وَيُحَذِّرُكُمُ اللَّهُ نَفْسَهُ...
الحِذْرُ بالكسر ويُحَرَّكُ : الخِفية وقيل : هو الاحْتِرازُ وفَسَّرَه قَومٌ بالتَّحَرُّزِ وقومٌ بالاستعداد والتَّأَهُّبِ وقومٌ بالفَزَعِ . قال شيخُنا : ولعلَّها متقاربةٌ في المعنى ورجَّح بعضٌ التحريكَ كالاحْتِذارِ وهذه عن اللِّحْيَانِيّ . حَذِرَه يَحْذَرُه حَذَراً واحْتذرَه وأَنشد :
قلْتُ لقَومٍ خَرَجُوا هَذَالِيلْ ... احْتَذِرُوا لا يَلْقَكُمْ طَمَالِيلْ . والمَحْذُورَةِ كالمَصْدُوقَةِ والمَكْذُوبَةِ . والفِعْلُ حَذِرَ كعَلِمَ وهو حاذُورَةٌ وحِذْرِيانُ بالكسر على فِعْلِيان وحَذِرٌ ككَتِف وحَذُرٌ كنَدُس ج حَذِرُون وحَذَارَى أَي مُتَيَقِّظٌ شديدُ الحَذَرِ والفَزَع
وحاذِرٌ : متأَهِّبٌ مُعِدٌّ كأنَّه يَحْذَرُ أن يُفاجَأَ . وأَنشدَ سيبَوَيْهِ في تَعَدِّيه :
حَذِرٌ أُمُوراً لا تُخَافُ وآمِنٌ ... ما ليس مُنْجِيه مِن الأَقْدارِ . وهذا نادرٌ لأَن النَّعْتَ إِذا جاءَ على فَعِلٍ لا يَتَعَدَّى إِلى مَفْعُول
مِن المَجاز : يقال : هو ابنُ أَحْذارٍ أَي ابنُ حَزْمٍ وحَذَرٍ . والمَحْذُورَةُ : الفَزَعُ بعَيْنِه . المَحْذُورَةُ : الدَّاهِيَةُ التي تُحْذَرُ . في الأساس : وصَبَّحَتُهم المَحْذَورَةُ . وهي الخيلُ المُغَيرَةُ أو الصَّيْحَةُ . قيل : المَحْذُورَةُ الحَرْبُ . يقال : حَذَارِ حَذَارِ يا فُلانُ وقد يُنَوَّنُ الثاني وقد جاءَ في الشِّعر . وأَنشدَ اللِّحْيَانيُّ :
حَذَارِ حَذارِ مِن فَوَارِسِ دارِمٍ ... أَبا خالِدٍ مِن قَبْلِ أَن تَتَنَدَّمَا . فَنَّونَ الأَخِيرَةَ قال : ولم يَكن له ذلك غيرَ أنَّ الشاعرَ أَرادَ أَن يُتِمَّ به الجُزْءَ . أَي احْذَرْ . قال أَبو النَّجْم :
حَذَارِ مِن أَرماحِنا حَذار ... أَو تَجْعَلُوا دُونَكُمُ وَبَارِ . ورَبِيعَة بنُ حُذَارِ بن عامر العُكْلِيُّ كغُرَابٍ جَوَادٌ م أي معروفٌ وهو الذي تَحَاكَمَ إليه عبدُ المُطَّلبِ بنُ هاشمٍ وحَرْبُ بنُ أُمَيَّةَ وفي هذا يقولُ الأَعْشَى :
وإِذا أَرَدْتَ بأَرْضِ عُكْلٍ نائِلاً ... فاعْمِدْ لبَيْتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ . وذَكَرَ ابنُ حَبِيب عن ابن الكَلْبِيّ مثلَ ذلك وفيه زيادةٌ بعد قوله : عُكْلِيٌّ : مِن بَنِي عَوْفِ بنِ عبدِ مَنَاةَ بنِ أُدِّ بنِ طابِخَةَ . وفيه : فحَكَمَ لعبدِ المُطَّلِبِ
