[البقرة آية 191]وَاقْتُلُوهُمْ حَيْثُ ثَقِفْتُمُوهُمْ! (قرآن). 6. "ثَقِفَ الخَلُّ": اِشْتَدَّتْ حُمُوضَتُهُ فَصَارَ حِرِّيفًا لَذَّاعاً.
ثَقُفَ كَكَرُمَ وفَرِحَ ثَقْفاً بالفَتْحِ عَلَى غيرِ قِياسٍ وثَقَفاً مُحَرَّكَةً : مَصْدَرُ ثَقْفَ بالكَسْرِ وثقَافَةً مَصْدَرُ ثَقُفَ بِالضَّمِّ : صَارَ حَاذِقاً خَفِيفاً فَطِناً فَهِماً فهو ثِقْفٌ كحِبْرٍ وكَتِفٍ وفي الصِّحاحِ : ثَقُفَ فهو ثَقْفٌ كضَخُمَ فهو ضَخْمٌ وقال اللَّيْثُ : رجلٌ ثَقْفٌ لَقْفٌ وثَقِفٌ لَقِفٌ أي : رَاوٍ شَاعِرٌ رَامٍ وقال ابنُ السِّكِّتِ : رجُلٌ لَقْفٌ ثَقْفٌ : إِذا كان ضَابِطاً لما يَحْوِيهِ قائماً به زَادَ اللِّحْيَانِيُّ : ثَقِيفٌ لَقِيفٌ مثلُ أَمِيرٍ قالُوا أَيضاً : ثُقفٌ وثَقِفٌ مِثْل نَدُسٍ ونَدِسٍ وحَذُرٍ وحَذِرٍ إِذا حَذَقَ وفَطِنَ نَقَلَهُ ابنُ عَبّادٍ قال : وثَقُفَ فهو ثِقِّيفٌ مثل سِكِّيتِ يُقَال : رجلٌ ثِقِّيفٌ لِقِّيفٌ
ثَقِيفٌ مثل سِكِّيتٍ يُقَال : رجلٌ ثِقِّيف لِقِّيف
ثَقِيفٌ كأَمِيرٍ : أَبو قَبِيلَةٍ مِن هَوَازِنَ واسْمُه قَسِىُّ بنُ مُنَبِّهِ بنِ بَكْرِ بنِ هَوَازِن بنِ منصورِ بن عِكْرَمَةَ بنِ خَصْفَةَ بن قَيْسِ عَيْلاَنَ وقد يكون ثَقِيفٌ اسْماً لِلْقَبِيلِة والأَوَّلُ أَكْثَرُ قال سِيبَوَيْهِ : وأَما قَوْلُهم : هذه ثَقِيفُ فعلَى إِدارةِ الجَماعَةِ وإِنَّمَا قال ذلك لِغَلَبَةِ التَّذْكِيرِ عليه وهو مما لا يُقَال فيه : مِن بَنِي فُلانٍ
قلتُ : ومن الأَوَّلِ قَوْلُ أَبِي ذُؤَيْبٍ :
" تُؤَمِّلُ أَنْ تُلاَقِيَ أُمَّ وَهْبٍ بِمَخْلَفَةٍ إِذَا اجْتَمَعَتْ ثَقِيفُ وهو ثَقَفِيٌّ مُحَرَّكَةً قال سِيبَوَيْه : وهو على غيرِ قِياسٍ
وخَلٌّ ثَقِيفٌ : كَأَميرٍ وسِكِّينٍ الأَخِيرَةُ على النَّسَبِ : حَامِضٌ جِدّاً وقد ثَقُفَ ثَقَافَةً وثَقِفَ وهذا مِثْل قَوْلهِم بَصَلٌ حِرِّيفٌ
وَثقِفَهُ ثَقْفاً كسَمِعَهُ سَمْعاً : صَادَفَهُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وأَنْشَد وهو لِعَمْروٍ ذي الكَلْبِ :
فَإِمَّا تَثْقَفُونِي فَاقْتُلُونِي ... فَإِنْ أَثْقَفْ فَسَوفَ تَرَوْنَ بَالِي أَو ثَقِفَهُ في مَوْضِعِ كذا : أَخَذَهُ قَالَه اللَّيْثُ أَو ظَفِرَ به قاله ابنُ دُرَيْدٍ أَو أَدْرَكَهُ قالَهُ ابنُ فَارِسٍ زاد الرَّاغِبُ : بِبَصَرِهِ لحِذْقٍ في النَّظَرِ ثم قد يُتَجَوَّزُ به فيُسْتَعْمَلُ في الإِدْرَاكِ وإِن لم يكن معه ثَقَافَةٌ وبكُلِّ ذلك فُسِّرِ قَوْلُه تعالَى : ( وَاقْتُلُوهُمْ حَيثُ ثقفتموَّهُمْ فِي الْحَرْبِ ) وقال تعالَى : ( مَلْعُونِينَ أَيْنَمَا ثُقِفُوا أُخِذُوا وقُتِّلُوا تَقْتِيلاً )
