الجَعْرُ بفتحٍ فسكون : ما يَبِسَ من العَذِرَة في المَجْعَرِ أي الدُّبُرِ أو خَرَجَ يابِساً قالَه ابن الأثِير أو الجَعْرُ : نَجْوُ كلِّ ذاتِ مِخْلَبٍ من السِّباع . ج جُعُورٌ بالضمّ كالجاعِرَةِ وهي مثلُ الرَّوْثِ من الفَرَس . ورجلٌ مِجْعارٌ إذا كان كذلك . والجَعْرُ : يُبْسُ الطَّبِيعَةِ . ورجلٌ مِجْعَارٌ : كَثُرَ يُبْسُ طَبِيعَتِه وفي حديث عُمَرَ : " إنّي مِجْعَارُ البَطْنِ " أي يابِسُ الطَّبِيعَةِ . وجَعَرَ الضَّبُعُ والكَلْبُ والسِّنَّوْرُ كمَنَعَ : خَرِئَ كانْجَعَرَ . والجَعْرَاءُ كحَمْرَاءَ : الاسْتُ كالجِعِرَّى حَكَاه كُرَاع وقال : لا نَظِيرَ لها إلاّ الجِعِبَّي والزِّمِكَّي والزِّمِجَّي والعِبِدَّي والقِمِصيّ والجِرِشيَّ
الجَعْرَاءُ : لَقَبُ قومٍ من العربِ وأنشدَ ابن دُرَيْد لدُرَيْدِ بن الصِّمَّةِ :
ألاَ أَبْلِغْ بنِي جُشَمَ بنِ بَكْرٍ ... بما فَعَلَتْ بِيَ الجعْرَاءُ وَحْدِي . انتهى
وقيل : هو لَقَبُ بَلْعَنْبَرِ أي بَنِي العَنْبَرِ من تَمِيم يُعَيَّرُون بذلك . قال :
دَعَتْ كِنْدةُ الجَعْرَاءُ بالخَرْج مالِكاً ... ونَدْعُو لعَوْف تحتَ ظِلِّ القَواصِلِ . لأن دُغَةَ بضمِّ الدالِ مخفَّف مَعتلّ الآخِر كما سيأْتي بِنْتَ مَغْنَجٍ وفي بعض النُّسَخ مِنْعَج قال المُفضَّل بن سَلَمَة : مَن أَعْجَم العَيْن فتح الميم ومَن أهملها كسَرَ المِيم قاله البَكْرِيُّ في شرْح أمالِي القالِي ونقله منه شيخُنا منهم أي من بَلْعَنْبَرِ ويقال : وُلِدَتْ فيهم قالوا : خَرَجتْ وقد ضَرَبَها المَخَاضُ فظَنَّتْ أنها تُريدُ الخَلاءَ وأَخْصَرُ من هذا : فظَنَّتْه غائِطاً فَبَرَزَتْ في بعض الغِيطانِ المُراد بها الأَراضِي المُطْمَئِنَّةُ فوَلَدَتْ وعبارة التَّهْذِيب : فلمّا جَلَسَتْ للحَدَث وَلَدَتْ وانْصَرَفَتْ تُقَدِّرُ أنها تَغَوَّطَتْ فقالت لضَرَّتِهَا : يا هَنْتاهْ وهذه مِن زياداتِ المصنِّف وتَغْيِيراتِه ففي التَّهْذِيب وغيرشه بعد قوله : وَلَدَتْ : فأَتَتْ أُمَّها فقالت : يا أُمَّهْ هل يَغْفَرُ أي يَفْتَحُ الجَعْرُ فاه ؟ ففَهِمَتْ عنها فقالت : نَعَمْ ويَدْعُو أباه . فمضَتْ ضرَّتُها أو أُمُّها كما في الأُصُول الجَيِّدَة وأَخَذَتِ الوَلَدَ فتَميِمٌ تُسَمِّي بلْعَنْبَرِ الجَعْراءَ لذلك . والجاعِرةُ : الاسْتُ كالجَعْراءِ أو حلْقَةُ الدُّبُرِ . والجاعِرَتانِ : مَوْضِعُ الرَّقْمَتَيْن من اسْتِ الحِمَارِ قال كَعْبُ بنُ زُهَيْر يذكرُ الحِمَارَ والأُتُنَ :