قلْتُ : وهو غيرُ ابنِ حُذَارٍ الأَسَدِيِّ حَكَمِ العرب الآتِي ذِكْرُه . قال الصّغانِيّ : وإِيّاه عَنَى الذُّبْيَانِيُّ بقوله :
رَهْطُ ابْنِ كُوزٍ مُحْقِبِى أَدْرَاعِهِم ... فيها ورَهْطُ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ . وذو حُذَارٍ مِن أَلْهانَ بنِ مالكِ بن زيدِ بنِ أَوْسَلَةَ بنِ ربيعةَ بنِ الخيارِ أَخِي هَمْدانَ بنِ مالكٍ
وحَبِيبَةُ بنتُ عبدِ العُزَّى بنِ حُذَارٍ شاعرةٌ تُوصَفُ بالكَرَمِ وهي من بَنِي ثَعْلَبَةَ بنِ سعْدِ بنِ ذُبْيَانَ . ورَبِيعَةُ بنُ حُذَارٍ الأَسَدِيُّ مِن بَني أَسَدِ بنِ خُزَيْمَةَ ثم بَنِي سعْدِ بنِ ثَعْلَبَةَ بنِ دُودانَ وحُذَار ٌهو ابنُ مُرَّةَ بنِ الحارثِ بنِ سعدِ بنِ ثَعلبةَ بنِ دُودَانَ والمشهورُ بالنِّسْبة إليها : قَبِيصَةُ بنُ جابرٍ بنِ وَهْبٍ بنِ مالكِ بنِ عُمَيْرَةَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّةَ الأَسَدِيُ الحُذاريُّّ : من التّابِعِين ذَكَرَه السّمْعَانِيُّ وذَكَرَ ابنُ الكَلْبِيِّ قَيْسَ بنَ الرَّبِيعِ الأَسَدِيَّ الكُوفِيَّ مِن وَلَدِ عميرَةَ بنِ حُذَارِ بنِ مُرَّةَ : حَكَم العَرَبِ وقاضِيها في الجاهليَّة ويُقَال له أَيضاً : حَكَمُ بَنِي أَسَدٍ وفيه يقولُ الأعْشَى :
وإِذا طَلَبْتَ المَجْدَ أَين مَحَلُّه ... فاعْمَدْ لبيتِ رَبِيعَةَ بنِ حُذَارِ . أَو هو حِذَارٌ ككِتَابٍ وهكذا كان يَرْوِي الأَصمعيُّ قولَ الذُّبيانِيِّ . يقال : أَنا حَذِيرُكَ منه أي مُحَذِّرُكَ منه أُحَذِّرُكَه : قال الأَصمعيّ : لم أسمع هذا الحَرْفَ لغَيْر الَّليْث وكأنه جاءَ به على لفْظِ : نَذيرُكَ وعَذِيرُكَ
عن النَّضْر : الحِذْريَةُ كالهِبْريَةِ : القطعةُ الغليظةُ من الأرض . وقال أبو الخَيْرَةِ : أعلَى الجَبَلِ إذا كان صُلْباً غليظاً مُسْتَوِياً فهو حِذْرِيَةُ . الحِذْرِيَةُ : حَرَّةٌ لبني سُلَيْمٍ وهما حَرّتانِ وهذه إحداهماالحِذْرِيَةُ : الأَرضُ الخَشِنَةُ والأَكَمَةُ الغليظةُ الحِذْرِيَاءَ . الحِذْرِيَةُ : عِفْرِيَة الدِّيكِ وَزْناً ومعنىً يقال : نَفَشَ الدِّيكُ حِذْرِيَتَه . ج حَذَارَى وحَذَارٍ . وحُذُرَّى كغُلُبَّى صِيغَةٌ مَبْنِيَّةٌ مِن الحَذَر وهي اسمٌ حَكَاهَا سِيبَوَيْهِ ومعناه الباطِلُ نقلَه الصغانيُّ . وحُذْرَانُ وحُذَيْرٌ كعُثْمَانَ وزُبَيْرٍ : عَلَمانِ وكذلك مُحَذِّرٌ كمحدِّث . والحُذَارِيَاتُ وفي بعض النُّسَخ زيادة : بالضمِّ : القومُ الذين يُحَذِّرُون أَي يُخَوِّفون ولو قال : المُنْذِرُون كما عَبَّر به غيرُه لكان أَحسنَ . واحْذَأرَّ الرجلُ : غَضِبَ فاحْرَنْفَشَ وتَقَبَّضَ وفي بعض النُّسَخ : وتَغَيَّظَ والأُولَى هي الموافِقَةُ لما في الأُصول
