الثَّرَّةُ مِن العُيُون : الغَزِيرِةُ الماءِ كالثَّرّارةِ والثَّرْثَارَةِ والثُّرْثُورَةِ بالضمّ في الأخِير . وقد ثَرَّتْ تَثِرُّ ثَرَارَةَ وكذلك السَّحَابُ . وفي الصّحَاح : عَيْنٌ ثَرَّةٌ قال : وهي سَحَابَةٌ تأْتِي مِن قِبَلِ قِبْلَةِ أهلِ العِرَاقِ قال عنتَرةُ :
جَادَتْ عليها كلُّ عينٍ ثَرَّةٍ ... فَتَرَكْنَ كلَّ قَرَارَةٍ كالدِّرْهَمِ . مِن المَجَاز : الثَّرَّةُ : النّاقَةُ أو الشّاةُ الواسعةُ الإحْلِيلِ والغَزِيرَةُ منهما كالثَّرُورِ كصَبُورٍ . وفي حديث خُزَيْمَةَ : وذَكَرَ السَّنَةَ : غاضَتْ لها الدَّرَّةُ ونَقَضَتْ لها الثَّرَّةُ . قال ابن الأَثير : الثَّرَّةُ بالفتح : كثرةُ اللَّبَنِ يقال : ناقةٌ ثرةٌ : واسِعَةُ الإِحلَيلَ وهو مَخْرَجُ اللَّبَنِ من الضَّرْع قال : وقد تُكْسَرُ الثّاءُ . وشاةٌ ثَرَّةٌ وثَرُورٌ : واسعةُ الإِحْلِيلِ غَزِيرَةُ اللَّبَنِ إذا حُلِبَتْ . ج ثُرُورٌ وثِرَارٌ بالضمِّ والكسرِ هكذا في النُّسَخ . والذي في الأُصول المعتمدة : ثُرُرٌ وثِرَارٌ وإحْليل ثَرٌّ : واسِعٌ
مِن المَجَاز : الثَّرَّةُ : الطَّعْنَةُ الكَثِيرةُ الدَّمِ وقيل : الواسِعَةُ وفي بعض النُّسَخ هنا زيادة كالثّارَّةِ . الأَساس : كالثَّرُورِ على التَّشْبِيه بالعَيْن . وثَرَّ يَثُرُّ مُثَلَّثَ الآتِي أي المُضَارِع ثَرّاً بالفتح وثُرُورَةً بالضمّ وثَرَارَةً بالفتح وثُرُوراً بالضَّمّ في الكلّ أي مّما ذَكَرَ من المعاني السابقة . قال شيخنا : الضَّمُّ والكسرُ لغتانِ وَارِدَتانِ الأولَى شاذَّة الثانيةُ على القياس وقد عَدَّه ابنُ مالكٍ وغيرُه ممّا جاء فيه الوَجْهان وذَكَرَهما الجوهريُّ وأربابُ الأَفعالِ والتَّصْرِيف وأما الفتحُ فلا وَجْهَ لذِكْرِه لا سَماعاً ولا قِيَاساً لأنّ الفتحَ إنما يكونُ في الماضِي المفتوحِ الحَلْقِي العَيْنِ أو الَّلامِ وذلك هنا مُنْتَفٍ كما لا يَخْفَى . قلتُ : وما أَنْكَرَه شيخُنَا فقد ذَكَرَه صاحبُ اللِّسَان عن بعضِ العرب والمصنِّفُ مِن عادَتِه أنه لم يَزَلْ يتَتَبَّعُ النَّوادِرَ والغَرَائِبَ لأنه البحرُ المُحِيطُ الجامعُ للعجائب
الثَّرَّةُ أيضاً : المرأَةُ الكثيرةُ الكلامِ كالثّارَّةِ والثَّرْثَارَةِ يقال : رجلٌ ثَرْثَارٌ إذا كان مُتَشَدِّقاً كثيرَ الكلامِ . والثَّرُّ : التَّفْرِيقُ والتَّبْدِيدُ يقال : ثَرَّ الشَّيْءَ مِن يَدِه يَثُرُّه ثَرّاً : بَدَّدَه كالثَّرْثَرَةِ حَكاه ابنُ دُرَيْدٍ ولم يَخُصَّ اليَدَ ونَصُّ ابنُ دُرَيْد : ثَرَرْتُ الشَّيْءَ أَثُرُّه ثَرّاً إذا بَدَدْتَه . قال الصغانيُّ : وأحْجِ به أن يكونَ تَصْحِيفَ نَدَّيْتَه وأما ثَرْثَرْتُه بَدَّدْتُه فصَحِيحٌ
الثّرُّ : الواسِعُ . يقال : عَيْنٌ ثَرّةٌ أي واسِعةٌ وكذلك إحْلِيل ثَرٌّ . الثَّرُّ : المِكْثارُ المُتَشَدِّقٌ يُقال : رجلٌ ثَرٌّ أي كثيرُ الكلامِ . الثَّرُّ : مِن السّحابِ : الكَثِيرُ الماءِ يقال : سحابٌ ثَرٌ . وثَرَّتِ السَّحَابَةُ مَاءَها تَثُرُّه ثَرّاً
