جَاءَ الرجلُ يَجيءُ جَيْئاً وجيئَةً بالفتح فيهما والأَخير من بنار المرّة وُضِع موضِع أَصلِ المصدر للدلالة على مُطْلق الحَدَث ومَجيئاً وهو شاذٌّ لأنَّ المصدر من فَعَل يَفْعِل مَفْعَلٌ بفتح العين وقد شذَّتْ منه حُروفٌ فجاءَت على مَفْعِل كالمَجيءِ والمَعيشِ والمَميلِ والمَقيلِ والمَسيرِ والمَعيلِ والمَحيصِ والمَحيضِ : أتى قال الراغب في المُفردات : المَجيء هو الحصول . قال : ويكون في المَعاني والأَعيان ف " إذا جاءَ نَصْرُ اللهِ " حقيقةٌ كما هو ظاهرٌ . وجَاء كذا : فَعَله ومنه " لَقَدْ جِئتِ شيئاً فَرِيًّا " ويرد في كلامهم لازماً ومُتعدِّياً نقله شيخنا . وحكى سيبويه عن بعض العرب : هو يَجِيك بحذف الهمزة . والاسمُ منه الجِيئَة كالجيعَةِ بالكسر ويقال : إنَّه لَجَيَّاءٌ بخَيْرٍ ككَتَّان وهو نادرٌ كما حكاه سيبويه ويقال : جَآَّءٌ بقلب الياء همزة وجائِئٌ حكاه ابن جِنِّي على الشذوذ والمعنى : كثيرُ الإتيان وأَجَأْتُه أَي جِئْتُ به وأَجأْتُهُ إليه أَي أَلْجَأْتُهُ واضطررته إليه قال زُهير :
وجَارٍ سارَ مُعْتمِداً إِليكُمْ ... أَجَاءَتْهُ المَخَافَةُ والرَّجاءُ
فجَاوَرَ مُكْرَماً حتَّى إذا مَا ... دَعاهُ الصَّيْفُ وانْقَطَعَ الشِّتاءُ
ضَمِنْتُمْ مالَهُ وغَدا جَميعاً ... عليكُمْ نَقْصُهُ ولهُ النَّماءُ قال الفرَّاءُ : أَصله من جِئْتُ وقد جعلته العرب إلْجاءً . وجَاءَأَني بهمزتين وَهِمَ فيه الجوهريّ وصوابُه جَايَأَني بالياء مبدلة بالهمزة لأنَّه معتلُّ العينِ مهموزُ اللاَّم لا عَكْسُه أَي مهموز العين معتلّ اللام فَجِئْتُهُ أَجيئُهُ : غالَبَني بكَثْرَةِ المَجيءِ فغَلَبْتُه أَي كنتُ أشدّ مَجيئاً منه والذي ذكره المصنِّف هو القياس وما قاله الجوهريّ هو المسموع عن العرب كذا أَشار إليه ابنُ سيده . والجَيْئَةُ بالفتح والجايِئَةُ : القَيْحُ والدَّمُ الأوَّل ذكره أَبو عمرٍو في كتاب الحُروف وأَنشد :
تَخَرَّقَ ثَفْرُها أَيَّامَ خُلَّتْ ... على عَجَلٍ فَجِيبَ بها أَديمُ
فَجَيَّأَها النِّساءُ فَجَاءَ منها ... قَبَعْذاةٌ ورادِعَةٌ رَذُومُ أَو قَبَعْثاةٌ على الشكّ شكَّ أَبو عمرٍو وأَنشد شَمر :
فَجَيَّأَها النِّساءُ فخَانَ منها ... كَبَعْثاةٌ وَرَادِفَةٌ رَذُومُ وقال أَبو سعيد : الرَّذُوم مُعْجَمة لأنَّ ما رقه من السَّلْح يَسيلُ وفي أَشعار بني الطَمَّاح في ترجمة الجُمَيح بن الطَّمَّاح :
تَخرَّمَ ثَفْرُها أَيَّانَ حَلَّتْ ... على نَمَلَى فَجِيبَ لها أَديمُ
فَجَيَّأَها النِّساءُ فَجَاءَ مِنها ... قَبَعْثاةٌ ورادِفَةٌ رَذُومُ قَبَعْثاة : عَفَلَةٌ كذا في العباب . والجَيْءُ والجِيءُ بالفتح والكسر : الدُّعاءُ إلى الطَّعام والشَّراب وقولهم : لو كانَ ذلك في الهِيءِ والجِيءِ ما نفعه قال أَبو عمرو : الهِيءُ بالكسر : الطعامُ والجِيءُ : الشراب وقال الأُمويّ : هما اسمان من قولك جَأْجَأَ بالإبلِ إذا دَعاها للشُّربِ وهَأْهَأَها إذا دَعاها للعَلَف وأَنشد لمُعاذٍ الهَرَّاء :
