقيل : أُهَيْب بن عَبْدِ مَنَافِ بن زُهْرَةَ بن كِلاَبٍ الزُّهْريّ : " أَحدُ العَشَرَة " المَشْهُود لَهُم بالجَنَّة وأُمُّهُ حَمْنَةُ بنتُ سُفْيَانَ بنِ أُميَّةَ بْنِ عَبْد شَمْسٍ . وفي الرَّوْض . دَعَا له النَّبيُّ صَلَّى الله عليه وسلَّم بأَنْ يُسَدِّدَ اللهُ سَهْمَه وأَنْ يُجيبَ دَعْوَتَه فَكانَ دُعَاؤُه أَسْرَعَ إِجابَةً . وفي الحَدِيث أَنَّه صَلَّىَ الله عليه وسلَّم قال : " احْذَرُوا دَعْوَةَ سَعْدٍ " . ماتَ في خِلاَفَة مُعَاوِيَةَ رَضيَ اللهُ تَعَالَى عَنْهُمَا . وأَخَوَاهُ : عُمَيْرُ بنُ أَبي وَقَّاصٍ بَدْرِيٌّ قُتِلَ يَوْمَئذٍ : ويُقال : رَدَّهُ النَّبِيُّ صَلَّى اللهُ عليه وسلَّم واستَصْغَرَهُ فبَكَى فأَجازَهُ وقُتِلَ عن سِتَّ عَشْرَةَ سَنَةً . وعُتْبَةُ . بنُ أَبِي وَقَّاصٍ الَّذي عَهدَ إِلى أَخيه سَعْدٍ أَنَّ ابْنَ وَليدَةِ زَمْعَةَ منْه صَحَابيَّانِ . " والوَقَّاصِيَّة : ة بالسَّوَادِ " من نَاحِيَةِ بَادُورَيَا " مَنْسُوبَةٌ إِلى وَقَّاصِ بنِ عَبْدَةَ بْنِ وَقَّاصٍ " الحارثيّ بن بَلْحَارثِ بن كَعْبٍ . " والوَقْصُ : العَيْبُ " نَقَلَهُ الصاغَانِيّ عن ابْنِ عَبَّادٍ . والسِّينُ لُغَةٌ فيه . الوَقْصُ : " النَّقْصُ " عن ابنِ عَبّاد أَيْضاً . الوَقْصُ : " الجَمْع بَيْن الإِضْمَارِ والخَبْنِ " وهو إِسْكَانُ الثَّانِي من مُتَفَاعِلُنْ فيَبْقَى مُتْفَاعِلُنْ وهذَا بِنَاءٌ غيْرُ مَنْقُولٍ فيُصْرَفُ عنه إِلى بناءٍ مُسْتَعْمَلٍ مَقُولٍ مَنْقُولٍ وهو قولُهُم : مُسْتَفْعِلُنْ ثمَّ تُحْذَفُ السينُ فيَبْقَى مُتَفْعلُنْ فيُنْقَلُ في التَّقْطِيع إِلى مَفَاعلُنْ وبَيْتُه أَنشدَهُ الخَلِيلُ :
يَذُبُّ عَنْ حَرِيمِه بِسَيْفهِ ... ورُمْحِهِ ونَبْلِهِ ويَحْتَمِي" ويُحَرَّك " سُمِّيَ به لأَنّه بمَنْزلَة الَّذي انْدَقَّت عُنُقُه . الوَقَصُ " بالتَّحْرِيك : قِصَرُ العُنُقِ " كأَنَّمَا رُدَّ في جَوْفِ الصَّدْرِ وقد " وَقِصَ كفَرِح " يَوْقَص وَقَصاً " فهُوَ أَوْقَصُ " وامرأَةٌ وَقٍصَاءُ . " وأَوْقَصَهُ اللهُ " تَعَالَى : " صَيَّرَهُ أَوْقَصَ " وقد يُوصَفُ بذلِكَ العُنُقُ فيُقَال : عُنُقٌ أَوْقَصُ وعُنُقٌ وَقْصَاءُ حَكَاهَا اللِّحيانيّ . الوَقَصُ : " كِسَارُ العِيدَانِ " الِّتِي " تُلْقَى فِي " وفي الصّحاح : عَلَى " النَّارِ " يُقَال : وَقِّصْ على نَارِك قاله الجَوْهَرِيّ وأَنشد لحُمَيْد :
لا تَصْطَلِي النّارَ إِلاَّ مُجْمِراً أَرِجاً ... قد كَسَّرَتْ من يَلَنْجُوج له وَقَصَا وقال أَبو تُرَابٍ : سَمِعْتُ مُبْتَكِراً يقول : الوَقَشُ والوَقَصُ : صِغَارُ الحَطَبِ الَّذِي تُشَيَّع به النَّارُ . الوَقَصُ : " وَاحِدُ الأَوْقَاصِ في الصَّدَقَة وهو ما بَيْنَ الفَرِيضَتيْنِ " نحو أَن تَبْلُغَ الإِبِلُ خَمْساً فَفِيها شَاةٌ . ولا شَيْءَ في الزِّيادَة حَتَّى تَبْلُغَ عَشْراً فما بَيْنَ الخَمْس إِلى العَشْرِ وَقَصٌ وكذلِكَ الشَّنَق . وبَعْضُ العُلَمَاءِ يَجْعَلُ الوَقَصَ في البَقَرِ خاصَّةً والشَّنَق في الإِبِلِ خَاصَّةً وهما جَمِيعاً ما بَيْنَ الفَرِيضَتيْن قال الجَوْهَرِيّ وهو مَجاز . وفي حَدِيثِ مُعَاذِ بْنِ جَبَلٍ رَضِيَ اللهُ تَعالَى عنه : " أَنَّه أُتِيَ بوَقَصٍ في الصَّدَقَة وهو باليَمَن فقال : لم يَأْمُرْنِي رَسُولُ اللهِ صَلَّى الله عَلَيْه وسلَّم فيه بِشَيْءٍ " . قال أَبو عَمْرٍو الشَّيْبَانِيّ : الوَقَصُ بالتَّحْرِيكِ : هو ما وَجَبَتْ فيه الغَنَمُ من فَرَائِضِ الصَّدَقَةِ في الإِبِل ما بَيْنَ الخُمْسِ إِلى العِشْرِينَ . قالَ أَبو عُبَيْدٍ : ولا أَرَى أَبا عَمْرٍو حَفِظَ هذا لأَنَّ سُنَّةَ النَّبِيِّ صَلَّى الله عليه وسلَّم أَنَّ في خَمْسٍ من الإِبِلِ شَاةً وفي عَشْرٍ شَاتَيْن إِلى أَرْبعٍ وعِشْرِينَ في كُلَّ خًمْسٍ شَاةٌ . قال : ولكنَّ الوَقَصَ عندنا ما بَيْنَ الفَرِيضَتيْن وهو ما زَادَ على خَمْس من الإِبِلِ إِلى تِسْعٍ وما زَاد على عَشْرٍ إِلى أَرْبَعَ عَشَرَةَ وكَذلك مَا فَوْقَ ذلِك . قال ابنُ بَرِّيّ : يُقَوِّي قَوْلَ أَبِي عَمْرٍو ويَشْهَدُ بصِحَّتِه قَوْلُ مُعَاذٍ في الحَدِيثِ : " أَنَّهُ أُتِيَ بوَقَصٍ في الصَّدَقَةِ " . يَعْنِي بغَنَمٍ أُخِذَتْ في صَدَقَةِ الإِبِل فَهذَا الخَبَرُ يَشْهَدُ بأَنَّهُ ليس الوَقَص ما بَيْن الفَرِيضَتيْن لأَنّ ما بَيْنَ الفَرِيضَتيْنِ لا شَيْءَ فيه وإِذا كانَ لا زَكاَةَ فيه فكيْف يُسَمَّى غَنَماً . " والوَقَّائِص : رُءُوسِ عِظَامِ القَصَرَةِ " نَقَلَه الصَّاغَانِيّ عن ابن عَبّادٍ . يُقَالُ : خُذْ " أَوْقَص الطَّرْيقَيْنِ " أَي " أَقْرَبهُما " عن ابن عَبّادٍ . وفي الأَسَاسِ : أَخْصَرهُمَا وهو مَجاز . " وبَنُو الأَوْقَصِ : بَطْنٌ " من العَرَب قاله ابنُ دُرَيْدٍ وأَنشد
" إِنْ تُشْبِه الأَوْقَصَ أَو لُهَيْمَا
" تُشبِهْ رِجالاً يُنْكِرُونَ الضَّيْمَايُقَالُ : " صَارُوا أَوْقاصاً أَي شِلاَلاً مُتَبَدِّدينَ " عن ابن عَبَّادٍ . يقال : أَتَانَا " أَوْقَاصٌ من بَنِي فُلانٍ أَي زَعَانِفُ " عن ابنِ عَبَّادٍ كُلُّ ذلِكَ جَمْعُ وَقَصِ كَأَسبَاب وسَبَبٍ . " وتَوَاقَصَ " الرَّجُلُ : " تَشَبَّه بالأَوْقَصِ " وهو الَّذِي قَصُرَتْ عُنُقُه خِلْقَةً . ومنه حَدِيثُ جَابِرٍ : وكانت عَلَيَّ بُرْدَةٌ فخَالَفْت بَيْن طَرَفيْهَا ثمَّ تَوَاقَصْتُ عَليْهَا كي لاَ تَسْقُطَ " أَي انْحَنَيْتُ وتَقَاصَرْتُ لأُمْسِكَهَا بعُنُقِي . وقَدْ نُهِيَ عن ذلِك . " وتَوَقَّصَ : سَارَ بَيْن العَنَقِ والخَبَبِ " قالَهُ أَبُو عُبَيْدَةَ' ونَصُّه : التَّوَقُّصُ : أَنْ يُقْصِرَ عن الخَبَبِ ويَزِيدَ على العَنَق ويَنْقُل نَقْلَ الخَبَبِ غير أَنّهَا أَقرَبُ قَدْراً إِلَى الأَرْضِ وهو يَرْمي نَفْسَه ويَخُبُّ وهو مَجاز . " أَوْ هو شدَّةُ الوَطْءِ في المَشْيِ " مع القَرْمَطَةِ " كأَنَّهُ يَقصُ ما تَحْتَهُ " أَي يَكْسِرُه وهو مَجَازٌ . وقال الجَوْهَرِيّ : ويُقَالُ : مَرَّ فُلانٌ يَتَوَقَّصُ بِهِ فَرَسُهُ إِذا نزا نَزْواً يُقَارِبُ الخَطْوَ . قُلْتُ : وهو قُوْلُ الأَصْمَعِيّ ونَصُّه : إِذا نَزَا الفَرَسُ في عَدْوِه نَزْواً ووَثَبَ وهو يُقَارِبُ الخَطْوَ فذلِك التَّوَقُّصُ وقد تَوَقَّصَ . وبكُلِّ ذلِكَ فُسِّرَ الحَدِيثُ " أَنَّ النبِيَّ صَلَّى الله عليه وسَلَّم أُتِيَ بفَرَسٍ فرَكِبَهُ فجَعَلَ يَتَوَقَّصُ بهِ " . وممّا يُسْتَدْرَكُ عليه : وَقَصَ الدَّيْنُ عُنُقَه : كَسَرَها وهو مَجاز . ويُقَال : وَقَصْتُ رَأْسَه إِذا غَمَزْتَه غَمْزاً شَدِيداً وربما انْدَقَّت منه العُنُقُ . وفي الحَدِيثِ " أَنَّهُ قَضَى في الوَاقِصَةِ والقَامصَةِ والقَارِصَةِ بالدِّيَةِ أَثلاثاً " وقد تَقَدَّم في " ق ر ص " و " ق م ص " والوَاقِصَة بمَعْنَى المَوْقُوصَةِ كما قَالوا آشِرَة بمَعْنَى مَأْشورَةٍ . وكقَوْلِه تَعالَى : " عيشَة راضِيَة " . ووَقَّصَ عَلَى نارِهِ تَوْقِيصاً : كَسَّرَ عليهَا العِيدَانَ وهو مَجَازٌ . " والدَّابَّةُ تَذُبُّ بذَنبِهَا فتَقصُ عَنْهَا الذُّبَابَ وَقْصاً : إِذا ضَرَبَتْهُ به فقَتَلَتْهُ وهو مَجَاز . ووُقَيْصٌ كزُبَير : عَلَمٌ . ووَقَّاصُ بنُ مُحْرِزٍ المُدْلِجِيّ ووَقَّاصُ بنُ قُمَامَةَ صَحَابِيَّان . وأَبو الوَقَّاصِ رَوَى عن الحَسَنِ البَصْرِيّ والإِسْنَادُ إِليْه مُنْكَرٌ وكذا المَتْنُ . وأَبُو وَقَّاصٍ عَنْ زيْد بن أَرْقَمَ رَوَى حَدِيثَهُ عَلِيُّ بنُ عَبْد الأَعْلَى عن أَبِي النُّعْمَانِ عَنْه . والوَاقُوصَةُ : وَادٍ في أَرْضِ حَوْرَانَ بالشَّأْمِ نَزَلَهُ المُسْلِمُون أَيَّامَ أَبِي بَكْرٍ على اليَرْمُوكِ لغَزْوِ الرُّومِ وفيه يَقُول القَعْقَاع بنُ عَمْرٍو :
فَضَضْنَا جَمْعَهم لَمّا اسْتَحَالُوا ... عَلَى الوَاقُوصَةِ البُتْرِ الرِّقَافِ والوَقَّاص كشَدَّاد وَاحِدُ الوَقَاقِيصِ وهي شِبَاكٌ يُصْطادُ بها الطَّيْرُ . نَقَلَهُ السُّهيْلِيُّ في الرَّوْضِ وبه سُمِّيَ الرَّجُلُ أَو هو فَعَّالٌ من وُقِصَ إِذا انْكَسَرَ . والأَوْقصُ : هو أَبُو خَالِدٍ مُحَمَّدُ بنُ عَبْدِ الرَّحْمنِ بْنِ هِشَامٍ المَكِّيُّ قاضِيهَا وكان قَصِيراً ومِمَّنْ رَوَى عَنْهُ مَعْنُ بنُ عَلِيٍّ وغيْرُه تُوُفِّيَ سنة 169