مِن المَجاز : الثرَّثْاَرُ بالفتح : المِهْذَارُ المُتَشَدِّقُ . ورُوِيَ عن النّبيِّ صلَّى الله علَيْه وسلّم أنه قال : " أبْغَضُكُم إليَّ الثَرْثارُونَ المُتَفَيْهِقُون " وهم الذين يُكثِرُون الكلامَ تكلُّفاً خُرُوجاً عن الحقّ
الثَّرْثارُ أيضاً : الصَّيّاحُ عن اللِّحْيَانيّ . الثَّرْثَارُ : نَهْرٌ بعَيْنِه وقال المبرّد في أوّل الكامل : سُمِّيَ به لكثرةِ مائِه قال الأَخطل مِن قصيدةٍ أوّلُها :
لَعَمْرِي لقد لاَقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ ... على جانبِ الثَّرْثارِ راغِيَةَ البَكْرِ . الثَّرْثَارُ : وادٍ كبيرٌ بالجزيرة يَمدُّ إذا كثرت الأَمطارُ وأمّا في الصَّيف فليس فيه إلاّ مناقِعُ ومياهٌ جامدة وعيونٌ قليلةٌ مِلحةٌ وهو في البَرِّيَّة ينحدرُ بين سِنْجارَ وتَكْرِيتَ وكانت عليه قُرىً كثيرةٌ عامرةٌ قد خَرِبت الآن وإيّاه عَنَى الأَخطلُ في قوله وقد جَمَعَه :
وأَحْمَى علينا ابْنَا زُمَيْعٍ وهَيْثَمٍ ... مُشَاشَ المَراضِ اعْتَادَهَا مِن ثَراثِرِ . وفي أنساب البلاذريِّ : الثَّرْثارُ : نهرٌ يَنْزِعُ مِن هِرْماس نَصِيبِينَ ويُفَرِّغُ في دِجْلَةَ بين الكُحَيْلِ ورَأْسِ الإِيَّلِ وله يومٌ معروفٌ قال الأَخطل :
لَعَمْرِي لقد لاقَتْ سُلَيْمٌ وعامِرٌ ... إِلى جانب الثَّرْثارِ رَاغِيَةَ البَكْرِ . والإِثْرَارَةُ بالكسر : الأَنْبِرْبَارِيسُ ويُسَمَّى بالفارِسِيَّة الزّريكَ عن أبي حَنِيفَةَ نقلاً عن بعض الأَعراب . والثُّرْثُورُ الكبيرُ والصّغيرُ : نَهْرانِ بإِرْمِينِيَةَ نقلَه الصّغانيُّ . وثَرَّرَ بالمكان تَثْرِيراً : نَدَّاه . والذي في الأُصول المعتَمَدة : ثَرَّرْتُ المكانَ مثل ثَرَّيْتُه أي نَدَّيْتُه . والثَّرْثَرةُ : كثْرةُ الكلامِ وتَرْدِيدُه في تَخْلِيطٍ وقد ثَرْثَرَ الرجلُ فهو ثَرْثَارُ مِهْذارُ
الثَّرْثَرَةُ : الإِكثارُ من الأكلِ وتَخْلِيطُه . رجلٌ ثَرْثار وامرأَةٌ ثَرْثَارَةٌ وقومٌ ثَرْثَارُون وقد تقدَّم ذِكْرَ الحديثِ الذي وردتْ فيه هذه الَّلفظة . من المَجاز : فَرَسٌ ثَرٌّ ومُنْثَرٌّ أي سَرِيعُ الرَّكْضِ تَشْبِيهاً بالعَيْن الثَّرَّةِ كما في الأَساس
ومّما يُستدرَك عليه : عَيْنٌ ثَرَّةٌ : كثيرةُ الدُّموعِ . قال ابنُ سِيدَه : ولم يُسْمَع فيها ثَرْثَارةٌ وأنشدَ ابن دُرَيد :
يا مَنْ لِعَيْن ثَرَّةِ المَدامِعِ ... يَحْفِشُها الوَجْدُ بدَمْعٍ هامِعِ . ومَطَرٌ ثَرٌّ : واسِعُ القَطْرِ مُتَدارِكُه بَيِّنُ الثَّرَارَةِ . وبَوْلٌ ثَرٌّ : غَزِيرٌ . وثَرَّ يَثِرُّ إذا اتَّسَعَ وثَرَّ يَثُرُّ إذا بَلَّ سَوِيقاً أو غيرَه . وثُرَيْر كزُبَيْرٍ : موضعٌ عند أنْصَابِ الحَرَمِ بمكةَ مّما يَلِي المُسْتَوفِزَةَ وقيل : صُقْعٌ مِن أُصْقَاعِ الحِجازِ كان به مالٌ لابنِ الزُّبَيْرِ له ذِكْرٌ في الحديثِ وهو أنه كان يقول : " لن تَأْكُلُوا ثَمَرَ ثُرَيْرٍ باطلاً