مِن أَسماءِ الفِعْل قولُك : حُذُرُكُ زيداً وحُذُارُيْكَ زَيْداً إذَا كنْتَ تُحَذِّرُه منه . وحَذارَكَ وحَكَى اللِّحْيَانيُّ : حَذَارِكَ بكسر الراءِ . وقيل : معنَى التَّثْنِيَةِ أَنه يُريدُ : لِيَكُنْ منكَ حَذَرٌ بعدَ حَذَرٍ . وأبو حَذَرٍ محرَّكَةً : كُنْيَةُ الحِرْباءِ لتَقَلُّبِه كثيراً . وأبو مَحْذُورَةَ : سَمُرَةُ بنُ مِعْيَرٍ ويقال : أَوْسُ بنُ مِعْيَرِ بنِ لَوْذَان أَحَدُ بَنِي جُمَحَ مُؤَذِّنُ النبيِّ صلّى اللهُ عليه وسلّم له صُحْبَةٌ وروايةٌ . وعُمَرُ بن محمّدِ بنِ عليِّ بنِ حَيْذرٍ بالذّال المعجَمة : محدِّثٌ عن أَبي الخَيْرِ بنِ أَبي عِمْرَانَ هكذا ضَبَطَه تلميذُه الإمامُ أبو القاسمِ بنُ عَساكِرَ في تاريخ دمشقَ . قال الحافظُ : وهو نَقطَها . قلت : فالعُهْدَةُ عليه . والمُحَاذَرَةُ والحِذَارُ بين اثْنَيْنِ كما هو مُقْتَضَى بابِ المُفَاعَلَةِ
ومّما يُستدرَك عليه : التَّحْذِيرُ : التَّخْوِيفُ . وفي الكتاب العزيز : " وإِنّا لَجَمِيعٌ حاذِرُونَ " وقُرِأَ : " حَذِرُونَ " و " حَذُرُونَ " أيضاً بضمِّ الذّالِ حكاه الأخْفَشُ ومعنَى : حاذِرُون : مُتَأَهِّبُون ومعنَى : حَذِرُون : خائِفُون وقيل : مُعِدُّونَ . ورُوِيَ عن ابن مسعودٍ أَنه قال : مُؤْدُونَ : ذو أَداة من السِّلاح . وقال الزَّجّاج : الحاذِرُ : المُسْتَعِدُّ . والحَذْرُ : المُتَيَقِّظُ . وقال شَمِرٌ : الحاذِرُ : المُؤْدِي الشّاكُّ في السِّلاح وأنشدَ :
" وبِزَّةٍ فَوقَ كَمِيٍّ حاذِرِ
" ونَثْرَةٍ سَلَبْتُها عن عامِرِ
" وحَرْبَة مثْلِ قُدَامَى الطَّائِرِ . وقولُه تعالَى : " ويُحَذِّرُكم اللهُ نَفْسَه " أي يُحَذِّرُكم إِيّاه . وعن أَبي زَيْد : في العَيْن الحَذَرُ وهو ثِقَلٌ فيها من قَذىً يُصِيبُها . وقد حَذَّرَه الأَمْرَ . وتقول : سُمِعَتْ حَذَارِ في عَسْكَرِهم ودُعِيَتْ نَزَالِ بينهم . وَسمَّوْا مَحْذُوراً . وكَعْبُ بنُ الحُذَارِيَّة له صُحْبَةٌ وذِكْرٌ في حديثٍ لابنِ رَزِينٍ العُقَيْلِيِّ