ومَا كانَ على الهِيءِ ... ولا الجِيءِ امْتَدَاحيكاوقال شَمر : جَيَّأَ القِرْبَةَ إذا خاطَها . والمُجَيَّأُ كمُعَظَّمٍ هو العِذْيَوْطُ الذي يُحدث عند الجماع يقال : رجلٌ مُجَيَّأٌ إذا جامع سَلَح قاله ابن السكيت . والمُجَيَّأَةُ بهاءٍ هي المُفْضاةُ التي تُحدِثُ إذا جُومِعتْ عن ابن السكيت أيضاً . وعن ابن الأَعرابيّ : المُجايَأَةُ : المُقابَلَةُ يقال : جايَأَني الرجُلُ من قُرْب أَي قابَلَني ومرَّ بي مُجابَأَةً أَي مُقابلةً . وعن أَبِي زيد : المُجايَأَةُ : المُوافقَةُ كالجِياءِ بالكسر يقال : جايَأْتُ فلاناً أَي وافقتُ مَجيئَه . ويقال : لو جاوَزْتَ هذا المكان لَجايأْتَ الغَيْثَ مُجايَأَةً وجِياءً إذا وافَقْته . والجَيْئَةُ بالفتح : موضعٌ كالنُّقْرَةِ أَو هي الحفرة العظيمة يَجْتَمِعُ فيه الماءُ كالجِئَةِ على وزن عِدَة وقوله : كجِعَةٍ وجِيعةٍ جَاءَ بهما للوزن ولو لم يكونا مُستعمَلين ثمَّ إنَّ قوله وَجيعَة يدلُّ على أنَّ الجِيئة بالكسر كذا هو مضبوط عندنا والصواب أنَّه بالفتح والكسر إِنَّما هو في المقصور فقط كما صرَّح به الصاغاني وغيره وأَنشد للكُميت :
ضَفَادِعُ جَيْئَةٍ حَسِبَتْ أَضاةً ... مُنَضَّبَةً سَتَمْنَعُها وَطِينَا والأَعرفُ الجِيَّةُ مشدَّدَةً بتشديد الياء لا بالهمزة والجَيْئة قِطعةٌ من جِلد تُرقعُ بها النَّعلُ أو سيرٌ يُخاطُ به وقد أَجاءها أَي النعلَ إذا رَقَعها أو خاطَها وأمَّا القِربَةَ فإنَّه يقال فيها جَيَّأَها كما تقدَّم عن شَمِرٍ . وقولهم : ما جَاءَتْ حاجَتَكَ هكذا بالنصب مضبوطٌ في سائر النسخ وفسَّره ابنُ سيده في المحكم فقال : أَي ما صارَتْ وقال الرَّضيُّ : أَي ما كانت وما استفهاميَّة وأَنَّثَ الضميرَ الراجعَ إليه لكوْنِ الخَبَرِ عن ذلك الضميرِ مُؤَنَّثاً كما في : ما كانتْ أُمَّكَ ويروى برفع حاجتك على أنَّها اسمُ جَاءَت وما خَبرها وأوَّل من قال ذلك الخوارج لابن عبَّاس حين جَاءَ رسولاً من عليٍّ رضي الله عنهما . وممَّا يستدرك عليه : جَيْئَةُ البطْنِ : أَسفلُ من السُّرَّة إلى العانَة . والجَيَّاءةُ : الجصّ قال زيادُ بن مُنفذ العَدوِيّ :
بلْ ليتَ شِعريَ عن جَنْبَيْ مُكَشَّحَةٍ ... وحيثُ تُبْنَى من الجَيَّاءةِ الأُطُمُ كذا في المعجم . والجَيْئَةُ بالفتح موضع أو منهَل وأنشد شَمِرٌ :
" لا عَيْشَ إِلاَّ إِبلٌ جَماعَهْ
" مَوْرِدُها الجَيْئَةُ أَو نَعَاعَهْ وإنشاد ابن الأَعرابيّ الرجز مَشْرَبُها الجُبَّة هكذا أنشده بضم الجيم والباء الموحدة وبعد المشطورين :
" إِذا رَآها الجُوعُ أَمْسَى ساعَهْ وتقول : الحمد لله الذي جَاءَ بك أَي الحمد لله إذْ جئت ولا تقل : الحمد لله الذي جِئْت وفي المثل : " شرٌّ ما يَجيئُكَ إلى مُخَّةِ عُرْقوب " قال الأَصمَعِيّ : وذلك أَنَّ العُرْقوبَ لا مُخَّ فيه إِنَّما يُحْوَجُ إليه من لا يقدر على شيءٍ وفي مجمع الأَمثال " لا جَاءَ ولا ساءَ " أَي لم يأمر ولم يَنْهَ وقال أَبو عمرو جأْ جنانك أَي ارعها
فصل الحاء المهملة مع الهمزة