حَبْقُرٌّ كفَعْلُلٍّ أي بفتح فسكون فضمٍّ فتشديد ذَكَرُوه في الأَبنيةِ ولم يُفَسِّره لأن الأقْدَمِين إنّمَا يَذْكُرون الألفاظَ لأَمْثِلَةِ التَّصْرِيف إذ لا غَرَضَ لهم في ذِكْر معانِيها ومعناه البَرَدُ محرَّكةً وهو حَبُّ الغَمامِ يُقال في المَثَل : هو أبْرَدُ مِن حَبْقُرٍّ ويقال أيضاً : أبْرَدُ مِن عَبْقُرٍّ بالعين بدل الحاءِ وكذا أبْرَدُ مِن عَضْرَس . أوردَ الثلاثة الأزْهَرِيُّ في التَّهْذِيب وأصلُه حَبُّ قُرٍّ كأنَّهُمَا كلمتانِ جُعِلَتَا واحداً كذا ذَكره الجوهريُّ في عبقر وذَكر هناك حبقر استطراداً كما عكَسَه المصنِّف هنا . والقُرُّ : البَرْدُ فالكلمة مَنْحُوتَةٌ وحيث إنها منحوتةٌ فذِكْرُها في الأبنية غيرُ مناسب كما لا يَخْفَى والدَّلِيلُ على ما ذَكَرْتُه أن أبا عَمْرِو بنَ العَلاء المُقْرِئَ النَّحْوِيَّ اللغويّ الضَّرِيرَ يَرْوِيه أي المثَلَ : أبْرَدُ مِن عَبِّ قُرٍّ والعَبُّ : اسمٌ للبَرَدِ وقد ذَهَلَ عن ذِكْره في موضعه فعلى هذا كلٌّ مِن الكلمَتَيْن لفظٌ مستقلٌ ووَزْنٌ خاصٌّ وذَكَره الإمامُ أبو حَيّان في شرح التَّسْهيل وفَسَّرَه بأنه اسم عَلَم على موضع معروف للعَرَب كعَبْقَرٍ وأشار إليه في الارتشاف وذَكَره قبلَه ابنُ عُصْفُورٍ في المُمْتِعِ . قالَه شيخُنَا