جَحْلَنْجَع أَهْمَلَهُ الجَوْهَرِيُّ وقَدْ جاءَ في قَوْلِ أَبِي الهَمَيْسَع قال أَبو تُرَابٍ : كُنْت سَمِعْتُ مِنْ أَبِي الهَمَيْسَعِ حَرْفاً وهو جَحْلَنْجَع فذَكّرْتُه لشَمِرِ بنِ حَمْدَوَيْهِ وتَبَرَّأْتُ إِلَيْه من مَعْرفَتِهِ وأَنْشَدَ فيه ما كَانَ أَنْشَدَنِي وكَتَبَهُ شَمِرٌ والأَبْياتُ الَّتِي أَنْشَدَنِي :
" إِنْ تَمْنَعِي صَوَبِكِ صَوْبَ المَدْمَعِ
" يَجْرِي عَلَى الخَدِّ كضِئْبِ الثَّلعِ ضِئْبُهُ : ما فِيهِ من حَبِّ اللُّؤْلُؤِ شَبَّهَ قَطَرَانَ الدَّمْعِ به :
" مِنْ طَمْحَةٍ صَبِيرُهَا جَحْلَنْجَعِ وفي بَعْضِ النُّسَخِ :
" لَمْ يَحْضِهَا الجَدْوَلُ بالتَّنَوُّعِ هكَذَا ذَكَرُوه ولَمْ يُفَسِّرَوه . وقَالُوا : القائِلُ أَبو تُرَابٍ : كانَ أَبُو الهَمَيْسَعِ - فِيمَا ذُكِرَ - مِن أَعْرَابِ مَدْيَنَ وما كُنَّا نَكادُ نَفْهَمُ كَلامَهُ قالَ : وكانَ يُسَمِّى الكُوزَ المِحْضَي . وقالَ الأَزْهَرِيُّ عن هذِه الكَلِمَة وما بَعْدَها في أَوْلِ بابِ الرُّبَاعيّ من حَرْفِ العَيْنِ : هذِهِ حُرُوفٌ لا أَعْرِفُها ولَمْ أَجِدْ لَها أًصْلاً في كُتُبِ الثِّقَاتِ الَّذِيَ أَخَذُوا عَنِ العَرَبِ العَارِبَةِ ما أَوْدَعُوا كُتُبَهُمْ ولَمْ أَذْكُرْها وأنا أَحُقُّها ولكِنْ ذَكَرْتُهَا اسْتِنْداراً لَها وتَعَجُّباً مِنْهَا ولا أَدْرِي ما صِحَّتُهَا ولَمْ أَذْكُرْها هَنَا مَعَ هذا القَوْلِ إِلاَّ لَئَلاّ يَذْكُرَها ذاكِرٌ أَو يَسْمَعَها سَامِعٌ فيَظُنَّ بِها غَيْرَ مَا نَقَلْتُ فِيها . واللهُ أَعْلَمُ
قال شَيْخُنَا : وقد اختَلَفَتْ فيه كَلِمَةً أَئمَّةِ الصَّرْفِ وادَّعَوْا فيه الاسْمِيَّةَ والفِعْلِيَّةَ وقالَ الَّذِينَ زَعَمُوا أَنَّهُ فِعْلٌ : لَمْ يَرِدْ فِعْلٌ سُدَاسِيٌّ لَيْسَ أَوَّلُهُ هَمْزَةَ وَصِلٍ غَيْرُ هذَا اللَّفْظِ والفِعْلِيَّةُ فيه - ولا سِيَّما في نَظْمِ أَبِي الهَمَيْسَع - غَيْرُ ظَاهِرَةٍ ولا فيه ما يَدُلُّ عَلَيْهَا واللهُ أَعْلَمُ
قُلتُ : الَّذِي حَكاهُ الأَزْهَرِيُّ عن الخَلِيل بنِ أَحْمَدَ قالَ : الرُّباعِيّ يَكُونُ اسْماً ويَكُونُ فِعْلاً وأَمَّا الخُمَاسِيُّ فلا يَكُونُ إِلاّ اسْماً وهو قَوْلُ سِيبَوَيْه ومَنْ قالَ بقَوْلِه فتَأَمَّلْ . هذا ما أَوْرَدَهُ شَيْخُنَا