وامْرَأَةُ ثَقَافٌ كسَحَابٍ : فَطِنَةٌ ومنه قَوْلُ أُمِّ حَكِيمٍ بنتُ عبدِ المُطَّلِبِ : ( إِنَّي حَصَانٌ فلم أُكَلَّمُ وثَقَافٌ فما أُعَلَّمُ ) قَالَتْ ذلِكَ لمَّا حَاوَرَتْ أُمَّ جَمِيلٍ ابْنَةَ حَرْبٍ
الثِّقَافُ ككِتَابٍ : الْخِصَامُ والْجِلاَدُ ومنهُ الحديثُ : ( إِذَا مَلَكَ اثْنَا عَشَرَ مِنْ بَنِي عَمْرِو بْنِ كَعْبٍ كَانَ الثَّقَفُ والثِّقَافُ إِلَى أَنْ تَقُومَ السَّاعَةُ )
الثِّقَافُ : مَا تُسَوَّي بِهِ الرِّمَاحُ نَقَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وكذلِك الْقِسيُّ وهي حَدِيدَةٌ تكونُ مَعَ الْقَوَّاسِ والرَّمَّاحِ يُقَوِّمُ بِها الشَّيْءِ الْمُعَوَجَّ وقال أَبو حَنِفيَةَ : الثِّقَافُ : خَشَبَةٌ قَوِيَّة قَدْرَ الذِّراعِ فِي طَرَفِهَا خَرْقٌ يَتَّسِعُ لِلْقَوْسِ وتُدْخَلُ فيه عَلَى شُحُوبَتِهَا ويُغْمَزٌ منها حيثُ يُبْتَغَي أَنْ يُغْمَز حَتَّى تَصِيرَ إِلَى ما يُرَادُ منها ولا يُفْعَلُ ذلِكَ بالْقِسِي ولا بِالرِّمَاحِ إِلاّ مَدْهُونةً مَمْلُولَةً أَو مَضْهُوبَةً علَى النَّارِ مُلَوَّحَةً والعَدَدُ : أَثْقَفِةٌ والجمعُ : ثقفٌ وأَنْشَدَ الجَوْهَرِيُّ لعَمْرِو بنِ كُلْثُومٍ :
إِذَا عَضَّ الثّقَافُ بِهَا اشْمَأَزَّتْ ... تَشُجُّ قَفَا الْمًثَقِّفِ والْجَبِينَا قال الصَّاغَانيُّ : الإِنْشَادُ مُدَاخَلٌ والرِّوَايَةُ بعدَ اشْمَأَزَّتْ : وَوَلَّتْهُمْ عَشَوْزَنَةً زَبُوناً
عَشَوْزَنَةً إِذا انْقَلَبَتْ أَرَنَّتْ ... نَشُجُّ . . . إِلَى آخرِه ثِقافُ بنُ عَمْرِو بنِ شُمَيْطٍ الأَسَدِيُّ : صَحَابِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنْهُ هكذا ضَبَطَه الْوَاقِدِيُّ أَو هو ثَقْفٌ بالفَتْحِ
الثِّقَافُ مِن أَشْكَالِ الرَّمْلِ : فَرْدٌ وَزَوْجانِ وفَرْدٌ وهكذا صُورَتُه وهُوَ مِن قِسْمَةِ زُحَلَ
وثَقْفُ بن عَمْروٍ الْعَدْوَانِيُّ بَدْرِيٌّ رَضِيَ اللهُ عَنه وهو الذي تَقَدَّمَ ذِكْرُهُ وقال الْوَاقِدِيُّ فيه : إِنَّ اسْمَهُ ثِقَافٌ وقد نَسَبَهُ أَوَّلاً إِلَى أَسَدٍ وثانِياً إِلَى عَدْوانَ وهما وَاحِدٌ ورُبَّمَا يُشْتَبِهُ علَى من لا مَعْرِفَةَ له بالرِّجالِ وأَنْسَابِهم فيَظُنُّ أَنَّهما اثْنانِ فَتَأَمَّلْثَقْفُ بنُ فَرْوَةَ بن الْبَدَنِ السَّاعِدِيّ ابنِ عَمِّ أَبي