إذَا ما انْتَحاهُنَّ شُؤْبُوبُهُ ... رأَيْتَ لجَاعِرَتَيْهِ غُضُونَا . قيل : هو مَضْرِبُ الفَرَسِ بذَنَبِه على فَخِذَيْه وقيل : هما حيث يُكوَى الحِمارُ في مُؤَخَّرِه على كاذَتَيْه وفي الحديث : " أنه كَوَى حِماراً في جاعِرَتَيْه " . وفي كتاب عبد المَلك إلى الحَجّاج : " قاتَلَكَ اللهُ أَسْوَدَ الجَاعِرَتَيْن " . أو هما حَرْفَا الوَرِكَيْن المُشَرِفَيْن على الفَخِذَيْن وهما المَوْضِعَان اللَّذان يَرْقُمُهُما البَيْطَارُ وقيل : هما ما اطْمَأنَّ مِن الوَرِك والفَخِذِ في مَوضع المَفْصِل وقيل : هما رُؤُوسُ أعالِي الفَخِذَيْن
الجِعَارُ ككِتَابٍ : سِمَةٌ فيهما أي في الجاعِرَتَيْن ونقل ابنُ حَبيب من تَذْكِرَةِ أبي عليٍّ أنه مِن سِمَاتِ الإبل
الجِعَارُ : حَبْلٌ يَشُدُّ به المُسْتَقِي وَسَطَه إذا نَزَلَ في البئر لئَلاّ يَقَع في البئْرِ وطَرَفُه في يَدِ رَجُلٍ فإن سَقَطَ مَدَّ به وقيل : هو حَبْلٌ يَشُدُّه السّاقِي إلى وَتِدٍ ثم يشُدُّه في حِقْوه وقد تَجَعَّرَ به قال :
ليس الجِعَارُ ما نِعِي مِن القَدَرْ ... ولو تَجَعَّرْتُ بمحْبُوكٍ مُمَرّ . والجُعْرَةُ بالضمّ : أثَرٌ يَبْقَى منه أي مِن الجِعَار في وَسَطِ الرجُل حكاه ثعلبٌ وأنشد :
لو كنْتَ سَيْفاً كان أثْرُكَ جُعْرَةً ... وكنْتَ حَرىً أن لا يُغَيِّرَكَ الصَّقْلُ . الجُعْرَةُ : شِعيرٌ غَلِيظُ القَصَب عَريضٌ عَظِيمٌ طَويلُ الحَبِّ أبيضُ ضَخمُ السَّنَابل كأنَّ سَنَابلَه جِراءُ الخَشْخاش ولسُنْبُله حُرُوفٌ عِدَّةٌ وهو رقِيقٌ خَفِيفُ المؤُونة في الدِّيَاس والآفةُ إليه سرِيعَةٌ وهو كثيرُ الرَّيْعِ طَيِّبُ الخُبْزِ . كلُّه عن أبي حنيفةَ
وجَيْعَرُ كحَيْدَرٍ وجَعَارِ كقَطامِ وأُمُّ جَعَارِ وأُمُّ جَعْوَرٍ : كلُّه الضَبُعُ لكَثْرَة جَعْرِها وإنما بُنيَتْ على الكَسْر لأنه حَصَلَ فيها العَدْلُ والتَّأْنيثُ والصِّفَةُ الغالبَةُ ومعنَى قولِنا أنها غَلَبَتْ على المَوْصُوف حتى صار يُعْرَفُ بها كما يُعْرَفُ باسمِه وهي مَعْدولَةٌ عن جاعِرَة فإذا مُنِعَ من الصَّرْف بعِلَّتَيْن وَجَبَ البناءُ بثلاث لأَنه ليس بعد مَنْع الصَّرْف إلا مَنْعُ الإعراب وكذلك القولُ في حلاقِ اسم للْمَنِيَّةِ وقولُ الشاعِر الهُذَليِّ وهو حَبيبُ بنُ عبدِ الله الأَعْلَمُ في صِفَةِ الضَّبُع :
عَشَنْزَرَةٌ جَواعِرُها ثَمانٍ ... فُوَيْق زِمَاعها خَدَمٌ حُجُولُ
تَرَاها الضُّبْعُ أَعْظمَهُنَّ رَأْساً ... جُرَاهِمَةٌ لها حِرَةٌ وثِيلُ . قيل : ذَهَبَ إلى تَفْخِيمها كما سُمِّيْتَ حُضَاجر وقيل : هي أَولادُهَا . وقال الأزهريُّ : جَواعرُهَا ثَمانٍ كثْرةُ جَعْرِهَا أَخْرَجَه على فاعِلَةٍ وفَوَاعِلَ ومعناه المصْدَرُ ولم يُرِدْ عدَداً مَحْصُوراً ولكنه وَصَفَهَا بكثرة الأَكْل والجَعْرِ وهي مِن آكَلِ الدَّوابِّ وقيل : هو مَثَلٌ لكثرة أكْلِهَا . كما يقال : فلانٌ يَأْكُلُ في سبعةِ أمعاءٍ . وقال ابن بَرِّيّ : وللضَّبُع جاعِرتَانِ فجَعَلَ لكلِّ جاعِرَةٍ أربعةَ غُضُونٍ وسَمَّى كلَّ غَضَنٍ جاعِرةً باسمِ ما هي فيه
