الجُخْدُبُ بالضَّمِّ هذا وما يأْتي بعده من قوله بضمهما تقييدٌ في غير مَحَلٍّ فإِن الأَلفاظَ التي سضرَدَهَا كُلَّهَا مضمومةٌ فَمَا وَجْهُ التخصيصِ في البَعْضِ : فلوْ تَرَكَه وأَبقاها على إطلاقِهِ والمشهورِ من ضَبْطِه أَو يذكُرُ بعد الكُلّ : بالضَّمِّ في الكُلِّ كَانَ أَوْلَى وقد نَبَّه على ذلك شيخُنَا كما نَبَّه على فَتحِ الدّالِ أَيضاً عند بعضٍ ولا يَخْفَى أَنه يأْتي ذلك في كلام المُؤلّف فيما بعدُ فكيف يكون منه الإهمالُ فتأَمَّلْ والجُخَادِبُ والجُخَادِبَةُ والجُخَادِبَاءُ بالمَدِّ ويُقْصَرُ والجَخْدَبُ كجَعْفَرٍ من لسان العرب وأَبُو جُخَادِبٍ وأَبو جُخَادِبَى بالقَصْرِ وبضمِّهِمَا الأَخِيرَة عن ثعلب وأَبو جُخَادِبَاءَ بالمدّ من لسان العرب : الضَّخْمُ الغَلِيظُ من الرِّجَال والجِمَالِ والجَمْعُ جَخَادِبُ بالفَتْح قال رؤبة :
" شَدَّاخَةً ضَخْمَ الضُّلُوعِ جَخْدَبَا قال ابن بَرِّيّ : هذا الرَّجَزُ أَوردَه الجوهريُّ على أَنَّ الجَخْدَب : الجَمَلُ الضَّخْمُ وإنما هو صفةُ فَرَسٍ وقبله :
" تَرَى له مَنَاكِباً ولَبَبَا
" وكَاهِلاً ذَا صَهَوَاتٍ شَرْجَبَا وعن الليث : جَمَلٌ جَخْدَبٌ وهو العَظِيمُ الجِسْمِ عَرِيضُ الصَّدْرِ والجُخْدَب بِلُغَاتِهِ المذكورةِ ضَرْبٌ مِنَ الجَنَادِبِ قاله ثعلب والجَنَادِبُ يَأْتِي بيانُهَا وقال شَمِرٌ : الجُخْدُبُ والجُخَادِبُ : الجُنْدَبُ : الضَّخْمُ وأَنشد :
لَهَبَانٌ وَقَدَتْ حِزَّانُهُ ... تَرْمَضُ الجُخْدُبُ فيه فَيَصِرّْ
كذا قَيَّدَه شَمِرٌ الجُخْدَب هنا والجُخَادِبُ والجُخْدُبُ وأَبُو جُخَادِبَاءَ منَ الجَرَادِ أَخضَرُ طويلُ الرّجلين وهو اسمٌ له مَعْرِفَة كما يقال للأَسَد : أَبُو الحَارث تقول : هَذَا أَبُو جُخَادِبٍ قد جاءَ وقيل : هو ضَخْمٌ أَغْبَرُ أَحْرَش وقال الليث : جُخَادَى وأَبُو جُخَادَى مِنَ الجَنَادِب اليَاءُ مُمَالَةٌ والاثْنَانِ : أَبُو جُخَادَيَيْنِ لم يَصْرِفُوه وهو الجَرَادُ الأَخْضَرُ وهو الطَّوِيلُ الرِّجْلَيْنِ ويقال له أَبُو خُجَادِبٍ بالباء وقال الراجز :
" وعَانَقَ الظِّلَّ أَبُو جُخَادِبَا قال ابن الأَعْرَابيّ : أَبُو جُخَادِب : دَابَّةٌ واسْمُهُ الحُمْطُوط والجُخَادِبَاءُ أَيضاً : الجُخَادِبُ عن السيرافيّ وأَبُو جُخَادِبَا : دَابَّةٌ نحْوُ الحِرْبَاءِ وهو الجُخْدُبُ أَيضاً وجَمْعُهُ جَخَادِبُ ويقالُ للواحدِ : جُخَادِبٌ والجُخْدُب مِنَ الخُنفُسَاءِ : ضَخْمٌ قال :
إذَا صَنَعَتْ أُمُّ الفُضَيْلِ طَعَامَهَا ... إذَا خُنْفُسَاءُ ضَخْمَةٌ وجُخَادِبُ كذا أَنشده أَبُو حَنيفَةَ عَلَى أَنْ يكونَ قولُه : فُسَاءُ ضَخْ : مَفَاعِلنْ وتَكَلَّفَ بعضُ مَنْ جَهِلَ العَرُوضَ صَرْفَ خُنْفُسَاءَ هاهنا لِيتمَّ به الجُزْءُ فقال : خُنْفُسَاءٌ ضَخْمَةٌ
والجَخْدَبَةُ : السُّرْعَةُ والجُرْأَةُ ومنه : الجُخْدُبُ كقُنْفُذٍ وجُنْدَب : الأَسَدُ لسُرْعَتِه وجُرْأَته
وجَخْدَبٌ كجَعْفَرٍ : اسْم أَبِي الصَّلْتِ كذا في النسخ والصواب أَبي الصَّقْعَبِ كما قَيَّده الحافظ وغيرُه ابن جَرْعَبِ بنِ أَبِي قِرْفَةَ بن زاهِر بنِ عامرِ بنِ قَامِشَةَ بنِ وَائِلَةَ الكُوفِيُّ النَّسَّابَةُ الشاعرُ وفيه يقول جَرير :
قَبَحَ الإِلهُ وَلاَ يُقَبِّحُ غَيْرَه ... بَظْراً تَفَلَّقَ عَنْ مَفَارِقِ جَخْدَبِ وكان ذا قَدْرٍ بالكوفةِ وعِلْمٍ لَقِيَهُ خَالدُ بنُ سَلَمَة المَخْزُومِيُّ فقال : مَا أَنْتَ من حَنْظَلَةَ الأَكْرَمِينَ ولا سَعْدٍ الأَكْثَرِينَ وَلاَ عَمْرٍو الأَغَرِّينَ وَلاَ منْ ضَبَّةَ الأَكْيَاسِ ومَا في أُدٍّ خَيْرٌ بعدَ هؤلاءِ فقال جَخْدَبٌ : ولستَ في قُرَيْشٍ من أَهلِ نُبُوَّتِهَا ولا من أَهل خِلاَفَتِهَا ولا من أَهْلِ سِدَانَتِهَا وما في قُرَيْش خَيْرٌ بعدَ هؤلاءِ
قلت : وهو يروى عن عَطَاءٍ وعنه سُفْيَانُ الثَّوْرِيُّ كما نقله الحافظُ