أُسَيْدِ السَّاعِدِيِّ رَضِيَ اللهُ عنه اسْتُشْهِدَ بِأُحُدٍ أَو بِخَيْبَرَ رَضِيَ اللهُ عنه والأَوَّلُ أَصَحُّ أَو هو ثَقْبٌ بِالْبَاءِ المُوَحَّدَةِ وهو الأَصَحُّ كما قَالَهُ عبدُ الرحمنِ بنِ محمدِ بنِ عُمَارَةَ بنِ القَّدَّاحِ الأَنْصَارِيُّ النَّسَّابَةُ وهُو أَعْلَمُ النَّاس بأَنْسَابِ الأَنْصَارِ وقد ذُكِرَه في المُوَحَّدَةِ أَيضاً
وأُثْقِفْتُهُ علَى مَا لَمْ يُسَمَّ فَاعِلُهُ : أَي : قُيِّضِ لِي نَقَلَهُ الصَّاغَانيُّ وأَنْشَدَ قَوْلَ عمروٍ ذِي الكَلْبِ علَى هذا الوَجْهِ :
فإِمَّا ثُقْفِوُنِي فَاقْتُلُونِي ... فَإِنْ أُثْقَفْ فسَوْفَ تَرَوْنَ بَالِي هكذا رَوَاهُ وقد تقدَّم إِنْشَادُهُ عن الجَوْهَرِيُّ بِخِلافِ ذلك
قلتُ : والذي في شِعْرِ عَمْروٍ هو الذي ذكرَهُ الصَّاغَانيُّ قال السُّكَّرِيُّ في شَرْحِه : يقولُ إِن قُدِّرِ لكم أَنْ تُصَادِفُونِي فَاقْتُلُونِي ويُرْوَي ( ومَن أَثْقَفْ ) أَي : من أَثْقَفْهُ منكم ويُقَال أُثْقِفْتُمُونِي : ظَفِرْتُمْ بِي فَاقْتُلُونِي فمَن أَظْفَرْ به منكم فإِني قَاتِلُهُ فَاجْتَهِدُو فإِني مُجْتَهِدٌ
وثَقْفَهُ تَثْقِيفاً : سَوَّاهُ وقَوَّمَهُ ومنه : رُمْحٌ مُثَقَّفٌ أَي مُقَوَّمٌ مُسَوّىً وشَاهِدُه قَوْلُ عمرِو بنِ كُلْثُومٍ الذي تقدَّم
وثَاقَفَهُ مُثَاقَفَةً وثِقَافاً : فَثَقِفَهُ كنَصَرَهُ : غَالَبَهُ فَغَلَبَهُ في الحِذْقِ والفَطَانةِ وإِدْرَاكِ الشَّيْءِ وفِعْلهِ . قال الرَّاغِبُ : وهو مُسْتَعَارٌ
ومّما يُسْتَدْرَكُ عليه : الثِّقَافُ بالكَسْرِ والثُّقُوفَةُ بِالضَّمِّ والحِذْقُ والفَطانَةُ
ويقال ثَقِفَ الشَّيْءِ وهو سُرِعةُ التَّعَلُّمِ يُقال : ثَقِفْتُ العِلْمَ والصِّناعَةَ في أَوْحَي مُدَّةٍ : أَسْرَعَتُ أَخْذَهُ
وثَاقَفَهُ مثاقَفَةً : لاَعَبَهُ بالسِّلاحِ وهو مُحاوَلَةُ إِصَابَةِ الغِزَّةِ في نَحْوِ مُسَابَقَةٍ
والثِّقَافُ والثِّقَافَةُ بكَسْرِهما : العَمَلُ بالسَّيْفِ يقال : فُلانٌ مِن أَهْلِ المُثَاقَفَةِ وهو مُثَاقِفٌ حَسَنُ الثِّقَافَةِ بالسَّيْفِ قال :
وكَأَنَّ لَمْعَ بُرُوقِهَا ... في الْجَوِّ أَسْيَافُ الْمُثَاقِفُ وتَثاقَفُوا فكان فُلانٌ أَثْقَفَهُمْ
والثَّقْفُ : الخِصَامُ والْجِلادِ
ومِن المَجَازِ : التَّثْقِيفُ : التَّأْدِيبُ والتَّهْذِيبُ يُقَال : لو لا تَثْقِيفُكَ وتَوْقِيفُك ما كنتُ شَيْئاً وهل تَهَذَّبْتُ وتَثَقَّفْتُ إِلا علَى يَدِكَ ؟ كما في الأساس
فصل الجيم مع الفاء ج أ ف