التَّيّاز كشَدَّاد : القصيرُ الغَليظُ المُلَزَّزُ الخَلقِ الشديدُ العَضَلِ مع كَثْرُةِ لَحْمٍ فيها . قال القُطاميّ يصف بكرةً اقْتَضبَها وقد أَحْسَن القِيامَ عليها إلى أن قَوِيَت وسَمِنَتْ وصارَت بحيثُ لا يُقدَر على رُكوبِها لقُوَّتِها وعِزَّة نَفْسِها :
فلمّا أنْ جَرَىَ سِمنٌ عَلَيْها ... كما بَطَّنْتَ بالفَدَنِ السِّياعا
أَمَرْتُ بها الرِّجالَ ليأْخُذوها ... ونحنُ نظنُّ أن لا تُستطاعا
إذا التَّيّازُ ذو العَضلاتِ قُلنا ... إليكَ إليكَ ضاقَ بها ذِراعا هكذا أنشده الجَوْهَرِيّ وقال ابن برّيّ : وأنشد أبو عمروٍ الشيبانيّ : لَدَيْك لَدْيكَ عِوَضاً من إليكَ إليكَ قال : وهو الصواب . التَّيَّاز : الزَّرّاع لغِلَظ فيه فمن جَعَلَه من تازَ يَتيز جَعَلَه فَعّالاً ومن جَعَلَه من يتوز جَعَلَه فَيْعالاً كالقَيّام والدَّيّار من قامَ ودار . وتازَ يَتيزُ تَيَزَاناً : مات هكذا في سائر النُّسَخ ولم أَجِدْه في أصولِ اللُّغَة ثم ظَهَرَ لي أنّه قد تَصحَّفَ على المُصَنِّف إنّما هو بازَ يبيزُ بالمُوحّدة ومعناه : هَلَكَ وماتَ . وقد قدَّمْناه آنِفاً نقلاً عن اللِّسان وغيرِه ولو ذَكَرَ بدل مات غَلُظَ كان أَصْوَبَ لأنّه هو المذكور في أمَّهات اللُّغَة ومنه اشتِقاقُ التَّيَّاز . وَتَتَيَّزَ في مِشْيَتِه : تقَلَّع قيل : ومنه التَّيّاز لأنّه يتَقَلَّعُ في مِشيتِه تَقَلُّعاً وأنشد :
" تَيّازَةٌ في مَشْيِها فُناخِرَهْ
تَتَيَّزَ إلى كذا : تفَلَّت أو الصوابُ فيه المُوَحَّدة . والمُتايَزة : المُغالَبَة كالتَّيْز بالفتح في المَشيِ وغيرِه . والتِّيَزُّ كهِجَفٍّ : الشديدُ الألواح من الأعيار وقد صحَّفَه الصَّاغانِيّ فَضَبَطه ككتِفٍ وَذَكَره في الهمز وقلَّده المُصَنِّف هناك على عادتِه وقد نبَّهْنا عليه . ومِمّا يُسْتَدْرَك عليه : تازَ السهمُ في الرَّمِيَّةِ : أي اهتزَّ فيها . والتَّيّاز : المُلَزَّزُ المَفاصِل . وتِيز بالإمالةِ كإمالةِ النار : بلدٌ على ساحل بَحْرِ الهِند . والنِّسبة إليه ثَغْرِيّ على غَيْرِ قياس نقله الصَّاغانِيّ . قلتُ : وهو صُقْع معروفٌ يُذكر مع مُكْران مُقابِلان لعُمَان بينها وبين البحر . وتِيزانُ مثالُ كِيزان : من قُرى هَرَاة ومن قرى أَصْبَهان أيضاً . نقله الصَّاغانِيّ . قلتُ : ومن الأُولى : الحسنُ بن الحسين بن عَبْد الله التِّيزانيّ الهَرَويّ من شيوخِ أبي سَعْدٍ المالينيّ . وتِيزين بالكسر من بلدان قِنِّسْرين صارَ في أيّام الرَّشيد من العَواصم مع مَنْبِج ومنها : الشَّمسُ أبو المَعالي مُحَمَّد بن عليّ بن عبد الصَّمَد بن يوسف الحلبيّ الشافعيّ وُلد سنة 807 بتِيزين ودخلَ حَلَبَ وحَماةَ ودمشق ومِصرَ والحرَمَيْن سَمِعَ منه السَّخَاويّ والبِقاعيّ مات بمصر سنة 850
فصل الجيم مع الزاي