يقال للضَّبُع : تِيسِي جَعارِ أو عِيثِي جَعارِ وهو مَثَلٌ يُضْرَبُ في إبطال الشيْءِ والتكذيبِ به وأنشد ابن السِّكِّيت :
فقلْتُ لها عِيثِي جَعْارِ وجَرِّرِي ... بلَحْم امْرئٍ لم يَشْهَدِ القومَ ناصِرُهْ . ومِن ذلك ما أوْرَدَه أهلُ الأَمثال : أعْيَثُ مِن جَعَارِ
أما رُوعِي جَعارِ وانْظُرِي أين المَفَرُّ فإنه يُضْرَبُ لمن يَرُومُ أن يُفْلِتَ ولا يَقدِرُ على ذلك
وفي التَّهذِيب : يُضْرَبُ في فِرارِ الجَبانِ وخُضُوعِه . وقال ابن السِّكِّيت : تُشْتَمُ المرأَةُ فيقال لها : قُومِي جَعَارِ تُشَبَّهُ بالضَّبعُ
في التهذيب : الجَعُورُ كصَبُورٍ وفي غيره : الجُعْرُور : خَبْرَاءُ لبَنِي نَهْشَلٍ وهي مَنْقَعُ الماءِ وأُخْرَى لبَنِي عبدِ اللهِ بنِ دارمٍ قال ابن سِيدَه : يَمْلَؤُهَا جميعاً الغَيْثُ الواحدُ فإذا امتَلأَتا وَثِقُوا يكَرْعِ شِتَاتِهم . هكذا في النُّسَخ وفي بعض الأُصول : شائِهِم جَمْع شاة عن ابن الأعرابيّ وأنشدَ :
إذا أردْتَ الحَفْر بالجَعُورِ ... فاعْمَلْ بكلِّ مارِنٍ صبُورِ
لا غَرْفض بالدِّرْحايَةِ القَصِيرِ ... ولا الذي لَوَّحَ بالقَتِيرِ . يقول : إذا غَرَفَ الدِّرْحَايَةُ مع الطويلِ الضَّخْم بالحَفْنَة مِن غَدِير الخَبْرَاءِ لم يَلْبَث الدِّرْحايةُ أَن يَزْكُتَه الرَّبْوُ فيَسْقُط . والجُعْرُون بالضمّ هكذا في النُّسَخ بالنُّون والصَّوابُ الجُعْرُورُ بالراءِ : دُوَيْبَّةٌ من أحْنَاشِ الأرضِ
في الحديث : " أنه نَهَى عن لَوْنَيْن في الصَّدَقة من التَّمْرِ : الجُعْرُورِ ولَوْنِ الحُبَيْقِ " الجُعْرُورِ : تَمْرٌ رَدِيءٌ . وقال الأصمعيّ : هو ضَرْبٌ من الدَّقَل يَحْمِلُ شيئاً صِغاراً لا خَيرَ فيه لَوْنُ الحُبَيْقِ مِن أرْدَأ التُّمْرانِ أيضاً
وأَبو جِعْرَانَ بالكسر : الجُعَلُ عامَّةً وقيل : ضَرْبٌ من الجِعْلان . وأُمُّ جِعْرَانَ : الرَّخَمَةُ كلاهما عن كُراعفي الحديث : " أنه صلَّى اللهُ عليه وسلَّم نَزَلَ الجِعْرَانَةَ " وتَكَرَّر ذِكُرُها في الحديث وهو بكسرِ الجِيمِ وسُكُونِ العَيْنِ وتخفيفِ الرّاءِ وقد تُكْسَرُ العَيْنُ وتُشَدَّدُ الرّاءُ أي مع كَسْرِ العَيْنِ وأما الجِيمُ فمكسورَةٌ بلا خلاف واقتصرَ على التَّخْفيفِ في البارِعِ ونقلَه جماعةٌ عن الأصمعيّ وهو مضبوطٌ كذلك في المُحكَم وقال الإمامُ أبو عبدِ اللهِ محمّدُ بنُ إدريسَ الشَّافِعِيُّ رضيَ الله عنه : التَّشْدِيدُ خَطَأٌ وعبارة العُباب : وقال الشافعيُّ : المحدِّثون يُخْطِئُون في تشديدها وكذلك قال الخَطّابيُّ ونَقَلَ شيخُنا عن المَشَارِق للقاضِي عِياض : الجعرانة أصحابُ الحديثِ يقولُونه بكسر العينِ وتشديدِ الراءِ وبعضُ أهلِ الإتقان والأَدب يقولُونَه بتخفيفها ويُخَطِّئُون غيرَه . وكلاهما صوابٌ مسموعٌ حكى القاضي إسماعِيلُ بنُ إسحاقَ عن عليِّ بنش المَدِينِيِّ أن أهلَ المدينةِ يقولُونه فيها وفي الحُدَيْبِية بالتَّثْقِيلِ وأهلَ العراق يُخَفِّفُونهما ومذهبُ الأصمعيِّ في الجِعْرانة التخفيفُ وحكى أنه سمع مَن العرب من يُثَقِلُّها : ع بين مكَّةَ والطّائِفِ على سبعة أميال من مكّةَ كما في المصباح وهو في الحِلّ وميقات الإحرام سُمِّيَ برَيْطَةَ بنتِ سَعْد بن زيدِ مَنَاةَ بن تَمِيم كما قاله السُّهيليُّ . وقيل : هي بنتُ سَعِيدِ بن زيدِ بن عبد مَناف وذَكَرها حمزةُ الأصبهانيُّ في الأمثال وقال : هي أُمُّ رَيْطَةَ بنت كَعْب بن سَعْد . والصَّواب ما قاله السُّهَيْليُّ . وكانت تُلَقَّبُ بالجِعْرانَةِ فسُمِّيَ الموضعُ بها وهي المُرَادةُ في قوله تعالى : " ولا تَكُونُوا كالَّتي نَقَضَتْ غَزْلَها مِنْ بَعْدِ قُوَّةٍ أَنْكَاثاً " قال المفسِّرُون : كانت تَغْزِلُ ثم تَنْقُضُ غَزْلَها فضَرَب العربُ بها المَثَلَ في الحُمْق ونَقْض ما أُحْكِمَ من العُقُود وأُبْرِمَ من العُهُود
الجِعْرَانةُ : ع في أوَّلِ أرضِ العِرَاقِ من ناحِيَة البَادِيَة نَزَلَه المسلمون لِقتال الفُرْس قالَه سيْفُ بنُ عُمَرَ في الفُتُوح ونقلَهَ أَبو سالم الكَلاعشيّ في الاكتفاءِ . وذُو جُعْرَانَ بالضَّمّ بنُ شَرِاحِيلَ قَيْلٌ مِن أقيالِ حِمْيَر . والجِعِرىَّ بالكسر والتشديد : سَبٌّ وذَمٌّ يُسَبُّ به مَن نُسْبَ إلى لُؤْم ودَناءَة كأَنه يُنْسَبُ إلى اسْت وفي يُسَبٌّ ونُسِبَ جناسٌ
الجِعِريَّ : لُعْبَةٌ للصِّبيانِ وهو أن يُحْمَلَ الصَّبِيُّ بين اثْنَيْنِ على أيْدٍيهما ولُعْبَةٌ أُخْرَى يقال لها : سَفْدُ اللِّقَاحِ وذلك انتظامُ الصِّبيانِ بعضِهمِ في إثْر بعض كلُّ واحِد آخِذٌ بحُجْزَةِ صاحِبِه مِن خَلْفِه
ومّما يُسْتَدْرك عليه : " إيّاكُم ونَوْمَةَ الغَدَاةِ فإنها مَجْعَرَةٌ " يُرِيدُ يُبْسَ الطبيعة أي إنها مظِنَّةٌ لذلك هكذا جاءَ الحديث وفي بعض الروايات : مَجْفَرَةٌ بالفَاءِ ويأْتي قريباً . ويقال : رجلٌ جَعّارٌ نَعّارٌ . والجاعُور : لَقَبُ بعضِهم . وحمّادٌ الأجْعَرِيُّ : شاعِرٌ . وعبدُ الرَّحمنِ بنُ محمّدِ بنِ يُوسُفَ الأَجْعَرِيُّ : في حِمْيَرَ . والجَعَارَى : شِرارُ الناسِ . وبَعِيرٌ مُجَعَّرٌ : وُسِمَ على جاعِرَتَيْه . وجَعْرانُ : بالفتح : موضعٌ